حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   تأويل سورة إذا السماء انشقت (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=73842)

جمال الشرباتي 08-09-2008 04:38 AM

تأويل سورة إذا السماء انشقت
 
تأويل سورة إذا السماء انشقت

بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى : http://www.qurancomplex.com/b2.gif
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) http://www.qurancomplex.com/b1.gif .
يقول تعالى ذكره: إذا السماء تصدّعت وتقطَّعت فكانت أبوابًا.

------------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله

وقوله: ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ) يقول: وَسَمِعَت السموات في تصدّعها وتشققها لربها وأطاعت له في أمره إياها، والعرب تقول: أذن لك في هذا الأمر أذنًا بمعنى: استمع لك، ومنه الخبر الذي رُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : " مَا أذِنَ اللهُ لِشَيءٍ كأَذَنِهِ لنَبِيّ يَتَغَنَّى بالقُرآنِ" يعني بذلك: ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبيّ يتغنى بالقرآن، ومنه قول الشاعر:


صُـمّ إذَا سَـمِعُوا خَـيْرًا ذُكِـرْتُ بِـهِ



وَإنْ ذُكِــرْتُ بِسُـوءٍ عِنْـدَهُمْ أَذِنُـوا http://www.qurancomplex.com/MARGNTIP2.gif

وأصل قولهم في الطاعة سمع له من الاستماع، يقال منه: سمعت لك، بمعنى سمعت قولك، وأطعت فيما قلتَ وأمرت.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا ) قال أهل التأويل.
* ثمّ ذكر من قال ذلك:

----------------------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله

قوله: ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ) قال: سمعت وأطاعت .
وقوله: ( وَحُقَّتْ ) يقول: وحقق الله عليها الاستماع بالانشقاق والانتهاء إلى طاعته في ذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ثمّ ذكر من قال ذلك:

-------------------------------------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله
.
وقوله: ( وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ ) يقول تعالى ذكره: وإذا الأرض بُسِطَتْ، فزيدت في سعتها.


# قال صلى الله عليه وسلم قال: " إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَدَّ اللهُ < الأرْضَ حَتّى لا يَكُونَ لِبَشَرٍ مِنَ النَّاسِ إلا مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ، فَأَكُونَ أوَّلَ مَنْ يُدْعَي، وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ، وَاللهِ ما رآهُ قَبْلَهَا، فأقُولُ يَا رَبّ إنَّ هَذَا أخْبَرَنِي أنَّكَ أرْسَلْتَهُ إليَّ، فَيَقُولُ: صَدَقَ، ثُمَّ أشْفَعُ فَأَقُولُ: يَا رَبّ عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أطْرَافِ الأرْضِ. - قال-: وَهُوَ المَقَامُ الْمَحْمُودُ" .


-----------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله
.
وقوله: ( وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ) يقول جلّ ثناؤه: وألقت الأرض ما في بطنها من الموتى إلى ظهرها وتخلَّتْ منهم إلى الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ثمّ ذكر من قال ذلك:

جمال الشرباتي 10-09-2008 09:20 PM

قال أبو جعفر رحمه الله

.
وقوله: ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ) يقول: وسمعت الأرض في إلقائها ما في بطنها من الموتى إلى ظهرها أحياء، أمر ربها وأطاعت ( وَحُقَّتْ ) يقول: وحقَّقها الله للاستماع لأمره في ذلك، والانتهاء إلى طاعته.
------------------------------------------

