حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   موضوعات الدكتورة صالحة رجوتي البحثية الأ (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=68455)

د.صالحة رحوتي 28-01-2008 02:24 AM

موضوعات الدكتورة صالحة رجوتي البحثية الأ
 
[FRAME="10 70"]
الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي


د.صالحة رحوتي

مقدمة
الإسلام حرر الإنسان كله، و ما عمل على تكريس الفصل المقيت بين مكوناه، إذ اعتبره مزيجا من حفنة من طين و من نفخة علوية، فإن اعتنى ذلك المخلوق بالجزء الطيني فقط واحتفى به و بمتطلباته ارتكس و انغمس في الطين، وإن زاوج معه الاهتمام بالجزء الروحي أيضا، اعتلى و سما و انجذب من وهدة التردي و الاندحار.

و إيثار الجسد بالاهتمام كله في أي مجال كان سواء الأدبي أو غيره مفسدة و تضييع لحق الإنسان في التمتع بإنسانية تكرمه وترفعه، فالحيوانات إن استجابت لنداء الجسد المجرد وانساقت مع دعواته فإنها المسيرة في ذلك، و هذا مكمن الفرق مع الإنسان، ذلك المميز بالعقل المُقَيِِّد للغرائز المُسيِّر لها وفق ما يخدم حاجات روحه ونفسه و مجتمعه و ووطنه، و كذا العالم كله الذي هو مكلف بحسن الاستخلاف فيه.

و نظرا لتغييب مثل هذه القناعات الداعية إلى عدم إفراد الجسد بالاهتمام ـ و كذا اعتباره فقط رافدا يجب التعامل معه بما يجب مما ورد في مبادئ الدين ـ نرى أن انحرافات شتى بدت واضحة المعالم في كل الميادين و المجالات...

و لم يُغمط المجال الإبداعي الأدبي حقه من هذه الظاهرة، إذ اجتاح الحديث عن الأجساد جل مضامين الإبداعات الأدبية بصفة عامة، و خاصة منها تلك التي نسجت خيوطها المبدعات من النساء.

فالجسد حاضر في كل منعطف، و مُحتفى به في كل ركن...و مُطالَب بتمتيعه بأقصى درجات الحريات في جل الأنساق من الكلمات...

إنها المعادلات أضحت الثابتة و من قبيل المتفق عليه لديهن هن "المثقفات" الحداثيات النسوانيات، وهي كذلك المفاهيم الراسخة و أصبحت غير القابلة للتجاوز عندهن إلا تحت طائلة الوسم بالرجعية و بتكريس استحسان استعباد النساء...

* ـ البيت = السجن.
* ـ الزوج = تبلد الحس والبرود العاطفي.
* ـ الحياة الزوجية = القيود اللامرئية الموغلة بالمرأة في الإحباط و الضياع.
* ـ الجسد = الجوع الجنسي المتواتر غير المشبع بفعل الضغوط النفسية الناتجة عن التقاليد والدين و الزواج...
* ـ الدين = الأغلال و الحيف...وأيضا شتى صنوف القهر المبيحة لكبح حرية الجسد، و الداعية لعدم تمتيعه و الإمتاع به، و المانعة من حرية التعامل به و معه.

و هكذا...هلم جرا

ثم و هن دائما على نفس المنوال ينسجن...إذ:

* ـ إنه الحرمان الجسدي ذلك المتغنى به... المصور بعناية، و المشوب برثائيات للجسد الوَلِهِ إلى الإشباع و إلى الارتواء...

* ـ وإنها المعاناة النفسية الناتجة عن ذلك لدى المرأة في كل الطبقات و كل الفئات...

* ـ و إنها الدعوة إلى تخطي الحدود المرسومة، و إلى تحدي المتفق عليه...و إلى تجاهل الأحكام المسبقة و المحاكمات المجتمعية في سبيل تحقيق حقوق ذلك الجسد الظمآن المتشظي بفعل الحرمان...

* ـ و إنه التحفيز على الأخذ بالمباهج المتاحة لذلك الجسد الآيل إلى ترد، و من ثم زوال...و ذلك قبل فوات الأوان...

* ـ و إنه الجهر بالدعوة إلى ممارسة ما يمارسه الرجل من "حريات" في هذا المجال و هو "مضمون" الشرف "موفور" الكرامة...غير محاكم من طرف التقاليد
و الأعراف...

هذا هو المعبر عنه فقط ـ أو تقريبا ـ في كل النتاجات الإبداعية النسائية الحداثية...

و يُدبَّج و يُنمق الكل في لوحات تتكرر بشكل لا متناهي، و النتيجة صور نمطية تتكرر للمرأة المقصاة من تحرير الجسد، و من الاستمتاع بكل قدراته و إمكانياته و مكوناته...

و تَستخرِجُ تلك الصور المتناسلة أسئلة تفرض نفسها، بل و تلح في طلب الجواب، وذلك انطلاقا من أن تكريس الأديبات النسوانيات لجزء غير بسيط من إنتاجهن الأدبي للحديث حول كل ما يتعلق بالجسد، و برغباته... و بما يحيط به... و ما هو كائن حوله... لا بد ونابع من وجود حيثيات و أسباب معينة لابد أن منها:

1 ـ تداعيات وتأثير نمط الحياة الخاصة بهن هن المبدعات.

2 ـ الرغبة في ممارسة حرية التصوير و التعبير في الإبداع الأدبي كما تريده المدرسة الأدبية الحداثية.

3 ـ ركوب صهوة التحدي و الإقتداء بالأديب المبدع الرجل.

4 ـ الرغبة في إرضاء الغرب لنيل الحظوة لديه.

هذه على سبيل التمثيل لا الحصر بعض الأسباب، إذ لعل هنالك أخرى...و هذه أيضا محاولة للحديث حول هذا البعض المذكور في ما يلي:

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 28-01-2008 02:26 AM

الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي
 
[FRAME="11 70"]1 ـ تداعيات وتأثير نمط الحياة الخاصة:
إذ يبدو و كأن مؤثرات ما نابعة من الوضعية الأسرية و العائلية للأديبات تتداخل
و توجه مسار الإبداع المنتج من لدنهن...و ذلك من قبيل:

أ ـ الحرمان من حياة زوجية مستقرة مشبعة:
و الذي قد يكون تأتى من أسباب شتى منها:

* ـ استمرار العزوبة:

ـ للعزوف صدر منهن عمدا عن الزواج في زمن ما...و ذلك تبعا للقناعات الإيديولوجية التقدمية و الاشتراكية كانت سائدة في الزمن الماضي، أو تلك الحداثية المنتشرة الآن بعد انهيار محراب المعسكر الشرقي، و ذلك انطلاقا من الحمولة الثقافية المواكبة للزواج كمكبل مقيد للمرأة في تلك الإيديولوجيات.

ـ أو للعنوسة الطارئة عليهن لأسباب اجتماعية أو ثقافية أو حتى شكلية مظهرية ما...

* ـ فقدان الزوج:

سواء:
ـ بالطلاق نظرا لعدم التوفق في الاستمرار في المؤسسة الزوجية.
ـ أو بوفاته ذلك الزوج.

ب ـ الرتابة و الملل في الحياة الزوجية:
هذه المظاهر التي تتسلل قد تدريجيا إلى الحياة الخاصة لأولئك المبدعات، التي تتحول بفعل الزمن إلى تباعد و تنافر بين الشريكين، و بالتالي إلى منجم للكآبة و التشاؤم، و تنحو بهن إلى تصوير الحلم بتحرير العلاقات الجسدية كحق مشروع للتخلص من أغلال الحرمان حتى دونما اعتبار للأخلاق...

ج ـ انعدام القناعات الدينية:
خاصة تلك التي تدعو إلى اعتبار الحياة الزوجية مؤسسة عبادية تتمحور حول إثبات القدرة على التعايش مع الشريك، و تنبني على الصبر و التحمل و تفهم ذلك الآخر و قبول هناته و ضعفه، كما تعتمد على الاستمتاع بمحاسن ذلك الآخر و بخصاله الطيبة، إذ هي تمظهرات الحياة كلها العبادة... و العبادة تمكن من الأجر، والأجر لا يكون إلا على قدر تجاهل المشقة و تخطي الصعاب.

د ـ انعدام القيم و المبادئ الدينية الضابطة للاستقامة الأسرية:
أي تلك المانعة من الانحراف الخلقي للأزواج، تلك الصادة لهم عن الخروج من أجل اصطياد المتعة الحرام التي تلهي و تمنع من الإحصان و الإعفاف المتبادل بين الزوجين.
فعدم الابتعاد عن المسكرات، و عدم تفادي الفضاءات المفتوحة المختلطة الماجنة، تساهم في التفلت و الانحلال الأسري، ذلك الذي يمارس باسم التحرر و التمدن المعتقد ضرورة تواجده ضمن مبادئ التقدمية و الفكر الحداثي "المتحضر"و الغير رجعي، و المتبع من طرف أولائك المنخرطين في سلك "الثقافة" و "التمدن"و العصرنة".

هـ ـ اقتران نسبة من الأديبات النسوانيات بمن ينتمون لنفس الفئة من الأدباء أو ال"الفنانين" و المبدعين:
الذين يرون في التحلل الأخلاقي و عدم اعتبار الأخلاق في التعبير الأدبي كما في الحياة الشخصية أسس و أعمدة ضرورية مكونة الصورة النمطية للكاتب أو المبدع الموهوب، ذلك الذي تُراد و تُتطلب منه ـ كما يعتقد هو و أمثاله في التوجه الفكري ـ بوهيمية و خروج عن المألوف و عن العادي، و ثورة على كل الالتزامات الاجتماعية حتى يستكمل شروط الانتماء إلى شريحة المتميزين.

هي صفات و سلوكيات معينة خاصة إذا تتبدى و تظهر من هذه الفئة من الأزواج... و تجد فيها حتما كل زوجة بغض النظر عن كونها أديبة مثقفة ـ ما يكفي من العوامل من أجل إعانتها على عدم استمراء العيش في بيت الزوجية، و ذلك لأنانية و فردانية تطبع هذا النمط من الأزواج يصعب التواجد معهم في فضاء واحد، بله الحصول على التواصل الشعوري و الإشباع العاطفي و من ثم الجسدي.

و ـ التشبع بمؤثرات عالم الخيال الجامح:
و كذلك قلة الجهد المبذول من طرف أولائك المبدعات من أجل المزاوجة المنطقية العقلانية داخل دواليب الفكر لديهن بين اللاواقعية في عالم الأحلام الأدبي المفعم بالحب والوله والغرام، وبين عالم الواقع المعاش الذي يتواتر فيه اليسر مع العثرات.

ز ـ التيه و التحليق في العوالم المتعالية الوهمية السردية والشعرية:
ذلك الذي يوحي بالازدراء لذلك الشريك المتشبث بالأرض، الغير المبحلق في فضاءات الخيال، و ذلك بالنسبة للمقترنات بغير المنتمين لشريحة المثقفين من المبدعات.

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 28-01-2008 02:27 AM

الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي
 
[FRAME="11 70"]2 ـ الرغبة في ممارسة حرية التصوير و التعبير في الإبداع الأدبي كما تريده المدرسة الأدبية الحداثية.
و ذلك دون خلط بين الإبداع و الأخلاق، أي دونما قبول لأي نوع من الوصاية القيمية على ما تريد المبدعة الأديبة تصويره و الحديث عنه و إيصاله إلى الناس...
فالحديث عن الجسد هو المحور الرئيس لذلك "المسكوت عنه"، ذلك الذي يشكل الهم الأساس الذي ينبغي أن يدور حوله الإبداع الأدبي بالنسبة لهذه الفئة من "المبدعات"!!!

فالتعبير الحر عن كل ما يدور في الخلد هو المطلوب، و نقل كل ما يوجد في الواقع دونما حدود و لا موانع و لا ضوابط هو المنهج و المنحى...ذلك الذي لا يقبل تصويبا نابعا من دين، و لا تسديدا ممتوحا من قيم...

إذ يُرفع شعار الفن للفن و تُرفض وصاية الأخلاق، و يُشجب تحكيم الفضائل و المكارم، و يُتحجج بالرغبة في نقل الواقع كما هو دونما رتوش و لا تطفيف و لا تبديل للعناصر المكونة له...

إذ إنما هو التصوير الحرفي ذلك الإبداع فقط...دونما نقد و لا إبداء رأي و لا تدخل و لا طرح حلول...

إذ تجد نفسها هي الأديبة الحداثية ـ انطلاقا من المفاهيم الموجهة لها و المتجدرة في حناياها ـ لا ترغب في أن تقوم بدور الواعظة، و لا الداعية إلى نبذ الانحراف، و لا المنادية بالأوبة إلى تفعيل ما يجب أن يكون!!!

فلا محاكمة للبطل المنحرف، و لا تجريم للسالك منحى الابتذال...و خاصة لا نقد للمتاجرة بالجسد... و لا انتقاص ممن حرره من كل ممنوع ذلك الجسد، بل هو ذلك المُنْتصَر له و لرغباته دون هوادة و دون توقف و في كل الظروف و الأحوال، و أيضا في جميع الأماكن و الأزمنة...

إذ ترى المبدعة أن القيم تخنق الإبداع، و تحسر الجمالية، و تجعل من النص الإبداعي شذرات مواعظ، و نتف خطب توجيهية ليست إلا!!!

إذ عليها أن تتحرر من كل ربق من أجل إحسان التصوير و إتقان التعبير...ثم هو الواقع الذي يملي ما يجب أن يقال و أن يكتب...فما للأديبة إلا أن تنقل بأمانة من أجل تسليط الضوء، و فضح المتواطأ على السكوت عنه و على تجاهل آثاره و تداعياته..و من ثم من أجل رفع الحرج عن الحديث عنه و عن مكوناته و مظاهره، ومن بعد ذلك جعله يكتسي طابع العادي و الطبيعي...و تخليصه من أحكام القيم و الأخلاق و الدين المناهضة له و المدينة لتواجده...

و طبعا هو الجسد عماد الإبداع و محور مضامينه...الذي ترى هي المبدعة "المتنورة" أن تحرير الإبداع حوله حتما يؤدي إلى تحريره... و بالتالي إلى تحريرها هي الموسومة بالنقص من طرف الدين و التقاليد.

لكن هذا الطرح لا يمكن أن يصمد أمام "المنطق" التَّخَيُري الذي تتبناه الحداثة، و الذي يُحَكَّم بعد ذلك فيما يتعلق بمواضيع أخرى خارجة عن نطاق الجسد، وعن حرية التعبير عنه، و عن احتياجاته و رغباته، و في نفس الميدان...أي ذلك الأدبي...

إذ ما القول في نص متفاقم الجمالية لغة وأسلوبا، ويصور ثم و يبرر ضمنيا القيام بتفجير للجسد ـ عملية إرهابية دنيئة ـ أ فتحتسب آنذاك عذوبة اللغة و شاعريتها و جمالها وحدهن، أم أن النص سيحمل عبئ تمرير رسالة عنف مقيت مخرب ما...

فكما يجب شجب النص المحمل بالعنف، يجب فعل المماثل بالنسبة للنص المحمل بالانحراف الخلقي، ذلك "العنف القيمي" المبيح للتفلت و لركوب موجات الانحلال و المجون بحجة حرية استعمال المرأة لجسدها كيفما تريد و تشاء... فكلها أدواء و تعصف بصحة و باستقرار المجتمعات.

و حتى إذا كان هنالك من حيف تقاليدي منع المرأة من حق جسدي شرعي لها، فليكن التصوير هادفا و نظيفا، و غير موسوم بالسوقية و الانحطاط، و غير مسوق لصور جنسية مشينة لا يبتغى من ورائها سوى إثارة الغرائز و إشعال نار الشهوات...

فالنص الأدبي يمكن أن يكون المتميز، و ذلك حتى و لو لم يتحرر من سلطة القيم و من الأخلاق، إذ هو قادر على تصوير الواقع بحذافيره...لكن دون ابتذال، وكذلك دون عرض لوقائع مغرضة يمكن استيعاب مرمى مجملها و ملخصها دونما تفاصيل مثقلة و مغرقة في وحل السلوك، لا يمكن إلا أن تعمل على تطبيع السقوط و التردي و الانحراف.

إذ ـ كمثال ـ ما هو الأفضل بالنسبة نص أدبي يتحدث عن الاغتصاب، أهو تصوير اللقطة كلها وبكل التفاصيل "المثيرة"؟
أم الاكتفاء بالتلميح لبقية ما هو معلوم كينونته في فعل الاغتصاب صيانة للمشاعر من التقزز و الصدمة، و للغرائز من الاستثارة والاشتعال؟

و كمحاولة للتفكير حول قضية التحرر الكامل من كل قيد أثناء الفعل الإبداعي، و الذي تتبناه هي الأديبة الحداثية و تراه الحق و الصواب، و من ثم تتوسله من أجل الإغراق في الحديث حوله هو الجسد، أدعوها، هي و كل من يؤمن بضرورة عدم احتساب المضمون عند تقييم جمالية النصوص الأدبية إلى التأمل حول الإبداع في موضوع يعتبر محرما و غير أخلاقي عند من يؤمن نظريا ب"الحداثة":موضوع "المحرقة اليهودية"...

إذ أو يمكن لأي كاتب ـ حتى الغربي ـ أن يبدع نصا يفيض جمالية وشعرية، ثم وينفي المحرقة، ثم ويصفق ذلك الغرب الحداثي لإبداعه دونما احتساب للمضمون؟؟؟؟
ثم أو يمكن له ذلك الأديب أن يشيد بالإسلام و يدافع عنه ثم و يُجَوِّد القالب حتى النخاع، ثم و ينال الرضا و الإطناب و المديح منه ذلك الغرب؟؟؟

لا شك و أن الغرب الحداثي يُحَكِّم إيديولوجيته و الفكر السائد فيه من كل المضامين الواردة في كل النصوص الأدبية، و ذلك قبل إبداء الرأي فيها هي الأنساق المستعملة في الأجناس الأدبية الحاملة لتلك المضامين.

و ما أجاز من نصوص إبداعية للمسلمين، و كال لها المديح، بل و توجها بالجوائز، إلا من بعد ما تضمنت قدحا في الإسلام و أهله، و تجريحا له و لهم، و إكبارا له ـ هو القبلة الثقافية الفكرية ـ و لقيمه و مبادئه!!!و ذلك رغم تردي القالب و هزالة الجمالية وانحسار الجودة.

هو المضمون إذا ذلك المعتبر حتى عندهم!!!
و هي الكذبة إذا عدم إقحام المضمون حين تقييم النص عند سدنة الحداثة الذين اقتبست منهم تلك المبدعةََََ!!
و هو الهراء أيضا عدم السماح بتدخل القيم و الأخلاق عند مبتكري عجل الحداثة و مؤلهيه!!

فالنص الأدبي المصور للقطات الجنس الرخيص و المعبر عن حاجيات الجسد الآبق المنحرف لا يمكن أبدا أن يتسم بالجمالية مهما جملت عباراته و نُقِّح أسلوبه، و ذلك لقبح المعاني الواردة فيه، تلك الداعية إلى نشر الفوضى و العبثية، و تلك المؤدية إلى القضاء على الاستقرار الاجتماعي الرهين بتواجد القيم و المبادئ الربانية الممتوحة من تعاليم الدين.

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 28-01-2008 02:28 AM

الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي
 
[FRAME="11 70"]3 ـ ركوب صهوة التحدي و الاقتداء بالأديب المبدع الرجل:
هو الفكر الحداثي طبعا الذي دعاها هي الأديبة ـ كما سلف الذكر ـ إلى التحرر من كل قيد أثناء الفعل الإبداعي...و هو الذي سوغ لها أن تطرق ما تريد و ترضى من مواضيع ـ و بخاصة موضوعها المفضل المتمحور حول الجسد ـ وذلك دون الاهتمام بردود الفعل من الجميع...
لكنها أيضا تلك الرغبة في اقتفاء أثر الرجل المبدع في هذا المجال الموجودة، بل
و الملحة المؤثرة...
فالقضية تكمن في أن المرأة ـ التي حرمت لعصور بفعل التقاليد المجحفة في حق الرجل و المرأة على السواء ـ رامت الإقتداء بذلك الرجل الذي سبقها إلى ميدان الأدب و الإبداع الأدبي، فسارت و تسير وراءه خطوة بخطوة، معتبرة أن التحدي و كسب الرهان يكمن في أن تفعل هي أيضا كل ما كان و ما زال يفعله هو...
فإذا كان هو يعري المرأة في كتاباته ويعتبرها جسدا يتسلى بوصف تفاصيله ولا يجرأ أحد على محاسبته...فلتفعل هي أيضا لأنها ليس أقل من قدرة منه على فعل ذلك!
بل لتفعل ثم ليس من حق أحد أيضا في أن يحاكمها، تماما كما كان عليه الأمر مع الرجل...
و إذ كان هو ينزل فكريا و شخصيا إلى المواخير و الحانات من أجل تصوير أحوال أهل تلك المواقع و الأماكن، و من أجل تبرير سلوكياتهم بحقهم في التمتع بالعيش، أو حتى من أجل التدليل على حق النساء منهم في كسب لقمة العيش ببيع الجسد ـ الملكية الخاصة لهن ـ لظروف اقتصادية معينة، فلتسِر هي أيضا نفس المسار...
و لِتُورِد الحجج على المساواة الكاملة غير المشروطة الضروري توفيرها للمرأة مع الرجل في هذا المجال!!!
ثم تنسى أنها بذلك تعترف بوجود سوق النخاسة...و تكرس بيع النساء لطالبي المتع الرخيصة من الرجال المنحرفين الناشرين للمفاسد و لكل ضروب الاختلالات.

ثم هي تنسى أيضا ـ أو تتجاهل ـ أنها بذلك تكرس فكرة تشييء المرأة واحتسابها من المتاع ـ المسموح بحرية التعامل به و معه ـ بل و توافق عليه ذلك المنحى، و تعين حتى على نشر الوعي به...
و المشكلة أنها لا تسلم بعد ذلك من محاكمة الرجل التقاليدي الفكر، الذي يستبيح لنفسه ما لا يسمح به للمرأة، لأنه هو الذي سطر بنود القوانين التي تحاكمها، والتي عبثا تحاول أن تتخلص منها...
إذ مما لا شك فيه أن ذلك الرجل الذي تصور هي عنفه تجاه المرأة، و كذا استخفافه بحقها الجسدي، و حرمانه لها من حسن التمتع بحرية الكيان المادي الخاص بها، أي ذلك الجسد، هو الذي سيحاكم إبداعها آخر الأمر... و سيُقيِّمه و يبدي رأيه فيه كمبدع ـ إذ سبقها إلى الميدان و له فيه اليد الطولى و التأثير الغالب الكاسح ـ لكنه سيفعل كرجل طبعا و ليس كمبدع و أديب...بل و كرجل ابن بيئته التي لا يمكن أن ينفك عنها، إذ لا بد و أن الفكر التقاليدي قد بصم عقله و حناياه...

إذ أنه مهما ابتعد عن الدين و التدين، و مهما اعتنق من إيديولوجيات "مُحرِّرَة" كالاشتراكية و الحداثة و الأممية حتى...و هلم جرا... لا بد و يبقى الرجل العربي الموسوم ب"المحافظة" التقاليدية، و التي تقتضي الحفاظ على الإناث من الأسرة و العائلة من التفلت، وكذلك من سوء نوايا الغير ومن اعتداءاتهم و من تحرشاتهم...

