حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مشروع صناعة مبدع من الخيمة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76421)

المشرقي الإسلامي 24-09-2009 03:46 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة إيناس (المشاركة 664428)
أخي المشرقي الإسلامي
كم يشرفني ويسعدني أن أحضى بمقعد في ساحتك الراقية والهادفة
فألف شكر لك .... ودام لنا التواصل

وأنا أختي العزيزة أشكر لك حسن تواصلك وهذا الذي أقوله سيقوله أي واحد له خبرة بالأدب والثقافة خاصة إذا قارن بين أعمالك بمنظور تاريخي .
أنت مبدعة وتبذلين جهدًا كبيرًا والله سيوفقك .
شكرًا لحسن تواجدك

المشرقي الإسلامي 25-09-2009 12:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : ملكة القمح تسكن أعلى النهر
اسم العضو: نزار المصري
(19)
أعلى النهر

كانت تسكن حبيبتي

وابنها

خطفته غربان الحقل

فسأكتب

عنك بكل الاسى قصيدتي

رغم

صخب موسيقى الحفل

رغم

رائحة العفن في البارود

رغم

قسوة الوشوم الحجريه

أنتظرك

مع قسوة النهر وبعد الحدود

عودي

يانجمه السفر القصية

سأكتب

عن الغربه وسط دفء الاوطان

عن أرجوحة البحر

وعن مليكة القمح

عن

الشهداء في ساحة ألأقحوان

عن

غفوة حبيبتي بين السنابل

عن

الغدر عن القبح

أو حتى عن القمع

عنك

ياعروس الدم

عن

لحدي وسط الجدائل

وأفكر في!!!

الحلول فى البدائل

الخبز والياسمين بديلا

عن قهر السنين

عادت وحفرت

وشما تحت شفتيها

وبنت كوخا

بجوار المحيط حيث مرفأها

ونست النهر

أو تناست نهر مقلتيها

متى تنتهي

يا سنين الجهل والجحود؟

متى يعود

فارس الزنابق والصمود؟

****


المشرقي الإسلامي 25-09-2009 10:35 AM

تسكن طيبتي أم طبيبتي ؟ هي طيبتي (من الطيبة والسلوك الحسن ) أليس كذلك ؟
غربان الحقل الغربان رمز للنظام الاستبدادي والتعبير في غاية الروعة وهو أن الغربان تخطف الطيبة حتى سلوك الإنسان الطيب حتى خبايا نفسه السليمة خطفتها الغربان . ذك الطمع الذي لم يبق على قيمة ولم يجعل لها مكانًا .

العنوان ملكة القمح تسكن أعلى النهر فيه إشارة تحذير لاحتمالية سقوطها ورغم أن النهر يروي إلا أنه لن يغني عنها شيئًا وقد اجتثت جذورها كما لن يغني عن الطفل الوليد أبواه شيئًا وقد فقد رأسه . إذًا التحذير شديد من حالة احتقان لهذه المملكة .


رغم

صخب موسيقى الحفل

(حفل الانتصار على الشعب البسيط الطيب ) حفل زائف
رغم

رائحة العفن في البارود
الموازاة بين البارود والموسيقى جعلت الحالة موحية بشدة فهناك الحفل الذي موسيقاه البارود إنها حفلة دموية يشرب السافلون نخبها الدم الأحمر الطيب دم الأبرياء
رغم

قسوة الوشوم الحجريه

الوشوم الحجرية ... كل كلمة اخترتها بملقاط يا عزيزي فهي وشوم حجرية وليست صخرية والحجر أضعف من الصخر إذًا هي وشوم قابلة للزوال ر وح الأمل تنبعث بشدة من هذه الأشطر التي يبدو أن الأداء الاحترافي بلغ فيها شأوًا بعيدًا . ما أجمل أن يكون الشاعر هو ذلك الإنسان الذي يصنع الحزن كي يصنع الفرح المقابل له ويصنع اليأس ليبين كيفية الانتصار عليه وشوم حجرية وبارود عفن الرائحة وغربان ...أنى السبيل إلى الصبح ؟ولا أظنه .
أنتظرك

مع قسوة النهر وبعد الحدود

اللـــــــــــــــــــــــــــه !! لله درك أخي ما اسوأ أن يكون النهرقاسيًا .. هذا دليل على ما فعلته الغربان حولت الطيبة إلى عنف حتى جعلت النهر عذب الماء مالحًا قاسيًا . النهر غير البحر غير المحيط وحينما نقول الصباح الحزين نكون قد ألغينا ضوء الشمس ما أشد الحزن في هذا المعنى حينما يكون النهر قاسيًا ؟!!! كأنما النهر هو هذه الطيبة التي اختطفتها الغربان.
عودي
صوت النداء في كلمة عودي فيه دليل البعد والغربة حرفا المد الواو والياء يوحيان بصدى متسع لا يسمعه من حوله نداء يائس
عن أرجوحة البحر
الدولة التي تعصف بها تيارات الهوى الهوى السياسي والهوى الخارجي ..أرجوحة لن تنال من البحر إلا ملوحة مائه أو أسماك القرش
وعن مليكة القمح
وصف للدولة وإيماء باك عن أزمة الخبز في مملكة القمح
عن

الشهداء في ساحة ألأقحوان
الملحمة تشتد حين تكون البساتين هي المدافن لكن حسبها أن فيها أبطالاً وليسوا أباطيل.
عن

غفوة حبيبتي بين السنابل

الغفوة اليأس غفوة طويلة لمملكة القمح لاسيما وأن فمحها استُلِـــب عن بكرة أبيه
عن

الغدر عن القبح

أو حتى عن القمع

عنك

ياعروس الدم

عن

لحدي وسط الجدائل

تبد والحالة لا تنتهي حتى الجدائل حتى العروس لم تستطع إيقاف الدم بل صارت هي نفسها ساحة دماء . إنه الوطن الأكبر الذي تلوثت بساتينه فصار مدفنًا ولم يعد يزقزق الطير فيه .
وأفكر في!!!

الحلول فى البدائل
لغة نزار قباني تسللت إليك بشدة وهنا يبدو الأداء التقريري وكأن الشاعر يقول دعوا الألفاظ الشاعرية لنكون في البدائل والحلول
الخبز والياسمين بديلا
سخرية الشاعر عن الياسمين بديل الخبز.. ليت شعري هل تصلح البساتين مزارع للقمح .
عن قهر السنين

عادت وحفرت

وشما تحت شفتيها
لا أرى لهذا الشطر معنى بالمرة
وبنت كوخا

بجوار المحيط حيث مرفأها

محاولة التحدي والصمود لكوخ بجوار المحيط . لما قسا النهر غامرة المملكة بمجاورة المحيط حيث القسوة الحقيقية والأسماك المتوحشة إنها حبيبة تتحدى من أجل محبوبها (الشعب ) وتبني المرفأ السكون الأخير بجوار المحيط ترى هل تهزم المحيط وتحيله ماء ً عذبًا أم يأكلها المحيط ؟ أم تتعلم الجمود والبرود وتصير هي والمحيط صديقين ؟ تساؤلات وأطروحات مخيفة عن المستقبل في ثنايا هذا السطر .
ونست النهر

أو تناست نهر مقلتيها

متى تنتهي

يا سنين الجهل والجحود؟

متى يعود

فارس الزنابق والصمود؟


لا داعي مطلقًا لكلمة الزنابق فهي خارج الحقل الدلالي لكلمة البحر والنهر والمرفأ . الفارس والخيل من لغة البر والمرفأ والسفينة من لغة البحر . لو قلت متى يعود
رباننا وسيد الصمود ..
العمل أحسن من سابقه (شغب هادئ برائحة البحار ) وهو كعمل نثري اكتملت فيه نسبة 60% تقريبًا من خصائص العمل الاحترافي ولو أنك ظللت بهذه الخطى لمدة شهرين بإذن الله أتوقع لك مستقبلاً باهرًا في فن النثر أو الخاطرة حتى تتعلم أوزان الشعر .

المشرقي الإسلامي 26-09-2009 02:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : من وراء الجدران
اسم الكاتب:حمزة المقالح
(خارج منتدى الخيمة)
(20)
من وراء الجدران اتمدد فوق اشلاء الحروف .. العق الغدر وجرح ينزف على عتبات القصيدة .. دفق شعوري مثل طير سجين .. اغفو فتهذي الريح تحت وسادتي بصدى يمسك الشمس بظفائرها نحو الغروب ..

يستشري في عمري حزن مثخن بجراحات اليمة وسؤال مر "متى اعود الى وطني؟"

انهض ملموم احمل جسدي على قائمتين لصباح مالح .. اشرق من نافذتي قبل شروق الشمس والقى نظرة على الشارع الذي يجثم في حارة ضيقة ينتهي الصمت ولا احدا سوا عجوز يجمع اشياءه القديمة ويفك قيده الذي حفر في معصميه ... عرفت كيف للانسان ان يحتفظ بالصراخ المخنوق ليستجدي الراحلين نحو الوطن بان يعيدو الروح للجسد .. فيا وطني المبلل بالدمع والحطام ,, ايها المزروع كالحرف في شفة القصيدة .. عما قريب إنا نحوك عائدون ...

http://www.ye1.org/vb/archive/index.php/t-253857.html

المشرقي الإسلامي 26-09-2009 03:19 PM

التعبير أتمدد فوق أشلاء الحروف كان تعبيرًا مركبًا، كثيفًا في نفس الوقت ، وتشكيليًا ، إذ تشبه الحروف بالجثث الآدمية ويأتي لفظة التمدد لتفيد استرخاء لكنه استرخاء يعبر عن التقزز لاسيما وأنه من وراء الجدران وكونه وراء الجدران فيعني هذا حالة من الحصار والانحباس .
العق الغدر وجرح ينزف على عتبات القصيدة
جاء هذا التعبير ليدل على استشراء الغدر لكن لفظة ألعق تختلف عن أتجرع ، وتصور حالة اللعق يأتي ليعبر عن توجس ما من الشيء المذاق وكأن ثمة فطرة سوية يحتفظ به من يتحدث الكاتب على لسانه ، وتأتي لفظة عتبات القصيدة لفظة عميقة لتعبر عن الوطن والذي قد صار مستعليًا على المواطن حتى صار له عتبات حتى يصل المواطن إليه وهذا تعبير عن مدى العلاقة العكسية بين المواطن والوطن وإذا كان ثمة نزيف فلابد من مصدر له ، وعدم ذكر المصدر جاء غالبًا بشكل مقصود تحاشيًا لذكر اسم المتسبب في هذا الجرح لدناءته.


اغفو فتهذي الريح تحت وسادتي بصدى يمسك الشمس بظفائرها نحو الغروب ..

تصوير الريح بالوحش كان في صالح النص وإن كان هذا تعبيرًا غير جديد والريح هنا تأتي كناية عن الأفكار المتلاحقة التي تعتمل في ذهن المتحدث ،لكن تعبير صدى يمسك الشمس بضفائرها نحو الغروب تعبير غير سليم لأن لا علاقة بني الصدى وهو شيء محسوس غير مادي وبين الشمس وهي شيء ملموس ولكن الفكرة نفسها كانت عبقرية تشكيلية للغاية لكن كون من الصعب رسم هذه الصورة للصدى فيمكن القول إن ثمة ضعفًا في التجانس في خصائص المشبه والمشبه به كان في هذه الجزئية الملونة بالأحمر .


يستشري في عمري حزن مثخن بجراحات اليمة وسؤال مر "متى اعود الى وطني؟"
كانت الجملة يستشري في عمري حزن مثخن شاعرية على إيقاع بحر الخبب وزادت الحالة أسى كونها غنائية وزادها جمالاً أن يكون الحزن مثخنًا بالجراح الأليمة وكأن هناك بشكل ضمني جراح غير أليمة ،إن هذا التعبير جاء ليقول إن هذا الجرح يختلف عما سواه من الجروح لعله الجرح الوحيد الذي شعر المتحدث فيه بالألم وجاءت كلمة الوطن بعد كل تلك الأسطر لتحدث عنصر التشويق والإجابة على السؤال الذي كان القارئ ينتظره ما هو هذا الذي كان يتحدث الكاتب عنه ومجيئ كلمة الوطن في هذا الوقت أتت لتعبر عن معنى آخر أن الوطن هو ليس أول ما يشعر الفرد بالحنين إليه وإنما الجراح فمجيء الجراح قبل الوطن ينبئ عن فكرة مردها أن (أبناء الوطن) أي الجراح يسبقون أمهم (أي الوطن) فكأنما وظيفة الوطن أن يعرّف الحزن به ويأتي دليلاً عليه وكأن الجراح هو الذي يقود الوطن .


انهض ملموم احمل جسدي على قائمتين لصباح مالح
الأصح ملمومًا كان التعبير عن الإنسان ومكانته في أسوأ الحالات تعبيرًا عبقريًا في كلمة ملمومًا كأنما هي قمامة أو قطع متناثرة تلملم وهذا تعبير عن معاناة الإنسان في وطنه وتعبير قائمتين وإن كان معبرًا عن معنى من معاني الخيل إلا أنني لا أراه يعبر عن حيويتها وعنفوانها بقدر ما يعبر عن حيوانيتها وامتطائيتها .



اشرق من نافذتي قبل شروق الشمس والقى نظرة على الشارع الذي يجثم في حارة ضيقة ينتهي الصمت ولا احدا سوا عجوز يجمع اشياءه القديمة ويفك قيده الذي حفر في معصميه ...
الشعور بعنصري الزمان والحركة كان جيدًا للغاية ، فمع ظهور كلمة الوطن وتأخرها جاء تأخر كلمة شروق الشمس وجاء شروق الإنسان ليعطي انطباعًا مؤداه أن الإنسان هو الشمس الأولى في هذه الحياة وتأكد ذلك بكلمة قبل شروق الشمس و الأصح كلمة عجوز تجمع أو كهل يجمع ..وكلمة سوى تكتب كما هي ملونة بالأخضر

لاحظ أن في هذا التعبير نوعًا من التسرع،لأن مجيء العجوز الذي يجمع الأشلاء القديمة ظهر بلامقدمات وظهر وكأنه أمر سهل لا عناء فيه ، لعل الصورة الذهنية عندما تسيطر على الفرد تجعله مستعجلاً التعبير عن المضمون بشكل أسرع من العمليات المنطقية الضرورية لذلك.
عرفت كيف للانسان ان يحتفظ بالصراخ المخنوق ليستجدي الراحلين نحو الوطن بان يعيدو الروح للجسد

هذه كسابقتها منفصلة عن جو النص بشكل كبير .

فيا وطني المبلل بالدمع والحطام ,, ايها المزروع كالحرف في شفة القصيدة .. عما قريب إنا نحوك عائدون
تأتي لفظة النداء معبرة عن الأمل الأخير الذي هو آخر استجداء أو تقليد للعجوز لينتهي المتحدث من الحديث إلى الوطن حتى يصل إلى خلاصة الكلام وهي العودة ، كانت النهاية بها في صالح النص لأنها أكدت إيجابية الموقف الذي يتخذه المتحدث وهو النداء وليس الصمت.
كذلك الوطن المبلل بالدمع أتت عبارةفي مكانها المناسب فالوطن لم يبلل بالندى ولا بماء الغيث وإنما بالدمع لينفي احتمالية أي خير آت للوطن .لكن الحطام لا علاقة له بالدمع ولا يكون مبتلاً وهنا نكون إزاء خطأ في خصائص البيئة التشبيهية .
أخيرًا النداء يتكرر مرة أخرى ليعبر عن ماهية الوطن ويأتي التعبير بأيها المزروع كالحرف في شفة القصيدة ليعبر عن تعدد في مستويات الخطاب ، فالوطن المبلل بالدمع تعبير للبسطاء بينما الحرف في شفة القصيدة للمثقفين وكأنه استنهاض لهم واستدعاء وتعبير عن ماهية الحرف ووظيفته في الحياة لئلا يكون أداة للهذر والترف الفكري والثقافي ، وكان تعبيرًا عبقريًا عن مدى التلازم فكما أن الحرف لا يفارق أول القصيدة أو شفتها فالوطن كذلك لا يفارق الإنسان .
وكان التعبير مميزًا في الجانب التجسيدي له وهو أن تكون القصيدة فمًا يتحدث كأنها جزء من إنسان وكأن اللسان هو الشيء الوحيد الذي يخلد ذكر صاحبه.
العمل اتسم بدرجة كبيرة من التشكيلية والتعبيرات المجازية المنتقاة بعناية كما أنه اتسم بالقصر والوعي بمواطن أو مواضع استخدام الكلمات ،ولغة الخطاب .
عمل مميز أشكرك عليه ودمت مبدعًا .

