حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   القلب السليم (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=80114)

فرحة مسلمة 04-08-2009 02:06 PM

القلب السليم
 
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
http://www.islamic-council.com/quran/image/26_088.gif


القلب السليم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .
فإن أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات، وقد نهى النبي عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء فقال صلى الله عليه وسلم: '' لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث '' [رواه مسلم]. وقال حاثاً على المحبة والألفة: '' والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا.. '' [رواه مسلم] وعندما سُئل النبي أي الناس أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم:''كل مخموم القلب صدوق اللسان '' قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عليه وسلم : '' هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد '' [رواه ابن ماجه] وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ [الحجر:47] وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة. قال ابن حزم وكأنه يطل على واقع كثير من المتحاسدين والمتباغضين، أصحاب القلوب المريضة:

( رأيت أكثر الناس - إلا من عصم الله وقليل ما هم - يتعجلون الشقاء والهم والتعب لأنفسهم في الدنيا ويحتقبون عظيم الإثم الموجب للنار في الآخرة بما لا يحظون معه بنفع أصلاً، من نيات خبيثة يضبون عليها من تمنى الغلاء المهلك للناس وللصغار، ومن لا ذنب له، وتمنى أشد البلاء لمن يكرهونه، وقد علموا يقيناً أن تلك النيات الفاسدة لا تعجل لهم شيئاً مما يتمنونه أو يوجب كونه وأنهم لو صفوا نياتهم وحسنوها لتعجلوا الراحة لأنفسهم وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم، ولاقتنوا بذلك عظيم الأجر في المعاد من غير أن يؤخر ذلك شيئاً مما يريدونه أو يمنع كونه، فأي غبن أعظم من هذا الحال التي نبهنا عليها؟ وأي سعد أعظم من الحال التي دعونا إليها

وكثير من الناس اليوم يتورع عن أكل الحرام أو النظر الحرام ويترك قلبه يرتع في مهاوي الحقد والحسد والغل والضغينة، قال عبد الله الأنطاكي: '' إنما هي أربع لا غير: عينك ولسانك وقلبك وهواك، فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل، وانظر لسانك لا تقل به شيئاً يعلم الله خلافه من قلبك، وانظر قلبك لا يكون منه غل ولا حقد على أحد من المسلمين، وانظر هواك لا يهوى شيئاً من الشر فإذا لم يكن فيك هذه الخصال الأربع فاجعل الرماد على رأسك فقد شقيت ''


وبعض الناس يظن أن سلامة القلب تكمن في سهولة غشه وخداعه والضحك عليه وهذا خلاف المقصود.

قال ابن القيم رحمه الله: ''الفرق بين سلامة الصدر والبله والتغفل: أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته، فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعمل به، وهذا بخلاف البله والغفلة فإنها جهل وقلة معرفة، وهذا لا يحمد إذ هو نقص، وإنما يحمد الناس من هو كذلك لسلامتهم منه ''. والكمال أن يكون عارفاً بتفاصيل الشر سليماً من إرادته قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: '' لست بخبِ ولا يخدعني الخب '' وكان عمر أعقل من أن يُخدع وأروع من أن يَخدَع.

وسلامة الصدر من أسباب دخول الجنة فعن أنس بن مالك قال: كنا جلوساً مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: '' يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ''، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال فلما كان الغد قال النبي مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت فقال: نعم، قال أنس: وكان عبدالله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاَ غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبدالله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبدالله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار فأردت أن أوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبدالله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق '' [رواه الإمام أحمد].

من أسباب التشاحن والتباغض:
1 - طاعة الشيطان: قال تعالى: وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِىَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً [الإسراء:53] وقال صلى الله عليه وسلم : '' إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم '' [رواه مسلم].

2 - الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى رجلاً بالبعد عن الغضب فقالصلى الله عليه وسلم : '' لا تغضب '' فرددها مراراً [رواه البخاري] فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة.



3 - النميمة: وهي من أسباب الشحناء وطريق إلى القطيعة والتنافر ووسيلة إلى الوشاية بين الناس وإفساد قلوبهم، قال تعالى ذاما أهل هذه الخصلة الذميمة: هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ
[القلم:11]

وقال صلى الله عليه وسلم : '' لا يدخل الجنة فتان '' وهو النمام.



4 - الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله قال صلى الله عليه وسلم :''إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النارلحطب''

[رواه أبوداود] والحسد يولد الغيبة والنميمة والبهتان على المسلمين والظلم والكبر.





5 - التنافس على الدنيا:


خاصة في هذا الزمن حيث كثر هذا الأمر واسودت القلوب، فهذا يحقد على زميلة لأنه نال رتبة أعلى، وتلك تغار من أختها لأنها حصلت على ترقية وظيفية، والأمر دون ذلك فكل ذلك إلى زوال.


وما هي إلا جيفة مستحيلة *** عليها كلاب همهن اجتذابها

فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها

الجنرال 2009 04-08-2009 09:16 PM

القلب الصحيح, هو القلب الذي يبرأ من عيوب القلوب وأمراضها، فلا يحمل غلاً لأحدٍ من المسلمين، ولا حقداً، ولا حسداً، ولا غشاً, ولا يصل إليه عجب, ولا يتطرق إليه كبر, فهو منكسر بين يدي ربه - تبارك وتعالى - متذللاً له, قد برأ من كل الشبهات التي تخالف خبر الله - تبارك وتعالى - في كتابه، وعلى لسان رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم -, ومن كل الشهوات التي تخالف أمر الله - تبارك وتعالى - وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم -, يحذر من تقلب القلوب، ويحذر الآخرة، ويرجو رحمة ربه - تبارك وتعالى - قال الله في كتابه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
شكرا فرح ...
:thumb:

فرحة مسلمة 04-08-2009 10:55 PM

إقتباس:

ومن كل الشهوات التي تخالف أمر الله - تبارك وتعالى - وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم -, يحذر من تقلب القلوب، ويحذر الآخرة، ويرجو رحمة ربه - تبارك وتعالى - قال الله في كتابه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
مرحبا اخي الكريم الجنرال2009

جزاك الله خيرا على ما اتممت به موضوعي هذا وزدته تفصيلا وتوضيحا .

هناك من اخواننا من يبيت ساجدا قائما لربه يخاف عقابه ويرجو رحمته وهناك من يبيت

مستسلما للشيطان ولهواه لاهيا اما في مسامرة البنات او شرب الخمر او لعب القمار..

هل يستويان مثلا ؟؟

هدانا وهداهم الله.

أبا الوليد 23-08-2009 11:27 AM

جزاكم الله خيرا وكل عام وانتم بخير ...

فرحة مسلمة 24-08-2009 01:30 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة أبا الوليد (المشاركة 660424)
جزاكم الله خيرا وكل عام وانتم بخير ...

ولك المثل اخي الكريم

وبارك الله لك على مرورك العطر


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.