حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   البدعة الحسنة والبدعة السيئة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=80545)

فرحة مسلمة 26-08-2009 05:32 PM

البدعة الحسنة والبدعة السيئة
 

في زماننا هذا شاعت في مجتمعاتنا كلمة بدعة حسنة وبدعة سيئة وهذا رأي العلماء في كلمة البدعة الحسنة أرجو ان نستفيد منه جميعا.

البدعة شرعًا ضابطها "التعبد لله بما لم يشرعه الله"، وإن شئت فقل: "التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا خُلفاؤه الراشدون" فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21]. والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي، عليه الصلاة والسلام،: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"، فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعُرف فهذه لا تسمى بدعة في الدّين وإن كانت تُسمى بدعة في اللغة، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وليس في الدين بدعة حسنة أبدًا، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يبعثها بعد تركها، أو يفعل شيئًا يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء:

الأول: إطلاق السنة على من ابتدأ العمل وبدل له سبب الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على التصدق على القوم الذين قدموا عليه صلى الله عليه وسلم وهم في حاجة وفاقة، فحثّ على التصدق فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّة من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي، عليه الصلاة والسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع.

الثاني: السُنة التي تركت ثم فعلها الإنسان فأحياها فهذا يقال عنه سنّها بمعنى أحياها وإن كان لم يشرعها من عنده.

الثالث: أن يفعل شيئًا وسيلة لأمر مشروع مثل بناء المدارس وطبع الكتب فهذا لا يتعبد بذاته ولكن لأنه وسيلة لغيره فكل هذا دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". والله أعلم.

مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين، 2/291، رقم الفتوى في مصدرها: 346.

وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه"[رواه البخاري في "صحيحه" (2/252) من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري]؛ فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية؛ لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم[انظر: "صحيح البخاري" (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية؛ لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع [للفائدة: انظر: كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة (ص 93 ـ 95)].


السمو 27-08-2009 01:28 AM

بوك فيك أختي الفاضلة فرحة مسلمة وجزاك الله خيراً على هذا الموضوع
وأسأل الله أن يثبتنا على دينه ويجنبنا البدع
وشكراً :)

فرحة مسلمة 27-08-2009 02:29 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة السمو (المشاركة 661038)
بوك فيك أختي الفاضلة فرحة مسلمة وجزاك الله خيراً على هذا الموضوع
وأسأل الله أن يثبتنا على دينه ويجنبنا البدع
وشكراً :)

اللهم آمين يا رب العالمين

اشرقت الأنوار بقدومك مشرفنا الفاضل السمو
رمضان مبارك وكل عام وانت بالف خير.

اللهم احيينا على سنته وامتنا على سنته واحشرنا في زمرته


ابن يوسف الطبيب 27-08-2009 06:55 PM

بارك الله في اختنا على هذا التوضيح القيم
عافاك الله وإيانا من أن نشرك في حكمه أحدا والله تعالى هو الموفق والمسدد إلى سواء السبيل
والسلام عليكم

فرحة مسلمة 27-08-2009 07:02 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة دكتور يوسف (المشاركة 661201)
بارك الله في اختنا على هذا التوضيح القيم
عافاك الله وإيانا من أن نشرك في حكمه أحدا والله تعالى هو الموفق والمسدد إلى سواء السبيل
والسلام عليكم


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا دكتور يوسف على مرورك العطر وتعقيبك الحسن

تقبل الله صيامك وقيامك وصالح اعمالك.

الباحثون 27-08-2009 09:36 PM

بارك الله فيك أختنا فرحة مسلمة
ولجماهير علماء الأمّة الإسلاميّة توضيحا أوسع لمفهوم البدعة وهو كما يلي
هنالك مسلكان للعلماء فى تعريف البدعة فى الشرع ,
المسلك الاول : وهو مسلك سلطان العلماء المجاهد العز بن عبد السلام ,
حيث اعتبر أن ما لم يفعله النبى (ص) بدعة
وقسمها الى أحكام حيث قال: (( فعل لم يعهد فى عصر الرسول (ص) . وهى منقسمة الى
بدعة واجبة ,
وبدعة محرمة ,
وبدعة مندوبة ,
وبدعة مكروهة ,
وبدعة مباحة ((

, والطريق فى معرفة ذلك ان تعرض البدعة على قواعد الشرع :
فاذا دخلت فى قواعد الايجاب فهى واجبة ,
وان دخلت فى قواعد التحريم فهى محرمة ,
وان دخلت فى قواعد المندوب فهى مندوبة ,
وهكذا . ( قواعد الاحكام للعز بن عبد السلام ج2ص204)
وأكد النووى على هذا المعنى ,
حيث قال : (( وكل ما فى زمنه يسمى بدعة ,لكن منها : ما يكون حسنا , ومنها : ما يكون بخلاف ذلك )) فتح البارى , لابن حجر ,ج2ص394

المسلك الثانى : جعل مفهوم البدعة فى الشرع أخص منه فى اللغة , فجعل البدعة هى المذمومة فقط ,
واقتصر مفهوم البدعة عنده على المحرمة ,
ومما ذهب الى ذلك ابن رجب الحنبلى – ويوضح ذلك فيقول (والمراد بالبدعة : ما احدث مما ليس له أصل فى الشريعة يدل عليه ,
وأما ما كان له أصل فى الشريعة يدل عليه فليس ببدعة , وان كان بدعة لغة ) جامع العلوم والحكم ص223