المشرقي الإسلامي 04-10-2009 12:00 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
المرحلة الرابعة
اسم العمل :ليلة لا تكف عن البكاء
اسم الكاتب:أبو نواف البكاري
(من خارج منتدى الخيمة)
(1)






ليلة لا تكف عن البكاء
(1)
أحدق بروحي
اتلفت حول جراحي
فحيح الليل المتوجع يئن بخاصرتي
لاشئ غيرالأنين
ليال منفعله لاتعرف الهدوء
زمن مغلف بالوهم .....
وغربة سمراء..
وشجون ليس لها آخر
وقمر جريح ينزف بالاف الذكريات
(2)
حبيبتي ...
ذكرياتي حلم لاهث
وحروفي تلملم ما تبقى من دفئ الجلسات
قصائدي اليك تجتاز ممرات الوهم المخيف
ودمعي طوفان لايوقفها ضجيج الواهمين
الطريق اليك حجارة بلهاء
علب فارغه
هرطقات كانت تدندن بها عجائز قريتي وهن راحلات الى سفوح الجبل
لست ادري كيف اعود اليك
جدران غربتي صدئه
آذاني ادمنت على الوهم
ربما ان عدت تتمتمين :
_ليته لم يعد

***
p://www.rabitat-alwaha.net/~alomary/moltaqa/showthread.php?t=33636

المشرقي الإسلامي 04-10-2009 12:06 AM

أحدق بروحي
أتلفت حول جراحي
فحيح الليل المتوجع يئن بخاصرتي
لاشئ غيرالأنين

كان حضور الفعل المضارع بشكل واضح يدل على حالة استمرارية غير معلومة أمد النهاية،كما
أن الجمل كانت ذات طابع إيقاعي قريب من الشعر ، ربما جاء ذلك بشكل متعمد أو غير متعمد
للتعبير عن سرعة إيقاع الحياة وسرعة حدوث المشاكل والملمات.
فحيح الليل تعبير جعل له سمة من سمات الأفعى ، لكن لماذا يئن الليل ؟ هذا الليل المشبه
بالأفعى لابد أنه واجه قوة أو حدثًا أقوى منه جعله يئن إذ أنه لا يئن بلا سبب ،وتأتي جملة
لا شيء غير الأنين لتترك القارئ يتجول بفكره في أنحاء العمل ويتخيل ما يكون سببًا لهذا الألم.
لكن غلبة عنصر التصور أدت إلى صورة غير مفهومة السبب وهي يئن بخاصرتي ، ما علاقة الخاصرة بالليل وحزنه ؟ وكيف يمكن تصور هذه الصورة وما دلالتها؟ في تصوري أنها خطأ يأتي بسبب
توالي الصور الآتية إلى الذهن عند تخيل الحدث.
ليال
منفعلة لاتعرف الهدوء
زمن مغلف بالوهم .....
وغربة سمراء..
وشجون ليس لها آخر
وقمر جريح ينزف بآلاف الذكريات

الكلمات المذكورة كلها عبرت عن حالة عاصفة من الاضطرابات ، وجملة ليال منفعلة
فيها أنسنة لليل وهذا يجعل الحالة الشعورية أعمق ويجعلنا أمام حالة توحي بانتهاء
الحياة على سطح الكوكب ، ويأتي الزمن المغلف بالوهم ليزيد الصورة حيرة ، ويجعل
لتوالي العناصر الداخلة في تكوين الحدث إيقاعًا نفسيًا سريعًا . ومع هذه السرعة يكون
من الخطأ هذه النقاط ...... لأن الحدث السريع لابد من التعبير عنه بنقاط قيلة .
والجملة الأجمل القمر الجريح النازف بالذكريات ، إذ أن ذلك يجعل للقمر دلالة أخرى
وهي دلالة قلبية يكون القمر فيها جزءًا من القلب ، وهذه الحوادث كلها هي أقرب
إلى أن تكون حوادث متحققة في عالم القلب ، والذي يميز هذه الجملة أنها مركبة من
خيالين ، فالقمر لا ينزف فقط ، وإنما ينزف ذكريات وهذا يدل على مكانة الذكريات التي
تجري مجرى الدم ،وأين يا ترى تقع هذه القطرات من الدماء ؟
إن فكرة نزف القمر هي إذن ضمني لانتهاء الحياة واستقرار الظلام وخبو الأمل الباقي
من الضياء .وإذا كانت الذكريات هي الماضي ، فإنه لا حاضر لمن لا ماضي له ، وهذا
كله يجعل الحاضر في بؤرة الغموض واللاشيئية المتوقعة.


حبيبتي ...
ذكرياتي حلم لاهث
وحروفي تلملم ما تبقى من دفئ الجلسات

كأن المبدع كان يتذكر هذا الحدث واستخدام تقنية الفلاش باك flash back ليخاطب
الحبيبة بعد أن تذكر هذه الأيام العاصفة ، واستخدام هذه التقنية كان في صالح النص لأنه
جعل المتلقي يربط بين حالتين مختلفتين ويصل إلى الفكرة بشكل غير مباشر .
قصائدي إليك تجتاز ممرات الوهم المخيف
ودمعي طوفان لايوقفها ضجيج الواهمين
الطريق إليك حجارة بلهاء
علب فارغه
اتسمت هذه المقطوعة كلها بالجانب التشكيلي ، والأصح أن تقول دمعي طوفان لا يوقفه ....وليس" لا يوقفها" لكن من الصعب أن أجد دلالة للحجارة البلهاء ،إذ أن الحجارة صماء بكماء لا روح فيها ولا حياة.
قد يقول قائل إن هذه اللفظة تأتي كمقابل للحجارة الشاهدة على تاريخ الحب وأيامه الجميلة ، لكني لا أرى في النص قرينة تؤكد على هذا المعنى .العلب الفارغة كانت قريبة الصلة من الطريق على اعتبار أن كلاً منهما يكون ممتلئًا ، لكن العلاقة شكلية فحسب ، وليس في النص ما يجعلها قريبة الصلة من الجانب المضموني.
هرطقات كانت تدندن بها عجائز قريتي وهن راحلات إلى سفوح الجبل
ربما تكون الصورة غالبة على التفكير ، فكثير من الريفيات يعبرن خضرته وقريب من
منازلهن الجبال لكن هل تستطيع العجائز تسلق سفوح الجبال ؟ وماذا يفعلن ؟
لقد انتقلت بين عوالم عدة ، أولها العوالم الخربة المعبرة عن انتهاء الحياة على
سطح الأرض وهذا المقطع جاء ليعيدني إلى أجواء ريفية جميلة عبقة في تركيا
ربما أو سوريا أو العراق ، لكني أراها بعيدة الصلة عن النص بشك أو آخر .
القرية وما تثيره من معان جميلة في الذهن ..الخضرة ، البساطة ،الهدوء
في حضرة هذا النص تكون مقحمة على الصحراء القاحلة ، وحالة انتهاء الحياة
من على الأرض وأنين الأفاعي ...إلخ
لهذا يكون من الضروري الحذر في تناول الجوانب البيئية ومراعاة علاقاتها بالحالة
النفسية والدلالة المباشرة وغير المباشرة لها
لست
أدري كيف أعود إليك
جدران غربتي صدئه
لفظة جدران الغربة تقليدية معتادة ، ولعل من طريف التوافقات أنني علقت على نص
بنفس الاسم للأخ العزيز حمزة المقالح . لكن كان تعبير صدئة جيدًا للغاية إذ أنه
قوّى من قيمة الجدران وحولها إلى جدران حديدية ، لأن الحديد هو الذي يصدأ .
وتشبيه الجدران بالصدئة يدل على مدى استغراقها في القدم حتى استحالت على العلاج.
آذاني أدمنت على الوهم
كان جيدًا أنسنة الأذن وأعطاؤها سمة من سمات الإنسان لأن ذلك يجعل العالم الافتراضي
الذي يعيشه المبدع أكثر حضورًا في الذهن وتوقدًا في الوجدان .لكن ثمة تصحيح لغوي :
"
أدمنت على الوهم " ، تصحيحها :"أدمنت الوهم"
ربما إن عدت تتمتمين :
_ليته لم يعد

هذا الجزء من النص زاده جمالاً وكان خاتمة جيدة وقوية للحالة لاسيما في ارتباطها بالعنوان ليلة لا تكف عن البكاء . وأعطى هذا الجزء للنص حيوية واتقادًا شديدين ، فالليلة لا تنام من البكاء بسبب قولها ليته لم يعد ، أو أن النفس هي التي تقول ذلك القول أو يمكن تأويل العنوان على أنه ليلة َ لا تكف عن البكاء والضمير المستتر عائد على المحبوبة .
إن البكاء في نهاية الأمر هو القاسم المشترك لجميع هذه المكونات ، ويكون البكاء هو الكلمة النهائية إذ تتفاعل الحياة مع هذه الحالة الحزينة ، ويستمر البكاء إلى اللانهاية .
ليلة لا تكف عن البكاء عنوان يتسم باتساع الدلالة واحتمالات التأويل ، كما أن الصراع يكون حاضرًابقوة بين حالتين بكاء المفارقة ، وفتتور الحب أو مفاجأة النتيجة .
النص كان قويًا للغاية ، واتسم بالقدرة على رصد الحالات الانفعالية المتباينة وكان استخدام اللغة
المجازية عنصرًا فاعلاً في رفع مستواه ، وإن كان يؤخذ عليه الانفصال بين الحالة ومكونات البيئة

التي تستمد منها الصورة والانفعال .عمل جيد ، أرجو لك التوفيق فيما تكتب ، دمت مبدعًا وفقك الله

المشرقي الإسلامي 12-10-2009 09:52 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :كركبات شتوية
اسم الكاتبة: نعمة ناصر
(خارج منتدى الخيمة)
(2)




اكره الحدود والقواعد ..
كما اكره نفسى المتمرده ...
التى تؤرقنى وتحيل حياتى الى جحيم لا يطاق!
.....
سؤال يتجول فى روحى دون توقف
لما>ا اتيت؟؟
........

حين بدات بترويض احلامى
واقنعتها ان المستحيل يظل مستحيل
اقتحمت المعركه
واشعلتها ضدى!
.......

فارس انت
لكنك لم تات رافعا السيف لتحمينى
بجنون لا ارض له
اقتحمت قلبى
والقيت السلام!!!
......

ان اخبرتك انى احبك
فانتظر
حتى تسمع
ولكن؟؟؟
.......

ان اخبرتك انى ارفضك
فااغضب
وحدثنى عن كرامتك
وكبريائك
وانسحابك من المعركه
وحين تهدأ
انظر الى البحر بعينى
وحيرتى تسبح بلا مرفأ..

.....

دعنا نتحدث عنهم
ونغرق فى حروف فارغه
انا وانت
لا يحق لنا التوحد...









http://karkabat.blogspot.com/

المشرقي الإسلامي 12-10-2009 09:55 PM

اكره الحدود والقواعد ..
كما اكره نفسى المتمرده ...
التى تؤرقنى وتحيل حياتى الى جحيم لا يطاق!
من الممكن أن أجعل كراهية الحدود والقواعد مدخلاً لمناقشة العمل الأدبي ، إذ أن الحدود والقواعد هنا تأتي لتعبر عن ما يمكن نسميه(أتيكيت) في الحب.
وهذه القواعد تعد مصدر أرق وضيق لما تقيد به الحب ، لهذا تأتي رؤية تعبر عن حب غير تقليدي ، سواء على صعيد الطبيعة الإنسانية للمحبوب أو المواقف وردات الأفعال تجاه
المشاعر الإنسانية المختلفة.إن عصرنا يموج بالكثير من ضروب التمرد ، تمرد على التقاليد المعتادة تمرد على الثقافة تمرد على الهوية تمرد على الحب وكيفية التواصل من خلاله . ومن خلال هذا التمرد يصل الانفعال ليتمرد على النفس ، وإزاء هذه الحالة المتوترة ابتداء يكون الحدث سريعًا متماشيًا مع إيقاع العصر وأحداثه وهذا الحدث الذي تدور حوله الخاطرة وإن كان تقليديًا إلا أنه ينبغي أن يحمل فكرة غير تقليدية لتحقيق معنى التمرد المنشود .

.....
سؤال يتجول فى روحى دون توقف
لماذا اتيت؟؟
الخطاب إلى المحبوب والذي يعد الشغل الشاغل لمن تتحدث الكاتبة على لسانها ، ومع بدء الحديث تتضح خبايا هذا الانفعال وكلمة لماذا أتيت تعطي انطباعًا بأننا أمام حالة معاودة مجيء أو طرد أو خصام تبِعه قدوم الشخص الذي تحول إلى (مغضوب عليه) مرة أخرى، وعلى هذا فلابد أن تكون سيرورة الخاطرة في اتجاه يفسر هذا السبب وربما يجد كل كاتب له تأويلاً مختلفًا في ضوء طريقة فهمه النص الأدبي والتعبير عنه.
........

حين بدات بترويض احلامى
واقنعتها ان المستحيل يظل مستحيل
اقتحمت المعركه
واشعلتها ضدى
كان جميلاً تعبير ترويض الأحلام ، والترويض لا يأتي إلا إذا كان هناك تمرد ما ، والذي يحسب للكاتبة أنها جعلت للأحلام سمة حيوان متوحش ، وهذا التناقض لصورة الحلم الوردية يحدث مفاجاة للمتلقي ويجعل فلسفة الحياة ومعانيها مختلفة لديه في تعبير ابتكاري يظهر ماهية النفس وهي ترويض الأحلام .وترويض الأحلام يقصد به النظرة الواقعية لذلك كانت الجملة أقنعتها أن المستحيل يظل مستحيلاً كانت زائدة لأن هنالك ما يفسرها .والخطاب يبدو أنه للمحبوب القريب أكثر مما يبدو أنه للبعيد وذلك لعدم وجود أدوات نداء كما أن عبارة لماذا أتيت تعطي الانطباع بالحضور والتواجد الآني .!
.......

فارس انت
لكنك لم تات رافعا السيف لتحمينى
بجنون لا ارض له
اقتحمت قلبى
والقيت السلام!!
البدء بنعت المخاطَب بالفروسية جاء يعبر عن حالة من التدليل أو المدح وأتت المفاجأة في الأداة لكن وفي رأيي أن هذه الأداة كان من الممكن الاستعاضة عنها بحيث يبدو النص مفاجأة في دلالته بدلاً من كلمة لكن التي تعطي التهيؤ لدى القارئ بحالة كان يتوقعها وهذا أفسد عنصر المفاجأة .ويحسب للكاتبة أنها ما زالت محافظة على خط التمرد والذي هو نقطة انطلاق النص ، فالجنون هو المطلب وهذا يتماشى مع التمرد على الذات .إنه تعبير عن عصر انقلبت فيه الأفكار والموازين حتى صار الجنون الخلاص النهائي من متاعب العقل والقواعد .وكانت جملة جنون لا أرض لها تعبيرًا مجازيًا عن شدة الاتساع ، وهذا يحسب للنص ، فلم تقل الكاتبة بجنون كالسماء ، وإنما تبدو الغاية في التحليق إلى أعلى حيث لا جاذبية تحد غمرة هذا الحب والنشوة المعلقة في الفضاء.
تبدو الحِرَفية في كلمة ألقيت السلام ، والتي تدل على سلوك عادي وعلى مكانة المحبوبة وهي أنه حب عابر ، والجميل أن تتمازج اللغة الفصحى في دلالتها الحرفية مع العامية في دلالتها الماورائية لتأتي كلمة ألقيت السلام كلمة عربية فصيحة لكنها في الإطار العامي تأتي للتعبير عن الأشياء العابرة ، ويبدو التركيب اقتحمت قلبي وألقيت السلام معبرًا عن شيء منتظر بعد الاقتحام فإذ به أمر بسيط للغاية مما يجعل التضحية الممثلة في قبول الاقتحام تضحية مهدرة.إنه لسان الأنثى الغضوب على هذا المحبوب الذي يمارس لعبة الأنثى ويبادلها الموقع بطريقته الخاصة ، فيجذبها إليه ولكنه لا يروي غليلها ، فلا هو كان غائبًا ولا هو كان حاضرًا معها على الشكل الذي كانت تتمناه .
......


ان اخبرتك انى احبك
فانتظر
حتى تسمع
ولكن؟؟؟
.......

ان اخبرتك انى ارفضك
فااغضب
وحدثنى عن كرامتك
وكبريائك
وانسحابك من المعركه
وحين تهدأ

كان هذا الجزء زائدًا معبرًا عنه بألفاظ أخرى أكثر إيجازًا
انظر الى البحر بعينى
وحيرتى تسبح بلا مرفأ..
اتسم هذا الجزء من النص بمراعاة النظير الحيرة السابحة التي يقابلها المرفأ والمرفأ هو الاستقرار النفسي الذي تنشده
.....

دعنا نتحدث عنهم
ونغرق فى حروف فارغه
انا وانت
لا يحق لنا التوحد
ختام جيد للعمل ، إذ أن استدعاء المخاطب للحديث عن الآخرين كان يعبر عن سخرية به ، فكأنه هو سيد من يتحدثون عن غيرهم ، طالما تحدث عن غيره فالمؤكد أنه يختلف عنهم لكن العجيب والمفاجئ أنه كان مثلهم لذلك كلمة عنهم تأتي مقصودًا بها عنك أنت واستخدامها بهذا النسق يدل على غيابه من القلب ، حتى إنها في حضرته لا تتحدث عنه ولكن تتحدث عن آخرين وتسقط سماتهم عليه .وميز النص الختام القوي وكان البدء بالضمير أنا لتأكيد أسبقيتها عنه ، فهو مرة يصنف كجماعة غائبة ومرة أخرى يأتي اسمه متأخرًا عن المحبوبة .
وجاء التعبير التوحد الذي لا يتحقق أو لا يحق قويًا معبرًا عن محصلة العلاقة غير الناجحة. وكانت هذه العبارة في نهاية الجملة لتؤكد التلاشي الذي يحيط علاقتهما معًا ، ففي كل الحالات هو غائب
النص اتسم بالهدوء والتركيز وإن كان يعيبه بعض التداعي في التعبيرات الزائدة ، كما أن معنى التمرد كان فاعلاً فيه حتى النهاية والتي تحمل تمردًا على إمكانية التعانق الوجداني وعنوان كراكيب وجع كان متسقًا مع الموضوع ، إذ أن الكلمات هي الكراكيب وتفقد -لدى الكاتبة- قيمتها بينما يتحدث الوجع بلسانه الفصيح فالكراكيب هي الجسم والوجع هو الجوهر وهو الذي أدى بالكاتبة إلى إدراج هذه الخاطرة .
عمل جيد بحاجة إلى بعض الأدوات المساعدة لاكتمال قوته . دمت موفقة باركك الله . .
***

المشرقي الإسلامي 13-10-2009 11:03 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :هبوط اضطراري
اسم الكاتبة : الحنين
(3)

هل ..؟!
ما أعظمه من سؤال ..!!
يطرق نواقيس الخطر حين يهوي على الروح
بكل ما يحمله من استفهام ..!!
صداع مرير به بعض من عذوبة ..
أنّى لهما الاجتماع ..؟!
هما يتحدان ليصبحا في حضن (بروازٍ ) واحد ..
يجعل للألم جمال غير ممنون
ويهدي للأمل دمعاتٍ رقراقة تذيب الجليد





هـل ..
في ذلك جموح فرسان خيال ..؟!
أم أن في بواطنها تختبئ رموز العقل ..؟!
شمعة تنير أركان العتمة ..
تعتلي لترنو بهامتها أقاصي القمم ..
بكل همّة و شموخ ..
تنسج من خيوط الظلام ما يرتق جروحاً
تزداد عمقاً لتشابه الأخدود العظيم ..






