حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   القطار الأخير .. ! (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=77838)

محمد الحبشي 02-04-2009 08:55 AM

القطار الأخير .. !
 
القطار الأخير .. !



http://www.airssforum.com/mwaextraedit2/frames/tl3.gif

قطار آخر يمرّ من أمام عينيه مسرعا ..

لم يتبق سوى القليل .. قطار واحد فقط ..

تبدو الدقائق عمرا بأكمله ..

ذكَره مشهد محطة القطار بحياته هو ..

أوقاتٌ يعلوها الضجيج .. وأخرى يغلفها سكون مخيف ..

وما بينهما .. لحظات

إهتزت الأرض من حوله وعلا الضباب هذا الافق الساجى ..

القطار الأخير .. يندفع إلى المحطة كاعصار مخيف ..

تأمله المسافر بنظرة بين إعجاب وخوف ..

كثور هائج ينفث دخان غضبه ، لكنه ما لبث ان استكان بين أحضان فتاة ..

وجوه تلتقى وتفترق فى ساعة من نهار ..

ملامح تترك إنطباعا يدوم فقط للحظات ..

عجيبة هى الحياة ..

أو ليس هذا المكان صورة منها ..

هذا الشعور .. حين تشعر أن أحدا ما يبتسم لك وأنت لا تراه ..

شعور جميل حدّ الخوف .. ومخيف حدّ الجمال ..

يلتفت .. ولكن من أين له هذه الزاوية تحديدا !

هناك .. خلف زجاج النافذة .. هناك يجلس هو ..

يبتسم لك .. وحدك .. من بين هذا الجمع الحاشد ..

أنا ؟! من داخلك تنطق بها فى صمت وذهول ..

لم تكن ثمة إجابة لهذا التساؤل ..

حين افاق الوحش النائم كأنما وخزه سكين ..

ليطلق صفيره المزعج ويرحل براكب القطار بعيدا ..

قدرٌ يجمعهما للحظات .. ويمضى ..

يبتسم المسافر لهذه الفكرة ..

مجنونة قد تكون ، لكن ما أحلى الجنون ..

يمسك حقيبته ويشير إلى أول حافلة مسرعة إلى المحطة التالية ..

لحظات .. لاحت فى الافق سحابة ضباب كثيف ..

هذه المرة ..

يغزل من خيوط الأمل إبتسامة عذبة ..

قلبه يخفق يخفق ..

وفى ثغره باقة من ورود ..

يقدمها لهذا الغريب ..

مغلفةَ بأحرف .. شـ ـكـ ـر ا

ورحلة إلى حيث يكون ..


http://www.airssforum.com/mwaextraedit2/frames/tl3.gif
http://www.airssforum.com/mwaextraedit2/frames/tl3.gif







الحياة لحظات نمضيها فى محطة قطار ..

لاتضيعها بين زحام المحطة وضجة المسافرين ..

نحتار دوما أى قطار نستقل وأى موعد نرحل فيه ..

قد تؤدى كل الطرق إلى روما ..

لكن قطارا بعينه قد يحمل لنا المفاجآت ..

فإن عثرت عليه .. لا تتردد

كن مغامرا كهذا المسافر ..

لا تهتم لهذا الزحام ..

ولا هذا الضجيج ..

ولا سرعة تسلل هذا القطار بعيدا عنك ..

إذا أعجبك مقعد ما فى آخر الزاوية ..

لا تتردد فى سؤال صاحبه بكل جرأة وحماسه إن كان بإمكانك الجلوس إلى جانبه ..

لا يهم رأى المسافرين عنك..

ففى آخر الرحلة يمضى كلّ إلى طريقه ..

لا يهم رأى صاحب المقعد الخالى فى جرأتك ..

قد يكون تردد هو فى سؤالك إن كان بإمكانك الجلوس إلى جانبه ..


http://www.airssforum.com/images/smilies/smile.gif


الجنرال 2009 02-04-2009 11:47 AM

مشكووووووووووور وااااااااااصل

ريّا 02-04-2009 07:14 PM

هذا الشعور .. حين تشعر أن أحدا ما يبتسم لك وأنت لا تراه ..

شعور جميل حدّ الخوف .. ومخيف حدّ الجمال ..