قال أبو جعفر رحمه الله

واختلف أهل العربية في موقع جواب قوله: ( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) ، وقوله: ( وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ ) فقال بعض نحويي البصرة: ( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) على معنى قوله: http://www.qurancomplex.com/b2.gif يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ http://www.qurancomplex.com/b1.gif إذا السماء انشقت، على التقديم والتأخير.
وقال بعض نحويي الكوفة: قال بعض المفسرين: جواب ( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) قوله: ( وَأَذِنَتْ ) قال: ونرى أنه رأي ارتآه المفسر، وشبَّهه بقول الله تعالى: http://www.qurancomplex.com/b2.gif حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا http://www.qurancomplex.com/b1.gif لأنا لم نسمع جوابًا بالواو في إذا مبتدأة، ولا كلام قبلها، ولا في إذا، إذا ابتدئت. قال: وإنما تجيب العرب بالواو في قوله: حتى إذا كان، وفلما أن كان، لم يجاوزوا ذلك؛ قال: والجواب في ( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) وفي ( إِذَا الأرْضُ مُدَّتْ ) كالمتروك؛ لأن المعنى معروف قد تردّد في القرآن معناه، فعرف وإن شئت كان جوابه: يأيُّها الإنسان، كقول القائل: إذا كان كذا وكذا، فيأيها الناس ترون ما عملتم من خير أو شرّ، تجعل http://www.qurancomplex.com/b2.gif يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ http://www.qurancomplex.com/b1.gif هو الجواب، وتضمر فيه الفاء، وقد فُسَّر جواب ( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) فيما يلقى الإنسان من ثواب وعقاب، فكأن المعنى: ترى الثواب والعقاب إذا السماء انشقَّتْ.
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن جوابه محذوف ترك استغناء بمعرفة المخاطبين به بمعناه. ومعنى الكلام: ( إذا السماء انشقت ) رأى الإنسان ما قدّم من خير أو شرّ، وقد بين ذلك قوله: http://www.qurancomplex.com/b2.gif يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ http://www.qurancomplex.com/b1.gif والآياتُ بعدها.



****************************
القول في تأويل قوله تعالى : http://www.qurancomplex.com/b2.gif يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) http://www.qurancomplex.com/b1.gif .
يقول تعالى ذكره: يأيُّها الإنسان إنك عامل إلى ربك عملا فملاقيه به خيرًا كان عملك ذلك أو شرًا، يقول: فليكن عملك مما يُنجيك من سُخْطه، ويوجب لك رضاه، ولا يكن مما يُسخطه عليك فتهلك.

-------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله


وقوله: ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ) يقول تعالى ذكره: فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) بأن ينظر في أعماله، فيغفر له سيئها، ويُجازى على حُسنها.
----------------------------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله

# عن عائشة، قالت: سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: " اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا " قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال: " أن يُنْظَرَ فِي سَيِّئاتِهِ فَيُتَجَاوَزُ عَنْهُ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ" .
# عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: " اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا "، فلما انصرف قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال: " يُنْظَرُ فِي كِتَابِهِ، وَيُتَجَاوَزُ عَنْهُ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ يا عَائِشَةُ هَلَكَ" .

# عن عائشة أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم، قال: " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذَّبَ"، فقلت: أليس الله يقول: ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) قال: " لَيْسَ ذَلِكَ الْحِسَابُ إنَّمَا ذلكَ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِبَ" .


# عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّهُ لَيْسَ أحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ القِيَامَةِ إلا مُعَذَّبًا "، فقلت: أليس يقول الله: ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) ؟ قال: " ذَلِكَ الْعَرضُ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذّبَ"، وقال بيده على أصبعه كأنه ينكته .
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) قال: الحساب اليسير: الذي يغفر ذنوبه، ويتقبَّل حسناته، ويسير الحساب الذي يعفى عنه، وقرأ: http://www.qurancomplex.com/b2.gif وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ http://www.qurancomplex.com/b1.gif ، وقرأ: http://www.qurancomplex.com/b2.gif أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ http://www.qurancomplex.com/b1.gif .


# عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حُوسِبَ عُذّبَ " ، قَالَتْ: فقلت: أليس الله يقول: ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) قال: " ذَلِكَ الْعَرْضُ يَا عَائِشَةُ، وَمَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذّبَ" .
---------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله

إن قال قائل: وكيف قيل: ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ ) ، والمحاسبة لا تكون إلا من اثنين، والله القائم بأعمالهم ولا أحد له قِبَل ربه طَلِبة فيحاسبه؟ قيل: إن ذلك تقرير من الله للعبد بذنوبه، وإقرار من العبد بها وبما أحصاه كتاب عمله، فذلك المحاسبة على ما وصفنا، ولذلك قيل: يحاسب.
# عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ أحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلا هَلَكَ" قالت: فقلت: يا رسول الله ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) فقال: " ذَلِكَ الْعَرْضُ، لَيْس أحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلا هَلَكَ" .

