حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   الشاعر الفلسطيني الراحل . محمود درويش سير (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=73266)

أم أسامة 11-08-2008 09:47 PM

الشاعر الفلسطيني الراحل . محمود درويش سير
 

مات الشاعر الشيوعي محمود درويش .. الذي أعلن عداءه لله تعالى ولأنبياءه في أكثر من موضوع في كتاباته وشعره .. والذي يعترف بنفسه فى حوار له مع الشاعر اللبنانى سامر أبوهواش بانتماءه للحزب الشيوعي الإسرائيلي !!! حيث قال: (كان انجذابي الى الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان يطرح قضايانا ويدافع عنا كأقلية ضمن المجتمع الإسرائيلي، كنا نعتبره حزبنا والمدافع عنا).

* يقول محمود درويش:
( نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير )، ديوان محمود درويش: ص 24.

ويقول:
( هكذا الدنيا
وأنت الآن يا جلاد أقوى
وُلد اللهُ
وكان الشرطي )، ديوان محمود درويش: ص 264 ، 266 ، 268.

ويقول: ( يومُكِ خارج الأيام والموتى
وخارج ذكريات الله والفرح البديل )، ديوان محمود درويش: ص 554.
* ويقول محمود درويش:
( ولم يسأل سوى الكُتَّاب عن شكل الصراع الطبقي
ثم ناداه السؤال الأبدي الاغتراب الحجري
قلت: من أي نبي كافر قد جاءك البعد النهائي؟ )، ديوان درويش ص 591.

وفي خطاب آخر يوجهه إلى "الأخضر"، الرمز الذي يمتدحه ويثني عليه غاية الامتداح والثناء، ويقول له:
( يا أخضر! لايقترب الله كثيراً من سؤالي ...
ولتحاول أيها الأخضر
أن تأتي من اليأس إلى اليأس
وحيداً يائساً كالأنبياء )، ديوان درويش: ص 634 - 635.

و يقول محمود درويش:
( صار جلدي حذاء للأساطير والأنبياء )، ديوان محمود درويش ص 292.

وفي مقطوعة طويلة مليئة بالشتائم والعداوة والاستهانة بالدين ورموزه وقضاياه عنوانها "تلك صورتها، وهذا انتحار العاشق"، أورد هنا أسطراً منها يقول فيها:
( لا لنبوءة العرّاف
يومك خارج الأيام والموتى
وخارج ذكريات الله والفرح البديل )، ديوان محمود درويش ص 554.

( والليل سقف اللص والقديس
قبعة النبي وبزة البوليس

فالحمد لله على زوال هذا النجس.

منقول ...

السيد عبد الرازق 12-08-2008 01:26 AM

لقد رحل محمود درويش إلي الله جل جلاله الذي خلقه كتب عليه الفناء والموت وهو عنده الآن .
شكرا يا أم أسامة فهو من عرب 48 الذين كانوا يعيشون في اسرائيل

عبداللطيف أحمد فؤاد 12-08-2008 02:17 PM

اذكروا محاسن موتاكم

سيدي حرازم يطرونس 12-08-2008 02:36 PM

مالك وللشعر يا..... بنية !
 
عقبى لك يا أم أسامة أن تموتي أنت أيضا.
بعد أن تقصدي أمريكا الكافرة.. للعلاج.

ولم لا.. أن يكشف عليك الدكتور شيبرد (رغم انك مسلمة).. في غريز أناتومي.

لكن، تكون السكتة القلبية.
آمين.

:)

ALMASK 12-08-2008 03:53 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة سيدي حرازم يطرونس
عقبى لك يا أم أسامة أن تموتي أنت أيضا.
بعد أن تقصدي أمريكا الكافرة.. للعلاج.

ولم لا.. أن يكشف عليك الدكتور شيبرد (رغم انك مسلمة).. في غريز أناتومي.

لكن، تكون السكتة القلبية.
آمين.

:)

hgsghl ugdml ; vpl, hggi ; fvmhji
استغفر الله هادي سلام عليكم و رحمة الله و بركاته كتبتها بلعربية بفرنسية سبحان الله
أولا يا اختي أم اسامة جميلة (ان شاء الله)
اقول في اول: الله يرحم شهدا
و اقول ليك انت مجاهد في سبيل الله و محمود درويش مجاهد كانيت كيما تشي غيفارا كيما قالونا في تلفيزيون هنا : جزائر كعبة ثوار و مجاهد
ايمال اسمعيني مليح:
متنبي قال في شعر انه يشك في الله كيما قال: الا فتى يورد الهندي هامته .. كيما تزول شكوك الناس و التهم
كان زوالي يتكلم على كافور اخشيد ملك تاع ماصر
و ابو نواس ضي الله عنه كان كانيت يقول اشيا مريب
و ابو عتاهية اتهموه و هو شاعر زهد و لحكمة انه لا يوءمن بلبعث و نشر و الاشهار
و سيدي حرازم في قرن 17 ايضا كان يوقف قصعة طعام على عكاز و يغرق سفن عدو في بحر لكن بكول اساف قالو هدا يستعين بامريكا
ايمال يا اختي احترمي صندوق
ادا كان يونس (صلى الله عليه و آله و سلم تسليما كتير و بعد) دهب مغاضبا ربه و هو نبي
علاش تحرمي هدا رجل يتكلم الى ربو بهدا اسلوب فيه رمزية انت ماتفهميش فيها والو ...و انا تانيت لا افهمه:rolleyes:
ايا سلام عليكم جماعة
و كونوا اخوة في انسانية سواء كان مسلم
الحوب هو صح
بلا حب دنيا تصبح فيها افاة اجتماعية

هـــند 12-08-2008 03:59 PM

اول مرة نشوف وحدة تفرح منين تموت الناس :New10:

DR.ali 12-08-2008 04:33 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة سيدي حرازم يطرونس
عقبى لك يا أم أسامة أن تموتي أنت أيضا.
بعد أن تقصدي أمريكا الكافرة.. للعلاج.

ولم لا.. أن يكشف عليك الدكتور شيبرد (رغم انك مسلمة).. في غريز أناتومي.

لكن، تكون السكتة القلبية.
آمين.

:)

أهلا سيدي حرازم يطرونس

وينك !

أشتقنا لردودك المتألقة منها والرامية ولا تسألني عن المعنى .

DR.ali 12-08-2008 04:40 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة The Mask
hgsghl ugdml ; vpl, hggi ; fvmhji
استغفر الله هادي سلام عليكم و رحمة الله و بركاته كتبتها بلعربية بفرنسية سبحان الله
أولا يا اختي أم اسامة جميلة (ان شاء الله)
اقول في اول: الله يرحم شهدا
و اقول ليك انت مجاهد في سبيل الله و محمود درويش مجاهد كانيت كيما تشي غيفارا كيما قالونا في تلفيزيون هنا : جزائر كعبة ثوار و مجاهد
ايمال اسمعيني مليح:
متنبي قال في شعر انه يشك في الله كيما قال: الا فتى يورد الهندي هامته .. كيما تزول شكوك الناس و التهم
كان زوالي يتكلم على كافور اخشيد ملك تاع ماصر
و ابو نواس ضي الله عنه كان كانيت يقول اشيا مريب
و ابو عتاهية اتهموه و هو شاعر زهد و لحكمة انه لا يوءمن بلبعث و نشر و الاشهار
و سيدي حرازم في قرن 17 ايضا كان يوقف قصعة طعام على عكاز و يغرق سفن عدو في بحر لكن بكول اساف قالو هدا يستعين بامريكا
ايمال يا اختي احترمي صندوق
ادا كان يونس (صلى الله عليه و آله و سلم تسليما كتير و بعد) دهب مغاضبا ربه و هو نبي
علاش تحرمي هدا رجل يتكلم الى ربو بهدا اسلوب فيه رمزية انت ماتفهميش فيها والو ...و انا تانيت لا افهمه:rolleyes:
ايا سلام عليكم جماعة
و كونوا اخوة في انسانية سواء كان مسلم
الحوب هو صح
بلا حب دنيا تصبح فيها افاة اجتماعية

سيدي حرام يطرونس وسيد البراءة ذا ماسك

لازم نحتفل أحتفال تحضره كل اليوزرات المحترمة والغير محترمة " من باب أخوة في انسانية" .

سيدي حرازم يطرونس 12-08-2008 08:56 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة DR.ali
أهلا سيدي حرازم يطرونس

وينك !

أشتقنا لردودك المتألقة منها والرامية ولا تسألني عن المعنى .


أهلا حبيب ألبي والشكر لك على ردك المعطر بنكهة بسيبيسة وقعقلة.... ولا تسألني ما المعنى فأنا أيضا لا أعرف. :rolleyes:

أنا في الجبال.. أصول وأجول وأصطاد الأرنب والحلوف.. وفي وقت فراغي أنزل البحر. وسأستمر لأني في عطلة لمدة شهر.
وبصدق ما جعلني أنزل لأيام قليلة، هو موت درويش رحمه الله، فقد قيل لي أن قناة فلسطين الفضائية تقدم أمسيات شعرية في كل يوم، حدادا واحتفاءا بالشاعر الكبير الذي، والحق أقول لك، كان له الفضل في تحبيب وتقريب اللغة العربية إلى قلبي.
محمود درويش الذي ظل يجسد المنفى في حياته كما في مماته، شاعر فلسطين والبندقية والثورة والقهوة والزيتون، درويش الذي وصف أمريكا بالطاعون والطاعون أمريكا، ويغادرنا بغتة وقد ترك حصان الشعر وحيدا.
كان أستاذي يعتقد أن أحسن طريقة لنحب العربية ليس في استظهار القواعد الجافة أو إعراب الجمل أو تصريف الأفعال بين ماض ومضارع وأمر، وصيغ للمعلوم وأخرى مبنية للمجهول.. بل كانت طريقته هي الشعر، جاء ذات صباح متأبطا جهاز تسجيل قديم مغبر ومكسور الباب، يطل منه شريط أبيض متسخ، وبعد ضغطة على زر play انطلق صوت يصدح : سجل أنا عربي.
بعد برهة صرنا نردد القصيدة وقد حفظناها عن ظهر قلب..
ورقم بطاقتي خمسون ألف.
كل الذين ولدوا في السبعينات والثمانينات وأصيبوا بلوثة الشعر والكتابة مدينون لمحمود درويش، ولعلي أعترف أنه لولا قصائده الذي غناها مارسيل خليفة أو غيره، لما انفتحت عيناي على معجم اللغة ومنجم العربية المليء بالجواهر واللآلئ والمعادن النفيسة.
ومنذ ذلك اليوم صرت ألتهم كل ما يكتبه درويش، أحببت عكا وحيفا وريتا قبل أن أعرف مواقعها على الخريطة، أحببت فلسطين، أدمنت مجلة الكرمل، فدرويش لم يكن سيد الشعر بل إنه فارس النثر.. وأحببت كل الأصدقاء من معين بسيسو إلى سميح القاسم.
الخلاصة...
أحببت العربية.
وأحببتكم.
تحياتي.
كزهر اللوز أو أبعد.

DR.ali 12-08-2008 11:13 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة سيدي حرازم يطرونس

أهلا حبيب ألبي والشكر لك على ردك المعطر بنكهة بسيبيسة وقعقلة.... ولا تسألني ما المعنى فأنا أيضا لا أعرف. :rolleyes:

أنا في الجبال.. أصول وأجول وأصطاد الأرنب والحلوف.. وفي وقت فراغي أنزل البحر. وسأستمر لأني في عطلة لمدة شهر.
وبصدق ما جعلني أنزل لأيام قليلة، هو موت درويش رحمه الله، فقد قيل لي أن قناة فلسطين الفضائية تقدم أمسيات شعرية في كل يوم، حدادا واحتفاءا بالشاعر الكبير الذي، والحق أقول لك، كان له الفضل في تحبيب وتقريب اللغة العربية إلى قلبي.
محمود درويش الذي ظل يجسد المنفى في حياته كما في مماته، شاعر فلسطين والبندقية والثورة والقهوة والزيتون، درويش الذي وصف أمريكا بالطاعون والطاعون أمريكا، ويغادرنا بغتة وقد ترك حصان الشعر وحيدا.
كان أستاذي يعتقد أن أحسن طريقة لنحب العربية ليس في استظهار القواعد الجافة أو إعراب الجمل أو تصريف الأفعال بين ماض ومضارع وأمر، وصيغ للمعلوم وأخرى مبنية للمجهول.. بل كانت طريقته هي الشعر، جاء ذات صباح متأبطا جهاز تسجيل قديم مغبر ومكسور الباب، يطل منه شريط أبيض متسخ، وبعد ضغطة على زر play انطلق صوت يصدح : سجل أنا عربي.
بعد برهة صرنا نردد القصيدة وقد حفظناها عن ظهر قلب..
ورقم بطاقتي خمسون ألف.
كل الذين ولدوا في السبعينات والثمانينات وأصيبوا بلوثة الشعر والكتابة مدينون لمحمود درويش، ولعلي أعترف أنه لولا قصائده الذي غناها مارسيل خليفة أو غيره، لما انفتحت عيناي على معجم اللغة ومنجم العربية المليء بالجواهر واللآلئ والمعادن النفيسة.
ومنذ ذلك اليوم صرت ألتهم كل ما يكتبه درويش، أحببت عكا وحيفا وريتا قبل أن أعرف مواقعها على الخريطة، أحببت فلسطين، أدمنت مجلة الكرمل، فدرويش لم يكن سيد الشعر بل إنه فارس النثر.. وأحببت كل الأصدقاء من معين بسيسو إلى سميح القاسم.
الخلاصة...
أحببت العربية.
وأحببتكم.
تحياتي.
كزهر اللوز أو أبعد.

ويلومني فيك صاحب المشاعر المرهفة ، وهنيئا لك بصيدك الحيواني والشعري .


ولا تهتم فيمن يقيم محكمة ( جنة ونار) على ناس فضاء امرها لخالقها ، رغم اختلافتنا يبقى العقل صيغة العاقل . شكرا لك

زهير الجزائري 12-08-2008 11:40 PM

الشيوعية ليست كفرا
وانا شيوعى انتمى للجبهة الشيوعية الاسلامية الوطنية العلمانية الجزائرية وهو حزب محضور لم يعتمد بعد ولما يعتمد راح نقطع القاعدة تقطيع في الجزائر
رحم الله الشهيد محمود درويش

ALMASK 13-08-2008 08:41 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة DR.ali
سيدي حرام يطرونس وسيد البراءة ذا ماسك

لازم نحتفل أحتفال تحضره كل اليوزرات المحترمة والغير محترمة " من باب أخوة في انسانية" .

تبارك الله عليك يا دكتور علي
لازم تكون دعوة للحوب و تسمح
و الله يرحم شهدا دايما
و يوزرات مرحبا بيها لكن في علمك شي موهم: انا قررت بعد عطلة نكتب هنا في فوروم تقافي
لاني بصراحة راحة كنت غافل على قدرتي جبار في كتابة
و الآن لقيت ناس هنا في فوروم تقافي عندهم مستوى قريب من مستوى تاعي
لدلك هدا فوروم راح يكون فوروم نخبوي
و شكرا و سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نسيت نقولك شي موهم: في رايك قملة في توقيع يتيمة نجت من اعصار اجيلينا جولي ندخلها معي لهدا فوروم و الا لا؟:rolleyes:
ايا صحتو

ALMASK 13-08-2008 08:53 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة سيدي حرازم يطرونس



أنا في الجبال.. أصول وأجول وأصطاد الأرنب والحلوف.. وفي وقت فراغي أنزل البحر.

سيدي حرازم يا لاله
بين لجبال يا لاله
سابعة رجال
ويلي و يلي و يلي
يا رجنا فلعالي:New2:

و يوجد كانيت قصيدة وحد اخرى:
يا داني داينيا لاله
انا و غزيلي فجبل نلقط نوار
لشاعرة عظيمة : شيحة ريميتي
الله يرحمها
راهم تواصلو هادو زوج عمالق هي و محمود درويش

موهم
كنت حايب نقولك ياا سيدي حتى انا كنت عطلة في club des pins
و راح قريب اكتب على هاد تجربة في عيش داخل اسوار ممنوعة على زوالي و مواطن بسيط
و كيف ابناء سلطة و رجال (نساء سورتو) سلطة يلوثو محيط و بيئة
و كيف تكون هناك la frime : بنت رايحة لشاطئ تحط 2 كيلو ماكياج على وجهها و كيف طفيلة ديالي ربي يحفظها كانت مشوكية مسكينة من هادو ناس على هاديك قلتلها و راس رجاء الصالح مانزيدو نجو هنا لو اعطوني فندق شيراتون لي وحدي هنا مرة لجاية :... نيف و لخسارة:rolleyes:

ربي معاك يا مولاي سيدي حرازم
ابقى صيد حلوف في مكان حقيقي و ايضا في فيرتويال
و شكرا و سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

DR.ali 13-08-2008 09:03 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة The Mask
تبارك الله عليك يا دكتور علي
لازم تكون دعوة للحوب و تسمح
و الله يرحم شهدا دايما
و يوزرات مرحبا بيها لكن في علمك شي موهم: انا قررت بعد عطلة نكتب هنا في فوروم تقافي
لاني بصراحة راحة كنت غافل على قدرتي جبار في كتابة
و الآن لقيت ناس هنا في فوروم تقافي عندهم مستوى قريب من مستوى تاعي
لدلك هدا فوروم راح يكون فوروم نخبوي
و شكرا و سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نسيت نقولك شي موهم: في رايك قملة في توقيع يتيمة نجت من اعصار اجيلينا جولي ندخلها معي لهدا فوروم و الا لا؟:rolleyes:
ايا صحتو


اهلا بصاحب الكتابات الجبارة :New2:

الله يرحمهم ، واهلا وسهلا بالفروم التقافي :) ، القملة دعها بحيز التوقيع ولا تفلتها علينا :New6:

اليمامة 13-08-2008 10:04 AM

رجع الثنائي المربب بموت درويش

الله يرحم درويش ويغفر له

اليمامة 13-08-2008 10:06 AM

نسيت أقول :rolleyes:
أم أسامة

يُمنع حمل السواطير في هذه الخيمة :New6:

السيد عبد الرازق 14-08-2008 12:54 AM

محمود درويش... في حضرة الغياب

رحل عنا محمود درويش يوم السبت 9 آب 2008 بعد 67 عاما من حياة دأب ينتقل فيها من قمة إلى أخرى أعلى منها، دون كلل أو ملل. كان إنسانا جميلا، قبل أن يكون متنبي عصرنا الحديث، يرى ما لا نراه، في الحياة والسياسة وحتى في الناس، ويعبر عن كل هذه الأمور بلغة وكأنها وجدت ليكتبها. وحين قرر أن يخوض غمار هذه العملية الجراحية الأخيرة اعتقدنا أنه سيهزم الموت، كما هزمه في مرات سابقة، لكنه، بعينه الثاقبة، رأى على ما يبدو شبحه "قادما من بعيد".
أراد أن يفاجئ الموت بدلا من أن يفاجئه الأخير بانفجار "القنبلة الموقوتة" التي كانت عبارة عن شريانه المعطوب. كان مستعدا كعادته، وتركنا نحن وراءه كي "نربي الأمل".

السيد عبد الرازق 14-08-2008 12:56 AM

محمود درويش في مكتبة الإسكندرية









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


استجابة لرغبة الحاضرين صعد درويش مرة أخرى إلى منصة الإلقاء، وتلا أجزاء من مديح الظل العالي، وكان بعض الحاضرين يردد الكلمات بصوت خفيض قبل أن يقولها الشاعر.

ميدل ايست اونلاين
كتب: أحمد فضل شبلول

استضافت مكتبة الإسكندرية مساء الجمعة 23 مايو/ آيار الشاعر الكبير محمود درويش في لقاء شعري مع جمهوره في الإسكندرية التي لم يلقِ قصائده من قبل فيها، وإنما كان يزورها سائحا فحسب. لذا فقد اكتظت قاعة المؤتمرات الكبرى بالمكتبة، بجمهور محمود درويش، وأيضا جمهور الفنان علي الحجار الذي غنى بعض قصائد درويش.





