حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

ساري111 23-12-2003 02:32 AM

" البكاء الأبيض "

كنت طفلاً عندما كان أبي
يعمل جندياً بجـيش العاطلين !!
لم يكن عندي خدين…
قيل لي أن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه والثاني سجين !
لكن الدمعة في عين أبي سر دفين…!
كان رغم الخفض مرفوع الجبين…!!
غير أني فجأة شاهدته
يبكي بكاء الثاكلين !!؟
قلت: ماذا يا أبي؟!
رد بصوت لا يبين:
ولدي…مات أمير المؤمنين…
نازعتني حيرتي!!!…
قلت لنفسي: يا ترى هل موته
ليس كموت الآخرين؟!!
كيف يبكيه أبي الآن
ولم يبك الضحايا الأقربين؟؟!!
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني كنت أبي منذ سنين
كنت طفلا…لم أكن أفهم
ما معنى بكاء الفرحين !!

ساري111 23-12-2003 02:33 AM

" اللقيط "

رئيسنا كان صغيراً وانفقد…
فانتاب أمه الكمد…
وانطلقت ذاهلة تبحث في كل البلد…
قيل لها : لا تجزعي فلن يضل للأبد…
إن كان مفقودك هذا طاهراً وابن حلال
…فسيلقاه أحد…
صاحـت: إذن…ضاع الولـد !!

ساري111 23-12-2003 02:34 AM

" عباس فوق العادة "

في حملة الإبادة (عباس)
كان كتلة قوة من الإرادة…
هد الخصوم بيته
واغتصبوا زوجته وأعدموا أولاده…
لم يكسروا عناده…
قال لهم : لي زوجة ثانية ولادة…!!!

ساري111 23-12-2003 02:34 AM

" مفـتـرق "

يولد الناس جميعاً أبرياء
فإذا ما دخلوا مختبر الدنيا
رماهم وفق مرماهم
بأرحام النساء في اتجاهين
فإما أن يكونوا مستقيمين…
وإما أن يكونوا رؤساء!!

ساري111 23-12-2003 02:34 AM

" ديوان المسائـل "

إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلاحه ؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة ؟!!
إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة ؟
وإذا كان ثميناً جداً فلماذا لا نجد اللقمة ؟!
إن كان الحاكم مسئولاً فلماذا يرفض أن يسأل ؟
وإذا كان سمو إلهٍ فلماذا يسموا للأسفل ؟
إن كان لدولتنا وزن فلماذا تهزمها نملة ؟
وإذا كانت عفطة عنز فلماذا ندعوها دولة ؟
ٍإن كان الثوري نظيفاً فلماذا تتسخ الثورة ؟
وإذا كان وسيلة بول فلماذا نحترم العورة ؟
إن كان لدى الحاكم شعور فلماذا يخشى الأشعار ؟
وإذا كان بلا إحساس فلماذا نعنو لحمار ؟
إن كان الليل له صبح فلماذا تبقى الظلمات ؟
وإذا كان يخلف ليلاً فلماذا يمحو الكلمات ؟
إن كان الوضع طبيعياً فلماذا نهوى التطبيع ؟
وإذا كان رهين الفوضى فلماذا نمشي كقطيع ؟
إن كان الحاكم مخصياً فلماذا يغضبه قولي ؟
وإذا كان شريفاً حراً فلماذا لا يصبح مثلي ؟
إن كان لأمريكا عهر فلماذا تلقى التبريكا ؟
وإذا كان لديها شرف فلماذا تدعى أمريكا ؟
إن كان الشيطان رجيماً فلماذا نمنحه السلطة ؟
وإذا كان ملاكاً براً فلماذا تحرسه الشرطة ؟
إن كنت بلا ذرة عقل فلماذا أسئل عن هذا ؟
وإذا كان برأسي عقل فلماذا (إن كان…لماذا) ؟!!

ساري111 23-12-2003 02:35 AM

" الرمضاء والنار "

* ذلك المسعور ماضٍ في اقتـفائي
صن حيائي…يا أخي أرجوك…
لا تقطع رجائي…صن حيائي…!!
* أنا يا سيدتي ؟!!
لكنني لص .. وسفاك دماءِ!!
* فلتكن مهما تكن ليس مهماً…
إن شرطياً ورائي!!!

ساري111 23-12-2003 02:36 AM

" افـتـراء "

* شعب أمريكا غبي…
* كف عن هذا الهراء…
لا تدع للحقد أن يبلغ حد الإفتراء…
قل بهذا الشعب ما شئت…
ولكن لا تقل عنه غبياً
أيقولون غبياً للغباء؟!

ساري111 23-12-2003 02:36 AM

" ناقص الأوصاف "

نزعم أننا بشر لكننا خراف
ليس تماماً…
إنما في ظاهر الأوصاف…
نقاد مثلها ؟ نعم…
نذعن مثلها ؟ نعم…
نذبح مثلها ؟ نعم…
تلـك طبيعة الغنم…
لكن…يظل بيننا وبينها اختلاف…
نحن بلا أردية…
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف!
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف!
وهي لقاء ذلها…تثغو ولا تخاف…
ونحن حتى صمتـنا من صوته يخاف!!
وهي قبيل ذبحها تفوز بالأعلاف…
ونحن حتى جوعنا يحيا على الكفاف!!
هل نستحق يا ترى
تسمية الخراف..؟؟!!

ساري111 23-12-2003 02:36 AM

" إلـحــاح "

* ما تهمتي؟
- تهمتك العروبة…
* قلت لكم ما تهمتي ؟؟
- قلنا لك…العروبة…
* يا ناس قولوا غيرها !
أسألكم عن تهمتي
ليس عن العقوبة!!

ساري111 23-12-2003 02:37 AM

" ما أصعب الـكلام "

شكراً على التأبين والإطراء
يا معشر الخطباء
والشعراء شكراً على ما ضاع
من أوقاتكم في غمرة التدبيج والإنشاء
وعلى مداد كان يكفي بعضه
أن يغرق الظلماء بالظلماء
وعلى دموع لو جرت في البيد
لانحلت وسار الماء فوق الماء
وعواطف يغدوا على أعتابها
مجنون ليلى أعقل العقلاء
وشجاعة باسم القتيل مشيرة
للقاتلين بغير ما أسماء
شكراً لكم شكراً وعفواً إن أنا
أقلعت عن صوتي وعن إصغاءِ
عفواً…فلا الطاووس في جلدي
ولا تعلو لساني لهجة الببغاء
عفواً…فإنني إن رثيت فإنما
أرثي بفاتحة الكتاب رثائي
عفواً…فإني ميت يا أيها الموتى
وناجي آخر الأحياء
ناجي العلي لقد نجوت بقدرة
من عارنا وعلوت للعلياءِ
إصعد فموطنك السماء وخلنا
في الأرض إن الأرض للجبناء
للموثقين على الرباط رباطنا
والصانعين النصر في صنعاء
ممن يرصون الصكوك بزحفهم
ويناضلون براية بيضاء
ويسافحون قضية من صلبهم
ويصافحون عداوة الأعداء
ويخلفون هزيمة لم يعترف أحد بها
من كثرة الآباء
إصعد فموطنك المرجى مخفر
متعدد اللهجات والأزياء
للشرطة الخصيان أو للشرطة الثوار
أو للشرطة الأدباء
أهل الكروش القابضين على القروش
من العروش لقتل كل فدائي
الهاربين من الخنادق للفنادق في حمى العملاء
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحرباء
المعلنين من القصور قصورنا
واللاقطين عطية اللقطاء
إصعد فهذه الأرض بيت دعارة
فيها البقاء معلق ببغاء
من لم يمت بالسيف مات بطلقة
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تفارق أمة
ليست سوى خطأ من الأخطاء
رمل تداخل بعضه في بعضه
حتى غدا كالصخرة الصماء
لا الريح ترفعها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاء
فمدامع تبكيك لو هي أدركت
لبكت على حدقاتها العمياء
ومطابع ترثيك لو هي أنصفت
لرثت صحافة أهلها الأجراء
تلك التي فتحت لنعيك صدرها
وتفننت بروائع الإنشاء
لكنها لم تمتلك شرفاً لكي ترضى
بنشر رسومك العذراء
ونعتك من قبل الممات وأغلقت
باب الرجاء بأوجه القراء
وجوامع صلت عليك لو أنها صدقت
لقربت الجهاد النائي
ولأعلنت باسم الشريعة كفرها
بشرائع الأمراء والرؤساء
ولسائلتهم : أيهم قد جاء منتخباً لنا
بـإرادة البسطاء؟
ولسائلتهم : كيف قد بلغوا الغنى
وبلادنا تكتظ بالفقراء؟
ولمن يرصون السلاح وحربهم حب
وهم في خدمة الأعداء؟
وبأي أرض يحكمون وأرضنا
لم يتركوا منها سوى الأسماء؟
وبأي شعب يحكمون وشعبنا
متشعب بالقتل والإقصاء؟
يحيا غريب الدار في أوطانه
ومطارداً بمواطن الغرباء
لكنما يبقى الكلام محرراً
إن دار فوق الألسن الخرساء
ويظل إطلاق العويل محللاً
ما لم يمس بحرمة الخلفاء
ويظل ذكرك بالصحيفة جائزاً
مادام وسط مساحة سوداء
ويظل رأسك عالياً
مادمت فوق النعش محمولاً إلى الغبراء
وتظل تحت الزفت كل طباعنا
مادام هذا النفط في الصحراء
القاتل المأجور وجه أسود
يخفي مئات الأوجه الصفراء
هي أوجه أعجازها منها استحت
والخزي غطاها على استحياء
لمثقف أوراقه رزم الصكوك
وحبره فيها دم الشهداء
ولكاتب أقلامه مشدودةً
بحبال جلالة الأمراء
ولناقد بالنقد يذبح ربه
ويبايع الشيطان بالإفتاء
ولشاعر يكتظ من عسل النعيم
على حساب مرارة البؤساء
ويجر عصمته لأبواب الخنا
ملفوفة بقصائد عصماء
ولثائر يرنو إلى الحرية
الحمراء عبر الليلة الحمراء
ويعوم في عرق النضال
ويحتسي أنخابه في صحة الأشلاء
ويكف عن ضغط الزناد مخافة
من عجز إصبعه لدى الإمضاء
ولحاكم إن دق نور الوعي ظلمته
شكا من شدة الضوضاء
وسعت أساطيل الغزاة بلاده
لكنها ضاقت على الآراء
ونفاك وهو مخمن على الردى
بك محدق فالنفي كالإفناء
الكل مشترك بقتلك إنما نابت
يد الجاني عن الشركاء
ناجي تحجرت الدموع بمحجري
وحشا نزيف النار لي أحشائي
لما هويت متحد الهوى
وهويت فيك موزع الأهواء
لم أبكِ لم أصمت ولم أنهض
ولم أرقد وكلي تاه في أجزائي
ففجيعتي بك أنني تحت الثرى
روحي ومن فوق الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميت حي ومحترق
أعد النار للإطفاء
برأت من ذنب الرثاء قريحتي
وعصمت شيطاني عن الإيحاء
وحلفت ألا أبتديك مودعاً
حتى أهيئ موعداً للقاء
سأبدل القلم الرقيق بخنجر
والأغنيات بطعنة نجلاء
وأمد رؤوس الحاكمين صحيفة
لقصائد سأخطها بحذاء
وأضم صوتك بذرة في خافقي
وأضمهم في غابة الأصداء
وألقن الأطفال أن عروشهم
زبد أقيم على أساس الماء
وألقن الأطفال أن جيوشهم
قطع من الديكور والأضواء
وألقن الأطفال أن قصورهم
مبنية بجماجم الضعفاء
وكنوزهم مسروقة بالعدل
واستقلالهم نوع من الإخصاء
سأظل أكتب في الهواء هجائهم
وأعيده بعواصف هوجاء
وليشتم المتلوثون شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلق المستكبرون كلابهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاء
لو لم تعد في العمر إلا ساعة
لقضيتها بشتيمة الخلفاء
أنا لست أهجو الحاكمين
وإنما أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمن التأدب أن أقول لقاتلي
عذراً إذا جرحت يديك دمائي؟
أأقول للكلب العقور تأدباً
دغدغ بنابك يا أخي أشلائي؟
أأقول للقواد يا صديق
أو أدعو البغي بمريم العذراء؟
أأقول للمأبون حين ركوعه
حرماً وأمسح ظهره بثنائي؟
أأقول للص الذي يسطو
على كينونتي : شكراً على إلغائي؟
الحاكمون هم الكلاب
مع اعتذاري فالكلاب حفيظة لوفاء
وهم اللصوص القاتلون العاهرون
وكلهم عبد بلا استثناء
إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى
ملأ البلاد برهبة وشقاء
إن لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالت فلسطين لدى الأعداء
عشرون عاماً والبلاد رهينة
للمخبرين وحضرة الخبراء
عشرون عاماً والشعوب تفيق
من غفواتها لتصاب بالإغماء
عشرون عاماً والمواطن
ماله شغل سوى التصفيق للزعماء
عشرون عاماً والمفكر إن حكى
وهبت له طاقية الإخفاء
عشرون عاماً والسجون مدارس
منهاجها التنكيل بالسجناء
عشرون عاماً والقضاء منزهً
إلا من الأغراض والأهواء
فالدين معتقل بتهمة كونه
متطرفاً يدعوا إلى الضراء
والله في كل البلاد مطارد
لضلوعه بإثارة الغوغاء
عشرون عاماً والنظام هو النظام
مع اختلاف اللون والأسماء
تمضي به وتعيده دبابة
تستبدل العملاء بالعملاء
سرقوا حليب صغارنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
هتكوا حيال نسائنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
خنقوا بحرياتهم أنفاسنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا من أجل من؟
كي يستعيدوا موطن الإسراء !!