هــل ..
وصلتَ يوماً لتلك السعادة التي تحملك على أجنحة من الماس ..؟
ترفرف ونبضاتك لتعلو فتلامس حرائر سحابة مرت مسرعة ..
ثم ما لبثت تلك المشاعر حتى ارتدت وشاحاً من قلق

فهـــل ..
ستطول سعادتي ..؟!
أم أنها مجرد ( سحابة ) مرت عابرة ..!!









يا أيها الجنون رفقاً بي ..
فإن في بعض التحليق ..
هبوط اضطراري موجع ..!!



المشرقي الإسلامي 13-10-2009 11:05 PM

هبوط اضطراري
هل ..؟!

ما أعظمه من سؤال
..!!

يطرق نواقيس الخطر حين يهوي على الروح
بكل ما يحمله من استفهام
..!!

صداع مرير به بعض من عذوبة
..

أنّى لهما الاجتماع ..؟
!

التمهيد لما بعد هل من جوانب تساؤل كان جيدًا وأشعرني بأن الانتقال من موضع لآخر كان مرنًا وأن ثمة شيئًا يترتب على المقدمة
وكان الدخول لأجواء النص آخذًا النهج الرمزي في صالح النص خاصة في طريقة تكوينه .فالانتقال الحركي من خارج البرواز إلى داخله كان فيه حركة فانتازية ، كما أن جملة حضن حينما تضاف إليها كلمة برواز فإنها تجعل من البرواز منتجعًا يزوره الناس وليس سجنًا أو قفصًا وكأن التوحد أو الاتحاج بينهما هو الذي يجعل للبرواز هذه القيمة كحاضن ومجمع للأحباب.
وسحر الصورة يجعل الجانب الذهني مستعدًا لتخيل العديد من الأشكال الطبيعية والصور الإنسانية البهيجة التي تخرج بالإنسان عن رتابة حياته اليومية ، وهذا يضيف للبرواز دلالة أخرى كأنه (عالم) مستقل بذاته وتتداعى دلالات البرواز ليكون كأنه تلفزيون تشاهد المحبوبة فيه الصور كأنها أحداث متحركة.
أما الأمل والألم فكانت فلسفة وجودهما نابعة من البرواز ذلك المحوّل للألم ولكن لا أستوعب دلالة غير ممنون في النص .
أما إذابة الجليد والدمعات فهي في رأيي بشكل أو آخر لا علاقة لها بالنص أو بيئة الحدث .

هما يتحدان ليصبحا في حضن (بروازٍ ) واحد
..

يجعل للألم جمالاً غير ممنون
ويهدي للأمل دمعاتٍ رقراقة تذيب الجليد


هـل
..

في ذلك جموح فرسان خيال ..؟
!

أم أن في بواطنها تختبئ رموز العقل ..؟
!

شمعة تنير أركان العتمة
..

تعتلي لترنو بهامتها أقاصي القمم
..

بكل همّة و شموخ
..

تنسج من خيوط الظلام ما يرتق جروحاً
تزداد عمقاً لتشابه الأخدود العظيم
..

معاودة التساؤل بالأداة هل جاء في مكانه الصحيح وكل الحالات المنبعثة هي نتائج منطقية لدلالة هذا السؤال والذي يحمل في بواطنه صراعات مختلفة والعمل فيه اتجاه نحو مخاطبة النفس في حالة من أشد الحالات خصوصية وانكفاء على الذات .ربما تكون الأداة هل معبرة عن حالة خاصة بك لكني أراها تستبطن ما في داخلي .




هــل
..

وصلتَ يوماً لتلك السعادة التي تحملك على أجنحة من الماس ..؟
ترفرف ونبضاتك لتعلو فتلامس حرائر سحابة مرت مسرعة
..

ثم ما لبثت تلك المشاعر حتى ارتدت وشاحاً من قلق
كأن الحديث منبعث ممن ما زالت تمسك بالبرواز ،وتقارن بينه وبين ما في مخيلاتها.وتعبير أجنحة من ماس كان عبقريًا في رسم الجو النفسي الفانتازي وكذك حرائر سحابة كأنها تعبير عن التحرر من ربقة السماء
فهـــل
..

ستطول سعادتي ..؟
!

أم أنها مجرد ( سحابة ) مرت عابرة
..!!



يا أيها الجنون رفقاً بي
..

فإن في بعض التحليق
..

هبوطًا اضطراريًا موجعًا
..!!

***
النهاية جميلة معتمدة على فكرة الاسترجاع ، فأنت في الخاطرة تسرحين بخيالاتك وتسبحين بها إلى أعلى السماء ثم بعد ذلك تعودين إلى الواقع .النص يتناول حالة وليس صورة فالحالة هي حالة التساؤل والقلق الذي يأتي بعد الارتفاع والتحليق في عوالم الخيال . وهكذا الإنسان مهما ارتفع فإنه يظل بداخله هاجس الهبوط .الخاطرة تعبر عن حالة من التداعي النفسي للصور والأفكار والألوان وتتسم كعادة كتابتك أختي العزيزة بالاسترخاء والهدوء والبطء والرسم الجيد للخلفية ولكن عابها الإغراق بعض الشيء في نقل المشاعر الخاصة والتي قد لا يجدها القارئ متماشية مع تفكيره أو يراها أفكارًا لم تحسني نقلها إليه . عمل موفق أحييك عليه وأرجو لك التوفيق ودمت مبدعة باركك الله

المشرقي الإسلامي 16-10-2009 04:03 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :رقصة النوارس
اسم الكاتب :قيس النزال
(خارج منتدى الخيمة)
(4)

قالت النورسة لباقي النوارس...

تعالوا نرقص للغريب...

قالت النوارس...لانعرفه

هو ابن الصحاري والبوادي

ونحن بنات البحر

قالت النورسة ان في صدره وطن

يسكنه وطن

فيه ألف طعنة خنجر

ينزف دم

فتحت قميصه...ووضعت جناحها على صدره

صار جناحها أحمر...دم...

قالت..هذه جراح انسان ووطن

صمتت النوارس صمت قديسين

واصطفت...رقصت...بحزن

من أجل جراح وطن...




http://www.airssforum.com/f13/t67828.html

المشرقي الإسلامي 16-10-2009 04:08 AM



قالت النورسة لباقي النوارس...

البدء بالفعل قالت يدل على أن ثمة حدثًا تم أضمره المبدع لم يشأ الكشف عنه لأي علة كعدم أهميته أو التشويق أو لتركيز الاهتمام على الجانب الأهم وهو الغريب

تعالوا نرقص للغريب
...


قالت النوارس...لانعرفه

هو ابن الصحاري والبوادي

ونحن بنات البحر

قالت النورسة ان في صدره وطنًا
كان التناقض بين البيئتين عنصرًا مثريًا للنص ، فالبحر بجماله وسحره
وما فيه من لؤلؤ ومرجان ...إلخ تعبيرعن ثراء يجاوز حد البذخ واختزلت كلمة
البحر في هذه القطعة العديد من المعاني الإنسانية كما عبرت الصحارى عن
شظف الحياة وخشونة العيش. وعبارةإن في صدره وطنًا كانت معبرة عن
التفاني من خلال التشبيه المقلوب ووجود الوطن في الصدر هو وجود في مكان
عظيم وذي قيمة لديه مما يجعل الإصابة فيه عظيمة التأثير
يسكنه وطن
عبارة عبقرية تجسيد الوطن بهذه الصورة يدل على قمة التفاني والإخلاص إذ أن الوطن هو الذي
يبادر بالسكنى فيه ،إضافة إلى ما فيها من سحر تشكيلي وانقلاب التشبيهات بحيث أن الوطن هو الذي يسكن
الإنسان وليس العكس يزيد من معنى وقيمة الفرد و يجعل القاعدة الإنسانية أشد رسوخًا بمخالفتها المنطق حتى يغدو الوطن
جزء من الإنسان يسكنه والفعل المضارع أفاد الاستمرارية . وجاءت يسكنه وطن تأكيدًا للوطن الذي في صدره
فيه ألف طعنة خنجر
ذكر هذه الطعنات أعطى مبررًا لغربته ، فطالما أن تغيب الإنسان عن قضاياه أصبح أمرًا عاديًا ، فمن المنطقي أن تكون سكنى الوطن في
الإنسان وسكنى الجراح به أمرًا غريبًا .وتراتب الأشياء على بعضها البعض يزيد من مفاجآت النص والإضافات المثرية إذ أنني إزاء تدرج
كالسلم في كل خطوة تزداد الفكرة ارتفاعًا فمن وجود الوطن في الصدر ثم السكنى ثم الألف طعنة وهذا دليل شدة التحمل والثبات.
ينزف دمًا
قد تبدو جملة عادية ولكنها تدل على تمكن الوطنية إذ أن الذي ينزف الدم ليس المواطن بل الوطن وكلمة تنزف دمًا أكدت أن الوطن مجروح
فهو لا ينزف أحلامًا ولا نقودًا ولكنه ينزف الدماء مما يستدعي العمل من أجله وهذه الكلمة اختزلت العديد من العبارات وجنبت النص الخطابية والتقريرية التي
قد تحدث رغبة في إثارة الحماس نحو الوطن والعمل من أجله
فتحت قميصه...ووضعت جناحها على صدره
الله ! جميل للغاية أن يتعامل المبدع مع النص من خلال فكرة الرمز ويؤنسن مشاعر غير البشر ، إنها لقطة إنسانية
تدين صمت البشر عما يحدث للوطنيين الحقيقيين وتجسد تفاعلاً أكثر عمقًا من خلال هذه اللقطة الحانية والتي تشبه القبلة الأخيرة.

صار جناحها أحمر...دم


...

عبرت هذه العبارة عن انتقال أثر الوطنية إذ أن الجمال الشكلي لم يعد شاغلها وإنما صار شاغلها أن تحتوي على بعض
هذا الوطن الذي تستمده من الغريب وهنا تكتسب الأشياء القيمة من مصدرها وطبيعته . فرغم حمرة الدماء التي تلوث ظاهر
الشكل إلا أنها دماء مباركة طاهرة زكية تزهو بها النوارس وكان ذكر هذه الجملة معبرًا عن التوحد بين الكائنات والألوان من أجل الوطن
قالت..هذه جراح انسان ووطن
ذكر كلمة إنسان قبل وطن أبرز رؤية مردها إلى أن الوطن لا يصنع إلا من خلال الإنسان ولولا الإنسان لما كان لأي شيء معنى وهذا
الشطر يعبر عن شدة تقدير الإنسان نواة ذلك الوطن وفكرة إنسانية الوطن في حد ذاتها فكرة رائعة لما تبنى عليه من أسس فكرية تجعل البشر
محور حياة الوطن ومن هنا تأتي العلاقة التبادلية بين الطرفين وليس العكس لأن الوطن بدون بشر هو تجسيد لشعارات فارغة تبقي الأرض وتترك
الإنسان شبه ميت وهو شبه حي .
صمتت النوارس صمت قديسين
لا أحب الاستخدام لهذه التعبيرات لأن لنا ديننا الذي نستمد منه جوانب التعبير لكني لا أعرف شيئًا عن صمتهم وكثيرًا ما تتصدر أخبارهم الشائنة صفحات الجرائد!
واصطفت...رقصت...بحزن
نهاية جيدة وجعلت للأشياء ماهية مختلفة ، فالرقص يغدو فعلاً حزينًا رغم أنه أمام البحر إلا أنه شيء كأغنيات الحنين والحزن على الوطن ،
وإذا كانت النوارس ترقص في تعبير عن حزنها فإن هذه الصورة تبرز بشكل ساخر الجانب الآخر من الذين ينتمون زورًا للإنسانية أو الوطنية ممن يرقصون
ولكن على جراح الوطن ! وفي النهاية تبقى كلمة الوطن هي آخر ما ينطق به الفرد في إشارة إلى أهميته حتى الرمق الأخير.
النص اتسم بالتركيز والاستخدام المتقن للرمز والعبارات ذات الطابع الإشاري الهادئ وهذا كله أكسبها قوة ومتانة . وبعد ذلك النص ميزه أنه يصلح لكل زمان ومكان ويتسم بالعمومية والتجرد من الجوانب التي تحصره في إطار الجنس أو العرق أو القومية ليظل عملاً يتسم بالعالمية في فكرته .دمت مبدعًا وفقك الله .
من أجل جراح وطن


المشرقي الإسلامي 16-10-2009 05:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :رسائل إلى رجل ما
(خارج منتدى الخيمة)
(5)
رسائل إلى رجلٍ ما..


تسألني عن كذبة اسمها الحب..تسألني عن لعبة الانتظار..
أم تسألني عن سبع سنوات من الحب،سبع سنوات من الحنين،من الشوق النازح بي إليك أينما كنت،من الصبر الجميل على غيابك المر..
أمعن في الانتقام لنفسي بنفسي..أبحث عنك بين كل الوجوه..
يطاردني الحب،يشعلني الحنين،يواسيني المطر..
فستان أسود،،تركته البارحة هناك بإهمال..
ترى لأي شيء اتخذت من السواد عنواناً ؟
لفجيعتي بك،أم لأرقص على حبل أحزاني ؟!
انتظرتك ذات يوم،ولأجل ذلك جاء اختياري له،لأرتديه أمامك يوماً..
تجيء الأقدار،ترغمني على ارتدائه ليلة زفافك..
أمامي حبر وأوراق،ومساحات من البياض،رسائل قديمة برائحة الشوق وفنجان قهوة بنكهة الحنين إليك..
عبثاً أعاند نفسي التي باغتها الحب كما النهايات..
نفسي التي وجدتها معك وخسرتها في جولة فاشلة، محاولةً بكل قوتي أن أنساك..
تتلاعب بي النهايات وتطرق باب ذاكرتي المغيبة إلا عنك ذكريات موجعة كانت معك..
تغيب عني كأحلامي المستحيلة ذات مساء..
رغم حقدي عليك..
رغم كل هذا الحنين..
ككل البشر لا زلت أحن إليك..
أعلم أنك هناك،حيث المستحيل،رغم ذلك عاجزة إلا عن كوني هنا..
برغم فصول الحكاية كلها،رغم كل هذا المطر..
أكتب إليك..

http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=380

المشرقي الإسلامي 16-10-2009 05:50 PM

تسألني عن كذبة اسمها الحب..تسألني عن لعبة الانتظار..
أم تسألني عن سبع سنوات من الحب،سبع سنوات من الحنين،من الشوق النازح بي إليك أينما كنت،من الصبر الجميل على غيابك المر

كلمة" سبع سنوات" من الحب والحنين جاءت مرادفة لسنين يوسف عليه السلام وهن السبع الشداد وهذا أسلوب إشاري جيد لكن لابد من
إعطاء مفتاح يمكن من خلاله للقارئ فهم دلالته ، وقد تكون المدة سبع سنين مدة تتعلق بحدث يتعلق بالطرفين دون أن يكون بالضرورة متعمدًا
المعنى السابق . ..
أمعن في الانتقام لنفسي بنفسي..أبحث عنك بين كل الوجوه..
يطاردني الحب،يشعلني الحنين،يواسيني المطر

كانت هذه التقسيمات الثلاثة جيدة وسبب جمالها أنها أعطت المُحِبة حالات نفسية متعددة ، وتختلف فيها فلسفة الأشياء ،
فالحب بما عرف عنه من رقة يصير عذابًا لأنه يطارد والحنين يصير نارًا والمطر مواسيًا .هذا التفاعل الجيد مع
عناصر ومكونات الحالة النفسية يجعل الصراع مستعرًا بين حنين يشعل المحبوبة ويملؤها وبين مطر ربما هو الدمع
أو حالات الأمل التي لا تستطيع أن تطفئ حالة الاشتعال ويبقى التوهج في العاطفة .ووجود فلسفة يدافع المبدع
عنها في النص عنصر ضروري لاكتمال جودة العمل وهذا تحقق بشكل كبير في هذه القطعة .وتشعِر هذه الجزئية
بالمفعولية أي أن المحِبة لاتملك لنفسها شيئًا كل شيء يتلاعب بها الحب يطارد والحنين يشعلها والمطر يواسيها
وليست هي التي تشكو إليها وهذا يؤكد معنى الضعف بشكل كبير ...
فستان أسود،،تركته البارحة هناك بإهمال..
ترى لأي شيء اتخذت من السواد عنواناً ؟
لفجيعتي بك،أم لأرقص على حبل أحزاني
؟

اتسمت هذه الجزئية الملونة بالأزرق بمباشرة لا داعي لها وكانت تقليدية لا تعبر عن معنى جديد .
كذلك الفجيعة وحبل الأحزان لهما نفس المعنى فلا داعي لتكرارهما!
انتظرتك ذات يوم،ولأجل ذلك جاء اختياري له،لأرتديه أمامك يوماً..
تجيء الأقدار،ترغمني على ارتدائه ليلة زفافك..
أمامي حبر وأوراق،ومساحات من البياض،رسائل قديمة برائحة الشوق وفنجان قهوة بنكهة الحنين إليك..

