حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ‏ ‏( هذا ذويبكم اللي تقولون ) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=72534)

فرناس 09-07-2008 02:33 AM

‏ ‏( هذا ذويبكم اللي تقولون )
 
يحكى قديما أن قرية صغيرة كانت تنعم بالأمن و رغد العيش و كان أغلب سكان القرية رعاة للغنم ، كانت حياتهم تسير بهدوء و رتابة ، حتى أتاهم ذلك المخلوق العابث الذي هبت معه رياح موسمية مليئة بالغموم و الهموم عمت جميع أنحاء القرية فأنبتت الأرض أحاديث و حكايات عن هذا المخلوق المزعج ، فهذا المخلوق قد عبث في أغنام أهل القرية و أخاف رجالها قبل نسائها ، فأهم الأخبار في هذه القرية بعد طلت الذئب _ أعاذنا الله من شره _ هي كم ضحايا هذا ( الذئب ) في هذا اليوم ، و من رآه ، فعندما يجتمع كبار القرية لا يبدؤون و لا ينتهون إلا بالذئب ، لا يولولون و يضحكون إلا بالذئب ، و كذلك النساء في عصرياتهن ، و الصغار في ألعابهم ، سمع بهذا الذئب كل رجال القرية و نساؤها و صغارها و منهم تلك الفتاة الصغيرة التي ظنت في الذئب الظنون و صورتها في مخيلتها أعظم التصاوير ، و في يوم هادئ وجدت تيك الفتاة هذا الذئب فرمته بالحجارة فاصابته في مقتل فمات الذئب ، فاستغربت البنت ( أهذا هو ..؟ ) ، فاحتملته بذيلة و طافت به في القرية قائلة ( هذا ذويبكم اللي تقولون ) فأصبحت سالفة و مثل ..
و في زمن مضى كانت أمي _ حفظها الله _ و هي صغيرة تعيش في بيت صغير و كان عند جدي _ حفظه الله _ أغنام و كان عندهم عشرة من البهم الصغار ، أولوا هذه البهم أهتماما و رعاية خاصة ، لكن أنا لهذا الإهتمام أن يكمل دورته و هناك حيونات لا تترك الخلق في شئنها ، كان حيوان مفترس _ قاتله الله _ يدعى ( التفه ) و هو شبيه بالقط ( لكن أين الثرى من الثريا ) ذو ذيل عريض و طويل و شعر أشبه بالشوك و فك قوي يقتل الإنسان من عضة واحدة _ لا أعلم مسماه العلمي و إن كنت أعتقد أن العلم يتبرأ من هذه الشرور ، هجم هذا المعتدي على البهم فلم يكتف بواحد و يترك البقية بل لفرط طمعه و خبثه و نجاسته و يهوديته قتل العشرة جميعا ثم ولى دبره منتظرا رمي هذه العشرة حتى يأكلها و كأنه الغلبان المسكين فاعل الجميل و مخلص الناس من الشرور ، فعلا تحسبوا أهل البيت على الفاعل الآثم و استسلموا للقدرة و رموا الجثث الهامدة حيث كانت خطة ذلك اللئيم تنتهي ، ذهبت في اليوم التالي أمي _الطفلة الصغيرة _ لغرفة الحشيش فوجدت ذلك الكائن الغريب مترنحا غاطا في نومه لامتلاء معدته ، فأمسكت أمي بذيله بقوة فصحى من نومه فأراد أن يفترس أمي بعضته و لكن أسنانه _و بلطف من الله _ نشبت في الثوب النايلون الذي كانت تلبسه أمي ، فلبراءة أمي أمسكت بذيل الذي_ لولا لطف الله لكانت أمي نسيا منسيى _ و ذهبت به إلى جدتها و فكه ناشب في الثوب
: جدة جدة شوفي هذا
الجدة : يا نفداكي يا بنيتي تعالي تعالي ..
حتى أمسكت بذيل هذا المفترس و رأسه ناشب في ثوب أمي ، و نادت العامل بسرعة فأتى بماصورة فهشم رأسه حتى قتله و ما نجى الثوب من فكيه بعد قتله إلا باستخدام القوة ، نجت أمي و الحمدلله و أكلت وجبة دسمه من التوبيخ و التحذير ، و شاعت في قريتنا ( بأن فلانه قتلت التفه ) ، و بقيت قصة مخيفة و لكنها جميلة تحكيها لنا أمي في جلساتنا العائلية و سالفة لن تنسى ، ما أجمل لطف الله و رعايته ، و ما أجمل هذه الجلسات التي نستمع فيها إلى قصص الماضي التي فيها كثير من التشويق و العبر و الإثارة .
دمتم في رعاية الله .

