ديوان عنترة العبسى ......
 

شكرا أخي محيي الدين هذا الجهد الطيب المبارك .
جزاك الله عنه خيرا .
تحياتي وكامل تقديري
أكمل بارك الله فيك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مهفهفة و السحر

3-أشاقك من عبل

أَشَاقَكَ مِن عَبـلَ الخَيـالُ المُبَهَّـجُ
فَقَدتَ الَّتِي بَانَـت فَبِـتُّ مُعَذَّبـاً
كَأَنَّ فُـؤَادِي يَومَ قُمـتُ مُوَدِّعـاً
خَليلَيَّ مَا أَنسَاكُمـا بَل فِدَاكُمـا
أَلِمَّا بِمَـاءِ الدُّحرُضَيـنِ فَكَلَّـما
دِيَارٌ لِذَاتِ الخِدرِ عَبلَـةَ أَصبَحَـت
أَلا هَل تُرَى إِن شَطَّ عَنِّي مَزَارُهـا
فَهَـل تُبلِغَنِّـي دَارَهـا شَـدَنِيَّـةٌ
تُرِيكَ إِذا وَلَّت سَنَامـاً وَكَاهِـلاً
عُبَيلَـةُ هَـذَا دُرُّ نَظـمٍ نَظَمتُـهُ
وَقَد سِرتُ يَا بِنتَ الكِرامِ مُبـادِراً
بِأَرضٍ تَرَدَّى المَاءُ مِـن هَضَباتِهـا
وَأَورَقَ فِيهَا الآسُ وَالضَّالُ وَالغَضـا
لَئِن أَضحَتِ الأَطلالُ مِنهَا خَوَالِيـاً
فَيا طَالَما مَازَحـتُ فِيـهَا عُبَيلَـةً
أَغَنُّ مَليحُ الـدَّلِّ أَحـوَرُ أَكحَـلٌ
لَهُ حاجِبٌ كَالنُّونِ فَـوقَ جُفونِـهِ
وَرِدفٌ لَهُ ثِقلٌ وَخَصـرٌ مُهَفهَـفٌ
وَبَطـنٌ كَطَـيِّ السَّابِرِيَّـةِ لَيِّـنٌ
لَهَوتُ بِها وَاللَّيـلُ أَرخَى سُدولَـهُ
أُرَاعِي نُجُومَ اللَّيلِ وَهـيَ كَأَنَّهـا
وَتَحتِيَ مِنهَا سَاعِـدٌ فِيـهِ دُملُـجُ
وَإِخوَانِ صِدقٍ صَادِقينَ صَحِبتَهُـم
تَطُوفُ عَلَيهِم خَندَرِيـسٌ مُدَامَـةٌ
أَلاَ إِنَّهـا نِعـمَ الـدَّواءُ لِشَـارِبٍ
فَنُضحِي سُكَارَى وَالمُدامُ مُصَفَّـفٌ
وَمَا رَاعَنِي يَـومَ الطِّعـانِ زُهوقُـهُ
فَـأَقبَـلَ مُنقَضّـاً عَلَـيَّ بِخَلقِـهِ
فَلَـمَّا دَنَا مِنِّـي قَطَعـتُ وَتينَـهُ
كَأَنَّ دِمَاءَ الفُرسِ حِيـنَ تَحَـدَّرَت
فَوَيلٌ لِكِسرَى إِن حَلَلـتُ بِأَرضِـهِ
وَأَحـمِلُ فِيهِـم حَملَـةً عَنتَرِيَّـةً
وَأَصدِمُ كَبشَ القَـومِ ثُـمَّ أُذيقُـهُ
وَآخُذُ ثَأرَ النَّـدبِ سَيِّـدِ قَومِـهِ
وَإِنِّـي لَحَـمَّـالٌ لِكُـلِّ مُلِمَّـةٍ
وَإِنِّي لأَحـمِي الجَارَ مِن كُلِّ ذِلَّـةٍ
وَأَحمِي حِمَى قَومِي عَلى طُولِ مُدَّتِي
فَدُونَكُـمُ يَا آلَ عَبـسٍ قَصيـدَةً
أَلاَ إِنَّهـا خَيـرُ القَصَائِـدِ كُلَّـها