و لذا فبالرغم من أنه قد يوجد من" المبدعين" الحداثيين التقدميين في واقعنا من يصفق للإبداعات النسوية التي تتغنى بالجسد و بحرية استعماله، ويعلن تضامنه مع مُنتِجاتها من الحداثيات، إلا أنه لا بد و يزدري في أغوار نفسه سلوك أولائك المبدعات اللواتي حتما يعتبرهن منحرفات ماجنات، بل هو حتى في غالب الأحيان قد يحاول استغلال تلك الأفكار التحررية"المؤمن بها من طرفهن حتى يأخذ حقه من أجسادهن "المحررة" المبذولة المبتذلة المشاع.
إذ كثيرا ما يوجد من يكتب فسقا و يصور فجورا في أعماله الأدبية، ثم هو لا يمكن أن يقبل أن تفعل زوجته المبدعة الفعل ذاته...و لا أن تكتب وفق المنحى إياه...
إذ أنه لا يضمن أنه لا يكون هنالك من سيتحدث بأنها قد عاشت تلك التجارب الجسدية، أو أنها على الأقل أنها من تتحرق لكي تتمتع بها...أو أنه هو ـ و ذلك على الأقل ـ ذلك الزوج غير المقنع و المشبع جسديا و لا المرضي عنه!!!
و هذا ما لا يرضاه المبدع العربي مهما تخلص من ربق الدين... و مهما «تعصرن"... و إلى أي حد ما تضمخ ب"نور" الحداثة و تعطر ب"أريج" الحضارة و التقدم!!!

و الحل ـ لكي تُتَفادى هذه الانزلاقات ـ يكمن في أن تتبنى المرأة مسارا خاصا في التعبير الأدبي يعبر عن خصوصياتها، و ذلك دون أن تمتح مما يفعله الرجل في هذا الميدان، و دون أن تتوسل الوسائل التي اختارها...و لتترك المسار الإبداعي ينساب بعفوية وبفطرية دونما تكلف و لا إقتداء، ولا حتى استعداء و لا شجار و لا تنافس، بل بتكامل و تعاون و تفاهم و تلاقح أفكار...
فلتكن هي هي، ولتعبر عما يعنيها و يخصها ككيان له مقوماته و معاييره و مميزاته، و عن ما تريد أن تعبر عنه بحرية مع اعتبار لحيثيات الواقع المعاش، دو نما تحد و لا استفزاز، بل برغبة أكيدة في التواصل و إسماع الصوت، و مع استحضار هم تصحيح مسار علاقات بينها و المجتمع ككل، ثم بينها و بين الشقيق في الأحكام، كانت وما زالت تلك العلاقات يشوبها الغبش، و يلطخها سوء الفهم، و تحطم وشائجها التقاليد البعيدة عن الدين...

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 28-01-2008 02:30 AM

الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي
 
[FRAME="11 70"]4 ـ الرغبة في إرضاء الغرب لنيل الحظوة لديه
إنه مما لا شك فيه أن كينونة المبدعة المرأة في المجتمع العربي صمام أمان له،
و وسام فخار على صدره، إذ هي الأقدر على التعبير عن حاجيات نصف ذلك المجتمع، و الأماكن من حسن تصوير واقع النساء اللواتي تشترك معهن في الهوية و الجنس و الآمال و التطلعات، وحتى في كل حيثيات الماضي و الحاضر و المستقبل...

لكن المشكلة أن الإبداعات الأدبية منهن هن المبدعات الحداثيات، تلك التي كان من الممكن أن تكون آليات تغيير وإمتاع في نفس الوقت، تنقي الشوائب و تغرس الأصيل، و تلك الصادرة ممن يفترض أنهن يعشن الهم ويكتوين بلهبه، لا تعبر حقيقة عن واقع المجتمع، و بالخصوص عن حاجة المرأة الرئيسية في أن تتمتع بإنسانيتها أولا و أخيرا قبل كل شيء...إنسانية أصيلة تستحقها،و نابعة من كونها من جنس المكرم من طرف الباري عز وجل الذي استخلفها كما الرجل، من أجل إعمار الأرض وفق منهج الحق و الصواب.

ثم و الإشكالية تتفاقم و تتناسل منها الأبعاد و التداعيات حين يشتهرن أو لائك المبدعات، إذ يترقين و يرقين درجات السلم الاجتماعي بفضل "ثقافتهن"
و إصداراتهن، ثم و ينسين هموم القاعدة الأوسع من عموم النساء، ويصبح همهن الأكبر هو إثارة انتباه السيد الغرب و تلامذته النجباء و استجداء جوائزهم، و ذلك عن طريق الكتابة حول المرغوب في الحديث عنه من فضائح و شذوذ في الفكر والسلوك، كتابة تتوخى التصوير و النشر في واضحة الضوء و كذا التطبيع، دونما محاولة لفهم الأسباب، و للبحث عن الحلول.

و حينذاك، أي حين النأي عن الفضاءات الطبيعية ـ التي تتفاعل و تحيى فيها المرأة بعفوية ـ يصطنعن الحديث عن عدم الزج بالأخلاق، و ينادين بعدم احتساب ما ورد في المضمون من مفاهيم عند تقييم الإبداع كما سلف الذكر، و يتخذن هذه الحجج متاريس يتوقين بها تبعات كل مساءلة حول تأثير ما يكتبن، و حول آثار ما ينشرن من مفاهيم على التوجه القيمي و الأخلاقي في المجتمع بشكل عام، تلك المفاهيم الدخيلة المستوردة و التي يجدن أنفسهن مطالبات بتسويقها في إطار السياق الثقافي والفكري المتبع من طرفهن.

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 28-01-2008 02:32 AM

الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي
 
[FRAME="13 70"]الهم الجسدي لدى المرأة...مقاربة تصورية إبداعية...

و بعد محاولة جرد و تتبع الأسباب الداعية إلى احتكار الحديث عن الجسد لجل إبداعات الحداثيات، أعتقد أنه من المطلوب العمل على صياغة مقاربة ممكنة معقولة ممتوحة من القيم الربانية، و تؤدي إلى درء الغموض و إلى تسليط الضوء على هذه القضية المهمة المحور، قضية علاقة المرأة بالجسد في واقعنا التقاليدي البعيد عن الدين...

إذ الحديث عن الجسد ليس من قبيل المحرم و لا الغير مرغوب فيه كلية...فالحق الجسدي للمرأة كفله الشرع، و أيد ذلك العلم المدعو إلى اعتماد نتائجه من طرف الدين، و ليس من المطلوب إلغاؤه و تجاوزه بالكلية من طرف المرأة في إبداعاتها الأدبية، إنما المستهجن هو تكرار طرح هذا الموضوع في الكتابات النسوية، حتى أن القارئ أو المتلقي ليظن أن ما لها ـ هي الأنثى ـ انشغال إلا بتضاريس الجسد تستفتيها حول كيفية سد جوعتها...

ثم و حتى لو أن المبدعة لا تعاني فعلا من الحرمان الجسدي ذلك الموضوع المستهلك، وتصوره فقط من أجل تسليط الضوء عليه ونقده، ولكي تساهم في فضح مكنوناته أمام المجتمع من أجل علاجه، فإن في هذا الأمر هدر لطاقاتها الأدبية والفكرية، لأن للمرأة هموما أخرى أهم و أفدح تأثيرا عليها وعلى محيطها من قضية الحرمان من حق الجسد.
فأنواع متناسلة متعددة من القهر تمارس على المرأة، جور وحيف و طغيان و ينزرع الكل شوكا في دهاليز حياة النساء ليردوها أسفل سافلين... متاهة حالكة منتنة و تنتعش فيها الحيرة و الضياع...و يساق النساء إلي فضاءاتها عنفا كل آن و حين.

ثم إن الهم الجسدي لدى المرأة ليس هما قائما بذاته منبثقا من نفسه، إنما هو عبارة عن تداعيات كثيرة أشياء أخرى...
فعن طريق الغوص في حميميات النساء، و بواسطة تقصى أغوار أسرارهن الزوجية، يبدو واضحا أن الحواجز بين المرأة و بين التواصل الحميمي المشبع مع الزوج منبعه الإحساس بالظلم الممارس من طرفه تجاهها، سواء أكان ذلك الظلم متعمدا، أو حتى دون نية الإساءة لسيطرة و انحشار التقاليد.

فعدم الإشباع الحاصل لديها ليس مرجعه إلى عدم حضور جسد يقاربها، وإنما لغلالة من الأحاسيس و المشاعر تمنعها من استمراء ذلك القرب.
فبعض حقد دفين يتغلغل تدريجا مع تواتر السلوكيات المهينة لها، حتى تصبح المقاربة عبئا ترزح تحت ثقله و تمقت حدوثه و كينونته، ثم و هي لا تستطيع البوح بالإحساس بالظلم لتواطؤ الكل على تقبله و على التعايش معه، لكن و مع مرور الزمن لا بد و أن يبدو منها ما ينبئ عن استثقالها لتلك العلاقات الحميمية، فتنشأ لدى الزوج أحاسيس تجاهها يطبعها التجاهل و يداخلها الاستعلاء، ثم من بعد ذلك:

ـ فإما يستمر في استغلال الجسد لأنه "مِلكُه"، ولو أنه يعلم بعدم رضا صاحبته، تأكيدا لقوامة يراها له، و يعتقد أنها تكفل له حق التصرف فيها كلها حتى و لو كانت كارهة له.

ـ و إما يستعيض عن ذلك الجسد الغير مستمرئ للعلاقة، الغير متجاوب، بآخر منقاد يلبي رغباته، سواء في "الحلال" عن طريق التعدد، أو في الحرام بارتياد المواخير و ذلك حسب التوجه، و على قدر كَمِّ المبادئ و القيم.

و لذا فإن حل المشكلة ليس بتسليط الضوء على النتيجة وإنما على الأسباب.
إذ النتيجة ما هي إلا حصيلة تراكمات ما، هي الفاعلة الحقيقية في عملية إنتاج مشكل ما.
لكن...أو تروم الحداثيات المكرسات أدبهن للحديث عن الأجساد البحث عن حلول أو حتى التعريف بإشكاليات ما بخصوص هذا الموضوع و حوله؟؟؟

إذ لعله من العبثية بمكان أن يقال بأن الأدب ما هو إلا النقل و التصوير بهدف الإمتاع بالقالب الجميل المنمق لا غير...

ثم...لا بد و أن هذا الطرح ـ على الأقل تطبيقيا ـ متجاوز و مرفوض من طرف المبدعات النسوانيات الحداثيات، إذ هن بالرغم من أنهن يحاولن الإقناع نظريا باعتناقهن للمقولة الحداثية "الفن للفن" دون استهداف الفعالية و التغيير، إلا أنهن يُصَرِّحْن أيضا ـ و على الكثير من المنابر ـ أنهن يَرُمْنَ من وراء إنتاجاتهن الأدبية إلى إسماع صوت النساء، و إلى إظهار واقعهن المطموس و المخنوق بالمسكوت عنه عن طريق تعريته بالكتابة عنه، هو و كل ما يحيط به...

و انطلاقا إذا من إرادة التغيير هاته الكامنة و المضمنة في خطابات هؤلاء المبدعات، فإن تكرار تصوير الهم الجسدي للمرأة بمعزل عن الحديث عن الأسباب المؤدية إلى حصول ذلك الجوع، لا يغير من الأمر شيئا، بل يكرس و يُسوِّق فقط صورة المرأة "الكائن المهووس بالجنس "، تلك التي تنضح شبقا، و تتضوع خيانة، و تنثر الفتنة و المجون، صورة قدمتها ألف ليلة وليلة وكرستها التقاليد المجحفة البعيدة عن الدين.

لكن ربما تفضل "المرأة المثقفة" الأديبة الحداثية النسوانية عدم التغيير ـ عن طريق استقراء الأسباب و البحث عن حلول لها ـ أصلا، و لربما تستمرئ القيام بدور الضحية حتى تستبيح القيام بما تريد و تستحب...

مازوشية و تريد أن تظهر بها سادية الرجل...و ذلك من أجل استدامة البكاء على حاجيات جسدها. ...و أجساد بنات جنسها تلك "المتردية الصريعة بفعل الإهمال"!
مع أنه بإمكانها المطالبة بحقها الجسدي مباشرة انطلاقا من أنها أصبحت الآن "المثقفة"، و تدرك أن الدين كما العلم يسلمان لها بحق المطالبة... طبعا بوسائل أنظف و أرقى و أسمى... وليس بالابتذال و بالعنف و بالشقاق...

إذ بالإمكان حتى ـ في نهاية المطاف ـ أن تطالب بطلاتها في كتاباته الأدبية بالانسحاب من تلك المؤسسة الزوجية التي تعتبرها هي ذلك السجن...و التي لا تكفل لهن الحصول على ما يساهم في إرساء التوازن النفسي و الشعوري لديهن من حقوق، حتى تلك الجسدية منها...

فالمبدعة المثقفة تمثل النخبة الأنثوية المعول عليها في حسن تمثيل المرأة في جميع المجالات، و من ثم عليها أن تستشعر ثقل العبء الملقى على عاتقها، وأن لا تتملص منه ذلك العبء اختيارا منها لأن "تحقق" ذاتها، و ذلك عن طريق ركوب النشاز المثير للجدل و للنقاش، رغبة في الثورة على قمع طالها مطولا ومنعها من التعبير عن الذات...
فالتحدي و"تحقيق الذات" عن طريق سلوك هذا المسلك يجب أن ينشغل حوله فكر المبدعة طويلا قبل أن تمارسه، و عليها أن تستقرئ في ذهنها المثقف تداعيات ما ستقوم به عليها، و على من يرين فيها الأنموذج القائد إلى التغيير و الانعتاق.

فحين تكرس الفكر الذكوري القائل بمحدودية فكر الأنثى وطغيان الجسد على انشغالاتها، فهي و لابد ستجهض حلم المرأة ككل في أن تغير من صورة لها متوارثة، ونحتت أبعادها أيدي ظالمة متسلطة استغلت قوة الجسد منها في إحقاق الغلبة.

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 28-01-2008 02:32 AM

الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي
 
[FRAME="13 70"]فعلى المرأة المبدعة إذا أن تعلم أن تحقيق الذات والتحدي الحقيقي ليس هو تحدي من يرى في كتابات الجسد شينا وعيبا بالإصرار على الكتابة في ذات الموضوع، ولكن التحدي هو إخراج المرأة من سجن رد الفعل إلى القيام بالفعل المختار المطلوب فعله، أي بالقيام برسم صورة المرأة المتوازنة التي تعنى بتحقيق الإشباع لنفسها في كل باب و مجال، الفكري والثقافي و الاجتماعي وحتى السياسي، ولم لا طبعا الجسدي لكن بصورة توحي بأنها فاعلة إيجابية مؤثرة، لا ضحية مستلبة مفعول بها مخاتلة مخادعة منتهزة لفرص الخيانة و التدليس...

و سأورد هنا نصوصا حديثية شريفة قد تُمكِّن قراءتها والاستفادة منها من إعطاء فكرة حول كيفية إعادة تشكيل عقل المرأة، و ذلك حتى تتخلص من الموروث المكرس لاستبقاء صورتها في إطار معين، سطرت مقاييسه منذ زمن ولى ومضى، و ما زال هو الكائن والمستدام:

‏1 ـ " حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد، ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها، ‏ جاءت ‏ ‏امرأة ‏ ‏رفاعة القرظي إلى ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت:
كنت عند ‏ ‏رفاعة ‏ ‏فطلقني ‏ ‏فأبت ‏ ‏طلاقي، فتزوجت ‏ ‏عبد الرحمن بن الزبير، ‏إنما معه مثل ‏ ‏هدبة ‏‏ الثوب، فقال: ‏ ‏أتريدين أن ترجعي إلى ‏ ‏رفاعة؟ ‏ ‏لا حتى تذوقي ‏عسيلته ‏ ‏ويذوق عسيلتك .
‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏جالس عنده ‏، ‏وخالد بن سعيد بن العاص ‏ ‏بالباب ينتظر أن يؤذن له، فقال: يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏ألا تسمع إلى هذه ما تجهر به عند النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم؟".
الحديث رقم 2445 ـ باب الشهادات ـ صحيح البخاري.
أبت طلاقي : طلقني البتة أي ثلاثا.

2 ـ ‏"حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وعمرو الناقد ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لعمرو ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏:جاءت امرأة ‏ ‏رفاعة ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت:كنت عند ‏ ‏رفاعة ‏ ‏فطلقني ‏ ‏فبت طلاقي، ‏ ‏فتزوجت ‏ ‏عبد الرحمن بن الزبير، ‏ ‏وإن ما معه مثل ‏ ‏هدبة الثوب، ‏ ‏فتبسم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال: ‏ ‏أتريدين أن ترجعي إلى ‏ ‏رفاعة؟ ‏ ‏لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك.
قالت: ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏عنده ‏ ‏وخالد ‏ ‏بالباب ينتظر أن يؤذن له فنادى: يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏ألا تسمع هذه ما تجهر به عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم؟".
الحديث رقم 2587 ـ باب النكاح ـ صحيح مسلم.

هذا الحديث بروايتيه في الصحيحين يثبت كيف أن امرأة ما في ذاك الزمن علمت أن عند الرجل الذي تزوجته ـ بعد مفارقة زوجها الأول ـ عجز جنسي، فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، و أخبرته بالذي عرفته، و كَنَّتْ عن حالة عجزه بتشبيه ما عنده بهدبة الثوب، أي بالخيوط الجانبية المتعلقة بالثوب في انسدالها وارتخائها... فكان أن اخبرها أن عليها أن تنتظر حتى يثبت ذلك عند اللقاء الحميمي، حتى لا تكون قد تسرعت و جانبت الصواب في حكمها عليه، لأنها طلقت ثلاثا، والشرع يعاقب ذلك المُطلِّق ثلاثا بأن يحرمه من استعادة الحياة المشتركة مع تلك التي طلقها إلا بعد أن تتزوج زوجا آخر، ثم و تمارس معه العلاقة الجسدية الفعلية حتى ينال جزاءه المستهتر بقدسية العلاقة الزوجية، و يمنع من التلاعب والاستخفاف عن طريق تكرار إحداث أبغض الحلال إلى الله.
فلم يعب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها اهتمت بمسألة الإشباع الجسدي، فذلك حق مكفول يضمنه كون المرء إنسانا، سواء أ كان ذكرا أم أنثى، إذ ابتسم ـ في نص صحيح مسلم ـ واكتفى بالتوجيه لفعل ما يضمن حق الطرف الآخر أيضا.
لكن كان هنالك من تدخل الصحابي خالد بن سعيد بن العاص، وذلك انطلاقا من نظرة جاهلية للمرأة، كانت ما تزال قائمة بالنفس لكونها ما تزال حديثة عهد بتلك الفترة، فعاب على المرأة المجاهرة بالمطالبة، لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكترث له، و لم يجعل لرأيه صدى في توجيهه و تصويبه، إذ كان دوره عليه الصلاة و السلام وضع الناس على الجادة الربانية لا الاستجابة للأهواء البشرية.

هكذا إذا يمكن أن تستفيد المبدعة المسلمة المتزنة من إعادة قراءة النص الديني، ذلك الذي يحاول الذكوريون أن يسخروه لجانبهم من أجل غمط المرأة حقوقها عن طريق قراءاتهم الذاتية الموسومة بالفكر التقاليدي، وذلك من أجل استحضار الإيجابية لدى المرأة، ومن أجل خلق الفاعلية البناءة فيها، تلك المؤدية إلى إثبات الذات و تحقيقها في هذا المجال، وذلك عوض:

* ـ دفعها إلى لعب دور الضحية.

* ـ و تشجيعها على القيام بالتحايل و باستحلال الوسائل المشبوهة المدينة والمركسة لها من أجل تحقيق الإشباع.

* ـ و بالخصوص تحريضها على نبذ الدين، و دعوتها إلى التخلي عن القيم الدينية التي تصورها لها على أنها المهينة للمرأة، و المعتبرة لها من قبيل الأعوج الناقص المسخر لاستمتاع صاحب القوامة و السيادة، المالك لحق استبدال جسد بآخر في إطار التعدد من أجل الحفاظ على غنى و جمالية الحريم.

فيمكن للمبدعة مثلا أن تصور امرأة تعاني من إهمال الزوج، فتطالبه بالقيام بالواجب أو بإطلاق السراح، وذلك حتى تستطيع أن تحقق لنفسها استقرارا نفسيا وجسديا مع من تختاره مرة أخرى...عوض تصوير حالة خيانة زوجية على أنها سبيل أمثل مشروع للاقتصاص من زوج مستهتر أو عنيف أو حتى عاجز!!!

و قد تحاكم في هذه الحالة من طرف ذكوريين:
ـ لأنها جعلت المرأة تفضل الحاجة الجسدية على مصلحة أطفال و أسرة.
ـ ولأنها سمحت لها بأن تتساوى مع الرجل الذي يفعل الفعل ذاته مع امرأة لا تشبعه.

لكن و بالرغم من المحاكمة التي قد تتعرض لها ستتجاهل ردة فعلهم، لأنها لابد وأنها ستخدم نفسها و النساء ككل، لأنها ستقنعهم أنها تفعل ذلك لأنها تفضل الصراحة على أن يطعن الرجل من الخلف و أن يخان، لأن المرأة إنسان مكرم...
ثم هي ذات مبادئ، و لم تعد ترغب في أن توسم بالكيد وبالمخاتلة، ولم تعد تستحسن الانصياع للفكر الموروث والتقاليد، وحتى للدين المحرف الذي طالتها أغلاله المكبلة منذ زمن بعيد.
كل هذه الخطوات لا بد و ستكون السُلّم الذي سيرتقي به الإبداع النسائي، إذ سيتخلص من كونه مجرد تعابير باهتة سوقية عن حالة القهر كانت...أو حتى ما زالت قائمة... تعابير تُركِس في وحل الابتذال...و تَحُط من قدر المبدعات...
إذ هي تلك النتاجات الأدبية الحداثية المهووسة بالجسد لا تعين إلا على تكريس مفهوم نقصان المرأة و قصور فكرها الذي لا يستطيع و لا يستسيغ إلا الحديث عن "الشهوات"... و إلا الارتماء في أحضان الانفلاتات...و إلا انتحاء منحى التفاهات...

انتهى

د.صالحة رحوتي
[/FRAME]

الوافـــــي 28-01-2008 10:09 PM

تسجيل حضور
للترحيب بأختنا الفاضلة
الدكتورة / صالحة رحوتي
فأهلا وسهلا بك معنا وبيننا في حوار الخيمة العربية
وقد تشرف الحوار بوجودك فيه أختي الكريمة

عصام الدين 28-01-2008 10:10 PM

لعل أصدق كلام يحضرني وأنا أنتهي من قراءة هذه "الدراسة" أعلاه هو استنكار ما ذهبت إليه كاتبتها في الحكم على النتاج الأدبي، سواء كان حداثيا أم لا، بمعايير لا تمت له بصلة.
لكأننا نستفتي الجزار في أمر النجارة أو نستشير الطبيب في بناء العمارة.
ربما غرقت صاحبتها في لغة التراث أو كتابات الأجداد واعتبرتها مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتناست شعراء الخمريات عندنا وأبطال القوافي الذين عاثوا في الجسد وهاجوا وماجوا.
النص الأدبي لا علاقة له بالمعيار الأخلاقي يا أصحابنا ولا ينبغي الخلط بينهما أو جعل هذا تابعا لذاك أو في خدمته..
الأدب.. من أجل الأدب.
ولعل أسوأ بدع عصرنا هو ما صرنا نسمعه من كلمات من قبيل : الأدب الإسلامي.
لكأننا سنقابله بالأدب المسيحي واليهودي، والبوذي والزرادشتي.. والأدب الكاثوليكي والبروتستانتي.. والأدب الملحد.
لم لا ؟
إن أجدادنا ما سموا الأدب بتلك التسمية إلا لكونه نشأ مع المؤدبين.. والمؤدب تسمية قديمة تعني المعلم.. أو الأستاذ بلغة اليوم.
وإخوان الصفا أطلقوا تسمية الأدب على كافة العلوم من الرياضيات إلى السحر إلى الشعر والكيمياء.
وابن خلدون عممه على سائر العلوم دينية كانت أو دنيوية.
حتى لا يخلط أحدنا في التسمية.