قدَّم الأمسية الدكتور يوسف زيدان ـ مدير إدارة المخطوطات بالمكتبة، وعضو اتحاد كتاب مصر ـ فقال عن محمود درويش إنه شاعر إنسان يصعب فك رموزه وطبقات شعره ودلالتها، من الوهلة الأولى، ولابد من العكوف على نصوصه الشعرية لاستبيان جمالياتها المختلفة. وقد جاء محمود درويش إلينا في الإسكندرية بقلب ملؤه الإبداع، وروح تحمل الشعر المتقد. كما ذكر زيدان أن محمود درويش عمره من عمر الاحتلال الإسرائيلي أو الدولة اليهودية.

ثم صعد درويش إلى منصة الإلقاء شاكرا يوسف زيدان، وجمهور الإسكندرية، معقبا أنه أقدم من عمر الدولة اليهودية أو الإسرائيلية، وذلك في إشارة ذكية إلى أنه صاحب الأرض، وليس من جاءوا بعده محتلين هذه الأرض. وعبر درويش عن سعادته بوجوده في هذا الهرم المصري الجديد، ويقصد مكتبة الإسكندرية، مؤكدا أنها المرة الأولى التي يجئ فيها شاعرا إلى هذه المدينة العظيمة، ولكنها لن تكون الأخيرة. ثم ذكر أنه احتار في اختيار قصائده التي سيلقيها أمام جمهوره في الإسكندرية، لذا قرر أن يكون اختياره عشوائيا.

بدأ درويش اختياراته بقصيدة "مديح قصير للأرض"، ومن أجوائها:

سيدة تترك الأربعين بكامل شمسها

ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا

أنا من هناك ولي ذكريات

لي أخوة أصدقاء

ثم تلا قصيدة مهداة إلى شاعر عراقي كتبها عام 1992، بعنوان "فرس للغريب" يقول فيها:

التتار الجدد يمحون أسماءنا في شعاب الجبال وينسون فينا العراق

ثم قصيدة مهداة إلى أمل دنقل بعنوان "قصيدة الغياب" يقول فيها:

واقفين معا تحت نافذة نتأمل وشم الظلال على ضفة الأبدية

قلت: تغيرت يا صاحبي وهدأت

فها هي سيارة الموت تدنو

لكنها لا تفجر صرختك الخاطفة

قال لي: عشت قرب حياتي كما هي

مرات ثبت أنيَ حي

ومرات ثبت أنيَ ميت

ثم قرأ قصيدة بعنوان "قافية من أجل المعلقات" قال فيها:

ما دلني أحدٌ عليّ

أنا الدليل

أنا الدليل إليّ

بين البحر والصحراء

أنا لغتي

أنا ما قالت الكلمات

وعالمي جسدي وما ملكت يداي

أنا المسافر والسبيل

ما أكثر الماضي يجيء غدا

وفي مصر قال:

أنا ابن النيل

هذا الاسم يكفيني

وكل شيء عاطفي فيك

كأن أمك مصر

قد ولدتك زهرة لوتس قبل الولادة

مصر تجلس خلسةً مع نفسها

وترفو معطف الأبدية المثقوب

وفي الشام قال:

في الشام أعرف من أنا وسط الزحام

وفي القدس قال:

في القدس داخل السور القديم

أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى توجهني

فإن الأنبياء هناك يقتسمون التاريخ المقدس

يصعدون إلى السماء ويرجعون أقل حزنا

وقال في قصيدة "الظل":

الظل لا ذكر ولا أنثى

رمادي .. ولو أشعلت فيه النار

يتبعني ويكبر ثم يصغر

وظل محمود درويش يقرأ أشعاره، وتتوالى القصائد ـ على مدى ساعة ونصف الساعة ـ والتي اختتمها بمقاطع أخيرة من قصيدة "جدارية".

ووسط التصفيق الحاد والمتواصل الذي فوجئ به الشاعر، فقام أكثر من مرة ليرد تحية الجمهور، طلب منه د. يوسف زيدان وبعض شعراء الإسكندرية قراءة قصيدة "مديح الظل العالي". فقال درويش مداعبا إنها ستستغرق ساعة أخرى على الأقل، فقلنا له ونحن مستعدون لمزيد من السماع. واستجابة لرغبة الحاضرين صعد درويش مرة أخرى إلى منصة الإلقاء، وتلا أجزاء من مديح الظل العالي، وكان بعض الحاضرين يردد الكلمات بصوت خفيض قبل أن يقولها الشاعر. لقد حفظ الجمهور "مديح الظل العالي".

بعد ذلك دخل الفنان على الحجار والملحن محمد عزت ليغنيا مقاطع من قصائد لمحمود درويش، ومعهما الموسيقار أحمد مصطفى الذي كان يعزف على الأورج، في فقرة فنية من إعداد الشاعر أحمد الشهاوي، فبدأ الحجار بقصيدة "أموت اشتياقا" التي قال فيها الشاعر:

أموتُ اشتياقا

أموتُ احتراقا

شنقًا أموت

ذبحًا أموت

لكنْ لا أقول

مضى حبُّنا

وانقضى

وبصوته غنى عازف العود محمد عزت من قصائد محمود درويش:

الليل يا أماه ذئبٌ جائعٌ سفاح

يطارد الغريب أينما مضى

ويفتح الآفاق للأشباح

وغابة الصفصاف لم تزل

تعانق الرياح

ومن توزيع أحمد مصطفى، غنى علي الحجار من ألحانه:

أنا آتِ إلى ظل عينيك

من غبار الأكاذيب آتٍ

من قشور الأساطير آتٍ

أنتِ لي وأنتِ الفرح

أنتِ حزني وقوس قزح

أتبعه محمد عزت بقوله:

لأجمل ضفة أمشي

فلا تحزن على قدمي من الأشواك

وينهي على الحجار الفقرة الغنائية الموسيقية في أمسية محمود درويش بقوله:

مدينةَ كل الجروح الصغيرة

ألا تبعثين غزالا إليّ

حنيني إليك اغتراب

ولقياك حتفي

أدقُّ على كل باب

أنادي وأسأل

كيف تصير النجوم تراب

هكذا مضت أمسية محمود درويش بمكتبة الإسكندرية، التي أسعد بها جمهوره الذي يقابله للمرة الأولى، وقد ترك الاستقبال الحافل الذي استقبل وودِّع به محمود، أثرا كبيرا لديه، الأمر الذي جعله يفكر للحضور مرة أخرى ـ ولكن ليس قريبا كما قال لي ـ إلى الإسكندرية، وجمهور الشعر فيها.

أحمد فضل شبلول ـ مكتبة الإسكندرية

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:05 AM

محمود درويش... شاعر العالم العربي...









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


مايا جاغي
ترجمة:غازي مسعود

قبل أيام من إطلاق ارئيل شارون عملية إسرائيل”الدرع الواقي” وقيام الجيش الإسرائيلي بشن هجومه على مدينة رام الله في الضفة الغربية في 29/آذار, زار المدينة ثمانية مؤلفين من” برلمان الكتاب الدولي”, وكان من ضمنهم الفائزان بجائزة نوبل للآداب ولي شوينكا وجوزيه ساراماغو, وكل من بريتن بريتنباخ, خوان غويتيسولو, ورسل بانكس, قدموا جميعاً استجابة لنداء من الشاعر محمود درويش ليكونوا شاهدين على الاحتلال العسكري.

وذات مساء, أخذهم درويش الذي وجده الروائي الأمريكي بانكس” حزيناً لكن زيارتنا رفعت معنوياته”, إلى تله تطل على القدس عبر مستوطنات يهودية وحواجز للجيش, يقول درويش :

"أردت أن أريهم كيف تهشمت جغرافية فلسطين بالمستوطنات, كما لو أنها المركز وكما لو أن المدن الفلسطينية هامشية”, أضاف” لا دعاية, تركناهم يرون الحقيقة".






وبينما استذكر بريتنباخ الابارثايد, أجرى بانكس مقارنه مع المحميات الهندية في القرن التاسع عشر, يقول: "روعت وغضبت لمدى الاحتلال المادي, فالمستوطنات مثل مدن الضواحي والقوات العسكرية جاهزة لحمايتها".

بعد أربعة أيام من قراءة قام بها درويش وضيوفه أمام جمهور بلغ ألف شخص في مسرح القصبة, بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته لاقتلاع جذور الانتحاريين, يرى الفلسطينيون الغزو عقوبة جماعية وخطوة لتدمير البنية التحتية لدولتهم الجنينية, ودرويش نفسه الذي كان قد غادر رام الله ليلقي شعره في العاصمة اللبنانية بيروت, لم يستطع العودة, علم أن مركز” السكاكيني الثقافي” حيث يحرر مجلته الأدبية الفصلية “ الكرمل” قد نهب وان مسوداته قد وطئت بالأقدام, يقول درويش” أرادوا إبلاغنا رسالة مفادها أن لا أحد محصن – بما في ذلك الحياة الثقافية”, أضاف” اعتبرت الرسالة شخصية, أعرف أنهم أقوياء ويستطيعون الغزو وقتل أي شخص غير انهم لا يستطيعون تحطيم كلماتي أو احتلالها".

يبلغ درويش الآن من العمر ستين عاماً, وعرف لأربعين عاماً تقريباً بأنه شاعر فلسطين القومي, وذاك "عبء" يستمتع به ويثور ضده في الوقت نفسه, انه افضل شعراء العالم العربي مبيعاً, وجذبت قراءته لشعره مؤخراً في إستاد بيروت 25000 شخص, أصبحت فلسطين في عمله مجازاً عاماً لفقد عدن, للولادة والعبث, لكرب الانخلاع والمنفى, وهو عند الأستاذ إدوارد سعيد, من جامعة كولومبيا في نيويورك, أروع شاعر عربي, له حضور طاغي في فلسطين وإسرائيل – البلد الذي نشأ فيه لكنه غادر المنفى سنة 1970, وعند سعيد أيضا, فأن شعر درويش” جهد ملحمي لتحويل قصائد الفقدان الغنائية إلى دراما العودة المؤجلة إلى اجل غير محدود”, وتراه الكاتبة أهداف سويف أحد أقوى أصوات المأساة الفلسطينية.

ورغم انه يكتب بالعربية, يقرأ درويش الإنجليزية والفرنسية والعبرية, ومن بين الذين تأثر بهم رامبو وغتزبرغ, ترجمت أعماله إلى كثر من عشرين لغة, وهو افضل من يباع من الشعراء في فرنسا, ورغم ذلك, فأن مختارات قليلة من دواوينه الشعرية العشرين مترجمة إلى الإنجليزية, أحدها Sand ( 1986 ) الذي ترجمته زوجته الأولى, الكاتبة رنا قباني, وتراه الشاعرة الأمريكية ادرين رتش شاعرا بقامة عالمية ل "مجازفاته الفنية", وسوف تنشر له دار نشر جامعة كاليفورنيا في الخريف القادم مختارات جديدة من قصائده بعنوان : Unfortunately, It Was Paradise.

ويكشف صوت درويش الجهوري وأداؤه الغنائي موسيقية شعره, ومؤخراً, في فيلادلفيا التي كان فيها ليستلم 360000 دولاراً, جائزة الحرية الثقافية التي تمنحها” مؤسسة لانان”, اعترف درويش ببالغ حزنه وغضبه” للصراع بين السيف والروح” في فلسطين, وقد كتب أخر قصائده” حالة حصار” – التي قرأها في الاحتفال- أثناء الغارات الإسرائيلية في شهر كانون الثاني الماضي. يقول: “ رأيت الدبابات تحت نافذتي, أنا كسول عادة, اكتب في الصباح على طاولة نفسها, لي طقوسي الخاصة, غير إنني خالفتها أثناء الطوارئ, حررت نفسي بالكتابة, توقفت عن رؤية الدبابات – سواء كان ذاك وهما أو قوة الكلمات”.

في القصيدة, يقول” شهيد”:

" احب الحياة, على الأرض, بين الصنوبر والتين لكنني ما استطعت إليها سبيلا, ففتشت عنها بأخر ما املك”, ودرويش الذي كتب في صحيفة فلسطينية بعد 11 أيلول” لا شيء يبرر الإرهاب” عارض بوضوح الهجمات على المدنيين وظل صوتا مثابرا يدعوا للتعايش الفلسطيني – الإسرائيلي, وهو يصور على أن العمليات الانتحارية لا تعكس ثقافة موت بل تعكس إحباطا من الاحتلال, يقول:

“ علينا تفهم سبب التراجيديا لا تبريرها, ليس السبب انهم يتطلعون إلى عذارى جميلات في الجنة, كما يصور المستشرقون ذلك, الفلسطينيون يعشقون الحياة, إذا منحناهم أملا - حلاً سياسياً – فسوف يتوقفون عن قتل أنفسهم”.

وعند ساسون سوميخ, الباحث الإسرائيلي في الأدب العربي في جامعة تل أبيب والذي عرف درويش في ستينات القرن العشرين ويترجم القصيدة إلى العبرية,” تهدف القصيدة إلى الحوار: إنها لا تتكلم عن الإسرائيليين كمجرمين, بل تقول : لم لا يفهمون ؟ لا معنى للقول أن هذا الرجل يكرهنا”.

ولد درويش سنة 1942 لعائلة مسلمة سنية تملك ارض في قرية الجليل تدعى البروة, أيام الانتداب البريطاني على فلسطين, حين كان في السادسة من عمره, احتل الجيش الإسرائيلي البروة والتحقت عائلة درويش بخروج اللاجئين الفلسطينيين الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم ما بين 72600 –900000، قضت العائلة عاما في لبنان تعيش على عطايا الأمم المتحدة, بعد خلق إسرائيل والحرب الإسرائيلية العربية لسنة 1947, عادت العائلة” بشكل غير شرعي” سنة 1949, لكنها وجدت البروة, مثلها مثل 400 قرية فلسطينية أخرى في الأقل, قد دمرت أفرغت من سكانها العرب, بنيت مستوطنات إسرائيلية على أنقاضها, يقول درويش” عشنا مرة أخرى كلاجئين, وهذه المرة في بلدنا, كانت تلك خبرة جماعية, ولن أنسى أبدا هذا الجرح”.

يقول درويش, ثاني اكبر أربعة اخوة وثلاث أخوات,فقدت العائلة كل شيء, قلص والده سليم إلى مجرد عامل زراعي: “ اختار جدي العيش فوق تله تطل على أرضه, والى أن توفي, ظل يراقب المهاجرين ( اليهود ) من اليمين يعيشون في أرضه التي لم يكن قادراً على زيارتها”.

ولأنهم كانوا غائبين أثناء أول إحصاء إسرائيلي للعرب, و لأنهم اعتبروا ” متسللين” غير شرعيين و” غرباء غائبين – حاضرين”, منعت على أفراد العائلة الجنسية الإسرائيلية, تقدموا بطلبات لبطاقات هوية ولكن جواز السفر حجب عن محمود, " كنت مقيماً وليس مواطناً, ارتحلت ببطاقة سفر”, في مطار باريس سنه 1968, يقول :

" لم يفهموا, أنا عربي, جنسيتي غير محددة, احمل وثيقة سفر إسرائيلية, ولذا رجعت”.

كانت أمه, حورية لا تحسن القراءة والكتابة, غير أن جده علمه القراءة, ” حلمت أن أكون شاعراً”,

حين بلغ السابعة من عمره, كان درويش يكتب الشعر, عمل في حيفا صحفياً.

وفي سنة 1961 التحق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي,” راكاح”, حيث اختلط العرب واليهود, وعمل فيه محرراً لصحيفته, خضع الفلسطينيون في إسرائيل لقانون الطوارئ العسكري إلى سنة 1966, واحتاجوا تصاريح للسفر داخل البلد, بين سنة 1961 وسنة 1969, سجن لعدة مرات, بتهمة مغادرته حيفا دون تصريح.

حقق له ديواناه” أوراق الزيتون” ( 1964 ) و” عاشق من فلسطين” (1966 ) شهرته شاعر مقاومة, عندما كان في الثانية والعشرين من العمر, أصبحت قصيدة” بطاقة هوية” التي يخاطب فيها شرطياً إسرائيليا” سجل, أنا عربي, ورقم بطاقتي خمسون ألف”. صرخة تحد جماعية, أردت إلي اعتقاله في مكان إقامته سنة 1967 عندما أصبحت أغنية احتجاج, وقصيدة” أمي” التي تتحدث عن حنين ابن سجين إلى خبز أمه وقهوة أمه,

" كانت اعترافا بسيطا لشاعر يكتب عن حبه لامه, لكنها أصبحت أغنية جماعية, عملي كله شبيه بهذا, أنا لا اقرر تمثيل أي شيء إلا ذاتي, غير أن تلك الذات مليئة بالذاكرة الجماعية”.

وحسب سعيد, عرفت قصائد درويش الكفاحية المبكرة الوجود الفلسطيني, معيدة التأكيد على الهوية بعد شتات 1948, كان الأول في موجة من الشعراء الذين كتبوا داخل إسرائيل عندما كانت جولدا مائير تصر قائلة

" لا يوجد فلسطينيون” وتزامن ظهور شعر درويش الغنائي مع ولادة الحركة الفلسطينية بعد الهزيمة العربية في حرب الأيام الستة سنة 1967, ورغم ذلك, نفر دائما أن يمدح من منطلق التضامن, يستذكر زكريا محمد الذي كان طالبا في الضفة الغربية في نهاية الستينات من القرن الماضي,” كتب مقالة يقول فيها : نريد منكم الحكم علينا كشعراء, وليس كشعراء مقاومة”.

وصف درويش الصراع بأنه: "صراع بين ذاكرتين" وتتحدى قصائده المعتقد الصهيوني المجسد في شعر حاييم بيالك” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وبينما يعجب بالشاعر العبري يهودا عامخاي, يقول” طرح شعره تحدياً لي, لأننا نكتب عن المكان نفسه, يريد استثمار المشهد والتاريخ لصالحة, ويقيمه على هويتي المدمرة, لذا نتنافس :
من مالك لغة هذه الأرض ؟
من يحبها اكثر ؟
من يكتبها افضل ؟”

ويضيف :” يصنع الشعر والجمال السلام دائماً, وحين تقرأ شيئا جميلا تجد تعايشا, انه يحطم الجدران.. أنا أنسن الساخر دائما, وحتى أنسن الجندي الإسرائيلي”, الأمر الذي فعله في قصائد من مثل” جندي يحلم بزنابق بيضاء” التي كتبت بعد حرب 1967 فوراً, ينتقد عديد العرب القصيدة, غير انه يقول :” سأواصل انسنة حتى العدو.. كان الأستاذ الأول الذي علمني العبرية يهودياً, كان الحب الأول في حياتي مع فتاة يهودية, كان القاضي الأول الذي زج بي في السجن امرأة يهودية, ولذا فأنني منذ البداية, لم أرد اليهود أما شياطين أو ملائكة بل كائنات إنسانية”, وعديد قصائده موجه إلى عشاق يهود, يقول : هذه القصائد تقف إلى جانب الحب وليس الحرب”.

منعت عليه الدراسة العليا في إسرائيل, ولذا درس الاقتصاد السياسي في موسكو ستة 1970, لكنه, متحررا من الوهم, غادرها بعد عام, يقول :

2

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:07 AM

“ بالنسبة لشيوعي شاب, موسكو هي الفاتيكان, لكنني اكتشفت إنها ليست جنة”, وفي سنة 1971 التحق بصحيفة” الأهرام” اليومية في القاهرة, وقرر أن لا يعود إلى حيفا, وختم بالشمع على هذا القرار ستة 1973, عندما التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ومنع من العودة إلى إسرائيل منعا استمر لستة وعشرين عاما.