ساري111 23-12-2003 02:40 AM

مختارات من نصوص أحمد مطر " الساخرة "

" ما بعد الـزوال "

كان بين الأنقاض ثلاثة رجال، هم كلُّ من تبقّى بعد المذبحة الأرضية . التراب تحت أرجلهم رماد، والسماء فوق رؤوسهم دخان .
الأول: فعلها الأشرار. طمعوا بها فدمّروها. لم يعيشوا ولم يتركوا الأبرياء يعيشون. ها نحن أولاء وحدنا على هذه الأرض. دعونا نفكّر في طريقة للحياة .
الثاني: أشتهي أن أدخّن .
الأول: دخّن كما تشاء..الهواء كلُّه تحت أمرك .
الثاني: كلاّ . أريد سيجارة. حبّذا لو كانت سيجارة أجنبية .
الثالث: ليس في الأرض أجانب يصنعون السجاير. نحن وحدنا الأحياء، وليس بيننا أجنبي.
الأول: كفاكما جدلاً. ليس هذا وقته. المهم الآن أن نجد ما نأكله .
الثالث: هذا صحيح. يجب أن نجد ما نأكله .
الثاني: أنا جائع في الحقيقة، لكن لا تظنّا أنني سأنسى رغبتي إذا ما شبعت. التدخين يكون أشهى بعد الطعام. ثم إنني أرغب في كوب من الشاي بعد أن آكل .
الأول: أيّها الطيبان، هذه كماليات. الأمر الضروري هو أن نجد ما نأكله. لاحظا أننا سيمكننا مواصلة العيش بلا تبغ أو شاي، لكننا لن نعيش بلا طعام .
الثالث: السجاير أصلاً اختراع هولندي. هي أصل الشر. ليست سوى وسيلة من وسائل الإستعمار .
الأول: والشاي كذلك. صحيح انه اختراع صيني، إلاّ أن الإنجليز برعوا في جعله وسيلة من وسائل الإستعمار .
الثاني: يسقط الإستعمار .
الأول: لقد سقط فعلاً، لكنّه واأسفاه أسقط الدنيا كلَّها معه .
الثاني: لندخّن إذَن على شرف سقوط الإستعمار .
الأول: حاول أن تصبر يا صديقي، ودعنا الآن نفكّر في طريقة لاستعمار الأرض.
الثاني: فكّر وحدك. لن أسلك طريق الإمبريالية حتى لو مِتُّ جوعاً .
الأول: أنت مخطئ يا عزيزي. الإستعمار عمل عظيم. الإستعمار هو أصل وجود آدم على هذه الأرض، لكنَّ قراصنة الغرب هم الذين شوّهوا سمعته .
الثاني: إذن فهو مشوّه السمعة .
الأول: لنبدأ سمعته من جديد. دعونا نحسّنها على أيدينا .
الثالث: نعم. إنه مشوّه السمعة. نعم..دعونا نحسّن سمعته على أيدينا .
الثاني: إرفع قدمك عن أعصابي. إنك تؤلمني. أأنت معي أم معه ؟
الثالث: أنا معكما .
الأول: وأنا أيضاً معكما .
الثاني: أنا أكره وجهة نظرك، لكنني أحترمها. أمّا هذا فليس لديه وجهة نظر..ولذلك فأنا مضطر لأن أكرهه .
الأول: ينبغي ألاّ يكره أحدنا الآخر. ألا ترون أن الكراهية هي التي أوصلت الأرض إلى هذه النتيجة ؟
الثاني: إذن، أنا مضطر لأن لا أكرهه، وأحسب أن هذا الأمر سيجعلني محتاجاً إلى التدخين .
الثالث: التدخين مضر بالصحة .
الثاني: صحّتك أم صحّتي ؟
الثالث: صحّتك طبعاً. لكنني أتضايق أيضاً من رائحة التبغ .
الثاني: إبتعد عنّي حين أدخّن. بإمكانك مثلاً أن تخرج إلى القطب الشمالي .
الأول: في الواقع نحن لا نعرف موقعنا على الأرض بالضبط. ربّما نحن في القطب الشمالي فعلاً !
الثاني: ليذهب إلى خط الإستواء. هناك سعة لمن لا يحب رائحة التبغ .
الأول: أووه..لا يعنيني تدخينك، ولا كراهيته للتدخين. إنني مهتم الآن بتحديد موقعنا على هذه الأرض .
الثاني: هل أنت متأكّد من أننا فوق الأرض حقّاً ؟
الأول: وأين يمكن أن نكون ؟!
الثاني: على المرّيخ مثلاً .
الثالث: لا يمكن. ليس على المريخ حياة .
الثاني: اسكت أنت. ماذا نعرف عن المريخ ؟ كلُّ ما نعرفه الآن هو أن ليس على الأرض حياة.
الثالث: عليها..نحن الثلاثة لا نزال أحياء .
الثاني: أيها الغبي، لم نتحقق بعد من أننا فوق الأرض. ثم مَن يستطيع أن يؤكد أننا أحياء ؟!
الأول: أعتقد أننا أحياء. فالموتى لا يتكلمون .
الثاني: هل مِتَّ من قبل لتعرف أن الموتى لا يتكلمون ؟ ربّما لم نكن نفهم كلام الموتى لأننا كنا أحياء. وها نحن أولاء يفهم بعضنا بعضاً لأننا ميتون !
هل تتذكرون ؟ عندما كنا نحيا في الوطن العربي لم نكن نتكلم إطلاقاً .
الثالث: هذا صحيح، أذكر ذلك جيداً .
الثاني: إذن فليس الموتى وحدهم الذين لا يتكلمون. كلُّ المسائل نسبيّة يا جماعة .
الثالث: لا أتفق معك. فنحن مازلنا عرباً..ومع ذلك فنحن نتكلّم .
الثاني: طبعاً لا تتفق معي، لأنّك مصّر على أن تظلَّ عربياً. إسمع يا رجل، ينبغي أن تدرك أنك تتكلم الآن لأنك لم تعد عربياً. أنت الآن عالمي. إذا أردت الدقّة أنت الآن ثلث نفوس العالم.
الثالث: أيُّ عالم ؟
الثاني: إذا لم نكن على المريخ، وإذا كنّا أحياء، فليس عندي شك في أنك العالم الثالث !
الأول: نحن جميعاً في موقع واحد .
الثاني: في اللحظة الراهنة نعم لكنني أعتقد أنه جاءنا لاجئاً ألا ترى أنه بلا رأي؟
الأول: لقد عبَّر عن رأيه بكل وضوح .
الثاني: أيُّ رأي؟ إنه يردّد ما أقوله أو ما تقوله. لم يقل شيئاً سوى أن التدخين مضر بالصحّة .
الثالث: وبالبيئة أيضاً .
الثاني: البيئة ؟!
الأول: اسكتا..البيئة نفسها تدخّن الآن. ينبغي أن نفكّر ريثما يزول هذا الدخان .
الثاني: لا أستطيع التفكير وهذا(الأخضر) مغروز في خاصرتي. قل له أن يشفق على أعصابي بقدر إشفاقه على البيئة .
الأول: إذا واصلنا الجدال فسنهلك .
الثاني: لا بأس، إذا كان الهلاك سيخلصني من هذا الببغاء .
الأول: الجدل مفيد إذا كان مفيداً .
الثالث: حكمة والله !
الأول: علينا أن ننظّم تفكيرنا وحوارنا .
الثاني: الإختلاف قائم لا محالة .
الثالث: نعم نحن نختلف لا محالة. علينا أن ننظّم تفكيرنا .
الثاني: وحوارنا كما قال .
الثالث: وحوارنا .
الثاني: ألم أقل إنك ببغاء ؟!
الأول: إننا ندور في حلقة مفرغة. لماذا لا ننتخب واحداً منّا ليكون هو القائد، ويكون على الآخَرين احترام رأيه ؟
الثاني: مَن يضمن لي أن يجري الإنتخاب دون تزوير ؟
الأول: أنا أضمن ذلك. إننا لم نعد في الوطن العربي، كما إننا جميعاً سنراقب العملية عن كثب.
الثالث: نحتاج إلى صندوق .
الثاني: ما حاجتنا للصندوق ؟!
الثالث: هه..كيف يجري الإنتخاب دون صندوق للاقتراع ؟
الثاني: إذا عثرنا على صندوق فأول ما سأفعله هو أن أضعك فيه وأشيّعك إلى مثواك تحت الأرض .
الثالث: أنت دكتاتور .
الأول: كلاّ..هو ديمقراطي .
الثالث: لماذا يقف ضدَّ فكرة صندوق الاقتراع ؟
الثاني: يا كائن. ألا ترى أنه لا يوجد صندوق ؟
الثالث: نبحث عن صندوق .
الأول: حسناً..لننتخب أحدنا ليقود عملية البحث .
الثالث: هذا أحسن حل .
الثاني: كيف ننتخب ؟!
الأول: بالاقتراع .
الثالث: نحتاج إلى صندوق .
الأول: نحن نحاول انتخاب أحدنا ليقود عملية البحث عن صندوق .
الثالث: حل جيّد .
الثاني: سأقتل هذا الببغاء .
الأول: لا تشتبكا. بإمكاننا في هذه المرّة أن نجري الانتخاب بالتصويت المباشر.
الثالث: في هذه المرحلة فقط .
الثاني: أنا أرشّح نفسي .
الأول: وأنا ارشّح نفسي .
الثالث: وأنا أرشّح نفسي .
الثاني: أنت لا .
الثالث: لماذا؟ أأنتما أحسن منّي ؟!
الثاني: إذا رشّحنا جميعاً فمن سيراقب سير الانتخاب؟ لابدَّ أن يتولّى أحدنا مهمة الرقابة.
الثالث: لننتخب أحدنا لهذه المهمة .
الثاني: أنا أرشّحك وأصوّت لصالحك .
الأول: سأصوّت ضدّه .
الثاني: إذن، أعيّنك أنت رئيساً للجنة الرقابية .
الثالث: مَن أنت حتى تعيّنه؟ كلاّ..يجب أن يجرى انتخاب .
الأول: لا شأن لي بانتخابات رئاسة اللجنة الرقابية، أنا مرشّح قيادة للبحث عن صندوق اقتراع لانتخابات القيادة العامة .
الثاني: أنا منسحب .
الأول: في هذه الحالة رشّح نفسك لانتخابات اللجنة الرقابية .
الثاني: لن أرشّح في أي انتخاب .
الثالث: إذن إدلِ بصوتك كمواطن عادي .
الثاني: لا ثقة لي بأي مرشّح. أنت مثلاً..ما هو برنامجك الانتخابي ؟
الثالث: برنامجي ؟!
الأول: ...ومن أبرز أهدافي أن أكون في خدمة هذين الرفيقين الطيبَين. وأعد بشرفي إنني إذا تمّ انتخابي، سأعمل بكل طاقاتي وبتفانٍ وإخلاص لتحقيق المكاسب التالية: أولاً :العثور على صندوق للاقتراع، ثانياً:إجراء انتخابات حرة مستندة إلى صندوق الاقتراع، ثالثاً:توحيد الصّف ومحاربة الأميّة وتوفير الوظائف وإطلاق حرية الرأي .
الثالث: ماذا يقول ؟!
الثاني: أحسن منك. رجل عنده برنامج .
الثالث: أهذا هو البرنامج ؟
الثاني: نعم. هذا هو. أم كنت تظنه برنامج(ما يطلبه المستمعون) ؟
الثالث: ويحي. هذا سهل. أنا أيضاً أستطيع أن أقول مثل هذا البرنامج .
الثاني: هات ما عندك .
الثالث: ..ومن أبرز أهدافي أن أكون في خدمة هذين الرفيقين الثلاثة. وأقسم بشرفي أن أحقق المنجزات التالية: أولاً: العثور على صندوق، ثانياً: العثور على طعام، ثالثاً: توحيد الصف ومحاربة الإمبريالية .
الأول: حسناً..أمامك برنامجان .
الثاني: ليس في البرنامجين ما يغريني بانتخاب أحدكما. لم يتطرق أيّ منكما إلى ضرورة توفير السجاير لي .
الأول: الطعام أوّلاً .
الثالث: السجاير مضيعة للمال والصحّة .
الثاني: انتخبا لوحدكما .
الأول: وماذا ستفعل أنت ؟
الثاني: مقاطعة الانتخابات .
الأول: موقف غير حضاري. لا يجوز للمواطن الأصيل أن يتخذ موقفاً سلبيّاً من قضيّة الانتخابات .
الثاني: لست سلبياً. أنا على الحياد. الحياد الإيجابي .
الأول: أعتقد أن لا مفر من القيادة الجماعية .
الثالث: كنا هكذا منذ البداية !
الأول: نعم. لكن بطريقة بدائية. أمّا الآن وقد تبلورت القضيّة، فإننا نستطيع أن نسمّي أنفسنا مجلس قيادة .
الثاني: نقود مَن ؟!
الأول: أنفسنا .
الثاني: هذه بدعة عربية. نحن الآن عالميون .
الأول: ماذا نفعل إذن ؟
الثاني: أحسن شيء هو أن يمضي كل واحد منا في اتجاه .
الثالث: فكرة جيدة..لكنها أيضاً فكرة عربية .
الأول: لماذا أنتما معقّدان من العروبة؟ لماذا لا نكون عرباً وعالميين في الوقت نفسه؟ ألا يكفي العرب كرامة عند الله أن يكون منهم الثلاثة الوحيدون الذين بقوا على قيد الحياة فوق الأرض ؟!
الثاني: على قيد الحياة؟ من قال إننا أحياء حقاً؟ فوق الأرض؟ من قال إن هذه هي الأرض حقاً؟ كرامة؟ أينبغي أن يزول جميع البشر لكي يستطيع ثلاثة من العرب أن يشعروا بكرامتهم؟!
الثالث: إثنان فقط أنا لا أشعر بالكرامة كيف أشعر بها وأنت عاكف على إهانتي ؟
الثاني: إذا كانت كلمتي ثقيلة عليك فبإمكانك أن تطلب حقَّ اللجوء من هذا..
الأول: لا تحرجني. أنت تعلم أنني لا أستطيع البتَّ في طلبات اللجوء قبل الانتخابات .
الثاني: أقترح في هذه الحالة أن تجرى انتخابات مبكّرة .
الثالث: سنحتاج إلى صندوق..
الأول: وإلى ناخبين..
الثاني: وإلى لجنة رقابية...