ان المقابلة بين لغة التراث، ولغة الادب الحداثي الجديد تشهد احتداما من نوع اخر، ففي الوقت الذي كانت لغة الادب ظلا للغة النصوص الدينية على مدى قرون تحاول الان هذه اللغة الجديدة ان تعيد قراءة تلك النصوص ولعل الصراع الوحيد الدائر في المحافل الادبية المعرفية الحديثة يدور حول هذه المسألة (مسألة البلاغة) وهو صراع يصفه نصر حامد ابو زيد بأنه (معركة وجود تدور على ارض البلاغة).
والمشتغلون على الأدب اليوم يتساؤلون بعد ان تراجعت البلاغة بوصفها معيارا: هل اصبحت اللغة هي المعيار؟ او بالضبط ما هي المعايير الجمالية الجديدة للغة الادب؟.. ليس بامكاننا العودة الى التراث/ البلاغة بل لابد من البحث عن بدائل تصلح ان تكون اساسا للمفاضلة او التقييم.
لقد قدمت الدراسات النقدية الجديدة مفاهيم تصلح ان تكون دليلا جماليا لفهم الادب او النصوص ومن بين هذه المفاهيم مفهوم (الانزياح) او بلاغة الانزياح تحديدا التي يمكن ان تعد تطويرا وتنويعا لبلاغة (المجاز) في البلاغة التقليدية.
كما ان الاحداث التاريخية المهمة وبالاخص الحروب الكارثية التي عاشها الانسان لابد ان تجري تغييراتها على مساحة التذوق إذ لم تعد هناك مساحة شاسعة بين القبح والجمال، الامر الذي انشأ ما يمكن تسميته (ذائقة مركبة).. واذا كانت هذه الرؤية جمالية صرفة فهي لابد ان ترسل انعكاساتها على نظرية الادب وهذا ما حصل بالضبط في عموم الادب العالمي وتياراته التي ما تزال فاعلة حتى هذه اللحظة.
نبقى مع الذائقة.. لقد تم اعتبار (استجابة القارىء) نظرية توفر مساحة من الحرية لفضاء النص المكتوب بحكم ان القارىء هو المالك الوحيد لحاضر النص بعد ان (مات المؤلف).
والسؤال ـ هنا ـ هل يمكن ان نعد (استجابة القارىء) هي المعيار؟ ان هذه المسألة تعيدنا الى ما يوحي بـ (الانطباعية) التي تجاوزها النقد الجديد/ النقد الذي اراد ان يقترب بمفاهيمه الى العلمية الصارمة/ العلمية التي تقع بالضد من الانطباع والانطباعية.
وعلى ضوء ذلك.. لا يمكن أبدا اعتبار هذه الدراسة علمية أبدا. لكونها لا تتحدث سوى عن أخلاق متجاوزة في الأدب..
إن معضلة غياب المعيار تتعدى حدود النقد او المعرفة الى حدود اخرى تلامس التطورات الهائلة التي حدثت في العالم وبذلك تصبح ازمة المعيار ازمة قيمية (نسبة الى مفهوم القيمة) ازمة الارتداد من النظام الى الفوضى.

أعود إلى مقدمة حديثي.. مثلما لا يمكن إستدعاء جزار الحي إلى البيت لصنع النوافذ.. كذلك، لا يعقل استدعاء الأخلاق والمثل من أجل نقد النص الأدبي.

وعاش الأدب.. من أجل الأدب. فقط لا غير.

السيد عبد الرازق 28-01-2008 10:19 PM

مرحبا د صالح رجوتي .
شرفت ونورت .
مررت بالموضوع وسأمر به مرات عدة .
وقرأت رد العضو عصام الدين وأترك لكم حرية الرد .
دمت بخير .
تحياتي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وسأنقلها في دواوين الشعر حيث الموضوعات الأدبية والنقدية.

د.صالحة رحوتي 04-02-2008 01:37 AM

الفاضل الكريم عصام الدين
أشكرك سيدي الكريم و آمل أن تقرأ مقال لي آخر سأنشره هنا في الموقع بعنوان:
معايير النقد الأدبي عند الغرب...كتابات تسليمة نسرين نموذجا...
و تحيتي لك سيدي و تقديري

د.صالحة رحوتي 04-02-2008 01:41 AM

الفاضل الكريم السيد عبد الرزاق
امتناني لترحيبك بي و آمل أن يكون هذا الموقع المميز فضاءا للتفاعل الجاد البناء أستفيد فيه من علمكم و من خبراتكم و من جميل إبداعاتكم
و لكم صادق تحياتي

د.صالحة رحوتي 21-02-2008 11:37 PM

الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...نجيب محفوظ نموذجا
 
[FRAME="13 70"]
الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...
نجيب محفوظ نموذجا


د.صالحة رحوتي



قيل الكثير و ما زال يقال حول حياد الجوائز العالمية التي هي الغربية في الحقيقة، إذ ما لدول العالم الآخر ـ أي الثالث ـ من دخل لا من قريب و لا من بعيد في تنظيم أو تتبع أو منح تلك الجوائز...
هي الغربية إذا، و ما لنا و لأمثالنا فيها إلا اختيار البعض منا تفضلا منهم أحيانا نادرة من أجل "الفوز" بها... إذ تخرج عن مسارها التكريمي الغربي مرات قليلة لتُنعِم على بعض "المميزين" منا أولائك الذين يرونهم هم يملكون صفات التميز...

و لعل أكثر تلك الجوائز قيمة جائزة نوبل...تلك المتألقة الفريدة التي ما يفتأ يدغدغ الحنين إليها و الطمع في نيلها كل المبدعين في العالم، و هي لا تخرج أبعادها و صفاتها عن هذا السياق، و لا تتخطى مساراتها هذا السبيل...

و إذ نقبل بأن تكون لنا الدرجات السفلى فلا نفوز نهائيا ـ أو تقريبا ـ بتلك الجوائز الفرعية منها هي جائزة نوبل، تلك المخصصة للعلوم البحتة، و التي نعترف بموقعنا الممهور بالعدمية و عدم الوجود أصلا في مصاف المشتغلين فيها و الباحثين في شعبها، فإننا نرى بأنه قد يكون لنا بعض الوجود في العلوم الإنسانية تلك المتعلقة بالنبش و بالغوص في أغوار الإنسان، و التي يمكن أن يكون لنا بعض الإنجازات فيها مهما قلت، لأنها تلك التي لا تنبني على التراكمات المعرفية للغير و لا على مسلماته، و بالتالي فهي الممكن إنشاء هيكل في إطارها، و يُمتح فيه مما هو خاص من الخلاصات المعرفية المبنية على مقومات الشخصية الفكرية و الثقافية المميزة لنا...

و لعل الأدب كمكون رئيسي في تلكم المعارف و العلوم الإنسانية هو أكثر ما يصدق عليه الأمر...إذ هو التعبير عن لواعج الذات و عن همومها و عن تطلعاتها...
فهو الهوية إذا...و هو التصوير لواقع حال الفرد و الجماعات و المجتمعات...إذا الأديب لا ينفك عن كونه شخصا انصهر كيانه في بوتقة الواقع المعاش، و ضمخت أناه بزخات الهوية المنتثرة في مساحات الفضاء المكون لذلك الواقع...ثم اختلط الكل... و حين المخاض تنطلق الكلمات و أنساق التعابير موسومة بتجليات و بتداعيات تلك الهوية، و حتى بتلكم الاستشرافات المستقبلية المتعلقة بها...

فما هي إذ تلك المعايير التي يمكن أن يكون الغرب قد اعتمدها من أجل نقد و تمحيص أعمالنا الأدبية للتوصل للحكم عليها و تمييزها بالجوائز المكرمة لها:جائزة نوبل و نجيب محفوظ نموذجا ؟؟؟
أو يمكن أن يكون له الوعي ذلك الغرب بمكونات الهوية منا، و بمقومات الشخصية لدينا، حتى أنه استطاع معرفة صدق الأعمال الأدبية المنتجة لدينا، و التي أُحسن فيها التعبير عنا و تميزت فيها تجلية غوامضنا و أسرارنا؟؟؟

قد يكون هو الغرب قد استبقنا إلى أنفسنا ـ كعادته و كدأبنا ـ و درس خبايانا، و تلصص إلى دواخلنا عن طريق دراسات مستشرقيه، و بتوسل أبحاث تلامذته النجباء من أبناء جلدتنا...

لكن الحُكْم... أو يمكن أن يكون الصواب؟ و الحَكَم غريب و يقف في غير الزاوية التي نقف فيها؟

أو يمكن أن تكون الوزن حقا و مقبولا و الميزان المستعمل مستورد أو حتى هجين، قد تشرب معدنه الشوائب انخرطت في نسيجه حتى ما عاد له الصفاء الضروري لاعتماد نتائج تقييمه؟؟

هو إذا ذلك الحكم انبنى على معايير استعملها ذلك الغرب من تلقاء نفسه، انطلقت منه و من مكونات هويته استخدمها ـ لاستحالة النزاهة و الحياد منه ـ في الحكم على مخالفين له، و ما جمعته بهم إلا مواجهات ثقافية و فكرية و حتى عسكرية كانت الدامية على مدى التاريخ...

فلقد انتظرنا طويلا...طويلا جدا...و أخيرا رضي ذلك الغرب و توجنا...توج إنتاجنا الفكري الإنساني...أي ذلك الأدبي... و اختار لذلك التتويج شخص أديب هو نجيب محفوظ... فاصطرخنا مهللين متنادين أن ها نحن نضاهي الأمم فكرا و ثقافة و لسنا بأقل منهم قدرة على التعبير عن الذات...
ثم و إذ لم نتصد للبحث و التنقيب عن ما يمكن أن يكون قد أعجب ذلك الغرب في كتاباتنا حتى وضع الإكليل فوق رؤوسنا لنستيقن من موافقته للهوية، و من انسجامه مع خصائصها ـ خاصة و نحن نعلم مرجعية التصور و الفكر لذلك المتوج تلك المخالفة لنا المباينة حد النخاع و المصادمة حتى ـ توقفنا عند ذلك المعجب به من طرفه هو الغرب من سبل الكتابة وطرائق التصوير و مضامين الأنساق في "إبداعات"المُتَوَّج، و ذلك لكي نتعرف عن كثب على أبعادها و مقاساتها و أوصافها، حتى نحاول إنتاجها مرات و مرات رغبة في الإرضاء مرات و مرات...استجداء للانتشار و طمعا في الاشتهار...

لكن أو حين نكون نحن قد صدَّقنا أن لنا القدرة على الإبداع بمقاييس عالمية منحنا من أجلها الجائزة يكون هو ذلك الغرب مصدق لذلك و موقن به؟؟؟

لا شك أننا لم نحاول حتى أن ندرس خبايا ما قيل و ما كتب عندهم عن ذلك التكريم و عن ذلك المكرم بعقول و بأفهام نقدية من أجل أن ندرك كنه ذلك التكريم و دوافعه و الحيثيات الموجبة له...

أصدرت مجلة العربي الكويتية عددا خاصا عن الأديب نجيب محفوظ بتاريخ ديسمبر 2006 و تضمن مقالات عدة عن الراحل و دراسات تحليلية نقدية لإنتاجاته الأدبية...
و كان مما أدرج في هذا العدد الخاص ـ رقم 577 ـ مقال بعنوان:"عبقرية استشراف المستقبل" لدنيس جونسون ديفز Denis Johnson Davis و ترجمة كامل يوسف حسين...

و كان مما ورد فيه:
"...إنني أعرف أن نجيب محفوظ قد علق الآمال على أنني كما ترجمت بعض قصصه القصيرة، سأقوم في وقت لاحق بترجمة إحدى رواياته، حيث إنه كان يعرف إلى أي مدى بعيد بلغ إعجابي بكتاباته، و كنا نلتقي في إحدى المقاهي التي يرتادها، و غالبا ما كنا نناقش أعماله.
لم أتخيل قط أنني أخاطب أديبا سيحرز في المستقبل جائزة نوبل في الأدب، فكنت أنتقد رواياته، مشددا، على سبيل المثال، على أن رواية مثل "اللص و الكلاب" تفتقر إلى تلك الدرجة من الجنس و العنف كليهما التي من شأن القراء بالإنجليزية أن يتوقعوها من رواية بمثل هذه الحبكة...."(1).


و هكذا يبدو و كأن المسار الذي سار عليه الأديب نجيب محفوظ مرسوم منذ عشرات السنين، و قد مهد له من قبل مختصين واكبوا ذلك التحول الثقافي و الأدبي المطلوب توفيره من أجل العمل على إحداث تغييرات في النسيج الاجتماعي للمجتمع العربي الإسلامي،و ذلك بغية تدجينه و إفراغه من خصائص قد تجعله عصيا على الانقياد و التبعية، تلك التبعية اللازمة من أجل استباحة الأسواق و استحلال الخيرات و استغلال القدرات...و من أجل بناء أركان ذلك الكيان منهم الطامع في الهيمنة على العالم كله، و خاصة على ذلك الجزء الذي طالما استعصى بل و حتى سيطر و ساد في زمن من الأزمان...
ف دنيس جونسون ديفز الكندي المستعرب مر من هيئة الإذاعة البريطانية، تلك المؤسسة التي يراد لها أن تبدو الثقافية و الإعلامية المحايدة، بل و المهتمة بشؤون العالم العربي و الإسلامي...لكنه في الحقيقة ليست إلا وسيلة من وسائل تتبع مُستعمَري الأمس عن طريق إعلام مشوق مغر ينضح بالتفتح و يدعو إلى "التجديد" ،بل و يبدو و كأنه يواكب الصعوبات و يقترح لها حلولا، ثم و كأنه أيضا يقتحم الغوامض و يستجلي الخبايا بطريقة تقدم بأنها العلمية النزيهة الوجيهة.
ف"الدراسات النقدية" و "التحليلات الواعية" تنطلق منها هي المؤسسة الإعلامية،
و تتغلغل في عمق نسيج الواقع الفكري و الثقافي السياسي الاجتماعي العربي...ثم
و الاستنتاجات تكون دائما منتقدة ما هو كائن و داعية إلى ما يجب أن يكون...أي ما يرضيه هو المُستعمِر أن يرى عليه المُستعمَر من تبعية و استلاب و سير نحو تقليد أعمى، يستوعب القشور دون القدرة على الغوص في بواطن الأمور...

ففي الاقتباس من مجلة العربي أعلاه يبدو و كأن هذا المستعرب المستشرق هو الذي يملي ـ و بشدة ـ ما يجب أن يكون... أي ما يجب أن تكون عليه الرواية الأولى لنجيب محفوظ "اللص و الكلاب"و التي صدرت سنة 1961 تلك التي رأى ـ و قد شهد بذلك شخصيا في مقاله المترجم ذاك ـ أنها لا تتوفر على القدر الكافي من الجنس و العنف حتى تحظى برضاه هو المُحَكَّم و المُوَجِّه، و تبعا لذلك طبعا برضا الغرب ـ الإنجليز ـ الذين سخروه لكي يقوم بتلك المهمة من توجيه و "تصويب" للمؤثرات في الحقل الفكري الثقافي عن طريق التأثير في الفاعلين المنتجين فيه.

و لم يكن هذا الأمر بالمستغرب منه و لا بالمستهجن لدى نجيب محفوظ، إذ كان يعرف الذين كان يكتب لهم و من أجلهم، كما كان يستوعب أنها المحجة و السبيل لكي ينال الرفعة لديهم و يحظى بالتقدير على أيديهم، كان يدرك منذ البداية و منذ ذلك الحين المتقدم بأن حل القعدة معهم، و لقد فاز في النهاية إذ تتبع المسار و أطاع الأوامر...

هو إذا ذلك الجنس المتناثرة الشذرات منه، بل تلك الكتل في كل "الإبداع" المبدع من طرف "الأديب العالمي" نجيب محفوظ كان توصية غربية إنجليزية،و من طرف خبير غربي كندي، كان الحاضر و المتواجد في القاهرة من أجل ذلك لا غير...

كل هذا يبدو جليا و واضحا في المقال الذي منه الاقتباسات التالية للكاتب و الناقد "عزت عمر" المنشور في موقعه الإلكتروني (2)، و الذي هو عبارة عن قراءة مختصرة لكتاب "ذكريات في الترجمة"، لدينس جونسون ديفز(3).

"...دنيس جونسون ديفز» من مواليد مدينة فانكوفر بكندا عام 1922، اختار أن يتخصص باللغة العربية مبكّراً، وربّما لأنه أمضى بعضاً من طفولته في القاهرة، وفي وادي حلفا بالسودان، ولكن هذه الرغبة المبكّرة في دراسة اللغة العربية سوف تصطدم بعائق كبير يتمثّل في منهج سقيم يدرّسه مستعربون لم يسبق لهم أن عاشوا أو زاروا أي مكان في العالم العربي، مما دفع بالفتى الطامح إلى ما يشبه اليأس.
حيث إنهم كانوا يعلّمونه لغة ميتة لم تمكّنه من شيء، اللهم بعض الدروس من كتاب «الكامل» للمبرّد، لم تشكّل أرضيّة تمكّنه من الانطلاق منها نحو دراسات معمّقة، أو العمل في إحدى الأكاديميات، ولم تمكّنه في الوقت نفسه من الدخول في عالم الأدب العربي الحديث، إلاّ أن الصدف ستقوده نحو هيئة الإذاعة البريطانية، لينطلق في رحاب العربية من خلال الموظفين العرب هناك، ومن خلال دأبه وإصراره على تعلّمها..."(4).

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 21-02-2008 11:39 PM

[FRAME="13 70"]فهذا الذي أصر على تعلم العربية، و كان قبل ذلك قد تشرب النمط الحياتي العربي منذ الطفولة، لم يكن هنالك أحسن منه ليُكلف بمهمة تأطير الواقع الثقافي في البلدان العربية في تلك الفترة، و ذلك حتى يتيسر إدماجها في المنظومة الفكرية الميسرة لتكريس استعمارها و من ثم ابتلاعها و خيراتها كلية...

و يستمر المقال المحلل لما ورد في كتاب ذلك المستعرب القائم بالمهمة دينس جونسون ديفز:

"... ومن ذلك على سبيل المثال حياته في القاهرة إبّان المرحلة الاستعمارية، وانخراطه في حياتها الثقافية وبداية مشروعه الترجميّ لكبار كتّاب القصّة والرواية والمسرح آنذاك..."(5).

لقد كانت تلك المرحلة الاستعمارية... فترة حضور المستعمر شخصيا بعسكره و سياسييه و منظريه و فكره وثقافته الغالبين المسيطرين...و هي المرحلة التي استغلها هو المستعمر خير استغلال من أجل تهيئة الأجواء للتحول الاجتماعي الفكري الثقافي الضروري قبل الاضطرار إلى الانسحاب...
إذ هو كان و لابد و يدرك أنه المنسحب يوما ما لوجود معارضين للاحتلال و مناضلين من أجل الاستقلال، ثم هو الاحتلال العسكري مكلف و مرهق مجهد، لكن ذلك الاحتلال الفكري بخس التكاليف، و مستمر متواتر الوجود حتى بعد انسحاب العسكر... إذ يكفي من أجل التوصل إليه بناء فكر تلامذة نجباء مطيعين مستوعبين للدرس و للتعاليم، و لابد أن يكونوا الطامعين في الحظوة عنده ـ هو الغالب ـ يمنون بها أنفسهم فلا يشقون عصا الطاعة، و لا يحيدون عن المسار رسم لهم و لو بقدر يسير..

ثم إن هذا العقل المدبر لم يكتف به وحده هو نجيب محفوظ، بل كان معه الكثيرون ممن كان يرى فيهم الرغبة في نيل تلك الحظوة حتى مع ترك الهوية...تلك التي لربما كانت قد انمحت أصلا بفعل تثاقف أهوج مع المستعمر و مع تراكماته المعرفية، و التي كان هو ذلك المستعمر لا يمتحها إلا من عمقه الغربي و من كيانه و من خصوصياته:

"... وقارئ هذه الذكريات لا بدّ له أن يلاحظ أن مسيرة دنيس جونسون ديفز الترجمية، رافقت مسيرة الأدب العربي الحديث والمعاصر، فهو منذ أربعينات القرن العشرين مقيم في الشرق الأوسط وعلى تماس مع مثقفيه الأعلام، حيث يفرد مساحة مناسبة لكلّ واحد منهم بكثير من الودّ والموضوعية، فبالإضافة إلى من ذكرناهم نجده يقف عند كلّ من: نجيب، لويس عوض، يحيى حقّي، يوسف إدريس، الطيّب صالح، إدوار الخرّاط وغيرهم..."(6).

فها هو يُرى في القاهرة و هو لا يؤطر نجيب محفوظ فحسب...أي واحدا فقط...لكنه يواكب التكوين الفكري الأدبي لمجموعة من هؤلاء "الكتّاب" المستعدين للاستلاب، و الراغبين في الشهرة كيفما كان و كيفما اتفق:

"...حيث يتابع القارئ ذكريات المؤلّف في تلك المرحلة المهمّة من نهوض الأدب العربي الحديث، ويطلعه على كثير من الجوانب الشخصية لهؤلاء الكتّاب بدءاً من محمود تيمور الذي ترجم له كتاباً يضمّ مجموعة من قصصه بعنوان «أقاصيص من الحياة المصرية».
حيث يذكر المؤلّف أنه كان اعتاد لقاء تيمور بصورة منتظمة في مقهى الجمّال، أو في دعوات الغداء التي كان ينظّمها للكتّاب الناشئين الذين كان يرعاهم، وبذلك فإنه فتح له الطريق للتعرّف على عدد من هؤلاء الكتّاب، ومما يذكره في هذا الصدد أن محمود تيمور كان كريماً في رعايته للكتاب الشبّان، بما في ذلك دفع تكاليف طباعة الكتاب لدينيس، بالرغم من أنه لم يكن هناك اتّفاق بينهما حول ذلك..."(7).

و كما يبدو جليا في المقال فقد كان يساعده في ذلك كاتب مصري تشرب نفس التأثير الغربي، و نُسج فكره على نفس النول الذي يباركه ذلك المستعرب، و يعمل من أجل ترسيخ العمل به و توسله، إنه الأديب محمود تيمور...