هذا وقد أدان عديد الفلسطينيين وزملاء من الحزب الشيوعي درويش على هجرة إسرائيل,” كان ذاك القرار اصعب قرار اتخذته في حياتي, لعشرة أعوام لم يسمح لي بمغادرة حيف, وبعد سنة 1967 بقيت قيد الإقامة الجبرية”, ورغم ذلك لا يزال يشعر بالذنب لأنه ترك.

" كنت صغيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفي ضد هذه الظروف أو العثور على سماء مفتوحة لجناحي الصغيرين شاعرا, أغوتني المغامرة, غير أن الحكم النهائي لا بد أن يأتي مما فعلته في المنفي”, هل أعطيت اكثر للثقافة الفلسطينية ؟

يقول جميع النقاد أنني لم أضع وقتي”.

كان منير عكش, محرر القصائد المختارة بالإنجليزية المعنونة : The Adam Of Two Edens( 2001 ), واحدا من بين عدة نقاد حازمين انتقدوا نجاح درويش” المبستر” في حيفا, يقول عكش” كانت شهرته متقدمة على شعره ولكنني اكتشفت في ذلك الحين تململه الفني الرائع, فمع كل ديوان, يفتح مناطق جديدة”.

ويقول درويش” في الخمسينات ( من القرن العشرين ) آمنا نحن العرب بإمكانية أن يكون الشعر سلاحاً, وان على القصيدة أن تكون واضحة مباشرة, على الشعر الاهتمام بالاجتماعي, ولكن علية الاعتناء بنفسه أيضا, بالجماليات.. آمنت أن افضل شيء في الحياة أن أكون شاعراً, ألان اعرف عذابه, في كل مرة انهي فيها ديوانا, اشعر انه الأول والأخير”.

في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت, رئيس تحرير لمجلة” شؤون فلسطينية”, واصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة” الكرمل” سنة 1981, بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه العربية اكثر من مليون نسخة لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991 ترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها ذبح الكتائبيون, حلفاء إسرائيل, اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشتيلا, اصبح درويش” منفيا تائها”, منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس, ساخرا بمرارة من قارة عربية

" تنام بسرعة في ظل أنظمة قمعية”, قال :

حلت كرة القدم محل فلسطين في حب العرب.

يقول” حررت نفسي من الأوهام كلها, أصبحت ساخراً, أسأل أسئلة عن الحياة مطلقة, لا مجال فيها للأيديولوجية القومية”, وخلال 90 يوما في باريس سنة 1985, كتب رائعته النثرية” ذاكرة للنسيان” (1986), وهي أوديسا سيرة ذاتية على شكل يوميات بيروتية تجري خلال يوم واحد من القصف الإسرائيلي الثقيل في السادس من آب 1982 – يوم هيروشيما.

يبدو درويش غامضاً بشأن ”حادثة” الزواج: ” يقال لي كنت متزوجاً, لكنني لا أتذكر التجربة”. قابل رنا قباني (ابنة أخ الشاعر السوري نزار قباني) في واشنطن سنة 1977 فتزوجا ” لثلاثة أعوام أو أربعة”, غير إنها تركت لتحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كيمبردج” وكان مستحيلاً الاستمرار". وتزوج لنحو عام في منتصف ثمانينيات القرن العشرين مترجمة مصرية, حياة ألهيني, يقول: " لم نصب بأية جراح انفصلنا بسلام, لم أتزوج مرة ثالثة, ولن أتزوج, إنني مدمن على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد, وقد أكون خائفاً من المسؤولية, ما احتاجه استقرار اكثر, أغير رأيي, أمكنتي, أساليب كتابتي, الشعر محور حياتي, ما يساعد شعري افعله, وما يضره أتجنبه”.

ويعترف بفشله في الحب كثيراً, ”احب أن أقع في الحب, السمكة علامة برجي (الحوت), عواطفي متقلبة, حين ينتهي الحب, أدرك انه لم يكن حباً, الحب لا بد أن يعاش, لا أن يُتذكر”.

منفياً في باريس بين سنة 1985 وسنة 1995 راجع درويش أو رفض العديد من قصائده السياسية المباشرة التي كتبها في مرحلة بيروت والتي كان نموذجها بابلو نيرودا التشيلي ولوي اراجون, أحد شعراء المقاومة الفرنسية. وكتب أيضا بعض روائعه : ” أحد عشر كوكباً” سنة 1992 متوالية ”ملحمية غنائية” عن سنة 1492, تاريخ رحلة كولومبوس التي دمرت عالم الأمريكيين الأصليين, وعن طرد العرب من الأندلس, اللتان تماثلان كلاهما النكبة الفلسطينية, كما يصف الفلسطينيون خلق إسرائيل سنة 1948 و”لماذا تركت الحصان وحيداً” سنة 1995 "سيرته الذاتية شعريا"ً.

وما أن اصبح شعره الناضج غير مباشر اكثر, ملمحاً لأساطير متنوعة, شعر درويش بتوتر علاقته مع جمهور متلقيه, يقول عكش, ” بدأ الجمهور يشعر انه أصبح غير مخلص قليلاً لقضيته, غير انه ناضل ليحملهم معه”, وعند درويش” اكبر إنجاز في حياتي كسب ثقة المتلقين, تشاجرنا من قبل: كلمات غيرت أسلوبي, صدموا أرادوا سماع القصائد القديمة, الآن يتوقعون مني التغيير, يطلبون أن لا أعطي أجوبة بل أن اطرح مزيداً من الأسئلة".

انتخب للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1987, لكنه رأى دوره رمزياً (“ لم اكن أبداً رجل سياسة” ) وحسب وزير الثقافة الفلسطيني في رام الله, ياسر عبد ربه,” انه ليس فناناً منعزلاً”, يتابع الحياة السياسية, ويحاجج ضد المواقف المتطرفة”. هذا وقد كتب درويش إعلان الجزائر,” إعلان الدولة الفلسطينية”, سنة 1988, عندما قبلت منظمة التحرير الفلسطينية التعايش مع إسرائيل في حل يقضي بدولتين. صادق رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, ياسر عرفات, في القاهرة سنة 1971, و قال عرفات : أستطيع شم عبير الوطن فيك، لكنه رفض عرضه بتنصيبه وزيراً للثقافة.

استقال درويش من اللجنة التنفيذية في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية أوسلو سنة 1993 – المرحلة الأولى من إقامة سلطة فلسطينية حاكمة – قائلاً ” استيقظ الفلسطينيون ليجدوا أنفسهم بلا ماض”, رأى صدوعاً في الاتفاقيات وقال إنها لن تنجح, والأرجح أن تصعد الصراع بدلاً من إنتاج دولة فلسطينية قابله للحياة أو سلام دائم, ويقول عبد ربه :" كان متشككا بأوسلو, ويؤسفني القول أن حكمه ثبتت صحته”.

سمحت اتفاقيات أوسلو لدرويش الانتقال إلى سلطة” الحكم الذاتي” الفلسطينية الجديدة,” صدمتني غزة – لم يكن فيها أي شيء حتى ولا طرق معبدة”, لديه منزل في العصمة الأردنية عمان – بوابة إلى العالم الخارجي – لكنه استقر في رام الله سنة 1996, ورغم ذلك يقول انه لا يزال في المنفى,” المنفى ليس حالا جغرافية, احمله معي أينما كنت, كما احمل وطني”, اصبح وطنه لغة,” بلدا من الكلمات”.

قابل رجا شحاده, وهو محامي فلسطيني يسكن جوار رام الله, درويش في باريس.

يقول :” بدا مغرماً بالأشياء الناعمة – بالمعيشة الراقية والطعام الجيد ومما يحسب لصالحه انه جاء إلى هنا”, ويقول درويش الذي يعيش من الصحافة والتحرير وبالمثل من بيعات شعره : سأبقى إلى أن تتحرر فلسطين في اليوم اللاحق لحصول الفلسطينيين على دولة مستقلة, لدى الحق بالمغادرة, لكن ليس قبل ذلك”.

ولقي درويش الذي دافع دوماً عن الحوار مع الإسرائيليين تعاطفاً مع إسرائيل أحيانا باعتباره معتدلاً, ولكن حتى أصدقاءه اليساريين هناك أحرجوا لقصيدة أضرت بسمعته.

"عابرون في كلام عابر” التي كتبها في بداية الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال العسكري التي استمرت من 1987 – 1993 كتب يقول : آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم / ولكن لا تقيموا بيننا / آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم / ولكن لا تموتوا بيننا”.

اقتطف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق, اسحق شامير, القصيدة غاضباً في الكنيست, برلمان إسرائيل : لا يؤثر درويش القصيدة فهي "غاضبة جداً ومباشرة” ولكنه قال إنها موجهه إلى الجنود الإسرائيليين:”ما زلت أقول أن على إسرائيل الخروج من الأراضي المحتلة, ولكنهم اعتبروها دليلاً على أن الفلسطينيين يريدون إلقاء اليهود في البحر, إذا اعتبروا وجودهم مشروطاً بالاحتلال فانهم يتهمون أنفسهم”.

هذا وقد خفف الحظر المفروض على زيارة درويش إسرائيل في شهر كانون الثاني 1999 وسمح له بزيارة أمه وأقاربه الذين لا يزالون يعيشون في قرى قرب حيفا, غير أن دخوله منع منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى, أو الانتفاضة التي انفجرت في شهر أيلول سنة 2000 عندما دخلت أمه المستشفى لسرطان في معدتها, حاول زيارتها ” لكنهم اتصلوا بالمستشفى وتحققوا إنها لن تموت, ولذا رفضوا إعطائي إذنا.” تعافت لكنه لم يرها لعامين.

أصيب درويش بنوبة قلبية وأجريت له عملية لإنقاذ حياته سنة 1984, وعملية جراحية قلبية أخرى سنة 1998. أثناء عمليته الجراحية الأولى يقول:” توقف قلبي لدقيقتين, أعطوني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء, تذكرت طفولتي كلها, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة”.

ولكن في المرة الثانية, كان قتالا, ” رأيت نفسي في سجن, وكان الأطباء رجال شرطة يعذبونني, أنا لا أخشى الموت ألان, اكتشفت أمرا أصعب من الموت: فكرة الخلود، أن تكون خالدا هو العذاب الحقيقي, ليست لدي مطالب شخصية من الحياة لأنني أعيش على زمان مستعار, ليست لدي أحلام كبيرة. إنني مكرس لكتابة ما علي كتابته قبل أن اذهب إلى نهايتي”.

وجب عليه التوقف عن التدخين وان يشرب اقل من القهوة التي يحبها, ويسافر اقل. يقول: ” شهوتي للحياة اقل, أحاول التمتع بكل دقيقة, ولكن بطرق بسيطة جداً, شرب كأس من النبيذ الجيد مع الأصدقاء, التمتع بالطبيعة, مراقبة قطط الحارة, استمتع بشكل افضل, كنت أتحدث, غير أنني أصبحت حكيماً”.

في ”جدارية 2000” يمعن رجل مريض جداً التفكير بالموت وبفناء الحضارات في عز انتفاضة الأقصى, وفي هذه الجدارية يظهر محمد الدرة, الطفل الذي يبلغ من العمر 12 عاماً ومن إطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه ومات بين ذراعي والده كمسيح صغير, ويؤكد درويش الذي يتضمن شعره رمزية توراتية مسيحية ويهودية على موروث له مزدوج ” ليست لدي هوية ثقافية عربية خالصة, أنا نتيجة مزيج حضارات ماضي فلسطين, لا احتكر التاريخ والذاكرة والرب, كما يريد الإسرائيليون أن يفعلوا, انهم يضعون الماضي في ساحة المعركة.” أما وقد غدا ” أكثر حكمة واكبر” مما كان عليه حين نهض لأول مرة لمواجهة التحدي, يقول :” لا احب أن نتقاتل على الماضي, ولندع كل واحد يروي سرده كما يشاء, ولندع السردين يجريان حواراً, وسوف يبتسم التاريخ”.

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:08 AM

وحسب رأي الشاعر زكريا محمد, تسعى قصائد درويش المتأخرة إلى بناء سفر تكوين للفلسطينيين : ” كلها تبدأ : كان شعب وكان ارض...” ومجمل شعره حوار بينه وبين الإسرائيليين للعثورعلى نقطة يستطيعون التصالح عندها.”

في شهر آذار سنة 2000 تورط درويش في” حروب إسرائيل الثقافية” عندما أعلن وزير التربية يوسي ساريد أن خمساً من قصائده ستكون جزءا من مناهج مدرسي متعدد الثقافة – في بلد 19 بالمائة من سكانه الإسرائيليين فلسطينيون وترعرع عديد يهوده أو والديهم في العالم العربي, ثار صخب, قال عضو الكنيست اليميني المتطرف بني آلون ” فقط مجتمع يريد الانتحار يضع” شعر درويش” في منهاجه الدراسي”.

وقد نجا رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, أيهود باراك، من تصويت لطرح الثقة قائلاً:” أن إسرائيل غير مهيأة لهذا الشعر” ويقول درويش,” يدرسون الطلاب أن البلاد كانت فارغة. وإذا درسوا الشعراء الفلسطينيين, فسوف تتحطم هذه المعرفة." معظم شعري عن حبي لبلدي, مؤخراً ترجمت عدة دواوين من شعره إلى العبرية, ورغم ذلك, يظل وضعه في إسرائيل أسيرا للمناخ السياسي. طالبت الصفحات الأدبية في الصحف باستمرار بترجمة قصائده,” إلا أن كل شيء توقف مع انتفاضة الأقصى” كما يقول تساسون سوميخ.

يقول درويش, ” لدى إسرائيل فرصة جيدة لتعيش بسلام. رغم الظلمة, أري بعض الضوء” ولكن شارون, كما يعتقد يريد جر الصراع ” إلى المربع الأول, وكأنما لم توجد عملية سلام. إنها حرب لأجل الحرب, وليس الصراع صراعاً بين وجودين, كما تحب الحكومة الإسرائيلية تصوير الأمر”.

وكان ديوان ” سرير الغريبة” 1998، كما يقول, أول كتاب له مكرس للحب كلياً, ورغم ذلك, حتى القدرة على الحب ” شكل من أشكال المقاومة: يفترض أن نكون نحن الفلسطينيين مكرسين لموضوع واحد – تحرير فلسطين, هذا سجن, نحن بشر, نحب، نخاف الموت, نتمتع بأول زهور الربيع, لذا فالتعبير عن هذا مقاومة لان يكون موضوعنا مملا علينا, إذا كتبت قصائد حب فأنني أقاوم الظروف التي لا تسمح لي بكتابة قصائد الحب.”

وقد صدم قراؤه لما رآه البعض تخليا عن القضية, أحد الأصدقاء الإسرائيليين الفلسطينيين, المؤلف انطون شماس, رأى في الديوان” رسالة تحد كئيبة : إلى الجحيم بفلسطين, وأنا الآن على عاتقي." ورغم ذلك يروي شعر درويش وحضوره في رام الله المحاصرة قصة مختلفة يقول: ” أنتظر اللحظة التي أستطيع فيها القول: إلى الجحيم بفلسطين. ولكن ذاك لن يحصل قبل أن تصبح فلسطين حرة, لا أستطيع تحقيق حريتي الشخصية قبل حرية بلدي. عندما تكون حرة, أستطيع لعنها”.

المصدر : الغارديان البريطانية 8 حزيران 2002

الدستور الأردنية، 28 حزيران 200

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:09 AM

وحسب رأي الشاعر زكريا محمد, تسعى قصائد درويش المتأخرة إلى بناء سفر تكوين للفلسطينيين : ” كلها تبدأ : كان شعب وكان ارض...” ومجمل شعره حوار بينه وبين الإسرائيليين للعثورعلى نقطة يستطيعون التصالح عندها.”

في شهر آذار سنة 2000 تورط درويش في” حروب إسرائيل الثقافية” عندما أعلن وزير التربية يوسي ساريد أن خمساً من قصائده ستكون جزءا من مناهج مدرسي متعدد الثقافة – في بلد 19 بالمائة من سكانه الإسرائيليين فلسطينيون وترعرع عديد يهوده أو والديهم في العالم العربي, ثار صخب, قال عضو الكنيست اليميني المتطرف بني آلون ” فقط مجتمع يريد الانتحار يضع” شعر درويش” في منهاجه الدراسي”.

وقد نجا رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, أيهود باراك، من تصويت لطرح الثقة قائلاً:” أن إسرائيل غير مهيأة لهذا الشعر” ويقول درويش,” يدرسون الطلاب أن البلاد كانت فارغة. وإذا درسوا الشعراء الفلسطينيين, فسوف تتحطم هذه المعرفة." معظم شعري عن حبي لبلدي, مؤخراً ترجمت عدة دواوين من شعره إلى العبرية, ورغم ذلك, يظل وضعه في إسرائيل أسيرا للمناخ السياسي. طالبت الصفحات الأدبية في الصحف باستمرار بترجمة قصائده,” إلا أن كل شيء توقف مع انتفاضة الأقصى” كما يقول تساسون سوميخ.

يقول درويش, ” لدى إسرائيل فرصة جيدة لتعيش بسلام. رغم الظلمة, أري بعض الضوء” ولكن شارون, كما يعتقد يريد جر الصراع ” إلى المربع الأول, وكأنما لم توجد عملية سلام. إنها حرب لأجل الحرب, وليس الصراع صراعاً بين وجودين, كما تحب الحكومة الإسرائيلية تصوير الأمر”.

وكان ديوان ” سرير الغريبة” 1998، كما يقول, أول كتاب له مكرس للحب كلياً, ورغم ذلك, حتى القدرة على الحب ” شكل من أشكال المقاومة: يفترض أن نكون نحن الفلسطينيين مكرسين لموضوع واحد – تحرير فلسطين, هذا سجن, نحن بشر, نحب، نخاف الموت, نتمتع بأول زهور الربيع, لذا فالتعبير عن هذا مقاومة لان يكون موضوعنا مملا علينا, إذا كتبت قصائد حب فأنني أقاوم الظروف التي لا تسمح لي بكتابة قصائد الحب.”

وقد صدم قراؤه لما رآه البعض تخليا عن القضية, أحد الأصدقاء الإسرائيليين الفلسطينيين, المؤلف انطون شماس, رأى في الديوان” رسالة تحد كئيبة : إلى الجحيم بفلسطين, وأنا الآن على عاتقي." ورغم ذلك يروي شعر درويش وحضوره في رام الله المحاصرة قصة مختلفة يقول: ” أنتظر اللحظة التي أستطيع فيها القول: إلى الجحيم بفلسطين. ولكن ذاك لن يحصل قبل أن تصبح فلسطين حرة, لا أستطيع تحقيق حريتي الشخصية قبل حرية بلدي. عندما تكون حرة, أستطيع لعنها”.

المصدر : الغارديان البريطانية 8 حزيران 2002

الدستور الأردنية، 28 حزيران 200

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:10 AM

محمود درويش

بقلم: الياس خوري









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


الشعر ماء اللغة، به تغتسل من ذاكرتها وتصنع ذاكرتها في آن معاً…

كأن الكلمات التي يكتبها الشعراء تأتي من مكان سري في أعماقنا , من تجربة تبحث عن لغتها , ومن كلمات تتجدد في ماء الشعر .

تجربة محمود درويش هي ابنة هذا الماء به غسلت لغتها وجددتها , أقامت من المأساة الفلسطينية جداريه شعرية كبرى تختزن في أعماقها هذا الغوص في ماء الشعر وماء الحياة .

نستطيع أن نقرأ التجربة الدرويشية في مستويات متعددة ننسبها إلى أرضها , ونكتشف ملحمة مقاومة الشعب الفلسطيني للاندثار والموت فتصبح القصائد شكلاً لتاريخ المأساة .

كان الكلمات وشم على جسد التاريخ والشعر شاهد يعجن الكلمات في التجربة أو نقرأها في حاضرها الأدبي بوصفها تلخيصاً مكثفاً لتجربة الشعر العربي الحديث .

