حوار الخيمة العربية - متى ينتهي الملف النووي الإيراني

يذكرني سياق الملف النووي الإيراني بقضية ((المدفع العملاق)) الذي نسبته مارغرت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا إلى صدام حسين حينها ملأت الدنيا و شغلت الناس قضية المدفع العملاق .ثم تبين أن ليس ثمة مدفع عملاق ولا من يحزنون .
هنا في الحالة الإيرانية الوضع مختلف . إيران تسعى جاهدة لامتلاك تقنية نووية تفرض من خلالها موقعها الإقليمي المميز منافسة مصر و السعودية .و هذا الإحتكاك أدى إلى بروز إشكاليات طائفية و سياسية و مذهبية .
المتابع لهذا الملف الإيراني منذ أربع سنوات يجد أن لا نهاية له رغم ما تقدمه إيران من تسهيلات في أفغنستان و العراق.و يبدو أنها تتطلع للسياق نفسه في لبنان و غزة .
تصريحات البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يتطلع لأن يصبح رئيسا ً لمصر بعد مبارك و تصريحات المسؤولين الغربيين المتناقضة حول الملف الإيراني تبرز أن مشوار هذا الملف طويل و طويل جدا ً .فقد أكد البرادعي أن إيران لم ترفض خطة الوكالة الخاصة بالوقود النووي لكنها لم تعط ’’ردها النهائي’’ , و حذر من نفاذ الوقت كما جدد رفضه لسياسة العقوبات و خيار العمل العسكري و رأت مجموعة الدول الكبرى ’’5+1’’ عقب اجتماع في بروكسل أمس في بروكسل أن إيران لم ترد إيجابيا ً على عرض مبادلة الوقود النووي و أكد مسؤول أمريكي أو واشنطن لن تشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية .
و أوضح مسؤول كبير في الإتحاد الأوروبي أن الدول الست بحثت خلال مسألة العقوبات بحق طهران و لكن ليس في شكل محدد. و قال أن استراتيجية ’’المقاربة المزدوجة’’ لا تزال معتمدة حيال إيران في إشارة إلى استراتيجية العقوبات و التحفيزات .
و أعلن بروس ريدل مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولايات المتحدة لن تشن هجمات على المنشآت النويية الإيرانية .و أرجع ذلك إلى القلق الذي يراود واشنطن بالنسبة لباكستان التي تتواجد فيها عشرات القنابل النويية و إمكان حصول منظمة إرهابية على هذا النوع من السلاح . و قال إن هذا الموضوع يحتل قمة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية و هو مطروح بشكل مكثف في جميع الإستراتيجيات الأمريكية و الغربية بشكل عام و المتعلقة بذلك الجزء من العالم .
و يبدو أن ما يجري في إيران من قلاقل داخلية دفع القوى المناوئة لإيران إلى التريث لرؤية ما ستؤول إليه الأوضاع فقد كانت إسرائيل ووزير دفاعها السابق موفاز من أشد الحريصين على توجيه ضربة لإيران و لكن الآن يبدو أن الضربة ستأتي من الداخل لإنهاء مسلسل الملف النووي .