ثم ها هو آخر من تلك الفئة المُؤطَّرة رضيت عنه حتى الصهيونية ممثلة في شخص الإسرائيلي الصهيوني المشهور "أبا إيبان"، إذ كافأه حتى قبل أن يفعل دنيس جونسون ديفز بترجمته لمؤلفه "يوميات نائب في الأرياف":

"...أما توفيق الحكيم، فكان يجلس معه صباحاً خارج مقهى «ريتز»، وكان قد قرأ كتابه «يوميات نائب في الأرياف» وساورته الرغبة في ترجمة الكتاب إلى الإنجليزية، غير أنه فوجئ بأن الكتاب ترجم من قبل «أبا إيبان» الذي سيصبح وزير خارجية «إسرائيل» لاحقاً..."(8).

ثم إنه هذا المكلف بمهمة لم يقنع بالعمل الدءوب من أجل استكمال رسالته في القاهرة، و إنما تجاوزها إلى بلدان عربية أخرى كالعراق مثلا، و ذلك من أجل أن "يصوب" مسار مثقفيها و "يسدد"خطاهم حتى تكون الوجهة المبتغاة التوصل إليها واحدة في جميع الدول العربية:

"...لينتقل بعد ذلك إلى العراق في عمل لدى إحدى الشركات، وسيمضي هناك وقتاً لا بأس به مع جبرا إبراهيم جبرا و بلند الحيدري وبدر شاكر السيّاب ولميعة عباس عمارة، ومن خلال لقاءاته بجبرا في لندن سيتعرف إلى توفيق صايغ الذي كان يعمل آنذاك محاضراً في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية..."(9).

و لكي يحسن ذلك المستعرب القيام بمهامه كان عليه ـ و لابد ـ أن يستعين بالمجلات الأدبية، تلك التي تهب للأديب الإمعة فرصة للانتشار، و يمكن أن يقايضها حتى ببيع هويته، و خاصة إذا كانت المهلهلة المتأرجحة أصلا تلك الهوية:

"...وكان المؤلّف إبان إقامته في لندن قد أصدر مجلة أدبية سمّاها «أصوات» صدر منها اثنا عشر عدداً، ساهم الكثير من الكتاب والشعراء بها، ومنهم توفيق صايغ، و السيّاب وغسّان كنفاني وغيرهم، وفي معرض حديثه سيتعرض إلى قضية مجلة «حوار» التي أثيرت عنها أقاويل شتّى لجهة تمويلها.
حيث يذكر المؤلّف أن الأميركي "جون هانت" مندوب منظمة «مؤتمر الحرية للثقافة زاره في أوائل الستينات، وأبلغه انه يفكّر في إصدار مجلة ثقافية باللغة العربية، وإسناد رئاسة تحريرها إلى يوسف الخال صاحب مجلة «شعر» في بيروت، إلاّ أن المؤلّف سيقترح عليه توفيق صايغ.
و في هذا الصدد يقول: كنت اعرف أن توفيق إنسان صعب المراس، وأعلم أنه لن يوافق على أي شيء إلاّ على الحرية الكاملة في كلّ ما يتعلّق بالتحرير». وصدرت هذه المجلة بالفعل ولقيت قبولاً حسناً، إذ تضمنت أعدادها الأولى رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيّب صالح بكاملها، غير أن الكثيرين في العالم العربي كما يذكر المؤلّف لم يكونوا سعداء حيال راعيها الرسمي، الأمر الذي منعه وجبرا من الكتابة فيها.
و عندما سألهما توفيق عن السبب أخبراه بأن الشكوك تساورهما بشأن الراعي، و أنهما ليسا في وضع يخاطر معه بالكتابة لمجلة ينظر إليها الكثيرون بعين الشكّ. ولم تنقض أشهر على هذا الحديث، حتى انكشف أمر تمويل منظمة «مؤتمر الحرية الثقافية» التي كانت ترعى مجلة «حوار» من قبل المخابرات المركزية الأميركية، وهكذا فإن جام الغضب سوف يندفع باتجاه توفيق صايغ واتهامه بأنه جاسوس أميركيّ...."(10).

فالمقال من ذات نفسه يكشف عن هوية الممول، تلك التي أوردها كاتب المقال ـ عزت عمر ـ بعفوية و سذاجة دون أن تثير في نفسه شيء ضد من تصدى لمدحه و إكباره ـ و سيأتي ذكر ذلك ـ هو ذلك "الخادم المتجرد" من أجل الأدب العربي دينس جونسون ديفز!!!

فدنيس جونسون يوافق زميله في التخطيط الأميركي جون هانت مندوب منظمة "مؤتمر الحرية للثقافة "على إصداره المجلة الممولة من طرف المخابرات الأمريكية، بل و يقترح لها رئيس تحرير من تلامذته و خلصه الأوفياء...كل هذا و هو يكتم عنهم مصدر التمويل!تواطؤ بغيض و يعكس الترتيب المسبق للخطة المعدة من أجل الإجهاز على الهوية العربية الإسلامية عن طريق الأدب و الأدباء، أولائك الذين ما أهَمِّهم إلا نشر سطورهم المفعمة بالجنس و بالتراكيب المختلة العامية على تلك المجلات هنالك في الغرب، و ذلك دونما التساؤل عن هوية تلك الجهات الداعمة لتلك المجلات...الطيب صالح نموذجا...

فهذا مقال للكاتب د.صديق أمبده بعنوان "سياحة في كتابه "ذكريات في الترجمة"ـ مترجم أعمال الطيب صالح دينس جونسون ديفز"، نشر في الموقع الإلكتروني "السوداني" بتاريخ 9 ـ 12 ـ 2007 (11)، و يدعم هذا الطرح و يساهم في التدليل عليه:

"...أما عن رواية موسم الهجرة إلى الشمال فيقول ديفز أن الطيب صالح أتاه ذات يوم وأخبره بأنه يكتب رواية جديدة. و أصبح يجد على مكتبه كل بضعة أيام جزءاً من الرواية بخط اليد.
و بعد فترة وجيزة كانت موسم الهجرة قد اكتملت، وفي نفس الوقت كانت الترجمة نفسها قد اكتملت (ص 84)(12).
يقول ديفز " كان الطيب غير متأكد من قبول القراء لبعض الفقرات ذات الإيحاءات الجنسية في الرواية "، وقد قرَّر بعد حين عدم تضمينها.
و يضيف " في وقت من الأوقات كدنا أن نضمنها في الترجمة الإنجليزية ولكننا عدَّلنا عن ذلك " ثم يضيف إضافة مذهلة فيقول " في مكان ما في أوراقي المبعثرة أنا أحتفظ بهذه الفقرات كتبت على صفحتين بخط الطيب صالح.... وفي يوم من الأيام ربما تجد هذه الصفحات طريقها إلى بيوتات المزايدة Auction ويقوم بشرائها أحد المليونيرات المولعين بالاحتفاظ بمثل هذه الغرائب بمبلغ كبير من المال" (ص 84) (13).

فها هو يلعب دور "الموجه" مرة أخرى، و يشارك الأديب الطيب صالح في النقاش و التفكر حول "الفقرات ذات الإيحاءات الجنسية"، و حتى حين لم يجرأ الأديب على تضمينها في الرواية رغم التشجيع، فإن الموجه احتفظ بها لحين إشهار و اشتهار تلميذه النجيب، و لحين تطبيع فكرة تداول الجنس في النصوص الأدبية العربية و تقبلها، تلك التي كان هو مؤسسها و مهندسها و متتبعها حتى نهاية المطاف...

و كإحاطة بكل جوانب مهمته انتقل أيضا إلى لبنان من أجل صناعة أدباء أتباع لبنانيين...بل وحتى مغاربة تواجدوا هنالك...و قد عمل على صقل جوانب هويتهم حتى ما يعود للأصل فيها إلا شذرات لا تصمد لحفيف الأيام تنصرم:

"...وإبان إقامته في بيروت سيتناول المؤلّف تجربة مجلة «شعر» التي كان يمتلكها يوسف الخال ويشير إلى أن ربطت بينهما صداقة مكّنته من التعرّف على الكثير من الكتّاب اللبنانيين، ومما يذكره في هذا الصدد عن شخصية يوسف الخال، أنه كان يستبدّ به عشق الحياة، وكانت شقّته تمتدّ أمامها حديقة صغيرة مليئة على الدوام بالكتاب اللبنانيين.
وغير اللبنانيين الذين كانوا يؤمّون بيروت حينها، وبذلك فإنه سوف يتعرّف على الكاتب المغربي محمد زفزاف، و زكريا تامر الذي على حدّ تعبيره، تبيّن أنه واحد من أفضل كتّاب القصّة القصيرة باللغة العربية، أطلقه يوسف الخال من خلال إصدار مجموعته الأولى «صهيل الجواد الأبيض»، وفيما بعد وفي لندن سيترجم له «النمور في اليوم العاشر»..."(14).

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 21-02-2008 11:40 PM

[FRAME="13 70"]و حتى الخليج ما فاته هو المحنك المدرب أن يعرج عليه من أجل استكمال الرسالة و إتقان القيام بها:

"...ولعل المحطّة الخليجية في ذكريات المؤلّف تشكّل مرحلة مهمّة في حياته، إذ يذكر أنه قضى جانباً من حياته بدولة الإمارات العربية المتحدة فالتقى كلاً من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك بعدما اقترح عليه عز الدين إبراهيم العمل على ترجمة إنجليزية لبعض كتب الحديث النبوي الشريف.
وقد دعم الشيخ زايد رحمه الله هذا المشروع، كما قام بالتعاون مع حكومة الشارقة في مشروع مماثل يتلخّص في إنتاج تسجيل للقرآن الكريم على شرائط كاسيت، وفي هذا الصدد يقول أيضاً: «قضيت جانباً من حياتي في الخليج، وبصورة أكثر تحديداً فيما أصبح الآن دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أردت منذ وقت طويل أن أقدّم مجلداً من القصص القصيرة من هذه»..."(15).

اقترح عليه القيام بدور مترجم عادي...أي النقل من لغة إلى أخرى...لكنه لم يهتم و لم يقم بذلك....
و خاصة و أن المطلوب نقل أركان الهوية الدينية الإسلامية إلى الغرب... القرآن و السنة النبوية...و لقد كان من الطبيعي أن لا يقوم بذلك، إذ مهامه "الرسالية" كانت تقتضي هدم هياكل تلك الأركان من النفوس و تقويضها، وخاصة من نفوس النخبة العربية المثقفة المقتدى بها حتى تنتفي تلقائيا من نفوس العوام التابعين المقتدين...

و قد أبان بموقفه هذا عن مقصوده من تواجده هنالك في الخليج العربي، إذ هو "تقديم مجلد من القصص القصيرة"، أي الدفع بالأدباء إلى مسار يوفر إعادة تشكيل عقولهم،
و ذلك حتى تتوجه إلى إنتاج قصص يتماشى مع المطلوب من ضرورة الكتابة على نمط الفكر الغربي، ذلك الذي يؤدي إلى إحداث تغييرات في عقول و أفهام القراء العرب المسلمين حتى ينساقوا و تنهار مقاومتهم...

فهذا "العلامة" "المعلمة"، و هذا المثابر المرابط في سبيل هدفه كان على نجيب محفوظ أن يرد له ـ مع أمثاله ـ الجميل، فلقد فعل و كال له الثناء و المديح، و لعله توسط له أيضا من أجل الفوز عند بني جلدته من العرب:

"...حتى أن نجيب محفوظ وإدوارد سعيد اعتبراه «رائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية». حيث إنه أصدر نحو ثلاثين مجلّداً ضمت الكثير من النتاج الإبداعي القصصي والروائي العربي، وقد توّج مسيرته الطويلة هذه بالفوز بجائزة «الشخصية الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب»..."(16).

إذ من الطبيعي أن يَمُنَّ الفائز على من كان السبب في فوزه...حيث قدم نجيب محفوظ لذلك الكتاب الذي ألفه دنيس جونسون ديفز "ذكريات في الترجمة"(17)، ثم و رفع من قيمته، و جعله بالغ الروعة و سببا للسعادة استشعرها هو و ملأت كيانه منذ تعرف على مؤلفه أي منذ ستين عاما، تلك المدة التي اقتضاها "صنعه"، و تطلبها التأكد من إعادة تشكيل كيانه و عقله، و من بعد ذلك إعلانه الفائز المتوج!!!:

"...ومما يجدر التنويه إليه في الختام أن الأديب المصري نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل، قدّم لهذا الكتاب قبل وفاته، حيث نوّه إلى أنه يعرف المؤلّف منذ عام 1945، وهو أول من ترجم عملاً له، ثمّ ترجم العديد من رواياته، وختم قائلاً:
«والحقيقة أن دنيس بذل جهداً لا يضاهى في ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الإنجليزية وترويجه.. يسعدني كثيراً أن كتب دنيس هذا الكتاب البالغ الروعة، وأتمنى أن يحظى قارئه بنفس القدر من السعادة الذي حظيت به من معرفتي بمؤلّفه على مدى ستين عاماً»..."(18).

ثم لقد وجد ذلك المستعرب من ينعته منا ـ و بسذاجة ـ بأنه صاحب " نزعة رسالية"، و بأن القدر هو الذي كان يدفع به على الدوام إلى الشرق الوسط....و ذلك من "حظ" الأدب العربي... إنه الناقد عزت عمر صاحب المقال إذ يقول:

"...ولكن فيما يبدو من السيرة، أن القدر كان يدفع به على الدوام باتجاه الشرق الأوسط والترجمة، ومن المؤكّد أن هذه المصادفة القدرية ستكون من حظ الأدب العربي الذي قيّض له مترجم ذو نزعة رسالية لا يأبه للصعاب التي كانت تعترضه سواء في نشر المادة المترجمة، أو في التعامل مع الناشرين المتبرمين دائماً، هذا بالإضافة إلى الصعاب السياسية وظروف الحرب والثورات وغير ذلك..."(18).

و لعله فعلا كان صاحب "رسالة" ذلك المستعرب، و قد كُلف بها من طرف من كان و ما زال يعنيهم استلاب الأمة العربية الإسلامية، و ذلك حتى تسير في الركب الذي يراد لها أن تنخرط فيه دون تردد و لا تساؤل...

و مما يمكن من المساعدة على فهم و استيعاب مهمة صناعة الأدباء ـ تلك التي أوكلت إلى هذا المترجم ـ الإطلاع على هذا الحوار الذي أجراه معه عبد الوهاب أبو زيد، ونشر في موقع اليوم الالكتروني بتاريخ 2007-06-21م بعنوان:"لقاء مع دنيس جونسون ديفز...العرب غير واعين بأهمية الترجمة"(19).

فلقد كان توجيهه للمهمة منذ البداية، أي بمجرد الانتهاء من التكوين الأكاديمي النظري في جامعة كامبردج، و من التكوين التطبيقي في البي بي سي، إذ بعد ذلك مباشرة ولد الوعي بضرورة "فعل شيء ما" من أجل توجيه تلك "النهضة" التي بدأت في العالم العربي كما ورد في المقال:
"... درست اللغة العربية في جامعة كامبردج. فيما بعد، وحين كنت أعمل مع إذاعة البي بي سي العربية أدركت أن نهضة ما قد بدأت في العالم العربي. قرأت بعض القصص التي كتبها محمود تيمور وتوفيق الحكيم..."(20).


"... بعد ذلك بفترة قصيرة ذهبت إلى القاهرة، حيث تسنى لي أن أتعرف على كل من له صلة بالعالم الأدبي. أحسست بأن على أحد ما أن يقوم بشيء ما، غير أنني تساءلت: أين سأعثر على ناشر لمثل هذا النوع من العمل؟.... كان الكتاب الذي نشرته مطابع جامعة أكسفورد يحتوي على قصص لحقي وقصة لنجيب محفوظ من بين آخرين.
و منذ ذلك الحين أصبحت مهتما بكتاب من المغرب وتونس وفلسطين وسواها من البلدان..."(21).

و لقد أجاب ببساطة في هذا الحوار حين سئل:
"...ما الذي يميز الأدب العربي في اعتقادك؟..."(22).

أنه لا يراه المتميز أصلا:
"...لا أرى أنه متميز، و لكنني أظن أنه لا يزال يواجه بعض المتاعب. فلكي تفهم الأدب العربي لا بد لك من أن تفهم الإسلام..."(23).

لكنه رأى أن المتاعب التي تواجه الأدب العربي منبثقة من ارتباطه بالإسلام...إذ أن وجوب استيعاب الإسلام من أجل استيعاب الأدب العربي مسألة تؤرق الغرب الذي يمثله هو...و لذا فقد تصدى هو منذ البدء من أجل خلق الانفصام بين القيم و المبادئ الإسلامية وبين تلك النصوص الأدبية المنتجة من طرف الأدباء العرب المُوجََّهون...

ثم حين سئل:
"...لماذا لا يدعم العرب مثل هذه المشاريع؟"(24).

أجاب بنرجسية مفرطة و باعتداد بالذات متفاقم:

"...ذلك بسبب قلة الوعي، لا بد من العمل مع شخص على معرفة كافية، وكما يقول المثل العربي القديم «أعط الخبز لخبازه». وفي هذه الحالة أنا هو الخباز..."(25).

و رغم وضوح تصريح بكونه هو الخباز الذي عجن عجينة الأدب العربي و شكلها منذ البداية، و بالرغم من الاتهام الصريح للعرب بقلة الوعي!فإن المحاور العربي عبد الوهاب أبو زيد لم يعلق و لم يستأ...بل و أكمل الحوار معه و كأن شيئا لم يكن و لم يُقَل....

و لعل ثالثة الأثافي و مكملة الصورة هي الكلمات الأخيرة مما قاله دنيس جونسون ديفز في هذا الحوار:

"...بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، أصبح هنالك المزيد من كتب الأدب العربي الحديث. لقد صنع الأدب العربي الحديث لنفسه مكانة من لا شيء تقريبا. إنني أعمل حاليا مع 77 كاتبا من أنحاء مختلفة من العالم العربي. إنني بحاجة الآن للعثور على محفوظ آخر"(26).

فهكذا يبدو و كأن "المترجم الرسالي" لم يكل بعد و لم يتوقف عن القيام بما أوكل إليه من مهام و هو الشيخ في السابعة و السبعين من عمره، إذ ولد سنة 1922، فما زال هنالك من هم في طور الإنشاء و التشكيل و العجن و الخبز على يديه من الأدباء العرب، أولائك الذين يمكن أن يحصلوا على رضا الأسياد، و يمكن أن يتوج واحد منهم ذات يوم كما توج نجيب محفوظ، و ذلك إن هو حفظ الدرس جيدا، و إن سار مخدر الحواس بثقة و يقين على المسار المرسوم !!!

إذ هو الأمر كما صرح دنيس جونسون ديفز، فهو ما يزال دائب البحث عمن يمكن أن يكون "نجيب محفوظ" آخر يتم ما بدأه الأول من سلخ الأدب من مقومات الهوية، و يجعله ذلك الإبداع الأدبي المسخ الذي يعين على إتلاف تلك المقومات من أنفس و عقول المتلقين المستهلكين المسلمين.

و لقد كانت لجريدة أخبار اليوم المصرية يوم 4 فبراير 2007 وقفة مع ما نشر في مجلة العربي في ذات العدد رقم 577 الخاص بنجيب محفوظ(27)، إذ كتب الكاتب السيد حسن جغام مقالا بعنوان " عودة إلي جائزة نوبل لنجيب محفوظ"، و تطرق فيه للمقال إياه، ذلك الذي كتبه دنيس جونسون و المتطرق إليه أعلاه: "عبقرية استشراف المستقبل".
و كان مما حز في نفس الكاتب هو ذكر ذلك المستعرب لكونه استُدعِيَ في القاهرة من طرف سويدية زوجة السفير الفرنسي لدى تونس للتداول حول من يستحق جائزة نوبل من العرب:

" وكانت معها قائمة بأسماء المرشحين المحتملين، ومن بينهم أدونيس، ويوسف إدريس، والطيب صالح، ونجيب محفوظ، وسألتني أولا عما إذا كنت أشعر أن هناك أي كاتب آخر من العالم العربي يستحق النظر في إمكانية فوزه بالجائزة...'(28).

و يتعجب السيد حسن جغام من البساطة و السطحية التي تمت بها عملية انتقاء المتوج بالجائزة حسب رواية السيد دنيس جونسون قائلا:

"...و هذه الإشارة في اعتقادنا تضيف بلبلة إلي ما سبق من كتابات مرتجلة حول هذا الموضوع.

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 21-02-2008 11:41 PM

[FRAME="13 70"]وإن أول ما يلفت الانتباه في رواية السيد 'جونسون' انه لم يذكر اسم هذه 'السيدة السويدية' ولم يذكر دورها في 'لجنة الجائزة' والذي يبعث علي الترتيب أكثر من هذه الأسئلة هو ما يلي:
ما الذي يجعل 'لجنة الجائزة' تترك المؤسسات الثقافية، ونحن نعلم أن الأكاديمية السويدية لها تبادل علمي مع عدد من الجامعات العالمية والعربية، وكذلك لا نشك في أن لها أدوات عمل أكثر جدوى في اتخاذ قرارات مثل هذه.. المفروض أن تكون هذه الأساليب هي المرجع والمرجعية للبحث عن كاتب عربي أو غير عربي يستحق جائزتها.. أو هل تترك كل ذلك ونلتجيء إلي هذه 'السيدة السويدية' النكرة تجوب القاهرة وتسأل عمن يستحق الجائزة؟!"(29).

و يبدو و كأن السيد جغام غير قادر على تصديق ما صرح به صانع الأدباء العرب، إذ يبدو و كأنه مؤمن حتى النخاع بتفوق العرب الأدبي، و بجدارة أحدهم ممثلا في نجيب محفوظ في الحصول على تلك الجائزة "العالمية المميزة"، إذ هو "تزييف للتاريخ" حسب قوله أن يقال مثل هذا القول، حتى و لو صدر ممن اعترف له حتى نجيب محفوظ نفسه ب "دوره الرائد" في بناء الأدب العربي...
إنه الوهم العربي... و يجثم كغلالة تمنع من وضوح الرؤية، و من التغلغل بين ثنيات الأحداث المتواترة عبر السنين ابتداء من فترة الاستعمار و إلى الآن...
فالكاتب ينفي حتى تأثير مساندة كامب ديفد و دور إسرائيل بالرغم من أنه قرأ في المقال ما يفيد علاقة تلامذة دنيس جونسون بالكيان الصهيوني منذ فترة تأسيسها... ترجمة أبا إيبان لإنتاج محمود تيمور المذكورة سابقا نموذجا...
فالمهم بالنسبة للسيد جغام هو تفادي البلبلة و "تشويش الأذهان" و ليس التوصل إلى الحقيقة و الاستفادة منها و من تداعياتها و الانطلاق من جديد، إذ يقول:

"...انطلاقا من هذه الاستفسارات التي دفعتني إليها ما ساورني من ضعف هذه الرواية، إضافة إلي ما قرأناه قبل سنوات وظل يتردد من حين لآخر مثل ما قيل عن كاتب إنجليزي هو الذي رشح نجيب محفوظ للجائزة، وكذلك الادعاء الذي يقول: أن إسرائيل هي التي كانت وراء منح نجيب محفوظ للجائزة لأنه بارك اتفاقية 'كامب دافيد'.. وروايات أخري لا يتسع لها المقام تدعي مثل هذا القول أو ما يشبهه.
هذه الروايات جميعها بما في ذلك الرواية الأخيرة أعني رواية السيد جونسون يمكن في نظري أن تحدث بلبلة تعمل علي تشويش الأذهان، وتساعد علي إبعاد الحقيقة وبالتالي تزيد في زيف التاريخ..."(30).

