ليس كالعمل طريق يبرهن على صدق النوايا وسلامة المقصد، أما الكلام والعنتريات والتشنجات من على المنابر الإعلامية، فهي كالزبد كثيراً ما تنتهي في مكانها ولا يكون لها صدى حتى في نطاقها الضيق..
هذا ما ينطبق هذه الأيام على تلك الضوضاء التي تفتعلها الجماعات المندسة والمدجنة في صفوف المعارضة الليبية في الخارج والتي تحاول أن تستر عورتها التي كشفها رأس النظام بطرابلس، حتى يقطع عليها كل الطرق ويحول دون وقوعها في حب الوطن والانحياز لقضية المواطن الليبي الذي يعاني منذ 38 عاماً من نير الفوضوية والتسلط ..
مؤتمر لندن لمن قالوا انهم جماعات معارضة للقذافي لن يكون سوى سرابيل بالية يلملمها هؤلاء الحفنة من ناشطي المنابر والمصارف الذين قدموا للنظام طيلة العقود الماضية خدمات لن ينساها لهم فأغدق عليهم من ريع النفط الملايين لينفقوها على هذا المهرجان الذي سيكون مرحلة البداية الفعلية للتطبيع العلني مع النظام والولوج إلى حلبة النهب و التخريب التي يديرها رموز الفساد لمقدرات البلاد ..
وتأكيداً لما ذهبتُ إليه في مقدمة المقال أضع أمامكم تساؤلاً أيها السادة في جوقة لندن: ماذا أنجزتم من أعمال على الأرض طيلة العقود الماضية من ضوضائكم الاعلامية؟؟!! هل أطلقتم رصاصة واحدة ضد من كانوا يطاردونكم في أصقاع أوروبا ؟؟!! هل شكلتم خلايا عاملة داخل الوطن تنشط في تنظيم صفوف الشعب ؟؟!! هل توقفتم يوماً عن مغازلة النظام من تحت المناضد و عبر الوسطاء للحصول على حصة في الكعكة المنهوبة وغض الطرف عما يعانيه إخوتكم في ليبيا من فقر و جهل ومرض و تدمير لبنيتهم التحتية؟؟!!
تخرس ألسنتكم و تجف حلوقكم ، ولاحجة لكم ، وكما يقول المثل الليبي "طاح الغطى يامحجبة " ها قد انكشف أمركم ، ولم يعد هناك مواطن واحد داخل الوطن المنكوب يثق في مسرحياتكم السمجة "وناس ملت الكلام وتبي أفعال "وأنتم أقل من أن تفعلوا شيئاً لأنكم أصلاً ليس لكم قضية سوى قضية المتاجرة بالكلام والمواقف فى ردهات الفنادق
أما جبهة الانقاذ التي تحاولون التطاول عليها ، فهي بأعمالها المكافئة لأقوالها على الساحة الليبية أكبر و أعظم من أن تنالوا منها، ونعرف جيدا أنكم تحسدون قياداتها على صمودهم و ثباتهم على المبدأ الذي فرطتم فيه في أول مزايدة مع النظام وقبضتم الحصرم ثمناً لتفريطكم، ونحن في الجبهة لن يضيرنا هذيانكم ، لأن أعمالنا على الأرض و خلايانا المنتشرة في طول البلاد وعرضها تعرف و تدرك اخلاص قياداتها وصدق نواياهم و تمسكهم بوحدة الوطن وتخليصه من براثن الاستبداد ..
هنيئاً لكم بموائد القذافي ودولاراته ، ولا نريد منكم سوى الكف عن بث الفتن والنعرات ، أما مسألة تحرير ليبيا فهي لم ولن تكون قضيتكم في أي يوم من الأيام.. ونحن أهل لها وبصمتكم وبحيادكم تقدمون لنا و لهذا الوطن أقل ما يمكن أن يقدمه إنسان جاحد لوطنه وأهله..

وإن عدتم عدنا ..
والسلام على من اتبع الهدي .

كادر فاعل في جبهة الانقاذ الوطني