مزجت الغنائية بالرمزية وتشكلت في الأصوات المتعددة , سردت بالشعر وشعرنت النثر حاملة هاجس الحداثة العربية بوصفها جزءاً من مشروع النهضة العربية الثانية .



و نقرأها في لغتها , حيث يأخذنا التبدل الذي طرأ على الشعر العربي إلى إعادة اكتشاف العلاقة الخفية بلغة الأجداد .

فنقرأ امتداداً لمثنّى امرئ القيس وقلق المتنبي داخل موسيقى جدلتها رؤيا جديدة بحيث صار الامتداد قطيعة لا تحيل إلى الماضي , بل تعطي الماضي معنى جديد داخل حاضر متغيّر . أو نقرأها في عالمها , بوصفها جزءاً من صوت شعري متعدد اللغات , صبغ القرن العشرين بصرخة الحرية .

أو نقرأها بوصفها تجربة ذاتية كانت الذات فيها مرآة العالم , وكانت القصيدة مرآة الذات , بحيث استطاع الشاعر في صوته المنفرد , إن يفارق الصوت العام لحظة اندغامه به .

لذلك فهو عصّي على التحديد , وقادر على أن يصنع في المسافة بين المرآتين تلاوين لا حصر لها .

تتعدد القراءات لشعر محمود درويش فهو في مراحله المختلفة وطبقاته .

المتعددة يحتمل اكثر من تأويل .

لكنني افضل قراءة التجربة الدرويشية بوصفها تجربة اغتسال الكلمات بماء الشعر , أي تجربة اكتشاف دائم للكلمات التي تأتي موقعة بالتجربة .

معمودية الشعر, مثلما تتجلى في التجربة الدرويشية , لا لا يمكن فصلها عن فلسطين .

فالارتطام الأكبر بالغرب , لم يأت في لم يأتي في الزمن الكولونيا لي, بحسب افتراض أدبيات النهضة والحداثة .

الارتطام حصل على ارض فلسطين ومن خلال المشروع الصهيوني الذي أقام دولة إسرائيل بالقوة , ومحا الاسم الفلسطيني , ولو إلى حين .

وكان الارتطام مأسوياً على جميع المستويات .

فالمرآة التي صنعتها إسرائيل لم تكن تتسع للضحايا .

على الضحية أن تمحي أمام الضحية اليهودية التي صارت جلاداً مستندة في ذلك إلى دعم العالم الأوروبي الذي جعل من اليهود ضحاياه بامتياز .

في ارض الضحية اكتشف الفلاح الذي فقد أرضه , إن الأرض الوحيدة التي يستطيع حراثتها هي اللغة .

صارت اللغة أرضه المؤقتة ,في انتظار أن تعود الأرض إلى لغتها .

وحين بدأ محمود درويش يحرث لغته – لغتنا , وسط هذا العطش العربي , لم يجد أمامه سوى أن يغسل اللغة بالشعر , ويسقي الأرض بمائه , وتكتب نفسها في مكان سري يقع بين الأغنية والملحمة ...

من: كتاب في جريدة رقم 39

3 كانون الثاني 2001

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:12 AM

الرمز في الشعر العربي الحديث : محمود درويش نموذجاً...

بقلم: د.أحمد الزعبي









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


توظيف الرمز في القصيدة الحديثة سمة مشتركة بين غالبية الشعراء على مستويات متفاوتة من حيث الرمز البسيط إلى الرمز العميق إلى الرمز الأعمق.. وهكذا ومع أن الرمز أو الترميز في الأدب بعامة سمة أسلوبية واحد العناصر النص الأدبي الجوهرية منذ القدم إلا أننا نراه قد تنوع وتعمق وسيطر على لغة القصيدة الحديثة وتراكيبها وصورها وبنياتها المختلفة, والرمز بشتى صوره المجازية والبلاغية والإيحائية تعميق للمعنى الشعري, ومصدر للإدهاش والتأثير وتجسيد لجماليات التشكيل الشعري, وإذا وظف الرمز بشكل جمالي منسجم, واتساق فكري دقيق مقنع, فأنه يسهم في الارتقاء بشعرية القصيدة وعمق دلالاتها وشدة تأثيرها في المتلقي.

وغرف شعراؤنا من معين الرمز الأسطوري والتاريخي والثقافي.. إلى غير ذلك.. صوراً فنية دالة أغنت نصوصهم الشعرية وعمقتها فكرياً وجمالياً.. وتميزت أشعار محمود درويش في دواوينه الأخيرة ( 1 ) بتوظيف الرموز المختلفة بشكل مكثف عميق موح, حيث ارتقت القصيدة العربية الحديثة إلى مستويات إبداعية مبتكرة متطورة تتوازى مع اعظم الأشعار العالمية في القرن العشرين. ففي قصيدته " يطير الحمام " ( 2 ) يوظف محمود درويش الحمام ليرمز إلى السلام المفقود في وطنه وفي نفسه, يقول :





يطير الحمام

يطير الحمام

اعدي لي الأرض كي استريح

فأني احبك حتى التعب

.. أنا وحبيبتي صوتان في شفة واحدة

أنا لحبيبي أنا, وحبيبي لنجمته الشاردة

وندخل في الحلم, لكنه يتباطأ كي لا نراه

وحين ينام حبيبي أصحو لكي احرس

الحلم مما يراه

.. يطير الحمام

يطير الحمام ( 3 )

فالحمام الذي يطير ويحط.. ثم يطير ويحط.. وهكذا.. هو حلم السلام الذي يراود الشاعر وحبيبته أو الذي يضيء وينطفئ في حياة شعبه الذي ينتظر هذا السلام المتأرجح ما بين الأرض والسماء حتى يعود إلى وطنه وينتهي كابوس الاحتلال, فالشاعر لسنوات طويلة, وهو هائم في السماء والأصقاع ويطلب من بلاده ( إن تعد له الأرض كي يستريح ) من ( طيرانه ) الذي لا ينتهي.. فقد تعبت أجنحته ولا بد أن ( يحط ) فوق أرضه.. ويلتقي حبيبته المبعدة.

فهما ( صوتان في شفة واحدة ) وانه يحرسها في أحلامها.. مثلما يطارد أحلامه الضائعة, ولكنه ينتهي في آخر الرحلة إلى ( يطير الحمام..يطير الحمام ), فيلغي ( يحط ) الحمام, لان هذا السلام, بعد كل هذا العمر الذي ضاع انتظارا لتحقيقه, طار ولم يعد.. تلاشى, ولن يأت.

كما وظف محمود درويش الرموز الأسطورية والتاريخية والدينية ( تموز والعنقاء ويولسيز. وضياع الأندلس والنبي يوسف واخوته.. وغيرهم كثير ) ( 4 ) في دواوينه ( أحد عشر كوكباً ) لماذا تركت الحصان وحيداً و ( سرير الغريبة ) وغيرها, ففي قصيدته ( أنا وجميل بثينة ) و ( قناع.. لمجنون ليلى) ( 5 ) يوظف حكايات الحب العذري التراثية لجميل بثينة ومجنون ليلى لترمز إلى حبه ( الأسطوري ) لوطنه, ولكن بثينة المعاصرة وليلى المعاصرة ( الوطن ) قد ابتعدتا, وحيل بينهما وبينه بألف ستار وستار, وما عاد اللقاء ممكناً ؟ يقول :

كبرنا, أنا وجميل بثينة, وكل

على حدة في زمانيين مختلفين

... يا جميل ! تكبر مثلك مثلي

بثينة ؟

تكبر يا صاحبي خارج القلب

في نظر الآخرين..

... هي, أم تلك صورتها

إنها هي يا صاحبي, دمها, لحمها

واسمها, لا زمان لها, ربما استوقفتني

غدا في الطريق إلى أمسها... ( 6 )



*ويقول في قصيدة ( قناع لمجنون ليلى ) :

وجدت قناعاً, فأعجبني أن

أكون أخري, كنت دون

الثلاثين, احسب أن حدود

الوجود هي الكلمات, وكنت

مريضاً بليلى, كأني فتى شع

في دمه الملح, أن لم تكن هي

موجودة جسداً فلها صورة الروح

في كل شيء

... أنا قيس ليلى

غريب عن اسمي وعن زمني

.. أنا قيس ليلى, أنا

وأنا... لا أحد (7 )

يستحضر محمود درويش في هاتين القصيدتين أقنعة العشاق المشهورين في التراث العربي ( جميل بثينة وقيس لبنى ومجنون ليلى ) وينطلق في الترميز والدلالة من حالة الحب الخالد العظيم بين العشاق وحالة الفراق المرير التي مُني كل منهما في حبه وفي عشقه.

وهي الحالة التي يسقطها الشاعر على نفسه وعلى حبيبته اليوم ( أرضه ووطنه ) وبأسلوب حواري عميق دال يتساءل ويستفسر من العاشقين المخلصين القديمين إن كان هذا العناء في الحب.. والفشل والفراق البعد القسري عن المحبوبة قد قضى على حبهما أنساهما إياه..لعرف نفسه إن كان هذا البعد والمنفى الطويل عن وطنه قد جعله يألف وطناً آخر.. أو حباً آخر.. بعد أن طالت المسافات.. ومر العصر دون لقاء بالمحبوبة... ولكنه يستشف الجواب الأخير.. ويستنتج الموقف الصريح من ردود جميل وقيس... الردود المقنعة بالرمز والإيحاء.. ويقتنع بعد ذلك بأن الشعراء يكبرون.. والأجيال تمضي من الوطن في انتظار ( لا زمان له ).. في انتظار عودة العشاق.. عودة الآهل.. مهما طال الزمن, فالحبيبة, جسداً أم روحاً .

موجودة منتظرة ( فلها صورة الروح في كل شيء ) وان اغترب الشاعر.. وان تاه قيس.. فان الحبيبة حتى النهاية تنتظر ( المريض بليلى ).. تنتظر فارسها وحلمها وعاشقها دون اعتبار لزمن أو مسافة أو منفى قسري.

أما الرموز الفنية العميقة التي يشكلها الشاعر أو يبتكرها ويوظفها لتجسيد حالة ذهنية أو واقعية ينسجها في تراكيب قصيدته, فأنها كثيرة في قصائد درويش في المرحلة المتأخرة.. وربما تكون قصيدة ( بيروت ) تجسد كثيراً من الصور الشعرية الرامزة التي يبتكرها الشاعر في سياقات القصيدة وإيحاءاتها

يقول في مطلع قصيدته ( بيروت ) :

تفاحة للبحر, نرجسة الرخام
فراشة فجرية, بيروت, شكل الروح في

المرأة

وصف المرأة الأولى, ورائحة الغمام

بيروت من تعب ومن ذهب واندلس وشام

فضة, زبد, وصايا الأرض في ريش الحمام

وفاة سنبلة تشرد نجمة بيني وبين حبيبتي بيروت

لم أسمع دمي من قبل ينطلق باسم عاشقة

تنام على دمي...

وتنام... ( 8 )

فالقصيدة مليئة بالرموز والإشارات والإيماءات التي لا تنكشف مدلولاتها بسهولة أو من القراءة الأولى, وإنما تحتاج إلى وقفة طويلة وتحليل عميق واستحضار لمعجم الشاعر الفني ومتابعة سياقات القصيدة وصورها المتشابكة المترابطة من أول القصيدة إلى آخرها وباختصار فان الشاعر الذي يرسم صورة لبيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي لها وبعد تدميرها وبعد طرده وطرد المقاومة منها بالقوة ليبحث عن منفى جديد, يستحضر هذه الصور المعبرة المؤلمة عن صراع بيروت ما بين الفناء والبقاع صراع الحب, صراع الحياة والموت فصور التفاحة والنرجسه الفراشة والحمام والسنبلة.. كلها رموز للبقاء للحب.. للحياة.. ويقابلها أو يتربص بها صور البحر والصخر / الرخام والتعب والزبد والتشرد والدم.. وكلها رموز للفناء.. للحقد.. للموت.

ويرسم درويش صورة المواجهة, ويدبر هذه المقولة الشرسة فينا في القصيدة – رمزاً للمقولة الواقعية – ما بين رموز الموت ورموز الحياة.

وتحيره هذه الحرب.. تمزق أوصاله وأعصابه وذهنه.. فبيروت ( الوطن.. الملاذ.. الحبيبة.. فلسطين المقاومة.. الأحلام.. النصر ).. كلها تغرق الآن في امتحان عسير ), ( فبيروت خيمتنا الأخيرة ) يقول, أيستمر هذا الرحيل من خيمة إلى أخرى.. ومن منفى آخر, أيدفعني العدو والصديق إلى بحر لا نهاية له لإقناعي أني ( أدافع عن هواء ليس لي ) وقد كان دائماً هذا الهواء في سماء الأرض العربية كلها لي, لتنفسه واحميه أدافع عنه, أيتحول الوطن.. الماء.. الموج.. إلى زبد يذهب ( جفاء ) بعيداً, أيكون الملاذ.. أو ( الميناء.. هو القاتل ).

أتأتي الطعنه من الأمام ثم من الخلف.. ومن البحر ثم من الميناء الذي نسير إليه للوصول إلى شاطئ الأمان.

كان هذا الصخب المدوي في أعماق الشاعر الذي يمزقه ويوجع قلبه يتجسد في ثنايا قصيدة ( بيروت)

وكأنها تطواف شائك في أعماق النفس رامزاً إلى تطواف مفجع في ارض الواقع بعد تدمير بيروت والبحث عن منفى جديد.. ليدمر من جديد.. وهكذا إلى ما لا نهاية وقد يحتاج البحث في رموز قصيدة ( بيروت ) المتميزة المحكمة المكثفة إلى عشرات الصفحات لبلورتها وتحليلها وكشف اوجه الإبداع فيها, وهو ليس مجالنا هنا.

هوامش..

( 1 ) انظر : ديوان ( أحد عشر كوكباً ) 1993

سرير الغريبة 1999

( 2 ) حصار لمدائح البحر ص 221

( 3 ) المصدر نفسه, ص 21- 222

( 4 ) انظر قصائد ( أقبية أندلسية ) و ( رحلة المتنبي إلى مصر )

( 5 ) سرير الغريبة, ص 116 – 118

( 6 ) المصدر نفسه, ص 118

( 7 ) المصدر نفسه, ص 124
( 8 ) حصار لمدائح البحر, ص 145



جريدة الرأي الأردنية، الجمعة 20/7/2001

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:13 AM

محمود درويش.. سقوط الحصانه عن الشعر والشاعر

بقلم: حبيب الزيودي









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


ينفي محمود درويش في حواره الأسبوع الماضي مع الفضائية اللبنانية ( ال. بي. سي. ) العلاقة بين الشاعر والنبي, وفي ضوء هذا الفهم لهذه الاستقلالية يسقط الحصانه عن الشعر والشاعر مع كل ما تكلفه هذه الحصانه من مفاهيم تجعل الشاعر فوق المساءلة, فالشاعر لا يقرأ الغيب أو يفتح أسراره ويفك طلامسه, وضمن هذا الفهم يحصر درويش وظيفة الشاعر ويضعه أمام مهمته الحقيقية وهي تقديم رسالة جمالية تتمرد على الثوابت وتبحث دائماً عن كل ما هو جديد ومثير ومجهول.

والذي أعاق الشعر العربي عن تطور طوال قرون خلت, هي الضمانات التي جعلت الشعراء يتمتعون بوراثة الأنبياء وإن كانت تلبس عمائم مختلفة تكفل لكل من يتقن العروض أن يضع نفسه فوق البشر العاديين, ويمضي في الشعر حيثما ماجت به تفاعيل البحر أو قاده زمام القافية.

وجدد درويش في حواره الغني هذا ثوابته الشعرية فهو شاعر غنائي, وهروبه من الغنائية أحيانا أو وقوفه بين الإيقاع والنثر ليس وقوف المحايد, فهو لا يخرج من الإيقاع ولا يدخل في النثر, وإنما يقف في المنطقة التي تؤهله لاستخراج كل ما فيهما من مثيرات تغري الشعر بالمغامرة والبحث الدائم عن الجديد.





جاب درويش عن السؤال الدائم الذي يطرح عليه في المقابلات, والذي يتعلق بطموحاته في الوصول إلى العالمية دون التخلي عن هويته الشعرية كشاعر عربي فلسطيني.. حيث يؤكد أن الترجمة لا تضمن لأي شاعر الوصول إلى العالمية, وفيما يتعلق بتجربته هو يؤكد, بالرغم من ترجمة كل أعماله الشعرية إلى اللغات الحية.

بأنه لا يدري هل وصل إلى العالمية أم لا, ولا ينفي زهده بالترجمة, ولا يخفي زهده بدور النشر الغربية التي توزع آلاف النسخ من أعماله المترجمة, ويعيد تأكيد طموحه إلى سعيه الدائم إلى التأثير في لغته وثقافته, فالقيمة الحقيقية للشاعر هي القيمة التي يحققها في ثقافة أمته وقدرته على تجديدها والإضافة إليها.. فهو زاهد في العالمية ومتشبث بثقافته العربية.

وعلى مدى رحلته الشعرية كان درويش يوظف كل طاقاته في بناء النص الجديد, ثم يوظف كل الطاقات بعد إنجازه لهدمه وتجاوزه, وبناء النص الذي يليه بأدوات مختلفة فهو يدخل إلى الشعر من بوابات مختلفة, ولا يعيد طرق الباب مرتين, فقد دخل إلى ديوانه " لماذا تركت الحصان وحيداً " من بوابة السيرة الذاتية للمكان والذات, وذهب إلى " سرير الغريبة " من بوابة الحب, ليستقر في " جداريته " في ظلال إحساسه بتجربة الموت.

الشاعر ناقد نفسه, في هذا التنقل بين الموضوعات والكتب والقصائد, ومهمته الحقيقية كما يعلن درويش أن يضيء المناطق المعتمة والجديدة, وان يأخذ القارئ إلى اللامتوقع الذي يضمن للشاعر والمتلقي الاستمتاع بلعبة الشعر.

خلاصة ما يتمناه درويش كشاعر وكفلسطيني أن يتحول إلى إنسان عادي, وحسب تعبيره العفوي الذي لا يخلو من الدعابة يتمنى أن يحلم مثل سائر خلق الله أحلاما عادية وسخيفة, وان يصل الفلسطيني إلى حالة الخلاص من فكرة البطل والضحية, ولكنه يؤكد أم كل فلسطيني هو عبد فلسطين حتى يتم التحرير, وقبل أن يصل الفلسطيني إلى ذلك فان حريته لا تكمن ألا في هذه العبودية.

وحول الخاص والعام يؤكد درويش انه يصل دائماً إلى العام من خلال الخاص وضمن هذا الفهم تحدث عن قريته وأحلامه الصغيرة وأمه " التي تلقي في قصيدته الأخيرة شالها " وعن ميراثه الثقافي الذي يتمثل في كل ما ورثته هذه المنطقة من سلالات ورسالات وثقافات, فهو كما صرحّ في بعض قصائده " ابن الساحل السوري " بكل ما سكبه هذا الساحل في ضميره من ثقافة وتاريخ وشعر وأسئلة ستظل متجددة على الدوام....

جريدة الرأي الأردنية، الجمعة 20/7/2001

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:17 AM

محمود درويش مؤرخ التراجيديا الفلسطينية
لا القوة انتصرت ولا العدل الشريد

بقلم: حبيب الزيودي









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


في " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " حكاية عن ضابط إسرائيلي يزجر امرأة عائدة مع طفلها إلى قرية تدعى : البروّة. يكتب اميل حبيبي في روايته الساخرة :

“فقامت المرأة وقبضت على يد ولدها وتوجهت شرقاً... وكلما ابتعدت المرأة وولدها ازدادا طولاً حتى اختلطا بظلهما في الشمس الغاربة, فصارا أطول من سهل عكا... “كان ذلك في عام النكبة 1948 والطفل في السادسة من عمره, وكانت المرأة والدة محمود درويش. بعد هذا التاريخ بسنين سيستعيد الشاعر وقائع ما جرى, ساخراً من هادم القرى “وسفاح الطفولة“ وعابثا ب " الشياطين التي تجعل من طفل نبياً".