عبثاً أعاند نفسي التي باغتها الحب كما النهايات
الخطاب إذًا موجه لزوج سابق ولكن فلسفة الألوان تبدو مقنعة بوجود اللون الأسود ولكن الخطأ في كيفية إدخاله في النص
فاللون الأسود هو جوهر الثوب والذي هو أبيض ولكنه بطعم السواد ...
نفسي التي وجدتها معك وخسرتها في جولة فاشلة، محاولةً بكل قوتي أن أنساك
رائع للغاية هذا الجزء ، فالمفارقة في مكان النفس أفادت معنى الامتزاج بالآخر ونسيان الإنسان نفسه ، لكن كان الأقوى من
ذلك التعبير خسرتها في جولة فاشلة ذلك التعبير المقصود به استرداد الإنسان استقلاليته وشعوره بأنه ليس أسير
حب إنسان آخر ...
تتلاعب بي النهايات وتطرق باب ذاكرتي المغيبة إلا عنك ذكريات موجعة كانت معك
جميل تعبيرك هذا الذي أفاد حالة من الاستمرارية في الحزن وكان تجسيدها من خلال إعطائها صورة الإنسان الذي يلعب
ويطرق الباب أمرًا مساعدًا على إبراز الصور النفسية كذلك إعطاء المحسوس وهي النهايات صفة الأشياء الملموسة تبرز العديد من التعبيرات الابتكارية التي تجعل للأشياء معاني أعمق مما هي عليه ، وتعبير باب ذاكرتي المغيبة كان تعبيرًا جيدًا لأن الإصرار على التجسيد أعطى القارئ انطباعًا بأن كل شيء لا يأخذ من الإنسان إلا أسوأ ما فيه التلاعب التغييب الألم وهذه الصور فيها إدانة للإنسان المحبوب وتعريض ببعده عن الإنسانية التي تجعل منه محبوبًا ظالمًا وهذا يتناقض مع جمال الحب ومعناه الإنساني. ..
تغيب عني كأحلامي المستحيلة ذات مساء
كان وضع كلمة أحلامي في النص وإعطاؤها صفة الاستحالة فيه إلماح لحالة اليأس
تي لم تكن منتظرة فالأحلام المستحيلة تقابلها الأحلام الممكنة ومن ثم تكون للأحلام ماهيتها في إحباط الإنسان وهذا كله يجعل الحالة ممزوجة
بألم لا متناه .
رغم حقدي عليك..
رغم كل هذا الحنين..
ككل البشر لا زلت أحن إليك

لفظة ككل البشر أفادت معنى غير اعتيادي فكأنها تقول إنني لم أعد إنسانًا ولكن المشترك بيني وبين البشر هو الحنين ،فكرة
إنسانية الحنين كانت معبرة عن كثير من الدلالات
أعلم أنك هناك،حيث المستحيل،رغم ذلك عاجزة إلا عن كوني هنا..
برغم فصول الحكاية كلها،رغم كل هذا المطر..
أكتب إليك

الجمع بين المحسوس والملموس كان عبقريًا هناك حيث المستحيل هناك كلمة تأتي ربما للدلالة على الموت وربما تأتي
للدلالة على مكان آخر مهاجر هو فيه ، والمطر اختلفت دلالته بدلاً من أن يكون مواسيًا لها صار عنصر أزمة لمجيئه
في أيام لا تحتمل فيها إلا الدفء .
نص متقن للغاية وكانت الأدوات الفنية فيه مكتملة من حيث التعبيرات المجازية والاستخدامات الابتكارية للألفاظ والتلميح لجوانب
معينة فاعلة في الحالة النفسية وموترة لأحداث العمل .
وفي النهاية لفظة رجل ما كانت مشعرة بالتجاهل والضياع لكن مع ذلك مع هذا التهوين من شأنه يظل الشجن ونكهة الحنين
وهذا أكبر دليل على استوثاق الألم من النفس .

عمل مميز أهنئك ِ عليه وفقك ِ الله

المشرقي الإسلامي 18-10-2009 08:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :رحيق الانتظار
(خارج منتدى الخيمة)
(6)
- هناك شيء يبعثُ الملل مع ركام التأمل .. سيظل الرحيل شرفة إلى المستقبل .. والوطن بوابة عودة ..

هناك ذهبنا حيثُ لا أفق ينتظرنا .. غير الحنين .. وعاودنا الحنين .. لتخطفنا مدارات الإشتياق .. من بين

أيدينا المرتحلةِ معنا .. نحو ضوء يشاطرنا الأفق .. تعلوا معنا شهقة حب .. صرخة غضب .. لوعة لب ..

وحقيقة تاهت في غيابة الجب .. فنقف على عتبة الباب الوحيد .. وهو إنتظارنا الأجل ..

حينها داخت مداراتنا ..

وبعدها شاخت أجسادنا ..

ومن ثَمَ شائت الأقدار أن يبكى علينا ..



- هناك نصارع المأساة بأشلاء إبتسامة .. خاطفة زائفة .. مصبوغة بحبرٍ شفاف .. لا نراه ..

رحيق إنتظارنا .. إمتصتهُ يداً خاطفة مرت على عجلٍ منا تدعى .. النسيان .. !


- أحببنا لكن ماذا أحببنا .. ذهبنا عدنا .. قُلنا فعلنا .. صرخنا كذبنا صدقنا .. زفنا .. وعاث بنا ستار الزيف

فهل إستحقينا بعضً من الحقيقة ولو حتى .. أن يقال عنا .. تاهوا .. !!


- ويظل رحيق الإنتظار .. يمتصهُ غيرنا منا .. في الحب إمتصهُ الفراق .. سائحاً عجلاً .. على غفلةٍ منا ..

ألا يحقُ لنا أن نقول أحببنا .. !!


المشرقي الإسلامي 21-10-2009 03:10 AM

هناك شيء يبعثُ الملل مع ركام التأمل .. سيظل الرحيل شرفة إلى المستقبل .. والوطن بوابة عودة ..
تعبير ركام التأمل جاء ليعطي التأمل معنى غير المعاني الحكيمة الاعتيادية له ، ليصير ركامًا غير مفيد ،وتأتي
جملة الرحيل شرفة إلى المستقبل لتجسد رؤية خصوصية للموقف إذ لا ينتهي العمر بالرحيل ، بل تظل هناك
إمكانية أو احتمالية قائمة لبناء مستقبل إنساني ووجداني راق ٍ.
هناك ذهبنا حيثُ لا أفق ينتظرنا .. غير الحنين .. وعاودنا الحنين .. لتخطفنا مدارات الإشتياق .. من بين


النص يمتاز بمنحى يتماس مع الفلسفة ، مدرارت الاشتياق كانت جملة مميزة امتزجت فيها الصورة بالحالة الوجدانية
لتجعل الشوق عملية لا نهائية ،لكن لا أستطيع فهم دلالة أيدينا المرتحلة معنا ، ويظل الرحيل والضوء توأمًا إذ أن الضوء
يشاطر الأفق وهو في ذلك يتوازى مع الرحيل شرفة المستقبل .إن عنصر الصورة حاضر بشدة من خلال
التعبيرات التي تجعلني أتخيل الخلفية الزرقاء الغامقة أو وأشباح تتحرك في أفق تبحث عن درب تهتدي إليه.
وكانت (عدسة المبدع) متجهة نحو المشهد بإيقاعات تختلف سرعاتها باختلاف الحالات النفسية وهذا في
صالح العمل الأدبي بطبعية الحال
. أيدينا المرتحلةِ معنا .. نحو ضوء يشاطرنا الأفق .. تعلوا معنا شهقة حب .. صرخة غضب .. لوعة لب ..

وفكرة الرحيل والاغتراب كان التعبير عنها من خلال الشهقة والصرخة واللوعة مغطيًا مساحات نفسية متعددة
تظهر تقلبات النفس
وحقيقة تاهت في غيابة الجب .. فنقف على عتبة الباب الوحيد .. وهو إنتظارنا الأجل ..

حينها داخت مداراتنا ..

وبعدها شاخت أجسادنا ..

ومن ثَمَ شائت الأقدار أن يبكى علينا ..
هذه الكلمات تبدو وكأنها ترسم صور أطلال بشرية أو أطلال حقيقية وكان وجود النقاط يبن كل كلمتين معبرًا عن
حالة من البطء في الحديث وجعلت الترقب والانتظار لتتمة الجملة باعثًا على الاستمرار وكان التشويق فيها عاليًا .
- هناك نصارع المأساة بأشلاء إبتسامة .. خاطفة زائفة .. مصبوغة بحبرٍ شفاف .. لا نراه ..

رحيق إنتظارنا .. إمتصتهُ يداً خاطفة مرت على عجلٍ منا تدعى .. النسيان .. !

تعبير أشلاء ابتسامة كان تعبيرًا مميزًا بسبب تجزئة ما لا يمكن تجزئته وهو الابتسامة ، ويظل الحدث معها مختفيًا

يبحث عمن يظهره ويكشف عنه .
- أحببنا لكن ماذا أحببنا .. ذهبنا عدنا .. قُلنا فعلنا .. صرخنا كذبنا صدقنا .. زفنا .. وعاث بنا ستار الزيف

فهل إستحقينا بعضً من الحقيقة ولو حتى .. أن يقال عنا .. تاهوا .. !!

الصحيح أن تقول استحققنا وليس استحقينا ، واستمررنا أو استقررنا لا استمرينا أو استقرينا ..
هنا جملة ( يقال عنا) أتت لتعبر عن علاقة انفرط عقدها وظلت تبحث عمن يعيدها حتى ولو كانت أقاويل

المحيطين بهم .- ويظل رحيق الإنتظار .. يمتصهُ غيرنا منا .. في الحب إمتصهُ الفراق .. سائحاً عجلاً .. على غفلةٍ منا ..
كان رحيق الانتظار تعبيرًا ابتكاريًا غير اعتيادي خاصة وأن الكثيرين يحلو لهم تسميات مثل جمر الانتظار ، لهيب الانتظار،لكن
الرؤية في هذه التسمية كان جيدة للغاية إذ أنها تفلسف الانتظار بأنه رحيق طالما أنه من أجل المحبوب، وتبدو المأساة في هذا الحب
الذي لم يتوج انتظاره باللقاء ، وإنما ضاع في غمرة المارين الذين لا يتركون الرحيق لغيرهم.
ألا يحقُ لنا أن نقول أحببنا .. !!
كان ختام النص جيدًا للغاية والسؤال فيه التفات إلى المحبوبة تلك التي ربما -اضطرت كحيبيبها- لأن تقبل بغيره
ولكن لواعج الشوق في نفسها تجعلها مصطرعة مع نفسها أتصارحها بأنها أحببت غير من آلت إليه أم لا ؟
النص يندب هذه الأحزان التي تنتهي دون التقاء الحبيبين مع أن الظروف كانت مهيأة لذلك ، ربما النص يدين
تقاليد المجتمع وقمعه العواطف الإنسانية ليبقى المحبون الحقيقيون هم متذيلي قائمة امتصاص الرحيق ،وليظل
المحبون والذكريات تنتج العبق ،والعابرون هم الرابحين !!
نص جيد أحييك عليه وأرجو لك التوفيق دائمًا ..دمت مبدعًا وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 21-10-2009 03:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :ماذا أفعل بقلبك
اسم الكاتب:مصطفى الطيار
(خارج منتدى الخيمة)
(7)
وربي إن بعض القلوب
كأوعيةٍ مثقوبةٍ
لا تحتوي جنون عَاشقيَها
مَهَما سكبته المساءاتُ
دُموع
ودماً
وقصائد ابلهت العقلاء !

ماذا افعل بقلبك ؟

يستغربني
كالآتي من اوطانٍ دون هويَّة ..
تلك التي ايقضت في قلبك شيطان الآوهامِ
قد استجدتني ان تسكن حرفي
لكنني بدون رغبةٍ الكتابة
كتبت لها ان الجنون
حالةٌ اجبارية ٌلاتكون بالاختيار!

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=438991

المشرقي الإسلامي 21-10-2009 03:16 AM


ماذا افعلُ بقلبك
ماذا أفعل لإبداعك َ!

وربي ان بعض القلوب
كأوعيةٍ مثقوبةٍ
البداية كانت مفاجِئة من خلال القسم ، وعادة يكون القسم حينما يقسم الإنسان متأخرًا
عن الموضوع الذي يقسم عليه ، لكن هذه البداية أكسبت النص قوة هائلة وجعلت
القارئ مستبطنًا هذا التراكم الوجداني الذي حرك هذه الكلمات لمنطقة البوح .
لا تحتوي جنون عَاشقيَها
مَهَما سكبته المساءاتُ
دُموعًا
ودماً
وقصائد ابلهت العقلاء !
كان الانتقال سريعًا إلى جو المساء عزفًا على أوتار الصورة الذهنية عن أحاديث السمر
والجمال وكانت الاستعارة موفقة في جعل الليل يسكب الدموع والآهات .إن الليل يتوحد
بالفرد فيدمع ويدمى . وفي الوقت الذي اعتاد فيه الكثيرون جعل الليل مسئولاً عن الحزن
نجد العلاقة الوثيقة بين الليل والإنسان تشعِل من الرؤى الابتكارية للنص وتزيد من
قيمة الفكرة ذاتها ، وربما يفسر الفرد ذلك بأن المتحدث يقول إنه هو الليل ذاته ولكن بشكل
غير مباشر وهذه قمة الرومانسية أن يسقِط الكاتب أحزانه على أشياء أُخَر . ووفقًا لهذا
المعنى نجد المتحدث هو الجانب الإنساني لليل المتعلق بالانكسار والضعف . وعمومًا هذه
رؤية جيدة حينما يبكي المساء.

ماذا افعل بقلبك ؟

يستغربني
كالآتي من اوطانٍ دون هويَّة ..
فكرة جميلة تدافع عنها في النص وهي ما أسميها (حضارة الحب-هوية الحب)
التعبير يستغربني قلبك أو معناه قليل التداول وهذا التعبير أفاد فكرة الاستنكار
واستغنيت به عن ذكر هذه الكلمة صريحة ، لأن الذي يدفع الكاتب للحديث
عن شجنه هو تجاوزه الحد المعقول ، فكذلك يكون الاستغراب قد تجاوز دلالته
الفعلية ليتخذ معنى آخر وهو الاستنكار أو الاستهجان.وهذا مبرر قوي لدموع المساء.


تلك التي ايقضت في قلبك شيطان الآوهامِ
قد استجدتني ان تسكن حرفي
لكنني بدون رغبةٍ الكتابة
كتبت لها ان الجنون
حالةٌ اجبارية ٌلاتكون بالاختيار!
ما أسوأ أن يكون الحزن هوية والشوق جواز سفر (على حد تعبير أحد زملائنا) إن هذه الفكرة فكرة هوية الحب وتأثيرها الذي يجعلها تبحث عن الحرف الذي تسكن به هو امتداد بالهوية العربية
الممزقة التي لا تجد -كالعادة- إلا الاستجداء .
وعلى صعيد التعبير اللغوي فإن ثمة مفارقة في الهوية التي تسكن الحرف أو تبحث عن حرف تسكن فيه ذلك التعبير المركب المعبر عن الإنهاك ، إنها هوية ملتبسة على نفسها هل هي هوية شفاهية أم كتابية ، لكنها في النهاية تظل هوية مشردة حتى في الحب والهوى(لأنها عربية).
كذلك المقابلة في السطر الأخير والتي أشعرتني بشكل أو آخر بأسلوب أسامة الذاري كانت عبقرية للغاية تلك المقابلة التي تفلسف فيها الأفكار على غير هدى . إن العرب كانت تقول أعذب الشعر أكذبه ، بهذا المنطق أستطيع أن أقول أن هذه العبارة تحوي عبقرية متفردة لما لها من استبطان لمشاعر لها تراكماتها التي جعلتها تقع في هذه المنطقة من البوح .

كتبت لها ان الجنون
حالةٌ اجبارية ٌلاتكون بالاختيار!
إن الاختيار قد يكون قمة الإجبار إذا لم يكن هنالك غيره ، وليس للإنسان أن يختار أشياء كثيرة هو مصيّر فيها ، وبهذا المنطق تكون فكرة الكتابة نفسها والبوح فكرة يختارها المبدع مجبرًا لأنه لو لم يفعل فإنها ستصطاده في موقع آخر وبشكل أكثر نزفًا .
إن الجنون قد يكون أرقى أشكال التفكير المنطقي إذا كان المنطق معوجًا ، ولا يكون الجنون حالة اختيارية إلا إذا كانت دروب النجاة من إلحاحات الذاكرة ملتوية ممهدة بالشوك !
التضاد في العبارة الأخيرة أحدث مفاجأة مزدوجة على صعيد الصورة الذهنية والمعنى اللغوي.
عمل أحسنته وجدير بالتثبيت لسنة قادمة أحييك عليه ودمت مبدعًا أخي العزيز.

المشرقي الإسلامي 24-10-2009 10:32 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : دمعة
اسم العضوة : هنودة
(8)

**دمعة**

حين أذرف الدموع...أغسل بها أشجاني

حين أذرف الدموع...أشمر سواعدي

فقد دق جرس الكتابة

و ستستعيد مذكرتي ذاكرتها

التي اشتكت هجري لها على رفوفي

لكن حين تذرفني أيامي دمعة لها

فأستجديها أن تبقيني داخل جفونها

أو على عتبات رموشها

فتأبى الا ان تعاندني

حينها أنكب على ورقة بيضاء من زاوية مذكرتي

أصول و أجول فيها

فلا أجد لنقشي عليها معالم

و لا لكلماتي المقهورة ترجمة

حينها فقط

أدرك أنه سهل على أيامي أن تنكرني

فقد نكرت بعضها ...و أردت أن أتنسى منها أجزاءها

و بعضها لحظاتي معك

التي دونتها خربشة في مذكرتي

و نفيتها الى سجن رفوفي.



بعض مما نزف به قلمي

المشرقي الإسلامي 24-10-2009 10:35 AM

**دمعة**


حين أذرف الدموع...أغسل بها أشجاني


حين أذرف الدموع...أشمر سواعدي


فقد دق جرس الكتابة
فكرة ابتكارية جيدة وزاد جمالها الإصرار على لفظة ذرف الدموع ، وكأن الشجن -وهو الحزن الممزوج بالتأمل قد صدئ وهذا ما أستشفه من خلال كلمة أغسل بها .بعد ذلك كلمة جرس الكتابة فيها إحالة إلى وضع إلزامي لا يمكن التأخر عنه وحقيقة كانت لفظة جميلة جدًا لأنها جعلت للواقع المدرسي حضوره ولكن بشكل مختلف. ثمة شيء آخر وهو أن الجرس والكتابة وصورة الفنان أو المثقف القديمة والتي يصحو فيها ويجلس أمام الساعة ويكتب حتى يمر الوقت المخصص للكتابة هذه الصورة كادت تنمحي من الأذهان في ظل تغيرات الحياة الثقافية وبالتالي كان رجوعك إلى هذا العهد الجميل فيه إحالة لسحر الماضي وألقه الوضّاء .وكم هو جميل أن يعيد المبدع صورًا جميلة كانت أو كاد الناس يظنونها خيالاً محضًا.
و ستستعيد مذكرتي ذاكرتها
ذاكرة المذكرة فكرة جميلة وكان التجسيد أي إعطاؤها سمة آدمية يجعل الصورة أكثر علوقًا بالذهن ويجعل المجاز كأنه حقيقة يتعامل معه القارئ على هذا الأساس.


