حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

ساري111 22-12-2003 07:22 PM

" لوحة الشرف "

نكَتُبُ بالفَحْمِ على دفاترِ السُّخامْ
شِكايةً مِن لَيلنا
وَنرفَعُ الشكوى إلى
جَلالةِ الظّلامْ !
صِرْنا نُلاقي بَعضَنا
بِقلَّةِ احترامْ .
فَكُلَّما ألقى (السَّلامَ) واحِـدٌ
قَلنا لَهُ : عَلَيكُمُ (السَّلامْ) !
نَعَمْ.. سَمِعْنا عَطْسةً
في غابرِ الأيَّامْ
أطلَقَها مُغامِرٌ
رأى النّظامَ غافِلاً
فارتكبَ الزُّكامْ !
لَولاهُ ما كانَ لَنا
أن نَعرِفَ الشّيءَ الّذي
يَدْعونَهُ الكَلامْ !
لا.. ما شَعَرْنا أَبداً
بِلَذَّةِ الَمنامْ .
ولا سَمِعْنا أحَداً
يَروي لَنا الأحلامْ .
نَوَدُّ.. لولا أنّنا
لَمْ نَستفِقْ مِن نَومِنا
مِن قَبلِ ألفِ عامْ !
نُرزَقُ بالغُلامْ .
وَحينما تُبلِغُنا أجهزةُ النِّظامْ
أنَّ اسمَهُ أُدْرِجَ في قوائِمِ الإعدامْ
نَعرِفُ حالاً أنَّهُ قد بَلَغَ الفِطامْ !

ساري111 22-12-2003 07:23 PM

" اصـعـد "

لا.. لَمْ تكُنْ لُعْبـَهْ ولَمْ تكنْ كِذْبَـهْ
ولم تكنْ خُلاصةً لِلخوفِ والرّهبَهْ
نِسبةُ تأييـدكَ جاءَتْ كلُّها
بمُنتهى الإخـلاصِ والرَّغبـَهْ.
الشّعـبُ كُلـُّهُ انحنـى
بينَ يَدَيـكَ آمِناً ومُؤمِنا
حتّى أنا وكُلُّ مَن حَوْلي هُنا
في غُربِـة الغُربـَهْ.
وَكُـلُّ مَن في رَِحـمِ الأُمّ انثـنى
وكُلُّ مَن توسَّـدَ التُّربَـهْ.
مَـلأتَ قلبَ الشّـعبِ بالحُـبِّ
فلا غَــرْوَ إذا
أعطاكَ هذا الشّعـبُ
مِن فـَرْطِ الهـوى.. قَلبَـهْ.
أوطـافَ مِن حَوْلكَ مَحمـومَ الخُـطى
أكثَر ممّا طِيـفَ بالكعبَهْ !
يا مائـةً في مائـةٍ
يا غاطِساً في بركَـةِ الحُـبِّ إلى الرُّكْبَـهْ
شعُبـكَ أعَطـاكَ الذّي
لَمْ يُعْطـهِ رَبَّـهْ !
ها أنتَ مِنهُ آمِـنٌ
وأنتَ فيهِ مُؤتَمَـنْ
فاصعَـدْ إلى الشّعـبِ إذَنْ
مُرتَدياً حُبَّـهْ.
ولاتَضَـعْ بينكُما حِراسَـةٍ
يكفيكَ أن تَحرُسـكَ (النِّسْبـهْ).
أو دَعْـهُ يَتبَعْكَ إلى
سابـع أرضٍ
عَلَّـهُ.. يَنجـو مِنَ الضَّربَهْ!

ساري111 22-12-2003 07:24 PM

" في سبيل المجـد "