السمو 09-07-2008 10:42 PM

ودمت في رعاية الله أخي فرناس
وحفظ الله أمك وقواها :)
نعم قد يتولد عند الناس أموراً تصبح مسلمات لا يمكن أن يفكروا في حلها
أو التخلص منها لكثر ما يسمعون عنها والأساطير التي تحاك حولها
فما أجمل أن نعمل فكرنا و خارج الصندوق


وشكراً :)

كونزيت 10-07-2008 12:00 AM

امتعتنا بسالفتك أخي فرناس


الله على سواليف زمان أما اليوم يكفي التلفزيون يسولف واحنا نسمع :)

اليمامة 10-07-2008 12:06 AM

قصة جميلة .. وشجاعة تُحسد - حسد تمني أن نكون مثلها- والدتك حفظها الله

ولو تنبش بقصصك تشوف قصة تقتل الوزغ :rolleyes: أكون ممتنة :New6:

الوافـــــي 11-07-2008 10:05 PM

جميلة حبكتك أخي الكريم / فرناس للقصة
والأجمل منها أنني شعرت بواقعيتها 100% وأنا أقرأها
مع أنني لأول مرة أسمع بحيوان إسمه ( التفه )
ولكن من خلال وصفك أتوقع أن يكون هو ما يسمونه ( النيص )
أو شيء من هذا القبيل

http://www.mekshat.com/pix/upload/images2/porcpn.jpg


وتحت باب التخيل
أذكر أنني جلست مع أقران لي ذات يوم مع أحد كبار السن
وبقي لفترة من الزمن يحكي لنا عن ( السعلوة ) وكيف أكلت صغيرها
وكان من حولي يرتجفون خوفا من القصة ، وكنت أستغرب ما هم فيه
وبعد ان انتهى ذلك الرجل من قصته سألته : ما هي السعلوة ..؟؟
هنا إنفجر الرجل ضاحكا وقال : ( لا ولا شيء رح نام أزين ) :)

كثير من قصص الكبار كانت تقوم على أساس إستعمال الخيال
وهذا في حد ذاته هو ما كانت ( المسلسلات الإذاعية ) تستند عليه أيضا
فالمستمع هو من يرسم الحركات ويرى الألوان ويتصور المكان بخياله
وأذكر أنني كنت أتابع مسلسلا مصريا على ما أظن عبر الإذاعة البريطانية
وأذكر أن الفنانة المعتزلة حاليا ( شادية ) كانت أحد الممثلات فيه
عندها كنت أرسم المكان والشخصيات والألوان والملابس في الذاكرة
وإذا ذهبت إلى المدرسة في اليوم الآخر أختلف أنا وأحد زملائي
على لون ملابس أحد أبطال ذلك المسلسل :)

تحياتي

:)

الوافـــــي 11-07-2008 10:07 PM

أخيرا وجدت صورة ( التفه ) :)

http://www.alsarhan.net/Animals/imag...argarita_1.jpg

http://www.alsarhan.net/Animals/imag...argarita_4.jpg

على رسلك 12-07-2008 02:03 AM



كانت جدتي تشبهني بالتفة :rolleyes:

اذا تعافرت مع خواتي

الحمد لله على سلامة الوالدة

وقد كانت سببا لقتل هذا الشرير :New6:

فرناس 19-07-2008 10:02 AM

عتذر عن هذا الانقطاع .. و عودة الى هذي التعليقات التي افرحتني ..

السـمو
فعلا المثل جميل و له اشياء مماثلة و واقعية و شرفني تواجدك و تعليقك ..

كونزيت
اشكر لك تواجدك و تعليقك و الله يرحم ايام زمان ..

اليمامة
هذا امي قبضت على المتهم وهي ما تدري عنه , اجل كيف لو درت عنه كان صارت علوم ..
و الظاهر بيجي وقت نحكي ليعالنا قتل الوزغ .. الله يضحك سنك

الوافي
الصورة الثانية هي الصحيحة , و قدر لي ان ارى التفه بشحمه و لحمه لكن للاسف كان مدعوسا ...
و التخيل نعمه من الله بها علينا لولاها لما استمتعنا بالقصص و لافكرنا ..
وشرفني ردك يا الوافي

على رسلك
الله يسلمك و يستر منك يا على رسلك شرفني ردك


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.