حوار الخيمة العربية

يبدو أن حمية الصحوة الدينية تدفع بالكثيرين الى التفكير في اساليب جديدة للاستقطاب و الاحتواء..من خلال توفير بدائل بصيغة " اسلامية " تمكن من توسيع قاعدة الاتباع , فقد بدأت لدى كثيرمن الدعاة مرحلة التنازل عن كثيرمن سمات و ملامح ديننا الحنيف في سبيل الاحتفاظ بوهج الصحوة و بريقها . فظهرت دعوات الى ملاءمة الاسلام بما يناسب " متطلبات العصر " واصبحت وسائل الاعلام تتناقل الحديث عن " اسلام جديد" و " اسلام مرن" و " اسلام متسامح" و هي في اغلب الظن مقابل لما لا يصرح به المسؤولون علانية , أعني " اسلام قديم" " اسلام متشدد" و " اسلام عدواني" .
اصبح الشغل الشاغل الآن هو اقناع الغرب بأن الاسلام دين قابل للاندماج في منظومة العصر , لذا تجتهد الانظمة في دفن ومحو كل ملامح القوة و العزة في هذا الدين ,وانبرى عديد من العلماء و الدعاة للحديث فقط عن الجانب المشرق من الرسالة المحمدية مما يعني الاعتراف الضمني بأن لها جانبا مظلما ..
لقد بلغ الذل مبلغا عظيما ,حين صار ليس فقط الحكام بل حتى العلماء يتفادون الحديث عن الجهاد و آيات القتال ,و احكام القصاص ,ويكتفون بآيات السلم و الجدال بالتي هي احسن , ولولا ان الله حفظ كتابه لتناولته الايدي بالمراجعة و التصحيح و التنقيح بما يناسب المواثيق الدولية..
إن وقوع الحكام تحت ضغط الغرب أمر معروف ومفهوم مادامت انظمتهم مرتبطة جنينيا به , أما حشر العلماء و الدعاة في هذه المهزلة فهو مما يندى له الجبين ,ويضع مصير هذه الصحوة في خطر الانكماش من جديد
لان زلة عالم هي زلة عالَـــــــم ..