حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   هل فاقد الشيء هو الذي يعطيه ؟؟؟!!!! (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=86809)

عبدالحميد المبروك 18-09-2012 12:42 AM

هل فاقد الشيء هو الذي يعطيه ؟؟؟!!!!
 
أشعر و كأني أحمل بداخلي مدينة بأكملها …ضجيج …وأفكار متدافعة …صور لأُناسٍ كثيرة ، منهم البعيد ومنهم القريب، منهم من أسعد عندما تأتي صورته… ومنهم من أفزع وأهرع لقلب صورته … عشت أعواما لا أجرؤ إلا أن أصفها بالقليلة …ولكنها ثقيلة … وأي ثقل هذا الذي يجعلك تكبرعمرك بعشرات السنين …
عن ماذا أحدثكم ؟؟… عن أناس خلقوا كاملي الأعضاء لكنهم اختاروا ان يستأصلو أحدها بل أهمها.. قلوبهم.. آثروا أن يعيشوا بدونه، ربما هم يجدون أن هناك ما يستحق هذا الإيثار … أم أحدثكم عن أولئك الذين يسمونهم الأصدقاء و الصديقات ، و هم براءة من هذا الاسم ، يطوفون حولك إذا إلتقيت بهم أو عندما تطلب شيئا منهم ، يكونون حينها قد وصلوا لطوافهم الأخير … طواف الوداع … و ما أقساه من طواف …يصرون فيه على أن تفقد الثقة بكل من حولك ، وينجحون مع البعض…أم أحدثكم عن زمن يجبرني أن أخفي دموعي و أنا بأمس الحاجة لهدرها …أن أدير بوجهي وأنا أتوق للنظر لأحدهم …أن أكون قاس وأنا بقلب يعجز عن تحمل قسوتي … أن أكون مسالما وأنا محاطا بالمحاربين …أن أخفي مشاعري و أنا لا أكاد أتحمل هيجانها … أن أبتسم وأنا بقلب يقطر دما …أن أنام و أنا بكامل أرقي …أن أجامل و انا أكاد أنهار … أن أسمع صفاتي وأنا أسأل عمّن يتكلمون …تالله لم أعلم أني من يصفون...
تساءلت أأنا أجهل نفسي أم هم من يجهلون …وفي كلتا الحالتين الجواب قاسٍ… أن أرسم ابتسامة على ثغر غيري و أنا أعجز أحيانا عن رسمها لنفسي …أن أخط كلماتي وأنا لا أكاد أوصل الحرف بالآخر …أن لا أتألم و أنا أقول الآه بجل فمي … أن أصمت و أنا أحمل هذا الضجيج بداخلي .
ربما أرى نفسي قد فقدت او افتقدت الكثير في هذا الزمن …ولكني لم أكف أن أمنح غيري ما افتقد ، فأقول يا عزيزي يا من قلت " فاقد الشيء لا يعطيه "، ربما أصبت أحيانا …ولكنك أخطأت كثيرا … ففاقد الشيء هو الذي يعطيه ؛ لأنه يعلم مدى ألم فقدان ذلك الشيء فلن يهن عليه أن يشعر غيره بفقدانه أيضا … هذا إن كان لم يبع قلبه بعد...
كل هذا الضجيج يؤلمني حقا …لأنه بالفعل مؤلم … لكنه مهما آلمني و مهما قسى علي فهو يقويني … ها أنا أعود لإخفاء دموعي .. وآهاتي .. و أعود لأعري للصمت وجها.
فهل أحدثكم عن زمن… تفشل به فينهض إليك ألف ساخر منافق و مواسٍ صادق واحد تنجح به ، فينهض إليك ألف حاسد ونصف، حاسد أحب لك ما وصلت إليه ويحب أن يصله هو أيضا ولكنه تمنى لو وصله قبلك … تلتقي فيه بأولئك الناس الذين باعوا قلوبهم ظانين أنك أنت أيضا بعته مثلهم … ويذهبون تاركين داخلك طعنات وجروح و غصّات ألم .. تارة منهم وأخرى عليهم … تفصح به عن خطئك فيأتيك ألف شامت ، و واحد يعتبر إفصاحك ضعف يريد أن يستغله فتعطي به الكثير و لا تنتظر مقابل، لكنه يصر على رد عطائك فترى الإساءة وترى النكران… وكم هو قاسٍ هذا النكران …الذي يهون بما فيه و ينهار... حينما يذكر قوله تعالى ... و أعرض عن الجاهلين... أو قول الشاعر ... تنكر لي دهري و لم يدر أنني ، أعز و أحداث الزمان تهون ... و بات يريني الخطب كيف إعتداؤه .. وبت اريه الصبر كيف يكون.... أو إذا كان عندك يا زمان بقية مما يهان بها الكرام فهاتها.... أو قول الشاعر الشعبي
غابوا علي الأصحاب ....و أيام منصبي كانوا علي الأبواب ... كانوا حولي ... و ياما عزيز و صدق كاين قولي ... و في المشكلة ما رضيوا إلا بحلولي ... و يداعكوا عالباب بلكعاب......
فذلك هو البلسم الذي يجعلك تعرف أنه مازال هناك من يمسح الدموع ، ما زال هناك من يحضن عندما يلتفت الوجه ، ما زال هناك من يرحم الطيبة ، مازال هناك من يقدر المشاعر، مازال هناك من يوقف نزيف القلب ، مازال هناك من يكترث بأرق الآخر ، مازال هناك من ينهض بك عندما ينهار ، مازال هناك من يعلم رسم الابتسامة ، مازال هناك من يرد الآه عندما يصاح بها ، مازال هناك من يكترث بالصمت ، مازال هناك من يجيب ذلك الجواب....!! بأروع الكلمات و المشاعر الصادقة ...





Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.