ساري111 23-12-2003 02:41 AM

" البحـث عن الذات "

- أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك.
قال العصفور:
-لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟
- لا أدري..ما رأيك أنت ؟
-إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك .
- وما هو جنسي ؟
- إذا كنت لا تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار .
***
- أيها الحمار الطيب..أريد أن انهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك.
قال الحمار :
- لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟
- ماذا تعتقد ؟
- قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار .
- فماذا أكون ؟
- إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حمورية مني ! لعلك بغل .
***
- أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر، وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن .
قال البغل :
- كُـنْ..مَن يمنعك ؟
- تمنعني ذ لَّتي وشدّة طاعتي .
- إذن أنت لست بغلاً .
- وماذا أكون ؟
- أعتقد أنك كلب .
***
- أيها الكلب الهُمام..أريد أن ا طلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك .
- هل أنت كلب ؟
- لا أدري..طول عمري أسمع المسئولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر .
- لماذا لا تستطيع ؟
- لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً .
- ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً .
- إذَن فماذا أكون ؟
- هذا ليس شغلي..إ عرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك .
- بحثت كثيراً دون جدوى .
- ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر .
***
- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إ نفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم .
إحملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد .
قال البحر :
- أأنت زَبَد ؟
- لا أدري..ماذا تعتقد ؟
- لحظةً واحدة..د عني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً .
أ و و وه..اللعنة..أنت مواطن عربي !
- وما العمل ؟
- تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت .
- إ بلعني، إذن، أيها البحر العظيم .
- آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك .
- كيف أنتحر إذن ؟
- أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء .
- ليس في بيتي كهرباء .
- ألقِ بنفسك من فوق بيتك .
- وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟
- ومن يعطيني ثمن الحبل ؟
- لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك .
- ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟!
- إسمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً.
- أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ما هي هذه الطريقة ؟
- إبقَ حَيّـا!

ساري111 23-12-2003 02:42 AM

" فـيـلـم واقعـي "

قرّر كاتب السيناريو أن يصنع فيلماً واقعياً حقاً . وقرر الناقد السينمائي أن ينقد السيناريو نقداً واقعياً حقاً .
جلس الكاتب، وجلس الناقد .
الكاتب: (منظر خارجي - نهار: الموظف يحمل أكياس فاكهة، واقف يقرع باب بيته)
الناقد: بداية سيئة. في الواقع، ليس هناك موظف يعود إلى بيته نهاراً. لا بد له أن يدوخ الدوخات السبع بـين طوابير الجمعيات ومواقف الباصات ، فـإذا هبط المساء وعاد إلى بيته - إذا عاد في هذا الزمن المكتظ بالمؤامرات والخونة - فليس إلاّ مجنوناً ذلك الذي يصدّق أنه يحمل أكياس فاكهة !
الواقع انّه مفلس على الدوام. وإذا تصادف انه أخذ رشوة في ذلـك اليوم، فالواقع أن الفاكهة غير موجودة في السوق .
الكاتب: (منظر خارجي - ليل: الموظف يقف ليقرع باب بيته) .
الناقد: هذا أحسن..وإذا أردت رأيي فالأفضل أن تُزوّدهُ بمفتاح. لا داعي لقرع الباب في هذا الوقت . أنت تعرف أن قرع الباب - في هذا الزمن المليء بالمؤامرات والخونة - يرعب أهل الدار ويجعل قلوبهم في بلاعيمهم. الموظف نفسه لن يكون واقعياً إذا فعل ذلك بأهله كلّ يوم. نعم..يمكنك التمسّك بمسألة قرع الباب، على شرط أن تبدل الموظف بشرطي أو مخبر .
الكاتب: (منظر خارجي - ليل:الموظف يضع المفتاح في قفل باب بيته ويدخل ..) لكن يا صديقي الناقد، ما ضرورة هذا المنظر؟ إنه يستهلك ثلاثين متراً من الفيلم الخام بلا فائدة. لماذا لا أضع الموظف في البيت منذ البداية ؟
الناقد: هذا ممكن، لكن الأفضل أن تُبقي على هذا المنظر. فالواقع أن جاره يراقب أوقات خروجه وعودته، وإذا لم يظهر عائداً، وفي نفس موعد عودته كل يـوم فإنك تفترض أن تقرير الجار سيكون ناقصاً. وهذا في الواقع أمر غير واقعي، بل ربما سيدعو الجار إلى اختلاق معلومات لا أصل لها .
الكاتب: (منظر داخلي - متوسط: الموظف يخطو داخل الممر...)
الناقد: خطأ، خطأ .. ينبغي أن يدخل مباشرة إلى غرفة النوم .
الكاتب: لكنَّ هذا غير واقعي على الإطلاق !
الناقد: بل واقعي على الإطلاق. أنت غير الواقعي. إنك تفترض دخول الموظف إلى بيت، وهنا وجه الخطأ. الموظف عادةً يدخل إلى وجر كلاب. نعم. هذا هو الواقع. البيت غرفة واحدة تبدأ من الشارع..دعك من أ دونيس، البيت ثابت لكنّه متحوّل. فهو غرفة النوم وهو المطبخ وهو حجرة الجلوس وهو الحوش .
الكاتب: (منظر داخلي - قريب: الموظف يخطو على أجساد أولاده النائمين - تنتقل الكاميرا إلى وجه الزوجة وهي تبدو واقفة وسط البيت "كلوز آب" تبدو الزوجة مبتسمة، وعلى وجهها امارات الطيبة...
الزوجة: أهلاً.. أهلاً.. مساء الورد)
الناقد: إقطع.. بدأت بداية حسنة لكنك طيَّنتها. في الواقع ليس هناك زوجات طيبات، والزوجات أصلاً لا يبتسمن، خاصّة زوجات الموظفين..ثم ما هذا الحوار الذي مثل قلّته؟ مَن هذه التي تقول لزوجها أهلاً ثم تكرر الأهلاً ثم تشفع كل هذا بمساء الورد ؟!
أيّة واقعيّة في هذا ؟ دعها تنهض من بين أولادها نصف مغمضة، مشعـثة الشعر، بالعة نصف كلامها ضمن وجبة كاملة من التثاؤب.. ثم اتركها تولول كالمعتاد..
(الزوجة: هذا أنت؟ إييه ماذا عليك؟ الأولاد ناموا بلا عشاء، وأنت آتٍ في هذه الساعة ويداك فارغتان . مصيبتك بألف يا سنيّة..)
الكاتب: انظر ماذا فعلت..لو تركتني أزوّده بكيس واحد من الفاكهة على الأقل، لما اضطرَّ إلى مواجهة أناشيد سنيّة .
الناقد: زوّده يا أخي. لكنك لن تكون واقعياً. ثم أن أناشيد سنيّة لن تنقص حرفاً واحداً..بل ستزيد. إن كيس الفاكهة ليس حذاءً جديداً لابنته التي تهرّأ حذاؤها، ولا هو مصروفات الجامعة لابنه الأكبر، ولا أجرة الرحلة المدرسية التي عجز ابنه الأوسط عن دفعها حتى الآن .
الكاتب: يصعب بناء الحبكة المشوّقة بوجود مثل هذه المشاكل التي لا حلَّ لها في الواقع .
الناقد: اجتهدْ..حاول أن تتخلّص من أولاده قبل مجيئه .
الكاتب: إنهم نائمون أصلاً. ماذا أفعل بهم أكثر من ذلك ؟
الناقد: دعهم نائمين..ولكن في مكان آخر. في السجن مثلاً. هذا منتهى الواقعيّة.
لا يمكن أن يكونوا في هذا العمر ولم ينطقوا حتى الآن بكلمة معكّرة لأمن الدولة !
الكاتب: وماذا أفعل بسنيّة؟ إنَّ أناشيدها ستكون أشدَّ حماسةً في هذه الحالة .
الناقد: اقتلْها بالسكتة القلبية..من الواقعي أن تموت الأم الرءوم مصدومةً باعتقال جميع أبنائها دفعةً واحدة .
الكاتب: ماذا يبقى من الفيلم إذن ؟!
الناقد: عندك الموظف .
الكاتب: ماذا أفعل بالموظف ؟
الناقد: لا تفعلْ أنت..دَعْ جاره يفعل . تخلّصْ من الجميع بضربة واحدة. الزوجة في ذمّة الله، والموظف وأولاده في ذمّة الدولة. ونصيحتي أن تقف عند هذا الحد فإذا فكّرتَ أن تذهب أبعد من هذا فستلحق بهم .
الكاتب: كأنّك تقول لي ضع كلمة (النهاية) في بداية الفيلم . أيُّ فيلم هذا؟ لا يا أخي، دعنا نواصل حبكتنا كما كنا، وبعيداً عن السياسة .
الناقد: كما تشاء . واصل .
الكاتب: (كلوز - وجه الزوجة وهي غاضبة)
(الزوجة: هذا أنت؟ إييه ماذا عليك؟ الأولاد ناموا جائعين، وأنت آتٍ كالبغل في مثل هذه الساعة ويداك فارغتان كقلب أمِّ موسى. مصيبتك سوداء يا سنيّة)
(قطع - الكاميرا على وجه الزوج - يبدو هادئاً)
( الموظف: ماذا أفعل يا عزيزتي؟ هذا قدرنا. الصبر طيّب. نامي يا عزيزتي الصباح رباح)
الناقد: هراء..هذا ليس موظفاً. هذا نبي ! بشرفك هل بإمكانك أن تتحلّى بمثل هذه الرقّة حين تختتم يومك الشاق بوجه سنيّة؟ إ نقل الكاميرا إلى وجه الموظف . كلوز رجاءً ، حتى أريك كيف تكون الواقعيّة...
(الموظف حانقاً يكاد وجهه يتفجّر بالدّم: عُدنا يا سنيّة يا بنت الـ..؟ أكلّ ليلة تفتحين لي باب جهنم؟ ألا يكفيني يوم كامل من العذاب؟ تعبت يا بنت السعالي تعبت. إذهبي إلـى الجحيم(يصفعها) إذهبي.. أنتِ طالق طالق طالق. طالق بالألف طالق بالمليون ..هه)
(الزوجة تتسع عيناها كمصائب الوطن العربي، أو كذمّة الحكومات. وتصرخ: وآآآآ ي.. وآآآآي)
(الكاميرا تنتقل إلى الأولاد. يستيقظون مذعورين على صوت أمهم الحنون يصرخ الأولاد. يزداد صراخ الموظف. قرع على الباب ولغط وراءه. تنتقل الكاميرا إلى الباب لكنها لا تلحق، الباب ينهـدم تحت ضغط الجيران، وتمتلئ الغرفة بهم ويتعلّق بعضهم بالمروحة لضيق المكان. ضجة الجيران تعلو.أحد الجيران - ولعلّه الذي يكتب التقارير - يحاول تهدئة الموقف)
(الجار: ماذا حصل؟ ماذا حصل يا أخي؟ ماذا حصل يا أختي ؟
الموظف: لعنة الله عليها .
الجار: تعوّذ من الشيطان..ما الحكاية ؟‍
الزوجة: هووووء . طلَّقَني..بعد كلِّ المرّ الذي تحمّلته منه، طلّقني .
الجار: لا. أنت عاقل يا أخي. ليس الطلاق أمراً بسيطاً .
الموظف: أبسط من مقابلتها كلّ يوم. لعنة الله عليها .
الزوجة: إسألوه يا ناس..ماذا فعلتُ له؟‍
الموظف: انقبري .
الجار: لكل مشكلة حل ياجماعة .
الموظف: لا حل .
الزوجة: يا ناس. يا بني آدم. هل هي جريمة أن أقول له لا تشتم الرئيس ؟‍!
(الجار فاغر الفم والعينين..يحدّق في وجه الموظف..إظلام)
الكاتب: وبعد ؟!
الناقد: ليست هناك مشكلة.. بعد إعدام الزوج، سيمكن الزوجة أن تعمل خادمةً لتعيل أولادها قبل إلقاء القبض عليهم في المستقبل . تصرَّفْ يا أخي. د ع أحداً من الأولاد يترك الدراسة ليعمل سمكريّاً. أدخله فـي النقابة وعلّمه كتابة التقارير أو دعه يواصل دراسته، لكن اجعل أخته تنخرط في الإتّحاد النسائي. بحبحها يا أخي. كل هذه الأمور واقعية .
الكاتب: واقعية تُوقع المصائب على رأسي.. أيّة رقابة ستجيز هذا السيناريو ؟!
الناقد: إذا أردت الواقع..أعترف لك بأنَّ الرقابة لن توافق .
الكاتب: ما العمل إذن ؟
الناقد: الواقعيّة المأمونة هي ألاّ يعود الموظف، ولا توجد سنيّة وأولادها، ولا يوجد البيت .
الكاتب: هذا أفضل .
يرفع الكاتب يده عن الدفتر..ويرفع الناقد لسانه عن النقد .
***
في اليوم التالي.. يرفع الكاتب رجليه على الفلقة، ويرفع الناقد رجليه على المروحة .
في هذا الزمن المليء بالمؤامرات والخونة.. كلُّ شيء مُراقَب !

