عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-09-2007, 08:02 AM   #1
أبو إيهاب
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
 
الصورة الرمزية لـ أبو إيهاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
إفتراضي أخلص العمل يجزك منه القليل !!!

فى جولة حول بعض الخواطر التى نشرت كانت سعادتى لا توصف ، فقد كانت تكاد أن تحيط بكل المنجيات من المهالك ، فجزى الله سبحانه وتعالى كل الخير على من قدمها لإخوانه ونصحنا بما يجمعنا معهم ، بإذن الله ، فى جنات النعيم .


بقى أن أشير إلى أمر فى غاية الأهمية ، وكلكم والحمد لله تعرفونه ، وذلك من باب التذكرة للمؤمنين .


تعلمون أن أهم هدف للصيام هو "..... لعلكم تتقون" ، والخاسر هو من يغفل عن هذا الهدف ، فيكون عمله مردود عليه لم يحصل منه إلا على الجوع والعطش وسهر الليل ... تقوى الله سبحانه وتعالى هى أن تخلص العمل له ، والإخلاص شئ عزيز لا يتيسر إلا لمن يسره الله له ، فاطلبه منه سبحانه بإلحاح .


الإخلاص كما يقول "إسماعيل الهروى صاحب منازل السائرين" ، هو تصفية العمل من كل شوب ... وفى شرحه يقول ابن القيم ... أى لا يمازج عمله ما يشوب من شوائب إرادات النفس : إما طلب التزين فى قلوب الخلق ، وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم ، أو طلب تعظيمهم ، أو طلب أموالهم ، أو خدمتهم ومحبتهم ، وقضائهم حوائجه ، أو غير ذلك من العلل والشوائب ، التى عَـقْـدُ متفرقاتها : هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنا من كان .
ويعرض للعامل فى عمله عدة آفات : رؤيته ، وملاحظته ، وطلب العوض عليه ، ورضاه به ، وسكونه إليه .


وكما قال البعض ، إذا رأيت فى عملك الإخلاص ، فأنت فى حاجة إلى إخلاص ... وذلك لأنك رأيت نفسك وقد نهانا سبحانه وتعالى عن تزكية أنفسنا ، لأنه هو أعلم بمن اتقى .


هذا هو المطلب الصعب الذى يجب أن نحرص جميعا عليه ، وكما سبق أن قلت فلتسأله سبحانه أن ييسره لك ، فأنت بالله أولا وأخيرا ، ولو تركت نفسك لنفسك هلكت ... فكثيرا ما يقول المرء ، لقد أرضيت ضميرى ، ما هو ضميرك ؟؟؟ أليس ما يرضاه ضميرك هو مقاييس شخصية ؟؟؟ ... ولكن قل لقد حاولت أن أرضى الله ، أى حاولت أن أتقيه .


سورة نغفل فى بعض الأحيان عن معناها ، وهى سورة الماعون ، فالبعض يظن أن السهو عن الصلاة هو نسيان أداؤها ، وقد يكون هذا المعنى وارد ، ولكن لو أخذنا الآيات جملة واحدة لتبين لنا أن المقصود الأساسى من هذا السهو هو السهو عن معنى الصلاة ، فقد قال سبحانه "فويل للمصلين" أى المؤدون لها لا الساهون عنها ، فلا صلاة لمن لا يرق قلبه لليتيم والمسكين ، ولا صلاة للمرائى بصلاته ولا يصليها بإخلاص ، وكذلك هذا الذى لا يتعاون مع خلق الله ... هو مؤدى للصلاة ولكنه مكذب لحقيقة الدين . فجميع العبادات والأعمال الصالحة ، بما فيها الصوم والصلاة لابد فيها من الإخلاص والتقوى ، وتترك نتيجة عملك لتعرفه يوم القيامة بإذن الله .


إذا فالإخلاص هو أهم شئ فى العبادة وفى العمل الصالح الذى تتقرب به له سبحانه .


ليلة القدر تقترب منا فلا تضيعوها بعمل غير خالص لوجهه الكريم ، وهذا يسرى على جميع الأيام الأخرى ، ولكنى ذكرت ليلة القدر لأنها خير من ألف شهر ، ولن تعود إلا فى العام المقبل ، وقد لا تعود بالنسبة للبعض ، فاغتنمها .
أبو إيهاب غير متصل   الرد مع إقتباس