حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   بين بين . مدونة الشاعرة د حنان فاروق (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=71404)

السيد عبد الرازق 30-05-2008 11:55 AM

بين بين . مدونة الشاعرة د حنان فاروق
 
[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

حريات خالية

مالي أتنقل من قفص إلى قفص..؟؟؟أجننت؟؟؟تخيلت أنى سأرفرف بجناحي في فضاء الحب حين ارتبطت بها ..خدعنى الشوق إليها ونبضها يطرق أبواب مشاعري ..بشرتنى بحريتى التي ستحملنى بعيدأ عن قضبان قفص الرباط المقدس..رقتها..عقلها...ضعفها القوي جذبوني إلى عالم من ألوان الطيف أتنقل فيه كيفما شئت.. أتنسم عبير الأالوان..أتجدد...كنت في حاجة إليها.. للاندماج بروحها وعقلها معاً..لكنها ...تغيرت..لا أو ربما.. أنا الذى تغير.. بمرور الأيام وجدتنى خلف قضبان جديدة بلا مبرر...لا أعرف لماذا انطفأ شوقي..تغيرت ملامح كيوبيد القصة لتتحول إلى أخرى شيطانية تقض مضجعي كلما أعلن جوالي عن صوتها القادم إلي عبر الأثير أو أحسست أني سأقابلها هنا أو هناك..شحوبها المتزايد ونضوب بريقها يستفزني أكثر مما يستثير عطفي عليها..لم أعد أفهمها..ولا أريد..حبستنى دون قصد بين طوفان الحب الذي تصر على تفجيره داخلي وبين الاعتذارات التي لاتنتهي عن الضغوط التي تمارسها علي..أف للنساء...أحاول التخلص منها بهدوء..أمقت القضبان....أشعر بها تفهم مايحدث داخلي ولاتصدق فتخنقنى بأسئلتها المملة...لماذا لاتصدق..؟؟أوصلت إليها شعورى بكل الطرق..ابتعدت..نفرت..كلمتها بشيء من حدة تصل إليها دون أن تسيء إلى إنسانيتها..لكنها لاتكف عن محاولة الاقتراب والبحث في سطور نفسي..محوت من ذاكرتي كل ماتحاول قراءته كي لاتتسلل في غفلة مني وتقتنصه..لم تهدأ..لو فقط تتركنى بعض الوقت ..ربما عدت إليها ثانية..أو..

..جرس الباب يدق..زوجتى وأولادي..أغرق فى دوامتهم مع سبق الإصرار ..يدق جوالي..ألمح رقمها..أخرجه من نطاق الخدمة ...أفر إلى الجريدة..أزاحم الإعلانات والسطور بحثاً عن حرية خالية..
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 11:59 AM

[FRAME="11 70"]صَبَاحٌ حُرّ







بسم الله الرحمن الرحيم

صََبَاحٌ حُرّ

شِعْر:


د.حنان فاروق





للصّباح الحرِّ فى النبض ارتقابْ***تقرع الآمال فيه ألف بابْ

أيُّها المسجون في جوف الردى ***وارتعاشات التمني والغيابْ

انفض القضبان عن روح المدى ***وانزع الأثواب عن ذاك السرابْ

لم يزل للحلم خطوٌ يحتفى ***بالليالي لم يدنِّسْه اغترابْ

لم يزل للفرح طرقٌ فى الرؤى*** واحتفاءات تغني للإيابْ

كم مضى فى العمر من جرح رمى ***ذكريات النزف في يمِّ العتابْ

كم غفت فى النفس آهات البكا ***راقها استيطان صمت الانسحابْ

وطوتها ريح أيامٍ جرت ***فوق أعناق الجوى والانتحابْ

هذه الدنيا وهذا سحرها ***كل مافيها ترابٌ فى ترابْ
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:01 PM

[FRAME="11 70"]تقاعد مؤجل



بسم الله الرحمن الرحيم

تقاعد مؤجل

فى بلادنا العربية اشتهر بلوغ الستين بالتقاعد..أما على الصعيد السياسي فيبدو أن المصائب تتجدد وتحارب التقاعد حتى الموت..ربما تلوح بشرى هنا أو هناك..لكن التحالفات الشيطانية تعرقل فك طوق الكوارث من رقابنا وتحكم أغلالها حول معاصمنا بتحكمها فى اقتصاد العالم وإعلامه من جهه و بمساعدة غير قليلة من بعض المنتمين إلينا اسماً وليس موضوعاً من جهة أخرى ..أقول هذا بمناسبة مرور ستين عاماً على مايعرف بالتكبة..نكبة قيام دولة إسرائيل والتي يحل عيد ميلادها الأسود فى 15 مايو من كل عام...وصحيح أن قيام دولة إسرائيل كان كارثة على المنطقة العربية ككل منذ صرخة الولادة إلا أن حجم المصيبة أخذ يتضح شيئاً فشيئاً مع تمدد هذا الكيان الهلامي الذى زرع فى قلب أمتنا العربية مع سبق الإصرار والترصد..فهو لم يكتف باغتصاب الأرض وقبولها كمنحة ممن لم يمتلكوها يوماً لكنه استأسد وطغى واستفحلت عمليات التطهير العرقي التى مازالت قائمة حتى وقتنا هذا أسوة بحليفته القديمة أمريكا التي فعلت نفس الشيء مع الهنود الحمر ثم أرسلت إعلامها يتهمهم زوراً بالإرهاب والدموية..والمشكلة التى أراها ملحة أننا كلما ركزنا على القضية دفعونا بإعلامهم وآلة حريهم الديناصورية إلى قضايا جانبية وحصرونا فى جزئيات لا تمثل الكليات..الأمر الذى أثر على عملية التركيز على الحق الضائع الذى يتضخم ضياعه كل يوم عن اليوم الذى يسبقه.. رغم أن هذا التركيز لن يحل المشكلة إلا على المستوى الإعلامي..ذلك أن يتظاهرون بالتحكم في الحل والربط ومحاكم العدل الدولية وحقوق الإنسان والحيوان وحتى الجماد كلهم مسيرون لامخيرون..ومجبرون على التوقيع على عقود بيضاء تضع بنودها أخطبوط العالم وسيدة النظام العالمي الجديد هي وابنتها أو محركتها القابعة كالسرطان فى جسدنا..

إن نكبتنا الحقيقية لم تكن فى قيام دولة إسرائيل التى لم ولا ولن نعترف بها ماحيينا لكن مصيبتنا هي فى تشتتنا الذى بدأناه نحن بحمقنا وتركنا الشياطين تغذيه وتنميه ولما حاولنا الاستيقاظ منه أدخلتنا فى معمعة الانشغال بأنفسنا وبمصائبنا الداخلية من طائفية وإرهاب وغلاء ومعاناة وديكتاتورية وتطرف و......و......وأوهمتنا أن كل هذا صناعة محلية بينما هو فى الأصل وارد جهنمها التي صنعتها لتلقي فيها كل من لايتفق مع مبادئها وتوجهاتها على طريقة (من لم يكن معنا فهو علينا) ..وهي سياسة غاية فى الديموقراطية التى ينادون بها ويروجون لها ويرفعونها شعاراً حتى وهم يشهرون أسلحتهم فى وجوهنا ويقتلون النساء والاطفال فى وضح النهار دون أن تهتز لهم شعرة أو يضطرب لهم نبض..

يقول المثل العربي(ماحك جلدك مثل ظفرك) ..ونقول..لن ينقذنا مما نحن فيه إلا الله ثم عزمنا على استعادة الأرض الصلبة المشتركة التى نقف عليها..ربما سيكلفنا هذا أكثر مما نتخيل لأن الآخر الذى يراقبنا بعين مفتوحة سيحاول قدر استطاعته ألا يترك لوحدتنا فرصة تلتقط فيها شهيقاً واحداً...لكن إصرارنا واستعدادنا لتكرار المحاولات عشرات المرات هو الذى سوف يفت فى عضده ويمنحنا بقوة الصبر ما لم تمنحنا إياه قوى الأرض العظمى..

[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:03 PM

[FRAME="11 70"]

أيهما الافتراضي؟؟؟




بسم الله الرحمن الرحيم

أيهما الافتراضي؟؟؟

منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً حين بدأت رحلتى المكوكية عبر الشبكة العنكبوتية كانت الفكرة السائدة عنها أنها أرض افتراضية ومايحدث فوقها يختلف كثيراً عن نظيره على أرض الواقع..لم يكن من السهولة أن يخلع أصحاب الأقلام أقنعتهم اللهم إلا من كان منهم من أهل الصحافة الأرضية حيث لم تكن الصحافة الإلكترونية العربية من القوة بمكان آنذاك..الأسماء المستعارة كانت دائماً تبني عالي الجدران بين الناس وتعزلهم عن بعضهم البعض مما يجعل حياتهم العنكبوتية نوعاً من أنواع الحلم الذى ينتهي بمجرد أن يغمض الحاسوب عينيه ويسلمهما للنوم حتى الجلسة التالية.. كل النقاشات حول استخدام الأسماء المستعارة والإفصاح عن الشخصيات الحقيقية والأخبار المعلنة والحوارات المبثوثة عبر هذا الواقع الافتراضي كان يشوبها الكثير من النقص وتآكل الحقائق..وأذكر حين استمعت فى الأخبار آنذاك لإعلامية شهيرة تنقل نبأ أن جماعة متطرفة أعلنت مسؤوليتها عن حادث تفجير فى مكان ما على وجه أرض العرب أننى تعجبت وغضبت ووضعت ألف علامة استفهام على إثبات كلمات بثت عبر منتديات على الإنترنت وكأنها حقيقة لا جدال فيها..وأياً كان القصد من الركون إلى الأخبار المبثوثة عبر النت آنذاك إلا أن هذا يعطي فكرة عن تعاطينا مع النت قبل عقد مضى ونحن نجلس أمام شاشات الحاسوب بكل تطوراته ورحلاته عبرنا أو رحلاتنا عبره..