ساري111 23-12-2003 02:43 AM

" للحقيقة أكثر من وجه "

في ليلة من الليالي...
لحظة واحدة..كان بمستطاعنا - في الحقيقة - أن نقول (في ليلة من الصباحات) فالكلام ملك أيدينا، ولا سلطة لأحد علينا، إذا أردنا تفجير اللغة قرباناً للتفاؤل . لكنَّ المشكلة - في الحقيقة - هي أن الصباحات لدينا لا تختلف عن الليالي .
نعود إلى القول إنه في ليلة من الليالي، خرج ثلاثة رجال للبحث عن الحقيقة .
وإنصافاً للحقيقة، نقول إنهم خرجوا للبحث عن الحقيقة في بلادنا بالذات، لأنها البلاد الوحيدة التي لم تكن تعرف الحقيقة .
ولمّا كان الظلام حالكاً، فقد تاه الرجال الثلاثة :
واحد منهم سقط في بئر، وذلك لأنه -في الحقيقة- لم يكن يحمل فانوساً . ويحسن بنا الانتباه إلى أن الرجل كان يملك فانوساً، لكنه لم يكن يملك نفطاً وسبب ذلك هو أزمة النفط في بلادنا !
أمّا الرجل الثاني فقد ز لق في طين أحد البساتين، فوقع على وجهه، وحين تمالك نفسه واستطاع أن يقف من جديد، لم ينسَ أن يقتلع معه شيئاً مكوّراً وبارداً، كان يستقر بين بطنه وبين الطين .
هو - في الحقيقة - لم يكن يعرف أين وقع، لأنه، هو أيضاً، لم يكن يحمل فانوساً، لغلاء النفط كما ذكرنا، ولأنه، من شدة جوعه لم يكن يحمل رأساً، وذلك - في الحقيقة - لغلاء الطعام، كما لم نذكر .
وعندما طلع الصباح، كان الرجل الأول قد وصل إلى مبنى البلدية يقطر زفتاً..أما الرجل الثاني فقد وصل بعده وهو يحمل بطيخة .
لكنَّ الرجل الثالث لم يصل إلاّ بعد ساعات من انعقاد المجلس البلدي .
لم يكن يقطر زفتاً ، ولم يكن يحمل بطيخة .
سأله رئيس البلدية : ماذا وجدت ؟
أطبق عينيه من فرط التعب، وزفر قائلاً : (لا شيء ) .
عندئذ أطرق رئيس البلدية قليلاً، ثم رفع رأسه ببطء، وأعلن بمنتهى الهدوء والحسم : معنى هذا، أيها الأخوة، أن للحقيقة أكثر من وجه . ومنذ ذلك الوقت، نشأت في بلادنا ظاهرة التحزب .
المؤمنون بحقيقة الأول شكّلوا حزباً للزفت..ومنهم تكوّنت الحكومة .
والمؤمنون بحقيقة الثاني شكّلوا حزباً للبطيخ..ومنهم تكونت المعارضة .
أمّا المؤمنون بحقيقة الثالث فقد شكّلوا حزباً محايداً، جيبه يستعطي الزفت، وقلبه يتعاطى البطيخ، ورأسه يعطي ( اللاشيء ) .
ومن هؤلاء تكونت ( الحداثة ) !

ساري111 23-12-2003 02:44 AM

" يحـدث في بـلادنـا "

* ضبـط إيـقاع :
تعلّمتْ أختي العزف على الكمان، وتعلّمتُ أنا العزف على العود . كانت أمّي تعزف على الرِّق بمهارة، وكان أبي طبالاً مرموقاً .
توسّلت إلينا المعارضة أن ننضم إلى صفوفها، حيث أن مواهبنا ضرورية جداً لمواكبة الرّقص على الحبال .
وفي الوقت نفسه توسلت إلينا الحكومة أن ننضم إلى صفوفها، حيث أن مواهبنا ضرورية جداً لمواكبة القانون .
ولا نزال في حيرة شديدة..
ما أشد حيرة أصحاب المواهب في هذا البلد المحب للفن !
* مجاملـة :
دعاني صديقي إلى العشاء، ا مس، وقدّم لي طبقاً فارغاً .
ولمّا كانت الأصول في بلادنا تقضي بردِّ الدعوة، فإنني دعوته إلى الغداء عندنا، هذا اليوم، دون أن يكون في نيّتي أن أقدّم له طبقاً فارغاً كما فعل..ذلك لأن تراثنا العائلي لا يسمح لنا باقتناء الأطباق !
لم أدر ماذا أصنع..كان الموقف محرجاً جداً..ولكي أحفظ ماء وجهي، استقبلت صديقي عند الباب بابتسامة عريضة، وصافحته بحرارة..ثم طردته فوراً .
أغلقت الباب وراءه، ثم ازدردتُ، بشهيّة، حلاوة ابتسامتي، ورحت ألعق من أصابعي حرارة المصافحة !
* ما نتعلّمه من الدنيا :
في إحصاء السكان الماضي كانت أسرتنا تتكوّن من عشرة أشخاص .
وفي الإحصاء الأخير قامت الدولة بحذف الصِّفر من العشرة !
أنا الواحد المتبقّي سأعدم بعد يومين، أمّا الصفر المحذوف فقد أُعدموا لأنهم، قبل القبض عليَّ، لم يُبلّغوا السلطة بأني خائن .
حتى الآن أستطيع القول ا نَّ العمر لم يذهب دون فائدة..لقد تعلّمت من الدنيا أنَّ الصفر في بلادنا يُساوي تسعة .
ولا ريب عندي في أن الناس، بعد إعدامي، سيتعلّمون من الدنيا أنَّ العشرة في بلادنا تساوي صفراً .

ساري111 23-12-2003 02:44 AM

" قـضـيـّة دعـبـول "

استلقى "د عبو ل" على الأرض، وشرع في تقويس ظهره ببراعة لاعب " يوغا"..وظل يتدرج في تقوّسه شيئاً فشيئاً، حتى تم له في النهاية أن يُطبق رجليه على فمه .
وحالما استكمل شكله الدائري، فتح شدقيه بشهية بالغة، ثم ابتلع نفسه .
***
ولأن العالم أصبح قرية صغيرة، فإن الخبر وصل إلى القطب الشمالي، حتى قبل أن يصل إلى "دعبول" نفسه !
جاءت، على الفور، وفود من شتى أنحاء العالم، واكتظ بيت دعبول على اتساعه بالصحافيين وعدسات التصوير وكاميرات التلفزيون وميكروفونات الإذاعات ولجان الحقوق المختلفة، حتى دعت الحاجة إلى تعطيل حركة المرور..ذلك لأن بيت دعبول هو رصيف الشارع العام .
كانت أنظار العالم كلها مصوبة إلى دعبول..وكان دعبول كلّه عبارة عن كرة مبهمة راقدة بسكون وسط الضجة العارمة .
***
صرخت مندوبة الجمعية العالمية للدفاع عن حقوق الأحذية :
من حق هذا المتوحش أن يفعل بنفسه ما يريد، لكن ليس من حقه أن يبتلع الأحذية المسكينة..إنني أطالبه، باسم جمعيتنا الموقرة، بأن يطلق سراح الفرد تين حالاً..من غير نقصا ن نعل أو مسمار .
***
وفي تلك الأثناء أصدر صندوق النقد الدولي احتجاجاً شديد اللهجة على هذا العمل الوحشي الجبان..وقال ناطق طلب عدم ذكر اسمه أن وراء احتجاج الصندوق أسباباً تنافسية، لكنه لم يُعطِ توضيحات أكثر .
***
وأصدر رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الأزرار بياناً استنكر فيه العمل البربري الذي قام به دعبول، وركز على ضرورة إنقاذ الأزرار بأسرع وقت ممكن، كما ناشد الضمير العالمي الوقوف وقفة حازمة بوجه مثل هذه الأعمال اللامسئولة . وختم بيانه بالقول : إننا نحترم رغبة هذا الدعبول في ابتلاع قميصه وبنطلونه، بل وحتى حذائه..لكن ما ذنب هذه الأزرار الصغيرة المغلوبة على أمرها، والتي لا تستطيع النطق أو الدفاع عن نفسها بأية وسيلة ؟!