4- عفت الديار

عَفَتِ الدِّيـارَ وَباقِـيَ الأَطـلالِ
وَعَفا مَغانِيَـها وَأَخلَـقَ رَسـمَها
فَلَئِن صَرَمتِ الحَبلَ يَا ابنَةَ مـالِكٍ
فَسَلِي لِكَيما تُخبَـرِي بِفَعائِلِـي
وَالخَيلُ تَعثُـرُ بِالقَنـا فِي جَاحِـمٍ
وَأَنا المُجَرَّبُ فِي المَواقِـفِ كُلِّـها
مِنهُم أَبِي شَـدَّادُ أَكـرَمُ والِـدٍ
وَأَنا المَنِيَّةُ حِيـنَ تَشتَجِـرُ القَنـا
وَلَرُبَّ قِرنٍ قَد تَرَكـتُ مُجَـدَّلاً
تَنتابُهُ طُلـسُ السِّبـاعِ مُغـادَراً
وَلَرُبَّ خَيلٍ قَد وَزَعـتُ رَعيلَـها
وَمُسَربَلٍ حَلَقَ الحَديـدِ مُدَجَّـجٍ
غادَرتُهُ لِلجَنـبِ غَيـرَ مُوَسَّـدٍ
وَلَرُبَّ شَربٍ قَد صَبَحتُ مَدامَـةً
وَكَواعِبٍ مِثلِ الدُّمَـى أَصبَيتُـها
فَسَلِي بَنِي عَكٍّ وَخَثعَمَ تُخبَـرِي
وَسَلِي عَشائِرَ ضَبَّـةٍ إِذ أَسلَمَـت
وَبَنِي صَبـاحٍ قَد تَرَكنـا مِنهُـمُ
زَيداً وَسوداً وَالمُقَطَّـعَ أَقصَـدَت
رُعناهُمُ بِالخَيـلِ تَـردِي بِالقَنـا
مَن مِثلُ قَومِي حِينَ يَختَلِفُ القَنـا
يَحمِلنَ كُلَّ عَزيزِ نَفـسٍ بَاسِـلٍ
فَفِدىً لِقَومِـي عِندَ كُلِّ عَظيمَـةٍ
قَومِي صَمامِ لِمَن أَرادوا ضَيمَهُـم
وَالمُطعِمـونَ وَما عَلَيهِـم نِعمَـةٌ
نَحنُ الحَصَى عَدَداً وَنَحسَبُ قَومَنا
مِنَّا المُعيـنُ عَلَى النَّـدَى بِفَعالِـهِ
إِنَّا إِذا حَمِسَ الوَغَى نُروِي القَنـا
نَأتِي الصَّريخَ عَلَى جِيـادٍ ضُمَّـرٍ
مِن كُلِّ شَوهَاءِ اليَدَيـنِ طِمِـرَّةٍ
لاَ تَأسِيَـنَّ عَلَى خَليـطٍ زَايَلُـوا
كَانُوا يَشُبُّونَ الحُروبَ إِذا خَبَـت
وَبِكُلِّ مَحبوكِ السَّـراةِ مُقَلِّـصٍ
وَمُعاوِدِ التَّكـرَارِ طَـالَ مُضِيُّـهُ
مِن كُـلِّ أَروَعَ لِلكُـماةِ مُنـازِلٍ
يُعطِي المَئيـنَ إِلَى المَئيـنَ مُـرَزَّأً
وَإِذا الأُمـورُ تَحَوَّلَـت أَلفَيتَهُـم
وَهُمُ الحُماةُ إِذا النِّسَاءُ تَحَسَّـرَت
يُقصونَ ذَا الأَنفِ الحَمِيِّ وَفيهِـمُ
المُطعِمونَ إِذا السُّنـونُ تَتابَعَـت

