حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الفـكـــريـة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=68)
-   -   الديكتاتورية الفكرية (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=78650)

إيناس 13-05-2009 12:35 PM

الديكتاتورية الفكرية
 
الديكتاتورية الفكرية

ناصر بن سليمان العمر
يهاجم كثير من الكتاب والمثقفين وأهل الفكر من مختلف الاتجاهات ما تعانيه بعض بلاد العرب والمسلمين من الاستبداد والتسلط الذي تمارسه حكوماتها، حيث تتخذ قراراتها دون اكتراث بآراء وتطلعات عامة الشعب الذين تؤثر فيهم هذه القرارات.

في واقع الأمر فإن هذا النوع من التسلط والاستبداد، ولنسمه الديكتاتورية الإدارية، ليس قاصراً على الحكومات، فعالمنا العربي والإسلامي يعاني من التسلط والاستبداد الإداري في مناحٍ شتى وعلى مختلف المستويات، فقد تمارس الأم هذا التسلط على أولادها، وقد يمارسه الأب على أسرته، وقد يمارسه المدير على مرؤوسيه، والمسؤول على من هم تحت ولايته، ناهيك عما تمارسه بعض الأنظمة والحكومات على مواطنيها.

ولئن كان هذا النوع الخطير من الاستبداد مرفوضاً، فإن هناك نوعاً آخر من الاستبداد والديكتاتورية لا يقل خطورة عنه، إنه نوع يتمثل في فرض بعض أهل الفكر والثقافة والإعلام وصايتهم على عقول الناس وأفكارهم، وذلك بمحاولة فرض آرائهم وقناعاتهم على الجمهور، ومقابلة كل من يخالفهم بالسخرية والتنقص والتسفيه، ولنا أن نسمي هذا النوع بالديكتاتورية الفكرية.

إن الديكتاتورية الفكرية أصل أصيل للديكتاتورية الإدارية، فإن المسؤول أو الحاكم الذي يتخذ قراراته دون رجوع إلى من هم تحت ولايته، لا يفعل ذلك إلا لأنه يرى آراءهم لا قيمة لها وأنه أوتي من الحكمة ما لم يؤت غيره، ولسان حاله يقول: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} [سورة غافر: 29].

إن خطورة الديكتاتورية الفكرية تظهر في كونها تؤثر على أفكار وعقول من تمارس عليهم، مما يترك آثاراً كبيرة على حاضرهم ومستقبلهم حيث تصبح نظرتهم للأمور أحادية قاصرة، بينما الديكتاتورية الإدارية تكون مؤقتة تزول بزوال سلطة الأب أو المسؤول أو الحاكم ولا يكون لها غالباً سلطان على عقول الناس.

من المفارقات العجيبة أن بعض الدعاة والمربين ممن ينتقدون ويهاجمون الديكتاتورية الإدارية يمارسون في بيوتهم أو دعوتهم نوعاً من أنواع الديكتاتورية الفكرية حيث لا مجال للرأي الآخر، وحيث النقاش والحوار ممنوع.

وأعجب من ذلك أن نرى بعض الكتاب وأصحاب القلم الذين هم من أشد المهاجمين للديكتاتورية الإدارية، والمتحمسين في الوقت نفسه للديمقراطية الغربية، والداعين لها بوصفها تمثل حكم الأغلبية الذي مهما يكن به من عيوب فهو أفضل من تسلط فرد أو فئة، نراهم يكتبون كتابات أحادية تصادم المزاج العام للأغلبية في بلادنا وتعاكس قيمها، فتأتيهم الرسائل من المشايخ وأهل العلم وطلبته وعامة الناس في الرد عليهم وتفنيد ما في كلامهم، فيسفهونها ويسفهون أصحابها ويصفوهم بقلة العلم والفهم، وهذه صورة كريهة من صور الديكتاتورية الفكرية.

لئن كان التصدي للطغيان والاستبداد الإداري مطلوباً، فإن التخلص من الاستبداد الفكري مطلوب كذلك، ولا ينبغي لمن يحترم قلمه ويحترم قراءه أن يهاجم نوعاً من الاستبداد بينما هو واقع في آخر، ولمثل هذا نقول ما قاله المتوكل الليثي:

يـا أَيُّـها الرَجُـلُ المُعَـلِّمُ غَـيرَهُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا
وَتَـراكَ تُصـلِحُ بالرشـادِ عُقولَنا
فابـدأ بِنَفسِـكَ فانهَـها عَن غَيِّها
فَهُنـاكَ يُقبـَلُ ما تَقـولُ وَيُهتَدي
لا تَنـهَ عَـن خُلُـقٍ وَتـأتيَ مِثلَهُ
*****
هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ
أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ
فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ
بِالقَولِ منك وَينفَعُ التعليمُ
عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ



أعجبني كثيرا هذا المقال، فأحببت أن أنقله لكم هنا في الخيمة السياسية لأنها أكثر الخيام التي تتصارع وتتصادم فيها الرؤى والآراء السياسية والفكرية وذلك محاولة من كل واحد التشبت برأيه وفكره، إعتقادا منه أنه هو الأصح وعلى صواب وما بعد فكره ورأيه هراء وهرطقة ....
فهل هذا نوع من الديكتاتورية الفكرية ؟
وهل من حق المفكرين ولو إن وصلوا لدرجة من العلم والدراية أن ""يمارسوا "الديكتاتورية الفكرية "" على الآراء الأخرى ؟
وبالأخص متى وكيف يجب تشريع الديكتاتورية الفكرية إذا كان هناك طبعا... بد من تشريعها كإثبات بعض المسلمات الفكرية، كانت دينية أو سياسية أو غيرها ؟

transcendant 13-05-2009 07:50 PM

موضوع معبر جدا على حالنا ..