اليوم تغير الواقع..بدأ ذلك منذ بضع سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وظل يتزايد فى ظل استمرارية النقاش حول الجدار الشائك بين الواقع والافتراضي وهل هناك من أمل في كسره أو تخطيه..ولأن الدنيا لا تتوقف عند القيود التي نضعها فى أيدينا باختيارنا.. فلقد خلع الإنترنت افتراضيته التي التصقت بجسده طويلاً وأصبح من أكبر المؤثرات الواقعية فى حياة مستخدميه خاصة والناس عامة..فسهولة تواصليته..وابتكار أشكال جديدة منه أصرت على نزع الأقنعة مثل المدونات و الفيس بوك غيرت من طرق التعاطي التخيلي معه واستخدمته كسلاح كاشف لما كان يحدث تحت طي الكتمان على أرض الواقع بالاشتراك مع أدوات ثورة الاتصالات والتقنيات التي نعيشها مثل الجوالات ذات الكاميرات ..والكاميرات الرقمية وغيرها التي أصبحت بدورها همزات وصل بين الأرضين اللتين لم تعودا متباعدتين بل تقاربتا لدرجة الالتحام والتداخل فى كل مفردات الحياة وكافة أصعدتها..وليس أدل على ذلك من الذى حدث فى إضراب السادس من إبريل..الأمر الذى أعلن عن هذا الالتحام بوضوح ومحى بأحداثه ماكان متبقياً من ادعاءات تصر على تحجيم حجم الشبكة العنكبوتية وقدرتها المحدودة على تحويل الخيال إلى حقيقة بالرغم من أن الحريات فى وطننا العربي يشوبها الكثير من علامات الاستفهام الكبيرة التى تخجل من حتى الهم بالإجابة عن الأسئلة التي تسبقها...وبالرغم من أن السادس من إبريل لم يكن أول إعلان عن هذا الالتحام بل سبقته إعلانات أخرى فعلها المدونون ..وأثاروا الكثير من الجدل الذى أثمر إيجابيات لم نكن نتصور أن تحدث فى مجتمعنا إلا أن قصة السادس من إبريل اختلفت من حيث العمل المنظم المرتب نوعاً ما..فجهود المدونين كانت فى أغلبها جهوداً فردية يمكن بطريقة أو بأخرى السيطرة عليها أو التشكيك فيها وإحباطها ..لكن إضراب 6 إبريل أثار الخوف من قدرته على شحن المجتمع ككل من خلال الناشطين عبر الفيس بوك والمدونات وغيرها الذين حملوا حماسهم وهمتهم وغضبهم واستطاعوا تحويل كل ذلك من حروف منتثرة هنا وهناك إلى فعل قوي كان لا بد أن يكون له ردة فعل من جانب الجهات التى اختصموا معها ولم تكن ردة الفعل بطبيعة الحال سوى أسلوب قديم لم يستطع بعد أن يفهم طبيعة الزمن الذى نعيش فكان القبض على كل من سولت له نفسه العنكبوتية والأرضية تأجيج استعار الفعل بدلاً من التهويم فى دوائر القول المفرغة وهو مالم يكن متوقعاً من قبل..وهو أيضاً ماسبب إعادة ترتيب الأوراق أو فلنقل بعثرتها والتفكير الجدي فى التخلص من الفيس بوك بغلقه فى بعض الدول العربية أو على الأقل التجسس عليه وإجهاض أى نشاط يطل منه وفيه قبل ولادته..وهو تفكير عقيم يحتاج مراجعة قوية..فالفيس بوك لم يكن هو السبب الرئيس بل هو مجرد أداة من الأدوات..ولايجب أن يغفل المسؤولون أنها رغم كل شيء تتطور وإن لم يتعاملوا معها بأسلوب أكثر تحضراً ستظل المشكلة قائمة..وسينطلق كل يوم ثائرون جدد مهما غلت أيدى البعض أو ارتعد البعض الآخر..

إننا بالفعل لانعيش ثورة اتصالات وتقنيات فحسب..بل..نتنفس ثورة تطور مجنون لتلك التقنيات..فهى تتقدم وتتجدد من لحظة لأخرى لا من يوم لآخر..وعليه فيجب أن نستخدمها لنعيد صياغة الواقع وتشكيله ..ويجب على غيرنا أن يحترمها ويحترم المتعاملين الجديين معها لأن الأساليب القديمة لم تعد تزيد الأمر إلا انحداراً وفضحاً لتخلف فكري وتفاعلي أسقطه زمننا من حساباته..

د.حنان فاروق
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:05 PM

[FRAME="11 70"]إضراب



بسم الله الرحمن الرحيم

إضراب

التصقت بفراشي أثناء محاولات أمي المستميتة لإيقاظى في موعد عملي ..بعثرت حروفاً متآكلة لم تستفق بعد ..لم تفلح مجاهداتها المسكينة في فتح أجفاني إلا عندما أحضرت ذلك المنبه الضخم المستدير وأطلقت صرخات أجراسه المجنونة على آخر أمل لي فى إنقاذ نومي المذبوح..هببت من بين أكوام الأغطية وجلست في وسط الفراش واضعاً يدي على خدي...(لماذا توقظينني يا أمي؟؟) خرج السؤال من بين شفتي مبللاً بدموع الإعياء.. ألقت بي أمي في شباك علامة استفهام كبيرة رسمتها على وجهها فاليوم ليس بإجازة ..والوظيفة التي فزت بها أخيراً بعد أن دفَعَت فيها جلّ ماتملك لاتحتمل تلاعبات قد تودي بها وأنا بعدمازلت فى شهور تعييني الأولى....قررت أن أنقذها وأنقذنى من وقفتها المشدوهة ..بالكاد استطعت أن أفسح مكاناً لحروفي بين سيل لومها المنهال على رأسي لأخبرها أن اليوم إضراب عام ..صرخت من أعماقها كأنها تحملني لمثواي الأخير : (مالنا نحن والإضرابات..مالنا نحن والسياسة...سأحضر عمك فلان وخالك علان ليعيدوا عقلك إلى رأسك...)

ضاع نصف النهار وأنا أشرح لها أن عدم خروجي ليس مشاركة فى الإضراب لكنه فقط خوفاً من الشرطة المنتثرة فى الشوارع والعنف المتوقع حدوثه في مثل هذه الظروف..لكن هيهات..لم يستطع غضبها الخائف استقبال المعلومة ولا نجحت أنا فى الاحتفاظ ببقايا النوم التي ظلت تداعب مخيلتي..كان الرعب قد تملكها ولم تعد هناك فائدة من أى كلمات..ارتديت ملابسي هرباً من قفص اتهامها ونزلت في محاولة أخيرة لاسترضائها..طرقت باب جارى وزميل دراستي..أعرف أنه لابد يستمتع بأحلامه حتى الآن فهو لم يجد عملاً بعد..لأول مرة أحسده على ماهو فيه..لن يشك فيه أو يوقظه أحد ..مددت إصبعى وضغطت الجرس شامتاً في نومه الذى سأبدده مثلما فٌعِل بي.. ضغطت الجرس مراراً بعصبية لكنه لم يفتح..أين أذهب الآن؟؟.....آه لو من الممكن أن أكسر هذا الباب وأخرجه من بين أحلامه أو أشاركه إياها ..؟؟؟..تملكني اليأس..ليس أمامي إلا الشارع .. موعد العمل مرّ ..ماعاد يمكننى الذهاب إليه ..تلفت يمنة ويسرة..ليس هذا منظر شارعنا فى هذا الوقت من النهار..عساكر أمن مركزي ينتشرون هنا وهناك..وجوه أخرى لاتمت للأمن بصلة تدور بلا هدف ..أتتبع بطرف خفي مايحدث حولى..لماذا كل هذا؟؟؟..أحسست بكتفي يهتز بلا مبالاة..نظرت في عيون من حولي خوفاً من أن يكون أحدهم قد لمحنى ....تجمعات بدأت تلوح ..فتيات ..شباب..يحملون لافتات عليها كلمات غاضبة..قيدت عيني فى الأرض التي أسير عليها ....تحلق بعض العساكر حول أحد التجمعات..ساقوهم مرغمين إلى شاحنة كئيبة وأغلقوا بابها عليهم ..تعالت أصواتهم..أسرعت الخطى..أدركنى عسكري أمن مركزي جذبنى من قميصي..صرخت فيه بأنى ليس لي علاقة بما يحدث..سبني..ضربني وهو يفتح فم الوحش الذي ابتلع بعضهم قبل قليل..ألقي بي داخله وأغلق الباب..انهمرت دموعي مع ارتجاف كل جزء في جسدي..تقوقعت في ركن من أركان الزنزانة المتنقلة..سألني من بالسيارة عني..عن انتماءاتي..لم أجب..صحت فيهم ليبتعدوا عني..ليت أمي لم توقظني..قلت لها لا أريد النزول إلى الشارع...يالحظي..حتماً سأفقد كل شيء.....سأقول للمحققين الحقيقة..سأنفذ كل تعليماتهم بدقة ..سيصدقونني ويخلون سبيلي....وصلنا..أخرجونا من السيارة..قذفونا في الحجز بعد تفتيش سريع...لأول مرة أدخل هذه الأماكن..يبدو أن البعض ممن معي مثلي من الضيوف الجدد..سددت أذنى عن حديثهم..بعضهم ثائر..بعضهم صامت...ماهذا ؟أحدهم يتكلم فى محمول...كيف أدخله إلى هنا...لم أفكر كثيراً..اقتربت منه..سألته بهدوء أن يدعني أكلم أهلى..ابتسم وتعجلني..كلمت عمي..أجرى اتصالاته..وأخرجني بعد ساعات بعد أن تأكدوا أني لا أنتمي لأية حركات أو تنظيمات...لم أصدق أنى عائد إلى البيت..حين دخلت..ارتفع صوت أمي باللوم ثانية...لم أرد...دخلت إلى غرفتى...بحثت عن ورقة..كتبت عليها بخط عريض: إضرااااااااااااااااااااب....

علقتها على الباب وأغلقته من الداخل..دفنت نفسي تحت الأغطية..