وفي كوالالمبور..أعدمت السلطات رجلاً حاول أن يقلِّد دعبول..وقال مسئولون إنَّ هذا العمل يُعطي صورة بشعة للغربيين عن تخلّف سكان آسيا، وذلك حين يشاهدون واحداً منا وهو يأكل نفسه دون استعمال الشوكة والسكّين !
***
وأدلى مندوب جمعية الدفاع عن المصارين بحديث لإذاعة مونت كارلو، قال فيه إن جمعيته تندد بهذا العمل الآثم..وتطالب دعبول بالخروج حالاً من مصارينه الدقيقة والغليظة على حد سواء .
ومما جاء في الحديث قوله : إنني لم أرَ في حياتي كلها مثل هذه القسوة..ولا أدري كيف تأتّى لهذا البغل أن يخنق هذه المصارين الرقيقة بحشر نفسه فيها ! هل يظن نفسه قالباً من "الآيس كريم" ؟!
***
وناقش البيت الأبيض، في جلسات مطوّلة ما سمّاه ب" دابولز سيتيويشن"..وحذّر من احتمالات أن تعطل هذه المسألة مسيرة السلام في الشرق الأوسط..وأنحى باللاّئمة على بكين، كما حذّر إيران من مغبّة اللعب بالنار .
وفي الوقت نفسه أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً أكّد فيه أن "بلعة دعبول" تعتبر تهديداً صارخاً لأمن إسرائيل .
***
وارتفع سعر الدولار إلى أعلى معدّل له منذ سبع سنوات، فيما انخفضت أسهم نفط بحر الشمال إلى أدنى معدل لها، ولم تتوفر على الفور أية معلومات عمّا إذا كان لقضية دعبول تأثير مباشر في هذا الشأن .
***
وأدلى مندوب لجنة الدفاع عن حقوق الأقمشة بتصريح قال فيه : لا يهمنا نوع قماش قميصه أو بنطلونه..إنها مسألة مبدأ بالنسبة لنا، لا فرق إن كان قميصه من الحرير أو من الخيش..كلُّها في النهاية، أقمشة بكماء ضعيفة لا تحسن الدفاع عن نفسها..وعليه فإننا نطالب هذا الدعبول الأجرب بالإفراج عن قميصه وبنطلونه فوراً .
إن أنظار العالم تراقب معنا، بقلق شديد، معاناة هذه الأقمشة المرتهنة في جوف هذا الأحمق .
***
وأعلن أكثر من فصيل عربي معارض مسؤوليته عن بلع دعبول لنفسه، دون أن يتعرّض أيٌّ منها إلى مسألة بلع الأموال من أيّة جهة كانت..فيما نفت جميع الحكومات العربية أن يكون لها أي دور في مثل هذه(البلعة) .
وعززَّ هذا النفيَ تصريح لدبلوماسي غربي(رفض فقدان عمولاته) حيث قال أن خبرته الطويلة في الشؤون العربية تجعله يعتقد بأن هذا النوع من البلع غير متعارف عليه رسمياً لدى جميع حكومات المنطقة .
***
وأعربت الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق(البنكرياس)عن قلقها البالغ على مصير الغدّة المسكينة، واتخذت بالتعاون مع حركة الدفاع عن حقوق(الأنزيمات)إجراءات فورية لتقديم شكوى عاجلة إلى منظمة(الفيفا)على اعتبار أن دعبول في شكله الكروي الراهن، يدخل ضمن مسؤوليتها .
***
وفيما كان العالم يتابع هذه القضية بذهول وترقّب وقلق..بدا فجأة، أن كرة دعبول قد أخذت تتمدّد..
وعلى حين غرّة، انطلق منها صوت صاعق أقرب ما يكون إلى(تفوووو)..ثم استوى دعبول قائماً على قدميه حافياً عارياً !
بهت الجمهور الغفير..ولمعت فلاشات أجهزة التصوير، وتراكض مندوبوا وسائل الإعلام لتسجيل صورة إفراج دعبول عن نفسه..لحظة بلحظة .
زمجر دعبول : يا أولاد الكلب المحترمين...ما أنا إلاّ جائع ،عارٍ ،مشرّد ،عاطل عن العمل..فماذا أفعل سوى أن آكل نفسي، لأكون أنا طعامي وأنا بيتي ؟!
إنني ضحيّة كل هذه الجهات التي انكرت واستنكرت واحتجت ونددّت ونفت وأعلنت وادّعت وحذّرت، في الوقت الذي كان فمي مغلقاً بجسمي، ولا قدرة لي على الشكوى أو نفي ألاتهامات .
لقد تشرّفت، هذا اليوم، برؤية منظمات للدفاع عن حقوق كل شيء في هذه القرية الصغيرة..وها أنتم ترون أن الأحذية بخير، والأقمشة بخير، والمصارين بخير، والبنكرياس بخير، وإسرائيل بخير..وأنا الوحيد الذي ليس بخير..فلماذا لا أرى، وسط كل هذه القيامة، منظمة واحدة للدفاع عن حقوق دعبول ؟!
ستقولون، يا أولاد الكلب المحترمين، إنَّ الضغط الدولي قد أجبرني على الإفراج عن جسمي .
لا والله .. إنني، ببساطة شديدة، تقيّأت نفسي قَرَفاً من هذا العالم !
***
تقول أنباء غير مؤكّدة إن السلطات أجبرت دعبول على ابتلاع نفسه..عقوبة له لوقوفه عارياً وسط الشارع..الأمر الذي يعتبر خدشاً للحياء العام !!

ساري111 23-12-2003 02:56 AM

هذه أغلب أشعار الشاعر الكبير الفذ شاعر المنفى

(( أحمد مطر ))

فشكراً له من الأعماق ونقول له شافاك الله وعافاك وألبسك ثياب الصحة
والعافية ، مهما كتبنا بحقك فهـو قليل يا ابن
دجلة والفرات ..

وللأخوة الكرام أرجو عدم وضع تعليقات على هذه
القصائد فقد وضعت للقراءة وليس لطلب التعليق
لكم ولشاعرنا الكبير خالص الشكر والتقدير ..

العنود النبطيه 23-12-2003 12:22 PM

http://www.angelfire.com/images/lines/barbed.gif

الحارس السجين


احمد مطر


بيني وبين حارسي جدار،

وفتحة في ذلك الجدار،

يرى الظلام من ورائها وأرقب النهار،

لحارسي ولي أنا صغار،

وزوجة ودار،

لكنه مثلي هنا، جاء به وجاء بي قرار،

وبيننا الجدار،

.يوشك أن ينهار


http://www.angelfire.com/images/lines/barbed.gif

غــيــث 24-12-2003 05:21 AM

قصيدة أحمد مطر في الحجاب الذي تحاربه فرنسا



قمر توشحَ بالسَحابْ.

غَبَش توغل, حالما , بفجاجِ غابْ.

فجر تحمم بالندى

و أطل من خلف الهضابْ.

الورد في أكمامه.

ألق اللآلئ في الصدفْ.

سُرُج تُرفرفُ في السَدَفْ.

ضحكات أشرعة يؤرجحها العبابْ.

و مرافئ بيضاء

تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ.

من أي سِحرٍ جِئت أيتها الجميلهْ ؟

من أي باِرقة نبيلهْ

هطلت رؤاك على الخميلةِ

فانتشى عطرُ الخميلهْ ؟

من أي أفقٍ

ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ

و هذه الشمسُ الظليلَهْ ؟

من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ

تندلعُ الورودُ ؟

- من الفضيلَهْ.

هي ممكنات مستحيلهْ !

قمر على وجه المياهِ

َيلُمهُ العشب الضئيلُ

وليس تُدركه القبابْ.

قمر على وجه المياه

سكونه في الاضطراب

وبعده في الاقترابْ.

غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ.

وطن يلم شتاته في الاغترابْ.

روح مجنحة بأعماق الترابْ !

وهي الحضارة كلها

تنسَل من رَحِم الخرابْ

و تقوم سافرة

لتختزل الدنا في كِلْمتين :

( أنا الحِجابْ ) !

الحُسْنُ أسفرَ بالحجابِ

فمالها حُجُبُ النفورْ

نزلت على وجهِ السفورْ ؟

واهًا ...

أرائحة الزهور

تضيرُ عاصمة العطورْ ؟

أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ ؟

أيضيق دوح بالطيورْ ؟ !

يا للغرابة !

_ لا غرابهْ .

أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ.

أنا نغمة جرحت خدود الصمت

وازدردت الرتابهْ.

أنا وقدة محت الجليد

وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ.

أنا عِفة و طهارة

بينَ الكلابْ .

الشمس حائرة

يدور شِراعُها وَسْطَ الظلام

بغير مرسى

الليلُ جن بأفقها

والصبحُ أمسى !

والوردة الفيحاء تصفعها الرياح

و يحتويها السيل دَوْسا.

والحانة السكرى تصارع يقظتي

و تصب لي ألما و يأسا.

سأغادرُ المبغى الكبيرَ و لست آسى

أنا لستُ غانية و كأسا !

نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا.

نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها

جَسَدًا ونفْسا.

نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ

ذُكِرَتْ لتُنسى.

مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ

واتركي أن تتركيها

قري بمملكةِ الوقارِ

وسَفهي الملِكَ السفيها.

هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها.

وجميلة ما دُمتِ فيها.

هي مالَها من مالِها شيء

سِوى ( سِيدا ) بَنيها !

هي كلها ميراثُكِ المسروقُ:

أسفلت الدروبِ ,

حجارةُ الشرفاتِ ,

أوعيةُ المعاصِرْ .

النفطُ ,

زيتُ العِطرِ ,

مسحوقُ الغسيلِ ,

صفائحُ العَرباتِ ,

أصباغُ الأظافرْ .

خَشَبُ الأسِرةِ ,

زئبقُ المرآةِ ,

أقمشةُ الستائِرْ .

غازُ المدافئِ ,

مَعدنُ الشَفَراتِ ,

أضواءُ المتاجرْ .

وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ

هي كلها أملاكُ جَدكِ

في مراكشَ

أو دمشقَ

أو الجزائِرْ !

هي كلها ميراثك المغصوبُ

فاغتصبي كنوزَ الاغتصابْ .

زاد الحسابُ على الحسابِ

وآنَ تسديدُ الحسابْ .

فإذا ارتضتْ..أهلاً .

و إنْ لم ترضَ

فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها

إن كانَ يُزعجُها الحجابْ !



مع التحية لكل من وقف مع حرمات الله



وهذا الرابط إهداء للمهتمين


http://www.mybiznas.com/s1/

ساري111 24-12-2003 04:27 PM

" صلاة في سوهو "

أبصرتُ في بيت ِ الحرام ِ
خليفة َ ( البيت ِ الحلال )
مُتخففاً من لبسه ِ زُهداً
فليس عليهِ من كُـلّ الثياب ِ
سوى العِقال ِ !
ولو اقتضى حُكمُ الشريعة ِ خلعَـهُ
لرمى به ِ
لـكـنـهُ . . شرفُ الرجال ِ!
ورأيتُهُ يتـلو على سَـمـع الموائد ِ
ما تيسّـرَ من لآلي
من بعدما صَلى صلاةَ السهو ِ
في (( سـوهـو ))
على سَجّادة ٍ مثـل ِ الغزال ِ
تنسابُ من فرط ِ الخشوع ِ
كـحـيـة ٍ فوقَ الرمال ِ !
تنأى
فيلهجُ بالدعاء ِ لها :
تعالي !
تدنو . .
فَيُشعِـرُهُ التُـقى بالإحولال
ويرى عليها قِبلتين ِ
فقبلةً جهة َ اليمين ِ
وقبلةً جهة َ الشمال ِ
وتهزُهُ التـقـوى
فيسجدُ باتجاهِ القِـبلتينِ
فمرةً للابتهال
ومرةً للاهتبال !
لمّا رأى في مقلتي
شرر انفعالي
قطع الفريضةَ عامدا ً
وأجاب من قبلِ السؤالِ
على سؤالي :
قد حرم اللهُ الرّبا
لكنني رجلٌ
اُوظفُ ( رأس مالي )
ما بين أجساد القِصارِ
وبين أجسادِ الطوال ِ !
يا صاح
إن ( الفتحَ ) منهجُنا الرسالي !
أدري
بأن الفتح َ يُهلِكُ صِحتي
أدري
بأن السُهدَ يُذبلُ مُقلتي
لكنّ من طلبَ العُلا
سَهِـرَ الليالي !!

