![]() |
الحرام لا ينفي سمة الإبداع/ بقلم الإعلامي محمد أبوعبيد
في لوحة "استحمام النساء" للرسام الفرنسي جان ليون جيروم تظهر فتاتان عاريتان، ملامحهما شرقية، تستحمان في أحد الحمامات التي اشتهر بها الشرق.
جيروم بلوحته التي رسمها عام 1889 يُظهر تأثره العميق بالشرق الذي شهد العديد من رحلاته إليه، وهو واحد من الرسامين الذين أبرزوا جسد المرأة عارياً في لوحاتهم مثل بيكاسو في لوحة "نساء عاريات",وماتيس. أمام لوحات من هذا القبيل، تبرز لدى "العقل الإسلامي" إشكالية, أوبالأحرى استشكال, أمام التعامل مع ما تجسده هذه الرسوم، يُفضي إلى صِدام بين الحكم الشرعي إزاءها والتقييم الفني الموضوعي المتجرد من الأحكام الشرعية. المختص في الفن أو متذوقه لن يخالجه أدنى شك في الإبداع الذي جسده جيروم في "استحمام النساء" حتى لو كان المضمون حراماً وفق الشرع الإسلامي. من هذا المنطلق تثور عاصفة الجدل حول رفض أو قبول عرض لوحة كهذه في متاحف عربية أو تزيين جدران المنازل والأماكن العامة بها، وعاصفة أخرى حول اليد التي أبدعتها. أبرزُ ما يعانيه الفن بأشكاله عندنا هو إخضاعه دائما للمسائل الفقهية على حساب القواعد الفنية، فتنتفي سمة الإبداع من منطلق أنه حرام. وهذا يقود إلى أمثلة كثيرة حول الفنون الأخرى التي تم رفضها أو سلخها عن صفاتها الجديرة بها وفقاً لذلك. للمرء أن يتخيل "التماثيل" والصراع ما بين حُكمها الشرعي وتقييم جمالياتها وعناصر الإبداع فيها,حتى لو كان تمثال الجندي المجهول. الحكم الشرعي حول الخمرة, مثلاً, أنها محرمة. لكن التحريم لايَحْرم شاعراً صفة الإبداع وقد أجاد في وصفها، أو تشبيه المحبوبة بها، وفقاً لرقة الألفاظ وبلاغة التشبيهات وجمال الوصف، وهذا ما لايريد العقل عندنا أن يفصل بينه، الأمر يذكّر بأحدهم كان متيماً إلى حد الجنون بقصائد شاعر معاصر لم تخْلُ من ذِكْر الخمرة, وحين علم أن الشاعر يعاقر الخمر, أحرق دواوينه ولم يعد يقتنيها, ونزع عنها كل عناصر الإبداع. ليس التصرف هذا مستغرَبا من قِبل أفراد يكيلون الإبداع بقسطاس الحلال والحرام، ولا يفرقون بين طريقة العيش الشخصية وما يبدعه الخيال. قصيدة "اليتيمة" التي لا يُعرف لها ناظم مؤكد، وإن رأى البعض أنه دوقلة المنبجي, تعتبر من أروع وأجود قصائد الشعر العربي لمتانة سبكها، وسهولة فهم مقاصدها, حيث تصف جَمال"دعد" من خلال وصف كل جزء من جسدها استهلالاً بقمة رأسها وانتهاءً بأخمصَيْ قدميها. أمام جراءة الماضي هذه جَبُن الحاضر, فتم اجتثاث عدد من أبيات القصيدة خصوصاً تلك التي تصف "منتصف جسد دعد". رغم النعوت التي قد يلصقها البعض بهذه القصيدة سواء تحريم ترديدها أو منع تدريسها أو صبغها بالإباحية الجنسية، فإن ذلك لن يخلع ثوب الإبداع عنها، والذي كان سبباً في هلاك ناظمها. طريقة التفكير هذه تضيق المنافذ التي تسمح لعموم الفن أن يجتازها, فيقف فن الباليه, مثالاً لا حصراً ,عالقاً على بوابات الشرق، وإن نفذ فإنه، حتماً، سيقع تحت وابل الجدل والسجال، وسيُجرّد من صفة الإبداع ويبقى فناً في نظر فئة من الناس، مثل حال الموسيقى, أيضا، والتي لا ينكر متعقل علومها وفنونها وعذْب ألحانها بمعزل عن أحكام التحليل والتحريم. ليس كل حلال فيه إبداع، ولا كل حرام خالياً منه. * *إعلامي بقناة العربية mrnews72@hotmail.com |
موضوع جميل الله عليك والمجهو د
الا اتبذل فى الموضوع ده http://img144.imageshack.us/img144/6161/17729803cd4.gif |
نعم ابداع بني على ابتذال ..ماذا سيضيف للأمة الإسلامية أجساد نساء عاريات و ما الذي ستضيفه لثقافة المسلم ... الإبداع في عمل الفرد ..لا يعني تجاوزه لحدود وشرع الله أو القبول به ... دمت بخير |
عدرا اخي فكل ماهو مناف للشرع فهو مناف للدوق والفن والجمال....وهدا امر لا يناقش فيه مسلم عاقل
|
إقتباس:
كأني بك ترى أن ما ذكره ذلك ( الرسام ) هو الحقيقة بعينها وأن ما ذكرته في هذه الجزئية عن تأثره العميق بالشرق يعني أن تلك الرسومات كانت نتاج ما هو موجود فيه ، خصوصا إذا نظرنا إلى كلمة ( رحلاته ) وهذا يستدعي أن نعرف أنه لم يرسم إلا من واقع وليس من خيال فمتى كانت نسائنا عاريات ليرسمهن رسام فرنسي ..؟؟ في تلك الحقبة التي ذكرتها ، كان الفرنسيون والبريطانيون والأوربيون بصورة عامة هم من يتعرى على شواطئ الشرق ، فهل هذا يعني أن من تعرى منهم عندنا يكونون منّا ..؟؟ إقتباس:
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ..؟؟ إقتباس:
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام ولن تزول قدما عبد مؤمن حتى يسأل عن ( خمس ) ولك أن تبحث عن باقي الحديث الشريف إقتباس:
كما أن ( الفحش ) في الشعر وارد قديما فقد كان الفحش واردا في الحديث ونزار ليس عنّا ببعيد ولكن المشكلة أنك أخي معجب أيما إعجاب بتلك القصيدة لأنها وصفت إمرأة أترى لو أنها كانت أختك أو إبتك ، أكنت ترضى عليها ذلك ..؟؟ أو هل كنت سترضى أن تقرأ هي ذلك ..؟؟ ولا تنسى أن الشعراء يتبعهم الغاوون ..... إلا الذين آمنوا وسأكتفي بهذا من المقال |
إقتباس:
أليست هذه العلمانية ؟ واعتماد مبدأ الميكافيلية في فلسفة الفن ؟ |
نعم الإبداع - موجود - عند غير المؤمنين وعند الفسقة لأنهم بشر منحهم الله العقل والقلب ليتمكنوا من الإبداع ، وحين يكون الإبداع في صورة جميلة حرفاً أو رسماً أو عملاً يدوياً أو آلة أو غير ذلك فإننا ننظر لتأثيره في النفوس ، فما كان أثره حسناً فهو حسن ، وما كان أثره سيئاً فهو سيء .
|
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.