د.حنان فاروق

[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:08 PM

[FRAME="11 70"]

أين إسراء؟؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم

أين إسراء..؟؟؟؟؟

حين صدر قرار الإفراج عن إسراء عبد الفتاح عندما تظاهر مائة وخمسون محامياً مطالبين بخروجها تعبيراً عما يكنه الشعب ككل لهذه الفتاة القوية التي لم تقصد أن تكون بطلة سياسية أشهر من نار على علم كما يقولون..تنفس الشعب بجميع فئاته الصعداء ونام قرير العين بأن تلك الفتاة خرجت من فم الوحش دون أن تخدش فخبراتنا مع المعتقلات سواءاً كانت الخبرات ذاتية أو خبرية عن طريق الإعلام وأفلام السينما واقلام من تعذبوا وشاهدوا المعذبين في الارض بأم عيونهم وهم يصرخون من الألم الجسدى والنفسي على الحقوق الضائعة والحريات المقتولة فى أزمنة مختلفة من تاريخنا لم تأخذنا إلا إلى صور فيلم الكرنك ومشاهد تعذيب سعاد حسني وصفحات كتاب السيدة زينب الغزالي (أيام من حياتي) التى حكت فيها صنوف العذاب التى تعرضت لها ...لم يخطر ببالى وأنا أرى صورة تلك البنت التى لم تقصد كل ماوصلت إليه إنما تحركت بدافع مارأته فى الشارع ويراه الرائح والغادي يومياً ويثور بداخله دون أن يستكمل ثورته إلا أنها ستتعرض لما لايحمد عقباه...فلما صدر قرار الإفراج صفقت لانتصار الحق برغم تأخره ولم أكن قبل خروجها مؤمنة بأنها ستترك بهذه السهولة..عدت لتفاؤلي بعد أقل من 48 ساعة حتى قرأت على الفيس بوك نبأ اختفاء إسراء واحتمال اختطافها ثم وصلتنى رسالة الهلال التى حملت مقالاً للأستاذ مجدي حسين وهو يتحدث عن اختفاء إسراء ومحاولة إيجاد طريقة جادة لإخراجها...فعرفت أن قلبي لم يكن كاذباً وأنى عندما أخبرت من كنت تحدثت معهم بشأنها أنهم لن يتركوها بسهولة كنت على حق.

هل أصبحت المشكلة فى إسراء؟؟هل تجسد الإضراب فى تلك الفتاة ذات الثمانية والعشرين عاماً؟؟؟هل الإصلاح يبدأ من خطفها وإخفائها أم من مراجعة النفس والعودة إلى الحق..ثم..هل هناك مكان يتسع لحبس وإخفاء جميع المعترضين والمعترضات ..؟؟

إن المواطن العادي متوسط الدخل يصرخ ..ناهيكم عن الذين لادخل لهم أصلاً...وإضراب يوم 6 إبريل لم يكن إلا صرخة تعبير عن النفس..صرخة احتجاج..ليفيق الغافل ويصحو النائم..فالذى قال أن المواطن المصرى الذى يتوفر لطعامه جنيه ونصف الجنيه يومياً فوق خط الفقر لابد وأن يرى الحقيقة ويعرف كيف ولم يصرخ الشعب الطيب الذى لم يفعلها فى أحلك الظروف...ولعلنا نتساءل :

هل حرمنا حتى من الصراخ السلمي والصيحات التى لاتضر أحداً لكنها أبسط عناوين حقوق الإنسان التى ترفع راياتها ولافتاتها الدول المتقدمة ...؟؟

ويبقى السؤال:

أين اختفت إسراء؟؟؟وهل تكمن المشكلة الأساس فيها وحدها؟؟
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:11 PM

[FRAME="11 70"]ليلة عمر



بسم الله الرحمن الرحيم

ليلة عمر

استكملت زينتها..نظرت فى المرآة الماثلة أمامها فلم ينعكس رضاها عن الألوان الملقاة على وجهها..ضوضاء تحتل كل شبر في المكان..زغاريد لا تكف عن طرق أبواب أذنها كلما دخلت إحداهن لتحييها ...نظرت في ساعتها..لماذا تأخر ؟؟؟..لاتدري لماذا لم يطاوعها قلبها على الاستسلام للفرحة في هذه الليلة المسماة بليلة العمر..هاجس ما انتزع قلبها النابض بالحياة واحتل مابين ضلوعها دون أن يترك مساحة يتجول فيها عطر السعادة..ازداد فجأة وقع الزغاريد المتجهة لغرفتها..قامته الفارهة أعلنت عن وصوله..تحاملت على أقدامها الباكية فى حذائها الضيق ووقفت لتستعد لرحلة الذوبان في الحفل..تحلقت الفتيات حولها يرتبن طرحتها وتاجها وثوبها الضخم...أياديهن تفوح منها رائحة الغبطة..شبكت يدها في ذراعه تستند عليه..همس في أذنها سائلاً عن سر وجومها.أجابته بابتسامة باهتة معتذرة..فيما التقطت أمها الخيط بسرعة مخبرة إياه أن تلك طبيعة الفتيات في مثل هذا اليوم..هز رأسه شبه مقتنع واستسلم للشلال المتجه إلى المصعد للنزول إلى سيارة العرس..انفتح بابه فدخلا واندفع معهما فوج من الأصحاب..وقفت أختها على الباب مترددة لكنها توسلت إليها أن تكون إلى جانبها..وما أن وضعت قدمها في المصعد حتى هوى إلى بئره بسرعة البرق..لم يصب أحد بسوء.. ....وسط ذهول الجميع وصلت فرقة المطافيء وساعدت الجميع على الخروج......الأبواب المفتوحة لشقق الدور الأرضي ابتلعت هلعها واحتوتها قبل أن تفيق من الصدمة..وفى دقائق أعادوا كل شيء قدر الإمكان لما كان عليه..عيناها الزائغتان والعرق الذى أصر على استكمال تصببه من جبينها كادوا يفسدون كل شيء لولا ثبات شريك ليلتها..مرة أخرى قام بتكرار مشهد الذهاب إلى سيارة الزفاف وكأن شيئاً لم يكن لولا حشرجة فرضت سيطرتها على الزغاريد الجديدة..وجهه الثلجي الذى قررت الدماء مغادرته رغم هدوئه لم يغير من وقع خطواته المنتظم ولانبرة صوته التي بدت وكأنها لم تتأثر بكل ماحدث..حين وقفت أمام المصور اليوناني العجوز لم تستطع الابتسام..حاول أن يلقي عليها بعض النكات متسولاً إشراقة فلم تستجب إلا قليلاً..التقط الصورة يائساً..سجنهما الحفل وسط همسات المدعوين ونظراتهم المتخوفة تارة والمشفقة أخرى ...على الكورنيش خارج قاعة الاحتفال كانت المحطة الأخيرة قبل الذهاب إلى عش الزوجية..همست أختها في أذنها بأن تلقى باقة الورد على الفتيات قبل أن ترحل..يداها المرتعشتان تحملان بالكاد الورود فكيف بقذفها... تظاهرت بالثبات بعد أن أجبرت شفتيها على الابتسام.. نظرت فى عيون الفتيات الباردة تفتش عن لهفة على ورودها ..فلم تجد....ارتجفت الباقة بين أصابعها..قفزت في الهواء...احتضنتها أذرعة الأمواج...
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:13 PM

[FRAME="11 70"]

قاب قوسين




بسم الله الرحمن الرحيم

قاب قوسين

آه..تعبت من الركض..منذ أن أطلقوا تلك الكلاب المجنونة خلفي وأنا على هذه الحال...أما من مخبأ التقط فيه أنفاسي؟؟..أما من مكان آوى إليه بضع دقائق فقط لأرتاح؟؟....إن نباحها المسعور يصيبني بالرعب فأسلم قدميّ للريح دون أن أفكر وكلما اخترقنى التعب حملني الخوف على متنه قبل أن أمسي وجبة شهية لمن لايرحم..كلما التفت خلفي لأقيس المسافة بينى وبينها أصابنى الجنون..قلبي يكاد يقفز من صدري ويعلن العصيان من كثرة ما انتفض...أفكر أن ألقي بنفسي إلي أنيابها لينتهي الأمر..إن هي إلا ثوان وأرتاح نهائياً مما أنا فيه..لكني أجبن ثانية وأنا أتخيلها تنهشني قطعة قطعة..ماذا لو لم أمت فوراً؟؟؟ماذا لو مزقتني وأنا حي؟؟؟لا...فلأستمر فى الركض حتى النهاية...أخيراً لاح لي باب مفتوح..لا أعرف إن كان هذا الباب باب بيت أم غيره..لكن لا حل أمامي إلا القفز داخله وسد الباب لأفكر..فقط أفكر في مخرج...بالفعل نجحت..ألقيت بكل ثقل جسدي على الباب حتى أصد دفع الكلاب له ونباحها الذي ألهبه اليأس بعد أن كانت قاب قوسين أو أدني من وجبة شهية تسد جوعها الشرس..أغلقت المزلاج جيداً ثم وضعت كل ماوجدته فى الغرفة من صناديق وأثاث قديم وراء الباب ..جلست على مقعد مستكين فى ركن الغرفة وعيني على ذلك اللوح الخشبي الذي يفصلني الموت أنتظر أن ينكسر في أى لحظة ويبدأ الهجوم الفعلي على ماتبقى من أنفاسي..دون أن أشعر غلبنى النعاس فقد كنت منهكاً للدرجة التي تغلب كل مشاعر الرعب التي افترستني عبر رحلة ركضي المهلكة..استيقظت على صوت الكلاب ثانية وهي تدفع الباب بجنون..بدأت الأشياء التى وضعتها وراء الباب ترتجف هي الأخرى..انتفضت.. دارت عيناى فى الغرفة تبحثان عن مخرج..أخيراً وجدت طاقة مفتوحة فى سقف الغرفة القريب...ثبت نظرى عليها..تعلق كل أمل لى فى النجاه بها..لكن.كيف أصل إليها..كيف أخترقها..درت بنظرى مرة أخرى فى الغرفة..وجدت ما أريد بين تلك الأشياء التى كومتها خلف الباب..سلماً خشبياً قديماً..سحبته بهدوء ووضعته تحت الطاقة المفتوحة..اختبرت ثباته ثم صعدت على درجاته ويداي متشبثتان به لكي لاتزل قدماى المرتعبتان..بالكاد وصلت إلى حافة الطاقة..مددت يدي وتمسكت بها وبدأت في الاعتماد على ماتبقى من قوة ذراعيّ للخروج منها..فجأة..وجدت يداً تمتد إليّ من الفتحة تساعدني على الخروج..شعرت بقشعريرة تسري فيّ بمجرد ملامستها لكني لم أفكر..أسلمتها يدي وجسدي معاً لتحملني إلى السطح..نجحت أخيراً في الخروج من الطاقة..رفعت رأسي لأرى من أخذ بيدي..تسمرت في مكاني ..لم أستطع أن أنبس ببنت شفة..مسوخ مخيفة تحلقت حولي ..شلت المفاجأة الجديدة عقلي عن التفكير..كانت تحملق في بعيون نارية وتتوعدني أنيابها بما لم تفعله زميلاتها التي مازالت تعزف سيفونية النباح المجنون بالأسفل..أخيراً نطقت..: ماذا تريدون مني؟؟ امتدت يد أقربهم إلى فمه..فتحه وأشار إلى لسانه الضخم..