السبب في رفض الرأي المخالف .. هو التعرض للإضطهاد ..

و الإضطهاد بمختلف ألوانه سمة رئيسية عندنا سببها الجهل و الظلم و ... الحقرة .. / الإزدراء /..

و هذه سببها تدني المستوى الأدبي .. و سببه تدني المستوى التعليمي .. و سبب الأخير قلة الحياء !!!

و سببه ضعف الشخصية .

أعتقد أن الديكتاتورية الفكرية تعود أساسا إلى ضعف قاتل في الشخصية .. و علاجها يكون في

مصحات الأمراض العقلية تحديدا .

متابع باهتمام للآراء اللاحقة .


aboutaha 13-05-2009 11:57 PM

إقتباس:


وهل من حق المفكرين ولو إن وصلوا لدرجة من العلم والدراية أن ""يمارسوا "الديكتاتورية الفكرية "" على الآراء الأخرى ؟
كيف يحق لهم ذلك ؟؟؟ وهم ان وصلوا حقيقة كما تقولين الى درجة من العلم والدراية انما وصلوها بعد ابحارهم بين كل الاراء مع اختلافها

ينبغي المفكر ان يكون ناضجا في فهم معنى التوعية الفكرية
إقتباس:


إذا كان هناك طبعا... بد من تشريعها كإثبات بعض المسلمات الفكرية، كانت دينية

حتى في بعض النصوص التي يقولون فيها(( مع وجود النص لا اختلاف))

انهم يختلفون في التفسير


اذن

ما كان فيه اجماع على معنى نص قرآني لا بد من اثبات ذلك

تسميه ديكتاتورية او غيرها لا اعرف :)

/SIDI MOH ALZANGA/ 14-05-2009 01:18 AM

إقتباس:

في واقع الأمر فإن هذا النوع من التسلط والاستبداد، ولنسمه الديكتاتورية الإدارية، ليس قاصراً على الحكومات، فعالمنا العربي والإسلامي يعاني من التسلط والاستبداد الإداري في مناحٍ شتى وعلى مختلف المستويات، فقد تمارس الأم هذا التسلط على أولادها، وقد يمارسه الأب على أسرته، وقد يمارسه المدير على مرؤوسيه، والمسؤول على من هم تحت ولايته، ناهيك عما تمارسه بعض الأنظمة والحكومات على مواطنيها.
هل يعتبر فكر شيوخ الدين "العلماء الربانيون كما يسميهم البعض" دكتاتورية فكرية ؟؟
وإذا كان كذلك ...فكيف يمكن التخلص منه؟
وإن لم يكن فكيف يقبل الناس استكانتهم لفكر ديني يختص بأفراد وظروف ، على أنه فكر وعلم رباني ؟؟
وما موقع الديكتاتورية الفكرية " الدينية " أمام " الديكتاتورية الإدارية " المتمثلة في أنظمة الحكم في الدول التي تنتسب إلى الإسلام دينا ؟؟

مجرد أسئلة أنتظر إجابة ومناقشة فيها .

شوكرن

xalid 12-02-2010 08:40 AM

سبحانك ياربي ما اعظمك خلقت الانسان وكل يختلف عن الاخر في اللون فهذا احمر وذاك اسمر واخر ابيض هذا شكلا اما توجها فلا غرابة ان نجد توجها من هنا واخر هناك مختلف لانه مختلف نشاة وخلقا , فيعبر عما يفكر به بشكل ينسجم مع توجهاته , ويريد من الاخر او المقابل ان يحترم رايه , فعليه قبل ان يطلب من الغير شيئا ان يقوم هو نفسه باحترام الراى الاخر حتى يسود روح الاخاء والتقرب بدل ...
بورك القلم الذي سطر تلك الكلمات التى دفعت بعض الاقلام كى تخط بعض الحروف

عصام الدين 26-02-2010 08:14 PM

الاختلاف رحمة وأما الديكتاتورية الفكرية فهي حيلة من لا ثقة له في نفسه، ويخشى أن تغلبه بقية الأفكار ولا يدري، أن الحل هو تحصين العقل كما وكيفا وليس الحجر عليه.. أقول هذا تعليقا على كلا الطرفين.
وفي النهاية، الذوق الذي يفتح أبوابه لكل الرياح لا بد أن يتنصر فيه النسيم ويتملك.

xalid 05-03-2010 10:09 AM

الذي يعيش في غرف مقفلة هل يرى غير الحيطان الا من رفع الراس ليرى السقف اما الناظر من خلال الباب او النوافذ هل يرى اوسع من الفتحة التى ينظر من خلالها ؟
افتح الباب وانطلق الى الارض الشاسعة لترى عظمة ربك ؟؟؟


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.