إنّما أيّامُكمْ مُحدَثَةٌ
تَمشي على عَكْسِ خُطى آبائِها .
هِيَ في التّجديدِ لابُدّ لَها
أن تَفصِلَ الأشياءَ عن أسمائِها !
وَهْيَ في السُّرعةِ لابُدَّ لَها
أن تُسقِطَ الزّائِِدَ مِن أعبائِها :
الهُدى، والشّرفَ التالِدَ،
والعِفّةَ، والعِزّةَ، والصّدْقَ
وما شابَهَ مِمّا حَمْلُهُ
يُسرِعُ في إبطائِها !
وَهْيَ في التّغييرِ لابُدَّ لَها
أن تُبدِلَ النّظرةَ لِلعَوْراتِ
في أعضائِها..
فَهْيَ لا ترفَعُ ذَيلَ الثَّوبِ
عن (أشيائِها)
مِن قِلّةِ استحيائِها .
إنّما ترفَعُهُ
كي تَستُرَ المكشوفَ مِن أثدائِها !
فاشكروا اللّهَ على آلائِها
واجعَلوا أصواتَكُمْ
بعضَ صَدى أصدائِها :
بِنَعيقٍ طَعِّموا لَحْنَ أغانيكُمْ
إلى أن تُفلحوا، يَوماً، بإتقانِ النَّهيقْ .
وارفعوا أَدمغةَ النّاسِ
على مَتْنِ الفضائيّاتِ
حتّى تَبلُغَ القَعْرَ السَّحيقْ .
وَضَعوا تاجَ بَيانِ الشِّعرِ مَقلوباً
على خَلْفيَّةِ النَّثرِ الصَّفيقْ .
وانظروا عَبْرَ عَماكُمْ
واجذِبوا زَفرتَكْمْ عِندَ الشَّهيقْ !
لن تَفوزوا بِرضا الأيّامِ
حتّى تخسروا الصِّحّة كُرمى دائِها
وَتُريقوا دَمَكْمْ حُبّاً لَدَى بَغْضائِها !
فاحْرُسُوا يَقْظَتكُمْ
خَشيةَ أن ترتَدَّ عن إغفائِها .
واطرحوا آلامَكُمْ
كي تَجمعَ المطروحَ من أبنائِها .
وامنحوا أقلامَكُمْ
حُريَّةَ التعبيرِ عن أخطائِها .
وانزعوا أحلامَكُمْ
ثُمَّ اغسِلوها
واعصروها
واشرَبوا مِن مائِها !

ساري111 22-12-2003 07:25 PM

" صنـاديــق "

وَضعُنـا وَضْـعٌ عَجيبْ !
هكـذا .. نَصحـو
فَيصْحـو فَوقَنـا شـيءٌ مُريبْ .
وَعلى الفـورِ يُسمّينا "الأحبّـاءَ"
وفـي الحـالِ نُسمّيه "الحبيبْ" !
نَحـنُ لا نسألُهُ كيفَ أتانا ..
وَهْـوَ لا شـأنَ لَـهُ فـي أن يُجـيـبْ .
ثُـمَّ نغفـو
سـائلينَ اللّهَ أن يجعَـلَهُ خيـراً
وفـي أحلامِنـا
نَسـالُـهُ أن يَسـتجيبْ !
نَحـنُ والحَـظُّ ..
وحيناً يُخفِـقُ الحـظُّ
وأحيانـاً يَخيـبْ !
يَمخَـضُ "الشـيءُ"
فإمّـا هُـوَ ذئـبٌ يَرتـدي جِـلدَ غَـزالٍ
أو غَـزالٌ يقتَنـي أنيابَ ذيـبْ !
وَهْـوَ إمّـا صِحَّـةٌ تَنضَـحُ داءً
أو مَمـاتٌ يَرتَـدي ثَـوبَ طبيبْ !
ثُـمَّ نَصـحو ..
فإذا الشـيءُ الّذي نَعـرفُهُ..ولّـى
وقـد خَلَّفَـهُ مِن فَـوقِنـا شـيءٌ غَـريـبْ .
وإذا الشـيءُ العَقيدُ الرّكـنُ هـذا
يَمتطـي دبّـابَـةً
أفضَـلَ مِـن دبّـابـةِ الشـيءِ النّقيـبْ !
وعـلى الفَـورِ يُسمّينـا "الأحبّـاءَ"
وفي الحـالِ نُسـمّيهِ "الحبيبْ" .
ثُـمَّ نغفو سائلينَ اللّهَ
أن يلحقَ بالسّابقِ في وقتٍ قريبْ .
في بلادِ النّاسِ
يأتي "الشَّخْصُ" مَحمولاً إلى النّاسِ
بِصُنـدوقِ اقتـراعٍ ..
وبِبُلـدانِ الصّنـاديقِ
يَجـيءُ "الشّـيءُ" مَحمـولاً
بِكيسِ ( اليانَصـيبْ ) !