سيدي الكريم ,,,,,,,,,وردة ناصعة البياض لقلمك الراقي ,,,,,,,,,شكرآ لنبضك

كن بخير ,,,,,,,,,,,ريا مرت من هنا

السهيلي 09-04-2009 02:32 PM

جميل ما باح به قلمك هنا...
تحيتي وتقديري

الجنرال 2009 09-04-2009 11:11 PM

http://alwhda.info/vb/imgcache2/1027.gif

الفارس 12-04-2009 08:48 PM

هكذا العمر
قطار يمضي مسرعا يتوقف في محطات
ويعيد المسير مرات تدفعها مرات
والنهاية التي يؤول إليها معروفة لدى الجميع
ما يدفعنا نحو الاستمرار هو ذلك الضوء الخافت
من اخر النفق المظلم
يلوح بيديه لنا
كأنه الأمل في غد أفضل
ويأتي النفق تلو النفق
ويبزغ فجر ثم فجر
ليبدد ظلام الليل
لكن هل من جديد؟

قد تكون الجرأة جميلة
لكن عند من استعذب الخوف حتى اتخذه خلا
تكون الجرأة ألما
والامل احلى
لكن من استعذب الألم واليأس
ووجد فيهما حياته وأنسه وسلواه
لن يستعذب الأمل بهذا القدر

تناسي الصافرة المزعجة
اهملها او تعودها
ولا تنزعج منها كل مرة كأنها أول مرة
فكثيرة هي الصافرات
وكثير هو الصخب الذي نستعذبه

دوما للأشياء عدة مسميات
ليس المهم ماذا نسميها
المهم أن نمارسها برضا وقناعة

حبي لك يابن النيل

المشرقي الإسلامي 08-03-2010 06:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب محمد الحبشي :
قبل الدخول إلى النص أجد أننا في مصر صارت لنا ذكريات غير بهيجة مع القطار، ولعل هذا القطار الأخير الذي أراه في نصك هو أحد قطاراتنا المتجهة من وإلى الصعيد!
فكرة القطار من الأفكار التي كثر استخدامها في الأعمال الفنية بكل أشكالها وذلك للتوازي في الدلالة الرمزية بين القطار والحياة بشكل واضح ، حتى إننا نجد أحيانًا في كتابات الصحف "فرصة لمن فاتهم قطارالتعليم". لقد كان النص على درجة كبيرة من التركيز في الفكرة .
والعبارات الآتية كلها كانت تشير إلى أن محاولتك هذه اتخذت شكلاً كان التركيز فيه على صورة القطار منعزلاً عن كل شيء خارجي ،ليكون العمر ذلك القطار الذي لابد أن يركز الإنسان فيه كل جهده ولا يشتت بالمشتتات الخارجية إطلاقًا .
النص كان فيه نزوع فلسفلي يجعل الفكرة مختلفًا على طبيعتها هل هي الفكرة عن الإنسان أم الكفاح في الحياة ؟ أم الفرصة التي لا تتكرر ؟ وكان الاستخدام المجازي قليلاً ولكنه جميلاً لأنه يتماشى مع الفلسفة التي لا تريد التزيّن بالكلمات وإنما تتتخذ منها أداة لترسيخ وجود المعنى.
كذلك كانت العبارة شعور جميل حد الخوف ومخيف حد الجمال عبارة رائعة أعطت المواءمة بين
الجمال والخوف باعتبارهما وجهين لعملة واحدة وهي الكفاح واللذة المعنوية.
وهذا الذي يبتسم لك من بعيد ربما يكون هو ذلك الأمل الذي هو مخبوء في الغيب حتى لحظة تحققه الفعلية .
النص بعد ذلك كان الجزء الثاني منه شارحًا للجزء الأول ، وهذا يقع في منطقة خطاب تختلف تمامًا عن النص الأول ولا أستطيع القول بأنه يعاب على المبدع استخدامه وإنما يمكن القول بأنك ربما رأيت أو شعرت أن في النص ما لا يتمكن القارئ العادي منه ،فذهبت بأناملك صوب القارئ العادي لتجعل فهمه فكرة ما معتمدًا على فهمه ما سبقه منها.
النص جميل للغاية ، ويحتمل التأويلات المختلفة باختلاف الوجهة المنظور إليه منها ، وفي مناطق ما من العمل شعرت أن ثمة سينيمائية تطغى على النص ، وشعرت بشكل أو آخر أن أسلوبًا مماثلاً لأسلوب الأفلام الوثائقية (والأصح أن نقول وثقية لأن المفرد وثيقة وياء فعيلة تحذف عند النسب)كان حاضرًا في النص مما يعني تركّز الفكرة في ذهنك وحرصك على الخروج بها بقدر كبير من النجاح المتخذ التصوير من الناحية السينيمائية-لا الصور الفنية- أداة أساسية لهز
عمل رائع أمتعتنا به ، وفي انتظار القطار الذي يعود بك إلى الخيمة مرة أخرى.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.