التي اشتكت هجري لها على رفوفي
هنا كان الشيء الجميل عكس ما كان فيما سبق وهو أنك بادلت الموقف وجعلت للإنسان سمة غير الإنسان فكلمة رفوفي أعطت الانطباع بتكدس الأفكار والمشاعر في القلب .ولو لاحظت ألفاظ علماء التنمية البشرية فهناك كلمة مخزن الذاكرة ، اعترافًا بعبقرية هذه التجسيدات الجميلة الموصلة للفكرة بشكل سريع.

لكن حين تذرفني أيامي دمعة لها
هنا اللغة الإنسانية سمت سموًا كبيرًا عندما أنسنت الأيام وجعلتيها باكية على العكس مما اعتيد فقد أخذت شكل الظالم المتجبر ....وحينما تكون الأنثى أو الإنسان عمومًا دمعة ، فهذا يدل على عمق المأساة ولا تثار الدموع إلا لسبب فكأنما الأيام تفاعلت مع الهموم فبكت حزنًا على شيء بئيس لم يكن معتادًا حدوثه


فأستجديها أن تبقيني داخل جفونها


أو على عتبات رموشها


فتأبى الا ان تعاندني
جميل أنك اتكأت على الفكرة وأكدت على فكرة( الإنسان الدمعة)
والتعبير عتبات رموشها بما فيه من صورة مجازية جميلة تجعل الرموش كالسلم أو كالشيء صعب الوصول إليه اتسعت لتصبح تعبيرًا تشكيليًا جميلاً يستطيع التشكيليون أن يتخذوا منها مادة لفنهم .



حينها أنكب على ورقة بيضاء من زاوية مذكرتي
الله ! جميل لفظ زاوية مذكرتي ، تلك اللفظة الدالة على الانحسار والتضاؤل وهكذا الشيء الجميل الأبيض بدلالته الإنسانية لا اللونية فقط يكون كما عادة الأشياء الجميلة محبوسًا في ركن وربما يحسب لك أنك لم تقولي زاوية مهملة لأن السياق دل عليها.

أصول و أجول فيها
ربما كلمة أصول وأجول تختلف عن المعنى المتبادر للزاوية لكن الاستخدام المغاير لها كان معبرًا عن حالة خاصة تتغير فيها كل المعاني حتى تكون الزاوية مرتعًا يجول ويصول االمرء فيه.

فلا أجد لنقشي عليها معالم


و لا لكلماتي المقهورة ترجمة
صراحة لم أشعر بالإرهاق ولا التكلف في كل هذه الجُمل بل شعرت بها عفوية منسابة سلسلة متدفقة كماء الجداول ، والجميل أنك لجأت إلى مراعاة النظير في المعالم مقابل النقش والترجمة مقابل الكلمات وكانت التفاصيل الدقيقة مستخدمة في إطار عصري يتماشى مع هذا العصر خاصة تعبير ولا لكلماتي المقهورة ترجمة ، كأنها إدانة للعالم الذي لم يوجِد ترحمة للمقهور وإنما أوجد معاجم وقواميس للقاهر.

حينها فقط


أدرك أنه سهل على أيامي أن تنكرني


فقد نكرت بعضها ...و أردت أن أتنسى منها أجزاءها
رؤية جميلة ، رغم أنها تقليدية وجاءت مغايرة للعبارة تذرفني أيامي دمعة ولعبت على الوتر المنطقي نكرت بعضها .فإذا نست الأيام بعضها البعض فلم لا تنسى الذين عاشوها ؟
غير أني أود ألا ندين الزمان في كتاباتنا تفاديًا للمحظور الديني.

و بعضها لحظاتي معك


التي دونتها خربشة في مذكرتي


و نفيتها الى سجن رفوفي.
كانت النهابة -بحق - عبقرية وزادها تألقًا أنك فاجأتينا بأن الخطاب موجه إلى محبوب وليس إلى القارئ العادي ، وتخبئته طيلة هذا الوقت جعلت لكل ما كُتِبَ مذاقًا إنسانيًا خاصًا لا سيما عندما تأتي النهاية سجن رفوفي لتأتي الرفوف في النهاية سجنًا صريحًا بعد أن كانت سجنًا بشكل ضمني .

عمل متميز أحييك عليه وأرجو الاستمرار على هذه الشاكلة ويشرفني دخوله إلى قائمة هذا المشروع .

المشرقي الإسلامي 24-10-2009 08:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : حنين بأنين!!!
اسم العضو : علي فوزي ضيف
(9)
لا زالت سياط الذكرى تتعقبني في كل حركة و في كل سكون، و في كل غفوة من غفوات صحوة الماضي المتعب...و إنني لا زلت أيضا أقاوم كقتيل يقف مكابرة رغبة في أن يموت واقفا متأملا في قاتله و لجروحه..متتبعا لتدفق دمائه من تلك الجروح الغائرة ملقيا بنظرات حب لقاتله فلعل الانتهاء يطبع البداية فيه ، و لعل هذا الاكتواء ينير ظلمته...و لعل غرغرته الأخيرة تحيي قاتله..؟!
..فبين الحين و الحين أجدني مكبلا بطلاسمك الأبدية..متحررا من سواك ، و حتى نفسي التي بين جنبي الملتهبة بحنين نارك و نورك..، و مكتشفا لميلاد موتتي فيك ، فيمتد بي وجع الحروف...مسترضيا إياها عسى أن تخرج هذا الكبت و هذا الكبد..فيتنفس بركاني...! لكنني عبثا أحاول حينما أستحضر امتلاك غيري لك..
و ها هو حنيني مرافقا لأنيني الذي لن تسمعي صداه ، و حزني الذي لن تدركي مداه، و لن أضع بعد اليوم كفي أمامك، و لن تتتبعي خطوطها التي ترسمك..، و لن يتسنى لك قراءة قصائدي المحترقة، و لا خواطري المختنقة فيها..كما لن تجد سهامك المخترقة مكانا في روحي لتستقر فيه ، و سأجد لنفسي قبرا أقبر فيه..و حبرا أنفث فيه وهجي..، و مكانا يتسع لآلامي و رفات أحلامي الضائعة فيك..، و شظايا أنيني فقد غربت شمسك و أفل نجمك، و لست مترقبا لغد يجمعنا بعد الأمس، فلا حديثا بعد ذلك الهمس.



المشرقي الإسلامي 24-10-2009 08:22 PM

العمل اتسم بالعديد من المزايا والتي أعجبتني للغاية وأرجو أن يكون في ذكرها إفادة لك
لا زالت سياط الذكرى تتعقبني في كل حركة و في كل سكون،

كان تعبيرًا عن الألم والاستعارة المكنية فيه جعلت للذكرى صورة أليمة من خلال التعبير" سياط" ومثل هذه التعبيرات تزيد من قوة العمل
و في كل غفوة من غفوات صحوة الماضي المتعب...و إنني لا زلت أيضا
جميل للغاية أن يتسم الكاتب بحساسية تجاه الاستخدام اللغوي ، فالتضاد حينما يدخل فيه فعلان متناقضان فإنه يعطي دهشة مفادها المفاجأة والتعبير المبتكر والذي يعكس فلسفة الكاتب ، فالصحوة هي نفسها غافية وهذا يدل على حالة من التلاشي للأمل بل ولم تكن غفوة للصحو نفسه بل إن الصحو نفسه متعب وهذا يجعل الحالة أكثر ألمًا وأشد بؤسًا وكأنما الصحو يحتاج إلى من يوقظه ! أقاوم كقتيل يقف مكابرة رغبة في أن يموت واقفا متأملا في قاتله و لجروحه..متتبعا لتدفق دمائه من تلك الجروح الغائرة ملقيا بنظرات حب لقاتله فلعل الانتهاء يطبع البداية فيه ، و لعل هذا الاكتواء ينير ظلمته...و لعل غرغرته الأخيرة تحيي قاتله..؟!
كانت الصور الإنسانية متوالية مثيرة للإشفاق وقد جسدت ضعفًا وتوحدًا بالآخر يجعل المحِبَ متأملاً في قاتله وكأنما هذه النظرات عتاب أو نظرات مسامحة له على الرغم من سيئاته. على صعيد آخر اتسمت التراكيب اللغوي بالقوة والمقابلات بين الانتهاء والبداية والغرغرة والإحياء بالقوة من حيث أنها عبرت عن أمل مدفون هذا الأمل يفلسف كل شيء وفق ما يتمناه المحِب ولو توقفنا عند (الاكتواء ينير ظلمته) فهي من العبارات المميزة إذ أن المحِب يرى الجانب (المضيء) في قاتله وهذا يدل على الاستسلام الذي يكنه والوداعة الإنسانية ، كما أن تعبير تحيي قاتله اتسمت بعبقرية تجعل المعنى البعيد والقريب متمازجين إذ أن القاتل حي لكن البحث عن حياة قلبه ربما تتأتى من غرغرة مقتوله ، رغم تكرارية الفكرة بصور مختلفة إلا أن مجيئها تباعًا أعطى العمل قوة والأمل توقدًا والفكرة برهنة تزيد من تأثيرها في المتلقي .


..فبين الحين و الحين أجدني مكبلا بطلاسمك الأبدية..متحررا من سواك ، و حتى نفسي التي بين جنبي الملتهبة بحنين نارك و نورك..، و مكتشفا لميلاد موتتي فيك ، فيمتد بي وجع الحروف...مسترضيا إياها عسى أن تخرج هذا الكبت و هذا الكبد..فيتنفس بركاني...! لكنني عبثا أحاول حينما أستحضر امتلاك غيري لك..
فيما عدا العبارة الملونة بالأخضر كان في النص سرد زائد وتعبيرات حبذا لو أنها اختُزِلَت لطالما دلت عليها ألفاظ أُخَر.
و ها هو حنيني مرافقا لأنيني الذي لن تسمعي صداه ، و حزني الذي لن تدركي مداه، و لن أضع بعد اليوم كفي أمامك، و لن تتتبعي خطوطها التي ترسمك..،
كان من الأفضل تجاهل التقفية في صداه ومداه وإن كانا معبرَين من الجانب الصوتي عن الآه بسبب حرف الهاء الذي هو حرف تأوّه، لكن التعبير الآتي بعده كان معبرًا بعبقرية متفردة عن اتساع هذا القلب ، فكأنها كانت تُرسَم بخطوط طويلة تعبر عن سريانها في قلبه وكان التعبير لن أضع بعد اليوم كفي أمامك -داخل هذه التركيبات السياقية- معبرًا عن لحظة إنسانية مستحضرًا معها الإيقاع الموسيقي الحزين والصورة الذهنية الأسية .
و لن يتسنى لك قراءة قصائدي المحترقة، و لا خواطري المختنقة فيها..كما لن تجد سهامك المخترقة مكانا في روحي لتستقر فيه ، و سأجد لنفسي قبرا أقبر فيه..و حبرا أنفث فيه وهجي..، و مكانا يتسع لآلامي و رفات أحلامي الضائعة فيك..، و شظايا أنيني فقد غربت شمسك و أفل نجمك، و لست مترقبا لغد يجمعنا بعد الأمس، فلا حديثا بعد ذلك الهمس.

كان التعبير باللون الأخضر معبرًا عن هذه التراتبية الجيدة للرفات ،فالأحلام -وهي شيء مميع- صارت رفاتًا أي أنها انتقلت من التميع الفانتازي إلى الوجود المادي وبعد ذلك هي ضائعة فليست مجرد أحلام ، بل رفات +أحلام وهذا يعبر عن التلاشي المستغرق ، واتسع بعد ذلك السرد دون داعٍ وإن كان هذا لا يخل بدرجة كبيرة بقوة التعبيرات ولا عمق الحالة النفسية.

دمت مبدعًا وفقك الله

ريّا 24-10-2009 08:30 PM

مساء الورد

اختيار دمعة وحنين بأنين

أكثر من رائع

وكنت حائرة بين الموضوعين أيهما أروع

فزدتني بنقدك الشفاف وتحليلك البهي حيرة


شكرا لجهودك



تسجيل متابعة

المشرقي الإسلامي 25-10-2009 05:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : أوراق عاشقة
اسم العضوة: خاتون(من الأرشيف)
10
حاولت جاهدة أن أركب بساط الصمت
فانفلتت جمل من هنا وهناك معلنة التمرد
فحاولت مرة أخرى
فانفلتت دمعة حفرت أخاديد في وجهي
فتجاوزت الفكرة وقلت: لن أحاول مرة أخرى أن أخنق القلم أو أثبطه
فربما ينعشني أو يشيح القناع عن اشياء لم استطع أن أفك رموزها

كثيرا ما سألت نفسي لم لا أستطيع أن ألزم الصمت قليلا
ألأن الناس يحرضونني على الكلام؟ أم إنها صفة ورثتها؟
لم يكن أبي كثير الكلام ولم أكن اجالس أمي كثيرا
خطر ببالي جواب ساخر
فربما لأني امرأة ولسان المرأة آخر عضو يموت فيها
على أي، لن أضع مسؤولية هلوساتي على أحد، ولن احاول ان اجيب نفسي
فأنا لا احب الصمت ولا أفكر أن أتوب عن الكلام إلى أن يثبت جرمه.

أريد أن أملأ الكون ابتهالات، وأناشيد ثورة، وكلمات عشق، وألحان حب
حتى لا تصير لحظات الصمت إلا تأملات في تلك الكلمات
وأريد للكلمات أن تمشي مبتسمة ترفع الرايات البيض
وتقبل الاوراق الخضراء والصفراء، وتعانق الحروف القرمزية
وهنا وهناك تلوّح بإيماءات مفعمة بالامل
وقبلات للمارين على عتبات الحروف والسائحين في صوامع الكلم.

http://muntada.khayma.com/1/showthre...t=60821&page=2

المشرقي الإسلامي 25-10-2009 05:44 AM

النص يتسم بحالة من الثراء والتنوع في استخدام الأدوات الأدبية والإبداعية وكان التركيز واضحًا من خلال عدم الإسهاب في حجم هذه الخاطرة عنصرًا مميزًا لها ولكاتبتها المبدعة على امتداد الكثير من الأعمال التي زينت هذه الصفحة .
حاولت جاهدة أن أركب بساط الصمت
فانفلتت جمل من هنا وهناك معلنة التمرد

تبدأ البداية معلنة عن شغب من الكاتبة ورغبة غير عادية في التخلص من الأدوات التقليدية في التعبير وذلك من خلال المجاهدَة من أجل ركوب بساط الصمت ،تلك الجملة المركبة من البساط وهي شيء مادي والصمت وهو شيء مميع ،وجاء هذا التعبير ليوازي بساط الريح كأنما الصمت من سرعة مروره كالريح وكذلك الصمت من شدة اتساعه صار بساطًا يُركب ، وكانت الأجواء التخيليلة للجملة عنصرًا فاعلاً في تكثيف الصورة الذهنية لها .
وتأتي العبارة فانفلتت جمل ... معبرة عن هذه اللاختيارية للنفس والتي تجعل الصمت أمرًا مستبعدًا ومتمرَدًا عليه وإن كنت أرى لفظة معلنة التمرد جاءت زائدة لأن كلمة فانفلتت وكلمة حاولت جاهدة تعبران عن المطلوب .إنه رصد جميل لحالة صراع نفسي كثيًرا عندما نهم بالبوح غير أن كاتبتنا المبدعة أعلنت حسم الصراع سريعًا للكتابة.
فحاولت مرة أخرى
فانفلتت دمعة حفرت أخاديد في وجهي

تكرار المحاولة كان معبرًا عن هذه الحالة من مجاهدة النفس للإبقاء على الصمت ذلك الصديق الذي لا نعلم متى نستعين به ! وتأتي لفظة انفلتت مرة أخرى لتعبر عن لا إرادية هذه الرغبات النفسي والفشل في صدها ،وتعبير حفرت أخاديد في وجهي كان تعبيرًا يتسم بقدر كبير من التشكيلية ويكرس فكرة تجاور الفنون والانتقال للتعبير عن الفكرة بأكثر من صورة .
فتجاوزت الفكرة وقلت: لن أحاول مرة أخرى أن أخنق القلم أو أثبطه
فربما ينعشني أو يشيح القناع عن اشياء لم استطع أن أفك رموزها
الفكرة نفسها التي تدور حولها الخاطرة هي الصراع من أجل كتابة الخاطرة وهذه لحظة نادرًا ما يحاول المبدع وصفها بأسوب بليغ ويكتفي بالإشارات والإيحاءات السيكولوجية التقريرية ، وكانت الاستعارات خنق القلم وتثبيطه والإنعاش وإشاحة القناع كلها كلمات مصوغة بدقة وتواليها يجعل الشيء المستعار له كأنه حقيقة مسلمة متعارف عليها!
فربما لأني امرأة ولسان المرأة آخر عضو يموت فيها
تعبير ساخر عبقري للغاية يعكس رؤية غير تقليدية للحدث ويرتبط بفكرة منطقية استعيرت للموقف إذ يجعل من الحقائق أداة للوصول إلى الظنون التخمينية. وهذا التعبير أحدث قدرًا كبيرًا من القوة في العمل وصار هو الأبرز فيها ويتسم بتماسكه الشديد مع الفكرة .والأجمل أن المرأة تتحدث بلسان الرجل فتقول ما عجز هو عن قوله فهي أدرى بجنسها منه وبأفكار جنسه منه كذلك..إنها عبقرية الأنوثة في فهم فكر الآخر.
على أي، لن أضع مسؤولية هلوساتي على أحد، ولن احاول ان اجيب نفسي
فأنا لا احب الصمت ولا أفكر أن أتوب عن الكلام إلى أن يثبت جرمه.