ساري111 22-12-2003 07:26 PM

" أعـــد "

أَعِـدْ عيني لكي أبكـي !
علـى أرواح أطفـالِكْ
أَعِـدْ قَـدَمـي ..
لِكَـيْ أمشـي إلَيـكَ مُعَـزّياً فينـا
فَحالـي صارَ مِن حالِكْ .
أعِـدْ كَفّـي ..
لكـي أُلقـي أزاهيـري
علـى أزهـارِ آمالِكْ .
أعِـدْ قَلبـي ..
لأقطِـفَ وَردَ جَـذوَتِهِ
وَأُوقِـدَ شَمعَـةً فـي صُبحِـكَ الحالِكْ !
أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصـويراً لأهـوالِكْ .
أَعِـدْ عَيْـني ..
لِكَـي ابكـي على أرواحِ أطفـالِكْ .
أتَعْجَـبُ أنّنـي أبكـي ؟!
نَعَـمْ .. أبكـي
لأنّـي لَم أكُـن يَـومـاً
غَليـظَ القلبِ فَـظّاً مِثـلَ أمثـالِكْ !
لَئِـن نَـزَلَتْ عَلَيْـكَ اليـومَ صاعِقَـةٌ
فَقـد عاشتْ جَميـعُ الأرضِ أعوامـاً
وَمـازالـتْ وَقـد تَبقـى
على أشفارِ زِلزالِكْ !
وَكفُّـكَ أضْـرَمَتْ فـي قَلبِهـا نـاراً
وَلم تَشْـعُرْ بِهـا إلاّ وَقَد نَشِبَتْ بأذيالِكْ !
وَلم تَفعَلْ سِوى أن تَقلِبَ الدُّنيا على عَقِبٍ
وَتُعْقِـبَهـا بتعديـلٍ على رَدّاتِ افعـالِكْ !
وَقَـد آلَيْـتَ أن تَـرمـي
بِنَظـرةِ رَيْبِـكَ الدُّنيـا
ولم تَنظُـرْ، ولو عَرَضَـاً، إلى آلِـكْ !
أَتَعـرِفُ رَقْـمَ سِـروالٍ
على آلافِ أميـالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَـماً في طـيِّ سِـروالِكْ ؟!
أرى عَيْنَيكَ في حَـوَلٍ ..
فَـذلِكَ لـو رمـى هـذا
تَرى هـذا وتَعْجَبُ لاسـتغاثَتـهِ
ولكنْ لا تـرى ما قـد جَنـى ذلِـكْ !
أرى كَفَّيْـكَ في جَـدَلٍ ..
فواحِـدَةٌ تَـزُفُّ الشَّمـسَ غائِبَـةً
إلـى الأعمـى !
وواحِـدَةٌ تُغَطِّـي الشَّمـسَ طالِعةً بِغِـربالِكْ !
وَمـا في الأمـرِ أُحجِيَـةٌ
وَلكِنَّ العَجائِبَ كُلَّهـا مِن صُنْـعِ مِكيـالِكْ !
بِفَضْـلِكَ أسـفَرَ الإرهـابُ نَسّـاجاً بِمِنـوالِكْ
وَمُعتاشـاً بأمـوالِكْ وَمَحْمِيّـاً بأبطالِكْ .
فَهل عَجَـبٌ إذا وافاكَ هـذا اليـومَ مُمْتَنّـاً
لِيُـرجِعَ بَعضَ أفضـالِكْ ؟!
وَكَفُّكَ أبدَعَتْ تِمثـالَ (ميدوزا)
وتَـدري جَيِّـداً أنَّ الّذي يَرنـو لَـهُ هـالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَـد حَـدَّقتَ في أحـداقِ تِمثالِكْ ؟‍!
خَـرابُ الوضـعِ مُختَصَـرٌ
بِمَيْـلِ ذِراعِ مِكيـالِكْ .
فَعَـدِّلْ وَضْـعَ مِكيالِكْ .
ولا تُسـرِفْ
وإلاّ سَـوفَ تأتـي كُـلُّ بَلبَلَـةٍ
بِمـا لَم يأتِ فـي بالِكْ !
إذا دانَتْ لَكَ الآفـاقُ
أو ذَلَّـتْ لَكَ الأعنـاقُ
فاذكُـرْ أيُّهـا العِملاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْسـتْ دِرْهَماً في جَيْبِ بِنطالِكْ.
وَلَو ذَلَّلتَ ظَهْـرَ الفِيلِ تَذليـلاً
فَـإنَّ بَعـوضَـةً تَكفـي .. لإذلالِـكْ !

