![]() |
المبارزة في الإسلام
المبارزة في الإسلام
المبارزة وهى : عراك اثنين من المقاتلين أحدهما من فريق والثانى من الفريق المعادى شكل من أشكال القتال والأشهر إنه كان بالسيوف وفى شكل أخر بالسيوف والحراب وفى شكل أخر بالمسدسات وكل هذا من ضمن كتب التاريخ والأساطير ومقاطع الخيالة في تاريخنا الكاذب نجد المبارزة الأشهر هى : المبارزة في غزوة بدر بين ثلاثة من المسلمين وثلاثة من الكفار فعنْ عليّ بْن أبي طالبٍ أنّهُ قال عنْ غزْوة بدْرٍ: برز عُتْبةُ وأخُوهُ وابْنُهُ الْوليدُ حميّةً، وقالُوا: منْ يُبارزُ؟ فخرج فتْيةٌ من الأْنْصار ستّةٌ فقال عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤُلاء، ولكنْ يُبارزُنا منْ بني عمّنا منْ بني عبْد الْمُطّلب. فقال رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم: قُمْ يا عليُّ، وقُمْ يا حمْزةُ، وقُمْ يا عُبيْدةُ بْن الْحارث بْن الْمُطّلب، فقتل اللّهُ تعالى عُتْبة وشيْبة ابْنيْ ربيعة، والْوليد بْن عُتْبة، وجُرح عُبيْدةُ، فقتلْنا منْهُمْ سبْعين، وأسرْنا سبْعين" ونجد أن معظم السير والملاحم قائمة على حكاية المبارزة فنجد في الأساطير اليونانية التى حكتها الإلياذة والأوديسا تحديات مبارزة كتحدى أخيل وباريس أو تحدى أخيل وهيكتور وفى التاريخ الذى ينسبونه للجاهلية نجد أبرز المبارزين عنترة بن شداد والزير سالم وكليب بن مرة وجساس وأما السير الشعبية فنجد أشهرها السيرة الهلالية مليئة بمبارزات أبوزيد الهلالى ودياب بن غانم والسلطان حسن والزناتى خليفة ومن ذلك ما جاء على لساتن عنترة : ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هربا ولا مستسلم جادت له كفي بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقوم برحيبة الفرعين يهدي جرسها بالليل معتس الذئاب الضرم فشككت بالرمح الأصم ثيابه والكفر مخبثة لنفس المنعم فتركته جزر السباع ينشنه يقضمن حسن بنانه والمعصم ومشك سابغة هتكت فروجها بالسيف عن حامي الحقيقة معلم زبد يداه بالقداح إذا شتا هتاك غايات التجار ملوم لما رآني قد نزلت أريده أبدى نواجذه لغير تبسم فطعنته بالرمح ثم علوته بمهند صافي الحديد مخذم عهدي به مد النهار كأنما خضب اللبان ورأسه بالعظلم المبارزة حاليا إن كان لها وجود في القديم تحولت حاليا إلى ألعاب تمارسها فرق الرقص والغناء إلى ألعاب مصل : التحطيب قطعا هذا الشكل القتالى في الحروب مشكوك في وجوده ويبدو أنه من خيال الشعراء والرواة في كل الأمم قطعا صدق الفقهاء بوجود هذا الشكل القتالى العبثى من خلال روايات مثل : "أن أبى بن خلف دعا الرسول(ص) في أحد إلى البراز فبرز إليه النبى(ص) فقتله " " برز عُتْبةُ وأخُوهُ وابْنُهُ الْوليدُ حميّةً، وقالُوا: منْ يُبارزُ؟ فخرج فتْيةٌ من الأْنْصار ستّةٌ فقال عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤُلاء، ولكنْ يُبارزُنا منْ بني عمّنا منْ بني عبْد الْمُطّلب. فقال رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم: قُمْ يا عليُّ، وقُمْ يا حمْزةُ، وقُمْ يا عُبيْدةُ بْن الْحارث بْن الْمُطّلب، فقتل اللّهُ تعالى عُتْبة وشيْبة ابْنيْ ربيعة، والْوليد بْن عُتْبة، وجُرح عُبيْدةُ، فقتلْنا منْهُمْ سبْعين، وأسرْنا سبْعين" وقد رتبوا على وجوده أحكام منها : المبارزة الفردية في الجهاد مباحة وقد اختلف الفقهاء في من يخرج للمبارزة من المسلمين فبعضهم أباح خروج المسلم بدون إذن أحد إن رأى في نفسه قوة تهزم المبارز الكافر وبعضهم حرمها إلا بإذن القائد وهو الإمام والغريب أن بعض من الفقهاء لم يعرف المبارزة وكأنها لم يكن لها وجود وينسبون هذا إلى الحسن كما قال ابن قدامة إذْنُ الإْمام في الْمُبارزة: اختلف الفقهاء اختلافا بينا في هذا الإذن فقال فريق: لا يجُوزُ أنْ يُبارز إلاّ بإذْن الإْمام إنْ كان عدْلاً وقال فريق: إنّ الإْمام إذا كان غيْر عدْلٍ لمْ يلْزم اسْتئْذانُهُ في مُبارزةٍ ولا قتالٍ إذْ قدْ ينْهاهُ عنْ غُرّةٍ قدْ تبيّنتْ لهُ فيلْزمُ طاعتُهُ، فإنّما يفْترقُ الْعدْل منْ غيْر الْعدْل في الاسْتئْذان لا في طاعته إذا أمر بشيْءٍ أوْ نهى عنْهُ؛ لأنّ الطّاعة للإْمام منْ فرائض الْغزْو، فواجبٌ على الرّجُل طاعةُ الإْمام فيما أحبّ أوْ كره، وإنْ كان غيْر عدْلٍ، ما لمْ يأْمُرْهُ بمعْصيةٍ . وقال فريق: إذْن الإْمام أوْ أمير الْجيْش في الْمُبارزة شرْطٌ في اسْتحْبابها؛ لأنّ للإْمام أوْ أمير الْجيْش نظرًا في تعْيين الأْبْطال، والاسْتحْبابُ حينئذٍ إنْ كان الْكافرُ قدْ طلب الْمُبارزة؛ لما في ترْكها من الضّعْف للْمُسْلميْن والتّقْوية للْكافريْن، فإنْ لمْ يطْلُب الْكُفّارُ الْمُبارزة كان إذْنُ الإْمام أوْ أمير الْجيْش شرْطًا في إباحتها، فإنْ لمْ يُؤْذنْ منْ أيّهما في الْمُبارزة جازتْ مع الْكراهة وقال فريق: الْمُسْلم الْمُجاهد لا يُبارزُ علْجًا إلاّ بإذْن الأْمير؛ لأنّهُ أعْلمُ بحال النّاس وحال الْعدُوّ ومكامنهمْ وقُوّتهمْ، فإنْ بارز بغيْر إذْنٍ فقدْ يكُونُ ضعيفًا لا يقْوى على مُبارزة منْ لا يُطيقُهُ فيظْفرُ به الْعدُوُّ، فتنْكسرُ قُلُوبُ الْمُسْلمين، بخلاف ما إذا أذن لهُ، فإنّهُ لا يكُونُ إلاّ مع انْتفاء الْمفاسد؛ إذْ إنّ الأْمير يخْتارُ للْمُبارزة منْ يرْضاهُ لها، فيكُونُ أقْرب إلى الظّفر وجبْر قُلُوب الْمُسْلمين وكسْر قُلُوب الْمُشْركين. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.