هتفت: غير معقول؟؟؟؟؟؟؟أتريدون لساني فقط..لساني وتتركوني؟؟؟؟...

هز رأسه بالإيجاب...

ازداد نباح الكلاب الجائعة التي ارتفعت رؤوسها تتعجل سقوط جسدي ليسد رمقها بعد أن أرشدتهم رائحة رعبي إلى مكاني الجديد..نقلت بصري بسرعة بينهاوبين الوحوش المتربصة بي...لم أفكر كثيراً...قفزت من السطح..
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:15 PM

[FRAME="11 70"]محمول..!!



بسم الله الرحمن الرحيم

محمول..!!

(1)

نظرت فى ساعة يدها..حان الوقت لاتصاله..حتماً سيكلمها...ليس من المعقول أن تمشي هي على جمر افتقاده كل شهيق وزفير ويهجر هو واديها..عقارب الساعة تعاندها..تخرج لها أشواكها السامة لتقتل حلمها..حين بدأ القلب ينزف ألقت أقلامها..ركبت دابتها الأثيرية ودقت جرس حياته...لم يرد..تتابع الدق الملح دون صدى..استدعت صوته من الماضي ليعيدها إلى الحياة...لكنه أصر على أن يظل..خارج نطاق الخدمة..

(2)

لم يتوقف ابنها عن طرق باب خصوصيتها...النغمة المخصصة له لم تهدأ لحظة..سيشكو لها أخاه..سيبكي...سيطلب منها العودة للبيت بسرعة..سيسألها عن دروسه...وحين يحل المساء وتبحث لها عن مأوى في نغماته..لن تجدها...

(3)



حبسها ذلك الذى لا يكف عن استدعائها..نظرت إليه..لم تعرف إن كانت داخله أم هو داخلها...قررت أن تحدد إقامته عامدة متعمدة...فسجنتها...

(4)



قررت أن تقيده بها بلا أسلاك... موجاتها المجنونة شوشت خطوطه.. وحين حاول تنقيتها.. تقطعت..

(5)



أصبح له أكثر من خط يدق..الأول خاص والثاني عام..والثالث......؟؟ أعطى كل واحد بعضه ..حين حاول تجميعه لم يعرف أين تركه...

(6)



أضاع أجهزته وخطوطه...اضطرب...بحث عن خط جديد يعيد إليه حياته..ولما امتلكه..انقطع

(7)



حاولت الخروج من جحيم الرنين إلى جنة الصمت..أغلقت أجهزة استشعارها..تقوقعت داخلها..سكن كل شيء ..إلا صخبها..

















[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:36 PM

[FRAME="11 70"]تجـاعيـد

د. حنان فاروق

مرة ثانية.. بل عاشرة يأتينى عمي بخاطب جديد... لا أدرى لماذا يصر على تزويجى بالرغم من أنه يعرف أنى لم أعد صالحة للزواج... أكثر من ثلاثين عاماً وأنا تتقاذفني الأيدي وأقلام موثقى الزواج.. أنجبت عشرات من الأطفال غير الشرعيين.. لا لشيء إلا لأن عمي كان يصر على إتمام زواجى قبل أن أكمل عدتى من طلاقي السابق تارة، ودون علمي تارة، ويزور معلوماتى التوثيقية زاعماً أنى أنا البكر الرشيد... وفي كل مرة يتكرر نفس السيناريو.. ما ألبث أن أنجب حتى يطلقنى زوجي لأرتمي بين يدى آخر يجرنى إليه عمي جراً.. بعد أن يأخذ ابنى مني قسراً ليستغله بالبيع أو يربيه بضع سنين على الكفاف لكى يطلقه فى ميدان العمل ويستولي على حصيلة مجهوده ليضيفها إلى أرصدته المتضخمة كجسده دون أدنى التفاتة لمتطلبات الحياة اليومية لى ولأبنائي.

اليوم يأخذنى إلى مركز التجميل لكى أتزين لخاطبي الجديد وهو يشترط عليه أن يصنع لي كل مرة (شكل جديد) أو (نيو لوك).. حتى لايتعرف الخاطب على عمرى الحقيقي أو نقش الزمن على وجهي.. وتنجح العملية التجميلية ظاهراً، لكن مع اقتراب الصورة ينكشف الأمر وتظهر تجاعيد الوطن على محياي...
وجاء يوم الرؤية وهو اليوم الذى يسمح فيه عمي للزوج المرتقب برؤيتى ومن ثم إتمام زواجى.. بيد أن هذه المرة لم تكن ككل مرة.. فقد أتى الخاطب قهراً ورغماً وجلس ليقول فى مجلس خطبتى : لا أريد أن أتزوج..
هتف به كبار عائلته : ستتزوج لا مفر
قال لهم : كيف أتزوج وأنا رجل رشيد، بلغت الحلم والعلم والفهم.. هل يزوج الرجل رغماً؟!
قرأ الجالسون الفاتحة كأنهم لم يسمعوه، كانوا يبتسمون وسط زغاريد نسائهم، ويعطونه ما يعرف بـ"الشبكة" ليقدمها لي.. وهو يصرخ : لا أريدها.. ألا ترون تلك العجوز الشمطاء المتصابية؟
ظلمنى.. آه لو يعرف أنى أيضاً لا أريده لا أريد الزواج منه ولا من غيره.. لو بيدي الأمر لحررتك أيها المسكين قبل أن أحرر نفسي... كنت فرحة بكلماته لأنها كانت تعبر عن ثورتي حتى وإن آلمتني.. وهو كان يظن أنه يجرحني، ربما حدثته نفسه بأن يثير فيّ الغضب لأهرب من صفعات إهاناته.. بيد أنى لم أفعل، فقد كنت مهانة بالفعل منذ بضعة عشرات من السنين.
أخذت صرخاته تتعالى، والجميع ينظرون إليه بعيون جامدة وابتسامات صفراء، ويهنئونه بعروسه الجميلة، ويتمنون له عمراً زاهراً معي بالرفاء والبنين.. ورغم كل إهاناته إلا أنى كنت مشفقة عليه فقد كان كالمذبوح.. تارة يصرخ كالمجنون، وتارة يكتب كلماته على الحائط ظنّاً منه أن الذين يتظاهرون بالصمم سيرونه أو يعيرونه التفاتاً، وتارة يقبل أيدى الكبار ليرحموه وينقذوه من عذاباته... لكن لا حياة لمن تنادي.. كان الأمر يسير "أوتوماتيكيا"ً بطريقة سابقة التجهيز.. كل شيء.. كل شيء يسير وفق الخطة المعدة قبلاً.. دونما أدنى استعداد للتوقف.. أما الأغاني فحدث ولاحرج، كلها تحكي عن فرحة العروسين ببعضهما البعض، وتفرش الطريق أمامهما بالورود الصناعية، والحلوى البلاستيكية.

وبعد عدة ساعات من صرخاته والدف.. جاء موعد افتتاح بيت الزوجية، وارتفعت أصوات فرق الزفاف لتوصلنا إليه.. أما صوت زوجى فقد حبس فى حنجرته بعد إتمام العقد حيث لم يعد هناك مناص من التزام الصمت.. قام كالمغيب وتركنى أتعلق بذراعه.. ومضى..
كنت أريد أن أقول له أنى لا ذنب لي.. كنت أريد أن أخبره أنى كنت أتمنى أن أكون مثل زميلاتي وأخياتي اللاتي يخترن حياتهن ويبنين علاقاتهن الزوجية على أسس من الحوار والفهم المتبادل والتكافؤ.. كنت أريد أن أقول له: اقتلني.. مزقنى لتريحنى من عناء السنين.. لكني لم أنطق.. كنت حبيسة نفسي وحبيسة (نعم).. فأقدميتى فى هذا الأمر كانت عتيقة.. كنت أوقن فى أعماقي أن (لا) لن تجدِ ولن تغنِ أو تسمن من جوع.. فآثرت السلامة؛ أو هكذا خيّل إليّ؛ وسلمت نفسي لعمي... لكني...
بعد لحظات وجدتنى أصيح: كلا... لن أسكت بعد الآن.. سأصرخ فى وجه عمي لأستعيد أبنائي الذين مزقهم الضياع والإنهاك.. سأفعل مافعلته قريباتى وأذهب إلى حيث أكون حرة الاختيار.. سأكسر قيود عمي التى أدمت معصمى وكاحلي وعنقي وكل جزء فى جسدى المسن الضامر المتعب.. لابد أن أنقذ نفسي وهؤلاء الضحايا من الذبح الدوري...
ارتديت ملابس الحداد وتوجهت إلى بيت عمي.. استقبلنى حراسه الذين يذكروننى بزبانية جهنم بيد أن الأخيرين ملائكة وهؤلاء من الشياطين لامحالة... لم ألتفت إليهم.. دخلت إليه، وقفت أمامه بثبات.. قلت : أريدك فى موضوع هام على انفراد..
قال: ماذا تريدين؟
قلت له: اتركنى أعيش حياتي كما أريد، لا كما تريد أنت.. لم أعد قادرة على الاستمرار فى لعبة لا نهائية الألم والعذاب أنت الرابح الوحيد فيها..
نظر إليّ كأنه يرانى لأول مرة.. ولم يرد.. خلته وافق، وبدأت الفرحة تشق طريقها إلى قلبي.. وكيف لا.. لماذا لم أفعل ذلك منذ سنين طويلة.. لماذا تركت نفسي له دون قيد أو شرط، مع أنه لديه الاستعداد ليتركني.. آه لو تكلمت منذ زمن!

فجأة أظلمت الدنيا وتكاثرت الغيوم.. آه.. الصداع يمزق رأسي.. لا أكاد أرى وجه عمي، تداخلت الصورة في بعضها ولم أعد قادرة على تمييز وجهه أو جسده.. ماهذه الرائحة النتنة؟ وأين أنا؟
سمعت صوتاً عابراً يقول: ما كل هذه الأوراق الملقاه فى مقلب القمامة؟
آه..إنها بطاقات التصويت المستعملة فى الاستفتاء الذى أعلنت نتيجته قبل قليل..
ابتسمت واستسلمت للموت.