لغة الحوار والانتقال من حديث النفس إلى الحديث إلى الآخرين أو إشراك الآخرين في حديث النفس كان انتقالاً عبقريًا ممزوجًا بالفكرة والكلمة الساخرتين إذ تعدد الأفكار والأساليب جعل الكتابة والبوح مختمرَين في ذهن الكاتبة كأنهما شيء حقيقي مسلّم به خاصة في السطر الأخير لا أفكار أن أتوب عن الكلام إلى أن يثبت جرمه.

وأريد للكلمات أن تمشي مبتسمة ترفع الرايات البيض
وتقبل الاوراق الخضراء والصفراء، وتعانق الحروف القرمزية
وهنا وهناك تلوّح بإيماءات مفعمة بالامل
وقبلات للمارين على عتبات الحروف والسائحين في صوامع الكلم.
رائع للغاية تجسيد هذه الكلمات وإعطاؤها سمة إنسانية وكذلك التعبير صوامع الكلم بما يعبر عن عظمتها وجلالتها وإن كانت كلمة صوامع من الممكن أن تحدث معنى غير مطلوب دينيًا لكن اللعب على وتر الصورة من خلال الحروف القرمزية والأوراق الخضراء والصفراء زاد حيوية النص وزاد من سحر الصورة بما يجعلها حروفًا تعري جمال مدن في النفس تحاول الاختباء لكن محال للجمال أن يختبئ ، فبعض التبرج للأفكار والرؤى الإنسانية هو قمة الروعة والبراعة .
عمل رائع مميز أحييك عليه وليتك تعودين قريبًا أيتها العصفورة المغردة ..الحكيمة.




المشرقي الإسلامي 25-10-2009 07:19 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : حين تساقط لوحاتنا
اسم العضو : محمد الحبشي
(11)
أجسادٌ نحن معلّقةٌ بهذا الخيط الرفيع إلى هذه الروح الصلبة العنيدة ،،

ما أشبهنا بتلك اللوحة !

جسدٌ تختلط ملامحه بالألوان تبدو لرائيها فاتنة وما وراؤها سوى جدار مُصمت من وراءه فراغ ،،

يحملنا خيط رفيع وكأنه يئن من وطأة ما تحته ،،

معلقّة كلها إلى هذا المِسمَار الضعيف الذى تكاد تراه العين بيد أنه روح هذا الجسد ،،

يحمل أثقالها وأوزارها ،،

ويحتمل ضحكاتها وعَبراتها ،،

لكنه فى مكانه لا يهتز فكأنه والجدار قطعة واحدة ،،

نعنى باللوحة أكثر من كل ما يحملها ،

وهكذا نعنى بالجسد اكثر من روح يتنفس ويحيا به ،

لكنها وفى لحظة ما من نهار ما ،

تسقط على الأرض ،

هكذا ..

ثابتة كانت ، بل إنها ما مالت ابدا ،

بل ربما ما مرت نسمة عابرة من حولها فنلقى عليها بلومٍ يريحنا من عناء الحقيقة ،،

بلا سبب واضح ولأسباب كثيرة قد تبدو تافهة وسطحية ،،

سقطت ..

لا لشىء إلا لأن المِسمار لم يعد يحتمل أكثر ،،

المشرقي الإسلامي 25-10-2009 07:46 PM

الفكرة التي تبناها الأخ العزيز محمد الحبشي كانت فكرةعبقرية ، إذ أنها تُفلسف كل ما يحيط بالإنسان من أشياء ، وفي غمرة انشغال الفرد بالعديد من جوانب ومشاكل حياته تصبح هذه الأشياء كلها نسيًا منسيًا . وغالبًا ما تكون الأشياء الأكثر التصاقًا بالإنسان هي الأكثر إهمالاً لاعتياده عليها ذلك الاعتياد النمطي الذي يلغيها من ذاكرة الإدراك والانتباه الابتكاريين .
العلاقة بين الروح والجسد ، تلك العلاقة الأزلية التي ناقشها آلاف الأدباء والمبدعين والفلاسفة
ولكنها في هذا النص تتخذ منحى رمزيًا أكثر ميلاً إلى الفلسفة .
هذا التناول الذي ميز النص من حيث أسلوبه الإسقاطي الخالي من التكلف والذي يستقي تعبيراته من طبيعة البيئة المحيطة به بشكل متقن ، ومختصر لدرجة كبيرة.
تعبير أجساد نحن ، جاء التعبير باستخدام كلمة أجساد في أول الكلمة لإظهار الرؤية والجانب الأكثر أهمية وهي هويتنا أو ماهيتنا وهي أننا أجساد ومجيئها بهذه الطريقة جاء لينفي احتمال العكس عن المتلقي والضمير نحن تأخر ليؤكد ضآلة هذه الذوات الآدمية إذ تصير مجرد أجساد ، ثم إلى هذه الرح الصلبة العنيدة والتي هي الحائط ليتخذ الروح بثباته هذا الشكل القوي الذي لا يتغير على الرغم من عدم جماله ، بينما الشكل هو ذلك الجمال الظاهري الآيل للسقوط في أية لحظة وينسحب النص على حالات حياتية كثيرة ربما تكون الجمال في الشكل والجمال النفسي ربما تتعلق بالإنسان القوي فعلاً والقوي بمنصبه فقط ....إلخ إنها تتخذ من القوة والضعف ركيزة لها في البرهنة على الفكرة .
يحملنا خيط رفيع وكأنه يئن من وطأة ما تحته ،،
الخيط الرفيع يأتي تعبيرًا -غالبًا - عن العمر \ الحياة ، ، ذلك الشيء الذي يجمع روحًا بجسد ولكنه يومًا ما سيتلاشى ويفضح بانتهائه هذه الأجساد المعلقة .

وتأتي هذه الأسطر لتضيف بعدًا آخر وهو الضمير ربما وربما الصبر وربما كفاح وسعي الإنسان في هذه الحياة :
معلقّة كلها إلى هذا المِسمَار الضعيف الذى تكاد تراه العين بيد أنه روح هذا الجسد ،،

يحمل أثقالها وأوزارها ،،

ويحتمل ضحكاتها وعَبراتها ،،

لكنه فى مكانه لا يهتز فكأنه والجدار قطعة واحدة ،،

نعنى باللوحة أكثر من كل ما يحملها ،

إن وجود هذه الكفاح -هذه الأقدار التي يجد الإنسان فيها ما يريد وما لايريد (هي أكبر دليل على حكمة الله ) وهذه المعاناة في كفاح الحياة هي جوهر الإنسان وهي ما يبقى بعد رحيله .
كأننا إزاء التناص مع شوقي رحمه الله لما قال :
فالذكر للإنسان عمر ثان ِ


لكنها وفى لحظة ما من نهار ما ،

تسقط على الأرض ،

هكذا ..

ثابتة كانت ، بل إنها ما مالت ابدا ،

بل ربما ما مرت نسمة عابرة من حولها فنلقى عليها بلومٍ يريحنا من عناء الحقيقة ،،

بلا سبب واضح ولأسباب كثيرة قد تبدو تافهة وسطحية ،،

سقطت ..

لا لشىء إلا لأن المِسمار لم يعد يحتمل أكثر

إنها نهاية الإنسان والتي لا يستطيع الكذب والتجمل أن يعيشا لفترة أطول من عمرهما الافتراضي لأن المسمار ذلك الضمير ذلك الصبر ذلك المخزن الذي يتحمل كل ما يعلق عليه قد أرهقته المعلقات فوقع .
إن الإنسان ليس بقدر ما يحمل من مناصب وأوسمة ومراتب اجتماعية تثقل كاهله بل هو بما يتبقى بعد ذلك وهذا هو الذي تعمد المبدع العزيز إهماله ليكتشفه القارئ وليوصل به رسالة إلى المتلقي مفادها أن كل شيء وكل زيف سينكشف لا محالة وأن هذا الذي يبقى هو أكثر الأشياء غيابًا وبعدًا عن الظهور لأنه الضمير -الحق -المبادئ والتي تظل أرواحًا محلقة على الرغم من رحيل صاحبها أو بعده .

عمل عبقري أخي العزيز وما أحوج كل متلق للاستفادة منه دائمًا ، ستبقى أنت أخانا العزيز هذا الجدار الصلب الذي لا يسقط بينما يظل الآخرون تلكم الصور المتكسرة تباعًا ، ويبقى المسمار شامخًا ، لا يصدأ . عمل رائع أحييك عليه ودمت مبدعًا .

المشرقي الإسلامي 26-10-2009 05:49 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :قبلات مسروقة
اسم الكاتب: مازن الطباع
(خارج منتدى الخيمة)
(12)


قبلات مسروقه
ساحر
قلب الحياة
أضحت
النجوم أرضي
الزهرة منزلي
الحيرة بابي
سكنتني الريح
غلبني
موجك العالي
صار انتظارك
شاغلي
الصبر حياتي
أكتم سري
أغيب في الطرقات
أغيب فيك
دمعة تلوح
كلما هب الحنين
غيوم
تجرح القلب
عصافير تائهة
ترسم الفضاء
وعلى المقعد الخشبي
مازال مكانكِ
شاغرا
وعلى المقعد الخشبي
أنحتُ قلبي
رماد الوقت
يسري في عروقي
أضم تعبي
هكذا هوا الحب
يأتينا
حاملا بين يديه
العذاب
وقبلات المسروقه
لانعرف من الحب
غير الألم
لانعرف من الرغبات
غير العطش
ننام على وسادة
حبلى بالأحلام
يجهضها الصباح
أبدا حواري
بالسؤال عن الحب
ثم انتقل إلى الحنين
وأنتهي
بالعذاب
أرجوكِ
دعيني أدون الجواب



المشرقي الإسلامي 26-10-2009 06:00 PM

ساحر
قلبالحياة
أضحت
النجوم أرضي
الزهرة منزلي
الحيرة بابي



افتقدت التعبيرات إلى الترابط فيما بينها كما أن البداية كانت شاحبة وليس في النص ما يوضح ما سبق على الحدث وهو النجوم أرضي ...
سكنتنيالريح



الريح تعبير عن الشدة والأحزان والآلام وهذا التعبير لها بالسكنى رغم أنها بطبعها متحركة فيه استخدام مغاير للتعبير المألوف وهو أمر يحمد للمبدع لأن هذه المغايرة اتسمت بتوافقها مع الحالة والريح هي تلكم الأحزان التي تسكن مما يدل على أن هناك تهدمًا سيكون في الداخل داخل منزل الريح (النفس)


غلبني
موجك العالي
صار انتظارك
شاغلي
الصبر حياتي
أكتمسري
أغيب في الطرقات
أغيب فيك



ميّز هذ الجزء التدرج من حالة التلميح للمحبوبة إلى التصريح ، وذلك في الكلمتين الطرقات والمحبوبة وهذا التعبير دل على توحد الحياة بمحبوبته والتعبير له جانب تشكيلي إذ تكون الصورة الذهنية له وجه امرأة عليه علامات الطريق ، وهذا جانب يضفي على العمل اتساعًا جيدًا ومقبولية لفنون الصُورة .
دمعة تلوح
كلما هبالحنين
غيوم
تجرح القلب



تعبيران زائدان لا داعي لهما
عصافير تائهة
ترسم الفضاء



جمال هذا التعبير في معنى التيه فضاء التيه غير المتناهي إذ أن العصافير بدلالتها البعيدة عن المعنى الحرفي هي التي ترسم هذا الفضاء والفضاء يأتي بمعنى المستقبل أو الأمل ، إذا كان التائه هو الذي يرسم طريقًا فكيف بمن سيسير فيه ؟إنه الإنسان الذي يتحرك بين الأحلام المموهة والتيه المتناهي ولم يرسم هو هذا الأفق وإنما أحلامه المنسلة منه .


كما أن اللفظ على حالميته الشكلية يخفي وراءه مضمونًا مأسويًا للغاية.
وعلى المقعدالخشبي
مازال مكانكِ
شاغرًا



كان الانتقال في المشهد من الفضاء إلى المقعد الخشبي مشعرًا بألم الفراق كما أن الانتقال إلى الحياة المادية وعنف تأثيرها في الإنسان كان انسيابيًا لم أشعر فيه بالفجوة بين الحالات المختلفة.

المشرقي الإسلامي 26-10-2009 06:05 PM

وعلى المقعد الخشبي
أنحتُ قلبي


ربما الأصح أنحت صورة قلبي لأن كلمة أنحت قلبي تعني أن القلب لم يكن موجودًا أساسًا ولا تدل على معنى مفهوم .
رمادالوقت



يسري في عروقي


تعبير جميل للوقت في ضياعه بلا فائدة لكنه تعبير مكرر .
تعبير أشعر فيه بصور ابتكارية جميلة مردها إلى التناقض بين الصورة المادية للرماد واستحالة دخوله العروق وبين حلوله محل الدماء.
أضم تعبي



جميل هذا التعبير والذي أكسب النص قوة من خلال التجسيد أي تصوير


التعب بإنسان حقيقي له تصرفات البشر بكل مستوياتها.واللفظ يعطي الانطباع بأن التعب


صار قطعًا متناثرة في النفس حتى صار المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه يضمه ويلملمه .



هكذا هوا الحب
يأتينا
حاملا بينيديه
العذاب
وقبلاته المسروقة



اللفظة قبلات مسروقة كان معطوفًا على العذاب فكأنه حصر العذاب في القبلات المسروقة أي التي أنهى الزمن وجودها فكأنه سارقها ، وهذا يحمل رؤية مفادها أنه لا راحة إلا في هذه القُبَل . هي رؤية شخصية لك لا يحق لأحد مصادرتك عليها على الأقل داخل النص .وإن كنت أرى أن العذاب في الحب يزداد بؤسًا بالفراق بغض النظر عن جنس المفارَق.
لانعرف من الحب
غير الألم
لانعرف منالرغبات
غير العطش



كان التقسيم للجمل في شكل تلغرافي في صالح النص لأنه كالعادة حصر كل الأشياء في المعاني الحزينة وهذه تسمى الرؤية أي الزاوية التي يفلسف المبدع من خلالها ما حوله.
ننام على وسادة
حبلى بالأحلام
يجهضها الصباح



كان التجسيد-إعطاء غير البشر سمة البشر-وتكامل البيئة أو مراعاة النظير عنصرًا هامًا في قوة التعبير إذ أن كل شيء يتصرف كالإنسان والمراعاة للنظير بين النوم والوسادة والحبلى والإجهاض ، وهذا يعطي للنص تركيزًا ومعايشة للمجاز كأنه واقع.
أبداحواري
بالسؤال عن الحب
ثم انتقل إلىالحنين
وأنتهي
بالعذاب
أرجوكِ
دعيني أدونالجواب



كانت النهاية أضعف مما تصورت والتي فيها التفات وانتقال الحديث فيكون موجهًا للمحبوبة بعد أن كان موجهًا للمتلقي ولكن كانت التدرجات الحب الحنين العذاب كأنها آخر مراحل عملية الهبوط التي لن تأتي حياة بعدها لأن الجواب لن يكون متحققًا وتنتهي الخاطرة نهاية مفتوحة .


عمل جيد أحييك عليه وأرجو لك المزيد وفقك الله.

المشرقي الإسلامي 26-10-2009 09:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :سنوات
اسم الكاتب : هشام يحي
(خارج منتدى الخيمة)
(13)
سنوات

مابين الحياة والموت دفقة هواء
تاخذنا_.حره_الى اعلى سموات
او الى باطن الارض .......

....................................

مابين السكينة والثورة لحظة غضب
تأخذنا الى قلب الشمس او الى
باطن القطب الشمالى ...
......................................
أمس هو اليوم هو الغد هو كل يوم
لا بروميثيوس عاد بشعلة نار
ولا زرقاء اليمامة عادت ترى
ولا وادى عبقر عاد فيه احد من الجن
.............................................
أنتحرت الحمائم فى اعشاشها
وهجرت الصقور والنسور
الوديان المقفره ...هجره جماعية الى المدن
حتى لم نعد نرى_ منها_ عيون البشر .
..........................................
حياة الانسان مجموعة من الاحداث
ولكن الحدث الاهم الذى يتذكره به الجميع
هو وفاته
.........................................
اوقات كثيرة يفعل بنا الحب ماقد تفعله الكراهية
.........................................
الحب شكل أخر من أشكال استبداد
الانسان لأخيه الانسان.
......................................
الموت هو الحقيقة الوحيدة التى لايمكن تزييفها
***


http://www.anteka.net/ipb/index.php?...t=0#entry13020

المشرقي الإسلامي 26-10-2009 10:00 PM

تتسم النصوص الفلسفية بأنها ذات طابع متقلب في طريقة توصيله الفكرة ، فتارة تتخذ النصيحة شكل الكلمات العادية البسيطة والتي هي قفز إلى ما وراء الحدود اللفظية المباشرة ، وتارة تتخذ الشكل المركب وذلك وفقًا لطبيعة المخاطب ومستواه الثقافي والمعرفي .
والكتابات التي بين يدينا هي واحدة من كتابات ذات طابع مباشر ، فيه بعض السخرية والقفز بالفكرة إلى ما وراء الدلالة الحرفية للفظ خاصة في عنوان سنوات ذلك العنوان الذي يختصر معنى الحياة في السنوات تلك التي ستمضي يومًا ما وتظل شاهدة على هذا الإنسان الذي يتفنن في إهدار فرصها وإمكانيات النهوض بها ، كما أن العنوان ينتظم كل خاطرة على حدة ليكون شاملاً جميع جوانب النص وعناوينه.
سنوات

مابين الحياة والموت دفقة هواء
تاخذنا_.حره_الى اعلى سموات
او الى باطن الارض .......