ثم و الكاتب يتابع مسيرته الدفاعية بلا هوادة عن استحقاق العرب للجائزة و عن نبوغهم الأدبي:

"... وهذا ما دفعني إلي القول باني اعتقدت أنه ثم القول الفصل في هذه المسألة.
أما خلاصة الفصل المتعلق بجائزة نوبل الوارد في كتابي 'طه حسين.. قضايا ومواقف' هو أن احد أبناء مصر الذي غادرها منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي هو الذي ناضل باصرار وإيمان من اجل أن يرشح كاتبا عربيا لجائزة نوبل، وأول من رشح طه حسين سنة 1967 فعملت رياح السياسة ضده، فأعاد الكرة مرة ثانية مرشحا نجيب محفوظ ليعلن للغرب انه ليس هناك طه حسين فقط يستحق جائزة نوبل.. فكان له ما عزم عليه ولكن ليس ببساطة اختصار هذه الفقرة الأخيرة.. وكان هذا الذي سميته 'الجندي المجهول' الذي كان وراء جائزة نوبل للعرب، هو الدكتور عطية عامر رئيس قسم اللغة العربية بجامعة استكهولم وصاحب عشرات الكتب في النقد والتحقيق والأدب المقارن باللغة العربية والسويدية والفرنسية..."(31).

إذ لا بد و أن يكون العربي ذلك الذي رشح نجيب محفوظ... الدكتور عطية عامر مثلا...رغم أن نجيب محفوظ نفسه لم يذكره و لم يشر إليه...!!!!
قمة الإيمان ب"السمو العربي"...و لو أنه الطرح المجرد من الأدلة و البراهين...

و لعل القبط كانوا أكثر موضوعية في الحكم عليه من بني جلدته العرب، إذ رغم فرحتهم بفوزه و إكبارهم له، إلا أنه وصفوه بما هي موجودة فيه من نعوت و صفات، و ذلك دون مواربة و لا تدليس و لا تنميق لواجهته التي تراد الصقيلة حتى ما تثير الشكوك...

ففي مقال بعنوان:" سيرة نجيب محفوظ – تاريخ اللبرالية العربية الموؤدة" بقلم حميد كشكولي المنشور بتاريخ 2 ـ 9 ـ 2007 في الموقع الإلكتروني "منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية" ورد الآتي:

"...فمن مميزات الراحل العظيم التي تقربه " أو أرى من المفروض أن تقربه" من الشيوعيين، وهي كثيرة، منها أن الإسلام السياسي والعروبة العنصرية قد فرزا نفسيهما عنه، عبر إدانة بعض كتاباته وخاصة رواية " أولاد حارتنا"، وكذلك محاولة اغتياله الجبانة من قبل شاب إسلامي متطرف، ومقاطعته من قبل القوميين بعد تأييده لإبرام اتفاقية كامب ديفيد، والصلح مع إسرائيل التطبيع الثقافي.
و من المميزات التقدمية والإنسانية الأخرى لنجيب محفوظ هي أن آفاقه الفكرية أرحب من آفاق اليسار التقليدي في العالم العربي، وقد كان ينتقد كل الخرافات الدينية والقومية والوطنية السخيفة، فلم يتغن مثل بعض الكتاب السفهاء " بعطور روث بلاده " المنعشة، ولم يدع ُ الناس إلى تفضيل الفول الوطني الشريف على " لماكدونالد الصليبي والغربي الفاسد". و لم ينجر وراء الشعارات القومية من قبيل "تحرير القدس عبر طهران أو بغداد"، و "قتل الأعداء والغرباء والخونة"، ولم يطمع يوما في مكرمة رئيس أو فرعون، بل أن إبداعه أغناه عن كل قصور الفراعنة، و ذهب الرؤساء، وجاه الدنيا والسلطان..."(32).

إذ ذكروا انتقاده لكل "الخرافات الدينية" كأحد مناقبه التي من أجلها يستحق التبجيل... كما هو الأمر بالنسبة لتنكره لمقومات الوطنية، و حتى لتلك القومية، و لكل الوشائج العقدية التي يمكن أن تجعله مهتما بما يقع في بلاد العرب و المسلمين...

و على صفحة من موقع "مكتب برامج الإعلام الخارجي" وزارة الخارجية الأمريكية ـ النسخة العربية ـ نشر مقال بعنوان:" الكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ ـ سعى جاد للتوفيق والتفاهم بين الشرق والغرب" ل من لورين مونسن، المحررة في نشرة واشنطن ـ بتاريخ 21 يناير 2007 ـ (33)و قد كتبت فيه:

"... وقد اجتذبت محاضرة ألقيت أخيرا عن حياة محفوظ ونتاجه الأدبي جمهورا كبيرا غصّت به القاعة الكبرى للبنك الدولي في واشنطن. وقد جرى تنظيم المحاضرة وما رافقها من نشاط تحت رعاية مؤسسة موزاييك، وهي مؤسسة خيرية تهدف إلى زيادة المعرفة بالتراث الأدبي العربي وفهمه وتقديره.
وتحدث عريف الحفل الذي أدار المحاضرة روني حماد، وهو من البنك الدولي، عن المضامين الاجتماعية التي شكلت أدب محفوظ وأعماله، وتطرق في حديثه إلى المجتمع العربي فقال "إنه آخذ في التكيف مع قوى العولمة ويحاول التوفيق بين الثقافة الدينية والعلمانية والتنوع والديمقراطية. .."(34).

فالسعي الحثيث نحو التوفيق بين الثقافة الدينية و بين العلمانية، أي تقزيم و الدين و تبني العلمانية من طرف المجتمع العربي هو ما أثار إعجابهم هم الأمريكيين، و كذا حاز اهتمام و إعجاب مقدم المحاضرة المسيحي روني حماد...و كأن هذا ممكن !!و كأن العلمانية ليست سلخ الدين من كل مناحي الحياة غير ما يتم منه داخل أسوار أماكن العبادة من طقوس...و إذا اختزلنا الدين في هذا أو يمكن أن نطلق عليه اسم الدين أصلا؟؟؟

و تتابع "من لورين مونسن في المقال:

"...وقال المحاضر الرئيسي روجر ألن، أستاذ اللغة العربية والأدب المقارن في جامعة بنسلفانيا، إن محفوظ دمج بين تقاليد العالم العربي وعاداته وبين تلك التي للغرب. و وصف ألن صديقه محفوظ الذي حافظ على صداقته 39 عاما بأنه كان "بيروقراطيا منظما جدا. فقد احتفظ بملف عن كل شخصية كتب عنها لكي يعود إليها في أعماله القديمة" ويقدمها بصورتها الصحيحة في أعماله اللاحقة. .."(35).

فهذا الأمريكي الصديق لنجيب محفوظ منذ 39 عاما مدحه بكونه دمج بين "تقاليد" العالم العربي و عاداته و بين تلك للغرب...و كأن اقتباس مقومات الآخر و خلطها مع تلك للذات محمدة و شيمة تحسب للمبدع الأديب...و كأن الذوبان في الغير مع التأكد من حماية ذلك الآخر لنفسه من كل ما يمكن أن يشوبه من مؤثرات ليس من قبيل السذاجة و التفاهة و حتى الحمق...

ثم و يظهر المقال أيضا كيف أصبح الشك من مناقب نجيب محفوظ، بل ولعله هو الذي رفعه في عين المحاضر المتحدث باسم الفكر الأمريكي...و لعل التوفيق بين الشك و الإيمان هي من "الإنجازات" الخارقة للعادة المستحيلة حتى، و التي حققها أيضا بنبوغه المتألق ذلك الأديب المصطفى المختار، الشيء الذي أهله لنيل المباركة و التبجيل منهم:

"...و أضاف "ألن" أنه لعل ما كان أكثر أهمية هو "أنه (محفوظ) كان ذا حس إنساني عميق نتيجة دراسته الإنسانية. و كان شكاكا لكنه كان مؤمنا مخلصا حاول التوفيق بين المعتقدات الدينية التقليدية وفكر القرن العشرين وواقعيته. وكان فكاهيا عظيما" صاحب ظرف وفكاهة..."(36).

ثم و يبدو أنها التقية مارسها نجيب محفوظ بمباركة عرَّابِيه حين التعبير عن أفكاره "النيرة" ذات العمق الغربي في لجة ظلام الشرق الأوسط المتخلف:

"...و قال ألن، كان محفوظ إلى جانب ذلك كله مهتما اهتماما شديدا بالسياسة "وعبّر في بعض كتبه ورواياته عن آراء سياسية، وأن لم تكن أفضل ما عنده." فقد عمد محفوظ بسبب الرقابة المنتشرة في مصر إلى التعبير عن أفكاره بشكل رمزي، وهو أسلوب انتهجه الكتاب ومنتجو الأفلام السينمائية في كثير من أرجاء العالم الإسلامي. .."(37).

يتبع
[/FRAME]

د.صالحة رحوتي 21-02-2008 11:42 PM

[FRAME="13 70"]و في المقال أيضا ما يبين بأن صانعيه يصفونه بصدق....و يضفون عليه من النعوت ما يفيد بأنه مثال التلميذ الطيع المنقاد لأسياده المنفذ للتعاليم و للتوصيات، و لذلك جوزي أحسن الجزاء:

"...وعثر محفوظ في شبابه على قائمة طويلة من الكتب والروايات الأوروبية الهامة وقرأ معظمها. و قال ألن إن محفوظ "درس بشكل منهجي شامل كل كتاب قرأه ونقب باحثا عن أساليبه ولغته" ثم قرر بعد ذلك أن يكتب روايات معاصرة"، وعمل بقراره ذاك على "تغيير مجرى الأدب العربي." .."(38).

و دائما هو نفس الإعجاب بالقدرة من الأديب المتوج على إنكار ذاته و سلخها من جلدها الحقيقي ثم و إلباسها لبوس الآخر:

"... وتساءل بعض المثقفين ممن يجيدون العربية عما إذا كان محفوظ قد كتب مقلدا الروايات الغربية، لكن الإجماع يرى أن تبنيه الأساليب والأدوات الأدبية الغربية في خدمة رواية مصرية محضة إنما يدل على رغبة في دمج ولحمة العناصر الشرقية والغربية...
و وصف ألن الأديب المصري محفوظ بأنه "كان رجلا امتد متخطيا الحدود بين التقليدية والحداثة..."(39).

إعجاب يبدو مبررا، إذ أنتجه في نفوس المعجبين إعجابه هو أولا حد الوله بالحضارة الغربية، تلك التي أغناه بريقها المشع الذي سلط عليه منذ شبابه عن كل نور يمكن أن يأتيه من أي جانب أو مصدر:

"...و قال ألن في رده على أحد الأسئلة إنه متفق مع القائلين بأن محفوظ "كان معجبا جدا بالحضارة الغربية" وقال إنه وصفها في وقت من الأوقات بأنها الحضارة "الوحيدة القادرة على البقاء لأنها تضم تأثيرات من كثيرات غيرها وتجسدها" (40).

و هكذا و بعد هذا العرض حول ذلك الأديب الذي "تُوجنا" بتتويجه و انتشينا بذلك حتى النخاع، يبدو و كأن التروي و التأني قبل الحكم على أي فعل تجاهنا يجب أن يكون المستحضر و المستدام العمل على تفعيله، و ذلك قبل الاندلاق على عتبات الفاعل شاكرين ممتنين مبايعين على الطاعة و على حفظ الدرس و تطبيق توصياته...

ثم و يبدو و كأن التتبع للمسارات الثقافية و الفكرية و الأدبية لدينا و للانتاجات و الإبداعات النابعة منها لا بد و أن يكون الإلزامي، و ذلك حتى يتحرر ذلك المسار من كل المؤثرات الدخيلة التي يمكن أن تجعله الهجين المدنس بالشوائب، و حتى تفقده الاستقامة المطلوبة وفق معايير الهوية و مقتضياتها.

************************************************** **
الهوامش

1 ـ مجلة العربي ـ العدد 577 ـ ديسمبر 2006 ـ ص:92.
يمكن الإطلاع على هذا المقال مصورا كاملا على هذا الرابط:
http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...ss/press_7.pdf
2 ـ http://www.izzatomar.com/modules/new...hp?storyid=259
3 ـ دينس جونسون ديفز ـ "ذكريات في الترجمة" ـ تقديم نجيب محفوظ ـ ترجمة كامل يوسف حسين ـ اليربوع للطباعة والنشر والتوزيع ـ دبيّ ـ 2007.
4 ـ http://www.izzatomar.com/modules/new...hp?storyid=259
5 ـ 10 ـ المرجع نفسه.
11 ـ http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147520880
12 ـ دينس جونسون ديفز ـ "ذكريات في الترجمة" (باللغة الإنجليزية) ـ مطبعة الجامعة الأمريكية ـ القاهرة ـ 2006.
13 ـ المرجع نفسه.
14 ـ http://www.izzatomar.com/modules/new...hp?storyid=259
15 ـ 16 ـ المرجع نفسه.
17 ـ دينس جونسون ديفز ـ "ذكريات في الترجمة" ـ تقديم نجيب محفوظ ـ ترجمة كامل يوسف حسين ـ اليربوع للطباعة والنشر والتوزيع ـ دبيّ ـ 2007.
18 ـ http://www.izzatomar.com/modules/new...hp?storyid=259
19 ـ http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12424&P=8
20 ـ 26 ـ المرجع نفسه.
27 ـ 31 ـ http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/708/0400.html
32 ـ http://www.copts.com/arabic/index.ph...1266&Itemid=28
33 ـ http://usinfo.state.gov/xarchives/di...eruoy0.3965069
34 ـ 40 ـ المرجع نفسه.

انتهى

د.صالحة رحوتي
[/FRAME]

رفقه بغدادي 22-02-2008 01:40 AM

هل يستحق نجيب محفوظ جائزة نوبل للأدب

هل نحن حقا شعوب تعشق تحطيم كل ما هو جميل لديها ؟؟

فاز الأديب الراحل الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب عام 1988 ليصبح هو العربي الوحيد حتى وقتنا الحالي الذي يفوز بهذه الجائزة

قالوا أنه فاز بسبب موقفه المؤيد لمعاهدة السلام بين مصر و إسرائيل
قالوا أن روايته ولاد حارتنا و الذي ينتصر فيها لقيمة العلم على قيمة الدين هي السبب الحقيقي لفوزه
قالوا أن الأدب العربي به من الميدعين من هم أفضل من محفوظ
فهل ترى محفوظ يستحق الجائزة أم أنه فاز لحسابات أخرى


نجيب محفوظ بصراحة شديدة لا يستحق هذة الجائزة لانة وقف ضد الاسلام
واكيد انت عارف او سمعت هو قال اية عن الاسلام
قال ان الاسلام دين تخلف ورجعية وهو السبب فى تخلف المسلمين
بعد كل دة عايزنا نفرح انة اخد جايزة نوبل
ربنا يغفر لينا ولة

BRINIS365 22-02-2008 02:02 AM

بارك الله فيك على هدا الجهد نتمنى أن نستفيد اكثر من إسهاماتك.
لاشك ان جائزة نوبل هي رشوة من الرشاوي تقدمها الدول النافدة في العالم مقابل تنازلات .
وما أكثر المتنازلين عن المبادئ

BRINIS365 22-02-2008 02:05 AM

بارك الله فيك عل هدا الجهد

السيد عبد الرازق 22-02-2008 04:47 AM

أختنا الفاضلة الكريمة د صالحة رجوتي مررت من هنا.
ولنا عودة بمشيئة الله تعالي .
أحببت أن أسلم عليكم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد عبد الرازق 22-02-2008 04:53 AM

[FRAME="11 70"]نجيب محفوظhttp://tbn0.google.com/images?q=tbn:.../1136.imgcache


الحائز على جائزة نوبيل العالمية عام 1988م
يعتبر نجيب حفوظ رائداً من رواد الحركة الفكرية فى مصر كما أنه نقل الرواية المصرية بمجتمعها وبيئتها المحلية ليطلع عليها ويستمتع بها القارئ العالم وهو أيضاً علمٌ من أعلام الأدب العربي ، وعندما وصل نجيب محفوظ ليقف على أعلى قمة أدبية فى الشرق الوسط أستحق لأن يحصل على جائزة نوبيل العالميّة في الآداب.

وصعد نجم محفوظ بعد كتابة روايته الشهيرة رواية "أولاد حارتنا" التي نشرت عام 1959 م فقد جلبت عليه اتهامات بالكفرمن الجماعات الأسلامية ، ومن ثم تم منعها في مصر وأهدرت جماعة الجهاد في مصر دم محفوظ في الثمانينيات بسبب هذه الرواية.

وعرف عن محفوظ كونه أديبا ليبراليا، ومناصرا لحقوق المرأة، وسبب تأييده لاتفاقية السلام التي وقعتها مصر واسرائيل في سبعينيات القرن الماضي خلافا مع بعض كبار الأدباء المصريين في ذلك الوقت.

وكان الكاتب الكبير نجيب محفوظ قد تعرض لعملية أغتيال من العصابات الإسلامية التى تنتشر فى مصر وتدهورت صحة محفوظ بعد قضائه سبعة أسابيع في مستشفى عقب محاولة الاغتيال التي تعرض لها على يد أحد الإرهابيين من أعضاء العصابات الإسلاميه فى مصر من الذين أغضبتهم روايته "أولاد حارتنا"وذلك في أكتوبر/تشرين الأول عام 1994 بسبب جدل حول روايته الشهيرة التي كتبها في الخمسينيات "أولاد حارتنا" والتي عرفت خارج العالم العربي باسم "أولاد الجبلاوي" ، وهي رواية رمزية فسرها البعض بأنها تعبر عن موقف رافض للإيمان، وهو ما رفضه محفوظ .وقد أدى طعن أحد الإرهابيين فى مصر محفوظ بسكين في رقبته مما أدى لتدمير أعصاب الرقبة وحدت من قدرته على استخدام يده في الكتابة، كما أدت لتدهور إبصاره وقدرته على السمع , وقد اضطر للاستجابة لإلحاح أجهزة الأمن المصرية فلازمه أحد الحراس لحمايته, وواصل محفوظ الكتابة رغم محاولة الغادره لإغتياله ، وظل ينشر كتاباته الأقرب الى القصص القصيرة جدا والخواطر المستدعاة من الذاكرة في مجلة "نصف الدنيا" الحكومية المصرية.

******************************

السيد الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر مع الروائي الراحل نجيب محفوظ في السابع من نوفمبر 1988 في حفل تكريم لمحفوظ الذي كان الروائي العربي الاول الذي يفوز في جائزة نوبل للآداب، وتوفي محفوظ عن 94 عاما في 30 اغسطس/ آب 2006 م

*******************************

نشأته فى بيت أسرته
في 11 كانون الأول/ديسمبر 1911م وُلدَ جيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا بحيّ الجمالية الذي هو أحد أحياء منطقة الحسين بمدينة القاهرة الفاطمية , ودرس محفوظ الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) وتخرج عام 1934.
وأسرته قدمت من مدينة رشيد على ساحل البحر الأبيض المتوسط .ودرس محفوظ الفلسفة، وتدرج في عدد من الوظائف الحكومية، كان آخرها مستشار وزير الثقافة المصري.

وعن علاقته بوالدته. فإن نجيب محفوظ وصفها بالنافذة التي أطل منها علي العالم منذ بداية حياته. فقد تزوج عام 954 1 وظل ملازما لها حتي وفاتها كما ظل يعيش معها بالعباسية حتي يوم زفافه.

ولذلك يقول عنها: أمي سيدة أمية ومع ذلك كنت اعتبرها مخزنا للثقافة المصرية كانت تعشق سيدنا الحسين وتزوره باستمرار حتي وصلت إلي حدود التسعين من عمرها وفي الفترة التي عشنا فيها في الحلمية كانت تصحبني معها في زيارتها اليومية وعندما انتقلنا إلي العباسية كانت تذهب بمفردها فقد كبرت ولم أعد ذلك الطفل المطيع وفي كل المرات التي رافقتها فيها إلي سيدنا الحسين كانت تطلب مني قراءة الفاتحة عندما ندخل المسجد.
وكان يقول إن والدته كانت تتردد علي المتحف المصري وتحب أن تقضي أغلب الوقت في حجرة المومياوات دون أن يعرف السبب في ذلك ولا يجد تفسيرا له.
وقد ورث محفوظ عن والدته غرامها بسماع الأغاني وخاصة أغاني سيد درويش رغم أن والدها الشيخ إبراهيم مصطفي كان شيخا أزهريا وله كتاب في النحو.
كان والده موظفا بسيطا بإحدي الجهات الحكومية ثم استقال واشتغل بالتجارة وكان نجيب محفوظ له أربعة إخوة وأخوات وعندما بلغ الرابعة من عمره ذهب إلي كتاب الشيخ بحيري وكان يقع في حارة الكبابجي بالقرب من درب قرمز ثم التحق بمدرسة بين القصرين الابتدائية وبعد أن انتقلت الأسرة عام 1924 إلي العباسية حصل هناك علي شهادة البكالوريوس من مدرسة فؤاد الأول الثانوية.



سجله الوظيفى

حصل علي ليسانس آداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة "فؤاد الأول" عام 1934 وعمل في بداية حياته العملية كاتبا بإدارة الجامعة 1934 ثم سكرتيرا برلمانيا لوزير الأوقاف عام 1939 ثم مدير مكتب بمصلحة الفنون عام 1955 ثم مدير عام الرقابة علي المصنفات الفنية عام ..1959 وتولي رئاسة مجلس إدارة مؤسسة السينما عام 1966 ثم عمل مستشارا لوزير الثقافة عام .1968
وهو عضو بالمجلس الأعلي للثقافة وبنادي القصة وجمعية الأدباء وهو أول كاتب مصري يتكلم العربية يصل علي جائزة نوبل في الأدب في نوفمبر عام .1988 م وقد جاء في حيثيات استحقاقه لجائزة نوبل أن انتاجه أعطي دفعة كبري للقصة كمذهب يتخذ من الحياة اليومية مادة له كما أسهم في تطوير اللغة العربية كلغة أدبية .

حصل نجيب محفوظ علي جائزة قوت القلوب في الرواية وجائزة وزارة التربية والتعليم وجائزة مجمع اللغة العربية عن قصة خان الخليلي وجائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1968 ووسام الجمهورية من الدرجة الأول عام 1972 ثم قلادة النيل عام 1988 وهي أرفع الأوسمة المصرية .

قدمت عن حياته وأعماله عشرات الرسائل الجامعية لنيل رسالتي الماجستير والدكتوراة في مصر والعالم العربي وكتب عنه العديد من الكتب وسجلت أعماله في مكتبة الكونجرس الأمريكي باعتباره أحد الكتاب البارزين في العالم وصدرت عن حياته وأعماله الأدبية مع تحليل لأدبه الروائي موسوعة باللغة الألمانية بعنوان "نجيب محفوظ حياته وأدبه" عام .1978 م
وقد دخل محفوظ عالم الكتابة عام 1932 من بوابة الترجمة، حين ترجم كتاب "مصر القديمة" للكاتب البريطاني جيمس بيكي، نقلا عن رويترز.

نشرت أولى أعماله عام 1939 م وتبدأ قصة محفوظ فى عالم الرواية بثلاثة روايات تاريخية أصدرها في نهاية الثلاثينيات، واستلهم في شخصياتها التاريخ الفرعوني، وهي "عبث الأقدار" و"رادوبيس" و"كفاح طيبة."

