جيل الغاضبين
جيل الغاضبين
إنها ظاهرة تسترعي الانتباه فعلا, فبمجرد أن ينقشع ضباب الغفلة عن أعين الكثير من شبابنا , و يهتدوا إلى سواء الصراط , حتى يستيقظ بداخلهم مارد الغضب, و يغلي مرجل الثورة على حال الأمة المؤسف. إنه شعور محمود ذاك الذي يعتريهم حين يغاروا على ديننا الحنيف , لكن الغلو في هذا الشعور تكون عواقبه غير محمودة . هذا الغلو يولد في الحقيقة ثلاث فئات من الشباب: 1 – الفئة الأولى: تشطر المجتمع إلى شطرين : رعية من الجهلة و الغوغاء, و طغمة فاسدة متآمرة على الدين , وهذه الفئة تسارع إلى تغيير الوضع القائم بقوة الحديد و الدم فلا تكون النتيجة إلا مزيدا من الإضرار بالدين , و تنفير الراغبين في العودة الى المنهج الصحيح. 2 – الفئة الثانية: يجاهدون لتغيير المنكر باللسان, لكنهم يفتقدون إلى العلم الضروري , و إلى التربية التي تؤهلهم للعب دور قيادي فتراهم يحتجون على العلماء و يحقرونهم, و يسفهون آراءهم لا لشيء إلا لأنها تتعارض مع مدركاتهم , ولا يعلمون انهم يحكمون هواهم , و يقيسون الأمور بمقياس عقولهم الفتية, حتى إن منهم من يكفر العالم المسلم لأن فتواه في قضية ما تعارضت مع رؤيته أو منهجه في التفكير. 3 – الفئة الثالثة: لها نصيب من العلم و الدراية : لكن إحساسها بالخيبة و اليأس يحد من قدرتها على الفعل , فتراها هائمة في عالمها الخاص لا تهتم بما يقع في الخارج ,تدبر أكثر مما تقبل, و تعتزل الناس لأنهم يجهلون قدرها , ولا يلجأون إليها لحل المعضلات , وتصحيح المسار. لست بهذا التصنيف أنفي وجود طائفة من الصالحين الذين اتسعت دائرة الأمل عندهم فلا ييأسون ولو أعرض كل الناس , و الذين يستمدون منهجم من أريج القرآن و السنة , لكننا بحاجة إلى من يعيد الفئات الثلاث المذكورة إلى رشدها . أليس كذلك؟ اللهم وفقنا لطاعتك بهديك وأعنا على نصرة دينك بتوفيقك. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.