ففى الحقيقة فان المسلكين اتفقا على ان البدعة المذمومة التى يأثم فاعلها
هى التى ليس لها أصل فى الشريعة يدل عليها وهى المراد ة من قوله (ص) (( كل بدعة ضلالة ((

روى البيهقى على أن الامام الشافعى قال : المحدثات من الأمور ضربان ,

أحدهما :ما احدث مما يخالف كتابا , أو سنة او أثرا , أو اجماعا فهذه بدعة الضلالة ,
والثانى : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة . رواه البيهقى باسناده فى كتاب *مناقب الشافعى *ورواه ايضا ابو نعيم فى الحلية (9|113(
وقال حجة الاسلام أبو حامدالغزالى : ( ليس كل ما أبدع منهبا عنه , بل المنهى عنه بدعة تضاد سنة ثابتة , وترفع أمرا من الشرع ) . الاحياء لابى حامد الجزء الثانى , ص248
وقال ابن الاثير : ( البدعة بدعتان : بدعة هدى وبدعة ضلالة ... النهاية لابن الاثير , الجزء الاول , ص80 . وكذلك لابن منظور كلام طيب فى البدعة .





الاثري 28-08-2009 04:38 PM

رحمة الله على فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين

وبارك الله فيكِ أختي الكريمه

الجنرال 2009 28-08-2009 05:33 PM

بارك الله فيكي
كُلُ ما تَرتقي إليهِ بوهمٍ ... من جلالٍ وقدرةٍ وسناءِ
فالذي أبدعَ البريةَ أعلى ... منهُ سبحانَ مُبدعَ الأشياءِ

فرحة مسلمة 28-08-2009 07:19 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الباحثون (المشاركة 661233)
بارك الله فيك أختنا فرحة مسلمة

ولجماهير علماء الأمّة الإسلاميّة توضيحا أوسع لمفهوم البدعة وهو كما يلي
هنالك مسلكان للعلماء فى تعريف البدعة فى الشرع ,
المسلك الاول : وهو مسلك سلطان العلماء المجاهد العز بن عبد السلام ,
حيث اعتبر أن ما لم يفعله النبى (ص) بدعة
وقسمها الى أحكام حيث قال: (( فعل لم يعهد فى عصر الرسول (ص) . وهى منقسمة الى
بدعة واجبة ,
وبدعة محرمة ,
وبدعة مندوبة ,
وبدعة مكروهة ,
وبدعة مباحة ((

, والطريق فى معرفة ذلك ان تعرض البدعة على قواعد الشرع :
فاذا دخلت فى قواعد الايجاب فهى واجبة ,
وان دخلت فى قواعد التحريم فهى محرمة ,
وان دخلت فى قواعد المندوب فهى مندوبة ,
وهكذا . ( قواعد الاحكام للعز بن عبد السلام ج2ص204)
وأكد النووى على هذا المعنى ,
حيث قال : (( وكل ما فى زمنه يسمى بدعة ,لكن منها : ما يكون حسنا , ومنها : ما يكون بخلاف ذلك )) فتح البارى , لابن حجر ,ج2ص394

المسلك الثانى : جعل مفهوم البدعة فى الشرع أخص منه فى اللغة , فجعل البدعة هى المذمومة فقط ,
واقتصر مفهوم البدعة عنده على المحرمة ,
ومما ذهب الى ذلك ابن رجب الحنبلى – ويوضح ذلك فيقول (والمراد بالبدعة : ما احدث مما ليس له أصل فى الشريعة يدل عليه ,
وأما ما كان له أصل فى الشريعة يدل عليه فليس ببدعة , وان كان بدعة لغة ) جامع العلوم والحكم ص223

ففى الحقيقة فان المسلكين اتفقا على ان البدعة المذمومة التى يأثم فاعلها
هى التى ليس لها أصل فى الشريعة يدل عليها وهى المراد ة من قوله (ص) (( كل بدعة ضلالة ((

روى البيهقى على أن الامام الشافعى قال : المحدثات من الأمور ضربان ,
أحدهما :ما احدث مما يخالف كتابا , أو سنة او أثرا , أو اجماعا فهذه بدعة الضلالة ,
والثانى : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة . رواه البيهقى باسناده فى كتاب *مناقب الشافعى *ورواه ايضا ابو نعيم فى الحلية (9|113(
وقال حجة الاسلام أبو حامدالغزالى : ( ليس كل ما أبدع منهبا عنه , بل المنهى عنه بدعة تضاد سنة ثابتة , وترفع أمرا من الشرع ) . الاحياء لابى حامد الجزء الثانى , ص248
وقال ابن الاثير : ( البدعة بدعتان : بدعة هدى وبدعة ضلالة ... النهاية لابن الاثير , الجزء الاول , ص80 . وكذلك لابن منظور كلام طيب فى البدعة .




جزاك الله اخي الكريم على هذه الإضافة وشكرا على مرورك العطر

فرحة مسلمة 28-08-2009 08:06 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الجنرال 2009 (المشاركة 661339)
بارك الله فيكي
كُلُ ما تَرتقي إليهِ بوهمٍ ... من جلالٍ وقدرةٍ وسناءِ

فالذي أبدعَ البريةَ أعلى ... منهُ سبحانَ مُبدعَ الأشياءِ



Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.