واستطاع محفوظ في سلسلة من رواياته التالية أن يجسد معاناة الطبقة المتوسطة في مصر، فقد عاشَ محفوظ في حيّ الجمالية وهو قلب القاهرة القديمة.فشرب منذ صباة عادات وقيم الأحياء الشعبية التى أنعكست عليه فى أعماله الأدبية و تركتْ آثاراً عظيمة في أدبه وفي معظم روايته وقصصه.فقدم عددا من النماذج الخالدة في تاريخ الأدب التي عبرت عن النموذجين المصري والإنساني، وامتزج الخاص والعام في نسيج أدبي متسق.

ويمكنك أن تستخرج الكثير من أنتماؤه الشعبى فى حيّ الجمالية حيث أخذ الكثير من الأسماء خان الخليلي وزقاق المدق و بين القصرين و قصر الشوك والسكرية. ومن الحى الذى نشأ فيه حيّ الجمالية أخذ نجيب محفوظ كلمة الحارة التي أصبحت فيما بعد رمزاً للمجتمع المصرى فى العالم، أي رمزاً للحياة والبشر فى حقبة معينة من الزمن .
وتناول نجيب محفوظ المعاني الإنسانية من خلال المفهوم المصرى الشرقى في رواياته الأدبية، ففي رواية خان الخليلي كانت الحارة صورة حيّة لمجتمع مصر في صراعاته وتطوراته المختلفة مع كل جديد في الحضارة الحديثة القادمة من خارج الحارة .
وانتقل نجيب محفوظ من حيّ الجمالية إلى حيّ العباسية مع أسرته ، وكان الحيّ العباسية الجديد أعلى مستوى ، فتعرف محفوظ على طائفةٍ من الأدباء والشعراء والمثقفين، أمثال: إحسان عبد القدوس و الدكتورأدهم رجب .
وكان نجيب محفوظ قد بدأ نشاطه الفكري عندما كان طالب، وشجعه أستاذين كبيرين له، وهما: الأستاذ الشيخ مصطفى عبد الرزاق أستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب. والأستاذ سلامة موسى الصحفي والمفكر الكبير فى هذا العصر .
وقد سار نجيب محفوظ فى طريق أستاذه سلامة موسى حيث ألتزم بنزعته التجددية ونهله للحضارة الحديثة وحماسه الفكرى للعدالة الاجتماعية فى المجتمع المصرى ، واهتمامه بالبحث عن أصول الشخصية المصرية في جذورها الفرعونية والقومية , معبراً عن الشخصية المصرية التى جسدها فى كتبه فى نماذج شخصياته بملامحاها الخاصة .

وأحب نجيب محفوظ الضحك والنكتة والموسيقى والطرب ، وكان صديقاً ودودا للناس ينزل إلى مستوى العامة ويخاطب عقولهم البسيطة من خلال رواياته كما أن قصصه شدت الجمهور المثقف لما فيها من معانى وشخصيات يقابلونها كل يوم فى حياتهم ، وكان نجيب محفوظ يزور المقاهي ويلتقي بالأصحاب والأصدقاء، وكان مقهى عرابي في حيّ الجمالية حيث زاره أكثر من عشرين سنة. وكان كثيراً ما يتردد على كازينو الأوبرا ومقهى ريش .
وقد بلغت الثلاثية أوج عظمته الروائية حيث تعتبر أن تكون أعظم عمل قام به نجيب محفوظ، وبل أعظم عمل روائي عرفه الأدب العربي في العصر الحديث. فالثلاثية تصور هموم ثلاثة أجيال في مصر: جيل ما قبل ثورة 1919، وجيل الثورة ، وجيل ما بعد الثورة. فصوّر محفوظ أفكار هذه الأجيال وحلل شخصياتها ومواقفها من المرأة ومزجها بالعدالة الاجتماعية وخلطها بالقضية الوطنية. كما صوّر محفوظ عادات وأزياء وثقافة هذه الأجيال

ترجمة أعماله إلى لغات أخرى

وقد ترجمت العديد من أعماله لمعظم اللغات ومنها الإنجليزية والفرنسية والاسبانية الإيطالية والألمانية والهولندية ومن هذه الأعمال ثرثرة فوق النيل. قصر الشوق. السمان والخريف. المرايا ودنيا الله




[/FRAME]

السيد عبد الرازق 22-02-2008 04:56 AM

[FRAME="11 70"]إنتقال أعمال محفوظ من الرواية المقروءة إلى الرواية المسموعة والمرئية

ونشر لمحفوظ حوالى خمسون عملا أدبيا ما بين روايات طويلة وقصص قصيرة ومسرحيات وأعمدة في الصحف ودراسات ومذكرات وتحليلات سياسية ومن أبرز أعماله الروائية الثلاثية، وتضم روايات "بين القصرين"، "قصر الشوق"، و "السكرية"،، وبلغت رواياته إلتى تحولت إلى افلام ومسلسلات قدمت له السينما 30 عملا ادبيا أثرت أيضا الحياة السينمائية في مصر والعالم العربي , كما ترجمت أعماله إلى 25 لغة , وهذه قائمة باعمال نجيب محفوظ في السينما بعد أن بدأ الكاتب الراحل الكبير نجيب محفوظ رحلته مع شاشة السينما كاتبا للسيناريو بالاشتراك مع المخرج الراحل صلاح أبوسيف :-
'الوحش 1954'، 'فتوات الحسينية 1954'، 'درب المهابيل 1955'، 'بين السماء والارض 1959'، 'بداية ونهاية 1960'، 'اللص والكلاب 1962'، 'زقاق المدق 1963'، 'الطريق 1964'، 'بين القصرين 1964'، 'القاهرة 30 1966'، 'خان الخليلي 1966'، 'السمان والخريف 1967'، 'قصر الشوق 1967'، 'ثلاث قصص 1968'، 'ميرامار 1969'، 'السراب 1970'، 'الاختيار 1971'، 'ثرثرة فوق النيل 1971'، 'صور ممنوعة 1972'، 'السكرية 1973'، 'الشحات 1973'، 'الحب تحت المطر 1975'، 'الكرنك 1975'، 'المذنبون 1976'، 'المجرم 1978'، 'الشريدة 1980'، 'الشيطان يعظ 1981'، 'أهل القمة 1981'، 'فتوات بولاق 1980'، 'وكالة البلح 1982'، 'الخادمة 1984'، 'ايوب 1984'، 'المطارد 1985'، 'دنيا الله 1985'، 'شهد الملكة 1985'، 'التوت والنبوت 1986'، 'الحب فوق هضبة الهرم 1986'، 'عصر الحب 1986'، 'الحرافيش 1986'، 'الجوع 1986'، 'وصمة عار 1986'، 'اصدقاء الشيطان 1988'، 'قلب الليل 1989'، 'ليل وخونة 1990'، 'نور العيون 1991'، 'سمارة الأمير 1992'

وقدم نجيب محفوظ للسينما أكثر من 100 فيلم و30 سهرة و12 مسلسلا بدأها عام 1945 بكتابة السيناريو لفيلم "مغامرات عنتر وعبلة" وقد اختار النقاد 17 فيلما من أعماله ضمن 100 فيلم الأهم في تاريخ السينما
.. ومن أهم أعمال نجيب محفوظ التي تحولت إلي أعمال سينمائية منذ فيلم "المنتقم" لصلاح أبوسيف عام 1947 وحتي عام 1989 فيلم "قلب الليل" للراحل عاطف الطيب و"القاهرة الجديدة" عام 1945 "القاهرة 30" و"خان الخليلي" وزقاق المدق".
ثم توالت أفلامه "بداية ونهاية". "بين القصرين". "قصر الشوق". "السكرية". "اللص والكلاب". "السمان والخريف". "الطريق". "وصمة عار". "الشحات". "ثرثرة فوق النيل". "ميرامار". "فتوات بولاق". "شهد الملكة". "المطارد". "الحرافيش". "الجوع". "التوت والنبوت". "أصدقاء الشيطان".. وقد عكست رواياته التاريخ السياسي لمصر خلال القرن العشرين وتجسدت في أفلام "خان الخليلي". "الحب تحت المطر". "الكرنك". "بين القصرين" والسكرية".

ولم تترك السينما التسجيلية نجيب محفوظ حيث قام المخرج هاشم النحاس بإخراج فيلم تسجيلي عنه بعنوان "نجيب محفوظ ضمير العصر" وانتجه المركز القومي للسينما عام 1986 وتناول المخرج فيه التفاصيل اليومية لحياة محفوظ مع استعراض لقيمته الأدبية وعرض نماذج لبعض الأفلام علي الشاشة المصرية المأخوذة من أعماله الأدبية.

وكان اكثر الشخصيات التي احبها نجيب محفوظ في روايته التي تحولت إلي سينما هي شخصية السيد احمد عبدالجواد والتي اداها يحيي شاهين والذي كان يقطن في عمارة بجوار بيت نجيب محفوظ وعندما يلتقي نجيب بحيي شاهين في اي مكان يداعبه قائلا: أهلا بالسيد عبدالجواد

كانت الفنانة شادية اكثر الفنانات اللاتي ادين شخصيات في اكثر من رواية لنجيب محفوظ 'زقاق المدق' 'ميرامار'، 'الطريق'، و'شباب امرأة'
وعندما أنهى نجيب محفوظ عمله الأدبي بـ 49 عملاً روائياً وقصصياً حائزاً على جائزة نوبيل العالمية عام 1988 م، حيث كان نجيب محفوظ أول مصرى يتكلم العربية ينال هذه الجائزة. وبرغم المجد الذي ناله من وراء ذلك، إلا انه لم يتوقف عن حضور ندواته الثقافية ولم يغادر منزله المتواضع في حي العجوزة بالقاهرة
وتعد كتاباته الروائية لها شهره كبيرة فى العالم كله مثل "ثلاثية: بين القصرين، السكرية وقصر الشوق" و"ثرثرة فوق النيل تصويرا لواقع مصر الاجتماعي أثناء القرن العشرين وترجمت إلى 25 لغة.

الجامعة الأمريكية ونجيب محفوظ
وقد قررت الجامعة الأمريكية بالقاهرة منح جائزة سنوية باسم محفوظ ، كما أطلقت حكومة مصر اسمه على أحد شوارع القاهرة ويجري حاليا صنع تمثال من البرونز لوضعه في أحد ميادين الجيزة .

لمحفوظ علاقة وثيقة بالجامعة الأمريكية منذ عمل مع قسم النشر بها وله أكثر من 450 نسخة من أعماله مترجمة إلي 40 لغة.. كما انها تقدم منذ عام 1996 جائزة باسم نجيب محفوظ للأعمال المتميزة في الكتابة العربية حاز الفائزون بها علي تقدير عالمي. كما ساهمت في انتشار الكتابة العربية علي المستوي العالمي.وفي عام 1995 تسلم محفوظ ميدالية الدكتوراه الفخرية وانتخب عام 1992 عضوا فخريا في الأكاديمية الأمريكية ومعهد الأدب. وبعد محاولة اغتياله في عام 1994 كتب محفوظ مجموعة قصص قصيرة بعنوان 'أحلام فترة النقاهة' قامت الجامعة الأمريكية بنشر مختارات مترجمة منها إلي الإنجليزية سميت أحلام عام ..2004 كما قررت الجامعة نشر المجموعة النهائية من أحلام في ربيع .2007وأكد رئيس الجامعة الأمريكية ان محفوظ ترك تراثا مذهلا لهذا البلد واننا نفتخر إذا كان لنا دور فعال في حياته الأدبية

وفى يوم الثلاثاء 23 من جمادى الاخرة 1427هـ - 18 من يوليو 2006 م الأديب العالمي نجيب محفوظ تعرض لإصابة أمس نقل علي أثرها إلي مستشفي الشرطة بالعجوزة تعد هذه المرة الثانية التي يصاب فيها محفوظ في رأسه نتيجة سقوطه علي الأرض.
كان محفوظ "94 سنة" قد أصيب بجرح قطعي بفروة الرأس إثر سقوطه في منزله نتيجة اختلال توازنه وأجريت له جراحة لخياطة الجرح بخمس غرز..

وظل محفوظ حتى أيامه الأخيرة حريصا على برنامجه اليومي في الالتقاء بأصدقائه في بعض فنادق القاهرة حيث كانوا يقرأون له عناوين الأخبار ويستمعون إلى تعليقاته على الأحداث .. وفى يوم الأربعاء 30 /8 / 2006م بعد الثامنة صباحا بتوقيت القاهرة توفى الأديب العالمى نجيب محفوظ عن عمر يناهز 94, وفى يوم الخميس 31/8/2006 م شيعت جنازة الأديب العالمي نجيب محفوظ عقب صلاة الظهر اليوم في جنازة عسكرية من مسجد آل رشدان بمدينة نصر تقدمها السيد الرئيس محمد حسنى مبارك وكبار المسئولين والأدباء والصحفيين في مصر والعالم العربي .. ينقل الجثمان علي عربة مدفع تجرها الخيول ويلف بعلم مصر ويتقدم الجنازة حملة أكاليل الزهور والجوائز التي حصل عليها وفي مقدمتها قلادة النيل وجائزة نوبل العالمية.
ينقل الجثمان قبيل الجنازة العسكرية إلي مسجد الإمام الحسين حيث تقام عليه الصلاة تنفيذاً لوصيوهو إن كان عقله توقف عن إنتاج المزيد إلا أن أعماله تكفى ليكون من أعلام الأدب والفكر المصرى لأجيال قادمة حتى يظهر فى مصر على مفكر آخر مثله .

ودعت‏ ‏مصر‏ ‏أديبها‏ ‏الكبير‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ‏ ‏في‏ ‏جنازتين‏ ‏الأولي‏ ‏شعبية‏ ‏خرجت‏ ‏من‏ ‏مسجد‏ ‏الإمام‏ ‏الحسين‏ ‏تنفيذا‏ ‏لوصيته‏,‏والثانية‏ ‏عسكرية‏ ‏خرجت‏ ‏من‏ ‏مسجد‏ ‏آل‏ ‏رشدان‏ ‏بمدينة‏ ‏نصر‏,

ونشرت جريدة الأخبار بتاريخ 6/9/2006م السنة 55 العدد 16966 خبر أقامة تمثال من البرونز (الصورة الجانبية ) ذكرت فيه : " قرر محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية اقامة مسابقة بين كبار نحاتي مصر وشباب الفنانين لعمل تمثال من البرونز للأديب نجيب محفوظ مستوحي من اعماله التي أثرت وجدان الشعب المصري.
علي أن يتم وضعه وهو حامل جائزة نوبل في ميدان سيدنا الحسين بجوار حي الجمالية وقصر الشوق وخان الخليلي ومعقل الحرافيش.
وقال محسن شعلان انه لا مبرر لوجود تمثال للاديب الكبير في منطقة مثل شارع جامعة الدول العربية بل لابد ان يكون مكانه هي المناطق التي كان يعشقها واستلهم منها جميع اعماله.. ومن هنا يجب اعادة النظر في هذا المكون التشكيلي لهذا التمثال بحيث لا يقتصر علي رجل عجوز مسن تقوده عصاه في حالة من الاستكانة لأن نجيب محفوظ أبعد من ذلك بكثير .

وخرجت فتاوى من شيوخ المسلمين بعدم أقامة يوم ذكرى الأربعين للروائى العالمى المسلم نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل فى الأدب الروائى بإعتبارة كافراً

**************************

في الثمانينات من القرن الماضي أفتى عمر عبد الرحمن بجواز قتل الأقباط والإستيلاء على أموالهم وفرض الأتاوات عليهم من أجل دعم الدعوة الإسلامية ونشر الجهاد!!. وبعد هذه الفتوي أنتشرت موجة قتل الصاغة الأقباط وخاصة في الصعيد ونهب محلاتهم ،وأنتشر في بعض قرى الصعيد ظاهرة فرض الأتاوات على أغنياء الأقباط من قبل الإرهابيين والبلطجية.
الجدير بالذكر أن عمر عبد الرحمن كان قد أصدر من قبل فتوي، بإنه لو تم تنفيذ القصاص في نجيب محفوظ لما تجرأ بعده سلمان رشدي، وهذه الفتوي كانت السبب وراء الاعتداء على الأديب الكبير نجيب محفوظ عام 1994. وتورط أيضا في عدد كبير من الفتاوي الإرهابية ضد النظام السياسي والسياحة والرئيس السادات. وبعد هروبه إلى أمريكا تورط عمر عبد الرحمن في عمليات إرهابية دولية ضخمة يقضي بسببها عقوبة السجن مدي الحياة في السجون الفيدرالية الأمريكية عن مقالة بعنوان حول موضوع البنات القبطيات - مجدى خليل جريدة وطنى بتاريخ 19/11/2006م السنة 48 العدد 2343 .
================================================== ===============

[/FRAME]

السيد عبد الرازق 22-02-2008 05:04 AM

[FRAME="11 70"]ذكريات في الترجمة
لا شيء يتحرّك بدون الترجمة

*عزت عمر

“دنيس جونسون ديفز” من مواليد مدينة فانكوفر بكندا عام 1922، اختار أن يتخصص باللغة العربية مبكّراً، وربّما لأنه أمضى بعضاً من طفولته في القاهرة، وفي وادي حلفا بالسودان، ولكن هذه الرغبة المبكّرة في دراسة اللغة العربية سوف تصطدم بعائق كبير يتمثّل في منهج سقيم يدرّسه مستعربون لم يسبق لهم أن عاشوا أو زاروا أي مكان في العالم العربي، مما دفع بالفتى الطامح إلى ما يشبه اليأس، حيث إنهم كانوا يعلّمونه لغة ميتة لم تمكّنه من شيء، اللهم بعض الدروس من كتاب "الكامل" للمبرّد، لم تشكّل أرضيّة تمكّنه من الانطلاق منها نحو دراسات معمّقة، أو العمل في إحدى الأكاديميات، ولم تمكّنه في الوقت نفسه من الدخول في عالم الأدب العربي الحديث،

إلاّ أن الصدف ستقوده نحو هيئة الإذاعة البريطانية، لينطلق في رحاب العربية من خلال الموظفين العرب هناك، ومن خلال دأبه وإصراره على تعلّمها، حتى أن نجيب محفوظ و إدوارد سعيد اعتبراه "رائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية"، حيث إنه أصدر نحو ثلاثين مجلّداً ضمت الكثير من النتاج الإبداعي القصصي والروائي العربي، وقد توّج مسيرته الطويلة هذه بالفوز بجائزة "الشخصية الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب"، حيث جاء في حيثيات منحها: "لإسهامه المتواصل في إثراء الثقافة العربية بترجماته الأصيلة لعيون الأدب العربي الحديث إلى اللغة الإنجليزية منذ منتصف القرن العشرين، ودوره في التعريف بكلاسيكيات الأدب العربي في الأوساط الجامعية والعلمية في الغرب، ونشره لسلسلة كتب أطفال باللغة الإنجليزية تربو على الأربعين كتاباً مستوحاة من روائع الأدب العربي، مما يقدم نموذجاً لقيم الأصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب."
وبذلك فإنه يمكننا اعتبار كتابه هذا بمثابة محطّات سيرية، دأبت على إضاءة جملة من القضايا الثقافية المهمّة إلى جانب سيرته الشخصية، ومن ذلك على سبيل المثال حياته في القاهرة إبّان المرحلة الاستعمارية، وانخراطه في حياتها الثقافية وبداية مشروعه الترجميّ لكبار كتّاب القصّة والرواية والمسرح آنذاك، حيث يتابع القارئ ذكريات المؤلّف في تلك المرحلة المهمّة من نهوض الأدب العربي الحديث، ويطلعه على كثير من الجوانب الشخصية لهؤلاء الكتّاب بدءاً من محمود تيمور الذي ترجم له كتاباً يضمّ مجموعة من قصصه بعنوان "أقاصيص من الحياة المصرية"، حيث يذكر المؤلّف أنه كان اعتاد لقاء تيمور بصورة منتظمة في مقهى الجمّال، أو في دعوات الغداء التي كان ينظّمها للكتّاب الناشئين الذين كان يرعاهم، وبذلك فإنه فتح له الطريق للتعرّف على عدد من هؤلاء الكتّاب، ومما يذكره في هذا الصدد أن محمود تيمور كان كريماً في رعايته للكتاب الشبّان، بما في ذلك دفع تكاليف طباعة الكتاب لدينيس، بالرغم من أنه لم يكن هناك اتّفاق بينهما حول ذلك.
أما توفيق الحكيم، فكان يجلس معه صباحاً خارج مقهى "ريتز" ، وكان قد قرأ كتابه "يوميات نائب في الأرياف" وساورته الرغبة في ترجمة الكتاب إلى الإنجليزية، غير أنه فوجئ بأن الكتاب ترجم من قبل "أبا إيبان" الذي سيصبح وزير خارجية "إسرائيل" لاحقاً، مما دفع به لتقديم هذه اليوميات إلى جمهور هيئة الإذاعة المصرية، ولكن هذا التقديم سيجلب له مشكلة كبيرة كادت ترحّله من مصر، نظراً لغضب الملك فاروق مما بلغه أن دنيس ينتقص من شأن مصر بذكره أن اليوميات صوّرت حياة الفقر الذي عاش في ظلّه الكثير من الفلاحين المصريين.
وإلى ذلك يذكر المؤلّف أنه ترجم مسرحية "يا طالع الشجرة" ونشرت من قبل دار نشر جامعة أكسفورد، ثمّ نشر أربع مسرحيات أخرى في سلسلة "مؤلّفون عرب" التي كان يشرف عليها، وفي هذا الصدد يذكر المؤلّف بكثير من المرارة أن أياً من هذه الكتب لم يدرّ ما لاً يذكر سواء عليه أو على المؤلّف، ولكن فيما يبدو من السيرة، أن القدر كان يدفع به على الدوام باتجاه الشرق الأوسط والترجمة، ومن المؤكّد أن هذه المصادفة القدرية ستكون من حظ الأدب العربي الذي قيّض له مترجم ذو نزعة رسالية لا يأبه للصعاب التي كانت تعترضه سواء في نشر المادة المترجمة، أو في التعامل مع الناشرين المتبرمين دائماً، هذا بالإضافة إلى الصعاب السياسية وظروف الحرب والثورات وغير ذلك.
وقارئ هذه الذكريات لا بدّ له أن يلاحظ أن مسيرة دنيس جونسون ديفز الترجمية، رافقت مسيرة الأدب العربي الحديث والمعاصر، فهو منذ أربعينيات القرن العشرين مقيم في الشرق الأوسط وعلى تماس مع مثقفيه الأعلام، حيث يفرد مساحة مناسبة لكلّ واحد منهم بكثير من الودّ والموضوعية، فبالإضافة إلى من ذكرناهم نجده يقف عند كلّ من: نجيب، لويس عوض، يحيى حقّي، يوسف إدريس، الطيّب صالح، إدوار الخرّاط وغيرهم. لينتقل بعد ذلك إلى العراق في عمل لدى إحدى الشركات، وسيمضي هناك وقتاً لا بأس به مع جبرا إبراهيم جبرا وبلند الحيدري وبدر شاكر السيّاب ولميعة عباس عمارة، ومن خلال لقاءاته بجبرا في لندن سيتعرف إلى توفيق صايغ الذي كان يعمل آنذاك محاضراً في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية.
وكان المؤلّف إبان إقامته في لندن قد أصدر مجلة أدبية سمّاها "أصوات" صدر منها اثنا عشر عدداً، ساهم الكثير من الكتاب والشعراء بها، ومنهم توفيق صايغ، والسيّاب وغسّان كنفاني وغيرهم، وفي معرض حديثه سيتعرض إلى قضية مجلة "حوار" التي أثيرت عنها أقاويل شتّى لجهة تمويلها، حيث يذكر المؤلّف أن الأمريكي جون هانت مندوب منظمة "مؤتمر الحرية للثقافة زاره في أوائل الستينيات، وأبلغه انه يفكّر في إصدار مجلة ثقافية باللغة العربية، وإسناد رئاسة تحريرها إلى يوسف الخال صاحب مجلة "شعر" في ببيروت، إلاّ أن المؤلّف سيقترح عليه توفيق صايغ، وفي هذا الصدد يقول: كنت اعرف أن توفيق إنسان صعب المراس، وأعلم أنه لن يوافق على أي شيء إلاّ على الحري الكاملة في كلّ ما يتعلّق بالتحرير." وصدرت هذه المجلة بالفعل ولقيت قبولاً حسناً، إذ تضمنت أعدادها الأولى رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيّب صالح بكاملها، غير أن الكثيرين في العالم العربي كما يذكر المؤلّف لم يكونوا سعداء حيال راعيها الرسمي، الأمر الذي منعه وجبرا من الكتابة فيها، وعندما سألهما توفيق عن السبب أخبراه بأن الشكوك تساورهما بشأن الراعي، وأنهما ليسا في وضع يخاطر معه بالكتابة لمجلة ينظر إليها الكثيرون بعين الشكّ. ولم تنقض أشهر على هذا الحديث، حتى انكشف أمر تمويل منظمة "مؤتمر الحرية الثقافية" التي كانت ترعى مجلة "حوار" من قبل المخابرات المركزية الأمريكية، وهكذا فإن جام الغضب سوف يندفع باتجاه توفيق صايغ واتهامه بأنه جاسوس أمريكيّ.
وإبان إقامته في بيروت سيتناول المؤلّف تجربة مجلة "شعر" التي كان يمتلكها يوسف الخال ويشير إلى أن ربطت بينهما صداقة مكّنته من التعرّف على الكثير من الكتّاب اللبنانيين، ومما يذكره في هذا الصدد عن شخصية يوسف الخال، أنه كان يستبدّ به عشق الحياة، وكانت شقّته تمتدّ أمامها حديقة صغيرة مليئة على الدوام بالكتاب اللبنانيين، وغير اللبنانيين الذين كانوا يؤمّون بيروت حينها، وبذلك فإنه سوف يتعرّف على الكاتب المغربي محمد زفزاف، وزكريا تامر الذي على حدّ تعبيره، تبيّن أنه واحد من أفضل كتّاب القصّة القصيرة باللغة العربية، أطلقه يوسف الخال من خلال إصدار مجموعته الأولى "صهيل الجواد الأبيض"، وفيما بعد وفي لندن سيترجم له "النمور في اليوم العاشر".
ولعل المحطّ الخليجية في ذكريات المؤلّف تشكّل مرحلة مهمّة في حياته، إذ يذكر أنه قضى جانباً من حياته بدولة الإمارات العربية المتحدة فالتقى كلاً من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك بعدما اقترح عليه عز الدين إبراهيم العمل على ترجمة إنجليزية لبعض كتب الحديث النبوي الشريف، وقد دعم الشيخ زايد رحمه الله هذا المشروع، كما قام بالتعاون مع حكومة الشارقة في مشروع مماثل يتلخّص في إنتاج تسجيل للقرآن الكريم على شرائط كاسيت، وفي هذا الصدد يقول أيضاً: "قضيت جانباً من حياتي في الخليج، وبصورة أكثر تحديداً فيما أصبح الآن دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أردت منذ وقت طويل أن أقدّم مجلداً من القصص القصيرة من هذه.
ومما يجدر التنويه إليه في الختام أن الأديب المصري نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل، قدّم لهذا الكتاب قبل وفاته، حيث نوّه إلى أنه يعرف المؤلّف منذ عام 1945، وهو أوّل من ترجم عملاً له، ثمّ ترجم العديد من رواياته، وختم قائلاً: "والحقيقة أن دنيس بذل جهداً لا يضاهى في ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الإنجليزية وترويجه.. يسعدني كثيراً أن كتب دنيس هذا الكتاب البالغ الروعة، وأتمنى أن يحظى قارئه بنفس القدر من السعادة الذي حظيت به من معرفتي بمؤلّفه على مدى ستين عاماً."
*ذكريات في الترجمة، دنيس جونسون ديفز،تقديم: نجيب محفوظ، ترجمة: كامل يوسف حسين، اليربوع للطباعة والنشر والتوزيع، دبيّ، 2007
*بيان الكتب
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 22-02-2008 05:10 AM

