حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   التصدي للطائفية (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=89859)

صفاء العشري 24-04-2015 03:06 PM

التصدي للطائفية
 
منذ بداية عام 2013 تفاقم الصراع الطائفي في الشرق الأوسط، وأصبحنا نشهد تزايدا في الخطابات الطائفية التي توفر نقطة جذب عاطفية للتعبئة الشعبية تستخدمها بسهولة الأطراف المشاركة في النزاع لتحقيق أهدافها.
فالصراع الطائفي من النوع السائد الآن هو أحد أعراض الصراع السياسي وليس سببا. جرت تغذيته فأصبح سببا للعنف ولضرب استباقي تقوم به الجماعات ضد تهديدات متصورة لمجتمعاتها أو السعي للانتقام.
لعب نظام الأسد في سورية على مخاوف الأقليات بهدف حشد الدعم للميليشيات الشيعية الإقليمية من خارج سوريا. وعلى المقلب الآخر ، استخدمت الجماعات السنية والإسلامية الأخرى المتشددة الخطاب المعادي للشيعة ومعاداة إيران لتبرير أفعالها. وفي العراق الأمور ليست بأفضل وقد شهدنا تصعيدا مماثلا للشعور الطائفي في أجزاء كثيرة من العالم العربي والإسلامي.
بالطبع يغذي تدخل العوامل الإقليمية والدولية هذا العنف ويعقد الصراع، ولكن أي حل حقيقي أو تفاهم بين المجموعات المختلفة هو حل نابع منها هي . وعلى الرغم من الدوافع السياسية وراء هذا الصراع، لا يمكن لأحد أن يشك في أن للطائفية جذور في مكان ما في عمق المجتمعات المحلية نفسها. ولذلك فإن مواجهة هذه الاختلافات، وقبول التنوع، واحترام الحق في الانتماء إلى دين أو جماعة أو قبيلة مختلفة هو الحل على المدى الطويل، وهذه مسؤولية المجتمعات المحلية نفسها جنبا إلى جنب مع الحكومات.
لدى المملكة المتحدة بعض الخبرة الصائبة حول الصراع الطائفي. ايرلندا هي مثال حي كيف تم التوصل إلى السلام بعد سنوات من الصراع الطائفي. لقد دهشتً عندما اكتشفتً أن الأمر لا يقتصر على السلطات السياسية التي تعمل على الحفاظ على السلام ولكن المنظمات المدنية كذلك تكافح الطائفية بنشاط. وفي السنوات الأخيرة بذلت اسكتلندا أيضا جهودا لمعالجة هذه القضية الاجتماعية عميقة الجذور والواسعة النطاق. إذ تجري دراسة المشاكل المرتبطة بالصراع الديني ومواجهتها في المجتمع من خلال المدارس، والجماعات المحلية، والأكاديميين، وأندية كرة القدم، وهيئات كرة القدم الحكومية، والكنائس، والجمعيات الخيرية، والمتاحف والمعارض الوطنية والمحلية وعدد متزايد من الأفراد في مختلف أنحاء البلاد.
ومن بين هذه الكيانات "Nil by Mouth" وهي جمعية خيرية مسجلة في اسكتلندا معنية بالتصدي للطائفية. تقدم نفسها على أنها:
“تركز "Nil by Mouth" أساسا على التصدي للكراهية الطائفية وسوء المعاملة والتمييز بين الكاثوليك والبروتستانت. إن التحيز الذي يلطخ الثقافة الاسكتلندية يغذي واقعا مخيفا بأنك لا تحتاج للانتماء إلى عقيدة معينة لكي تكون ضحية للطائفية. فالمدرسة التي تذهب إليها ، والمجتمع الذي تنتمي إليه، اسمك، لهجتك أو لون ملابسك يمكنها جميعا أن تعرف عنك وتحولك هدفا للتمييز وسوء المعاملة وهناك أمثلة كثيرة عن هذه الحالات . ونحن نعرف الطائفية على النحو التالي:
"المعتقدات الضيقة الأفق التي تؤدي إلى التعصب والتمييز والحقد وسوء النية تجاه أعضاء أو أعضاء مفترضين في طائفة دينية معينة.
"عادة ما ترتبط الطائفية في اسكتلندا بالانقسامات البروتستانتية / الكاثوليكية، ولكن من المفيد أن نفهم أن الطائفية تحدث أيضا داخل الأديان الأخرى وهي سمة من سمات التعصب الديني."
هل هذا الوصف يعكس الوضع في بعض الدول العربية؟ هل يمكن أن يلهم المنظمات العربية المدنية والثقافية والأكاديمية وغيرها من الجماعات والكيانات للقيام بدور حيوي في معالجة هذه المشكلة والتغلب على الجذور السياسية لهذه الكراهية؟


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.