حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الساخـرة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=45)
-   -   المواطن الصالح وموت الجنرال (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=69093)

زهير الجزائري 28-02-2008 07:53 PM

المواطن الصالح وموت الجنرال
 
كالعادة يصحى المواطن باكرا وهو فرحا مسرور وكله امل وقلبه مملوء بالانشراح كيف لاينشرح صدره وهو يعيش في دولة امير المؤمنين الذي لايظلم عنده احد خرج اليوم باكرا نصف ساعة قبل العادة وجلس في مقهى يرتشف فنجان قهوة وكان جالس امامه شخص يكرهه المواطن الصالح لانه مثقف وهو غير وطنى ويكره الوطنين الشرفاء النزهاء الذين الذين يقدمون تضحيات جسام في سبيل الوطن كمايسمع دائما في نشرة اخبار الثامنة وهو دائما يسب ويلعن اركان النظام ولكنه يوم سمعه يترحم فقال له خيرا انشالله ماذا حصل فقال مات الجنرال رحمه الله واسكنه فسيح جنانه المواطن الصالح لم يصدق مايسمع وهو في دهشة هل يحزن لموت الجنرال اويسعد لانه الرجل المثقف اصبحت الروح الوطنية تسري في دمه .....وخرج المواطن الصالح وهو يشعر بشعور غريبة فرح مملوؤ بحزن وهو يترحم على الجنرال ويحمد الله لان المثقف عاد الى جادة الصواب المواطن الصالح لايعرف من يكون الجنرال الجنرال هوخلف الله متشرد في الشوارع لااحد يعرف له اهل و''الجنرال''، وهو اللقب الذي يفضل الفقيد خلف الله أن يناديه به المقربون منه من سكان وتجار المجاورين له،في شوارع عنابة هذا الشخص ذا العينين الزرقاوين، الذي لا يمد يده لأحد، ويكتفي بما يجود به المحسنون والتى يقبلها بتعفف ويتصدق بما زاد عن حاجاته الى الفقراء والمشردين الذين يزورونه كل ليل سمى نفسه الجنرال ويحب ان يعامل كجنرال رغم انه يقود جيش من المتسولين والمتشردين ذنبهم انهم لم يكون سوى رعاية من درجة الثانية في دولة امير المؤمنين لهم احلامهم وامالهم وكبريائهم الجنرال مؤمن انه الحياة مهما طالت قصيرة وان انسان عليه ان يموت بصمت لانه الصمت حكمة المشردون وابناء الشوارع هم جزء من شعب مات الشهداء حتى يكون الوطن لهم ولكن الوطن كان بلاء عليهم ووجدوا انفسهم انهم غير مرحب بيهم في وطنهم ويتمنى الوطن ان يتخلص منهم ليس ببناء المصانع والمساكن وزرع فكر والاستثمار في الانسان وانما ان يموت كالكلاب المشردة ولكن الجنرال ايقن اللعبة فرفض ان يكون متشرد عادى بل جنرال في دولته الثانية التى بناها بصمت في دولة الجنرالات

اما المواطن الصالح فقد عاد الى بيته وهو ينتظر ان يشاهد في شاشة التلفزيون جنازة رسمية عسكرية تقام على شرف الجنرال ولكن التلفزيون لم يذع شيئا ولم يقم الحداد فغير المواطن الصالح القناة الى قناة المجد ليسمع ماتيسر من القران ويقيم حداد في بيته ويتقبل العزاء في الجنرال الى غاية الساعة الواحدة ثم يعود الى قناة الوطنية لعله يسمع ويري الجنازة في نشرة الواحدة ولكن النشرة بداءت بخبر عن ماجدة الرومى التى تشرفنا بزيارتها وغنت اغنية الجزائرية الشمعة وقد قيل هذا في نشرة واغنية الشمعة اغنية حزن غناها كمال مسعودى رحمه الله والتى يصور حياة الانسان وحياة الشمعة هى حياة واحدة احتراق بصمت ولكن المواطن الصالح اعتبر هذا حداد رسمى على روح الجنرال وحمد الله ان الدولة لاتنسي اولادها


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.