----------------------------
************************
يتبع

جمال الشرباتي 12-10-2008 08:30 PM

----------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله


وقوله: ( وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ) يقول: وينصرف هذا المحاسَبُ حسابًا يسيرًا إلى أهله في الجنة مسرورًا.
-------------------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله
.
القول في تأويل قوله تعالى : http://www.qurancomplex.com/b2.gif
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) http://www.qurancomplex.com/b1.gif .
يقول تعالى ذكره: وأما من أعطي كتابه منكم أيها الناس يومئذ وراء ظهره، وذلك أن جعل يده اليمنى إلى عنقه وجعل الشمال من يديه وراء ظهره، فيتناول كتابه بشماله من وراء ظهره، ولذلك وصفهم جلَّ ثناؤه أحيانًا أنهم يؤتون كتبهم بشمائلهم، وأحيانًا أنهم يؤتونها من وراء ظهورهم.

---------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله
وقوله: ( فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ) يقول: فسوف ينادي بالهلاك، وهو أن يقول: واثبوراه، واويلاه، وهو من قولهم: دعا فلان لهفه: إذا قال: والهفاه.


------------------------------------------------

قال أبو جعفر رحمه الله
وقوله: ( وَيَصْلَى سَعِيرًا ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء مكة والمدينة والشام: ( وَيُصَلَّى ) بضم الياء وتشديد اللام، بمعنى: أن الله يصليهم تصلية بعد تصلية، وإنضاجة بعد إنضاجة، كما قال تعالى: http://www.qurancomplex.com/b2.gif
كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا http://www.qurancomplex.com/b1.gif ، واستشهدوا لتصحيح قراءتهم ذلك كذلك، بقوله: http://www.qurancomplex.com/b2.gif ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ http://www.qurancomplex.com/b1.gif وقرأ ذلك بعض المدنيين وعامة قرّاء الكوفة والبصرة: ( وَيَصْلَى ) بفتح الياء وتخفيف اللام، بمعنى: أنهم يَصْلونها ويَرِدونها، فيحترقون فيها، واستشهدوا لتصحيح قراءتهم ذلك كذلك بقول الله: http://www.qurancomplex.com/b2.gif يَصْلَوْنَهَا http://www.qurancomplex.com/b1.gif و http://www.qurancomplex.com/b2.gif إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ http://www.qurancomplex.com/b1.gif .
والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

----------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله

وقوله: ( إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ) يقول تعالى ذكره: إنه كان في أهله في الدنيا مسرورا لما فيه من خلافه أمرَ الله، وركوبه معاصيه.

-----------------------------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله


وقوله: ( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ* بَلَى ) يقول تعالى ذكره: إنّ هذا الذي أُوتي كتابه وراء ظهره يوم القيامة، ظنّ في الدنيا أن لن يرجع إلينا، ولن يُبعث بعد مماته، فلم يكن يبالي ما ركب من المآثم؛ لأنه لم يكن يرجو ثوابًا، ولم يكن يخشى عقابًا، يقال منه: حار فلان عن هذا الأمر: إذا رجع عنه، ومنه الخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: " اللَّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ" يعني بذلك: من الرجُوع إلى الكفر، بعد الإيمان.

-----------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله

وقوله: ( بَلَى ) يقول تعالى ذكره: بلى لَيَحُورَنَّ وَلَيَرْجِعَنّ إلى ربه حيا كما كان قبل مماته.
وقوله: ( إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ) يقول جلّ ثناؤه: إن ربّ هذا الذي ظن أن لن يحور، كان به بصيرا، إذ هو في الدنيا بما كان يعمل فيها من المعاصي، وما إليه يصير أمره في الآخرة، عالم بذلك كلِّه.

************************
يتبع

جمال الشرباتي 21-10-2008 06:51 PM

السلام عليكم

*********************************************

{ فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ } * { وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } * { وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ } * { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } * { فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ }

******************

قال الطّبري رحمه الله"

وهذا قَسَم أقسم ربنا بالشفق، والشفق: الحمرة في الأفق من ناحية المغرب من الشمس في قول بعضهم.

واختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: هو الحمرة كما قلنا، وممن قال ذلك جماعة من أهل العراق. وقال آخرون: هو النهار. ذكر من قال ذلك:


*****************
وقال آخرون: الشفَق: هو اسم للحمرة والبياض، وقالوا: هو من الأضداد.

**************************
قال الطّبري رحمه الله"


والصواب من القول في ذلك عندي: أن يقال: إن الله أقسم بالنهار مدبراً، والليل مقبلاً. وأما الشفَق الذي تحُلّ به صلاة العشاء، فإنه للحمرة عندنا، للعلة التي قد بيَّنَّاها في كتابنا كتاب الصلاة.