4-قف بالديار
قِف بِالدِّيـارِ وَصِـح إِلَى بَيدَاهَـا
دَارٌ يَفوحُ المِسـكُ مِن عَرَصاتِهـا
دَارٌ لِعَبلَـةَ شَـطَّ عَنـكَ مَزَارُهـا
مَا بَالُ عَينِـكَ لاَ تَمُـلُّ مِنَ البُكَـا
يَا صَاحِبِي قِـف بِالمَطايَـا سَاعَـةً
أَم كَيـفَ تَسـأَلُ دِمنَـةً عادِيَّـةً
يَا عَبلَ قَد هَامَ الفُـؤادُ بِذِكرِكُـم
يَا عَبلَ إِن تَبكِـي عَلَـيَّ بِحُرقَـةٍ
يَا عَبـلَ إِنِّي فِي الكَريهَـةِ ضَيغَـمٌ
وَدَنَت كِباشٌ مِن كِبـاشٍ تَصطَلـي
وَدَنَا الشُّجاعُ مِنَ الشُّجاعِ وَأُشرِعَت
فَهُناكَ أَطعَنُ فِي الوَغَـى فُرسَانَهـا
وَسَلِي الفَوَارِسَ يُخبِـروكِ بِهِمَّتِـي
وَأَزِيدُهـا مِن نَارِ حَربِـي شُعلَـةً
وَأَكُرُّ فِيهِـم فِي لَهِيـبِ شُعَاعِهـا
وَأَكـونُ أَوَّلَ ضَـارِبٍ بِمُهَـنَّـدٍ
وَأَكونُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشَـى الوَغَـى
وَالخَيـلُ تَعلَـمُ وَالفَـوَارِسُ أَنَّنِـي
يَا عَبـلَ كَـم مِن فَـارِسٍ خَلَّيتَـهُ
يَا عَبـلَ كَـم مِن حُـرَّةٍ خَلَّيتُـها
يَا عَبـلَ كَم مِن مُهـرَةٍ غادَرتُهـا
يَا عَبـلَ لَو أَنِّـي لَقيـتُ كَتِيبَـةً
وَأَنَـا المَنِيَّـةُ وَابـنُ كُـلِّ مَنِيَّـةٍ

5-لا يحمل الحقد
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلُو بِهِ الرُّتَـبُ
وَمَن يِكُن عَبدَ قَـومٍ لاَ يُخالِفُهُـم
قَد كُنتُ فِيمَا مَضَى أَرعَى جِمالَهُمُ
للهِ دَرُّ بَنِـي عَبـسٍ لَقَـد نَسَلُـوا
لَئِن يَعِيبُوا سَوَادِي فَهوَ لِي نَسَـبٌ
إِن كُنتَ تَعلَمُ يَا نُعمانُ أَنَّ يَـدِي
اليَومَ تَعلَـمُ يَا نُعمـانُ أَيَّ فَتَـىً
إِنَّ الأَفَاعِي وَإِن لانَـت مَلامِسُهـا
فَتَىً يَخُوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِمـاً
إِن سَلَّ صَارِمَهُ سَالَـت مَضارِبُـهُ
وَالخَيلُ تَشهَدُ لِي أَنِّـي أُكَفكِفُهـا
إِذَا التَقَيتَ الأَعَـادِي يَومَ مَعرَكَـةٍ
لِـيَ النُّفُـوسُ وَلِلطَّيـرِ اللُحـومُ
لاَ أَبعَـدَ اللهُ عَن عَينِـي غَطارِفَـةً
أُسودُ غَابٍ وَلَكِن لاَ نُيـوبَ لَهُـم
تَحدُو بِهِم أَعوَجِيَّـاتٌ مُضَمَّـرَةٌ
مَا زِلتُ أَلقَى صُدُورَ الخَيلِ مُندَفِقـاً
فَالعُميُ لَو كَانَ فِي أَجفَانِهِم نَظَرُوا
وَالنَّقعُ يَومَ طِرَادَ الخَيلِ يَشهَدُ لِـي