د. حنان فاروق


http://fisabeelella h.maktoobblog. com


- شاعرة وكاتبة مصرية من مواليد عام 1967
- حائزة على جائزة المجلس الأعلى للثقافة فى الشعر. عام 1991
- حائزة على جائزة مسابقة الشاعر علي الصافي. 2001
- ماجستير أمراض باطنة كلية الطب جامعة الإسكندرية
- دراسات حرة في الثقافة والدعوة الإسلامية
- عضو جمعية الكتاب والأدباء المعاصرين بالإسكندرية
- لها أعمال منشورة في العديد من الصحف والمجلات الأدبية العربية، وكذلك المواقع الإلكترونية.
- لها نشاط بارز في مجال الدعوة الإسلامية، على شبكة الإنترنت.
- شاركت في العديد من الفعاليات والندوات شعرية

- البريد الإلكتروني: fisabeelellah@ gmail.com

- الموقع الإلكتروني : http://fisabeelella h.maktoobblog. com
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:39 PM

[FRAME="11 70"] رجم .... - د.حنان فاروق

أرسل يوم الخميس 24 يناير 2008 بواسطة إنانا



... رجم

د.حنان فاروق











(1)

قالت: أنا خاطئة..

تكالبوا عليها ..أوسعوها ضرباً ..أمسكوا بالحجارة واستعدوا للرجم..

صرخ صوت: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر

تهلل الأمل في عيونها بينما واصل الرجم مهامه.

(2)

تمرد على كل الأسلحة واستمسك بالحجارة..

قذف واحداً في وجه عدوه فانفجر..فكَبّر الكون..

قذف الثاني في وجه أخيه فانفجر.......وبكى الصمت..

(3)

واعدته الأولى فانتظرها في الواقع فلم تأت

واعدته الثانية فانتظرها فى الحلم..فلم تأت

حين واعدته الثالثة ثار عليها وصرخ فيها: أنتِ لاتفين بوعدك..

قالت: بلى أفعل...لكنك تخطىء البين بين

(4)

أعادت ترتيب أوراقها..قسمت نفسها ثلاثاً..ماضياً دفنته..وحاضراً احتفظت به..ومستقبلاً أهدته للحلم..وحين وقفت أمام مرآتها..لم تعرفها..

(5)

أكلت الضوضاء حياته..قضمتها قضمة قضمة..وحين حاول اللوذ بالسكون..أزعجه.

(6)

حين حل المساء..تزينت للحلم..استجمعت كل فتنة الخيال ..ولما حان الموعد..جافاها النوم..

(7)

طرّزت أحلامُها روحَها..رسمت عليها خارطة طريق..وما أن أوشكت على الانتهاء حتى حُدِّدَت إقامتها..
د.حنان فاروق
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:44 PM

الدكتورة حنان فاروق عبد الفتاح
١٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨ ، بقلم د. حنان فاروق



الاسم الكامل: د. حنان فاروق عبد الفتاح
اسم الشهرة: د. حنان فاروق
مكان وتاريخ الميلاد: مصر في 10/6/1967
البلد الأصلي (للتعريف): مصر
العنوان الحالي: المملكة العربية السعودية
التخصص الجامعي إن وجد: ماجستير أمراض باطنة
اسم الجامعة التي تخرجت منها، والدولة، وسنة التخرج:كلية الطب جامعة الإسكندربة جمهورية مصر العربية بكالوريوس طب عام 1991م وماجستير عام 1999 ميلادي.
الشهادة الجامعية إن كنت جامعيا: ماجستير أمراض باطنة
التخصص الأدبي : شاعرة وقاصة وكاتبة مقال
البريد الألكتروني: fisabeelelah@gmail.com
رقم الهاتف:…….

* المؤلفات وتشمل قائمة بالمؤلفات كالتالي:

1. اسم الكتاب: على موعد
نوع الكتاب: ديوان شعر
مكان وتاريخ صدوره: القاهرة 2008
الناشر: دار اكتب للنشر والتوزيع
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات إن أمكن

* الجوائز التي حصلت عليها :

حائزة على جائزة المجلس الأعلى للثقافة فى مسابقة الشباب فئة الشعر. عام 1991م
حائزة على جائزة مسابقة الشاعر علي الصافي. 2001م
حائزة على الجائزة الأولى لمسابقة ممر المضيق من مؤسسة كستخادة –ملقا –إسبانيا عام 2008 م عن القصة العربية.

* اسم موقعك الشخصي على النت :
مدونة على الإنترنت بعنوان بين بين

* عنوان موقعك الشخصي على النت:
http://fisabeelellah.maktoobblog.com

* الاتحادات الأدبية والفكرية التي شاركت أو تشارك فيها:
عضو جمعية الكتاب والأدباء المعاصرين بالإسكندرية
عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب ولها صفحة تحوى أعمالها فى موقعه..
عضو اتحاد المدونين العرب
عضو اتحاد المدونين المصريين

* أية معلومات أخرى للتعريف بك (اختياري)
لها أعمال منشورة في العديد من الصحف والمجلات الأدبية العربية مثل مجلة العربي الكويتية ومجلة البيان ومجلة الشعر بمصر ،وكذلك المواقع الإلكترونية مثل ديوان العرب ومجلة أمواج الإلكترونية ومجلة أوجاريت ومسارات وميدل إيست أونلاين والتنور وموقع النور وأشياء ومجلة هستيريا الأدبية وقضايا عربية وموقع الورشة الثقافي وموقع القصة العربية وغيرها من المواقع الأدبية الهامة والجاده .
شاركت في العديد من الفعاليات والندوات شعرية حنان فاروق عبد الفتاح

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:49 PM

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم
مساحات خضراء
(إلى خلود الخير الراقدة هناك فى العناية المركزة على حافة الحياة..تنتظر إذن الولوج إلى العالم الذى يختاره لها ربها..نسألكم الدعاء)
كم بقى لي؟؟؟
سؤال يسأله كثير من بني آدم لأنفسهم في مراحل متفرقة من حياتهم..ربما تخبو علامة استفهامه في أحيان الزهو والنجاح وتكالب الأعمال والمهمات على أعمارنا المحدودة لكنها تسطع وتقوى وتصرخ فينا حين تصفو العقول والقلوب..حين يقرع الشجن نبضنا لنفتح له نافذة يخترقها إلى أعماقنا وأرواحنا..فتطل الحقائق فى مرايا النفوس المستوية المصقولة دون تزييف أو تزوير..ودعونا نتفق أن الأمر يختلف باختلاف الشخصيات والمواقع أو بمعنى آخر يلتبس على البعض إذ يلقي على نفسه نفس السؤال الذى بدأنا به دون أن يصل إلى المقصد الذي نريد..فهو حين يبحث عما بقى له..لا يلتفت إلى الذى بقى له من نفسه..ولكن إلى ما بقى له من ممتلكات ومدة تملك..وهو منحى مختلف ينطلق من نقاط ضعف إنسانية وبؤر ظلام لم تر بعد الأمور على حقيقتها بدون نقاب لا من ومضة نور تحلم بأن تصبح فى الغد القريب شمساً تضيء العالم بأسره لا جنبات صاحبها فحسب..لذا فإذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا فلنسأل بالتحديد: ماذا بقى لنا منّا..وكم نستطيع أن ندخر مما تبقى للذى يبقى؟..
ربما نعرف أن بداخل كل منا خيراً وشراً..كل إنسان –إلا من عصم ربي-يحمل في طيات نفسه ميلاً للخير وضعفاً تجاه الشر الذي يزينه هو لنفسه أو غيره..والفعل والضمير هما الشاهدان على كونه منتمياً لأحد الدربين..لكن المسألة أدق من مجرد الانتماء..فالشر حتى لو لم يكن فاعله منتمياً إليه..يختصر العمر..يلتهمه..يدخل صاحبه إلى التيه الذى دخله بنو إسرائيل قديماً لكنه..إن لم يتداركه خير.يتعدى أربعينهم و يمتد ليشمل الدنيا والآخرة..يأسر مصدره وراء قضبان لافكاك منها إذا أصر على ألا يرى مفتاح حريته..
إن كل راحل مهما أسموه بـ (خالد الذكر) و(الحي داخل قلوبنا) سينتهى لامحالة ذكره من الدنيا يوماً ما..قد يأتي هذا اليوم بعد شهر أو بعد سنة أو ربما بعد قرون..إنها الحقيقة التى لايستطيع إنكارها مؤمن ولاكافر..والعاقل هو الذي يضيف لعمره الذى يعيشه ويحمله فوق كاهله مساحات خضراء تروي عطش الحصار الذي تفرضه عليه ساعة التوقف التى لاتكف عن الإعلان عن نفسها مع كل نفس يدخل أو يخرج من صدره..هذه المساحات لا يبعثها من مواتها إلا الخير..والخير هنا لا يعني مجرد قروش تلقى في يد سائل أو أثواب تبعثر فوق أجساد عارية نشترى بها ضمائرنا ونرضي بها خوفنا..لكنه يعني رحابة القلب الذي يتسع ويتسع ليحتضن الكون كله ويحتويه وهو لا يعدو حجم قبضة يد..الخير هو الذى يجعل صاحبه –بإذن الله-أقدر على الحياة وأقوى على الموت..فالموت يحتاج من الراحل إلى قوة يعبر بها إلى الشاطيء الآخر بقدم أثبت وروح أصفى..يحتاج إلى أن يترك رفيقه والمتصف به موضع قدم آمناً يجعله آخرون منطلقاً لرحلات ناجحة وعبور عظيم..وإذا كان الملائكة هم مخلوقات الله التى جعلها رمزاً للخير وأهله..فبنو آدم هم مخلوقات الأمانة والاختيار..وعليه فإذا لم تستطع أن تمد يداً تنقذ بها غيرك فلا أقل من أن تفعل ذلك مع نفسك لتحيا..فالموت يلاحق البشر من المهد إلى اللحد ..وهذا الأخير ليس موت الجسد فحسب بل موت الإيمان والضمير والانتماء والمعرفة والبصيرة والقدرة على الاستكمال الأصوب لرحلة إجبارية لابد أن تتم كما بدأت..ربما أثبتت علوم الأخلاق والنفس والطاقة والبرمجة اللغوية العصبية وتنمية الشخصية وتطوير الذات أهمية الخير والتسامح والقيم الجميلة فى تغيير الإنسان وواقعه..ربما نسمع النصائح ليل نهار في البيت وقاعات الدرس ووسائل الإعلام بل ومن أصدقائنا ورؤسائنا وزملائنا وممن لم نعرفهم إلا معرفة عابرة..ربما رويت لنا عشرات القصص التى تحض على الخير وتنفّر من الشر..لكن الحقيقة التي لانستطيع إغفالها أو تكذيبها هي ذلك النور الذي لمس روحنا و أضاء جنباتنا في لحظة ما إثر خير صدر منا..هي تلك الدفعة التي تلقيناها لنكمل طريقنا ونحن نحمل في صدورنا راحة غير مرئية موحية بالرضا والسعادة والأمل فى أجمل مافي الدارين..
كم بقى لي؟؟؟
إن العمر غاية فى القصر..انظر إلى مافات من حياتك ..سيمر شريطه بسرعة البرق فى أقل من دقيقة كأنه حلم مهما كان عدد السنوات الهاربة من بين أيدينا..وأحياناً..كأن بطل هذا الشريط شخص آخر غيرك ذهب بلا عودة..ولأن الوقت محدود وتنبيهه أوشك على الرنين..فعليك أن تستمع لمن يصرخ فيك قائلاً: عش حياتك..لكن احذر فذكاؤك يفرض عليك أن تميز معنى العيش ومعنى الحياة وتنفذ إلى أعماقك بصدق لتعرف إن كنت بالفعل حياً أم من جملة الأموات..
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:51 PM

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

الوصمة!!

