![]() |
يا صاحب الهم...
بسم الله الرحمن الرحيم حينما يُنِيخ الـهَـمّ بِكَلْكَلِه في ساحات أقوام وعندما يضرِب الكَرْب أطنابه في صدور آخرين حينها تُخيِّم سحائب الْحُزن وقد تُمطِر العيون دَماً بعد دمع وقد يَرى أُناس الليل فلا يَرون فيه إلاّ حِلْكَته وسَواده قد يتنفّس أحدهم من ثُقب إبرة ! وقد يَنظر من خلال منظار مُغلَق ! فلا يَرى في الأُفُق أمَلاً يَلُوح بل لعلّه إذا رام تفريجا رأى ضيقاً وإن نَشَد الفَرَح صَفَعَه الْحُزن وإن أراد أن يَضحَك عُبِس في وجهه فهو ينتقل مِن هَـمٍّ إلى هـمّ ويَخْرُج من غمّ ويَدخل في آخر إلا أنّ دوام الْحال من الْمُحال وربّ العزّة سبحانه أخبر عن نفسه بأنه (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قال عليه الصلاة والسلام : من شأنه أن يَغْفِر ذَنْباً ، ويُفَرِّج كَرْباً ، ويرفع قوما ويخفض آخرين . رواه ابن ماجه . قال عبيد بن عمير : مِن شَأنه أن يُجيب داعيا ، أو يُعْطِي سائلا ، أو يَفُكّ عَانيا ، أو يَشْفِي سقيما . وقال مجاهد : كل يوم هو يُجِيب داعيا ، ويَكْشِف كَرْباً ، ويُجِيب مُضْطَراً ، ويَغْفِر ذنباً . وقال قتادة : هو مُنْتَهَى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم . ومن لُطْف الله وفضله وعظيم مِنَّتِه أنه لا شِدّة إلا ويَعقبها فَرَج وما من كَرْب إلا ومعه التنفيس وقد يبتلي الله عباده ليَظهر منهم صِدق العبودية وليجأروا إلى الله بالدعاء ومِن جُوده وكرمه سبحانه وتعالى أن هيأ لِعباده أسباب النجاة وأنْ دلَّهُم على طُرُق الخيرات وجَعَل له نَفَحَات ، وأمَرَهم أن يتعرّضوا لِتلك النفحات ففي الحديث : افعلوا الخير دَهركم ، وتَعَرَّضُوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يَستر عوراتكم ، وأن يُؤمِّن روعاتكم . رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شُعب الإيمان . وقال الهيثمي : رواه الطبراني ، وإسناده رجاله رجال الصحيح ، غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير ، وهو ثقة . وهو سبحانه وتعالى يُخاطِب عباده كل ليلة ، فيقول : هل من سائل يُعطى ؟ هل من داعٍ يُستجاب له ؟ هل من مُسْتَغْفِر يُغْفَر له ؟ حتى ينفجر الصبح . كما في صحيح مسلم . وروى محارب بن دثار عن عمّه أنه كان يأتي المسجد في السحر ، ويَمُرّ بِدَارِ ابن مسعود ، فسمعه يقول : اللهم إنك أمرتني فأطَعْتُ ، ودعوتني فأجَبْتُ ، وهذا سحر فاغفر لي . فسئل ابن مسعود عن ذلك ، فقال : إن يعقوب عليه الصلاة والسلام أخَّرَ الدعاء لِبَنِيه إلى السَّحَر ، فقال : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) . فيا صاحب الهـمّ .. اعلم أن الفَرَج مع الكَرْب وأن مع العُسر يُسْرا يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ = فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله وأصدق منه وأبلَغ قوله عليه الصلاة والسلام : واعلم أنّ في الصبر على ما تَكْرَه خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفَرَجَ مع الكَرْب ، وأن مع العسر يُسرا . رواه الإمام أحمد . ويا صاحب الهـمّ .. لا تَغْفَل عن القرآن ولا تُغفِل مصدر الفَرَج وأصل السعادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أصاب أحداً قط هَمٌّ ولا حُزن ، فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك ، ناصيتي بِيَدِك ، ماضٍ فيّ حُكمك ، عَدْلٌ فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ؛ إلا أذهب الله هَمّه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجا . فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها . رواه الإمام أحمد . ويا صاحب الهـمّ .. لا تَجزعنّ لمكروه تُصَاب به = فقد يُؤدِّيك نحو الصِّحة الْمَرَضُ ويا صاحب الهـمّ .. اعلم أن الهـمّ أجرٌ وخير ففي الحديث : ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن ، حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلا كُفِّرَ به من سيئاته . رواه البخاري ومسلم . ويا صاحب الهـمّ .. الهـمّ رِفعة في درجاتك روى الإمام أحمد من طريق محمد بن خالد عن أبيه عن جده - وكان لِجَدِّه صُحْبَة - أنه خَرَج زائرا لِرَجُلٍ من إخوانه ، فبلغه شكاته . قال : فَدَخَل عليه ، فقال : أتيتك زائراً عائداً ومبشراً . قال : كيف جمعت هذا كله ؟ قال : خَرَجْتُ وأنا أريد زيارتك ، فبلغتني شَكَاتُك ، فكانت عِيادة ، وأبَشِّرُك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه . يا صاحب الهـمّ .. ألا ترى أن الهـمّ والْحزن والكَرْب مِحَنٌ في طـيِّـها مِنَح ؟! عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الرياض صبيحة الجمعة 5/8/1426 هـ |
موضوع مميز و طرح رائع شكرا لهذا الإختيار الموفق أختي مسلمة جزاك الله عنا كل خير .
و مبارك عليك أختي الكريمة و الفاضلة مسلمة إشراف الخيمة الإسلامية و الله يعينك و يوفقك لكل خير و بارك الله فيك و لك و شكرا. |
جزاك الله خيرا على الموضوع الذي يحمل شفاءا وعلاجا للهموم والاحزان
شكرا جزيلا على الفوائد القيمة |
أللهم فرج همي وهم كل مهموم
شكراً لك مسسلمة |
يا صاحب لهم
[i][i][font="Arial Black"] موضوع ممتاز بارك الله فيكي اختى مسلمة
وجزاكى الله كل خير نعم فى هذ الزمن والوقت هذ كثر الهم و الغم من كثرة الاحايث فى بلد الاسلام وتغير النفس ــ وعدم قراءة الكتاب الكريم حق ولكن الحمد لله الله موجود دئما وفى كل وقت وثانة وربى يهدى كل مسلم ومسلمة ؟؟؟؟ ولكى جزير الشكر على الموضوع ويبعد الهم والغم لكل مسلم عثمان عاصف[/ |
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أخي الفاضل sunrise12 جزاك الله كل خير لدعواتك الطيبات ومرورك الطيب...بارك الله بك.. أخي الفاضل شروق الشمس...جزاك الله خيرا لكلماتك الطيبة ومرحبا بك... الغالية كونزيت...ربي يفرج هم كل مسلم ومسلمة برحمته آمين..شكرا لمرورك العاطر.. أخي الفاضل عثمان عاصف..جزاك الله خيرا لدعواتك الطيبات..وبارك الله بك..شكرا لمرورك الكريم.. شكرا لكم جميعا... |
نثرتي هنا دررا قل نظيرها وحكما ومواعظ ومفاتيح السعادة مهما بلغ البلاء ومهما عظمت المصائب
فمع الهم والمحن يظل قلب المؤمن شاكرا ولسانه ذاكرا حتى ياتي الفرج ويبدله الله خيرا في الدنيا وجزاءا عظيما في الاخر اللهم اجعلنا من الشاكرين الحامدين في المحن والبلاء...وثبت قلوبنا على هديك وقنا عذاب النار اختي الحبيبة على قلبي مسلمة اثابك الله الفردوس الاعلى على نصيحتك البليغة وجمعني الله بك يوم يقوم الاشهاد لرب العالمين |
إقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،، اللهم آمين آمين يا رب العالمين...رفع الله قدرك وأحسن إليك آمين...شكرا أيتها الغالية... |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.