فرح امى فرح فلسطين: فى (9) التاسعة من عمرى ، ابحث عن قنابل
فرح امى فرح فلسطين: فى (9) التاسعة من عمرى ، ابحث عن قنابل فى اواخر ديسمبر كانون الاول 2008 كنت اسكن ضاحية تل الهوى ، وقد شنت قطعان الصهاينة هجوما واسع النطاق ، فكانت المقاومة تنتظر وطئء اقدامهم ، وعندما لاحت اجلاحهم ، بين خريطة البروج ورسم السماء ، كانت الفهود تقتنص الطرائد ، ففرت تلك القطعان رعبا وهلعا ولعنت سؤ الطالع. الدّوّارة ريشتى باتجاه الريح تلعب مرحا مع طاحونات الهواء وانا اضحك اضحك ، بدعاب سفح المروج ، لن اعرف قطيعا وحشيا قادما ، ولا اعرف ما يدخل من السكين فى المقبض ، لكنى احسس بنوبة غضب فى كوفية والدى ، واسمع قرع طبول يزداد تدريجيا كشريط مستدقّ الطّرف ، فاصمت وهلة ، وصمتى مفهوما كشراع مشدود يحدد اتجاه السفينة . يبدآ فجآة لحن اغنية ويشتد ، ثم يحكم الشدّ ويمط الى اقصى سلالة مدى ، يحيط طاحونات الهواء سماط كغيمة مثقلة بالمعاناة والكبريت فترتطم رعدا بآكداس الريح وهى حبلى بنقالة الجرحى. السّلوْة فى اعلى التل قد طوتها موجات القطيع بمنآى عن انظار الفهود ، فاضحت كلفيفة من ورق البَرْدى ، واكليل الجبل وماء الورد اختفى من غير فهم ، وحديقة الورد من القعر اقتلعت مقتولة ، وابو الحناء ماعاد يكرر تصحيح لحنه والسنونو الحزين. ومابين براءة الطفولة ووحشية القطيع اتخيل العابى حينا ، ومراجيح اصحابى حينا اخر ..فوجدت خيطا ليس له نهاية ، تبعته غائرا فى احياء الدبابير التى لم اسمع طنينها قبل ، لكن اختفى الخيط والطنين بعد برهة ، وتعالت صيحات الله اكبر فى الافق البعيد جدا . وامضيت متخيلا الوان العابى و اصوات اصحابى كرنيين رذاذ المطر وزغردة عصافيرالتل رغم تطايرشظايا المدافع وسحب دخان القصف العنيف قربى وحولى ... فجآة وقعت اسيرا كباقى اطفال فلسطين ، فاجبرنى كبير القطيع ان افتش بيوت التل بيتا بيتا ، للتحقق مما اذا كانت تلك البيوت قد الغمت بالمتفجرات ولعب اصحابى ، لا اعرف عن ماذا افتش. كان اللون الازرق يجذبنى واللون الاحمر يعزف عن رؤيتى ، وابتسم للون ولجعير القطارات التى صمتت فجاة ، واهازيج ابناء التل يوم تدور طاحونات الهواء .. وانا ساع افتش ؛ لااعرف ، عن ماذا افتش. حاولت ارى تل الهوى بين التلول ، خلسة رايئته يميل للاختفاء كاكليل الجبل وماء الورد من شدة وقع القنابل المتناثرة ودخان الانفجارات ..وانا ساع افتش. كنت مجردا من اي حماية اثناء بحثى ، لا اعرف ، عن ماذا ابحث . هل ابحث عن فلسطين ، و سحابة واحدة طلت ثم رافقتنى الدرب كانت تمطر ضحكات اولاد العرب ، فآجمع القَطَرْ قطرة قطرة لكى إلعب واضحك ، لكن ؛ المطر كان يبحث عن سحابه هو الآخر!.. هكذا اجبرونى ؛ هكذا ابحث ، ابحث عن قنابل لا عن فلسطين ابحث. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.