لاشك أن برامج الفتاوى أصبحت هي السمة المميزة للقنوات الدينية ..وهي ظاهرة صحية لا ننكرها ولانجحدها..لكن حين تتلخص صورة الدين فى مجرد سؤال وجواب تصبح العلاقة بين المرء وعقيدته يعتريها حالة من الجفاف..فإذا أضفنا محدودية وضيق أفق الأسئلة المطروحة تهتز الصورة أكثر وتصبح غير واضحة المعالم والشخوص..كان هذا رأيي منذ زمن بعيد بالرغم من أنى أتابع بعض برامج الفتاوى لأنى من العوام الذين يحتاجون إلى الخواص لاستجلاء مايستغلق عليهم فهمه من أمر دينه ودنياه..بيد أنى بالأمس صدمت صدمة موجعة رغمرغم تحصني بأختها منذ زمن وأفراز جسدى أجساماً مضادة لمثيلاتهما منذ فترة طويلة..ولكن القدر كتب لي أن أصدم للمرة الثالثة ..ففي برنامج فتاوى يعرض على قناة عربية أحترمها سؤل أحد الشيوخ الأجلاء الذين لانزكيهم على الله هذا السؤال من فتاة عربية :

أنا فتاة أحب العلم والتعلم وكل أملي أن أكمل دراستي وأبى وأمى لا يعارضاني ولكن المشكلة تكمن فى أن لي أخاً يرفض فكرة استكمال تعليمي نهائياً ويهدد أبي وأمى بعدم الإنفاق عليهما إن أصررت أنا على ذلك وكلما أخذت خطوة فى طريق العلم قلب الدنيا رأساً على عقب وأجبرنا على الخضوع لوجهة نظره التى لانتفق معه فيه بطرق وضغوط مادية ومعنوية فماذا أفعل؟؟

بالقطع لم يكن السؤال هو الصدمة فالظلم قضية حية فى كل زمان ومكان إلا من رحم ربي..والعقليات المختلفة المتدرجة الانغلاق والانفتاح أيضاً لاتعيش فى عالمنا العربي فحسب لكن العالم يزخر بها وبسياسة (الاستعباد مقابل الغذاء) ..المصيبة كل المصيبة كانت في الرد على السؤال..وهي:

لست أرى أن تعليم المرأة فيه أى ضرورة لأنه يعرضها للاختلاط والمفاسد...

لم تكن تلك هي المرة الأولى- كما قلت- التى أستمع فيها إلى مثل هذا الرأى بل إن شيخاً آخر من أكابر الشيوخ العرب قال أيضاً أن المرأة لا يجب أن تتعلم أكثر من(فك الخط) لتستعين به في قراءة المصحف ثم تنصرف بعد ذلك لتعلم شؤون البيت وتربية الأطفال ..وشككت في نفسي ساعتها وقلت ربما لم أفهم بيد أن الفتوى الأخيرة ثبتت سابقتها!!

وتساءلت..هل كل التعليم فيه اختلاط..هل لم يجد الشيخ الجليل أى وسيلة لتعليم المرأة إلا عن طريق الاختلاط؟؟وهل الاختلاط هو المصيبة الوحيدة فى السؤال..؟؟ألم يعقّ هذا الأخ أباه وأمه ويعامل رحمه بقسوة تهدد بقطعه..؟؟وهل حرص هذه الفتاة على التعليم دخل فى دائرة المفاسد؟؟؟ألم تحرص سيدتنا أم المؤمنين حفصة بنت عمر على تعلم الكتابة فشجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى ابن حجر فى الإصابة بقوله لمعلمتها الشفاء بنت عبد الله التي اشتهرت بحكمتها ومعرفتها بالرقية:

علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتابة

ألم تكن السيدة عائشة علامة فى الأنساب والشعر كأبيها وألم تكن حجة فى رواية الحديث حتى نعتها الإمام الذهبي بأنها أفقه نساء عصرها وألم تكن أعلم الناس بالطب الذى أتقنته لتطبب به نفسها ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدأ المرض يشق طريقه إلى جسده الكريم..؟؟

فإذا قال قائل أنها لم تكن تخرج إلى الجامعات التى امتلأت اليوم بالمفاسد ولم تكن تختلط بالرجال لكان الرد أنها تعلمت من الوفود التى كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم من دون اختلاط غير مقنن أو تعرض للمفاسد فقد قالت حين سأله ابن أخيها عروة بن الزبير عن تعلمها الطب :

يا بني كان النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره كثير الأوجاع ، فكانت العرب تفد إليه من كل مكان، يأتونه بما عندهم من وصفات طبية ، وانا اسمع منهم ، واجرب ، حتى تعلمت الطب

ثم أن هناك جامعات نسوية الآن يمكن لأى الانتساب إليها بل لقد وصل التعليم إلى داخل البيوت عن طريق جامعات التعليم عن بعد المنتشرة عبر الإنترنت والمعترف بها دولياً وإن كانت كثيرة التكاليف..هذا يعنى أن العلم فى حد ذاته ليس محرماً على النساء ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مايفيد منع تعليم المرأة درءاً للمفسدة..وإن كان هناك مفسدة حقيقية تتعرض لها المرأة المسلمة فى زمننا فهي الفراغ والتغييب في حين تتقدم زميلتها العلمانية أو المنتمية إلى أى اتجاه آخر مئات الخطوات تسبقها بها وتكتسب كل يوم مكانة أرفع ومهارات تواصل أقوى وليس أدل على ذلك من الحوارات التى تقام إعلامياً بين من يمثلن الاتجاهات الإسلامية واللواتي تحملن لواءات أى اتجاهات أخرى..حيث تكون المحصلة صورة مشوهة لما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة وصورة ملونة بارزة لزميلاتها الأخريات..ومن ثم اتهام للإسلام بأنه السبب الأساس فى تأخر عقلية المرأة الممثلة له .. والتى تنحصر اهتماماتها فى فتاوى الحجاب والنقاب والطهارة والزواج والطلاق..وهي أمور لا نطالب بتهميشها ولكن بترشيد الحوار حولها فنحن لانشكك في أهميتها بقدر ما نأمل أن تتحول بؤرة تفكير المسلمات لتركز على إنقاذ الأمة مما هي فيه بالفهم والتفاهم والتفاعل الحقيقي مع القضايا المطروحة على كل الساحات والتأكيد على أن قامتهن لا يجب أن تنحني ثقافياً أو حوارياً أمام غيرهن فلديهن نفس الفرصة للتعلم والتحاور والتفاعل البناء المثمر واستسلامهن للجهل إنما يسلمهن لأيدى أعدائهن..وسؤالى لأى شيخ يفتينا هو:

هل هو محتم علينا كنساء مسلمات استيراد الطبيبات وأستاذات الجامعات والمفكرات والخبيرات فى كل المجالات غير المسلمات من الخارج لتوجيه عجلة حياتنا ونحن نحبس أنفسنا في الجهل والضياع المجتمعي وتوسعة الهوة بيننا وبين الفكر المطروح على الساحات المحلية والعالمية مكتوفات الأيدي بدعوى أن ديننا يأمرنا بذلك؟؟؟وهل ديننا فعلاً يأمرنا بذلك؟؟؟

أشك.. وربما –رغم جهلي وعدم ادعائى العلم- أرفض وصم ديني بما ليس فيه !!
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:53 PM

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

الخطاب الدعوى للمرأة..إلى أين؟؟

برغم أننا وصلنا إلى عصر مايسمى بثورة الاتصالات وتقدم التقنيات الحديثة إلا أن مشكلة الخطاب الدعوي للمرأة مازالت قائمة ومتوقفة عند مرحلة ماقبل منتصف القرن العشرين..ولا أدرى على وجه التحديد ماهو السبب الحقيقي لهذا التوقف ولا لماذا ظل التطور الخطابي مؤطراً داخل أطر بعينها رفض أن يخرج منها وعنها..وعندما تطالع نشرات دعوية نسائية أو ترى برنامجاً تلفزيونياً يدعو المرأة تلمس فى كثير منها قصوراً ملحوظاً يحتاج إلى دراسة وفحص وإعادة تقويم..