وقوله: { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } يقول: والليل وما جمع، مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يطير، أو يَدِب نهاراً، يقال منه: وسَقْتُه أسِقُه وَسْقاً، ومنه: طعام موسُوق، وهو المجموع في غرائر أو وعاء، ومنه الوَسْق، وهو الطعام المجتع الكثير، مما يُكال أو يُوزن، يقال: هو ستون صاعاً، وبه جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

****************************
قال الطّبري رحمه الله"


*****************
وقال آخرون: معنى ذلك: وما ساق. ذكر من قال ذلك:


**********************
قال الطّبري رحمه الله"


وقوله: { والقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } يقول: وبالقمر إذا تمّ واستوى.

*********************************

وقال آخرون: بل معنى ذلك: لتركَبُنّ الآخرة بعد الأولى.

***********************************



وقال آخرون ممن قرأ هذه القراءة: إنما عُنِي بذلك أنها تتغير ضروباً من التغيير، وتُشَقَّقُ بالغمام مرّة، وتحمرّ أخرى، فتصير وَرْدة كالدهان، وتكون أخرى كالمهل.

**************************

*********************
قال الطّبري رحمه الله"


وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة وبعض الكوفيين: { لَترْكَبُنَّ } بالتاء، وبضمّ الياء، على وجه الخطاب للناس كافة، أنهم يركبون أحوال الشدة حالاً بعد حال. وقد ذكر بعضهم أنه قرأ ذلك بالياء، وبضم الباء، على وجه الخبر عن الناس كافة، أنهم يفعلون ذلك.

وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب: قراءة من قرأ بالتاء وبفتح الباء، لأن تأويل أهل التأويل من جميعهم بذلك ورد وإن كان للقراءات الأُخَر وجوه مفهومة. وإذا كان الصواب من القراءة في ذلك ما ذكرنا، فالصواب من التأويل قول من قال: «لَترْكَبَنَّ» أنت يا محمد حالاً بعد حال، وأمراً بعد أمر من الشدائد.


والمراد بذلك، وإن كان الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موجهاً، جميع الناس، أنهم يلقون من شدائد يوم القيامة وأهواله أحوالاً.

وإنما قلنا: عُنِي بذلك ما ذكرنا، أن الكلام قبل قوله: { لَترْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ } جرى بخطاب الجميع، وكذلك بعده، فكان أشبه أن يكون ذلك نظير ما قبله وما بعده.

وقوله: { طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ } من قول العرب: وقع فُلان في بنات طَبَق: إذا وقع في أمر شديد.

*****************************


قال الطّبري رحمه الله"


وقوله: { فَمَالَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } يقول تعالى ذكره: فما لهؤلاء المشركين لا يصدّقون بتوحيد الله، ولا يقرّون بالبعث بعد الموت، وقد أقسم لهم ربهم بأنهم راكبون طبقاً عن طبق، مع ما قد عاينوا من حججه بحقيقة توحيده. وقد:


*****************************
قال الطّبري رحمه الله"



وقوله: { وَإذَا قُرِىءَ عَلَيْهمُ القُرآنُ لا يَسْجُدُونَ } يقول تعالى ذكره: وإذا قُرىء عليهم كتاب ربهم لا يخضعون ولا يستكينون وقد بيَّنا معنى السجود قبلُ بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته.

*******************************************


جمال الشرباتي 24-10-2008 06:17 PM

قال تعالى

{ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ } * { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } * { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }

قال أبو جعفر


قوله: { بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ } يقول تعالى ذكره: بل الذين كفروا يكذّبون بآيات الله وتنزيله.

قال أبو جعفر


وقوله: { وَاللّهُ أعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } يقول تعالى ذكره: والله أعلم بما تُوعيه صدور هؤلاء المشركين، من التكذيب بكتاب الله ورسوله.
***************************
قال أبو جعفر

وقوله: { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ ألِيمٍ }: يقول جلّ ثناؤه: فبشر يا محمد هؤلاء المكذّبين بآيات الله، بعذاب أليم لهم عند الله موجع { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحاتِ } يقول: إلاَّ الذين تابوا منهم وصدّقوا، وأقرّوا بتوحيده، ونبوّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبالبعث بعد الممات. { وعملوا الصالحات } يقول: وأدُّوا فرائض الله، واجتنبوا ركوب ما حرّم الله عليهم ركوبه.

******************************


قال أبو جعفر

وقوله: { لَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ } يقول تعالى ذكره: لهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثواب غير محسوب ولا منقوص. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

************************************
تمت.




Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.