المشرقي الإسلامي 31-12-2003 04:45 PM

مجرد وجهة نظر
 
من أجمل ماقال أحمد مطر:
(مقتطفات)
أه.. لو لم يحفظ الله كتابه
لتولته الرقابه
ولأمست مجمل آيات الذكر الحكيم
خمس آيات كما يعجب الوالي الرجيم
قرآن كريم
صدق الله العظيم

العنود النبطيه 03-03-2004 03:28 PM


ما بعد النهاية

احمد مطر


إنني المشنوق أعلاه

على حبل القوافي

خنت خوفي و إرتجافي

و تعريت من الزيف

و أعلنت عن العهر إنحرافي

و أرتكبت الصدق كي أكتب شعرا

و إقترفت الشعر كي أكتب فجرا

و تمردت على أنظمة خرفي

و حكام خراف

و على ذلك

و قعت إعترافي

العنود النبطيه 03-03-2004 03:31 PM




الجريمة و العقاب


احمد مطر


مرة , قال أبي
إن الذباب
لايعاب
إنه أفضل منا
فهو لايقبل منا
و هو لا ينكص جبنا
و هو إن لم يلق ما يأكل
يستوف الحساب
ينشب الأرجل في الأرجل
و الأعين
و الأيدي
و يجتاح الرقاب
فله الجلد سماط
و دم الناس شراب

** **

مرة قال أبي
لكنه قال و غاب
و لقد طال الغياب
قيل لي إن أبي مات غريقا
في السراب
قيل : بل مات بداء التراخوما
قيل : جراء إصطدام
بالضباب
قيل ماقيل و ما أكثر ما قيل
فراجعنا أطباء الحكومة
فأفادوا أنها ليست ملومة
و رأوا أن أبي
أهلكه حب الشباب

الفجـــر الحزين 27-07-2005 05:32 AM

[move=right]

بقلــــم الكاتب الكبير / أحمد مطر .. منقول من : ديوان الساعة
[/move]

رقاص

يَخفِقُ ( الرقّاصُ ) صُبحاً ومَساءْ .
ويَظُنُّ البُسطاءْ
أَنّهُ يرقصُ !
لا يا هؤلاءْ .
هو مشنوقٌ
ولا يدري بما يفعلُهُ فيهِ الهواءْ !


====================
درس

ساعةُ الرملِ بلادٌ
لا تُحبُّ الإستلابْ
كُلَّما أفرغَها الوقتُ من الروحِ
استعادتْ روحَها
........ بالانقلابْ !

====================
المواكب

صامتةً
تزدحمُ الأرقامُ في الجوانبْ
صامتةً تُراقِبُ المواكبْ :
ثانيةٌ ، مَرَّ الرئيسُ المفتدى
دقيقةٌ ، مَرَّ الأميُر المفتدى .
و.. ساعةٌ ، مَرَّ المليكُ المفتدى
ويضربُ الطبلُ على خَطْوِ ذوي المراتِبْ .
تُعبِّرُ الأرقامُ عن أفكارِها
في سِرِّها.
تقولُ : مهما اختلفتْ سيماؤهمْ
واختلفتْ أسماؤهمْ
فَسُمُّهمْ مُوَحَّدٌ
وكُلُّهمْ ( عقاربْ ) !

أمين الخطيب 01-09-2005 05:47 PM

لافتات احمد مطر 1
 
الغبي

قال أبي
في أي قطر عربي
إن أعلن الذكي عن ذكائه
فهو غبي....


ذنب الشعوب

ربما الزاني يتوب
ربما الماء يروب
ربما يحمل زيت في ثقوب
ربما شمس ا لضحى
تشرق من صوب الغروب
ربما يبرأ شيطان من الذنب
فيعفو عنه غفار الذنوب
إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب
من ذنب الشعوب .



أقنعة

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلائها حطاطة و قعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا و داعكم فنونه
وقال إني راحل ما عاد لي دور هنا
دوري أنا انتم ستلعبونه
و دارت الأدوار فوق اوجه قاسية
تعدلها من تحتكم ليونة
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه
لكنكم تجرون آلف قرعة لمن ينام دونه
و غاية الخشونة, آن تندبوا قم يا صلاح الدين , قم
حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة
كم مرة في العام توقضونه
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة
و إن أتى بلهجة غريبة لا تترجمونه
دعوا صلاح الدين في ترابه و احترموا سكونه
لأنه لو قام حتما بينكم فسوف تقتلونه



نهاية المشروع

احضر سله
ضع فيها أربع تسعات
ضع صحفا منحلة
ضع مذيـاعا , ضع بوقا
ضع طبلة
ضع شمعا احمر ,ضع حبلا
ضع سكينا , ضع قفلا
وتذكر قفله
ضع كلبا يعقر بالجملة
يسبق ظله
يلمح حتى لا أشياء
و يسمع ضحك النملة
و اخلط هذا كله,
و تأكد من غلق السلة
ثم اسحب كرسيا و اقعد
فلقد صارت عندك دولة .



الحرب

تنتهي الحرب لدينا دائما إذ تبتدي
بفقاعات من الأوهام
ترغوا فوق حلق المنشد
تم ترم الله اكبر فوق كيد المعتدي
فإذا الميدان اصفر
لم أجد زاوية سالمة في جسدي
و وجدت القادة الأشراف
باعوا قطعة ثانية من بلدي
و اعدوا ما استطاعوا
من سباق الخيل و الشاي المقطر
و هو مشروب لدى الأشراف معروف و منكر
يجعل الديك حمارا
و بياض العين احمر
بلدي يا بلدي
شئت آن اكشف ما في خلدي
شئت آن اكتب اكثر
شئت لكن قطع الوالي يدي
و أنا اعرف ذنبي
أنني حاجتي صارت لدى كلب
و ما قلت له يا سيدي

أمين الخطيب 02-09-2005 12:48 AM

لافتات أحمد مطر 2
 
الطبيب

قال لي الطبيب خذ نفسا
فكدت من فرط اختناقي بالأسى
و القهر أن أجيب
لكنني خشيت أن يلمحني الرقيب
و قال مما تشتكي
أردت أن أجيب
لكنني خشيت أن يسمعني الرقيب
و عندما حيرته بصمتي الرهيب
وجه ضوءا باهرا لمقلتي
حاول رفع هامتي
لكنني خفضتها و لذت بالنحيب
قلت له معذرة يا سيدي الطبيب
أود أن ارفع رأسي عاليا
لكنني أخاف أن يحذفه الرقيب .



شكر

صدري أنا زنزانة قضبانها ضلوعي
يدهمها المخبر بالهلوع
يقيس فيها نسبة النقاء في الهواء
و نسبة الحمرة في دمائي
و بعدما يرى الدخان ساكنا في رئتي
و الدم في قلبي ,يكد دموعي
يلومني , لأنني مبذر في نعمة الخضوع
شكرا طويل العمر إذ أطلت عمر جوعي
لو لم تمت كل كريات دمي الحمراء
من قلة الغذاء ..
لانتشل المخبر شيئا من دمي
ثم ادعى بأنني شيوعي .



شهادة

في ساعة الولادة
امسكني الطبيب بالمقلوب
لكنني صرخت فوق العادة
رفضت أن أجيء للحياة بالمقلوب
فردني حرا ا إلى والدتي
قال لها تقبلي العزاء يا سيدتي
هذا فتى موهوب
مصيره في صمته مكتوب
و قبل أن يغادر العيادة
قبلني ثم بكى و وقع الشهادة .



العربي

في مطا ر أجنبي
حدق ا لشرطي بي
قبل أن يطلب أوراقي
و لما لم يجد عندي لسانا و شفه
زم عينيه و أبدى اسفه
قائلا , أهلا و سهلا , يا صديقي العربي.



الذنب

يعوي الكلب
إن أوجعه الضرب
فلماذا لا يصحو الشعب
و على فمه ينهض كلب
و على دمه يقعي كلب
الذل بساحتنا يسعى
فلماذا نرفض أن نحبو
و لماذا ندخل أبرهة في كعبتنا
و نأذن للكعبة رب
نحن نفوس يأنف منها العار
و يخجل منها العيب
و تباهي فيها الأمراض
و يمرض فيها الطب
حق علينا السيف و حق الضرب
لا ذنب لنا ,لا ذنب لنا , نحن الذنب .....



البقاء

وضعوني في إناء ثم قالوا لي تأقلم
و أنا لست بماء , أنا من طين السماء
و إذا ضاق إنائي بنموي يتحطم
خيروني بين موت و بقاء
بين أن ارقص فوق الحبل
أو ارقص تحت الحبل
فاخترت البقاء , قلت اعد م
فاخنقوا بالحبل صوت الببغاء
و أمدوني بصوت ابدي يتكلم.



الإمام


حدثنا الإمام
في خطبة الجمعة
عن فضائل النظام
و الصبر و الطاعة و الصيام
و قال ما معناه
إذا أراد ربنا مصيبة بعبده ابتلاه
بكثرة الكلام
لكنه لم يذكر الجهاد في خطبته
و حين ذكرناه،
قال لنا عليكم السلام
و بعدها قام مصليا بنا
و عندما أذن للصلاة
قال نعم إله إلا الله.



السكتة القلبية


لي صاحب في الكلية الطبية
تأكد المخبر من ميوله الحزبية
وقام باعتقاله حين رآه مرة
يقرأ عن تكون الخلية
وبعد يوم واحد
افرج عن جثته بحالة أمنية
في رأسه رفسة بندقية
في صدره قبلة بندقية
في ظهره صورة بندقية
لكنني حين سألت عن أمره
حارس الرعية
اخبرني أن وفات صاحبي
قد حدثت بالسكتة القلبية.

أمين الخطيب 02-09-2005 01:21 AM

لافتات أحمد مطر 3
 
الحرية


حين ولدت ألفيت على مهدي قيدا
ختموه بوشم الحرية
و عبارات تفسيرية
يا عبد العزة كن عبدا
و كبرت و لم يكبر قيدي
و هرمت و لم اترك مهدي
لكن لما تدعو المسئولية
يطلب داعي الموت الردة
فأكون لوحدي الأضحية
ردوا الإنسان لأعماقي
و خذوا من أعماقي القردة
أعطوني ذاتي كي افني ذاتي
ردوا لي بعض الشخصية
كيف تفور النار بصدري
و أنا أشكو البرد
كيف سيومض برق الثأر بروحي
ما دمتم تخشون الرعد
كيف أغني و أنا مشنوق أتدلى
من تحت حبالي الصوتية
كي اعرف معنى الحرية
و أموت فداء الحرية
أعطوني بعض الحرية.



قفا نبكي


أيها الناس قفا نبكي على هذا المآل
رأسنا ضاع فلم نحزن
و لكنا غرقنا في الجدال عند فقدان النعل
لا تلوموا نصف شبر
عن صراط الصف مال
فعلى آثاره يلهث أقزام طوال
كلهم في ساعة الشدة آباء رغال
لا تلومهم، فما كان فدائيا بإحراج الإذاعات
و ما باع الخيال في دكاكين النضال
هو منذ البدء ألقى نجمة فوق الهلال
و من الخير استقال
هو إبليس، فلا تندهشوا
لو أن إبليس تمادى في الضلال
نحن بالدهشة أولى من سوانا
فدمانا صدرت راية فرعون
و موسى فلق البحر بأشلاء العيال
و لدى فرعون قد حط الرحال
ثم ألقى الآية الكبرى
يدا بيضاء من دل السؤال
افلح السحر، فها نحن بيافا نزرع الـقات
و من صنعاء نجني البرتقال
أيها الناس لماذا نهدر الطاقة في قيل و قال
نحن في أوطاننا أسرى على أية حال
يستوي الكبش لدينا و الغزال
فبلاد العرب قد كانت و حتى اليوم هذا ما تزال
تحت نيل الاحتلال
من حدود المسجد الأقصى
إلى البيت الحلال............