ساري111 22-12-2003 07:27 PM

" الرّاحلــة لا شَـيءَ "

هذا ما ألِفْنا طُولَ رِحْلتنا الَمديدَهْ
لا تأسَفي لنفُوقِ راحِلةٍ هَوَتْ
من ثِقْل جُملَتنا المُـفيدهْ !
فَعَلى الطريق سَنصطفي أُخرى جَديدهْ..
وإذا وَهَتْ كُلُّ الجمِالِ
عَـنِ احتمالِكِ واحتمالي
فَلْيكُنْ
قَـدَمي أحَـدُّ مِـنَ الَحديدِ
وخُطوتي أبداً وَطيدهْ !
لا.. ما تَعِبتُ
وَلو ظَلَلْتُ أسيرُ عُمْريَ كُلَّهُ
فَوقَ اللّظـى
سَيَظلُّ يَفعَمُني الرّضا
ما دُمتِ طاهرةً حميدهْ .
ماذا أريدُ وأنتِ عندي؟
يا ابنَتي
لو قـدَّموا الدُّنيـا وما فيها
مُقابِلَ شَـعْرةٍ من مَفرِقيكِ
لَقُلتُ : دُنياكُمْ زَهيدهْ !
وَطَـنٌ أَنا
بينَ المنافي أحتويك مُشرَّداً
كي لا تظلّي في البلادِ معي شريدهْ .
وأنا بِنُوركِ يا ابنتي
أنشأتُ مِن منفايَ أوطاناً
لأوطاني الطّريدَهْ .
لكنّها بُهرَتْ بأنوارِ السُّطوعِ
فآنَسـَتْ لعمى الخُضوعِ
وَمـَرَّغَـتْ أعطافَها بالكيْـدِ
حتّى أصبحتْ وهيَ المَكيدهْ !
ماهمَّني ؟!
كُلُّ الحُتوف سلامة
كُلُّ الشقاءِ سعادةُ
ما دُمتِ حتّى اليَومِ سالمةً سَعيَدهْ .
لا قَصْـدَ لي في العَيْشِ
إلاّ أن تَعيشي أنتِ
أيَّـتُها القَصيدهْ !
هَيّا بنا..
لُفّي ذِراعَكِ حَوْل نَحْري
والبُدي في دِفءِ صَدْري
كي نَعودَ إلى المَسيرِ
فإنَّ غايتَنا بَعيَدهْ .
وَدَعي التّلفُّتَ لِلوَراءِ
فقد هَوى عَمّا هّـَوَتْ
وَصْـفُ الفقيدهْ .
هِيَ لم تَذُقْ مَعنى المَنيَّةِ حُـرّةً
مَعَنا
ولا عاشَتْ شَهيدَهْ .
لاتَحزني يوماً عَلَيْها
واحزني دوماً لَها .
لَمْ نُنْفَ عَنها.. إنّما
نُفِيَتْ، لِقِلّةِ حَظّها، عَنّا الجَريدَهْ !

ساري111 22-12-2003 07:29 PM

" لهذا الإله أصعّر خدي "

أهذا الذّي يأكُلُ الخُبزَ شُرْباً
وَيَحسَبُ ظِلَّ الذُّبابةِ دُبّاً
وَيمَشي مُكِبّاً
كما قد مَشي بالقِماطِ الوَليدْ..؟
أهذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري
بأيِّ الولاياتِ يُعنىأخوهُ
وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى
فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ
ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ
فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ
إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ ؟!
أهذا الَذي لايُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ
تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ
ومِثقالَ مُرٍّ
لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ
وَقَطرةَ حِبْرٍ
تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ..؟
أهذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ
إلهٌ جَديدْ ؟!
أهذا الهُراءُ.. إلهٌ جَديدْ
يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ
وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ
يُؤنِّبُ هذا، ويَلعَنُ هذا
وَيلطِمُ هذا، وَيركَبُ هذا
وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ
وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ الَحصيدْ
وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ مايرُيدْ ؟!
لِهذا الإلهِ... أُصَعِّرُ خَدّي
وأُعلِن كُفري، وأُشهِرُ حِقدي
وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ
وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ
إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ !
وأرفَعُ رأسي لأَعلـى سَماءٍ
ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ
وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ :
أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ
عَفُوٍّ كريمٍ حكيمٍ مَجيدْ
أنا لَستُ عبداً لِـعبْدٍ مَريدْ
أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ
إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ
ِسوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ.
فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي..
وَصُبَّ اللّهيبَ، ورُصَّ الحَديدْ
أنا لن أحيدْ
لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد:
مَماتي زَفافٌ، وَمَحْيايَ عِيدْ
سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ
فإمّا عَزيزٌ.. وإمّا شَهيدْ !

