24-09-2007, 11:38 AM
|
#5
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
|
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
وهو سعد بن مالك بن أُهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب بن مُـّرة ابن كعب بن لؤي، صحابي جليل، كنُىّ بأبي إسحاق القُرشي الزّهريُّ المكيُّ، أمه حَمنه بنت سفيان بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، قال عليه السلام: ''هذا خالي، فلُيرنّي أمرؤ خالهُ''، أسلم وهو ابن سبع عشرة سنة، وهو أحد العشرة الذين بشّرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، روى مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة هي في الصحيحيين خمسة عشر حديثا، وانفرد البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بثمانية عشر حديثا.
شهد بدرا، وكان يقاتل قتال الفارس في الرجال، وشارك في فتح العراق وكان النصر على يديه في القادسية والمدائن ويوم جلوُلاء.
روي أن سعدا قال: مررت بعثمان (يعني ابن عفان) في المسجد، فسلمتُ عليه، فملا عينية مني، ثم لم يرد عليَّ السلام. فأتيت عمر (يعني ابن الخطاب وكان حينها خليفة المسلمين)، فقلت: يا أمير المؤمنين! هل حدث في الإسلام شيء؟ قال: وما ذاك؟ قلت: إنيّ مررت بعثمان آنفا فسلمتُ فلم يردَّ عليَّ فأرسل عمر إلى عثمان، فأتاه، فقال: ما يمنعك أن تكون رددت على أخيك السلام؟ قال: ما فعلتُ . قلتُ: بلى حتى حلفَ وحلفتُ، ثم إنه ذكر فقال: بلى، فأستغفرُ الله وأتوُب إليه، إنك مررت بي آنفا، وأنا أُحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا والله ما ذكرُتها قط إلاّ يغشى بصري وقلبي غشاوة فقال سعد: فأنا أنبئك بها . إن رسول الله، ذكر لنا أول دعوة، ثم جاءه أعرابيٌ فشغله، ثم قام رسول الله، فاتبعتُه، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله، ضربت بقدمي الأرض، فالتفت إليَّ، فالتفتَ فقال: أبو إسحاق؟ قلت: نعم يا رسول الله ثم قال: فَمَه؟ قلت لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فقال: نعم، دعوة ذي النون، فقرأ ((لا إله إلا أنت سُبحانَك إني كنُت من الظالمين)) الآية (87) من سورة الأنبياء . فإنها لم يدعُ بها مسلمٌ ربـّه في شيء قطُّ إلا استجاب له . أخرجه الترمذي .
وقد قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى سرغ حيث أقام فيها خمسين ليلة، ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان: (سَرغ جمعه سُرُوغ الكرم: قضبانه الرطبة، وهو أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاج الشام وهناك لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمراء الأجناد بعد توليه الخلافة .
كما زار سعد أذرح بجنوب الأردن والتي فتحُت في السنة التاسعة للهجرة وصولح أهلها على مائة دينار جزية، وجاء بمعاهدة الصُلح ما يلي:-
(بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتابٌ من محمد النبي لأهل أذرُح ، إنهم آمنون بأمان الله ومحمد ، وإن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة، والله كفيل عليهم بالنصُح والإحسان للمسلمين ، ومن لجَأ إليهم من المسلمين من المخافة والتعزير إذا خشوا على المسلمين وهم آمنون حتى يُحدث إليهم محمد قبل خروجـه).
كما أقام سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن المسَور في قرية كانت من قرى الشام يقال لها عمّان. ذكر ياقوت أن عمان (كانت قصبة البلقاء، وبالقرب منها الكهف والرقيم، وهي على سيف البادية وذات قرى ومزارع ورستاقها البلقاء وهي معــدن الحبـوب والأنعام وبها عدة أنهار وأرحية يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق مُفَسفَس الصحن شبة مكة (يقصد الجامع الحسيني في وسط عمّان عاصمة الأردن العزيز)، قال: وهي رخيصة الأسعار كثيرة الفواكه).
روي عن سعد أنه قال: نزلت هذه الآية فيّ (وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما) الآية (8) من سورة العنكبوت . قال: كنت بّرا بأمي، فلما أسلمتُ قال: يا سعدُ! ما هذا الدين الذي قد أحدثتَ؟ لتدعنّ دينك هذا، أولا آكلُ، ولا أشربُ، حتى أموتَ، فُتعير بي، فيقال: يا قاتل أمه، قلت: لا تفعلي يا أمهّ، إني لا أدع ديني هذا لشيء، فمكثت يوما لا تأكل ولا تشربُ وليله، وأصبحت وقد جُهدت، فلما رأيت ذلك قلت: يا أمّه! تعلمين والله لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفساً ما تركتُ ديني، إن شئت فكلي أو لا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت.
وقد روى في مسند بقيّ مائتان وسبعون حديثا، وفي الصحيحيين ثمانية وثلاثون حديثا، أخرج الطبراني عن سعيد بن المسيب قال: خرجت جاريةٌ لسعد عليها قميص جديد، فكشفها الريح، فشدَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليها بالدّرةّ، وجاء سعيد ليمنعه، فتناوله بالدّرة، فذهب سعد يدعو على عمر . فناوله الدّرّه وقال: اقتص، فعفا سعد عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وكان سعد قد اجتنب الفتنه، ونهى عن سب المسلمين من الخلفاء والولاة أو العامة، أو أحدا من المسلمين، واعتزل الخوض في الفتنه حتى أنه روي أن ابنه عمر جاءه يوما فقال: يا أبت أرضيت أن تكون إعرابيا في غنمك . والناس يتنازعون الملك بالمدينة، فضرب صدر عمر، وقال: اسكت، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عزّ وجل يحبُ العبد التقّي الغنّي الخفيّ)
وروي عنه أنه قال خلال الفتنه (لا أقاتل ''أحدا من المسلمين'' حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان فيقول: هذا مؤمن وهذا كافر). وكان سعد رضي الله عنه قصيرا دحداحاً، غليظا ذا هامة، أشعر الجسد، يَخضبُ بالسواد، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله، وجعل يرمي السهام التي كان يعطيها له الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحُد، روي عنه أنه قال: نَثَل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانته يوم أحـُد وقال: (ارم فداك أبي وأمُي).
روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث سعدا في سرية إلى جانب من الحجاز جهة رابغ من جانب الحُجفهَ، فانكفأ المشركون على المسلمين فدافع سعد عنهم يومئذ بسهامه وأنشد:
ألا هل أتى رَسولَ الله أني *** حَميتُ صحابتي بصدور نبلي
فمــا يعتـدّ رام في عــــدو *** بسهم يا رسول الله قبلـــــــي
وكان رضي الله عنه آخر المهاجرين وفاة، توفي سنة ست وخمسين للهجرة في قصر بناه في حمراء الأسد قرب المدينة المنورة وكان عمره اثنتين وثمانين عـاما. رحمه الله رحمة واسعة بفضله.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته لي ...
|
|
|