إن معظم النشرات والمطويات الدعوية الموجهة للمرأة إما تخاطب الوجدان أو العقل وفى هذا خير كثير بيد أن المواضيع التى تطرقها وطريقة العرض هى التى ساهمت فى تكبيل سير الدعوة النسوية فى الاتجاه الصحيح..فإذا خاطبت الوجدان قصت عليها القصص المستفزة للدموع وحكايات بنات جنسها اللواتى أكلهن ذئاب البشر وسقطن فى مستنقع الرذيلة والخطأ ولم يعدن إلى رشدهن إلا بعد فوات الأوان..وإذا خاطبت العقل لم تخرج عن الحجاب وطاعة الزوج والتهديد والوعيد بعذاب الله إن لم تفعل كذا وكذا أو أسَرتها فى ساحة فتاوى الحيض والنفاس والطلاق المعلق..وربما أجد لهذا التأطير سبباً وسنداً يأتى من بعض كتب السلف وليس كلها حين تتحدث عن النساء بأن عقولهن محدودة الفكر وعواطفهن أسبق من قراراتهن..وهو حق لبعض فئات النساء وفى أوقات معينة من حياتهن لكن هذا بالطبع لا يمكن أن ينطبق على جميع النساء وكل مراحل أعمارهن وفى السيرة ما يركز على إمكانية الاعتماد على عقول النساء ومشاورتهن والأخذ برأيهن مثل ماحدث فى الحديبية مع السيدة أم المؤمنين أم سلمة...وما مواقف السيدة خديجة فى بداية عهد الرسالة منا ببعيد..بل ستظل أبد الدهر سراجاً ونبراساً وفخراً للمرأة أنها تنتمي لجنس انتمت إليه سيدة مثل خديجة بنت خويلد رضي الله عنها..وليست السيدة خديجة فحسب بل هناك عشرات الأمثلة لنساء الصحابة اللواتى كن من صاحبات العقول الراجحة المتميزة مثل أمهات المؤمنين خاصة السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق راوية الحديث الفقيهة والصحابية السيدة نسيبة بنت كعب أم عمارة المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أحد والسيدة أسماء بنت زيد خطيبة النساء والشفاء بنت عمرو التميمي التى يقال أن سيدنا عمر بن الخطاب استعان بها فى الحسبة فى السوق والسيدة خولة بنت حكيم التى جادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى زوجها وسمعها الله من فوق سبع سموات وانتصر لها..وغيرهن كثيرات وكثيرات لايتسع المجال لذكرهن مع فضلهن وعظمتهن.

ولعل المشكلة الأساس التى يواجهها الخطاب الدعوي للمرأة هى عدم مراعاته للتدرج الذى أصبح الآن ضرورة من ضرورات الولوج إلى عوالم المرأة..فالمرأة التى تعلمت وشاركت فى الحياة السياسية والعلمية والثقافية والمجتمعية تحتاج إلى أكثر من (الوعظ) الذى يبكى عينيها وينتهى أثره بمجرد خروجها إلى واقع الحياة واستسلامها لعنكبوتية خيوطها المتشابكة والمتناحرة الذى يشعرها أنها عدة كيانات منفصلة لاتستطيع التركيز فى نقطة واحدة أو على قضية بعينها..إن وسائل الإعلام التى أصبحت اليوم حقيقة لا مهرب منها ولاسبيل إلى تجنبها اصبحت تلاحقنا صباح مساء بنشراتها ومعلوماتها وحواراتها مما تسبب –رغم التغييب والتغريب- فى تطور كثير من المهارات الثقافية لدى المرأة من الأميّة إلى التى تحمل أعلى الشهادات الدراسية ومن ثم فهى فى حاجة لما يروى عطشها للعلم والمعرفة والثقافة والدين بطريقة واعية راشدة تشعرها أنها ليست طفلة تكتفى بالحكايا والقصص التى تنال منها العبر وتجنى منها التجارب بل هى عقل يتفهم له خلفية ثقافية تستطيع استيعاب العلم الشرعي والمجتمعي وفهمه وإسقاطه على الواقع بطريقة صحيحة تسهم فى تقدم المجتمع ككل..ومن ثم فى تربية جيل يعرف ماهية الدين وأهميته ومكانته فى الحياة فلا هو ذلك المهمش الذى يظل مؤطراً داخل عبادات الجوارح دون حركة الحياة ولا هو ذلك الموقف لمسيرتها أو العقبة فى سبيل تقدمها وتفاعلها مع بقية الحضارات الأخرى دون إفراط أو تفريط..

إننا نعاني من التطرف بشتى صوره..إما التطرف فى استخدام الدين كسيف نقطع به رقاب المخالفين أو التطرف فى التعامل مع الدين على أنه جزئية صغيرة فى حياتنا مكانها القلب ولامحل لها غيره..والدين ليس هذا ولاذاك..فالدين هو ماعلمناه رب العزة حين قال لرسوله الكريم فى كتابه العزيز:

{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162

ولكى تصل المرأة المسلمة العصرية إلى دينها بطريقة صحيحة يجب أن تدرس حالتها جيداً ونقصد بحالتها ثقافتها..اهتماماتها..مستواها الاجتماعي..بيئتها..مواهبها ومهاراتها..نقاط ضعفها هى ومجتمعها..وبناءاً على تلك الدراسة يتم استخدام مايسمى بـ(تدرج الدعوة) وهو الذى يعنى تقديم الخطاب الدعوى لكل فئة على حدة بالشكل الذى تحب وتستطيع استيعابه والإفادة والاستفادة منه..وربما يرى البعض أن هذا الأمر ليس سهلاً لكنى ربما أختلف معه فى الرأى ..فالعاملون والعاملات فى حقل الدعوة عندما يعدون للقاءات دعوية يجب أن يكون لقاؤهم هذا مدروساً منذ البداية لا عشوائياً اللهم إلا إن كان هذا اللقاء غير مرتب له أو فى مكان لا يستطاع فيه تمييز مستويات المدعوات وخلفياتهن.. لكن حتى فى هذه الحالة يمكن تنويع الدعوة بحيث توافق كل تلك المستويات وتخاطب كل العقول الموجودة بشكل يرضيها جميعاً ولايزيدها نفوراً وإعراضاً.

إن الكثير من التوجهات الأخرى غير الإسلامية تعمل على اجتذاب المرأة المسلمة المثقفة بمختلف الوسائل التى من أولها احترام عقلها وتفكيرها وتغازلهما بكل طريقة ممكنة لتكسبها إلى صفها والدعوة أولى بهذا الجذب لهذه الفئة بالذات من النساء لأن تلك الفئة إن صلحت صلحت بنية أسرتها وبيئتها المحيطة..وإن انفلتت وانضمت إلى المعسكر المضاد المحارب أو المهمش والمغيب للفكر الإسلامي خسرت الدعوة الكثير وظلت تحارب طواحين الهواء في زمن لم يعد يعترف بالتخلف وأهله وطواحين هوائه.
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:55 PM

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

صراخ الثكالى

بادرني أحد الذين أعتز بنقدهم وآرائهم بسؤال..قال:هل كل أبطال كتاباتك يموتون باستسلام..؟؟؟؟سؤاله ذكرنى بواقع أليم نعيشه بشكل يومي ألا وهو موت القضايا المدوية بعد تفجيرها بأيام قليلة .. وخرس الألسنة والأصوات العالية التى كانت تطالب بمناقشتها وإيجاد حلول لها..وجعلت أتساءل..ماذا إذن كان الغرض الأساس من تفجيرها..أهى مجرد فرقعات إعلامية وسباقات صحفية لتأكيد شهرة البرامج التى فتحت ملفات تلك القضايا أم أن هناك ضغوطاً من جهات مختلفة وأطياف أياد خفية تضطر الإعلاميين إلى غض النظر عما أثاروه ووأد الحقائق حية لكى لا تضيف غلياناً على غليان فى صدور الجماهير وهو ماقد يهدد بحالة من الغضب مما لايحمد عقباه..ونعود نتساءل:مادمنا موقنين بأننا لانمتلك إعلاماً حراً وثبت لنا بما لايدع مجالاً للشك أن الدخول فى معارك بعينها لايفضي إلا إلى لاشىء ولانتيجة فلماذا ندخلها من الأساس ولماذا إذن نعيب على الصحافة الصفراء ماتفعله ونسميها بصحافة الفضائح وإعلام التشهير طالما أننا نتبع نفس المنهج..مر ذلك بذهنى وأنا اتصفح أوراق ذاكرتى التى أثقلت كاهلها قضايا مفتوحة لم تحل ولم تغلق..فقط أثيرت ثم أعقبها صمت من نوع خاص ..ترى من خلاله شيئاً غامضاً وراء الكواليس الإعلامية..على سبيل المثال لا الحصر ..أثيرت قضية الإعلامية هالة سرحان وقامت الدنيا ولم تقعد بعد ماجاء فى برنامج تسعين دقيقة من التلفيق المتعمد لحلقات بنات الليل ..وأحيل الموضوع برمته للنائب العام وظهرت السيدة هالة على إحدى القنوات وهى تستعرض مجدها الإعلامي دون أن تبرىء نفسها أو تعترف اعترافاً صريحاً بخطئها الذى ارتكبته مع سبق الإصرار والترصد..وانتظرنا معرفة ماتوصل إليه النائب العام وأعوانه..لكن القضية ماتت غير مأسوف عليها..ومن كان بالأمس يصرخ حزناً وغضباً على حق مصر الضائع بين الفضائيات التى تحاول النيل من كرامتها وسمعتها من أجل حفنة دولارات..سكت ..وصمت كان الأمر لم يكن..لم تعلن نتائج تحقيقات..ولم تطرح تطورات..ولم تبرأ ساحة أو تفرد مساحة لإثلاج صدور قوم أثيرت حفائظهم وأعصابهم بلا ثمن..ثم أعقبتها قضية لبن الأطفال المغشوش الذى أدى إلى حدوث عاهات مستديمة عند بعض الأطفال الرضع بعد إصابتهم بنزلات معوية حادة أثرت على وظائف المخ بشكل أو بآخر مما عرقل حياة أبرياء لاذنب لهم فيما أصيبوا به اللهم إلا أنهم وثقوا فى حليب مجفف مدعم تقوم بصرفه وزارة الصحة بدلاً من مثيله مرتفع السعر المستورد والمحلي..وانفعل الناس مع دموع الأب الشاب الذى تحول ابنه من النقيض إلى النقيض فى يوم وليلة وانتظروا أن يروا نتيجة وردة فعل منشورة بنفس المستوى الذى نشرت به فضيحة الموت القادم من غذاء الاطفال المدعم لكن ..مرة أخرى عم الصمت وسكت الصراخ وأخفيت دموع الآباء الغاضبين..ثم أعقبتها قضية اللبن المغشوش بسماد اليوريا ومسحوق السيراميك والتوتيا الزرقاء..والتى أثبتت أن 55% من اللبن المطروح فى الأسواق مصنع فى مصانع اللبن المزيف..وتداولتها البرامج الحوارية والمقالات الإخبارية ثم ماتت بلا بواكي بل أن هناك من قال أنه تم إعادة فتح تلك المصانع لكن..لم يعلن علينا أية نتائج حقيقية لما تم من تحريات وإجراءات وكأن الشعب سعيد بهذه النوعية المتميزة من اللبن التى يبدو أنها باتت أفضل من الطبيعي لديه..تضاف إلى تلك المصائب بعض قضايا اغتصاب ربما كان أبرزها اغتصاب الطفلة ذات التسع سنوات بسبب إهمال ضابط شرطة..واغتصاب طفل السبع سنوات بواسطة معلمه فى المدرسة المحافظة فى غرفة وكيل المدرسة..وكلها لا تعدو أن تكون مفورات دموية للمشاهدين المتابعين للأحداث خاصة المغتربين الذين يحرصون على متابعة أخبار بلدهم الحبيب ويتمنون سماع ما يسر قلوبهم ويثلج صدورهم..ولايجدون إلا اليأس والإحباط والتثبيط المفرغ من الإيجابية..فالإيجابية من وجهة نظرى المتواضعة ليست فى كشف المستور..وفضح الكوارث المستترة لكنها بالأساس التفتيش عن حل وعرض نتائج البحث والتقصي والتفاعل مع القضايا على الجمهور الذى يموت كمداً كل يوم وهو يتابع الألم الذى تنزفه الفضائيات المصرية الخاصة والعربية عامة ثم ينام قريح العين مكلوم الفؤاد ليأتي اليوم التالي بأشنع ماجاء به سابقه وحتى إن لم يتابع فزملاء العمل وغير العمل يتولون الأمر ويخبرونه بما لم يعرف ولم يحط به علماً..ونعود لنسأل:ماهى وظيفة الإعلام الحقيقية؟؟؟إن البعض يحمل شعارات تنادى بالشفافية والوضوح والتنصل من إخفاء الحقائق..ونحن نشجع ذلك لكن ليس على حساب أعصاب المشاهد والمتابع بصفة عامة..فكشف المستور يجب أن يقترن بوضع نهايات سعيدة مرضية يشعر معها المشاهد أن له قيمة وأن إعلامه بالمشكلة لم يكن إلا خطوة في طريق حلها لا مجرد استفزاز لغضبه وابتزاز لمشاعره ليرسل رسالة جوال أو براق أو يشارك بمحادثة هاتفية لا تعادل إلا صراخ ثكلى لا يعيد إليها وليدها الذى أسلم الروح من عالمه الآخر مهما علا صوته وارتفعت حدته..