ساري111 22-12-2003 07:30 PM

" البيان الختامي لمؤتمر الأمّة "

لَيسَ مِنّا هؤلاءْ.
هُمْ طُفَيْـليُّـونَ
لَمْ يُدعَـوا إلى عُـرسٍ
وَلم يُفتَـحْ لَهُمْ بابُ عَـزاءْ .
خَلَطوا أنفسَهُمْ في زَحْمـةِ النّاسِ
فَلمْا دَخَلـوا ذاكَ تغَطَّوا بالزّغاريـدِ
وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّـوا بالبُكاءْ .
ثُمَّ لمّا رُصَّـتِ الأطباقُ
لَبـَّـوا دَعوةَ الدّاعي
وَما الدّاعي سِوى قِـدْرِ الحَساءْ !
وَبأفـواهِ بِحـارٍ
بَلِعوا الأطباقَ والزَادَ مَعاً
وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ .
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
ألفُ كـلاّ
هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ..
زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا
وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ !
وَأذاعوا: ( كُلُّنا راعٍ..)
وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ رُعيانٌ
وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ !
ثُمَّ ساقُونا إلى المَسْلخِ
لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى
وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ !
ليسَ مِنّا هؤلاءْ .
هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً
دُونَ عَقـدٍ..
وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ .
وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا..
وَلِطُـولِ الانحنـاءْ
لَمْ تَعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشَّمسُ
ولا تَعرفُ ما مَعنى السَّماء !
وَنَزحْنا الذَّهـبَ الأسْودَ أعواماً
وَمازالَتْ عُيونُ الفَقْرِ تبكينا
لأنّا فُقـراءْ !
ذَهَبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنياهُمْ
وَظَـلَّ الوَصْـفُ في حَوْزتنا
للِجِسْم والرّوحِ رداءْ !
ليسَ مِنّا هؤلاءْ.
لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ
ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ .
حَسْبُنا، لو صَدَقوا،
أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً
فَهُمُ الدَاءُ العَياءْ .
كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى
وَأقـوى عِلَّـةٍ
في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ !
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ
زَحَفوا مِن حَيث لا ندري إلينا
وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ .
وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي
وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ !
أنتَ أو هُمْ
مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا :
فإذا بانَ لِهذا المنتهى
كانَ بذاك الابتداءْ .
مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ :
أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَرْبِ
وَهُمْ عنكَ لَدَينا وُكلاءْ !
ليسَ منّا هؤلاء
إنهم منكَ
فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ
واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ .
ليسَ في الأمرِ جَديدٌ
نَحنُ نَدري
أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً
كانَ طبْعاً في الخَفاءْ !
وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى
كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ .
شأنكُمْ هذا ولا شأنَ لَنا نَحنُ
بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ !
ليسَ مِنَا هؤلاء .
ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه
أو باعُوهُ عَنّا..
لَمْ نُبايعْ أَحَداً منهُمْ على البَيعِ
ولا بِعْناَ لَهُمْ حَقّ الشّراءْ .
فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِنهُمُ اللَّغْوَ
وَسَلِّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ .
وَلَنا صَفْقَتُنا :
سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلافاً
وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً
وَنَسْتَوفي عَن القَطرةِ.. طُوفانَ دِماءْ !
أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ
كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ .
وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ
شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ .
وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى
لَنا عِشرونَ دَرْساً
ضَمَّها عِشرونَ طِرساً
كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ
سَوفَ نتلوها غَداً
فَوقَ البَغايا هؤلاءْ !

ساري111 22-12-2003 07:31 PM

" كلاّ.. والصُّبْحِ إذا أسفر "

