ولتتركوا.........لي دُميتي!!
http://www.odabasham.net/images/doll.jpg هيا ارحلوا ... من هاهنا ... هيا اتركوني... هاهنا... مع لعبتي ... مع دميتي... أهدي لها... دفء الحنايا... اصطفيها ... قُبلتي... هي لا تجيبُ...!! زعمتُمو... هي لا تحس..!! صدقتُمو... فمشاعر الإحساس ... ماتت... مذ فطنت... لدنيتي... يا مسلمون... دعوتكم... لم تستجيبوا... ويحكم... فتركتكم... في لهوكم... ومضيت... أحضن دُميتي... أنا لم أجد... بين الخلائق ... من يؤمن... فزعتي... أنا لم أجد... بين الخلائق... من يصادق ... مهجتي... أنا طفلةٌ... لكنني ... سحق الأعادي... وردتي... أنا زينةٌ... لكنما... سرق الأعادي... بسمتي... لا تتركيني... دُميتي... فلديك... أرقب بسمتي... ولديك... أسكب دمعتي... لا تهجريني... لعبتي... فالأمن... في دنياهُمو... أن يحرموني... هجعتي... لا تتركيني ... دُميتي... فالقول... في أفعالهم... أن يسلبوني ... مُتعتي... أمي مضت... وأبي قضى... إثنان لي... في عيشكم... رضاعتي... مع دُميتي... هيا ارحلوا... أرجوكُمُ... أعطيكُمُ... رضاعتي... ولتتركوا.........لي دُميتي. =================== حامد كابلي |
بسم الله الرحمن الرحيم هذه القصيدة أجمل ما يميزها الصدق في المشاعر ، وهي قصيدة تعتمد الرؤية عنصرًا أساسيًا في خطاب الآخر . اللعبة أو الدمية حينما تستحيل موضوع القصيدة ، فإن هذا يستدعي نظرة إلى الحياة كلها من هذا المنظور ، والرؤى كانت مبرِرة للغاية لهذا البوح والذي وإن كان أعلى من مستوى طفل إلا أنه يعبر بصدق عما يجيش بالأفئدة . الدمية محور القصيدة في عالم فقد محوريته ، كأن الدمية هي صنم مصغّر من الصنم الأكبر وهو العالم . وإزاء هذه الحالة من السلبية تكون الدمية هي العالم لأن فيها استرجاع الماضي وسلوان المصيبة . والتلعق بها له ما يبرره ، فهي أجمل شكلاً من العالم الخارجي عالم الركام والحطام . إننا في حضرة نص يفرض النزول لدنيا هذا الطفل وكان هناك بعض المحاولات حققت بعض النجاح من خلال اللغة الآمرة والإيقاع السريع الذي يتناسب مع حالة الغضب والصريخ المسترسل . فمشاعر الإحساس ... كان الانتقال من حديث الطفل لحديث الدمية نفسها سريعًا وهذا في صالح النص والرؤية تتمثل في العجز عن تحقيق الامن ، لكن الصورة الأجمل هي أن الزينة نفسها سرق الأعادي بسمتها ، حيث تكون اللعبة آخذة إطارًا آخر وهو الصديق الحقيقي وليس العالم الخاص فحسب .ماتت... مذ فطنت... لدنيتي... يا مسلمون... (هنا المأساة ليست مأساة الأمة فحسب بل مأساة العالم وكان الأجدى بالخطاب أن يكون أشمل لتكون فكرة المأساة أعم ، غير أن هذه الرؤية توضح مركزية العالم الإسلامي باعتباره العالم الأوحد . وفي ذلك استجلاء لفكرة الأمة القوية المنتصرة والأخوّة المرتجاة) دعوتكم... لم تستجيبوا... ويحكم... ومضيت أحضن دُميتي... أنا لم أجد... بين الخلائق ... من يؤمن... فزعتي... أنا لم أجد... بين الخلائق... من يصادق ... مهجتي... أنا طفلةٌ... لكنني ... سحق الأعادي... وردتي... أنا زينةٌ... لكنما... سرق الأعادي... بسمتي هيا ارحلوا... أرجوكُمُ... أعطيكُمُ... رضاعتي... ولتتركوا.........لي دُميتي. وهذه الأشطر مثّلت هذه الحالة والتي اتخذت الدمية فيها بعدًا ثالثًا وهي الغذاء ، فهي كلما ازدادت ضيقًا زادت أهميتها من كونها عالمًا ثم أخًا وأخيرًا وسيلة الغذاء والرضاعة . واللافت في القصيدة ضمير الملكية الممثل في ياء المتكلم أكد هذه العزلة عن العالم والانزواء حول الذات أو ما يمثلها لتتوحد فيها وتكون الأنا المفقودة . النص كان على درجة عالية من الإتقان لاسيما وأنه لم يعتمد الصور المجازية ولا الفكرة الفلسفية وإنما استطاع من خلال بعض الأدوات أن يصوغ المعنى ويحقق ما هو متعارف أن الشعر هو ما أشعرك . وهنا كان الشعور بالخزي والتبرؤ من هذا العالم هو الشعور المسيطر على القصيدة . لم لا والف مليون لم يفعلوا لطفلة شيئًا ؟ افلا تذهب إلى من يحقق لها البهجة ؟وسبحان من جعل في الجماد ألف ألف إنسان . |
أبيات جميلة وفقك الله
|
قصيد صادق و مؤثر ..؛ كدتُ أن أقول أن المشرقي أعلم بشعر الكابلي منه ...؛؛ رحماك ربي ...؛؛؛ |
شكراً للجميع على حسن التعقيب والمرور
وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسف على التأخر في الرد:) أبو أنس |
قصيدة مفعمة بمشاعر كثيرة ومعبرة جدا
رائع ما كتبت أخى فلا تحرمنا من المزيد |
اخي الكريم ... الكابلي
اعجبتني جداً قصيدتك ... وربما استعير كلمة الاخ الاستاذ المشرقي الاسلامي " الشعر هو ما اشعرك " ... كلمات من القلب لذا فقد وصلت للقلب وشعرنا بها ... تحياتي |
أكرر شكري للجميع على حسن التعقيب والمرور
دمتم بسعادة |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.