![]() |
خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت..خطاب "21"..يتبع
الخطاب (21)
نيويورك فى 7 أبريل 1962 عزيزى مولانا المودودى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد استلمت خطابك المسجل المحرر فى 31 مارس ، وأقبل دعوتك لى ، وسأتبع كل نصائحك بامتنان . بينما كنت أتكلم مع أحد الشبان فى المسجد ، قال لى بأنه خلال مناقشة مع مولانا ظفر الرحمن أنصارى القادرى ، رئيس الإتحاد الفيدرالى العالمى للبعثات الإسلامية بكراتشى أثناء زيارته لأمريكا ، أن من المفروض أن (يكون المتحول للإسلام حالته العقلية رقم 1) . وقد كان رد فعلى الأولى ، أن هذا أفظع تقرير سمعته ، وذكرت له . أنى قد ارتكبت أخطاء فى حياتى وأعترف بأنى فعلت أشياء حمقاء ، ولكن اعتناقى للإسلام ، هو أكثر الأشياء إيجابية فى حياتى ، وأكثر الأشياء فاعلية وعقلانية فى كل تصرفاتى . كما أنى مقتنعة دون أدنى شك ، بأن الإسلام هو الدواء الناجع للصحة النفسية . على كل حال ، فقد تكون نظرة مولانا صحيحة من وجهة النظر أن التحول للإسلام من اليهودية أو النصرانية ، بمعنى أن الإنتقالَ مِنْ اليهوديةِ أَو المسيحيةِ إلى الإسلامِ يَعْنىِ لا شيءَ أقل مِنْ الإنتقالَ مِنْ الحضارة الغربيِة إلى الحضارةِ الإسلاميةِ وتبني قلبيا لطريقةِ حياة مختلفةِ كليّةً ، وهجر أفراد محترمون ناجحون سعداء جداً مثل الأبويّنِ ، الأخوة ، العمّات ، الأعمام وأبناء الأعمام ، والإفتقارُ إلى أيّ حافز ، ناهيك عن الاستعداد لتقديم التضحيات الشخصيه لرفض المعتقدات والانشطه التى كانت عزيزة عليك سابقا ، وذلك في مقابل شيئ غريب على كل ما كان معروفا لديك في السابق أو من ذوي الخبرة . فقط الشخص الغير سعيد إلى أبعد الحدود أو على الأقل الغير راض عن طريقة حياته ، هو المستعد للخضوع لهذا التغير الجذرى . ولهذا ، فلو لم أكن قد مررت بهذه الثورة العاطفية وعدم التوازن الحاد ، ما كان لى أن أبذل هذا المجهود لأصل إلى فلسفة مقنعة للحياة . لو كانت الطبيعة قد حبتنى ما حبت به أفراد عائلتى الآخرين ، ما كانت لتكون لى قضية أو سبب لأشك فى صلاحية وسلامة مجتمعنا ، ولمرت الأمور تماما كما يحدث لأبوى وأختى . ومن هذا ترى ، أنه سبحانه وتعالى يهيئ لعباده فى النهاية ، ما هو أفضل ، وما تحسبه لعنة فهو فى الحقيقة نعمة . حماسى للعيش فى لاهور ، راجع لأنه فى العشر أو العشرين سنة الماضية ما حدث من حظر جماعة الإخوان المسلمين ، وما حدث من علمنة وتأميم لجامعة الأزهر ، جعلنى أفضل لاهور لأنها أصبحت بديلا عن القاهرة كمركز ثقافى إسلامى . كذلك فإنى أفضل لاهور لأنى أعتقد أن كثيرا من المؤلفات الإسلامية تنشر فيها ويمكن الحصول عليها بسهولة . ويخيل إلى أن كثيرا من الكتب الإسلامية تصدر بلاهور أكثر من أى بلد إسلامى آخر . وإذا حدث نتيجة تقاعسى أو إهمالى أنى لم أحصل على تفوق فى الدراسات الإسلامية ، ففى هذه الحالة لا ألومن إلا نفسى . أرجو منك مخاطبة والدى لتشرح لهما كل شئ . وأحد الأسباب التى قد تجعلهم يعارضون مخططاتنا ، وذلك ككل الأوربيون ، أنهم يعتقدون أنه ليس هناك شئ عند المسلمين إلا إحتقار النساء ، وحجبهم معزولين كأثاث المنزل ، وأنه فى باكستان فالنساء يعملن معاملة سيئة وينكرون عليهن حقوقهن اشخصية . مرة ثانيةً هَلْ لي أَنْ أُبلغُك إمتنانَي العميق َ. وبفضل من الله ورحمته ، فلم يتركنى وحيدة معزولة فى كفاحى . بارك الله فيكم . أختك فى الإسلام مريم جميلة يتبع |
السلام عليكم و رحمة الله
الله يكون مع جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم |
الإبن الفاضل / elkaid
بارك الله فيك |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.