كُـرَةُ الثّلجِ إذا ما كَرَّتْ
كَبُرَتْ أكثَرْ
وانحدَرَت وَفْـقَ طـرائِقها
جاعِلةً كُـلَّ عوائِقها
مَعَها مُذعـِنَةً تَتحـدَّرْ !
كُرةُ النّار إذا ما كرَّتْ
صارتْ أكبَرْ
وَجَرَتْ في كُلِّ مَفارِقِها
تَفْغَـرُ أفواهَ حَرائِقها
لِتَسَـفَّ اليابِسَ والأخضـرْ !
وقَضيّتُنا مُنذُ ابتدأتْ
كُرَةٌ يتقاذَفُها العَسكَرْ .
فلماذا كَـرُّ قَضِيَّتِنا
يَتضاءَلْ مهما يتكرَّرْ ؟!
ولماذا شِبرُ تَقدُّمِها
خمسينَ ذِراعاً يتأخَّرْ ؟!
في البَدْءِ قَضِيّتُنا ( وطـنٌ )
كُنّا نَدعُـوهُ ( فلسطينْ )
ألقَتْهُ مَخالِبُ مُحتالٍ
بَينَ بَراثِنِ مُحتَلّينْ .
فكتَبْنا بدِمانا عَهْـداً
أن نَفْنَى، أو أن يَتحرَّرْ .
لكنَّ ( صلاحاتِ الدِّينْ )
جَمَعوا أسلحةَ الإسكندَرْ
وأَغاروا.. بعَصا أَيُّوبْ !
واقتَحموا الميدانَ كعنتَرْ
وانسَحبوا مِنه كشَيْبوبْ !
بالإنقاذِ.. أضاعُوا نِصْفَهْ .
بالغَوْثِ.. أحاُلُوهُ لِضفَّهْ .
بالرَّفضِ.. اختصروهُ لِمَخفرْ !
وَبحكمةِ مِلِّيمِ الأصغَرْ
وَبَصيرةِ منظارِ الأَعوَرْ
وَصُمودِ زَرافَةِ مَدْغَشقَرّ
أمسى تعريفُ قَضيَّتِنا
مُختصراً..بعَريفِ المخفَرْ !
ألِهذي الوَهْـدةِ ياحَمْقـى كُنّا نَرقـى ؟!
أحَسِبتُم أنَّ مقاعِدَكُمْ بزوالِ فَلسطينَ سَتبقى ؟؟
أيُقايَضُ مِلْكُ سِيادَتِنا
بقَضيّةِ عَبْدٍ مُستأجَرْ ؟!
كلاّ.. والصُّبْحِ إذا أَسفَرْ
وَبطُهْرِ دِماءِ ضحايانا،
وتُرابُ مَواضِع أرجُلِهمْ
مِن هامَةِ أطهرِكُمْ أطَهَرْ .
سَنُريكُمْ سُودَ لياليكُم
في رابعَةِ الظُهرِ الأحمَرْ .
وَسَنَسْقيكُمْ كأسَ حَياةٍ
هِيَ مِن كأسِ المِيتَةِ أخطَرْ .
مِمَّ نخافُ ؟ وَِمَّـمَ سنَحذَرْ ؟
أطبقْتُمْ بالمَوتِ عَلَيْنا
فإذا مِتْنا..ماذا نَخسَرْ ؟!
كُلُّ فَتـىً مِنّا قُنبلَةٌ فانتظِروا.. حتّى نَتفَّجرْ !!!

ساري111 22-12-2003 07:32 PM

" فاتنـة الاستعراض "

قُوّاتُـنا المُسلّحَـهْ شَـفّافَـةٌ.. مُنفتحَـهْ .
لا لونَ ، لا طَعـْمَ لها كالماءِ.. لولا أنّها
تَفوحُ مِنها الرّائِحَـهْ !
إن واجَهـَتْ قُنبـلَةً رَمـَتْ عليها قُبـلةً !
وإن أتَتْها صَفعـةٌ مَـدَّتْ يَـدَ المُصافَحـهْ !
وَهْـيَ على طـولِ المَـدى مَثارُ حَيْـرةِ العِـدى
إن جَنحـوا لِلحَـربِ
ألقَـتْ ثَوبَها لِلَـذَّةِ المُصالَحهْ .
أو جَنحـوا لَلسَّـلْمِ
عَـرَّتْ عُـرْيَهـا، وانتَصَبـتْ مُنبَطِحَهْ !
إن جَنحـوا... أو جَنحـوا... فَهْيَ بفِعْـلِ طَبْعِـها
في كُلِّ حالٍ (جـانِحَـهْ) !
مِـن بَعْـدِ كُـلِّ مذبحَـهْ
لَمْ نَـرَ مِـن قُـوّاتِـنا رُدودَ أفعـالٍ
سِـوى النَّـوْحِ على أمواتِـنا
وثأرِها لِموتِهمْ.. بالدَّعَـواتِ الصّالحَـهْ !
لِمنْ، إذَنْ، حـَوْلَ وِهـادِ جـُوعِنا
قامَـتْ جبالُ الأسلحَـهْ ؟!
أَلَمْ يكن أجـدى لنا لو ادّخـرنا مالَنا
ثُمَّ اتّخذنا قُـوَّةً رخيصَـةً وكاسِحَـهْ
مِـن مُقرىءٍ ونائِحَـهْ ؟!


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.