اعترافات كذاب


بملء رغبتي أنا ودونما إرهاب
اعترف الآن لكم بأنني كذاب
وقفت طول الأشهر المنصرمة
أعذكم بالجمل المنمنمة
وأدعي أني على صواب
وها أنا أبرأ من ضلالتي
قولوا معي اغفر و تب
يا رب يا تواب
قلت لكم إن فمي في احرفي مذاب
لأن كل كلمة مدفوعة الحساب
لدى الجهات الحاكمة
استغفر الله فما اكذبني
فكل ما في الأمر أن الأنظمة
بما أقول مغرمة
و إنها قد قبلتني في فمي
فقطعت لي شفتي من شدة الإعجاب
قلت لكم بأن بعض الأنظمة
غربية لكنها مترجمة
وأنها لأتفه الأسباب
تأتي على دبابة مطهمة
فتنشر الخراب
و تجعل الأنام كالدواب
و تضرب الحصار حول الكلمة
استغفر الله فما اكذبني
فكلها أنظمة شرعية جاء بها انتخاب
وكلها مؤمنة تحكم بالكتاب
وكلها تستنكر الإرهاب
وكلها تحترم الرأي و ليست ظالمة
وكلها مع الشعوب دائما منسجمة
قلت لكم، إن الشعوب المسلمة
رغم غناها معدمة
وإنها بصوتها مكممة
وإنها تسجد للأنصاب
وإن من يسرقها
يملك مبنى المحكمة
ويملك القضاة و الحجاب
استغفر الله فما اكذبني
فها هي الأحزاب تبكي
لدى أصنامها المحطمة
و هاهو الكرار يدحو الباب
على يهود الظالمة
وهاهو الصديق يمشي
زاهدا مقصر الثياب
وهاهو الدين لفرط يسره
قد احتوى مسيلمة
فعاد بالفتح بلا مقاومة
من مكة المكرمة
يا ناس لا تصدقوا فإنني كذاب.



لا تهاجر

لا تهاجر، كل من حولك غادر
كل ما حولك غادر
لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة
و على نفسك من نفسك حاذر
هذه الصحراء ما عادت أمينة
هذه الصحراء
في صحرائها الكبرى سجينة
حولها ألف سفينة
وعلى أنفاسها مليون طائر
ترصد الجهر
وما يخفى بأعماق الضمائر
وعلى باب المدينة
وقفت خمسون طينا
حسب ما تقضي الأوامر
تضرب الدف و تشدو
أنت مجنون و ساحر، لا تهاجر
أين تمضي رقم الناقة معروف
وأوصافك في كل المخافر
و كلاب الريح تجري
و لدى الرمل أوامر
أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر
خفف الوطء قليلا
فأديم الأرض من هذي العساكر،
لا تهاجر
اخفي إيمانك،
فالإيمان استغفره إحدى الكبائر
لا تقل انك شاعر
تب فان الشعر فحشاء و جرح للمشاعر
أنت أمي فلا تقرأ و لا تكتب
و لا تحمل يراعا أو دفاتر
سوف يلقونك في الحبس
و لن يطبع آياتك ناشر
امض إن شئت وحيدا
لا تسل أين الرجال
كل أصحابك رهن الاعتقال
فالذي نام بمأواك أجير متآمر
و رفيق الدرب جاسوس عميل للدوائر
و ابن من نامت على جمر الرمال
في سبيل الله كافر
ندموا من غير ضغط واقروا بالضلال
رفعت أسماءهم فوق المحاضر
و هوت أجسادهم تحت الحبال
امض إن شئت وحيدا
أنت مقتول على أية حال.
سترى غارا فلا تمشي أمامه
ذلك الغار كمين يختفي حين تفوت
و ترى لغما على شكل حمامة
و ترى آلة تسجيل على هيئة بيت العنكبوت
تلقط الكلمة حتى في السكوت
ابتعد عنه و لا تدخل و إلا ستموت
قبل أن يلقي عليك القبض
فرسان العشائر
أنت مطلوب على كل المحاور،
لا تهاجر،
اركب الناقة و اشحن ألف طن
قف كما أنت و رتل سورة النسف
على رأس الوثن
انهم قد جنحوا للسلم
فاجنح للذخائر
ليعود الوطن المنسي
منصورا إلى ارض الوطن.



الآرمذ و الكحال

هل، إذا، بأس، كما
قد، عسى، لا، إنما
من، إلى، في، ربما
هكذا سلمك الله
قل الشعر لتبقى سالمـا
هكذا لن تشهق الأرض
ولن تهوي السماء
هكذا لن تصبح الأوراق أكفانا
ولا الحبر دما
هكذا وضح معانيك
دواليك ، دواليك
لكي يعطيك واليك فما
وطني يا أيها الآرمذ ترعاك السماء
اصبح الوالي هو الكحال
فابشر بالعمى.



يوسف في بئر البترول

سبع سنابل خضر من أعوامي
تدوي يابسة في كف الأمل الدامي
ارقبها في ليل القهر
تضحك صفرتها من صدري
وتموت فتحيـى آلامي
يا صاحب سجني نبأني
ما رأيا مأساتي هذي
فأنا في أوطان الخير
ممنوع منذ الميلاد من الأحلام
و أنا اسقي ردي خمرا بيدي اليمنى
واليسرى تتلـقى أمرا بالإعدام
وارى شعري موثـقا في أيدي الحكام
وارى قبري ممنوعا في كل بلاد
وارى ملك الموت يجرجر روحي
ابد الدهر ما بين نظام و نظام
وارى حول البيت الأسود بيتا أبيض
يجري بثياب الإحرام
يرمي الجمرات على صدري
ويقبل خشم الأصنام
ويحد السيف على نحري يوم النحر
وأرى سبع جواري كالأعلام
غص بهن ضمير البحر
تحمل عرش عزيز النصر
بطل العنف الثوري
وعروش الأنصاب الأخرى و الآزلام
واراها تحت الأقدام
تشجب ذل الاستسلام
وتنادي بجهاد عذري
من يد تأتي من سابع ظهر
يمضي بالفتح إلى النصر
ويخط سطور الإقدام
ويعيد الفتح الإسلامي
بصهيل الروليت الجامح
من فوق الرايات الخضر
أو تطويق عذارى الشرك بيوم الثأر
فوق الخصر وتحت الخصر
منذ حلول الليل و حتى الفجر
وأنا ارقد في غيابة بئري
اشرب فقري
رهن البرد ورهن الظلام
وتمر السيارة تشري
من بقيا جلدي و عظامي
نيران بنادقها المزروعة في صدري
بالمجان و تطلب خفض السعر
و ألو الآمر لا أحد يدري في أمري
منشغلون إلى الآبطان بتطبيق الإسلام
كف تمسك كأس القهوة
والأخرى تمتد لظهر غلام
يطمع في جنات تجري
حين يطيع ولي الآمر.



الثور و الحظيرة


الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر
فثارت العجول في الحظيرة ،
تبكي فرار قائد المسيرة
وشكلت على الأثر محكمة و مؤتمر
فقائل قال قضاء و قدر
وقائل لقد كفر
وقائل إلى صقر
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة
لعله يعود للحظيرة
وفي ختام المؤتمر
تقاسموا مربطه و جمدوا شعيره
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة
لم يرجع الثور، و لكن ذهبت ورائه الحظيرة.



اللسان

اذكر ذات مرة أن فمي كان به لسان
و كان يا مكان يشكو غياب العدل و الحرية
و يعلن احتقاره للشرطة السرية
لكنه حين شكى
أجرى له السلطان جراحة رسمية
من بعد ما اثبت بالأدلة القطعية
أن لساني في فمي زائدة دودية
-- -- -- -- -- -- -- -- --
لا تسألوا كيف اختفت لافتتي الشعرية
فهذه الأوطان تعتقل الفأس
إذا ما حلت الأوثان
و هذه الأوطان تودع الملاك دوما
عندما تستقبل الشيطان
و هذه الأوطان إذا أتاها ظالم
تذبح كل طائر مغرد و زهرة برية،
لأنها تخشى على شعوره
من منظر الحرية
حلفتكم بالله ألا تلمسوا أوثاري الصوتية
يا ناس إني صامت،
و احمد الله إذا لم اعتقل بتهمة الكتمان
فالشاعر الشريف في أوطاننا
يدان أو يدان
يا سادتي تلك هي القضية.

أمين الخطيب 02-09-2005 02:07 AM

لافتات أجمد مطر 4
 
الشاعر

كان وحده،
شاعرا سعر للشيطان خده
حين كان الكل عبده
و احتوى في الركعة الأولى يد الفأس
و ألقى هامة اللات لدى أول سجدة
فتسامت به أرواح السماوات
و لكن وقفت كل كلاب الأرض ضده
تمضغ العجز، و تشكو شدة الضعف لدى اضعف شده
لم يكن معجزة
لكن صوت الكلمة، يبعث الخوف بقلب الأنظمة
فتظن الهمس رعدة.
كان وحده،
شاعرا مد السماوات لحافا، و طوى الأرض مخده
فغدت تهفو إلى نعليه تيجان الرؤوس المستبدة
و الأذى يخطب وده
غير أن النسمة السكرى
إذا مرت به تجرح خده
لم يكن معجزة
لكن مجد الكلمة،
كلما أجرى جبان دمه، رد دمه
و بنى في موضع الطعنة مجده.
كان وحده،
شاعرا يرهب حد السيف حده
و تخاف النار برده،
و يخاف الخوف عنده
لم تـقيده قيود القهر
لكن هو من قيد قيده
و رمى الرعب بقلب الجند
لما أضحت الأحرف جنده
و بحرف اعزل،
ارهب سيف الأنظمة
لم يكن معجزة
لكن صدق الكلمة
يطعن السيف بورده
كان وحده،
لدغ الكلمة في المهد،
و حين اجتاز مهده
وجد الحبل معدا،
والقرارات معده
فأعاد القول،
لكن مهده اصبح لحده
فاكتبوا في الخاتمة،
رحم الله قتيل الأنظمة
و اكتبوا
لا رحم الله ولاة الأمر بعده.



الانحناء


أنا من تراب و ماء
خذوا حذركم أيها السابلة
خطاكم على جثتي نازلة
و صمتي سخاء
لان التراب صميم البقاء
و أن الخطى زائلة
و لكن إذا ما حبستم بصدري الهواء,
سلوا الأرض عن مبدأ الزلزلة
سلوا عن جنوني ضمير الشتاء
أنا الغيمة المثقلة
إذا أجهشت بالبكاء
فان الصواعق في دمعها مرسلة
اجل إنني انحني ,
فاشهدوا ذلتي الباسلة
فلا تنحني الشمس
إلا لتبلغ قلب السماء
ولا تنحني السنبلة
إذا لم تكن مثقلة
و لكنها ساعة الانحناء
تواري بذور البقاء
فتخفي برحم الثراء
ثورة مقبلة
اجل إنني انحني تحت سيف العناء
و لكن صوتي هو الجلجلة,
و ذل انحنائي هو الكبر ياء
لأني أبالغ في الانحناء
لكي ازرع القنبلة ..



بأي آلاء


غفت الحرائق ,
أسبلت أجفانها سحب الدخان
الكل فان ,
لم يبق إلا وجه ربك ذو الجلالة و اللجان
و لقد تفجر شاجبا و منددا و لقد أدان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
و له الجواري السائرات بكل حان
و له القيان ,
و له الإذاعة دجن المذياع لقنه البيان
الحق يرجع بالربابة و الكمان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
عقد الرهان ,
و دعا إلى نصر الحوافر بعدما قتل الحصان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
و قضية حبلى قد انتبذت مكانا ,
ثم أجهضها المكان
فتململت من تحتها وسط الركام قضيتان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
من ما ت ما ت ,
ومن نجى سيموت في البلد الجديد من الهوان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
في الفخ تلهت فأرتان
تتطلعان إلى ا لخلاص على يد القطط السمان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
خلق المواطن مجرما حتى يدان
و الحق ليس له لسان
و العدل ليس له يدان
و السيف يمسكه جبان
و بدمعنا و دمائنا سقط الكيان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
في كل شبر من دم ,
سيذاب كرسي و يسقط بهلوان
فبأي آلاء الشعوب تكذبان.

محمد العاني 24-11-2005 11:44 AM

بخط يد أحمد مطر
 
http://www.arab3.com/images/133.jpg]

[ [IMG]IMG]http://www.arab3.com/upload/images/Nov05/dftr-altdh_clock3.jpg[/IMG][/IMG]

[IMG]http://www.arab3.com/upload/images/N...tr-altdh_4.jpg[/IMG]

[IMG]http://www.arab3.com/upload/images/N...8.jpg[/IMG]

العنود النبطيه 29-11-2005 09:45 AM




'' غـزل بوليـسي''


شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ !
ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ :
فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ
وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ .
وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ
وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ !
ما هـذا ؟
هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا
إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟
خُـذْ نَفَسَـاً ..
إسـألْ عن لَيلـى ..
رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ
يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ .
حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ
تَضَـعُ المِئـزَرْ !
قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا
في مـا حَمَلـوا
فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ .
خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنتَـرْ)
في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ
وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ !

**
ذاكَ قَضيّتُـهُ لا تُذكَـرْ :
لَـونٌ أسمَـرْ
وَابنَـةُ عَـمٍّ
وأَبٌ قاسٍ .
والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ :
سَـيفٌ بَتّـارٌ
وحِصـانٌ أَبتَـرْ .
أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ:
قَدَمــايَ على الأَرضِ
وقلـبي
يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ !

**
مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ
لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً ..
غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ
ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ
صِـفْ عَيْنيهـا
صِـفْ شَفَتيهـا
قُـلْ فيهـا بَيتـاً واتركْهـا ..
ماذا تَخسَـرْ ؟
هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟!

**
حَسَـناً .. حَسَـناً ..
سَـاُغازِلُها :
عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ .
شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ .
...................................
قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ .
قامَتُهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ،
وَضَفيرتُها .. مِشنَقَـةٌ ،
والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ !
لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ
وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ .
فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ
والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ .
كالحاكِـمِ .. تهجُرني ليـلى .
كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلا !
كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو
كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ .
مالي منها غـيرُ خَيـالٍ
يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ
كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ !
ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي،
وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ !

**
يكفـي يا شاعِرَنا ..
تُشكَـرْ !
قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى
لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ
أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ !
هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟!

**
قُلتُ لكـم .
أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ .
هـذا ما عِنـدي ..
عَقْـرَبـةٌ
تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ!
مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا
مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ !
لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ .
عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي
وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ .
كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي
وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟!

romio_2005_1 10-12-2005 08:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً على غذاء العقل هذا ونرجوا الموزيد

المشرقي الإسلامي 01-03-2006 03:56 AM

الراحلة

هذا ما ألفنا طول رحلتنا المديده
لا تأسفي لنفوق راحلةٍ هوت
من ثقل جملتنا المفيده
فعلى الطريق سنصطفي أخرى جديده
وإذا وهت كلّ الجمال
عن احتمالك واحتمالي
فليكن
قدمي أحدّ من الحديد
وخطوتي أبداً وطيده
لا.. ما تعبت
ولو ظللت أسير عمري كلّه
فوق اللّظى
سيظلّ يفعمني الرّضا
ما دمت طاهرة حميدة
ماذا أريد وأنت عندي؟
يا ابنتي
لو قدموا الدّنيا وما فيها
مقابل شعرة من مفرقيك
لقلت: دنياكم زهيدة
وطن أنا
بين المنافي أحتويك مشرداً
كي لاتظلّي في البلاد معي شريدة
وأنا بنورك يا ابنتي
أنشأت من منفاي أوطاناً
لأوطاني الطّريدة
لكنّها بهرت بأنوار السطوع
فآنست لعمي الخضوع
ومرغت أعطافها بالكيد
حتى أصبحت وهي المكيدة
ماهمّني؟
كلّ الحتوف سلامة
كلّ الشقاء سعادة
ما دمت حتّى اليوم سالمةً سعيدة
لاقصد لي في العيش
إلاّ أن تعيشي أنت
أيتها القصيدة
هيّا بنا..
لفّي ذراعك حول نحري
والبدي في دفء صدري
كي نعود إلى المسير
فإنّ غايتنا بعيده
ودعي التّلفّت للوراء
فقد هوى عما هًوت
وصف الفقيدة
هي لم تذق معنى المنيّة حرةً
معنا
ولا عاشت شهيدة
لاتحزني يوماً عليها
واحزني دوماً لها
لم ننف عنها.. إنّما
نفيت، لقلّة حظّها، عنّا الجريدة
أحمد مطر

صمت الكلام 08-04-2006 05:40 AM

ما اجمل قصائد شاعر الحرية احمد مطر
احمد مطر هو صوت الضمير العربي
هو جريح الوطن

....


لو سقط الثقب من الإبرة!
لو هوت الحفرة في حفرة!
لو سكِرت قنينة خـمره!
لو مات الضِّحك من الحسرة!
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا
وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ.. لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملاً
أن يصبح، يوماً، إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية.. حرة !

صمت الكلام 04-06-2006 12:36 PM

دمعـة على جُثمـان الحُريّـة


أنـا لا أكتُبُ الأشعـارَ
فالأشعـارُ تكْتُبـني
أُريـدُ الصَّمـتَ كي أحيـا
ولكـنَّ الذي ألقـاهُ يُنطِقٌـني
ولا ألقـى سِـوى حُزُنٍ
على حُزُنٍ
علـى حُزُنِ.
أَأكتُبُ "أنّني حيٌّ" على كَفَني؟
أَأكتُبُ "أنَّني حُـرٌّ"
وحتّى الحَرفُ يرسِـفُ بالعُبوديّـهْ؟
لقَـدْ شيَّعتُ فاتنـةً
تُسمّى في بِـلادِ العُربِ تخريبـاً
وإرهـاباً
وطَعْناً في القوانينِ الإلهيّـهْ
ولكنَّ اسمَهـا
واللـهِ
لكنَّ اسمَها في الأصْـلِ
.. حُريّــهْ !

القاضى الكبير 29-11-2006 11:21 PM

شكرا جزيلا والف تحية للشاعر الكبير / احمد مطر
ولمن نقل لها هذه الالام - التى تدمى قلوبنا جميعا

فى زمان ضاعت فيه القيم وفسدت الذمم , واصبحت العروبة شيئا بغيضا
وساد الامريكان والكفرة ومن يعاونهم من المرتزقة والفجرة
------------------------------------------
القاضى الكبير

خالد جعدان 11-02-2007 11:53 PM

احمد مطر
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي

وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.

وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.

وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.

ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،

يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العربي .
يتميز شعره بالبساطه وقوة التعبير
وأغلب شعره من المنثور وله قصيده واحده مقفاة
مطلعها:
وثنٌ تضيق برجسهِ الأوثانُ
وفريسةٌ تبكي لها العقبانُ
لك التقدير والاحترام

محمد دخيسي أبو أسامة 15-02-2007 11:27 PM

يعتبر شعر أحمد مطر من الأشعار المكثفة دلاليا، لذلك لا ينبغي أن نقف في دراسته على المعطيات المقدمة في النص، بل يجب دائما العودة إلى السياقات التعبيرية السالفة.
وهذا الأمر مقصود من طرف الشاعر لأنه يكتب الشعر المقروء وليس المنشد كما كان حال الشعر العربي العمودي منذ العصر الجاهلي إلى عصر النهضة العربية. فقد تحول مفهوم الشعر إلى رؤيا كما حددها ابن عربي في الفتوحات المكية واقتبسها أدونيس باعتباره صاحب الريادة في الدراسات النقدية الحداثية، ثم في المغرب حيث ظهر محمد بنيس مكملا لهذا المفهوم وباحثا عن أسس الحداثة الشعرية وتحولاتها. ا فشعر أحمد مطر شعر دلالي بامتياز ورؤيوي من حيث المقصد، ذلك أنه يكتب كي يتدبر المتلقي المعاني الكامنة، ويشعر بقيمة وجماليته في أبعادها الاجتماعية والدينية والسياسية. وهو بذلك نقد سياسي لل,ضاع، وحل جذري لمعطياته.

الفارس 05-03-2008 12:05 AM

مرور
 
يَمُرُّ الغَمامْ.

لِيُشعِلَ رُوحَ النَّباتِ

ويُطفيءَ حَرَّ الأُوامْ.

يَمُرُّ الغَمامُ مُرورَ الكِرامْ.

***

يَمُرُّ الضيِّاءْ.

لِيَغسِلَ عَينَ السُّباتِ

ويَمسحَ وجْهَ الظلامْ.

يَمُرُّ الضيّاءُ مُرورَ الكِرامْ.

***

يَمُرُّ الحَمامْ.

لِيَصدَحَ بالأغنياتِ

ويَطرَحَ ثوبَ السَّلامْ.

يَمُرُّ الحَمامُ مُرورَ الكِرامْ.

يَمُرُّ الأَنامْ.

لِفَرْضِ السُّباتِ

وقَرْضِ النَّباتِ

وَمَحْوِ صَدي الأُغنياتِ

وَإطفاءِ رُوحِ الحياةِ

وَنَشْرِ الظّلامِ

وَقَتْلِ السَّلامْ.

يَمُرُّ اللّئامُ.. يَمُرُّ اللّئامْ!.

السيد عبد الرازق 07-03-2008 02:19 PM

[FRAME="11 70"]شكرا للجميع هذا المجهود الطيب .
نفعنا الله بما ينشر.
وشكرا للشاعر الغيور علي أمته أحمد مطر.
للجميع التحية والتقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإليكم جميع قصائد أحمد مطر.
[/FRAME]http://www.alsakher.com/images/topics/matar1.gif
[FRAME="13 70"]المقالات قراءة تعليقات
مرور 3765 14
بلاد السواد 2468 18
وصفة 1156 5
آخر الزمان 1712 10
يا نصيب 896 2
رد اعتبار 1160 3
قيام ! 805 0
الضريبة 748 0
حكمة مُضادّة 868 1
الحرباء 724 2
حالة غامضة ! 1033 11
الإصلاح من الداخل ! 996 2
نضال 587 1
الخارجون على فطرتهم ! 1039 3
المؤبد ! 728 5
طبيعة ناطقة 591 2
احزرْ.. واربَحْ 910 1
بُعد نظر 930 3
سقف الحرية 1205 2
تعزية 1560 8



شعر أحمد مطر . هنا ديوانه كاملا.
http://www.alsakher.com/auther.php?query=&topic=17
المقالات قراءة تعليقات
الأمل الوحيد / أحمد مطر 2260 25
العاطل عن نفسه / أحمد مطر 10482 173
البحث عن الذات / أحمد مطر 13594 34
خَـرج ولم يعد / أحمد مطر 23381 1423
أفيون / أحمد مطر 13411 1467
ثلاثون / أحمد مطر 24359 24
هجمةٌ مرتدّة ..! / أحمد مطر 15795 671
حكمة مُضادّة / أحمد مطر 9671 844
الحرباء / أحمد مطر 12725 1903
فردوس الأبالسـة / أحمد مطر 11840 765
نضال / أحمد مطر 11026 1402
المؤبد / أحمد مطر 8413 621
بلاد العجائب / أحمد مطر 19292 1597
بيزنطة ! / أحمد مطر 6996 1584
الخرافة / أحمد مطر 14053 1443
ضحايا الإنقاذ / أحمد مطر 15522 3301
المعجزة ..!! / أحمد مطر 15761 2076
الإبريق ..!! / أحمد مطر 15152 707
قِفــوا ضِــدِّي ...!! / أحمد مطر '' جديد '' 32592 727
الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنـــوب / أحمــد مطر 17593 681

المقالات قراءة تعليقات
الإنذار الأخير ...! / أحمد مطر 23431 672
حبيب الملاعين ! (جديد) 74528 2608
ذكرى ! / أحمد مطر 29935 954
أمثولة الكائنات ...! / أحمــد مطر 75043 84
القــــرابين 76529 108
في سبيل المجـد ..!! 26595 665
إصعــــــــــــــد ......! / أحمد مطر 68464 2554
'' غـزل بوليـسي'' قصيدة غزلية لأحمد مطر 61681 703
الحسن أسفر بالحجاب ..... 29718 680
شعواط الأصم ..!! / أحمد مطر 20963 646
ما أصعب الكلام ( إلى ناجي العلي) جديد 23366 22
لهذا الإله أُصعّرُ خدّي ! ؟؟! ( في بوش) / أحمد مطر 25484 727
أنا ،،،، إرهــــابي ....!! 18738 675
ديوان الســــــــاعة 59047 48
أَعِـد عيني لكي أبكـي علـى أرواح أطفـالِك ..!! ( أحمد مطـر) 20332 651
سيرة ذاتية 13312 15
وطنا لله .. يامحسنين ... 14698 657
فكرت ....................!!! 9535 15
سفارة .......... 7750 12
رقاص الساعة.......... 6469 6
المقالات قراءة تعليقات
لا نامت أعين الجبناء ..! 9300 11
عصر العصــر والسحق 7305 15
لا فتات ... نارية 16751 15
[/FRAME]

محى الدين 19-08-2008 11:06 PM

جزاك الله خيرا الأخ : الكريم على هذا المجهود الرائع


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.