كان درويش في عام النكبة قد نزح مع عائلته إلى لبنان, وعاد بعد عام إلى قرية لن يجدها بعد أن هدمها " جيش الدفاع " ليقاسم غيره من " عرب إسرائيل ", كما يقال, تجربة العيش في وطن مصادر.

ولأن الحياة لم تكن واسعة فوق ارض اغتصبت أسماؤها, بدأ درويش بخلق الأفق الذي يريد, فذهب إلى لغته وثقافته وعرف السجن في الرابعة عشرة وكتب الشعر قبل أن يلتقي بالسجن, الذي سيأخذ لاحقا أشكالا مختلفة.




كان شعر الشاب الناحل بحثا عن الأسماء وكتابة فوق كتابة ذاكرة تحتفظ بصور السهول الفلسطينية الآفلة.

فقد أدرك درويش, وفي سن مبكرة, أن من يسمي المواضيع يملكها ومن يكتب عن الوقائع يسيطر عليها وأن الذاكرة فراغ موحش دون حرف مكتوب ترتكن إليه.

ومع أن الشاعر " مؤرخ السماء ", بلغة رومانسية خالصة, فقد آثر محمود أن يكون المؤرخ الغريب للقدر الفلسطيني الغريب, يكتب عن ارض يراها من سماء بعيدة, ويتأمل السماء وهو واقف في لا مكان.

كتب المؤرخ بحروفه الغريبة عن أوجاع " عرب إسرائيل " صارخاً : " سجل أنا عربي ", وسجل " "احمد الزعتر" حين أرهقته الأوجاع العربية, وحاور الكون متفجعا في " مديح الظل العالي ", وهو يعيش خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت عام 1982, وساءل الحلم وانكساره في " أحد عشر كوكباً " عام 1992 بعد اتفاق أوسلو, حيث الخارطة الفلسطينية المقترحة تستجيب لمعايير " القوة" ولا تلتقي بالعدل الذي تطلعت إليه.

محمود درويش هو المؤرخ الغريب الذي يكتب التاريخ بلغة لا بتداولها المؤرخون. وفي مهنته الغريبة يكون الشاعر مقيداً وطليقا في آن. مقيداً وهو مشدود إلى صرخته الفلسطينية وطليقاً وهو يشتق الحزن الفلسطيني من تاريخ الشعر كله.

ولعل المرض، الذي أبعد الصخرة قليلاً, هو الذي أتاح لمحمود أن يلتقي بنفسه في " جداريه محمود درويش", إذ الشاعر يلتقي بالشعر الخالص وهو يتأمل قوة الحياة وهشاشتها في آن. بدا الشعر في " الجدارية " تتويجاً لمسار توزع على الاجتهاد والإبداع, ومرآة تكشف عن معرفة رفيعة وثقافة شعرية واسعة, احتضنت الشعر العربي القديم والحديث وموروثاً شعرياً كونيا متعدد الألوان. " لا يوجد الشاعر إلا بعد القصيدة. ومن القصيدة يولد الشاعر ". يقول (بلا نشو). ومهما يكون القصد الذي يرمي إليه الشاعر الفرنسي فإن تجربة درويش تؤكد الشاعر النجيب ابنا لمن سبقه من الشعراء النجباء, وأباً لقول شعري نجيب سيأتي بعده وينتسب إليه. وبسبب جهد إبداعي, تنظيم " قصيدته " الوجود " الشاعري " الذي تلتقي به, حول محمود التجربة الفلسطينية إلى قصيدة كونية.

وكان طبيعياً, في مدار منسوج من الموهبة والاجتهاد, أن يبدأ محمود شاعراً من " شعراء المقاومة ",

وان يصبح لاحقاً " شاعر المقاومة ", وان ينتهي لزوما, إلى الشاعر الذي ينتمي إلى ما شاء أن ينتمي إليه, وان تنتمي إليه أجيال من الشعراء.

انتمى الإنسان إلى فلسطين, وتوزع شعره على أمكنة وأزمنة مختلفة, كما لو كان الشعر يحاور القراء الذين سعوا إليه, قبل أن يلتحق بزمن الشعر الذي ينتظره.

نقل درويش قصيدته من زمن الوطن إلى زمن الشعر, محولاً فلسطين إلى مجازر شعري كبير وكان في جهده الدؤوب, 14 ديواناً, يرد بصوت مهموس على تسويق الشعر الرديء بموازين وطنية, ويحاور بهدوء تعارضاً مصطنعاً بين الشعر والثورة, مؤمنا بأن الشعر لا ينعزل عن الحياة, وأن قصيدة لا تظفر بقارئها المحتمل لا ضرورة لها.

لم يكن محمود يكتب القصيدة لجمهور واسع ينتظرها, بل كان يدخل إلى عالم شعري أصيل, يروض القصيدة ويروض قارئا ينتظر القصيدة. ولذلك لم يصطدم ب " شعر الغموض " ولم يخذل القصيدة الكبيرة التي يتطلع إليها, وظل في ذاك الموقع الصعب والفريد الذي يلبي القصيدة ومستجدات الحياة والقارئ الفطين الذي يصفق للقصيدة.

وفي هذه التجربة الشعرية كان الوطن حاضراً لا يغيب, يستو لده الشاعر من نسيج شعري, لا يرتهن إلى الجغرافيا وينفتح على تاريخ متعدد ألا زمنه.

لم يصدر إبداع قط عن انتصار أو نشوة منتصرة. كما لو كان الإبداع بحثا متوحداً عن جهات الروح الضائعة وحوار مع دليل مشبع بالضياء. لذا ترشح التراجيديا في مشروع درويش الشعري كله, وتكون تراجيديا ثنائية الصدر: تصدر عن تجربة فلسطينية تتعامل مع قرية انهدمت وغرفة قلقة ابتعدت وطفل خرج ولم يعد إلى بيته ثانية، وتصدر عن عملية الإبداع ذاتها, حيث القصيدة في مكان ومثالها الشعري في مكان لا يرى. وفي الحالين تتعامل الكتابة المبدعة مع المفقود والهارب والمحتجب ومع " مطلق شعري " عصيّ علي التعريف. فالمطلق الذي تبحث عنه قصيدة درويش " كان " " لا ما يكون " بل كان وانفقد وفقدان الذي " كان " ولا يبشر بعودة هو الذي يملي على درويش أن يقرأ "المطلق " في البسيط والمعقد وفي ضوء النهار وسدف الليل وان يسأل كثيراً ولا ينتهي إلى إجابة.

يقول درويش " سأصير يوماً فكرة, لا سيف يحملها إلى الأرض اليباب ولا كتاب. كأنها مطر على جبل تصدع من تفتح عشبه. لا القوة انتصرت ولا العدل الشريد." في مكان ما "مطلق" يسأل عنه محمود درويش, منذ أن زجر الضابط الإسرائيلي والدته, وكان في السادسة من عمره حتى اليوم...

جريدة الرأي الأردنية

الجمعة 10/8/2001

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:19 AM

محمود درويش في حواره مع الفضائية اللبنانية

رصد وتحرير : محمود الظاهر









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية



في حواه المطول ضمن برنامج " حوار العمر " الذي بثه تلفزيون ال " ل بي سي " اللبناني تطرق الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش إلى الكثير من مفاصل تجربته الشعرية والنضالية والسياسية, وقد كان في إجاباته على المفصل السياسي من هذا الحوار, وارتباط شعره بهذا المفصل توهج ووعي لا التحليلات السياسية السائدة التي لا تعرف الآخر ولا تعيه, لذلك كان لا بد من رصد هذا الحوار السياسي الهام, وتقديمه لقراء الدستور باعتباره وثيقة واعية من مبدع كبير قادر على إيصال خطابه إلى مختلف فئات المجتمع العربي.

سؤال الحرية.. سؤال الجمال...

احب أن أبقى مستمراً في اسر نفسي في سؤال الحرية وسؤال الإبداع الذي يثبت الأرض في اللغة ويجعل المنفى نمطيا, حين يجعل الوطن مكاناً لتفتح حق الناس في الإبداع, وفي الفرح بالحياة والدفاع عن كرامتهم, ونحن نؤسس جميع مشروعا جماليا لا يهدف إلى اكثر من دعم فكرة أن بوسع الجمال أن ينقذ العالم وينقذ الفرد.




سؤال الشعر.. سؤال الإنجاز

أنا انزعج من شيء واحد, أن تعرف بطاقتي الشعرية بالبعد السياسي فقط, منذ أربعين عاما وما زلت أعاني من ملاحقة قصيدة معينة, من جهة أخرى فأنا لا أستطيع أن امنع الناس من امتلاك نصهم الشعري الخاص بهم, لام القصيدة عندما تكتب تصبح ملك القارئ الذي يعيد كتابتها من خلال التعامل معها, وأي نص غير مقروء هو نص ميت فإذا كان القراء يجدون أنفسهم أو حنينهم أو صلابتهم الذاتية في نصوص لا احبها كثيراً, فليس من حقي أن اعتدي على هذه العلاقة, مع أن الشاعر يتمتع بأنانية أن يجر الناس إلى احدث إنجازاته في الشكل أو التعبير أو في البنية الشعرية الجديدة فأنا قد تدربت عن الكف عن الشكوى.

سؤال الجمال.. سؤال الأخلاق

أخاف من شعري وعلى شعري, أخاف من شعري انه قد يغريني بالعثور على تعويض عما هو خارج الشعر, وقد يؤسس لي عالمي المتخيل الذي تمكنت من بنائه وفقا لقائمة متطلباتي ورغباتي وحريتي, وبالتالي قد يصبح البحث عن جماليات الشعر ذا نزعة غير إنسانية أحياناً بمعنى أن هناك شعر ضميري, كيف نحول هذا الضمير إلى جماليات, هذا سؤال أخلاقي مطروح على أي شاعر يحدق في المسألة, أخاف من شعري أيضا أن ينمطني بأن يخلق لي صورة تعيق التواصل الإنساني العادي بيني وبين الآخرين, لان شخصية شعري ربما تكون غير مماثلة تماماً لشخصيتي العادية, فأحيانا يتعامل معي الناس على أساس أنني شاعر على طول الخط اكتب الشعر على مدى أربع وعشرين ساعة, مع إنني أحيانا لا اكتب أربعاً وعشرين ساعة في العالم صحيح أنني شاعر, لكن بقية حياتي عادية فيها الضعف وفيها القوة وفيها المشاعر الإنسانية والمتطلبات العادية, وقد يشكل سلوكي العادي صدمة أمام من لا يجد تفريقاً بين الشاعر وبين الناس فمسألة تخلق للشاعر صورة ليست قريبة من الحقيقة.

الشعر حالة والشاعر يتغير ويغير نفسه, يتعذب ويفرح, فصورة الشاعر عند العرب بشكل خاص ما زالت منزهة عن أي سلوك يؤذيها, هذا هو خوفي من الشعر, أما خوفي على الشعر فهو خوف من نضوب الشعر, فنحن معشر الشعراء داخلون في مخاطرة لا ضمانات على الاستمرارية, ولا ضمانات للنجاح, وأنا أتحدث عن نفسي فأقول أنني في كل مرة اكتب فيها قصيدة, اذهب للكتابة كأنني أتعلم كتابة الشعر لأول مرة, وفي كل مرة اعتبر نفسي أنني أكتب القصة الأخيرة, إذن هناك دائماً توتر وقلق وصراع مع مجهول, ومع طاقة غير مسيطر عليها, إذن هناك مغامرة دائمة, وخوف دائم من الشعر وعلية.

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:21 AM

سؤال الشعر.. سؤل الحلم

الحلم لا ينتهي, ولكن هناك حالات نمر بها, يكون فيها الشعر مهدداً, إذن كيف نحتفظ بقدرتنا على الحلم, صحيح أن الشعر حلم, وأنا يعجبني تعبير لأحد الشعراء الإيطاليين يقول فيه :

" الشعر حلم يحلم في حضور العقل " فالشعر ملازم طبعاً للهم الإنساني, مدى قياس حرية الشخص يرتبط بمدى قدرته على أن يحلم دون أن يكون هو نفسه رقيباً على أحلامه, نحن نعيش في مناطق متوترة ومتأزمة أصبحنا فيها رقباء على أنفسنا, فكثرة التعامل مع الرقابة والإدمان عليها قد تحول الشخص إلى رقيب على نفسه, لكن في الشعر يبدو أن الإحساس بوجود الرقيب قد يطور جماليات الشعر, وأنا في رأيي إن أي قصيدة يفهمها الرقيب ويمنعها يكون العيب في القصيدة وليس في الرقيب, على القصيدة أن تكون أذكى واكثر جمالية وأكثر حرية ملتبسة على فهم الرقيب المباشر لها, فالشعر الجميل والشعر الحقيقي هو الذي يعتمد على حركة المعنى وليس المحدد, والذي يتناول الأشياء تناول غير مباشر, يستعصي على الرقيب, وربما يحبب الرقيب بالعمل.

الشعر الذي يقول رسالة واضحة ومحددة يكون مفتقراً إلى شروط جمالية أساسية.

سؤال أوسلو.. سؤال مدريد

سؤال الخيارات من اصعب الأسئلة التي قد يوجهها الأخ ياسر عرفات إلى نفسه, صورة الوضع الإقليمي والدولي عشية أوسلو, وصورة محبطة وسوداء, تركت العرب دون خيارات, خيارات حُره, ودون قدرة على صياغة مشروع عربي واحد للسلام, وتحديد استراتيجية عربية للسلام, طبعاً هناك مشاريع عربية للسلام ولمن لم يلتزموا بها ولم يذهبوا للسلام معاً.

صيغة مدريد, كانت سياسياً معقولة, ناتجة عن الظرف الإقليمي الجديد, ولكن إذا كان لعرفات خيار أو آخر في اتفاق أوسلو, فإن من المتحفظين عن القول أن طريق مدريد توصل أوتوماتيكياً إلى أوسلو, ولا شارك بعض الاخوة الفلسطينيين المدافعين عن أوسلو, بأن مدريد هي الأب الشرعي لأوسلو, بالعكس إن أوسلو بعثرت إمكانيات محتمله كانت في صيغة مدريد, أنا اعرف انه كان في موقف صعب, فأنا اعرف إن أزمة منظمة التحرير وأزمة رئيسها الأخ ياسر عرفات كانت أزمة معلنة, لكن هل هذه الأزمة كان ينبغي للقيادة السياسية أن تحلها عن طريق أوسلو؟ قد نقول إن أوسلو قد حلت مشكلة تتعلق بمنظمة ولكنها لم تحل مشكلة الشعب الفلسطيني, وأنا اعتقد أن الأولوية في الاهتمام السياسي, المشروع السياسي, هي الشعب وليس أداة التعبير عن مشكلة الشعب, فلذا قد تكون أوسلو حلاً ما للمأزق التنظيمي والإداري والسياسي للقيادة السياسية ولكنها لم تحل مشكلة الشعب الفلسطيني, اللازمة قائمة حتى الآن حتى بعد اتفاقية أوسلو, وكنت أنا من الذين يعتقدون رغم كل نقدي لنص أوسلو, أن الواقع الفلسطيني في ظروفه الجديدة المليئة بالزخم والحيوية وحركة المجتمع, قد يجري تعديلاً لمصلحة الشعب الفلسطيني, أو أن القراءة الفلسطينية للاتفاق على مستوى التطبيق والأداء والإدارة والعناد في الوضع التفاوضي قد تجري تعديلاً ولكن للأسف الشديد أن الواقع أيضا يطابق إلى حد ما الجوانب السلبية للاتفاق نفسه, علماً أن المجتمع الفلسطيني في مأزق وليس فقط القيادة, فالأفاق تبدو الآن مغلقة والمستقبل شديد الغموض والماضي, بعيداً جداً والحاضر محموم معبأ بمشروع غيتوهات, فالمأزق أكبر مما هو معلن, والمأزق لا يمس الآن القيادة السياسية فقط, بل يمس أيضا طموحات المجتمع وقدرته على إيجاد خيارات نضالية للخروج من هذا المأزق, وفي إدارة الصراع الذي ما زال مستمراً بين الاحتلال وبين المجتمع الواقع تحت الاحتلال, فاخطر ما في الموضوع أن بعد هذه سنوات من التجريب أن السلام ما زال بعيداً, وربما ما زال ابعد, واخطر شيء يتعرض له السلام الآن ليس فقط أن العملية مهددة, أنا برأيي أن العملية, غير مهددة, العملية ستواصل التحرك الخالي من المحتوى, إلى أمد بعيد, وتجري مفاوضات واجتماعات ولقاءات, ولكن كل هذه اللقاءات ستكون خالية من المضمون, اخطر ما يتعرض له السلام هو أن فكرة السلام نفسها كمصلحة وطنية وكقيمة أيضا هي المهددة بالاغتيال.

سؤال الشعب.. سؤال المنظمة

فيما يتعلق بان الشعب الفلسطيني والمنظمة شيء واحد, هذا تشخيص غير دقيق, منظمة التحرير هي أحد الانجازات الكبرى للشعب الفلسطيني, يعني هي ليست أكثر من الممثل والمعبر عن مشروع الشعب الفلسطيني في العودة وفي الاستقلال, وكانت في مرحلة ما هي عنوان البحث عن حل للقضية الفلسطينية, والبحث عن مخرج, لأنه لا يمكن لمجتمع أن يصل إلى حل دون أن يكون له معبأ سياسياً وممثلاً سياسياً ولكن هذه الأداة السياسية ليست جامدة وليست نهائية, بل يمكن أن تتكيف وتتغير وتجري عليها تعديلات, فأنا لا اطعن بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية, ولكن لا أقبل القول أن الشعب والمنظمة هما شيء واحد. لان المنظمة هي إنتاج هذا الشعب في ظروف سياسية معينة, والشعب هو الذي يحدد وله حق الرقابة على مصداقية أداته السياسية وعلى الحكم عليها, وبالتالي فان الأساس هو الشعب والمنظمة هي الأداة, في هذا الموضوع ماذا حصل, حصل أن المنظمة قد تكون حلت مشكلة التمثيل السياسي للفلسطينيين, ولكنها لم تحل مشكلة المجتمع الفلسطيني.

هذا هو الرد على الشق الأول, أما الشق الثاني, كما قلت أن من السابق لأوانه, ومن الصعب الحكم عن مدى امتلاك ياسر عرفات لحرية الخيارات, هذا الموضوع سيبحثه المؤرخون, ولكن قبل أن يبحثه المؤرخون, الواقع الظاهر يقدم إجابات على هذا السؤال, فالواقع الراهن لم يتقدم.