الخاطرة تعبر عن الفواصل الدقيقة والتي تنقل الفرد من حالة لأخرى ، وهي معبرة عن ضآلة هذه الحياة


وهنا من المؤكد أن الكاتب يدرك أن هذه حقائق لكنه يتسع باستخدام الألفاظ ذات الطابع التقريري ليوصِل المتلقي


إلى انطباع مرده أننا نكاد ننسى الحقائق العادية في هذا العالم المجنون .كما أن الملاحظ لما كتب قد يرى أن المقصود


في شكل أقرب إلى السخرية أن هذه الحياة هي أشد ما يبرهن على ضآلتنا ، فنحن محمولون بين ذرات الهواء غير أننا مع بساطة هذه الحياة وضآلتنا نمضي عمرنا حزنًا وقلقًا وهمًا، مع أن الحياة أهون من كل هذه المصائب التي نواجهها.
....................................

مابين السكينة والثورة لحظة غضب
تأخذنا الى قلب الشمس او الى
باطن القطب الشمالى ...



والفكرة نفسها تتكرر عن الانفعالات لكن تأتي الجوانب الحسية الملموسة لتؤكد على


حالة التغير الداخلي للنفس وما يعتمل فيها من اضطرابات مختلفة واستخدام الجوانب الحسية


كالشمس والثلج جاء ليؤكد على فظاعة الصورة في جانبها التخيلي .
......................................
أمس هو اليوم هو الغد هو كل يوم
لا بروميثيوس عاد بشعلة نار
ولا زرقاء اليمامة عادت ترى
ولا وادى عبقر عاد فيه احد من الجن


استمداد الأسماء والأساطير جاء ليعبر عن فكرة محو التاريخ ، فالإبداع قد تلاشى والأمل قد ضاع ،وهذه الشخصيات


معروف ما لها من سحر تاريخي يعتمد على المنقول عنهم من أحاديث وحكم ، وأحداث ولكن الأهم في هذه الأسطر هو أنها عبرت عن فكرة محو الماضي ، ليأتي الغد معبرًا عن استلابه للماضي ، لتكون المعادلة الغد ليس الأمس بل أسوأ.

..........................................
حياة الانسان مجموعة من الاحداث
ولكن الحدث الاهم الذى يتذكره به الجميع
هو وفاته


رغم بساطة الفكرة إلا أنها تعبر عن هذا الكائن الحي البشري الإنسان


والذي لا يتذكر إلا وفاته ينسحب هذا الجزء على معان أخرى جوهرها أن


الفرص لا ينتبه إليها إلا بعد نفادها .
.........................................
اوقات كثيرة يفعل بنا الحب ماقد تفعله الكراهية


رؤية ثاقبة تجعل من الكراهية والحب مرادفًا واحدًا ، وتلقي باللائمة على هذا التهور والذي


يصبح الإنسان فيه كائنًا مندفعًا لمشاعره وعواطفه ، وبئس الحياة تلك التي تصبح الأضداد كلها


معنى واحدًا .وهنا اللفظ أوقات كثيرة وليس دائمًا حتى يتجنب الكاتب تبعات التعميم وليكون النص في دائرةالإمكانية الحقيقية وليس الاستحالة ولا المثالية الفارغة.


.........................................
الحب شكل أخر من أشكال استبداد
الانسان لأخيه الانسان.



عبارة فلسفية مميزة إذ أنها تعبر عن هذا الزخم الذي يحدثه الحب ليكون الحب هو ذلك المعذب


الذي لا يطيقه الإنسان ، والكلمة لخصت العديد من أسرار هذا الاستبداد الذي يعصف بالإنسان فهو تارة يفعل ما تفعله الكراهية وهو تارة هم جاثم فوق صدره

......................................
الموت هو الحقيقة الوحيدة التى لايمكن تزييفها



الفكرة تنسحب على النهايات التي تكشف الإنسان على طبيعته موت تاريخه ، موت أمجاده موت أفكاره.

إن النص يتحدث عن حقائق لكناه ليست المقصودة وإنما ما وراء هذه الدلالات إذ ليس غبي يحسب أن الموت يمكن تزييفه ولكن ينسحب النص على جوانب حياتية أخرى غرضها الضمني النصيحة ليتمحور الإنسان على نفسه ويعرف ما ينبغي عليه أن يفعله في هذا الركب المسمى بالحياة قبل أن يفوته .

العنوان سنوات تعبير يراد به التساؤل والتحذير من هذه الحياة التي تمضي وهي على هذه الوتيرة ويضرب العنوان بجذور عميقة في التساؤلات الفلسفية عن الإنسان وماهية وجوده في الحياة وأنه آخر الكائنات الحية تيقظًا وهذا يجعل العنوان صالحًا لكل خاطرة على حدة وإن كان العنوان بسيطًا مختصرًا إلا أن اختصاره يحمل فلسفة وفكرة الوعظ التي لا تحتاج إلى إطالة في العنوان .

المشرقي الإسلامي 28-10-2009 09:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : إلى نجمة فرت من قسورة
اسم الكاتب: خالد السالم
(14)
(خارج منتدى الخيمة)
أَدْبَرَ الْمَسَاءُ .. وَ انْتَصَفَ اللَّيْلُ
أَشْعَلْتُ الشُّمُوعَ ، فَأطْفَأتْهَا رِيحٌ كَانَتْ تَحْرِسُ ذَاكِرَةَ الْهَوَى
وَ مَابَيْنَ دُخَانٍ وَ غُيُومٍ هَمَسْتُ لذَاتِ الرِّيحِ :
أنْ سَلاَم اللهِ عَلَى حُبٍّ غُلَّ فِي أَفْوَاهِ العَاشِقِينْ .. !



نَجْمَةُ لَيْلٍ ، وَ قَمَرٌ بِلاَ ..
بَيْنَهُمَا مَسَافَةٌ تَصْطَكُّ الْجَنَادِلُ فِي قَلْبِهَا
وَحْيُ سَمَاءٍ ، عُنْفُوَانُ يَاسَمِينٍ وَ مَهَارِقُ الْمَطَرْ
عُلَّقَتْ عَلَى أهْدَابِ عَيْنَيْهَا .. !


قَمَرٌ بَكَى ، لَمْلَمَ الْهَوَى
جَفَى ، وَ انْتَفَى ثُمَّ بَكَى
ثُمَّ فِي لُجِّ الغُرْبَةِ هَوَى ...
هَوَى إلَى جَحِيمِ الأرْضِ وَ سَاكِنيهَا ..
وَ أبْعَدُ مِمّا تَظَنُّ نَجْمَةُ الوَخَى
.. أَرَاهُ يَغْتَسِلُ دَوْمًا بدُمُوعِ اللَّوْعَةِ وَ الرَّجَاء
حِينَ سَأَلْتُهُ نَفَى ، انْتَفَى ثُمَّ بَكَى ..

تَرَكْتُهُ يَحْتَضِنُ لَوْعَةَ الأسَى / الْهَوَى ، وَ هُوَ يَتْلُو عَلَى نَفْسِهِ ..
دَامَهَا الأنْفَاسُ ..
سَيبْقَى الدُّعَاءُ وَ دَيْمُومَةُ الوَفَاءِ عَبْرَ دُرُوبِ الرَّاحِلينَ
دُسْتُورَ حَيَاةٍ ، عَنْهُ القَلْبَ لَنْ يَحِيدْ ..
وَ لَنْ يَتعَرّى قَلْبِيَ مِنَ العَافِيَة وَ أنَا المُكْنَتِزُ بأنْفَاسِ طُهْرِهَا
رُغْمَ الهَجْرِ وَ الهَجِيرْ

***

www.sh7sh7.com/vb/showthread.php?t=349

المشرقي الإسلامي 28-10-2009 10:02 PM

أَدْبَرَ الْمَسَاءُ .. وَ انْتَصَفَ اللَّيْلُ
أَشْعَلْتُ الشُّمُوعَ ، فَأطْفَأتْهَا رِيحٌ كَانَتْ تَحْرِسُ ذَاكِرَةَ الْهَوَى
وَ مَابَيْنَ دُخَانٍ وَ غُيُومٍ هَمَسْتُ لذَاتِ الرِّيحِ :
أنْ سَلاَم اللهِ عَلَى حُبٍّ غُلَّ فِي أَفْوَاهِ العَاشِقِينْ .. !
تبدو البداية غامضة نوعًا ما ، وكأنما تصاحبها موسيقى رعب هادئة اعتمادًا على كلمات ذات دلالات وإيحاءاة مشعّة وتداخلات لونية مختلفة كالشمعة والريح والليل والدخان والغيوم وتأتي الجملة في المقطع السطر الأخير ذات وهج إيماني صوفي اعتمادًا على كلمة العاشقين وتأتي هذه الكلمة كأنها الطمأنة لشخص مختبئ في كنف ذاته لتخرجه من أسر ما هو فيه وتأتي هذه الكلمة كحلم يقظة يراوح المرء في قيلولته وهذا يجعل الصورة الحلمية بارزة بشكل جيد.ومن هنا يتوقع القارئ أن يكون الهوى من ذلك النوع الذي يتخذ قدسية خاصة تماشيًا مع العاشقين تلك الثيمة التي لعب عليها الصوفيون وكادوا يتفردون بها في فهم العديد من الخصائص الإنسانية الراقية.



نَجْمَةُ لَيْلٍ ، وَ قَمَرٌ بِلاَ ..
بَيْنَهُمَا مَسَافَةٌ تَصْطَكُّ الْجَنَادِلُ فِي قَلْبِهَا
وَحْيُ سَمَاءٍ ، عُنْفُوَانُ يَاسَمِينٍ وَ مَهَارِقُ الْمَطَرْ
عُلَّقَتْ عَلَى أهْدَابِ عَيْنَيْهَا
.. !
يستمر السرد لتقلبات الحالة وتغيرات النفس وفقًا لهذه الطبيعة مختلفة الأطوار والأشياء
والمعنية بكلمة عينيها سحابة تلك التي تشبه شكل العين لتكون المطر دموعها وكانت لفظة مهارق المطر آتية لتدل على أن هذا الإمطار كان بفعل فاعل .التفسير الحرفي يجعل القارئ يقف أمام مشهد إنزال الله المطر َ أما التفسير الماورائي للنص يجعل من المطر المهرق والأهداب للعين معنى هو البكاء في هذه اللحظة التي نزل فيها سلام الله على الحب الذي غل في أفواه العاشقين ، حيث إنهم محبون من نوع آخر لا يحبون شيئًا من متاع الدنيا والغرور الزائل وإنما حب لمُوجد هذه الحياة ومالكها .غير أن كلمة العاشقين لا تناسب مقام الوقار والتأدب في حب الله تعالى ، لذا على المتعاطين لهذه الأساليب الراقية الرجوع إلى دلالات الألفاظ ومذهب أهل السنة والجماعة في صفات الله سبحانه وتعالى .

قَمَرٌ بَكَى ، لَمْلَمَ الْهَوَى
جَفَى ، وَ انْتَفَى ثُمَّ بَكَى
ثُمَّ فِي لُجِّ الغُرْبَةِ هَوَى ...
حينما يكون القمر والنجمة بلا .. والغالب على الظن أنهما بلا عشاق ولا سمار حيث تكون النجمة هي السمو عن حاجات الدنيا وسفسافها والقمر هو ذلك المصدر الذي يمد النجم بالضياء والسمو . في هذه الجفوة عن أهل الأرض وجانبها المادي الموحِل والبكاء نجد لفظة لج الغربة تأتي لعتبر عن نتيجة السقوط كأنه انتقال إنسان من حالة خشوع واستغراق في الروحانية إلى الأرض والموقف ينسحب في الوصف عن الصلاة أو التسبيح أو شيء من ذلك.
هَوَى إلَى جَحِيمِ الأرْضِ وَ سَاكِنيهَا ..
وَ أبْعَدُ مِمّا تَظَنُّ نَجْمَةُ الوَخَى

.. أَرَاهُ يَغْتَسِلُ دَوْمًا بدُمُوعِ اللَّوْعَةِ وَ الرَّجَاء
حِينَ سَأَلْتُهُ نَفَى ، انْتَفَى ثُمَّ بَكَى ..
وتأتي الجملة انتفى ثم بكى لتعبر عن هذا الحوار الشجي بين الإنسان وذاته في لحظة طهر وصفاء. غير أن تعبير نجمة الوخى ليس مفهومًا بما فيه الكفاية وهذا يؤخذ على العمل إذ يغير من دلالة النجم بغير ما قرينة .
تَرَكْتُهُ يَحْتَضِنُ لَوْعَةَ الأسَى / الْهَوَى ، وَ هُوَ يَتْلُو عَلَى نَفْسِهِ ..
دَامَهَا الأنْفَاسُ
..
سَيبْقَى الدُّعَاءُ وَ دَيْمُومَةُ الوَفَاءِ عَبْرَ دُرُوبِ الرَّاحِلينَ

دُسْتُورَ حَيَاةٍ ، عَنْهُ القَلْبَ لَنْ يَحِيدْ ..
وَ لَنْ يَتعَرّى قَلْبِيَ مِنَ العَافِيَة وَ أنَا المُكْنَتِزُ بأنْفَاسِ طُهْرِهَا
رُغْمَ الهَجْرِ وَ الهَجِيرْ
تبدو الجزئية الأخيرة أكثر الأجزاء دفئًا وذلك من خلال التعبير عن الدعاء ، وقد يكون الدعاء دعاء في هذه الساعات من جوف الليل والتي يصل الطهر والصفاء والقرب من الله تعالى أعظم صوره وشكله حينما تفر النجمة (والتي هي تعبير عن سمو الإنسان والنفس الطيبة) من القسورة تلك الدنيا وضروبها ومتعها الزائلة ليبقى الدعاء وديمومة الوفاء ذلك الميراث الذي تركه الراحلون ممن اتخذوا الطاعات سلالم إلى نعيم أبدي ، وتظل النفس في رحلة رحلة الطهر تقاوم الهجر والهجير تلك الضروب من اللذات التي تحاول تعكير صفو الرحلة ، تلك النفس التي تبحث دومًا عن مستقر يدخلها عند لحظة الانطفاء إلى أول عتبات (النفس المطمئنة ).
للنص رؤية أخرى تختلف عن هذه الرؤية ، وأعاود النظر إليها لاحقًا بإذن الله .
النص حينما ينحو المنحى الصوفي فإنه يتخذ من الأشياء والرموز دلالات تتجاوز المعاني التقليدية وتفرض على القارئ أن يكون على علم غير قليل بتراث هذه الفئة ، مما يجعل التفسير ينحو مناحي ظنية أو استبطانية أكثر مما هي ذات طابع يمكن قياسه وملاحظته . والتعبير عن الجوانب الروحانية
في النصوص النثرية والأدبية عمومًا يعاني من وقعه بين طرفي النقيض إما المباشرة والتقريرية المفضية إلى فنون المقال أو الإغراق في الرمز بما يتنافى مع عمومية الأدب وخلوده وتجرده.
والنص الذي بين يدينا هو نص متقن يلعب على وتر الصورة الحلمية أي التي يلغب على الظن أنها سرد للحظات حلم أو حلم يقظة في حالات الغفوة الاستثنائية وقد استطاع المبدع بشكل كبير أن يحيط النص ببعض الذهنية ليعمِل القارئ ذهنه ويذهب به إلى ما وراء الدلالات اللفظية الاستثنائية متخطيًا بذلك اللغة التقليدية والمنطقية . وهذا التداخل في الأصوات والمشاهد والانتقال من حالة لحالة تتخلله بعض المفاتيح المعبرةعن الموقف والتي تقترب من الكشف المباشر للموقف حتى لا تتعقد الصورة في ذهن المتلقي ، لكن بالمقابل تأتي بعض الاختلافات في المعنى غير منطقية حتى باستخدام لغة الرمز مثل :
عَلْتُ الشُّمُوعَ ، فَأطْفَأتْهَا رِيحٌ كَانَتْ تَحْرِسُ ذَاكِرَةَ الْهَوَى
وَ مَابَيْنَ دُخَانٍ وَ غُيُومٍ هَمَسْتُ لذَاتِ الرِّيحِ :
أنْ سَلاَم اللهِ عَلَى حُبٍّ غُلَّ فِي أَفْوَاهِ العَاشِقِينْ
فالشموع قد تكون دلالة للضياء والطهر ، مما يستوجب أن يكون انطفاؤها انطفاء لهذه الحالة الوجدانية الروحانية العظيمة لكن الريح التي تطفئها هي حارسة لذاكرة الهوى أي أنها ريح طيبة ، فما معنى ذلك إلا أن يكون المراد أن أعاصير الهوى تهدأ بذكر الله ؟ تلك الأفواه العاشقة التي يشع ضوء الحب من صدق حروفها .هل يمكن القول بأن الشموع كانت استعارة عن الضوء الأرضي الاصطناعي الوهمي بينما النجمة هي تعبير عن هذه الحقيقة الإنسانية في السمو والرقي ؟
النص كان على درجة عالية من التكثيف ويحتاج إلى نظرات ورؤى متعددة للولوج إلى مبتغاه وإن كان وهو على هذه الدرجة من الرقي بحاجة إلى الاتزان في زوايا الارتفاع بالرمز والحالمية في الصورة . إلا أن رؤية العديد من الأنماط التعبيرية والرمزية والفلسفية من شأنه أن يعمق صلة القارئ بأدوات النقد بما يجعل النصوص على اختلاف مشاربها مادة لثقافة فكرية معرفية نقدية هائلة.

المشرقي الإسلامي 29-10-2009 05:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :حلم ينوي الرحيل
اسم الكاتبة:سلمى الغانمي
(خارج منتدى الخيمة)
(15)


آن لي أن أنحني لرغبة حلم
كثيراً ما عززت بقائه داخلي
أنجبت له أحلامًا صغارًا
جعلته نجوم ليل تسامرني
تنفسته إشراقة صباح

حملته على أكتافي سنينًا بكل



مقام .. بكل زمان


كلما التفتُّ يمين رأيت المستقبل
يُمجد
كلما ألتفت يسار رأيت ابتسامة
أحباب
كلهما يريد احتضاني
كلهما يروا السعادة قد أكتمل
نسيجها داخلي ..
خاب الحلم ونوى الرحيل
أين ملجأ الأحلام الصغار ؟
وإلى أين تخطو أمهم الثكلى ؟

النوافذ ستغلق والعتبات



لا تقبل شتات !! ..




