حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   المنبه المتعطل للشارع العربي (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=75037)

ابن حوران 27-11-2008 03:00 PM

المنبه المتعطل للشارع العربي
 
المنبه المتعطل للشارع العربي

هناك أشخاص لا يستطيعون أن يفيقوا من نومهم إلا بجهاز تنبيه، قد يكون ساعة أو تلفون، أو بواسطة شخص آخر يكون يقظا في الموعد الذي أراد من يستفيق فيه.

وهناك أشخاص، دربوا أيديهم أن تتجه الى المنبه وتسكت ضجيجه دون أن يستفيقوا، فقد يقرر أحدهم وهو نائم أنه ليس هناك ما يجعله يستيقظ في مثل تلك الساعة، فإن كان ضبط ساعة المنبه ليستفيق في موعد السحور برمضان فإنه سيقنع نفسه أنه لا داعي لتناول السحور، فباستطاعته الصيام دون سحور ، وإن ضبط ساعة المنبه ليذهب لعمله في الصباح، سيشغل نفسه في تأليف عذر يخفف عليه لوم اللائمين، أو أنه سيضحي بما يقع عليه من عقوبة بدل تمتعه بنوم لا يريد قطعه فجأة.

بالمقابل، فإن هناك أشخاصا لا يستعينون بمثل تلك الأجهزة، فإن جاء الفجر نهضوا لصلاتهم دون تنبيه من جهاز، وإن كانوا قد ضربوا موعدا لعمل أو لقاء أو سفر، كانوا في مكان الموعد قبل دقائق أو مع الوقت، دون الاستعانة بمن يذكرهم بذلك.

الشارع العربي، مكان لقاء، ومكان سير الحافلات والسيارات، ومكان سير السابلة. وشوارعنا مزدحمة باستمرار، ونسب حوادث السير فيها من أعلى النسب في العالم، لكنه في موضوعنا، هو المكان الخاوي الخالي من الحياة، ويذمه كل من يكتب في الصحافة ويطلع على شاشات التلفاز، وقد اقترب من التفوق على الحكومات العربية فيما يلقى من الذم والغمز.

وكون الشارع العربي، هنا، مكانا، فهو كمبنى النقابة أو مبنى النادي الثقافي، لا أهمية لطرز البناء و فخامة الأثاث فيه، ولكن الأهمية تعود لما يؤدي ذلك المكان من وظيفة، فعندما نقول اشترى النادي الفلاني لاعبا بمبلغ كذا، لا نعني البناء والأثاث والملابس الرياضية، بل نعني الإرادة التي ترجمتها إدارة النادي في تتميم تلك الصفقة وما وراءها من أهداف.

في السنوات الأخيرة، نام الشارع العربي، ولم يعد يفيق على الضجيج حوله، لا في العراق، ولا في غزة و لا في السودان. لماذا نام؟ ومن سيوقظه؟ وكيف؟

لما كان جهاز التنبيه للنيام (مشاعا) ولا يملكه أحد، كان ضبطه على أوقات، للنيام فيها رأي، فالاعتداء على لبنان كان يشد بعض النيام ويسر بعضهم، فمراقبة ململة الذين يريدون النهوض لمن يهنئوا بنومهم، جعل من موضوع تلك المراقبة بديلا شرعيا للنهوض. ورنين جهاز الإيقاظ لحصار غزة، أوجد وضعا مشابها للمثال السابق، فمن يريد النهوض يجعل من موضوع الخلاف الداخلي الفلسطيني مبررا لاستمراره في نومه، فيقول: أأريد أن أكون ملكيا أكثر من الملك؟ وهكذا يجد الشارع (المكان، والجمهور، والفقه) مبررا يعطي لكبوته الحق في الاستمرار بالإغفاءة.

وحتى تعود الحيوية للشارع العربي، على من يزعمون أنهم يمسكون بضوابط الشارع وجهاز تنبيهه، أن يكفوا عن انتقادهم لبعض، وأن ينسقوا فيما بينهم لتوحيد الصف، وإن لم يستطيعوا فعل ذلك، عليهم أن يكفوا عن التدخل بالشارع، فقيادات الشارع تصنعها وتنتخبها الضرورة، كما تصنع وتنتخب خلية النحل ملكتها عندما تهرم وتعجز الملكة القائمة عن أداء دورها. حقا أن ذلك سيسبقه (تطريد) [أي انقسام الخلية] لكنها هي سنة الحياة فعمر النحل من عمر البشر أو يزيد، وما زال يصنع العسل
.

محمود راجي 29-11-2008 11:48 PM

ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

اليمامة 30-11-2008 12:28 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران (المشاركة 609507)
المنبه المتعطل للشارع العربي


وحتى تعود الحيوية للشارع العربي، على من يزعمون أنهم يمسكون بضوابط الشارع وجهاز تنبيهه، أن يكفوا عن انتقادهم لبعض، وأن ينسقوا فيما بينهم لتوحيد الصف، وإن لم يستطيعوا فعل ذلك، عليهم أن يكفوا عن التدخل بالشارع، فقيادات الشارع تصنعها وتنتخبها الضرورة، كما تصنع وتنتخب خلية النحل ملكتها عندما تهرم وتعجز الملكة القائمة عن أداء دورها. حقا أن ذلك سيسبقه (تطريد) [أي انقسام الخلية] لكنها هي سنة الحياة فعمر النحل من عمر البشر أو يزيد، وما زال يصنع العسل
.