سؤال السلام.. سؤال الوجود

الشعب الفلسطيني موجود على أرضه, ولو لم يكن الشعب الفلسطيني موجوداً على أرضه, لما اضطرت إسرائيل إلى البحث عن صيغة للسلام مع هذا الشعب, الشعب موجود, وأوسلو لم يأتي بالفلسطينيين من الشتات إلى الوطن, الشعب الفلسطيني موجود, وفي أي نظره لما يحصل ألان, علينا أن لا ننسى أن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه هو الذي جعل حتى أوسلو ممكنة, لو لم يكن الشعب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية, ولو كانت الأرض الفلسطينية خالية من الشعب الفلسطيني كما رأت الصهيونية منذ مدة طويلة

لما جرى اتفاق مع أي شبح, أنا لا أستطيع إن اعدد كل المزايا التي يحددها المترافعون عن أوسلو و التي تقول أن أوسلو ثبتت الشعب الفلسطيني, لكنني أقول أن الإسرائيليين يعترفون الآن بحقيقة سياسية وبواقع سياسي للفلسطينيين, ولكن من المفارقات العجيبة أن اتفاقية أوسلو المجحفة والتي تحتاج لتعديل مصلحة الشعب الفلسطيني, لا تنال رضى الإسرائيليين, ويريدون أن يتجاوزوها, لان المجتمع الإسرائيلي كما عبر عن نفسه في الانتخابات الأخيرة باختياره نتنياهو ولمجموعة المتطرفين الذين يعيشون خارج التاريخ, هذا المجتمع أعلن بهذه الانتخابات انه غير ناضج حقيقة للسلام, بل حتى لو كان هنا نضوج للسلام, فأنه متردد تجاه هذه الخيارات, ومع ذلك علينا أن نرى صورة أخرى, وهي أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على نفسه تجاه نفسه هذه المسألة,ولا ننسى إن كل تراث ما يجري الآن, هذا الاتفاق وهذه الصيغة, وهذه التحليلات, وهذه التجزئة للمناطق إلى أقفاص, وكسر والوحدة الجغرافية للأرض, وكسر وحدة الشعب الفلسطيني وتوزيعه إلي أصناف ومجموعات اثنيه غير مشتركة في مشروع واحد, كان من إنتاج ومن كتابة حزب العمل

سؤال التجربة.. سؤال الانتفاضة

الشعب الفلسطيني طيلة تجربته الوطنية الطويلة, برهن انه غير قابل للإفناء بعد الآن, يعني في معركة البقاء الجسدي والسياسي والثقافي, تمكن الشعب الفلسطيني من أن يتجاوز خطر الإبادة, الآن كيف يعبر الشعب الفلسطيني عن رفضه هذه المشكلة سيلان تواجه الشعب الفلسطيني.

المسألة الثانية ما المشروع الفلسطيني الذي يوحد الفلسطينيين الآن, في مرحلة تجريبية, دخلناها دون أدوات ومنطلقة من إدراك أن مصلحة إسرائيل في السلام معنا, تعادل مصلحتنا في السلام ؟

الواقع أن مصلحة إسرائيل ليست في إقامة سلام حقيقي مع الفلسطينيين, إنما مصلحتها هي إرضاء الفلسطينيين بحل ما, من اجل أن تذهب إلى المصلحة الأساسية وهي إقامة علاقات طبيعية مع العالم العربي, فإذن لو أدركنا بانتباه اكثر وبثقة اكبر, مدى حاجة إسرائيل للسلام مع الفلسطينيين فربما حصلنا على شروط افضل, ولكن كل ما نقوله ألان, متأخر الواقع موجود والمأزق موجود, وهناك حتى الآن ما يجمع السلطة مع المجتمع هو أن كليهما خاضع أو ربما نقول تحت الاحتلال, إذن في محاكمة السلطة هناك ضرورة للتمييز بين شيئين, في المشروع الوطني ما زالت السلطة الفلسطينية تحمل مشروع الخلاص من الاحتلال وبناء الاستقلال الفلسطيني, إذن على مستوى القضية الوطنية, المجتمع والسلطة يقفان في خندق واحد ضد الاحتلال, أما في محاكمة السلطة الوطنية على المستوى الأداء الداخلي وعلى المستوى الإدارة, وعلى السؤال الديموقراطي, فهناك تمييز بين المجتمع وبين السلطة.

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:22 AM

سؤال الموقف.. سؤال الضمير

علاقتي بالأخ أبو عمار لم يمسها أي سوء ؟ ليس خلافاً شخصياً, لنل قدمت مرافعتي في نقد أوسلو, ولكي أكون دقيقاً مع المشاهدين, بعد كل النقد الذي قدمته, قلت إنني لا أستطيع أن اقبل هذا الاتفاق, كما لا أستطيع أن ارفضه, لان ضميري لا يتحمل صواب الإجابة أو صواب تقديم إجابة نهائياً, حول هذه المخاطرة سميت هذا الاتفاق مخاطره تاريخية, لذلك بعد أن اقر هذا الاتفاق من المؤسسات الرسمية, اصبح هناك واقع, دعوات إلى التعامل مع المجتمع الفلسطيني, بغض النظر عن هذا الاتفاق, لأننا لا نستطيع أن نبقى بعيدين عما يجري هناك مكتفين براحة ضمير, نقول أننا لا نوافق على ذلك, هناك شيء موضعي يجري, هناك شيء جديد يجري, هناك مجتمع رحب بوعد انتهاء الاحتلال وهناك فرح عام شاهدناه جميعاً على شاشات التلفزيون على الأقل, وقد قلت في إحدى مقابلاتي إنني أتفهم فرح الفلسطيني عندما يرى الاحتلال يخرج من غرفة نومه, ولكن الاحتلال ما زال في الصالون, ومازال يحاصر الحديقة, وما زال يحمل مفتاح الباب, هذا هو الفرح فرح إنساني ومشروع, واصبح الناس يشعرون بآمن وأمان اكثر, ولكن على مستوى المشروع الوطني الكبير,

هناك أسئلة جديدة تطرح علينا ومأزق حقيقي لا يهدد. فقط الوضع الفلسطيني, بل يهدد الوضع الإسرائيلي نفسه, هناك الصراع الإسرائيلي الداخلي أيضا حول هذه المسألة, يجب أن يعنينا, ويجب أن نصغي إليه جيداً.

سؤال الوعي.. سؤال التطبيع

سؤال التطبيع سؤال دارج وشائع وشائك, يؤرقنا جميعا, ولست وحدك من تساوره شكوك الإجابة, وأيضا تساوره شكوك الخروج من وعي العدو وتحويله إلى خصم, أو وعي التعايش مع هذا العدو, ومن حق قانا أن تصعب عليك السؤال وتصعب علينا جميعاً هذا السؤال, أنت تعرف أن قانا قد آثارها السياسي نسبياً لأنها أسقطت من العرض الإسرائيلي أبطاله, فيما يتعلق بالتطبيع, أنا أريد أن تميز بين ثلاثة مفاهيم في هذا الموضوع, هناك أولا المعرفة, معرفة الآخر هي مسألة ثقافية, ولا نستطيع أن ننجو منها, ونحن في حاجة إليها, نحن في حاجة إلى معرفة الآخر, ليس فقط لنطور معرفتنا بالذات, كما يقول السؤال الفلسفي, ولكي نعرف كيف نصالح الآخر, أو كيف نكافح الآخر, يعني سواء كان خيارنا سلمياً, أو خياراً صراعياً علينا أن نعرف أننا لا نقاتل أشباحا ولا نصالح أشباحا, فهذه مسألة ثقافية, لا اعتقد أن هناك جدلاً فكرياً بشأنها.

المفهوم الساخر هو الحوار, الحوار برأيي هو شأن شخصي, اعتبره خياراً شخصياً, من حق أي كاتب فينا, أن يصافح أو لا يصافح كاتباً إسرائيليا آخر على المستوى الشخصي, أنا من الأشخاص الذين لا يجدون صعوبة على المستوى الشخصي في رفض الكلام مع كاتب إسرائيلي, وذلك لأمور تتعلق بتربيتي وبنشأتي, ذلك لأنني كنت أعيش في هذا المجتمع ولي صداقات مع هذا المجتمع, فأنا لا أستطيع أن اعتبر الحوار مع كاتب إسرائيلي هو موافقة على سياسة إسرائيلية, خاصة أن علينا أن نميز بين مواقف الكتاب الإسرائيليين, وانهم ليسوا شيئا واحدا هناك, كتاب كتبوا عن الانتفاضة افضل مما كتب الفلسطينيون, ديفيد غروسمان على سبيل المثال هو الذي تعرض للانتفاض الحقيقية في كتاب الزمن الصفر,

ولم يكتب الفلسطينيون مثل هذا الكتاب, إذن موضوع الحوار مع كاتب هو مسألة فردية ويجب أن تبقى في النطاق الفردي, ويجب ألا نحولها إلى مطلب عام, لان الحوار بين الكتابالإسرائيليين والعرب أو الفلسطينيين, حتى يصبح مطلباً صالحاً للطرح يحتاج إلى ظروف أخرى, والى تحديد أهداف محددة, وليس من اجل أن نقول أننا انسانيون وأننا منفتحون وإننا متسامحون. وفيما يتعلق بمؤتمر كوبنهاجن, أنا لا اعتبر اتفاق كوبنهاجن أحد أشكال الحوار بين المثقفين العرب والإسرائيليين, لأنه لم يكن حوار مثقفين, كان اجتماعا حضره بعض رجال الأعمال, وبعض العسكريين السابقين وبعض المثقفين, وأنا رأيي إن الضجة التي أثيرت حوله, مبالغ بها, ولم تم تجاهلها أنسيت, وأنا أريد أن أقول لك شيئاً آخر وهو أن الصحافة الإسرائيلية لم تذكر اللقاء, وكأنه لا علم لها به.

ولكنني أريد أن أعود إلى موضوع الحوار, فأقول أن أي حوار يخص أفراد ولا يتحول إلى مطلب عام, وعلينا أيضا أن نميز بين الظروف الخاصة للفلسطينيين الذين يعيشون على ارض واحدة مع الإسرائيليين, في علاقة صراع وليس في علاقة تطبيع العلاقة بين المجتمع الفلسطيني والإسرائيليين هي علاقة صراع, وعلى المثقفين الإسرائيليين أن يعبروا إن أرادوا الحوار عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني, وان يطوروا في الوعي الإسرائيلي فكرة انه لن يكون مجتمعاً حراماً ما دام يحتل مجتمعا أخر.

أما فيما يتعلق بالتطبيع فأنا جوابي لا يحتاج إلى أي ديباجة ولا يحتاج إلى تعقيد أقول بكل صراحة, لا يمكن إقامة علاقات طبيعية بين مجتمع خاضع للاحتلال, وبين مجتمع محتل والتطبيع الموجود ليس تطبيعاً ثقافياً.

التطبيع الثقافي مصطلح غامض وملتبس, وليس في وسع أحد أن يجر الثقافة إلى إقامة علاقة مع ثقافة أخرى غير سائدة, إلا بمدى حاجتهم للثقافة إلى أن تجد نفسها في ثقافة أخرى, فأذن الحوار الذي يجري البحث عنه ليس حواراً حول الثقافة, انه حوار وتطبيع سياسي موجود وملموس, وهناك اكثر من بلد عربي يقيم علاقات اقتصادية مع إسرائيل, اعتقد أن مقاطعة التطبيع والدعوة إلى مقاطعة التطبيع مع إسرائيل, أحد شروط إرغام إسرائيل على أن تفهم السلام بشكل صحيح لذلك لقول بصوت عال, أنا ضد التطبيع ما دامت أسباب المقاطعة موجودة, وما دامت إسرائيل تحتل ارض لبنان وارض سوريا وارض فلسطين, إذن أنا أميز بين المعرفة والحوار والتطبيع, موقف التطبيع موقف صارم وواضح, أقول أن الكلام عن التطبيع الثقافي هو هروب من بعض المثقفين العرب, ولكن لا شك أن التطبيع الحقيقي الموجود هو تطبيع سياسي اقتصادي, لان التطبيع على هذا المستوى غير مفهوم, وغير موجود, و أوشك أن يكون الإسرائيليون معنيين بالتطبيع الثقافي أو يسألون عنه, هم يريدون أن يبقوا غرباً في الشرق الأوسط, ولا يريدون أن ينفتحوا على ثقافة الشرق الأوسط, لو ذهب العرب إلى السلام بمشروع عربي وبتخطيط واحد وبسياسة واحدة, لكان التطبيع يشكل خوفاً على الإسرائيليين, لان الإسرائيليين لا يريدون أن يندمجوا أو أن يندرجوا في ثقافة المنطقة وهي ثقافة عربية, انهم يصرون أن يحتفظوا بمركز قوتهم, أي انهم غرب في الشرق.

سؤال الصراع.. سؤال القدس

لا قلب لفلسطين دون القدس, القدس لها عدة أبعاد, أبعاد سماوية, و أبعاد أرضية و أبعاد حضارية و أبعاد فكرية و أبعاد ثقافية و أبعاد واقعية, اخطر مما تتعرض له القدس الآن على مستوى التعاطي الرسمي العربي معها, لأنها قد تتحول إلى موضوع ديني, فإذا حددنا بان الصراع حول القدس بأنه صراع ديني, فان الحل لهذا الصراع يصبح سهلاً جداً, حيث أعطي المسيحيون والمسلمون إمكانية الصلوات في كنيسة القيامة وفي المسجد الأقصى, وتبقى القدس تحت السيادة الإسرائيلية.

لذلك يجب التخلي عن إنزال السماء إلى الأرض قليلاً, وإبقاء الأنبياء في أماكنهم لأنه يجب ألا يزيد الصراع بين الأنبياء كي لا يوقعنا في صراع لاهوتي.

يجب أن تكون المدينة مدينة تعدد وتسامح وسلام حقيقي, القدس في المشروع الإسرائيلي هناك إجماع عليها, وهذا هو ما يجعل المسألة السياسية صعبة من الإسرائيليين, فلا خلاف بين التيارات السياسية الإسرائيلية حول مدينة القدس, فكلهم يجمعون على إنها يجب أن تظل عاصمة إسرائيل إلى الأبد, طبعاً التعامل مع مصطلح إلى " الأبد " هو عبارة عن محاولة للخروج من التاريخ, أو إخضاع التاريخ والزمن للإرادة الإسرائيلية.

القدس إحدى القضايا الشائكة جداً, ويجب التخلي عن التعاطي معها حسب المعطيات السابقة, فهذه المدينة فيها شعب وليس فيها أنبياء, فيها شعب ومجتمع, وهو شعب يهجر ويتعرض لمضايقات ويتحول وجوده إلى غيتو محاصر, وتتوسع القدس إسرائيليا بحيث يصبح حلها صعباً.

معركة القدس معركة لا تعني الفلسطينيين فقط, بل تعني الآمة العربية وتعني المسلمين وتعني المسيحيين, هذا هو الجانب الديني الذي يجب أن يستفز حيث انه يجب ألا يسمح لإسرائيل باحتكار الأرض ولا باحتكار التاريخ ولا باحتكار الله أيضا, فالله للجميع, التوراة تراث إنساني, وليست لدينا مشكله معها, المعركة هي حول مشروع سياسي إسرائيلي يريد أن يستخدم سلاح الخرافة وسلاح الدين وسلاح القوة معاً.

لا فلسطين بلا القدس, ولا القدس بلا سلام ولا ضمير حقيقياً إنسانيا إذا بقي هذا الضمير متفرجا على موضوع الاستيلاء والهيمنة والسيطرة الإسرائيلية على القدس.

جريدة الدستور الأردنية

الجمعة 23 أيار 1997

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:23 AM

درس البديهيات .. العسير

محمود درويش









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


كلما خيل لنا أن صورة فلسطين انتقلت من مكانتها المقدسة .. إلى سياق العادي ,فاجأتنا بقدرتها الفذة على إيقاظ معناها الخالد , ببعديه الروحي والزمني من نعاس تاريخي عابر ...من دمها يشرق اسمها من جديد , مرجعية وبوصلة .

فلا ماضي للقلب إلا على أسوار القدس .

ولا طريق إلى الغد إلا عبر أزقتها الضيقة .

ولا أفق للسلام , على ارض الفداء والسلام , إلا بإنجاز مشروع الحرية .

سيسهل علينا القول إن الروح قد عادت للمرة الألف , إلى جسد لا يدل علية سوى دمه المسفوك , لا لان التاريخ لا يتقن العمل بأدوات طاهرة فقط , بل لان الحرية ذئبة جائعة أيضا .



وهكذا حين يُضَرّج المُقدّس بالدم , تبدو عودة الروح طقسية واحتفالية , على الرغم من أنها لم تذهب تماماً , لكن تجليها كان في حاجة إلى تطابق الوعي مع الإرادة .

انتفاضة جديدة لتعليمنا درس البديهيات العسير , فليست فلسطين جغرافيا فحسب بقدر ما هي أيضا تراجيديا وبطوله .

ولا هي فلسطينية فقط , بقدر ما هي إخصاب لفكرة العربي عن نفسه , ومعنى إضافي لمعنى وجوده , في صراعه مع خارجه ومع داخله , ليكون جزءاً من تاريخه الخاص ومن التاريخ العام .

لم تبتعد فلسطين عن حقيقتها , قبل هذا الانفجار , فقد كانت دائماً ما هي , هناك .

لكن الضباب الذي غطى البصر لم يحجب الرؤية عن البصيرة .

إذ لم تسفر الانعطافات التجريبية في السياسة, بعد , عما يُبَرّر انكفاء أحد إلى خيمته الإقليمية .

فلن يصل العرب إلى غدهم فُرادى , ولن يصل الفلسطينيون آلي القدس وحدهم وان كان لدمهم دور الشرارة والقربان .

انتفاضة جديدة لتعليمنا درس البديهيات العسير .

فلم يكفّ الإسرائيليون عن شرح مفهومهم لسلام يريدونه مفروضاًَ بالقوة , خاليا ًمن الأرض ومن العدالة , وهو سلام السادة والعبيد , الذي لا يعدُنا بأكثر من حق الإقامة في ضواحي المستوطنات وعلى أطراف الخرافة .

لقد استنفد الفلسطينيون كل رصيدهم في المرونة حول نفسها .

ودفعوا ثمناً أعلى وأغلى مما تستحقه تسوية لا تتجاوز الاعتراف بحقنا في إقامة دولة مستقلة على عشرين بالمائة من ارض وطننا التاريخي , دون أن يبدي الجانب الإسرائيلي أي استعداد للانسحاب من متر واحد من مساحة أسطورته عن ذاته وعن التاريخ , التي تعتبر وجودنا التاريخي في بلادنا وجوداً احتلالياً غريباً على " ارض اليهود الأزلية – الأبدية " , الخالية منا ومن التاريخ معا ... لا لشيء إلا لابتكار علاج ما لعقدة شرعية التاريخية .

هذا هو المفهوم الصهيوني للتطبيع , الذي " انطلى " حتى على بعض حكومات الأطراف العربية البعيدة التي لم تكن لها ناقة في الصراع ,لكنها حَمّلت جملها رسائل حب إلى إسرائيل , باب واشنطن العالي , منذ اتخذ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أشكالا جديدة , فهبت إلى إقامة علاقات " متوازنة " بين إسرائيل وفلسطين , ليكون لها دور الوسيط المحايد في الصراع على القدس بين الحقيقة الفلسطينية وبين الخرافة الإسرائيلية , بين الضحية والجلاد .

ألم تكن فلسطين اكثر من ذريعة ...واكثر من جسر للعبور إلى ضدها ؟

لكن الشارع العربي المطرود من السياسة , يعود اليوم إلى السياسة من باب المقدس المخضب بالدم , ليعبّر عن تراكم المكبوت , وعن مدى القطيعة من النظام , الذي تمادى في الحياد وفي التطبيع مع دولة , لم تفهم من التسوية غير ما يوفر لها القدرة على أن تنجز , في مناخ السلام الكاذب , ما لم تنجزه في مناخ الحرب , من هيمنة إقليمية , ومن راحة استفراد بالشعب الفلسطيني المحاصر .

لا سلام مع الاحتلال , ولا جدول أعمال للتسوية إلا بعد جلاء الاحتلال – هذا ما يقوله الشارع الفلسطيني والعربي الغاضب , بعفوية بليغة وبوعي عميق , وبإرادة فولاذية , وبوحدة شعورية وفكرية كاملة لا يستطيع النظام العربي تجاهلها لمتابعة دوره في الوساطة .

فان خيار السلام لم يكن يعني أبدا إخماد روح المقاومة والتخلي عن ثقافة المقاومة , والشروع السريع في تطبيع العلاقة غير الطبيعية مع الاحتلال .

وإلا , فكيف نقرأ الجنون الحربي الإسرائيلي العام ؟ وكيف نقرأ هتافهم : الموت للعرب ؟

أما نحن , فلا نملك غير جنون الدفاع عن القدس , وعن السلام , إذا كان السلام هو الابن الشرعي للحرية , ولا نملك إلا جنون الدفاع عن اخوة الطفل محمد , الجالس في حضن أبيه , مثل يسوع في قلب أيقونة .