هم من استفزز رغبته


هم من يريدونقتلي مرة أخرى
هم من يقولون للعصافير لا تغريد




لا وقوف ببراءة على نوافذ مشرعة


لا تغازلي الصباح
عودي بالمساء ..
أذكياء !! العصافير تخشى الظلام
ليس أمامها إلا الصباح




كما الأحلام تطمح لاستقرار أصحابها



والأزهار تبتهج بتفرع بتلاتها ..

لقد آن لي وآن لك يا حلم
سنعبر سويا خارج المُدن
لوطن يقدس الصباح
يصافح الأحلام
ويبكي على كل من ينوي
الرحيل مُجتث كل أسى!







المشرقي الإسلامي 29-10-2009 06:05 PM

آن لي أن أنحني لرغبة حلم
كثيراً ما عززت بقائه داخلي
التجسيد في تشبيه الحلم بإنسان كان بداية قوية للعملوهذه التشبيهات عمومًا
تزيد من حيوية النص وعمقه .
أنجبت له أحلامًا صغارًا
نفس الفكرة ، وهي التجسيد حينما يكون للحلم أبناء صغار ، إن التأكيد على هذا المعنى من خلال التجسيد وتشبيه الأفكار والأحلام بالأطفال الصغار يجعل القارئ يسبح في هذا العالم ويتعامل معه كأنه عالم حقيقي وهذا التعامل مع النص كأنه حقيقة يجعل من المصطلحات المستخدمة أداة لتشكيل عالم خاص بالمبدع يمكن من خلالها أن يثري النص .
جعلته نجوم ليل تسامرني
تنفسته إشراقة صباح
نلاحظ هنا أن الحلم امتدت دلالته ليكون مرة صديقًا أو محبوبًا عزيزًا ثم تارة يكون كأنه الزوج ثم يصبح نسيمًا يُتنفس ، هذا التكرار من خلال التدرجية في التناول يجعل من ارتباط الحياة بالحلم قضية محورية فكرية ، إذ لا يعدو الحلم –في رأي كاتبة النص- مجرد زائر ليلي وإنما هو محرك للحياة لا سيما وأنه له حضوره في إشراقة الصبح . فإذا كانت الأحلام تُبصَر ليلاً إلا أن تنفسها كإشراقة صباح يفيد مدى استغراقها الزمني.
حملته على أكتافي سنينًا بكل
مقام .. بكل زمان
إذا كان الحلم قد أنجِبَ له أبناء صغار فمن المنطقي أنه سيحمل على الكتف ،لهذا لم يكن لهذا السطر إضافة جديدة
كلما التفتُّ يمين رأيت المستقبل
يُمجد
كلما ألتفت يسار رأيت ابتسامة
أحباب
كلهما يريد احتضاني
كلهما يروا السعادة قد أكتمل
نسيجها داخلي ..
خاب الحلم ونوى الرحيل
أين ملجأ الأحلام الصغار ؟
وإلى أين تخطو أمهم الثكلى ؟
هذا الجزء اتسم بالسردية الزائدة والتي كان قد دل عليها ما قبلها وغلبت عليها التصورات الذهنية المغرقة في الذات .
النوافذ ستغلق والعتبات
لا تقبل شتات !! ..
جميل ها هنا تكامل بيئة التشبيه ومراعاة النظير حينما تغدو الأحلام منازل بل قلاعًا قد استعصت على الأحلام ،وحين تشبه الأحلام بالمشردين اللاجئين الباحثين عن مكان للعمل فإن هذا التعبير يضفي عليها مسحة إنسانية أكثر قوة وعمقًا ، وتظل فكرة الحلم متعددة الأشكال فمن شكل الإنسان إلى شكل المنازل إلى الإشراق وكأنه نقل لعالم الحقيقة إلى عالم تبحث الأحلام فيه عن مستقرها نحو النفس علها تغدو أشباه حقيقة يومًا ما .
هم من استفزز رغبته
هم من يريدونقتلي مرة أخرى
هم من يقولون للعصافير لا تغريد
الضمير هم للجماعة وهو يعبر عن آخرين كتعبير عن نظام استبدادي أو مجتمع
لا يؤمن بالحرية طريقًا له.وإخفاء المعنيّ بالخطاب جاء تعبيرًا عن خوف يكتنف المبدع نفسه ويعبر عن آهاته من واقع لا يستطيع فيه البوح كأنما هؤلاء ال(هُم) قد فتشوا عما في كتاباته فعرض بهم ولم يسمّ صراحة.
لاوقوف ببراءة على نوافذ مشرعة
لا تغازلي الصباح
عودي بالمساء ..
في هذا الجزء ينفصل صوت المبدعة عن المستمع ويحل محله صوت آخر وهو صوت الذين تدينهم المبدعة والذين يعززون وجود هذا الاستبداد بالنهي من خلال الأداة (لا) والتي تكررت على مرات متقاربة ، التعبير (لا وقوف ببراءة...) فيه إشارة كبيرة إلى هذا التجريم للوقوف على هذه النوافذ ودلالتها لا تخفى على القارئ تنسحب على الوطن\الحلم\المستقبل . وقد يظن المتلقي أن ذكر جملة عودي" بالمساء" زائدة على النص لأن المبدعة ذكرت قبلها تعبيرًا يوحي بالمعنى ذاته "لا تغازلي الصباح" إلا أن النهي جاء مرتين وفي المرة الثالثة جاء الأمر -في رأيي الشخصي-حاملاً معنى النهي كما أنه جاء لنفي أي احتمالية لوجود الصباح ، فلولا جملة(عودي بالمساء) ربما ظن القارئ أن المتحدَّّث عنهم منعوها من مغازلة الصباح لكنهم تركوا لها احتمالية العودة صفر اليدين فلا صباح ولا مساء وحينئذ تكون المبدعة في حالة تعادل بين الأمل والخوف . لكن تعبير"عودي بالمساء" فيه توكيد على هذه الاستبدادية التي تضيق بها المبدعة في ثنايا الأسطر .
أذكياء !! العصافير تخشى الظلام
ليس أمامها إلا الصباح
كما الأحلام تطمح لاستقرار أصحابها
والأزهار تبتهج بتفرع بتلاتها
يعاود صوت المبدعة الظهور مرة أخرى وكأنه إشارة إلى أن هذا الصوت الآخر كان مقتحمًا إياها حتى إنه لم يأت بين قوسين أو بلون مخالف كتشويش على صوتها الحقيقي والذي استعادته مرة أخرى ساخرة وهي تقرر حقيقة رغم تقريريتها واعتياديتها إلا أنها مؤثرة ،العصافير ليس أمامها إلا الصباح . وهي بذلك تعكس القاعدة التي وضعوها هم وتعود بالنفي إلى معنى الإيجاب وكأنها استردت منهم حقيقة طالما حاولوا إخفاءها ،وكان لتعبير الأحلام تطمح لاسقرار أصحابها أثر كبير في توهج النص ؛لأن الأحلام هي رؤية منام والمنام يكون في الليل ، ولكن عندما يكون الأمل منبثقًا من كلمة تحمل معنى الليل فإن ذلك يعني أن المبدعة تفلسف الحياة بطريقة يكون الليل -الذي يظهر فيه المنام- رديفًا للصباح لأنه يحمل الجانب المشرق من هذا المعنى .وحينئذ تنزاح دلالة الليل وتنعكس وهذا تعبير عن قوة الصباح الذي غيّر كل معاني الحياة بما فيها بعض المسلّمات مثل(الليل).



المشرقي الإسلامي 29-10-2009 07:26 PM

استكمال التعليق على العمل السابق

قد آن لي وآن لك يا حلم
سنعبر سويا خارج المُدن
لوطن يقدس الصباح
يصافح الأحلام
ويبكي على كل من ينوي
الرحيل مُجتثًا كل أسى..!

جميل للغاية الإضمار أو الحذف بعد جملة "لقد آن لي و آن لك يا حلم" والتعبير المحذوف تقديره أن نظهر أو ما يناسب الموقف ولكن في رأيي أن الفصل بين الذات والحلم من خلال التعبير وآن يعطي الانطباع بأن حالة التوحد بين الحلم والذات غير موجودة كذلك كان تقديم الذات على الحلم -في رأيي- مضعفًا من قيمة العمل الذي ينبغي على المبدع فيه أن ينحي نفسه جانبًا ويعطي الأسبقية للحلم لأنه ليس خاصًا به وإنما هو ملك للجميع . وإذا كان المبدع يتحدث باسم الجماعة ، فالوفاء والإخلاص لها يقتضيان التقديم للجماعة والإيثار لها على ذات المبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانه .
النهاية كذلك شابها -في رأيي الشخصي- بعض الضعف ،فالوطن أكبر من مغادريه ولعل تعبير " يبكي على كل من ينوي" به جانب إيجابي وهو أن الوطن يقرأ أفكار الآخرين ويعرف نواياهم .ومبالغة في إظهار الحب الذي يكنه الوطن لأبنائه فقد جاء التعبير" يبكي" وفيه تشخيص (إعطاء غير الإنسان سمة من سمات الإنسان) ليعزف على وتر المشاعر للمتلقي كما أن التعبير"كل" ربما جاء ليدل على سعة الوطن لدرجة أن الوطن يتسامح مع من ينوي الرحيل والذين هم بعض الكل . وهذا يجعلني أقف عند (كل) ،لأنه ليس من الصحيح التعميم حتى وإن كانت الغاية إظهار هذا النبل من جانب الوطن ؛لأن كثيرًا ممن يرحلون أو ينوون الرحيل هم "أصحاب مصالح" على الوطن أن يزغرد لرحيلهم !
كما أن تبعير"مجتثًا كل أسى " جاء في حالة تقديم وتأخير لابد من إعادة النظر فيها مرة أخرى ،لأن الذي يبكي (والبكاء حالة ضعف) لا يمكن أن يكون قويًا عنيفًا لدرجة الاجتثاث حتى وإن كان المجتث هو الأسى .
العمل رائع للغاية اتسم بوجود العديد من الكلمات القوية المؤثرة الانفجارية(إن صح التعبير) وإ كان الختام به بعض المآخذ .
دمت مبدعة وفقك الله
.




***


بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل :رسالة من حبيبتي
اسم الكاتب : أبو نواف البكاري
(خارج منتدى الخيمة)
(16)

هجوع الليل زرع في سماواتي قلق الإنتظار
أفتح شباك نافذتي
أتصورك غيما
رعدا
أتخيلك أنشودة
تراقص ظلمتي
تمسح دمعة طالما ألهبتني في غيابك
يأخذني وجع الإنتظار
تعصف بي رائحة ثوبك
تخنقني ربطة عنقك النائمة في وسادتي منذ رحلت
( )
أيها الغائب عني
هواجيسي ذبحت هجوع الليل
البارد
صوتك وحده لايكفي
قمرنا الفضي حزين
ليلنا أدمن على الإنتحار
وجع الحروف يئن في نبضاتي
أيها الحاضر
في أدمغة الوقت
ورودك لم تزل كماعهدتها
دموعي تسقيها كل صباح
وقصائدك ألتحف بها كل مساء
( )
متى تعود؟
عصافير صباحاتك تحن إليك
تنتظرك كل يوم
تشاور ني عن الرحيل إليك
لكنها لدمعي
فتأبى الرحيل



http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=431495

المشرقي الإسلامي 30-10-2009 05:29 PM

هجوع الليل زرع في سماواتي قلق الإنتظار
كان تعبيرًا كثيفًا من حيث وجود الليل وقلق الانتظار ،والسماوات هي النفس
تعبيرًا عن رقي مشاعرها وأحاسيسها .

أفتح شباك نافذتي
أتصوركغيما
رعدا
أتخيلك أنشودة
تراقص ظلمتي
لا أعرف هل هو عيبي أم لا ، هذا المشهد مع كلمة أنشودة أحالني مباشرة إلى قصيدة
الراحل بدر شاكر السياب رحمه الله أنشودة المطر .لا علينا ..كان النص يعكس حالة من
الإعتام متمثلة في الغيم والظلمة والرعد ، وتعد صورة الرعد هي التي أعطت المشهد حالة
من الحيوية وجعلت الصورة قريبة من الصور المرسومة بالظلال .الخلفية الغامقة والتي
تأتي الرعود لتفتّحها كانت حاضرة في تصوري من خلال هذه الكلمات والتي تؤكد على
دور الكلمات في رسم الصورة فكأن المبدع يرسم بأحرفه صورًا متعددة تتعانق
مع الحالات النفسية للمتلقي ، وكانت لفظة تراقص ظلمتي معطية للظلمة معنى
بهيجًا وهذا يعكس تأثير المحبوبة في استحضار صورة مظلمة لكنها تصبح مضيئة
بواسطتها.وكان العنوان رسالة من حبيبتي فكأن كل ما قيل منها لذلك تبرز كلمة
تراقص ظلمتي معبرة عن هذا الحس الأنثوي الأنيق والذي يعكس رقة
الحركة وتأثيرها عليها خاصة في تصورها لبعد محبوبها.

المشرقي الإسلامي 30-10-2009 05:29 PM

تمسح دمعة طالما ألهبتني فيغيابك
يأخذني وجع الإنتظار
تعصف بي رائحة ثوبك
تخنقني ربطة عنقك النائمةفي وسادتي منذ رحلت


الله الله ! ما أجمل ما تكتب ! ثمة أشياء تكتسب قيمة عظيمة من خلال مجيئها


كأنها كاميرا ترصد شكلاً سينيمائيًا متمثلاً في توجع المبدع وتذكرها لهذه الرائحة


وكذلك ربطة العنق والتي تشعر القارئ بأن المحبوب مرهق أو ممدد على الفراش


مرهق بينما هي تحرس هذه الأشياء الدالة على وجوده


( )

أيها الغائب عني

هواجسي ذبحت هجوع الليل البارد






تعبير جيد ،والتجسيد كان مقترنًا بفلسفة خاصة في التعبير عن الأشياء


إذ تأتي لفظة ذبحت لتعبر عن مدى عنف الأرق . ولاحظ أن النص في أول سطرين يتسم


بدرجة كيرة من التميع والتحويم في الفضاء النفسي إذ أن الهوجس والجوع شيئان


غير ملموسين وإعطاؤهما سمة المادة من خلال تعبير الذبح كان مجسمًا


حالة من الأرق قلما يعبر عنها بهذه الطريقة.

وكل مقطع قائم بذاته هو لحظة معينه تحيله إلى حالتها التي أوجدتها أي أن كل مقطع يحمل ذكرى مختلفة عن السابقة عليها وإن كانت كلها تشترك في حزن الفراق لكن كلمة هواجسي ذبحت ...كانت عنيفة من الأنثى لذلك يبدو للقارئ أن الحزن قد جعلها في هذا السطر تصرخ ويرتفع إيقاعها من خلال السياق الذي يدل




أو يشعر القارئ بتغير في نبرة الصوت وسرعة الإيقاع .


صوتك وحده لايكفي

قمرنا الفضي حزين




رغم ان اللون الفضي زاه ٍ وجميل إلا أن المفارقة في بهجة الصورة المظلمة أعلاه


وحزن القمر الفضي تجعل للألوان والمشهد دلالات مختلفة لاسيما في صورة القمر ،فكأنما
الضوء شيء كالدمع


ليلنا أدمن علىالإنتحار
الأصح ليلنا أدمن الانتحار أو أوشك على الانتحار


وكان تعبيرًا يتسم بالقوة وتكرارية ودائرية الحزن ويكون من الضروري الإشارة إلى


أن الرومانسيين يرون الليل أحيانًا عدوًا وأحيانًا صديقًا لذلك يكون الليل في هذا النص


منتحرًا بخبو الضوء وليس بطلوع الصبح والانتحار تعبير عن نفاد رصيد الأمسيات


الجميلة والذكريات الطيبة بينهما .

وجع الحروف يئن في نبضاتي

أيها الحاضر
في أدمغة الوقت






الدماغ به المخ وبه الحواس وهو المركز الاستراتيجي للحركة والحياة ، وتعبير


أدمغة الوقت أتى معبرًا عن مركزية الوقت وأهميته تلك التي يهتمها الحبيب


الذي يحضر في أهم لحظات العمر وأوقاتها ، وكان تعبيرًا ابتكاريًا جميلاً


يكمن جماله في تطويع الجوانب المادية والجسدية للحالة المعنوية والنفسية.


هذا التركيب من حيث الشكل ذكرني بتركيب لغوي جميل وإن كان من حيث المضمون مختلفًا


لخالد الشرعبي أيها القادم من انفعالات الوقت .


نداء+حرف جر +مضاف ومضاف إليه

ورودكلم تزل كماعهدتها

دموعي تسقيها كل صباح
وقصائدك ألتحف بها كل مساء





التعبير قصائدك ألتحف بها كل مساء كان جماله في

هذه التشبيه الذي عبر عن استغراق الحالة بما

يجعل القصائد هي اللحاف وكان مجيئها في آخر المقطع

ذكاء كبيرًا لكي تكون موازية لكلمة تصبح على خير


لذلك أتت ختامًا جيدًا لخاطرة هذا المتحدث\هذه المتحدثة.


وهذا الصباح الدامع والمساء الملتَحَف بالقصائد عبر


عن رومانسية لا يستطيع المبدع فيها أن يقول إني


أعاتبك وهذا يناسب ضعف الأنثى .

( )

متى تعود؟
عصافير صباحاتك تحن إليك
تنتظرك كل يوم
تشاور ني عن الرحيلإليك
لكنها لدمعي
فتأبى الرحيل







المقطع الأخير كان عاديًا للغاية وكانت نهاية المقطع السابق دالة عليه بشدة ولم تكن تحتاج –إذا احتاجت- سوى لسطر أو كلمتين كأنهما التوقيع لذلك أرى هذا المقطع الأخير بحاجة إلى تعديل أو حذف .

هذا المزيج الجميل . دمت مبدعًا وفقك الله


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.