أستاذ ابن حوران :
غنى والدي وجيله للوحدة العربية .. فوالدي كان ناصري من ناحية هدف الوحدة .. إلا وأننا وبعد مايقارب خمسون عاماً من استقلال الدول العربية بعيدين عن هدف الوحدة المنشود ..فلكل دولة نظامها وسياستها .. واقتصادها وعلاقاتها .. وقوميتها المحلية .. والتنسيق لا يزال هو الاستثناء والمنافسة هي القاعدة ..
خلافاتنا الحادة والجارحة دائماً موجودة .. تهدأ حين ثم تنفجر حيناً آخر وتصل الى درجة قفل الحدود بين دولة وأخرى ..وصدام مسلح بين دولة وجارتها .. وحملات إعلامية مسعورة ... وفي الأخير نردد كذباً "شركاءنا في التاريخ والآمال والمصير المشترك " !!!!!!!
قد يكون السبب في عدم النجاح هو أن السعي وراء وحدة عربية متكاتفة أمر بعيد المنال فهو توحد حول أمر عنصري ..وهو الأصل .. بينما الوحدة الاسلامية هي توحد روحي والجميع يشعر بها على أنها ضرورة تقتضيها مصالحهم ومصالح دينهم ورضا الله عز وجل عنهم

ابن حوران 06-12-2008 09:54 PM


الأخت الفاضلة اليمامة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك سؤال لم يجب عليه أحد، وهو هل رديف الوحدة العربية هي الوحدة الإسلامية؟ فإن كانت الأقطار الحالية تعاني من عدم تمكنها من بقاء وحدة أقطارها كالسودان ولبنان والعراق والصومال، فكيف ستكون هذه مهيأة لوحدة عربية شاملة، وإن كان هذا حالها، فكيف سيكون شعار وحدة إسلامية قابلا للتطبيق.

ليس هناك تناقض بين المناداة بالوحدة العربية مع المناداة بالوحدة الإسلامية، ولكن المناداة بالوحدة العربية أو بأشكال متواضعة لها، يكون أسهل جغرافيا، ولتجنب الحساسية الإثنية أي تلك التي تخلق استفزازا لمن ليسوا عربا، كما هي الحال في بلدان المغرب والعراق والسودان، فإن إعطاء اسم البلدان الناطقة بالعربية سيكون حلا تصالحيا في الخطاب الثقافي.

أما لماذا فشل أصحاب المناداة بهذا الشعار؟ فليس الفشل دليلا على سوء الأيديولوجية أو العقيدة، ألم تفشل الدولة الإسلامية وتتشرذم قبل ظهور الأفكار القومية، فظهرت في عهد الرشيد دولا على هامش (الدولة الإسلامية) مثل دولة الأمويين في الأندلس، ودولة الصفارين في إيران واليعافرة في اليمن ثم تلت تلك الشرذمات عشرات الدول؟ وهذا لا يعني فشل العقيدة الإسلامية، بل سوء تنفيذ إدارتها. وهذا ما حدث مع دول حديثة أيضا، يوغسلافيا، الاتحاد السوفييتي الخ.

في كل الظروف، التي مر بها الحكم العربي، بقيت وحدة الثقافة العربية ماثلة، فلم يستنكف ابن المغرب عن ترديد أشعار ابن المشرق، وإن زالت سطوة الحكم العرقي فيه، كذلك الحال عندما يتناول باحث إماراتي ما كتبه باحث من تونس أو الجزائر أو اليمن.

إن الحدود المشتركة واللغة المشتركة والآمال المشتركة التي تربط أبناء الأقطار العربية هي أقوى منها بين 550 عرق في دولة الهند ودياناتها فوق المائة، وهي أقوى من تلك الموجودة بين دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وغيرها.

بالمقابل، فإنه ليس هناك أمة إسلامية، هناك أمم إسلامية، أكبر تجمع للمسلمين (عددا) هم الموجودون في الهند، ولا يقلقهم كثيرا ما يعاني منه النيجيري أو السنغالي المسلم، وكذلك هي الحال بالنسبة للإيراني والتركي.

أما تلك الدعوات التي تحرم علينا كعرب التوقف عن التفكير بمصيرنا المشترك، فروافعها معروفة، منها الفطرية البسيطة التي تتوق لوحدة إسلامية أكبر، ومنها من تنعم بقطريتها الضيقة، فلا تريد مزاحمة غير مأمونة العواقب في حالة الوحدة، فترفع شعار الوحدة الإسلامية من باب (رفع العتب) وهي تعرف استحالة قيام مثل تلك الوحدة، فتدفع عن ظهرها خطر الوحدة العربية.

على أي حال سبق وتكلمنا في موضوع الوحدة عن كل التفاصيل

تقبلوا احترامنا وتقديرنا

الاسد المصري 08-12-2008 08:56 PM

هل عندكم منبهات
لا ادكر ان للعرب منبهات

ابن حوران 12-12-2008 01:50 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الاسد المصري (المشاركة 611984)
هل عندكم منبهات
لا ادكر ان للعرب منبهات

يعتمد ذلك على المخاطب والمتلقي!


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.