جريدة الدستور الأردنية، 2002

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:25 AM

أنا يوسف يا أبي




أَنا يُوسفٌ يَا أَبِي .

يَا أَبِي إِخْوَتِي لاَ يُحِبُّونَني , لاَ يُرِدُونَني بَيْنَهُم يَا أَبِي .

يَعْتَدُونَ عَلَيَّ وَيَرْمُونَني بِل حَصَى وَالكَلاَمِ .

يُرِدُونَني أَنْ أَمُوت لِكَيْ يمْدَحُونِي .



وَهُمْ أَوْصَدُوا بَاب َبَيْتِكَ دُونِي .

وَهُمْ طَرَدُونِي مِنَ الَحَقْلِ.

هُمْ سَمَّمُوا عِنَبِي يَا أَبِي .

وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِي يَا أَبِي .



حَينَ مَرَّ النَّسيِمُ وَلاَعَبَ شَعْرِيَ غَارُوا وَثَارُوا عَلَيَّ وَثَارُوا عَلَيْكَ .

فَمَاذَا صَنَعْتُ لَهُمْ يَا أَبِي .

الفَرَاشَاتُ حَطَّتْ عَلَى كَتْفَيَّ , وَمَالَتْ عَلَيَّ السَّنَابِلُ , وَ الطَّيْرُ حَطَّتْ على راحتيَّ .

فَمَاذَا فَعَلْتُ أَنَا يَا أَبِي .

وَلِمَاذَا أَنَا ؟

أَنْتْ سَمَّيْتَِني يُوسُفاً , وَهُوُ أَوْقَعُونِيَ فِي الجُبِّ , وَاتَّهَمُوا الذِّئْبَ ؛ وَ الذِّئْبُ أَرْحَمُ مِنْ إِخْوَتِي ...

أَبَتِ !

هَلْ جَنَيْتُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا قُلْتُ إِنِّي :

رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً , والشَّمْس والقَمَرَ ,

رَأّيْتُهُم لِي سَاجِدِينْ ؟؟



(من ديوان "ورد أقل" 1986)

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:26 AM

يطير الحمام *
(1)

يطيرُ الحمامُ
يَحُطّ الحمامُ

-أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَ
فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ...
صباحك فاكهةٌ للأغاني
وهذا المساءُ ذَهَبْ
ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام
وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي

على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ

وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ

وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر

حين اغتربْ

وإني أُحبُّكِ , أنتِ بدايةُ روحي , وأنت الختامُ



يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



أنا وحبيبيَ صوتان في شَفَةٍ واحدهْ

أنا لحبيبي أنا ,وحبيبي لنجمته الشاردهْ

وندخل في الحُلْمِ , لكنَّهُ يَتَبَاطَأُ كي لا نراهُ

وحين ينامُ حبيبي أصحو لكي أحرس الحُلْمَ

مما يراهُ ..

وأطردُ عنه الليالي التي عبرتْ قبل أن نلتقي

وأختارُ أيَّامنا بيديّ

كما اختار لي وردةَ المائدهْ

فَنَمْ يا حبيبي





(2)

ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتيّ

وَنَمْ يا حبيبي

لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حامدهْ

وَنَمْ يا حبيبي ..

عليكَ ضَفائر شعري , عليك السلامُ.



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



-رأيت على البحر إبريلَ

قلتُ: نسيتِ انتباه يديكِ

نسيتِ التراتيلَ فوق جروحي

فَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أَن تُولَدي في منامي

وَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أن تقتليني لأصْرُخَ :

أني أحبُّكِ ..

كي تستريحي ؟

أناديكِ قبل الكلامِ

أطير بخصركِ قبل وصولي إليكِ

فكم مَرَّةً تستطيعين أن تَضَعِي في مناقير هذا الحمامِ ..عناوينَ روحي



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديّ

ومن شجري , ومن سريري الصغير ومن ضجري,,,

(3)

من مرايايَ من قمري ,, من خزانة عمري ومن سهري ..

من ثيابي ومن خَفَري ؟

إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين

تُشعل في أُذنيَّ البراري , تُحَمَلَّني موجتين

وتكسر ضلعين , تشربني ثم توقدني , ثم

تتركني في طريق الهواء إليكِ

حرامٌ ... حرامٌ



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



-لأني أحبك خاصرتي نازفهْ

وأركضُّ من وَجَعي في ليالٍ يُوَسِّعها الخوفُ مما أخافُ..

تعالي كثيراً , وغيبي قليلاً

تعالي قليلاً , وغيبي كثيراً

تعالي تعالي ولا تقفي ,آه من خطوةٍ واقفهْ

أحبُّكِ إذْ أشتهيكِ . أُحبُّك إذْ أشتهيك

وأحضُنُ هذا الشُعاعَ المطَّوق بالنحل

والوردة الخاطفهْ ..

أحبك يا لعنة العاطفهْ

أخاف على القلب مك , أخاف على شهوتي أن تَصِلْ...

أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ

أحبك يا جسداً يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتملْ ..

أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ

(4)

أُطوِّع روحي على هيئة القدمين –على هيئة الجنَّتين...

أحكُّ جروحي بأطراف صمتك ..والعاصفهْ

أموتُ ليجلس فوق يديكِ الكلامُ



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



لأني أُحبُّك " يجرحني الماءُ"

والطرقاتُ إلى البحر تجرحني

والفراشةُ تجرحني

وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني

يا حبيبي , أُناديكَ طيلة نومي ,,,

أخاف انتباه الكلام

أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيَّ تبكي

لأني أحبُّك يجرحني الظلُّ تحت المصابيح, يجرحني..

طائرٌ في السماء البعيدة , عِطْرُ البنفسج يجرحني..

أوَِّل البحر يجرحني

آخِرُ البحر يجرحني

ليتني لا أُحبُّك

يا ليتني لا أُحبُّ

ليشفى الرخامُ

-أراكِ فأنجوا من الموت .جسمُكِ مرفأْ

بعشرِ زنابقَ بيضاء , عشر أناملَ تمضي السماءُ

إلى أزرقٍ ضاع منها





(5)

وأُمْسِكُ هذا البهاء الرخاميّ , وأُمْسِكُ رائحةً للحليب المُخبَّأْ..

في خوختين على مرمر, ثُم أعبد مَنْ يمنح البرَّ - والبحر ملجأْ ..

على ضفَّة الملح والعسل الأوَّلين , سأشرب خَرُّوبَ لَيْلِكِ... ثم أنامُ

على حنطةٍ تكسر الحقل , تكسر حتى الشهيق - فيصدأْ..

أراك فأنجو من الموت . جسمك مرفأْ

فكيف تُشَرِّدني الأرضُ في الأرض

كيف ينامُ المنامُ



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



حبيبي أخَافُ سكوتَ يديكْ

فَحُكَّ دمي كي تنام الفرسْ

حبيبي , تطيرُ إناثُ الطيور إليكْ

فخذني أنا زوجةً أو نَفَسْ

حبيبي , سأبقى ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ

ويجتثِّني مِنْ خُطََاك الحَرَسْ

حبيبي , سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ

لأنك سطحُ سمائي

وجسميَ أرضُكَ في الأرضِ

جسمي مقَامُ



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



( 6 )

رأيتُ على جسر أندلُسَ الحب ّوالحاسَّة ----- السادسهْ ..

على وردة يابسهْ

أعاد لها قلبَها

وقال : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ

يكلفني حُبَّها

ونام القمرْ

على ختام ينكسرْ

وطار الحمامُ



رأيتُ على الجسر أندلُسَ الحب والحاسَّة ----- السادسهْ ..

على دمعةٍ يائسهْ

أعادتْ له قلبَهُ

وقالت : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ

يكلفني حُبَّهُ

ونام القمرْ

على ختام ينكسرْ

وطار الحمامُ

وحطَّ على الجسر والعاشِقْينِ الظلامُ



يطيرُ الحمامُ ,,,,,,



(من ديوان "حصار لمدائح البحر" 1984)

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:27 AM

يحبّونني ميتاً


يُحبُّونَني مَيِّتاً لِيَقُولُوا : لَقَدْ كَان مِنَّا , وَكَانَ لَنَا .

سَمِعْتُ الخُطَى ذَاتَهَا , مُنْذُ عِشرينَ عَاماً تدقُّ عَلَى حَائِطِ اللَّيْلِ .

تَأتِي وَلاَ تَفْتَحُ البَابَ .

لَكِنَّهَا تَدْخُلُ الآن .

يَخْرُجُ مِنْهَا الثَّلاَثَةُ : شَاعِرٌ , قَاتِلٌ , قَارئٌ .

أَلاَ تَشْرَبُونَ نَبِيذاً ؟ سَأَلْتُ , سَنَشْرَبُ .

قَاُلوا . مَتَى تُطْلِقُونَ الرَّصاصَ عَلَيَّ ؟ سَأَلْتُ .

أجابوا : تَمَهَّلْ ! وَصفُّوا الكُؤُوسَ وَرَاحُوا يُغَنُّونَ لِلشَّعْبِ , قُلْتُ : مَتَى تَبْدَءونَ اغْتِيَالي ؟

فَقَالُوا : ابْتَدَأنَا ... لمَاذَا بَعَثْتَ إلَى الرُّوحِ أَحْذِيَةً! كَيْ تَسيِرَ عَلَى الأَرْضِ , قُلْتُ .

فَقَالُوا : لِمَاذَا كَتَبْتَ القَصيِدَةَ بَيْضَاءَ والأَرْضُ سَوْدَاءُ جِدَّاً .

أَجَبْتُ : لأَنَّ ثَلاَثِينَ بَحْراًُ تَصُبُّ بِقَلْبِي .

فَقَالوا : لِمَاذا تُحُبُّ النَّبِيذَ الفَرَنْسِيّ ؟

قُلْتُ : لأَنِّي جَدِيرٌ بأَجْمَل امْرأَةٍ .

كَيْفَ تَطْلُبُ مَوْتَكَ ؟

أَزْرَق مِثْل نُجُومٍ تَسِيلُ مِنَ السَّقْف – هَلْ تَطْلُبُونَ المَزِيدَ مِنَ الخَمْر ؟

قَالوا : سَنَشْرَبُ .

قُلْتُ : سَأَسْأَلُكُمْ أَنْ تَكُونُوا بَطِئِين , أَنْ تَقْتُلُوني رُوَيْداً رُوَيْداً لأَكْتُبَ شعْراً ...

(من ديوان "ورد أقل" 1986

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:29 AM

هدنة مع المغول أمام غابة السنديان ...*



(1)

كائنات من السنْدِيان تُطيلُ الوقوفَ على التلّ .. قَدْ يصعَدُ العُشْبُ من خبزنا نحوها إِنْ تركنا المكانَ , وَقَدْ يهبط اللازوردُ السماويُّ منها إِلى الظلِّ فوق الحصونْ .

مَنْ سيملأ فُخُارنا بعدنا ؟

مَنْ يُغَيِّرُ أَعداءنا عندما يعرفونْ أَننا صاعدون إِلى التلِّ كي نمدَحَ الله .. في كائناتٍ من السنديانْ ؟

*

كلُّ شيء يدلُّ على عَبَث الريح لكننا لا نَهُبُّ هباءْ رُبَّما كان هذا النهارُ أَخَفَّ علينا من الأَمس , نجن الذينْ قد أَطالوا المكوثَ أَمام السماء , ولم يعبدوا غير ما فَقَدُوا من عبادتهمْ رُبَّما كانت الأَرضُ أَوسعَ من وَصفْها .

ربما كان هذا في الطريقُ دخولاً مع الريح .

في غابة السنديانْ .



*

الضحايا تَمُرُّ من الجانبينْ , تقول كلاماً أَخيراً وتسقط في عالَمٍ واحدٍ .

سوف ينتصرُ النسْرُ والسنديانُ عليها .





(2)

فلا بُدَّ مِنْ هُدْنَةٍ للشقائق في السهل كي تُخْفِيَ الميتين على الجانبين , وكيْ نَتَبَادَلَ بَعْض الشتائم قبل الوصول إِلى التلّ .

لا بُدَّ مِنْ تَعَبٍ آدمي يُحَوِّل تلك الخيولَ إِلى ..كائناتٍ من السنديانْ



*

الصدى واحدٌ في البراري : صدى ,والسماءُ على حجر غرْبَةٌ عَلَّقْتها الطيورُ على لا نهايات هذا الفضاء , وطارتْ... والصدى واحدٌ في الحروب الطويلة : أُمٌّ , أَبٌ , وَلَدٌ صَدَّقوا أَنَّ خلف البحيرات خيلاً تعود إِليهم مُطَهَّمةً بالرجاء الأَخيْر فأَعدُّوا لأحلامهم قهوةً تمنع النوَمَ ..

في شَبَح السنديانْ



*



كُلُّ حربٍ تُعَلِّمنا أَن نحبَّ الطبيعة أَكثرَ : بعد الحصارْ نَعْتَني بالزنابقِ أَكثرَ , نقطف قُطْنَ الحنان من اللَوْزِ في شهر آذارَ .

نزرع غاردينيا في الرخام , ونَسْقي نباتاتِ جيراننا عندما يذهبون إِلى صَيْد غزلاننا .



( 3 )

فمتى تَضَعُ الحربُ أَوزارها كي نفُكَّ خُصُورَ النساء على التلّ ..

من عُقدة الرَّمز في السنديانْ ؟



*

ليت أَعدائنا يقرءون رسائلنا مرتين , ثلاثاً .. ليعتذروا للفراشة عن لعبة النار ..

في غابة السنديانْ



*

كم أردنا السلامَ لسيدنا في الأعالي ..لسيدنا في الكُتُبْ ..

كم أَردنا السلام لغازلة الصوف .. للطفل قرب المغارةْ لِهُواة الحياة ..

لأولاد أعدائنا في مخابئهمْ.. للمَغُولْ عندما يذهبون إِلى ليل زوجاتهم , عندما يرحلونْ عن برِاعم أزهارنا الآن .. عَنَّا ,

وعن ورق السنديانْ



*

الحروب تُعَلِّمنا أَن نذوق الهواء وأَن نمدح الماء.

كَمْ ليلةً سوف نفرح بالحُمُّص الصلْب والكستنا في جيوب معاطفنا ؟

أَمْ سننسى مهارتنا في امتصاص الرذاذ ؟

ونسأَل : هَلْ كان في وُسْع مَنْ مات أَلاَّ يموت ليبدأ سيرتَهُ من هنا ؟





( 4 )

رُبَّما نستطيع مديح النبيذ ونرفعُ نخْباً لأَرملة السنديانْ



*

كُلُّ قَلْبٍ هنا لا يردُّ على الناي يسقط في شَرَك العنكبوت .

تمهَّلْ تمهَّلْ لتسمع رَجْعَ الصدى فوق خيل العَدُوّ , فإِنُ المغُول يُحبُّون خمرتنا ويريدون أَن يَرْتَدوا جلد زوجاتنا في الليالي , وأَن يأخذوا شعراء القبيلة أسرى ,

وأَنْ يقطعُوا شَجَرَ السنديانْ



*

المغُول يريدوننا أَن نكون كما يبتغون لنا أن نكونْ حفنةً من هبوب الغبار على الصين أَو فارسٍ , ويريدوننا أَن نُحبَّ أَغانِيَهُمْ كُلَّها كي يَحُلَّ السلامُ الذي يطلبونْ ...

سوف نحفظ أَمثالهم ... سوف نغفر أَفعالَهُم عندما يذهبونْ مَعَ هذا المساء إِلى ريح أجدادهمْ ...

خلفَ أُغنيةِ السنديانْ

*

لمْ يجيئوا لينتصروا , فالخرافةُ ليست خرافتَهُمْ .

إِنهم يهبطونْ من رحيل الخيولِ إِلى غرب آسيا المريضِ , ولا يعرفونْ ..ومعجزةَ السنديانْ





(5)

* الصّدَى واحدٌ في الليالي .

على قمة الليل نُحْصي النجومَ على صدر سَيِّدنا, عُمْرَ أَولادنا – كبروا سَنَةً بعدنا – غَنَمَ الأَهل تحت الضباب , وأَعدادَ قتلى المغول, وأعدادَنا والصدى واحدٌ في الليالي : سنرجع يوماً , فلا بُدَّ من شاعرٍ فارسيٍّ

لهذا الحنين ..

إلى لُغَةِ السنديانْ

*

الحُروبُ تعلَّمنا أَن نحبَّ التفاصيل : شكْل مفاتيحِ أَبوابنا , أن نُمَشِّطَ حنطتنا بالرموش , ونمشي خِفَافاً على أرضنا , أَن نقدِّسَ ساعات قبل الغروب على شجَر الزَّنْزَلَخْت ...

والحروبُ تُعَلِّمُنا أَن نرى صورة الله في كل شيء , وأَنْ نَتَحَمَّل عبء الأساطير كي نُخْرِجَ الوحشَ ...

من قصَّة السنديانْ ..

*

كم سنضحك من سُوس خُبْز الحروب ومن دُود ماء الحروب , إِذا ما انتصرنا نُعَلِّقُ أَعلامنا السودَ فوق حبال الغَسيلْ ثم نَصْنَع منها جواربَ ...وأَما النشيدُ , فلا بُدَّ من رَفْعِهِ في جنازات أَبطالنا الخالدين ..وأََما السبايا , فلا بُدَّ من عَتْقهنَّ, ولا بُدَّ من مَطَرٍ

فَوق ذاكرة السنديانْ



( 6 )



خَلْفَ هذا المساء نرى ما تبقَّى من الليل , عما قليلْ يشرب القَمَرْ الحُرُّ شايَ المُحَارب تحت الشجَرْ قَمَرٌ واحدٌ للجميع على الخندقين لَهُمْ ولنا , هَلْ لَهُمْ خلف تلك الجبال بيوتٌ من الطين , شايٌ , ونايٌ , وهَلْ عندهُمْ حَبَقٌ مثلنا يُرجع الذاهبين من الموت ...

في غابة السنديانْ ؟



*

وأَخيراً , صعدْنا إِلى التَلِّ ها نحن نرتفع الآن فوق جذور الحكاية ..ينبت عُشْبٌ جديد على دمنا وعلى دمهِمْ .

سوف نحشو بنادقنا بالرياحين , سوف نُطَوِّق أَعناقَ ذاك الحمام بأَوسمة العائدين ...ولكننا لم نجد أَحداً يقبل السِّلْم .. لا نحن نحن ولا غيرنا غيرنا

البنَادِقُ مكسورة .. والحمامُ يطير بعيداً بعيداً ..لم نجد احداً ههنا

لم نجد أَحداً ...

لم نجد غابة السنديانْ !





(من ديوان " أرى ما أريد " 1990)

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:30 AM

موسيقى عربية *
" ليتَ الفتى حَجَرٌ "
يا ليتني حَجَرُ ...

أكُلَّما شَرَدَتْ عينانِ

شرَّدنَي

هذا السحابُ سحاباً

كُلَّما خَمَشَتْ عصفورةٌ أُفقاً

فَتَّشْتُ عن وَثَنِ ؟

أكُلَّما لَمَعَتْ جيتارَةٌ

خَضَعتْ

روحي لمصرعها في رَغْوَةِ السُّفُنِ

أكُلَّما وَجَدَتْ أُنثى أُنوثتها

أضاءني البرقُ من خصري

وأحرقني !

أكُلَّما ذَبُلَتْ خُبّيزَةٌ

وبكى طيرٌ على فننِ

أصابني مَرَضٌ

أو صِحْتُ : يا وطني !

أكُلَّما نَوَّرَ اللوزُ اشتعلتُ بِهِ

وكلما احترقا

كنت الدخانَ ومنديلاً

تمزقني

ريحُ الشمال , ويمحو وجهيَ المَطَرُ ؟

ليت الفتى حَجَر

يا ليتني حَجَرُ ...