[FRAME="11 70"]

رسائل


أسامة الدناصوري .. متعة المراوغة
كارم يحيي
لعلها كانت مصادفة جمعتنا في معرض القاهرة للكتاب قبل سنوات وسنوات. كان قادما مع اصدقاء سكندريين، يومها بدا صامتا صخري الوجه بما يليق بشاعر اختار لديوانه الأول المنشور عنوان 'حراشف الجهم'.. وأيضا بلقب عائلته.. المرة الثانية والأخيرة.. ويقينا كانت ضربة قدر بالنسبة لي، التقينا في مقهي بوسط البلد قبل رحيله بنحو شهر واحد.. لم يكن في هذا الليل جهما كما بدا في نهاره السابق. كان متأنقا ومتدفقا إلي حد كاريكاتيري، ومع ذلك، كان متكلفا علي نحو لم ألحظة في لقائنا الأول. ولا أعرف لماذا سألته فجأة عن الشعر والنثر.. وتحديدا الرواية.
ولعل السؤال لايزال يحلق متخذا مع غياب المسئول (الكاتب) ابعادا أعمق وارحب بعد رحيله: لماذا اختار النثر اخر ما كاتب ودفع للنشر، وهو الشاعر المخلص لشعره؟.. لماذا اختار النثر كتابة أيامة الأخيرة، واعيا بحرج اللحظات وهو يؤرخ باليوم والساعة كل دفقة خطها في النص.
ليلة مقهي وسط البلد لا أظنني استمعت سنة إلي اجابة تسكت فضولي الذي تزايد بعد وفاته، وطلب الصراخ فكتبت، فقط تجاذبنا حديثا نصف موصول ونصف مقطوع حول قراء الشعر وقراء الرواية الآن (دلالات ارقام ومتوسطات توزيع).. وعن اتجاه المبدعين الجدد الي النثر بدلا من النظم، وقدرة الرواية بخاصة علي الاحاطة بالتطورات المجتمعية والتعبير عن المدينة وتحولات اناسها، أو لنقل باختصار قدري بالغ الاخلال انه قلة حظ الشعر والشعراء، وعلي نحو يفوق ما قاله عن زوجته الفاضلة نموذج الوفاء التي لا تعلم حجمه كشاعر، وبالنسبة لمن هو بعيد مثلي فثمة حيرة ازاء اولئك الذين ينزلون من علياء ابراج الشعر الرفيعة الدقيقة الي سهول النثر المنفسحة المترامية، فيسكنون ملاعب الراوية، وان ظلت افئدتهم تحلق هناك في الأعالي مبتهلة لقدس الاقداس.. القصيدة'.
ثمة اكثر من دهشة لمثلي القادم من بعيد الي هذا الكاتب وهذا الكتابة عندما قرل. 'كلبي الهرم.. كلبي الحبيب'.. واذا انتزعت نفسي من التأثر بغيابه الدرامي ومشهد الوداع الحميم للكتابة (كتابته) * وهو امر صعب بمقتضي سطوة الزمن المعاش * سألت * لماذا هي رواية؟ انها ظنون تراود قاريء مثلي نلحظ في النص مايقترب من المذكرات الذاتية المباشرة والذكريات المستدعاة وباسماء الشخوص والوقائع الحياتية المقتحمة للنص. وكل ذلك مع اثبات توثيقي بخاتم تاريخ كتابة مقاطع النص (بين الساعة الواحدة والنصف يوم الخميس 20/4/2006 الي الخميس 7/12/2006).
وفي هذا وذاك مايميل بالنص الي نوع من الكشف المتصل ايضا عن حال الكاتب لحظة الكتابة.
ومتحررا من حساسية ازاء راحل لم يبلغ اربعينية غيابة بعد وفي حضور اصدقائه خلصائه واقاربه المكلومين أسال سؤالا قد يبدو لمحترفي الادب معادا وساذجا، هل هو موت الشاعر او موت الشعر؟.. واكرر السؤال لماذا هي رواية؟.. هل بقوة صرخة صراع بين موت او ارادة حياة.. صرخة رغب في ان تسمعج عند جمهور اكبر حين انقرض جمهور الشعر والشعراء.
أم أنها متعة المراوغة.. تماما مثلما يري قاريء في مسألة الجنس التي تضيء عنوان الرواية كلبي الهرم.. كلبي الحبيب.. وتتخللها (هذا المرض الذي زحف منذ الطفولة الي الجهاز البولي/ التناسلي حتي الكلي.. وهذا الاعداد بالفحولة.. وبما يتخلل كل هذه الثنائية من مراوغة باطنية بين مطارحة البوح عن عضو الذكورة وبين الخجل مما درج اقرانه علي البوح به من مفضوح الممارسة) وتماما مثلما راوغ ناشرون افاضل بخاصة علي صفحات الصحف.. فاحتفوا بهذا الكاتب ابن هذا الجيل في لحظة رحيله.. هكذا وحسب.
لو نتواعد في اي من اللقاءين مسبقا او لاحقا، وإن كان في الاخير * وقبل وفاته باقل من شهر واحد * امل لقاء.. لكنني الان اخشي علي اصدقائه الادباء الخلصاء من غواية حسد مرضه وموته، لعل احدا يهتم.. هكذا وحسب.



--------------------------------------------------------------------------------

عودة إلي جائزة نوبل لنجيب محفوظ
حسن جغام
من حين لآخر نلاحظ اثارة جدال جديد حول 'جائزة نوبل للآداب' اما بسبب رفض الجائزة، كما فعل 'سارتر وبرناردشو' فكان لرفضهما مادة لموضوع اثارة ضجة هائلة، كان صداها الاعلامي والدعائي أكثر نفعا للأديبيين من قيمتها المادية حسب رأي البعض.
أو بسبب من يستحقها ومن لايستحقها، حين تعطي لجهة يحوم حولها الريب، أو يثار هذا الجدل بسبب الظروف الغامضة والتأويلات المتباينة حول من كان سببا في منح الجائزة كما هو الحال في جائزة نوبل لنجيب محفوظ المثيرة للجدل أيضا، منذ أن منحت اليه الي يومنا هذا.
وآخر ما جاء من روايات حول هذه المسألة، هو ما أوردته مجلة العربي في عدد 575 علي لسان السيد 'دنيس جونسون ديفز' بما يلي:
'تعد قصة نجيب محفوظ مع جائزة نوبل قصة مثيرة للاهتمام، فخلال احدي زياراتي للقاهرة أثناء سنوات اقامتي في فرنسا أو أسبانيا تلقيت اتصالا هاتفيا من صديق لي مفاده أن زوجة السفير الفرنسي لدي تونس وهي سيدة سويدية موجودة في القاهرة وترغب في مقابلتي والتقينا في مكان يعد اختياره بعيد الاحتمال وهو فندق كليوباترا وهناك ابلغتني أن لجنة الجائزة تبحث امكانية فوز كاتب عربي لها، وكانت معها قائمة بأسماء المرشحين المحتملين، ومن بينهم أدونيس، ويوسف ادريس، والطيب صالح، ونجيب محفوظ، وسألتني أولا عما اذا كنت أشعر أن هناك أي كاتب آخر من العالم العربي يستحق النظر في امكانية فوزه بالجائزة...'
ودون أن ندخل في نقاش المقال الذي عنوانه 'عبقرية استشراق المستقبل' اذ لايهمنا منه سوي ما يتعلق بموضوع الجائزة وهو الفقرة التي اوردناها كلها، وما يهمنا فيها بالذات ما أعلنه 'جونسون ديفز' عن 'السيدة السويدية' التي ذهبت الي القاهرة تبحث عمن يستحق جائزة نوبل من الكتاب العرب.. ونلاحظ ان السيد جونسون يضع هذه السيدة في اشارة عابرة لعلاقتها بجائزة نوبل لمحفوظ دون أن يوضح أو يؤكد دورها في منحها له.
وهذه الاشارة في اعتقادنا تضيف بلبلة الي ما سبق من كتابات مرتجلة حول هذا الموضوع.
وإن أول ما يلفت الانتباه في رواية السيد 'جونسون' انه لم يذكر اسم هذه 'السيدة السويدية' ولم يذكر دورها في 'لجنة الجائزة' والذي يبعث علي الترتيب أكثر من هذه الاسئلة هو ما يلي:
ما الذي يجعل 'لجنة الجائزة' تترك المؤسسات الثقافية، ونحن نعلم ان الأكاديمية السويدية لها تبادل علمي مع عدد من الجامعات العالمية والعربية، وكذلك لا نشك في أن لها أدوات عمل أكثر جدوي في اتخاذ قرارات مثل هذه.. المفروض أن تكون هذه الاساليب هي المرجع والمرجعية للبحث عن كاتب عربي أو غير عربي يستحق جائزتها.. أو هل تترك كل ذلك ونلتجيء الي هذه 'السيدة السويدية' النكرة تجوب القاهرة وتسأل عمن يستحق الجائزة؟!
انطلاقا من هذه الاستفسارات التي دفعتني اليها ما ساورني من ضعف هذه الرواية، اضافة الي ما قرأناه قبل سنوات وظل يتردد من حين لآخر مثل ما قيل عن كاتب انجليزي هو الذي رشح نجيب محفوظ للجائزة، وكذلك الادعاء الذي يقول: ان اسرائيل هي التي كانت وراء منح نجيب محفوظ للجائزة لانه بارك اتفاقية 'كامب دافيد'.. وروايات أخري لا يتسع لها المقام تدعي مثل هذا القول أو ما يشبهه.
هذه الروايات جميعها بما في ذلك الرواية الاخيرة أعني رواية السيد جونسون يمكن في نظري أن تحدث بلبلة تعمل علي تشويش الاذهان، وتساعد علي ابعاد الحقيقة وبالتالي تزيد في زيف التاريخ.
والحال اني اعتقدت بصدور كتابي 'طه حسين.. قضايا ومواقف' سنة 2000 ثم القول الفصل في هذه المسألة بما قدمته من وثائق ضمن الفصل المتعلق بهذا الموضوع وكان عنوانه 'الجندي المجهول' الذي كان وراء جائزة نوبل للعرب.
وقد نشرت جريدة 'الاهرام' خلاصة هذا الفصل في أكثر من مقال في ابانه.. وكتب الاستاذ سامح كريم في 'مجلة العربي' عددا.... حول ما جاء في كتابي المذكور حول حقيقة منح جائزة نوبل لنجيب محفوظ.. واذا كان كتابي الصادر في تونس لم يوزع كما يجب فمجلة 'العربي' وجريدة 'الاهرام' لايشك أحد في انتشارها الواسع، وهذا ما دفعني الي القول باني اعتقدت انه ثم القول الفصل في هذه المسألة.
اما خلاصة الفصل المتعلق بجائزة نوبل الوارد في كتابي 'طه حسين.. قضايا ومواقف' هو ان احد أبناء مصر الذي غادرها منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي هو الذي ناضل باصرار وايمان من اجل ان يرشح كاتبا عربيا لجائزة نوبل، وأول من رشح طه حسين سنة 1967 فعملت رياح السياسة ضده، فأعاد الكرة مرة ثانية مرشحا نجيب محفوظ ليعلن للغرب انه ليس هناك طه حسين فقط يستحق جائزة نوبل.. فكان له ما عزم عليه ولكن ليس ببساطة اختصار هذه الفقرة الاخيرة.. وكان هذا الذي سميته 'الجندي المجهول' الذي كان وراء جائزة نوبل للعرب، هو الدكتور عطية عامر رئيس قسم اللغة العربية بجامعة استكهولم وصاحب عشرات الكتب في النقد والتحقيق والادب المقارن باللغة العربية والسويدية والفرنسية.





العدد الحالي
الأعداد السابقة




























--------------------------------------------------------------------------------
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 22-02-2008 05:12 AM

[FRAME="11 70"]21 كانون الثاني/يناير 2007

الكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ سعى جادا للتوفيق والتفاهم بين الشرق والغرب
الأستاذ حمّاد يقول إن أعمال الأديب الفائز بجائزة نوبل تشكل دراسة لتحوّل المجتمع العربي

من لورين مونسن، المحررة في نشرة واشنطن

بداية النص


واشنطن، 21 كانون الثاني/يناير 2007 – كان الكاتب والأديب المصري الراحل نجيب محفوظ أكثر الشخصيات الأدبية انتشارا وتأثيرا في العالم العربي عندما منح جائزة نوبل للأدب في العام 1988، لكن أعماله بدأت فجأة تجتذب اهتمام جماهير غفيرة في الغرب.

وقد اجتذبت محاضرة ألقيت أخيرا عن حياة محفوظ ونتاجه الأدبي جمهورا كبيرا غصّت به القاعة الكبرى للبنك الدولي في واشنطن. وقد جرى تنظيم المحاضرة وما رافقها من نشاط تحت رعاية مؤسسة موزاييك، وهي مؤسسة خيرية تهدف إلى زيادة المعرفة بالتراث الأدبي العربي وفهمه وتقديره.

وتحدث عريف الحفل الذي أدار المحاضرة روني حماد، وهو من البنك الدولي، عن المضامين الاجتماعية التي شكلت أدب محفوظ وأعماله، وتطرق في حديثه إلى المجتمع العربي فقال "إنه آخذ في التكيف مع قوى العولمة ويحاول التوفيق بين الثقافة الدينية والعلمانية والتنوع والديمقراطية.

وترشح من خلال روايات محفوظ وقصصه القصيرة ومسرحياته وتمثيلياته التي وضعها خلال حياته الأدبية الطويلة قبل وفاته في 30 آب/أغسطس 2006 عن 94 عاما، مطالب التحديث والعصرنة مع ما يرافقها من وزن للتاريخ المصري وللتقاليد المصرية.

وقال المحاضر الرئيسي روجر ألن، أستاذ اللغة العربية والأدب المقارن في جامعة بنسلفانيا، إن محفوظ دمج بين تقاليد العالم العربي وعاداته وبين تلك التي للغرب. ووصف ألن صديقه محفوظ الذي حافظ على صداقته 39 عاما بأنه كان "بيروقراطيا منظما جدا. فقد احتفظ بملف عن كل شخصية كتب عنها لكي يعود إليها في أعماله القديمة" ويقدمها بصورتها الصحيحة في أعماله اللاحقة.

وأضاف ألن أنه لعل ما كان أكثر أهمية هو "أنه (محفوظ) كان ذا حس إنساني عميق نتيجة دراسته الإنسانية. وكان شكاكا لكنه كان مؤمنا مخلصا حاول التوفيق بين المعتقدات الدينية التقليدية وفكر القرن العشرين وواقعيته. وكان فكاهيا عظيما" صاحب ظرف وفكاهة.

وقال ألن، كان محفوظ إلى جانب ذلك كله مهتما اهتماما شديدا بالسياسة "وعبّر في بعض كتبه ورواياته عن آراء سياسية، وأن لم تكن أفضل ما عنده." فقد عمد محفوظ بسبب الرقابة المنتشرة في مصر إلى التعبير عن أفكاره بشكل رمزي، وهو أسلوب انتهجه الكتاب ومنتجو الأفلام السينمائية في كثير من أرجاء العالم الإسلامي.

وكثيرا ما ألهب التاريخ المصري والأحداث الآنيّة خيال الكاتب الشاب محفوظ. فعندما قام فريق بريطاني من علماء الآثار بالكشف عن مقبرة الملك توت عنخ أمون في وادي الملوك بمصر خلال العامين 1922 و1923 أثار الاكتشاف إعجاب العالم بأسره وافتتانه بالحضارة المصرية الفرعونية، بالإضافة إلى ما أثاره من طفرة وطنية في مصر. وقال ألن إن النتيجة كانت أن القصص القصيرة المبكرة لمحفوظ "اشتملت على مواضيع فرعونية ودارت أحداث رواياته الثلاث الأولى في بيئة وفترات فرعونية."

وعثر محفوظ في شبابه على قائمة طويلة من الكتب والروايات الأوروبية الهامة وقرأ معظمها. وقال ألن إن محفوظ "درس بشكل منهجي شامل كل كتاب قرأه ونقبا باحثا عن أساليبه ولغته" ثم قرر بعد ذلك أن يكتب روايات معاصرة"، وعمل بقراره ذاك على "تغيير مجرى الأدب العربي."

في العام 1952 أنهى نجيب محفوظ مجموعة رواياته المعروفة بثلاثية القاهرة (بين القصرين، قصر الشوق، السكّرية) التي عرفته الجماهير الغربية من خلالها أكثر مما عرفته من غيرها من مؤلفاته. وثلاثية محفوظ متوفرة في الغرب بترجمات إنجليزية وفرنسية، وجاءت بعد سلسلة من المؤلفات التي صدرت على مدى ثلاثة أجيال عبّر فيها عن تغير الأوضاع والظروف والتحولات التي حدثت في القاهرة خلال تلك السنوات. ولعل مهارة محفوظ في تصوير المجتمع التقليدي وتحوله التدريجي وتقبله روحا أكثر حداثة وعصرية تعتبر من بين أعظم منجزاته.

ولا تمثل ثلاثية محفوظ إلا النزر اليسير من عطائه الأدبي. إذ يقول البروفيسور ألن إن الكثير من أعماله لم يترجم وليس متوفرا في متناول القراء الغربيين. وتساءل بعض المثقفين ممن يجيدون العربية عما إذا كان محفوظ قد كتب مقلدا الروايات الغربية، لكن الإجماع يرى أن تبنيه الأساليب والأدوات الأدبية الغربية في خدمة رواية مصرية محضة إنما يدل على رغبة في دمج ولحمة العناصر الشرقية والغربية.

وحذر ألن من أن "تشديد التركيز على الثلاثية يشوه نظرتنا إلى نجيب محفوظ. فعطاؤه وإسهامه أهم بكثير. فقد اعتُرف به بعد العام 1967 بأنه الأب المؤسس للرواية العربية. فمحفوظ مثله مثل الكتلة الثلجية. فما يُرى منه حتى الآن ليس سوى جزء ضئيل مما هو موجود فعلا."

ووصف ألن الأديب المصري محفوظ بأنه "كان رجلا امتد متخطيا الحدود بين التقليدية والحداثة."

وقال ألن إن ثلاثية محفوظ الشهيرة تلقى قدرا غير متوازن من الاهتمام بالمقارنة إلى أعماله الأخرى. لكن ذلك لا ينبغي له أن يطمس أو يقلل من حقيقة أن "الثلاثية عمل أدبي رائع، فهي ذروة سلسلة من الروايات التي كتبت بأسلوب اجتماعي أوروبي واقعي. ولا شك في أن نقل ذلك التقليد إلى مضمون اجتماعي عربي ليس إنجازا بسيطا."

أما أعمال محفوظ الأخرى، فهي طبقا لما قاله ألن في محاضرته "فمتأصلة في التقاليد الحضارية العربية، لكن الثلاثية أصبحت جزءا متمما لتلك الثقافة."

