حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الخطباء المتجولون (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=70119)

فرناس 09-04-2008 01:23 AM

الخطباء المتجولون
 
نعلم ما للخطابة من أهمية عظيمة ، فالتاريخ كتب بمداد حبرها ، و ما زال يكتب بها ، فكم من دولة سقطت لخطبة قيلت ، و كم من جيش رزق بجنود أصحاب أنفس مهزومة مكلومة كانت خطبة هي المشعل الذي أشعلهم قوة و شجاعة ، و كم من نفس كانت في القوة و التأثير كالسيل العرمرم من خطبة صارت كالندى الذي يكسو الأسطح الباردة مع إنفلاق الإصباح ، و كم تعلقت الناس بأطراف بعض الأمور حبا و إستعطافا كانت خطبة سبب لكره الناس أعينهم لذلك الشيء الذي كانت بالأمس تظن أن لا فكاك منه ، فعجيب أمر هذه الخطب يفعل ما لا يفعله أي شيء آخر يقلب العداوة إلى مودة ، و الحب إلى بغض
، و النفوس الشرسة إلى نفوس أليفة ، و ما كان أسودا لا بياض فيه إلى أبيض لا سواد فيه ، و ما كان بالأمس كفرا بواحا لا نرتضيه إلى فريضة سائغا ، و هو كذلك يقلب الإنتصار إلى هزيمة و عار ، و الهزيمة إلى نصر ما بعده هزيمة ، إن الخطب قديمة قدم الكلام فما إن عرفت البشرية إلا و عرفت معها الخطب و لذلك شعيب _ عليه السلام _ هو خطيب الأنبياء ، و مع قدم هذه الأداة إلا إنها جديدة تتجدد بمضمونها و حقيقتها ، و بما إنها قديمة إلا إنها لتحريك الجماهير كالهواء لمن أراد الحياة ، و لذلك بقى و سيبقى بريقها ما استمرت الحياة و سيبقى أثرها و مفعولها في الناس ، و لذلك لا تندهش إذا سمعت " الصحاف " و هي يلقي الكلمات النارية عن امريكا و سبها و تكذيب خبر دخول الجيش الأمريكي عاصمة السلام بينما الجيش الأمريكي يتجول في ضواحي بغداد حينها و الناس بالطبع لا تصدق إلا صاحب الصوت الأعلى ، و من قول اليهود في هذا العصر من يملك الإعلام يملك العالم ، و لما علم أهمية الخطبة فئة من الناس خلصوا إلى إنها المخرج و المناص من حالهم التعيسة إلى حالة نبع العين التي لا تنضب بالأموال و الخيرات ، فما عليهم إلا أن يخطئوا مرة و اثنتين و يطردوا شبح الخجل بعيدا و يتدثروا بدثار الجرأة و يفجروا المواهب الدفينة التي ما كانت لتتفجر لولا أن رأوا من آثارها و يصبروا أنفسهم قليلا فالصبر مفتاح الفرج ، إنهم الخطباء المتجولون الذي لا يعترفون بشيء اسمه مكان أو زمان ، فها هو _ أحدهم _ يترجل ليقف في مكان مشرف مطل و يبدأ في سرد خطبته العصماء مع صحبها بكل ما يعرفه من تأثيرات كي يستدر عطفهم و يوصل فكرته إلى القلب حتى إذا ما انتهى توجه عند باب المسجد ليكافئه الناس على هذه الخطبة العاطفية و على هذه الموهبة الفذة ، فالمسلم يفرح بوجود هذه الموهبة فلماذا لا يدعمها و يشجعها ؟ فالتشجيع طريقة تربوية للنماء و الإرتقاء ، و لذلك لا غرو في أن نرى الخطباء المتجولون يتكاثرون و يتزايدون كل يوم أكثر من سابقه و لكن يا للأسف و تقطيع الفؤاد فالرسالة مفادها واحد إستجداء و إستعطاف و إسترحام ، و لكن هؤلاء الخطباء المتجولون ماذا لو كانت رسالتهم تصب في صالح الإسلام تعليما و دعوة و وعظا ، و كذلك على مستوى الأدب شعرا و نثرا ، و الثقافة و العلوم التطبيقية ، ما هو حال أمتنا بهؤلاء الخطباء المتجولين الجدد و لكن بشرط أن يكون إتقانهم لرسالتهم إتقان هؤلا الخطباء المتجولون و أن يكون الدافع دافع داخلي .
ودمتم سالمين ؛
أخوكم " فرناس "

على رسلك 12-04-2008 04:40 PM






مما لا شك فيه أن الخطب الرنانة والصادقة القادرة على تحريك النفوس هي قوة


ذات فعالية رهيبة


ولكن اعتذر منك أخي فرناس ,,فأنا لا أعرف من هم خطباء متجولون الذين تقصدهم !


إلا إن كنت تقصد جماعة التبليغ فهم من ينتقلون من مسجد إلى أخر وهؤلاء ابد

ما يكونوا عن الاستجداء


دمت بكل خير

فرناس 15-04-2008 02:33 PM

على رسلك
لم أر التعليق الا الان ....
و الخطباء الذين أقصدهم هم ( المتسولون ) و ( الشحاذون )...
فهم يلقون خطبهم في كل مسجد بعد انتهاء الصلاة فيجيدون في خطبهم عبارة و معنا و اشارات ثم يذهبون عند باب ذاك المسجد ليتركوا تعاطف المستمعين تترجم إلى أعمال فتنهال عليهم الأموال ..
طبعا بعضهم صادق و بعضهم كاذب محترف ...
لكن كثرتهم مخيفه ...
أما جماعة التبليغ ( الأحباب ) فهم عامل بناء في المجتمع نسأل الله أن يكثرهم ..
هذا ما قصدته أختي ( على رسلك ) و أشكر ك سؤالك و استفسارك .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.