(من ديوان "حصار لمدائح البحر" 1984)

السيد عبد الرازق 14-08-2008 01:32 AM

مطار أثينا


مَطَارُ أَثِينَا يُوزِّعُنَا للِمْطَارَات .

قَالَ المُقَاتِلُ : أَيْنَ أُقَاتِلُ ؟

صَاحَتْ بِهِ حَامِلٌ : أَيْنَ أُهْديِكَ طِفْلَكَ ؟

قَالَ المُوَظَّفُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟

أًجَبْنَا : مِنْ البَحْرِ .

قَالُوا : إِلَى أَيْنَ تَمْضُون ؟

قُلْنا : إلى البَحْرِ .

قَالُوا : و أَيْنَ عَنَاوِينُكُم ؟

قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ جَمَاعَتِنا : بُقْجَتي قَريَتي .

في مَطَارِ أَثِينَا انْتَظَرْنَا سنِيناً .

تَزَوَّجَ شَابٌّ فَتَاةً وَلَمْ يَجِدَا غُرْفَةً لِلزَّوَاجِ السَّريعِ
تَسَائَلَ : أَيْنَ أَفُضُّ بَكَارتَهَا ؟ فَضَحِكْنَا وَقُلْنَا لَهُ : يَا فَتى , لاَ مَكَانَ لِهَذَا السُّؤالِ .

وَقَالَ المُحلِّل فِيناَ : يَمُوتُونَ مِنْ أَجلْ أَلاَّ يَمُوتُوا سَهْواً .

وَقَالَ الأَديِبْ : مُخَيَّمُنَا سَاقِِطٌ لاَ محَالة .

مَاذَا يُرِيدُون مِنَّا ؟

وَكَانَ مَطَارُ أَثِينَا يُغَيِّرُ سُكَّانَهُ كُلَّ يَوْمٍ .

وَنَحْنُ بَقِينَا مَقَاعِد فَوْفَ المَقَاعِدِ نَنْتَظِرُ البَحْرَ , كَمْ سَنةً يَا مَطَارَ أَثِينَا ! ....





(من ديوان "ورد أقل" 1986)

محمد الحبشي 14-08-2008 11:15 AM

"أيها المارون بين الكلمات العابره
منكم السيف ـ ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار ـ ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى ـ ومنا حجرُ
منكم قنبلة الغاز ـ ومنا المطرُ
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا
وعلينا ، نحن ، ان نحرس ورد الشهداء
وعلينا ، نحن ، ان نحيا كما نحن نشاء!
"

***

لو يذكر الزيتون غارسه
لصار الزيت دمعا !
يا حكمة الأجداد
لو من لحمنا نعطيك درعا !
لكنّ سهل الريح ،
لا يعطي عبيد الريح زرعا !
إنّا سنقلع بالرموش
الشوك و الأحزان ... قلعا !...
سنظل في الزيتون خضرته ،
و حول الأرض درعا


السيد عبد الرازق 14-08-2008 11:57 AM

اطمئن يا محمود فالسائرون وراءك أكثر من عشرين !!

--------------------------------------------------------------------------------

قد تكون جنازة الشخص الغريب جنازتي والسائرون وراءه عشرون شخصا ما عداي!



حسين نصرالله












منذ رحيل المتنبي لم يفجع الشعر العربي برحيل قامة من قاماته الكبار، مثلما فجع بفقدان نجمه بامتياز محمود درويش. منذ بداياته الأولى استطاع هذا الشاعر أن يحرر القصيدة العربية من'المثالب' التي هيمنت على لغة الشعر قبله. لقد كان مسعى درويش الأول هو التحرر من فخامة الكلاسيكيين وبلاغتهم وجهوريتهم، ومعه لم يعد اللفظ الرقيق هدفاً للخلق، بل اللفظ المشحون المضطرب برموزه.
إنه سيد الصورة الشعرية، تلك الصور الغنية والمتحررة والمضيئة، مكتوبة بلغة لا تقارب التعقيد ولا تسقط في فخاخ الغرابة، وهي رغم ذلك متفردة تحمل ميسمها الطليق، الجذاب والقادر على الحياة وعلى الآخرين. قصائد تتوهج بنورها الخاص وهي لشدة حميميتها تأخذ بمجامع القلوب وتستأثر بها، وتعلق بالذاكرة، وكأنها تملك طاقة الحفر وموهبة النقش في أذهاننا.
دائماً يعطينا هذا الشاعر الصورة غير المتوقعة، الصورة المدهشة التي لم نعتد عليها يوماً، وها هو يدعونا إلى'تربية الأمل' ويحرضنا على اجتراح 'ذاكرة للنسيان'، ومعه نعثر على ذلك الجنوح نحو تمثيل الحياة العريضة المتفتحة المغاليق، نحو إيجاد معان جديدة في الأشكال والألوان والأشياء، وفي علاقتها بالإنسان وتجربته. إن في صوره (وخصوصاً في أحدث قصائده) غرابة ذات معنى داخلي، فكأنها تصدر عن النفس العميقة الجارفة الاندفاع كالنهر، وفيها مفاجأة الأشياء الغريبة واصطدام الرؤية بالمعنى البكر المعتق، البريء المتحذلق، المختمر بمعاني الأشياء في روحها البدائية، وفي محتواها الحضاري الجديد.
إن مغامرة محمود درويش الأولى هي مع المعنى، لكنها في الوقت نفسه مغامرة مع اللغة، فاستعماله للكلمات بعيد عن المألوف، وقاموسه الشعري غني بالدلالات، وهو مغامر جريء توصل إلى أسلوب شعري خاص به، وفرض على لغة الشعر كلمات لم يسبق لها أن استعملت في الشعر. إنه شاعر المعنى والإيماءة والتوهج، وإذا كانت الكلمات في شعره تحافظ إلى هذا الحد أو ذاك على معناها الأول، إلا أنها أيضاً وهنا فرادتها تكتسب قرائن جديدة فهو يقف في منتصف الطريق بين الشعر والفلسفة. إن كلماته، متوهجة، فجائية، راعشة بحالات قلقها وجدتها وغرابة استعمالها، تبعث الرعشة الشعرية في النفس، وهي الأكثر قدرة على الإحاطة بالكائنات والأشياء من حولها، ومن تجارب الإنسان جميعها، دينية وسياسية وشخصية.
بسرعة بدأ محمود درويش حواره النقدي مع الأسلاف، وبحث الشاعر عن اتجاهه وطريقه في مجموعته' أحبك أو لا أحبك'، و'الكتابة على ضوء البندقية' و'أوراق الزيتون' ، تحولت القصيدة إلى أداة لا غنى عنها، إنها باتت تستخدم في غرض حيوي، بل بالإمكان القول إن مثل هذا الشعر كان من وحي الساعة، وعكس على طريقته الجانب الموقوت المحدود بالظروف السياسية والاجتماعية، فبدا بدوره موقوتاً ومرهوناً بظروفه - ولم يكن الاتصال من طابع القصيدة الفلسطينية في ما مضى من تاريخها، ولا أظن أنه كان طابعها في أدب من الآداب. لقد كان شعر درويش في تلك المرحلة شعراً يتسم بالجهد والعناء، لا يطفر طفرة حتى يتجاوزها، ولا يتصل بتراث حتى يعلن عليه القطيعة- أي انه كان مرهوناً بظروف بلده ومبدعه في أغلب الأحوال. لكن رغم هذه السمات إلا أن القصيدة الدرويشية لم تكن تهرب من مواجهة الأزمات، أو تنقل رد الفعل إلى عالم جمالي منعزل، بل رأينا أن مجموعات هذا الشاعر سرعان ما حظيت بالكثير من الإعجاب والاحترام والتقدير ولاقت نجاحاً نادراً وأقبل عليها القراء أيما إقبال 'حبيبتي تنهض من نومها'، و'محاولة رقم 7'، و'تلك صورتها وهذا انتحار العاشق'، مع هذه المجموعات طرأت على قصيدة درويش بعض التغيرات، كانت في مجموعها أقرب إلى روح المغامرة الجسورة، من دون أن تفقد هذه القصائد طابعها السياسي الملتزم. نعم في هذه المرحلة سطع نجم درويش وتوهج في سماء الشعر العربي حتى أوشك أن يطفئ كل ما عداه. لقد ارتبطت قصائده بموقف فكري وأخلاقي صلب لا يلين. وهذا هو الذي جعله من بين قلة بين شعراء وطنه الذين لم يضعف نتاجهم ولم يتغير أو ينقطع حتى بعد هجرته من وطنه فلسطين. أصبحت القصيدة عنده دعوة سياسية تهم الرأي العام، سلاحاً للكفاح في سبيل العدل والتقدم والتحرر والسلام، أداة للفعل والثورة والتغيير. واستقبل الناس في العالم العربي كله نموذجه الشعري المستفز المتحدي بالغضب أو الترحيب. وها نحن من جديد إزاء رسالة الشعر الذي يجب أن يكون عوناً على الفعل.
لقد ظل شعر محمود درويش في حركة دائمة وتحول لا يعرف الراحة أو الاستقرار، والكلام عن المدارس والحركات والاتجاهات في القصيدة الدرويشية أمر يوقعنا في التبسيط، ذلك أنه من أصعب الأمور أن نفرض على الشعر في عصر أو مرحلة معينة شكلاً ثابتاً أو قالباً جامداً، ولذلك يحسن بنا الحديث عن القصيدة الدرويشية، بدلاً من الحديث عن الشعر، فهناك القصيدة السياسية، وقصائد الحب، وقصائد الومض والحكمة والتوهج، وقصائد التجريب أو اللعب، وكل هذا يقودنا إلى قصائد التأمل أو الصمت إذا جازت التسمية. وفي كل مرحلة من هذه المراحل كنا نتعرف على محمود درويش صاحب الطموح الشعري الأعلى والوعي الشعري الأرقى والمعرفة الشعرية الأغنى. نعم محمود درويش الذي تمرد منذ بداياته على الرواد أعطى شعره شحنة تجريبية تجديدية جعلت الشعر يطرح أسئلته بطريقة مختلفة عن تقنيات الرواد. ففي شعر هؤلاء الأخيرين كانت الحداثة تحدد بالقافية والوزن، لكن عقلية القصيدة وروحيتها تكونان مختلفتين جداً ومكتوبتين بوزن حديث، أما مع درويش فقد اكتشفنا أن نظرته للحداثة مؤسسة على رؤية جديدة للعالم بما في ذلك النص الشعري وطريقة بنائه وطريقة استيعابه لعصره وطريقة إعادة الحياة إلى اللغة. الحداثة الشعرية عند درويش كانت تقوم على كيفية إعادة الحياة إلى اللغة على إيقاع زمن القصيدة الحديث، والتي هي في المحصلة إعادة نظر بالتراث والتاريخ ونقد الذات وفهم العالم الجديد.
نعم لقد أدرك درويش أن شعر الرواد كان تبشيراً بالحداثة أكثر منه تحقيقاً لها، لكنه رغم هذه المعرفة كان يدرك أيضاً أهمية الدور التاريخي الذي لعبته قصائد هؤلاء الرواد أمام الجيل الجديد الذي لم يحتج إلى أن يبرهن على شرعيته، ما دام هناك جيل سابق خاض هذه المعركة مع التقليد والقديم. هكذا ورث الجيل الدرويشي حالة شعرية شرعية، ولم ينشغل بالصراع مع العمودي ولا بالصراع مع الديني أو المقدس... إذ كانت الأرض ممهدة أكثر لأن يزرع الشعراء الشباب تجربتهم ويغامرون، لأن المناخ بات صالحاً للتجربة وأصبح أي اقتراح شعري حديث مقبولاً عند الذائقة العامة، إلى حد الفوضى أحياناً.
واللافت أن درويش الذي يملك حساً نقدياً عالياً قلما كتب شيئاً غير الشعر، بل هو من بين قلة من الشعراء الذين كتبوا شعراً أكثر مما تكلموا عن الشعر وأكثر مما اشتغلوا بالتنظير للشعر. إلا أنه لم يفعل ذلك من منطلق أنه من الصعب على الشاعر ناقداً أن يكون عادلاً مع نتاجه، ذلك لأنه من وجهة نظر درويش فان الشاعر الذي يقدم نظرية شعرية، مهما ادعى الموضوعية أو القدرة على التعامل مع نصوص غيره، سيكون مشغولاً أكثر بالتنظير لتجربته. وفي رأي درويش أن الشعر يقول نظريته أكثر مما تقول نظريته عنه، أي ان الشعر يقول عن الشعر أكثر مما تقول النظرية عن الشعر. مع درويش الشعر هو الذي يقول ذاته، وعلى المنظر أو الناقد أن يستنبط المفهوم الشعري عند الشاعر من خلال قراءته لشعره.
هل لهذا السبب عندما ينظر هذا الشاعر إلى الوراء لا يحس بالرضا أبداً؟! وهل لهذا السبب اكتشفنا مراراً أن درويش هو أكثرنا مقدرة على نقد ذاته وعلى اكتشاف ما ليس شعرياً في شعره؟ كان محمود درويش يملك القدرة على إعادة النظر في كل نص من نصوصه النثرية والشعرية على حد سواء. ولذلك كان يردد باستمرار أنه لو أتيح له أن يعيد كتابة ما كتبه فقد لا ينشر منها إلا نحو خمسة فقط.. هذا هو تواضع المبدع.
لقد اجتهد درويش كي يصل بقصيدته إلى مرحلة الشعر الصافي، رغم أنه كان يدرك استحالة هذه المهمة، لكننا حين نقرأ له ليس أمامنا إلا أن نصدق أنه موجود ، وأن هذه القناعة هي التي كانت تحرضه على مواصلة البحث والكتابة، وذلك بهدف إعطاء النص الشعري قدرات جمالية تسمح له أن يحقق حياة أخرى في زمان آخر، ليكون ابن تاريخه، وليستقل في الوقت نفسه عن تاريخه وظرفه الاجتماعي، وينظر إلى مستقبل غير مرئي. ومن دون أن يقتنع درويش بأن هذا المستقبل غير موجود إلا أنه كان أكثرنا تصديقاً أن الشعر يستطيع أن يتحرر مما ليس منه، وما ليس منه هو الراهن القابل للتبدل السريع. محمود درويش شاعر المعنى بامتياز، ومن وجهة نظره أن التمرد على المعنى هو تمرد على مفهوم حرية الإنسان ووجوده وإنسانيته، ورغم انحيازه الموضوعي إلى الكلام المفيد إلا أنه كان يدرك أنه في حياتنا المعاصرة تموت الكثير من المعاني الكبرى وتتساقط، لذلك حاول في شعره أن يقدم لا معنى مضاداً للامعنى الخارجي، وكانت قصائده تكشف عن شاعر يؤمن بحقه في العبثية واللعب، لأنه يعتبر أن هذه العبثية هي الرد الجمالي الأفضل على الفوضى السائدة أو سقوط المعاني الكبرى. والسؤال: هل هناك إمكانية معنى؟ يجب على الشعر أن يصدق أن هناك معنى، وكذلك على الإنسان أن يصدق، وإلا دخلنا في العدمية المطلقة، في اليأس من الحركة حتى، وهذا ما قاومه درويش في تجربته الإبداعية والإنسانية.

السيد عبد الرازق 14-08-2008 12:07 PM

ليلٌ يفيض من الجَسَد *
ياسَمينُ على لَيْلِ تَمَوزَ , أُغْنيَّةٌ

لغَريبَيْنِ يلتقيانِ على شارع

لا يؤدِّي إلى هَدَفٍ ...

مَنْ أَنا بعد عينين لُوزتَّينِ ؟
يقول الغريبْ

مَنْ أَنا بعد منفاكَ فيِّ ؟ تقَولُ الغريبْة

إذنْ , حسناً , فلنَكُنْ حَذِرَيْنِ لئلا

نُحَرِّكَ مِلْحَ البحارِ القديمةِ في جَسَد يتذَكَّرُ ...

كانت تُعيدُ لها جَسَدَاً ساخناً ,

ويُعيدُ لها جَسَداً ساخناً ,

هكذا يترُكُ العاشِقانِ الغريبانِ حُبَّهما فَوْضَوِيَّاً,

كما يتركان ثيابَهما الداخليَّة بين زُهور الملاءات ...

إن كُنْتَ حقاً حبيبي , فأَلِّفْ

نشيدَ أَناشيدَ لي , واحفُرِ اسمي

على جذْع رُمُانة في حدائِقِ بابلَ ...

- إن كُنْتِ حقاً تُحِبِّينَني , فَضعي

حُلُمي في يديَّ . وقولي لَهُ , لابنِ مريمَ ,

كيف فَعَلْتَ بنا ما فعلتَ بنفسِكَ ,

يا سيِّدي ؟ هل لدينا من العَدْل ما سوف

يكفي ليجعلنا عادلين غداً ؟

كيف أٌُشفى من الياسَمين غداً ؟

كيف أٌُشفى من الياسَمين غداً ؟

يُعْتِمانِ معاً في ظلالِ تشعُّ على

سقف غُرْفَتِهِ : لا تكُنْ مُعِتْماً

بَعْدَ نهديَّ – قالت له ...

قال : نهداكِ ليلٌ يُضيءُ الضروريَّ

نهداكِ ليلٌ يُقَبِّلُني , وامتلأنا أَنا

والمكانُ بليلٍ يَفيضُ من الكأسِ ...

تَضْحَكُ من وَصْفِهِ , ثم تضحك أَكثَرَ

حين تُخَبِّئُ مُنْحَدَرَ الليل في يدها ...

- يا حبيبي لو كان لي

أَنْ أَكونَ صَبيَّاً ... لكُنْتُكَ أَنتَ

- ولو كان لي أَنْ أَكونَ فتاةً

لكنتُك أَنتِ ! ....

وتبكي , كعادتها , عند عَوْدَتِها

من سماءِ نبيذيّةِ اللون : خُذْني

إلى بَلَد ليس لي طائرٌ أَزرقٌ

فوق صَفْصَافِةِ يا غريبُ !

وتبكي , لتَقْطَعَ غاباتِها في الرحيلِ

الطويل إلى ذاتها : مَنْ أَنا ؟

مَنْ أَنا بعد مَنْفاك في جسدي ؟

آهِ منِّي , ومنكَ ومن بلدي

- مَنْ أَنا بعد عينين لوزتَّين ؟

أَرِيني غَدي! ...

هكذا يتركُ العاشقانِ وداعَهُما

فَوْضَوِيَّاً, كرائحةِ الياسمين على ليل تمُّوزَ..

في كُلِّ تمُّوزَ يَحْملُني الياسمينُ إلى

شارع , لا يؤدِّي إلى هَدَفٍ ,

بَيْدَ أَني أُتابعُ أُغنيّتي ...



(من ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا" 1995 )

السيد عبد الرازق 14-08-2008 12:09 PM

قصيدة الأرض ** ( مقطع )

مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مُهمَلهْ
وعينان نائمتانْ

أعود ثلاثين عاماً

وخمسَ حروب

وأشهد أن الزمانْ

يخبئ لي سنبلهْ



يغنّي المغنّي

عن النار والغرباء

وكان المساء مساء

وكان المغّني يُغَنّي



ويستجوبونه :

لماذا تغّني ؟

يردُّ عليهم :

لأنُي أُغنّي

وقد فتَّشوا صدرَهُ

فلم يجدوا غير قلبهْ

وقد فتشوا قلبَهُ

فلم يجدوا غير شعبهْ



وقد فتَّشوا صوتَهُ

فلم يجدوا غير حزنهْ

وقد فتَّشوا حزنَهُ

فلم يجدوا غير سجنهْ

وقد فتَّشوا سجنَهْ

فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود



وراء التلال

ينام المغَّني وحيداً
وفي شهر آذار ...

تصعد منه الظلال ,,,,,,.



(من ديوان "أعراس" 1977)







Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.