وقال ألن في رده على أحد الأسئلة إنه متفق مع القائلين بأن محفوظ "كان معجبا جدا بالحضارة الغربية" وقال إنه وصفها في وقت من الأوقات بأنها الحضارة "الوحيدة القادرة على البقاء لأنها تضم تأثيرات من كثيرات غيرها وتجسدها."

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.
أدوات أرسل هذا المقال لصديق
إطبع المقال
XML Tran******
المقال متوفر باللغة: Français English

شاركنا رأيك بهذا المقال.يشرف على هذا الموقع مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية. إن الآراء المتضمنة في المواقع غير التابعة للحكومية الأميركية والمرتبطة بهذا الموقع لا تعكس بالضرورة آراء وزارة الخارجالصفحة الرئيسية | حول يو إس إنفو | أمين الموقع | بيان الخصوصية
شؤون دولية | شؤون إقليمية | مواقع ربط | | منشورات
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 22-02-2008 05:13 AM

[FRAME="11 70"]سيرة نجيب محفوظ – تاريخ اللبرالية العربية الموؤدة
02/09/2007
حميد كشكولي
بعد توديع نجيب محفوظ إلى مثواه الأخير ، تهيأ لي أن حفنة من أصحاب اللحى ، حاملين سيوف الرحمة و الخير والبركة، عائدون من المقبرة ، بعد دفن الروائي الكبير نجيب محفوظ ، وبعد أن سووا كل الأضرحة مع الأرض . نعم ، تركوا المقبرة بعد أن أدوا طقوسهم الدينية الجهادية وهم قد وئدوا هذه الصبية ، اللبرالية العربية ، قبل أن تترك آثارها في أذهان الأجيال.

مرت في 13 وأغسطس الفائت لعام 2007 الذكرى الأولى للرحيل الفيزيائي للروائي المصري الكبير نجيب محفوظ. إن رحيل نجيب محفوظ كان حدثا مفصليا في التاريخ العربي الحديث، لا لأنه كان روائيا كبيرا حائزا على جائزة نوبل للآداب فحسب، بل لأن رحيله كان رمزا لاضمحلال اللبرالية العربية أيضا، و نهاية مأساوية لعملية تاريخية لم تكتمل للنهضة خلال حوالي قرن من الزمان. لقد تم دفن كل جهود محمد عبده ،و قاسم أمين وطه حسين ، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقي، وحتى عباس محمود العقاد بنزعته الإسلامية التنويرية للنهوض بالمجتمع المجتمع المصري و توعية الأجيال العربية بالحداثة و القيم التحررية والإنسانية.

كانت ثمة جبهتان لكل منهما موقف مختلف من الغرب والحداثة والتحديث، جبهة رجعية و جبهة الإصلاح والتنوير و المثاقفة مع الحضارة الغربية.
لقد رأت القوى الرجعية المتمثلة بالسلفيين غالبا ، أسباب تأخر العرب في تركهم لقيمهم الدينية والقومية و البدوية، بينما رأى اللبراليون أن على الأجيال المصرية والعربية الأخذ بأسباب التقدم والتطور والحداثة من الغرب والتعلم منه وقد مثل طه حسين فكر هذه الجبهة خير تمثيل ، حين قال" إن مصيبتنا تكمن في فقدان الفكر التنويري"، أي في عدم قبول العلم والفن و الفكر الإنساني و تدخل الدين في الدولة والسياسة . وقد كان لتحرر الذهن الأوروبي من المحددات الإلهية سببا لتفوق أوروبا في القرنين 19 و20. و كان للنهضويين مشروعهم المناظر لذلك ، أي فصل الدين عن الدولة و طي نفس المسير الأوروبي للتطور والتقدم.
وقد كان الاصطلاحيون على قناعة تامة بأن المجتمع المصري و المجتمعات العربية الأخرى أحوج ما تكون إلى ترسيخ القيم العقلانية في بلادنا و محاربة الجهل والتعصب والاستبداد في الرأي، والقيم القروسطية التي كانت ولا تزال تسيطر على قطاعات واسعة في مجتمعاتنا. و أكدوا أن الأجيال بحاجة إلى البناء . واليوم تآزرت الوهابية مع نظريات ما بعد الحداثة لتعني بمعنى من المعاني العودة إلى القيم البدوية و السلفية و الجهاد بالسيف و تدمير العقلاني والقيم التنويرية والتركيز على حق الاختلاف والنسبية الخصوصية إلى حد تأجيج الصراعات القبلية والمذهبية والقومية.

وفعلا شهدت مصر تطورا كبيرا في مجال الفن و الأدب والسينما. وبرز عمالقة كثر في كل الميادين التنويرية و الثقافية . لقد كان للطفرة النفطية البغيضة، و هجرة كثير من المصريين إلى الجزيرة العربية للعمل و كسب الرزق منذ أواسط سبعينات القرن الماضي و فيما بعد، دورا كبيرا في سيطرة الوهابية على كل مناحي الحياة في مصر والعالم العربي، ووأد الفكر التنويري واللبرالية الفتية. لقد تم غسيل أدمغة الكثيرين ، وشراء ذممهم بأموال النفط ، أمام أنظار الغرب الرأسمالي الذي لا يهمه شيء سوى تأمين تدفق النفط لماكينته الصناعية و الامبريالية. وقد تآزرت نظريات ما بعد الحداثة و التعددية الثقافية مع الفكر القومي الرجعي والسلفي والوهابي لبث الفرقة والشقاق في المجتمع، و إحياء القيم البالية البدوية تحت ذرائع احترام الأصل والفصل والثقافات المحلية و قيم الشعوب و اختلافاتها.

نجيب محفوظ الذي ودعناه قبل عام ، كان صديق الجماهير الكادحة التي طالما عايشها آلامها وآمالها ، و كان جديرا بالاحترام الكبير من لدن اليسار والشيوعيين ، و مكانه كان وسيبقى بين صفوة الأدباء أمثال بلزاك وتولستوي وفيكتور هوغو على مر ّ الزمان ، كما كان أكثر إنسان أثر في تفكير القراء في العالم العربي ّ و شخصيتهم ، وقد كان أجمل مثال للموضوعية المطلقة ، و احترام العقل ، و محاربة الخرافة .
و كان أكثر من ركز على الدور السلبي الذي يمثله من جعلوا من أنفسهم مندوبين عن الرب ّ في حياتنا، وهو أفضل من بلور فكرة الانفتاح والحريةّ الشخصية، بتأييده الصلح مع إسرائيل، ودعوته للسلام والإخاء بين الشعوب.
هذا المُعلِّم و الأديب العظيم تفاعل مع ثقافة مجتمعه على أفضل ما يكون في " الثلاثية " و تفاعل مع ثقافة عالمه الكبير على أفضل ما يكون في " أولاد حارتنا ”.
كمال الشاب في ثلاثيته الرائعة يمثل تطور اللبرالية العربية و اضمحلالها، و ظهور السلفية الإجرامية كبديل .
هذا المحفوظ الكبير ، رغم غيابه الجسدي عنّا ، ألا أنه خالد في أذهاننا وقلوبنا وفي بيوتنا عبر رواياته ، والإنسان حسب ماركس ،إن كان ميّتا بجسده، ألا أنه خالد بأعماله ، و أنا أكتب هذه السطور لا أستطيع أن أمنع عينيّ من أن تذرف الدمع على هذا الإنسان العظيم وعلى اللبرالية الخائبة . هذا الإنسان ارتبطت به بشدة في فترة مراهقتي ، و لا أزال حتى الآن أكنّ له كل احترام و تقدير على كتاباته الرائعة المفعمة بالواقعية وبروح محاربة الفساد و الرجعية وقوى الظلام.
كنت أتمنى أن يكون هذا الرجل الكبير مثلما كان في رواياته ، أكثر شجاعة في حياته الشخصية أيضا ، ولا عتاب عليه طالما لم تتوفر له ولأهله أجواء الأمن والأمان . و كنت أتمنى أن يترك على الأقل تسجيلا حيا يعبر عن حقيقة أفكاره التي تسفر عنها كتاباته كأفضل ما يكون ، و لكنه أبى ، لعله أراد أن يكون مثلا للبشرية أنه لا يوجد إنسان كامل ، أو أراد أن يكون مثلا للإنسان المصري المُرتبط بمجتمعه و لا يستطيع الخروج عليه علنا بسهولة .
قال نجيب محفوظ : " لو اختلفت كتاباتي عن آرائي المُعلنة ، فالحقيقة تكمن في كتاباتي ، فأن آرائي المُعلنة لها أسباب أخري " . ومن حق هذا الكاتب أن يعبر عن مواقفه بأي شكل يرتئيه حسنا، ولم يّرد منه المحرومون أن يصبح لينين أو جيفارا مصر .
إن روح نجيب محفوظ وإبداعه لأكبر من جائزة نوبل ، وقد أمست كتاباته لآلئ في قلب التراث الأدبي و الثقافي للإنسانية . ففي أيام المراهقة والشباب تعرفت على أدب نجيب محفوظ، لأول مرة عبر فلم "ثرثرة فوق النيل"، وقد ترك في ّ أثرا لن يمحى قط، ومنحني متعة لن تنضب، وأنا أشاهد جوانب من حياة المصريين. وفي تلك الأيام نصحني أحد أدعياء الثقافة والماركسية بعدم قراءة روايات_ حسب قوله_ برجوازية أو رجعية ، و شجعني على قراءة بعض روايات الواقعية الاشتراكية ، أو بالأحرى الشعاراتية والدعائية . صاحبي ذاك لم يكن جاهلا بالماركسية فحسب، بل كانت ثقافته ضحلة جدا ، ولم يكن مطلعا على مواقف لينين من تولستوي الذي أطلق عليه مرآة الثورة الروسية ، ولم يكن يطلع أو حتى يستوعب آراء أنجلز في الأدب والثقافة ، وكيف أنه أكد أنه فهم الصراع الطبقي في فرنسا خلال روايات بلزاك أكثر مما فهمه خلال كتب التاريخ. ذاك الدعي ّ لن أغفر له حرمانه إياي لفترة من التمتع بروايات نجيب محفوظ و توفيق الحكيم و إحسان عبد القدوس. فلم يكن المطلوب من نجيب محفوظ إيجاد حل للصراع الطبقي في مصر، بل أنه صور لنا الحياة في مصر وسبر أغوار النفس الإنسانية لشخصياته التي تنوعت من كل شرائح المجتمع. وقد آمن أن وراء كل ما يراه بالعين، هاوية تسكنها الروح الإنسانية التي ينتمي إليها الكاسب والفلاح، وأن تحت كل قلب تعبان نبع حياة دافق.

وإن حضور شوارع ومقاهي وأزقة ببشر وممثلين وتاريخ وأفلام وقصص ، ومعيشة أناس من أبناء الطبقات الوسطى والحرفيين والبغي والشحاذين والمثقفين و البرجوازية الصغيرة والأثرياء والطلاب ، إنما حضور صورة كاملة تساعد الماركسي و الشيوعي العازم على تغيير المجتمع على رؤية الصراعات الطبقية بوضوح ، ويعطيه مادة جيدة لاستخدامها في كفاحه الطبقي الذي لا بد أن ينتصر . لقد كان كاتبنا العظيم مقيما في منطقة القلق والشك والتساؤل، لأن الجهّال دوما نراهم على يقين وراحة بال ، ونرى أصحاب الفكر في شك وقلق دائمين.

ربما لا يرى اليساري نفسه منتميا إلى الحركات السياسية والاجتماعية التي يحسب عليها كتابه المفضلون، لكن هذا لا يمنعه من أن يشعر بالاحترام لهم، و لا أن يجعله يتنكر لتأثيراتهم العظيمة في مسير التاريخ و في تطور مجتمعاتهم. كيساري تقدمي، ربما لا أكن احتراما للحركات البرجوازية والقومية، لكن الشاعر أو الأديب المبدع كإنسان وشخصية لا بد لي من احترامه، طالما يصور لنا جوانب الحياة الخفية علينا، وما يتلاطم في بحر المجتمع.
فمن مميزات الراحل العظيم التي تقربه " أو أرى من المفروض أن تقربه" من الشيوعيين ، وهي كثيرة ، منها أن الإسلام السياسي والعروبة العنصرية قد فرزا نفسيهما عنه ، عبر إدانة بعض كتاباته وخاصة رواية " أولاد حارتنا" ، وكذلك محاولة اغتياله الجبانة من قبل شاب إسلامي متطرف، ومقاطعته من قبل القوميين بعد تأييده لإبرام اتفاقية كامب ديفيد ، والصلح مع إسرائيل التطبيع الثقافي .
و من المميزات التقدمية والإنسانية الأخرى لنجيب محفوظ هي أن آفاقه الفكرية أرحب من آفاق اليسار التقليدي في العالم العربي ، وقد كان ينتقد كل الخرافات الدينية والقومية والوطنية السخيفة، فلم يتغن مثل بعض الكتاب السفهاء " بعطور روث بلاده " المنعشة، ولم يدع ُ الناس إلى تفضيل الفول الوطني الشريف على " لماكدونالد الصليبي والغربي الفاسد" . و لم ينجر وراء الشعارات القومية من قبيل "تحرير القدس عبر طهران أو بغداد" ، و "قتل الأعداء والغرباء والخونة" ، ولم يطمع يوما في مكرمة رئيس أو فرعون ، بل أن إبداعه أغناه عن كل قصور الفراعنة ، و ذهب الرؤساء ، وجاه الدنيا والسلطان.
لقد رحل نجيب محفوظ بجسده ، وتخلد في بيوت كل قرّائه وأذهانهم و ذاكرتهم ، وفي أذهان الجماهير الكادحة المصرية والعالمية ، عبر إبداعاته الروائية ، وخلاقيته الفذة التي هزمت قوى الظلام والرجعية.
من المفارقات العجيبة أن الحركة القومية العربية التي رفعت لواء الإصلاح لفترة ، و انهزمت فيما بعد ، وخاصة بعد حرب حزيران 1967 باتت اليوم حليفة أشد القوى ظلامية ، على أمل إعادة شيء من نفوذها المفقود.
كانت كل حياة نجيب محفوظ تمثل تحولات التطور الفكري، وتاريخ نمو وترعرع اللبرالية في مصر. الجمالية مسقط رأسه تمثل الفكر المحافظ، وثم ينتقل إلى القاهرة التي تمثل التنوير والتطوير و التزاوج مع الحضارة الغربية، و فكرة" ساعة لقلبي، وساعة لربي". لقد توقف نجيب محفوظ عن الكتابة في وقت سيطرت الوهابية على مناحي الحياة، وبعد أن تعرض لاعتداء آثم بالسكين من قبل إرهابي وهابي. كانت هذه الفترة هي فترة احتضار اللبرالية أو بالأحرى أسرها تمهيدا لوأدها نهائيا. نعم تآزرت السلفية الوهابية و نظريات ما بعد الحداثة ، والعروبة العنصرية على إرجاع المجتمع القهقرى إلى الوراء.
(نقلا عن الحوار المتمدن)
[/FRAME]

الوافـــــي 22-02-2008 05:34 AM

المؤلفات الكاملة للأديب / نجيب محفوظ

فرج احمد 22-02-2008 09:37 AM

سبحان الله اخواني المسلمين في بقاع الارض
ان السيد/ نجيب محفوظ لم يكن مفكر او داعيه اسلاميه بل كان كما يدعي المستغربون بانه اديب لم ينادي مرة الي الله الحق بل ينادي الي الشيطان فس يقاع ارض اليست قصته اولاد حارتنا هل يوما قال اطعمو فقراء المسلمين هل نادي يوما بين المسلمين المتحاربين لتوحيد كلمتهم . وما كانت الجائزة التي حصل عليها الا رمزا من اعداء الله في الارض ولو كانو حقا يعرفون الله لكان هناك خير منه كثيرا
ان اعداء الحق في الارض حاولو غزو بلاد الاسم عسكريا فلم تفلح غزواتهم ففي العهد القديم ها هم الصلبيين وهاهم التتار والماغول ولكن الحق انتصر بقوة ابنائه وهاهم الفرنسيين وفي العهد الحديث هاهي امريكا بمعداتها وترسانتها الحربيه في العراق وافغنستان يتقرعون المرارة والحسرة علي مافعلوة ولكنهم هم اهل الشيطان فيتكبرون ويستعلون وكانهم منتصرون لم نري منهم اي عدل ساد بين اهل البلاد التي دخلوها
فمن افغنستان قرر واعترف اهلها بانه لم يعد امن مثلما كان بعهد طالبان ونظرا لعدم الانتصار العسكري للمسلمين في النهايه فكان لازاما علي اعداءالاسلام ان يقرروا غزوا اخر وهو الغزو الفكري غزو الحضاره غزو العقول وافساد العقيده الاسلاميه وقد وجدو من يهلل بما يريدون مثل نجيب محفوظ وقاسم امين وغيرهم واخيرا وليس اخر حسبنا الله ونعم الوكيل

السيد عبد الرازق 22-02-2008 12:30 PM

[FRAME="11 70"]لقد أثر الفكر الغربي علي فكرنا وخاصة في مصر حتي أنهم يخافون من مجرد شكل المتدين ولايحاولون مخالطتهم .
وكثير منهم سواء كانوا عامة أو خاصة يعتقدون بأن كل متدين كما يسمون ارهابي .
ولازلت أذكر هذا الإعصار أيام الستينات في مصر حينما كان أحد الناس واقفا في أحد السجون في ليل الشتاء القارس يسّلك بالوعة المجاري وقال يارب .
فرد عليه رئيس السجن الحربي لو جاء الرب هنا لوضعته في الزنزانة التي بجوارك وحبسته حبسا انفراديا.
ومرت الأيام ومات هذا المتغطرس بحادثة بين سيارته وسيارة نقل محملة بأسياخ الحديد ودخلت أسياخ الحديد في صدره وبطنه عبر زجاج سيارته الذي تحطم نتيجة الحادت.
ولملموا أشلائه ودخلوا ليصلوا عليه صلاة الجنازة في المسجد قبل أن يشيعوه وإذا بالنعش يرفض الدخول إلي المسجد . لم تفتّح له أبواب السماء ولن يدخل الجنة حتي يلج ويدخل الجمل في سمّ الخياط.
آه من الأيام وآه من اًلآلام .
وهذا يوسف إدريس الذي اعترض عند حصول محفوظ علي الجائزة وقال أنا أحق بها يستهزأ علانية بالشيخ الشعراوي علانية في التلفزيون المصري وأمام الجميع ورحل ومات وهو الآن عند مولانا جل جلاله .
رحم الله شيخنا الشيخ محمد متولي الشعراوي وأحسن الله إليه .
ونجيب محفوط ويوسف إدريس هم في ذمة الله تعالي وله المشيئة وهو صاحب العفو والمغفرة إن شاء سامح وعفا وإن شاء عذب جل في علاه.
وها هم الفرنسيون قد منحوا الغيطاني جائزة علي كتابه التجليات وهم يعتبرون كتابه قمه في الأدب العربي والعالمي .
وكل له رأيه واتجاهه وهويته والحمد لله في الأولي والآخرة وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
ونور الله ودين الله غالب بأمر الله تعالي ولو كره المبطلون ولو كره المجرمون ولو كره الحاقدون.
[/FRAME]

RWIDA 22-02-2008 10:45 PM

نجيب محفوظ هو واحد من اهم الكتاب العرب ان لم يكن اهمهم علي الاطلاق هكذا يراه البعض
وهكذا كنا نراه حتي اننا كنا ندرس سيرته
ولكن للحق ان نجيب كان بعيد كل البعد عن مقولة ساعة لربي في كتاباته او هذا مما قرات له
فلم تكن له فكرة واحدة بناءة
حتي ان بعض كتاباته تسبب الصدمة
كان مما قاله الشعراوي رحمه الله ان من عمل للدنيا واهلها فله التكريم في الدنيا اليسوا يشيدون لهم التماثيل ويطلقون اسماءهم علي الشوارع ويكافئون نظير ما قدموا للانسانية هكذا هم يكافئون انتهي
هذا عمن ساله عن غير المسلمين يقدمون للانسانية فما جزاء ما يفعلوه ولكن من قدم للانسانية
وكان عمره كله ليقدم فكر انساني (راقي) كما يقولون وهو مسلم
فلم يقدم للاسلام شئ ولا استمد منه مبدا واحد
ولكن هم في ذمة الله

علي عبدوس 23-02-2008 12:36 PM

هل يستحق نجيب محفوظ جائزة نوبل؟؟؟
 
السلام عليكم،
قرأت باسى ولوعة ما ورد في المقال الذي يشكك في استحقاق هرم من الأهرام الأدبية العربية جائزة نوبل...المرحوم نجيب...
وهل يستحق صاحب الثلاثية هذا اللمز والهمز بعد وفاته؟ وبعد كل ما قدمه من أدب رفيع شكلا ومضمونا ؟ بدعوى أنه تحدث عن الجنس وما شابه، وبدعوى أنه تتلمذ على الغرب والمؤلفات الغربية وما شابه من هذر...
لم تنجب اللغة العربية لحد الآن "دكتورا" واحدا- وما أكثر الدكاترة ووزراء الدفاع عندنا ؟؟؟-استطاع أن يغوص في عمق ووجدان الإنسان العربي ؛الإنسان البسيط ، في الحارة ، وفي القصر...
لم يكن دكتورا، ورغم ذلك أمتع القارئ العربي المتذوق للفن الراقي، وللسرد المميز الذي يحملك من عالم مليء بالمتناقضات والدونية والاضطهاد،إلى عالم فيه قليل من النور والهواء؛
ينقصنا الحياء ولذلك نقول أحيانا ما نشاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ابو المظفر 23-02-2008 12:58 PM

لماذا الآن؟؟؟ ولماذا هو؟؟؟؟؟؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أنا لا أتكلم بدافع شخصي أو بدافع ديني (وإن كان هو الأساس الذي يجب أن تنبني عليه حياتنا ) وإنما بدافع أدبي ..............
فأنا حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وأحضر لدرجة الماستر...
إن المتتبع للأدب العربي يجد الكثير من المبدعين في كافة الميادين الأدبية ، ولا نجد من بين الأوائل نجيب محفوظ فهناك من يسبقوه بدرجات كبيرة في الفن الروائي والقصصي .....
ولكن حصوله على جائزة نوبل جعله يشتهر أكثر من غيره ،وأراؤه الفكرية المعادية للإسلام وتقاربه من اسرائيل جعلا منه مناسباً لهذه الجائزة ، فكانت له مكافأة على مواقفه ورشوة لغيره ولم تكن نتيجة إبداع فني أدبي.

:New1: :New1: :New1:

sheetos_alex 25-02-2008 07:21 PM

مشكوررررررررررررررررررررر

عبد الرحيم محمود 19-03-2008 10:17 AM

سيدتي الكاتبة
اتفق معك فالغرب يصنع لنا الرموز في كل مناحي الحياة
وقد كانت مناقشة حامية بيني وبين عميد كلية الآداب
بالجامعة العبرية عام 92 وقلت له أنتم من أعطيتم
الرجل الجائزة .
فاحتد وقال : ولم نعطيه الجائزة ؟
أجبت : لأنه عهر كل الاسماء ذات المعنى الديني
ولوث صورهم امام القاريء فمحمد وأحمد وفاطمة
وعائشة وخديجة ومصطفى واسماء مرغها بالرذيلة
والتراب والخمر والخيانة.
فقطع النقاش وانصرف !!


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.