23-09-2007, 02:32 PM
|
#2
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
|
الزبير بن العوام رضي الله عنه
الزبير بن العوام رضي الله عنه
وهو الزبير بن العوام بن خُويلد بن أسد بن عبد العزىّ بن قصَي بن كلاب بن مُرةَّ بن كعب بن لؤي ابن غالب، صحابي جليل، ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب، أسلم وهو حدث لم يتجاوز عمرة ستة عشرة سنة .
حواريّ رسول صلى الله عليه وسلم؛ قال عليه السلام لـُكلّ نبي حواريٌّ وحواريَّ الزبير والحواري الخليل الخالص من كل شيء؛ وكان مندوبا من رجال النجدة، طويلا خفيف اللحية والعارضين، عذبه عمه ليرجع إلى الكفر بتعليقه والتدخين عليه وهو معّلق، وأصر على إسلامه قائلا: لا أرجع إلى الكفر أبدا بشّره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة؛ وهاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقاتل على فرس له يوم بدر على ميمنة الرسول صلى الله عليه وسلم معتمرا عمامة صفراء.
قال فيه عامر بن الزبير شعرا منه :
جَدي أبنُ عمَة احمد ووزيرُه *** عند البلاَء وفارس الشَّقـــــــراء
وغداة بَدر كان أوّل فــــارس *** شهَدَ الوغى في اللامة الصفراء
نَزَلت بسمياهُ الملائكُ نُصـرةَ *** بالحوض يومَ تألبّ الأعـــــــــداء
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أنتدب أبو بكر الصديق، والزبير بن العوام رضي الله عنهما يوم أحد في سبعين من الصحابة رضوان الله عليهم ليتبعوا أثار المشركين خشية أن يرجعوا فخرجوا فسمع بهم المشركون فانصرفوا ولم يلقوهـم. وهو الذي أتى المسلمين بخبر بني قريضة يوم الخندق. وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم لابن الزبير أبويه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول للزبير أرم فداكّ أبي وأُمي. وروي أن الزبير ضرب يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة بالسيف على مغفرة فقطعه إلى القربوس. فقالوا: ما أجود سيفك! فغضب الزبير؛ يريد أن العمل ليده لا للسيف. والقربوس : مقدم السرج ومؤخره .
وقد شارك الزبير في فتح مكة وأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم يومها لواءين؛ لواءه ولواء سعد بن عباده فدخل مكة بلواءين .
وروى هشام بن عروه أنه كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداهن في عاتقه قال: إن كنُت لأدخل أصابعي فيها، ضُرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك في الأردن . وكان بسيفه فّله فلها يوم بدر .
وقال النابغة بسيف الزبير :-
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهَّن فُلولٌ من قراع الكتائب
وقد روي أن الزبير بن العوام رضي الله عنه خرج غازيا إلى مصر فكتب إليه أمير مصر أن الأرض قد وقع بها الطاعون فلا تدخلها، فقال: (إنما خرجت للطعن والطاعون، فدخلها فلقي طعنة في جبهته فأفرق). أفرق : يعني برأ من الطاعون .
امتدح حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام فقال :-
أقام على عهد النبّــي وهديــــــــــــه *** حواريّه والقـــول بالفعل يُعـــــدُ
لأقام على منهاجــه وطريقـــــــــــــه *** يُوالي وليَّ الحـقّ والحـقُّ أعدلُ
هو الفارس المشهور والبطل الـذي *** يصولُ إذا ما كـان يـومٌ محجّــل
إذا كشفت عن ساقها العربُ حشّها *** بأبيض سباق إلى المـوت يُرقـلُ
وإنَّ إمرىءً كانت صفيـــةُ أمّـــــــهُ *** ومن أســد فــي بيتها لمؤثَّــــــل
ُ فكم كربة ذب الزبيـــرُ بسيفــــــــه *** عن المصطفى والله يُعطيفيجزلُ
ثناؤك خيرٌ من فعال معاشــــــــــــر *** وفعــلُكَ يا ابن الهاشميةّ أفضـلُ
تزوج الزبير بن العوام رضي الله عنه من أسماء بنت أبي بكر، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل وأم خالد بنت خالد بن سعيد، وأم مصعب الكلبية .
ولم يقبل أن يّولى إمارة، ولا جباية ولا خراجا، وإنما كان دائما مجاهدا في سبيل الله، وكان أول من سلّ سيفا في سبيل الله، دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا له الرسول عليه السلام ولسيفه، كما أنه جاهد مع خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين.
وقد أستشهد رضي الله عنه في رجب سنة ست وثلاثين للهجرة في وادي السباع قرب البصرة، وكان عمره آنذاك نحوا من أربع وستين سنة، وقالت زوجته عاتكه في رثائه :
غـَدَر ابنُ جرموز بفارس بُهم *** يوم اللقاء وكان غَيرَ مُعـــــــردَّ
يا عَمرو لو نّبهتهُ لَـوَ جدتــهُ *** لا طائشا رعش البنات ولا اليد
ثكلتَك أمّك إن ظفرت بمثلـــه *** فيما قضَى ممّا تروُحُ وتغتـــدي
والله ربّك إن قَتَلت لمُسلمــــا *** حّلت عليك عُقوبة المتعمــــــــدّ
قيل للزبير بن العوام مالك لا تُحّدثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يحدث عنه فلان وفلان؟ قال: ما فارقته منذ أسلمتُ، ولكن سمعتُ منه كلمة، سمعته يقول: (من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
ولذلك كان رضي الله عنه مقلا في رواية الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وله في مسند بقيَّ ثمانية وثلاثين حديثا، منها في الصحيحيين حديثان، وانفرد البخاري بسبعة أحاديث .
رحم الله الزبير بن العوام رحمة واسعة بفضله.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته لي ...
|
|
|