[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:57 PM

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن..
يحكى أنه في بلد من بلاد المسلمين قامت إحدى الدور الثقافية التى لها وزنها بالإعلان عن منح لدراسة اللغة الإنجليزية خصت بها طلاب وطالبات كليات التربية قسم اللغات ..هذه المنح المميزة ذات تمويل أمريكي..واشترطت الجهة المعلنة عمل اختبار ومقابلة شخصية للطلاب المتقدمين لتتخير منهم العدد المناسب..كانت لجان المقابلات الشخصية مؤلفة من أساتذة أمريكيين أما أسئلتهم فقد انحصرت في موضوعات بعينها مثل: ما رأيك فى الوضع الراهن لأفغانستان؟؟ما رأيك فى دخول أمريكا العراق لترسيخ معنى الحرية والديموقراطية؟؟كلمنا عن طالبان؟؟مارأيك فى العمليات الانتحارية التى تقوم بها فرق الإرهاب(المقاومة)الإسلامية فى الدول موضوع الأسئلة؟؟
أما الامتحان التحريرى فقد أتى على نفس الشاكلة ولكن بطريقة (تكلم بإسهاب عن واحد من المواضيع المذكورة أعلاه موضحاً فيه رأيك ووجهة نظرك وسببه..؟؟)
دخل الطلاب الامتحانات وانقسموا إلىفرقتين..فرقة آثر ت الحصول على المنحة والإمساك بالعصا من منتصفها وأدلت بإجابات غير قاطعة حاولت فيها أن تماليء الدولة المانحة لتفوز بالمنح..وفرقة أخرى استفزتها الأسئلة وفهمت مابين السطور وأحست بالغرض من تلك المنح فردت بالإجابات التى رأتها مناسبة و لا تخالف ضميرها وفضلت أن تقول الحق وألا تأخذها فى الله لومة لائم..وانتهى الامتحان وكل فريق يعرف مافعل وينتظر نتيجته المتوقعة...ومر أسبوعان ثم أعلنت النتيجة ..لم يهتم كثيراً طلبة الفرقة الثانية فقد فهموا أن الرسوب لن يكون هو النتيجة الوحيدة لإجاباتهم بل قد يذهبوا إلى جوانتاناموا وأبى غريب فى منح من نوع خاص تعدها وزارة الدفاع الأمريكية..فلم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عن نتيجتهم..أما الفئة الأولى فقد تحرقت شوقاً لمعرفة نتائجها وهى تثق فى ذكائها الذى جعلها تحسن التصرف وتتعامل مع الموقف وفق مايقتضيه لتستفيد منه كما ينبغي..إن هذه الفئة لم تكن سيئة لكنها اعتقدت أن رأيها لن ينفع أحداً لأن الموضوع مجرد مقابلة شخصية من أجل منحة..بل على العكس قد تتضرر هي إن لم تحصل على المنح المطروحة والتى لن تكلفها إلا كلمات قليلة ترضى بها الممتحن..وكانت المفاجأة..فقد نجح كل من هاجم أمريكا والنظام العالمي الجديد وفاز بالمنح بينما رسب كل الذين استرضوها وخطبوا ودها..
بدأت المنح الدراسية فعالياتها واكتشف الطلاب الفائزون بها أنهالم تكن إلا شركاً الهدف الأساس منه عملية غسيل مخ منظمة ولقاءات وجلسات حوار مع رجالات تربية وثقافة أمريكيين عبر الدوائر التلفزيونية لتغيير توجهات هؤلاء الشباب الواعين وكسبها لصالح الكفة الأمريكية..والجدير بالذكر أن معظم من حضروا تلك الندوات لم يتغيروا بل بالعكس تناقشوا مع محاوريهم بمنتهى الموضوعية وأحرجوهم بالحجج التى لم يستطيعوا منها فكاكاً وفشل البرنامج فشلاً ذريعاً..
انتهت القصة نهاية سعيدة..بيد أن فحواها ذكرنى بأسطورة( إيريال) عروس البحر الكارتونية الديزنية(نسبة إلى ديزنى)بنت ملك البحار التى أحبت أميراً بشرياً وأنقذته من الموت غرقاً فى عاصفة بحرية ولم يتذكر هو شكلها لكن صوتها الرائع انطبع داخله ولما أن أحست ساحرة البحار الشريرة رغبة عروس البحر الجميلة فى الحصول على قلب هذا الأمير والحياة معه مابقى لها من عمر عقدت معها صفقة مفادها أن تمنحها ساقين وقدمين بدلاً من ذيلها مقابل أن تأخذ صوتها الرائع..وقبلت الأميرة الصفقة واستطاعت الخروج من البحر والحياة على الأرض كبشرية والوصول إلى الأمير الذى تحب لكنها لم تستطع أن تعرفه بشخصيتها الحقيقية لأنها بلا صوت..وهو عرفها في البدايةعن طريق صوتها الشجى وبالتالى لم يتعرف على حقيقتها لأنه لم ير منها إلا أنها فتاة جميلة خرساء..وكانت النتيجة أنهالم تجن من مشاعره أكثر من العطف والشفقة..
وتأملت الأسطورة وقصة المنح معاً ..فوجدت أنهما متطابقتان من ناحية التخطيط مختلفتان تطبيقاً..فقد كان أمل الساحرة الشريرة(أمريكا) شراء صوت الشباب الواعى الذين تعلم علم اليقين أنهم هم من سيمسكون بالزمام غداً إن شاء الله..ولما عقدت الاختبار لم تكن بحاجة لمن لديهم الاستعداد المسبق للبيع ..لكنها كانت تريد الآخرين الذين تعتقد أنهم الشوكة فى ظهرها..لقد حاولت إقناعهم بالبيع أو على الأقل بحضور المزاد بواسطة سماسرتها من بنى جلدتنا..كانت مقتنعة أن مجرد دخولهم تحت طائلتها الثقافية الفكرية قادر على إحداث تغيير حقيقي فى نفوسهم وقناعاتهم بيد أنها فشلت لكنها لم تيأس..إنها تعمل فى كل الاتجاهات بكل السياسات سواءاً كانت سياسة العصا والجزرة أو الغزو الفكرى والثقافى والانحلالى..أو فرض النظام العالمي الجديد واستخدام فخ العولمة..أو..أو...تشترى من يبيع وتبيع من تشترى..فمن وجهة نظرها لكل ثمنه الذى يرتضيه وإن لم يفعل فالنار والدمار أولى به..
لكن الذى يجب أن نتوقف عنده هو:لماذا تفعل أمريكا كل هذا إن كان العرب المسلمون قد انتهى زمانهم أو يئست منهم الحياة فألقت بهم فى سلة مهملاتها..وصاروا نهباً لكل قاطع طريق أو مجرم صفيق..؟؟لماذا تضيّع من وقتها وأموالها ماتضيّع إن كنّا نحن بضاعة مزجاة لاتنفع ولاتضر..وإن كان وجودنا فى حد ذاته عبئاً على الحضارات الأخرى التى قطعت أشواطاً طويلة فى التقدم والعلم والعلو؟
والإجابة تتلخص في أننا نشكل رعباً حقيقياً لأمريكا ومن يحالفها لأننا ذوو مرجعية ثابتة لم تتغير وأمتنا جبلت على أنها أمة محاربة مقاومة للضربات المتوالية التى قد تصيبها بالمرض حال ضعفها لكنها لا تميتها ولاتفنيها فعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أن الله أو أن ربي زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها وعشرون بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم حتى يكون بعضهم يسبي بعضا وبعضهم يهلك بعضا ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها أو قال من بأقطارها إلا وإني أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان))مسند أحمد
لقد درس أعداؤنا ما منحنا إياه نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام من معلومات مستقبلية نبأه الله بها كمفاتيح نصرللأمة فآمنوا بها وغضضنا نحن عنها الطرف وبدلاً من أن تكون تلك المفاتيح بأيدينا نفتح بها أبواب النصر والأمل استخدمها عدونا لتحجيمنا وإغلاق الباب علينا وحبسنا فى قمقم الضعف والهزيمة..لأنه يعلم علم اليقين أن المارد خارج خارج لا محالة..وكل الذى يفعله هو سجنه أطول فترة ممكنة عله يستطيع أن يحقق أغراضه ويستفيد من هذا الوقت الممنوح له أقصى استفادة..ألم نر التفكك والانقسام على النفس من قبل أولياء أمورنا تارة أو من قبل فرق المقاومة للمحتلين أخرى بإيعاز وتمويل ومؤازرة من أعدائنا فى كل بلد يلوح فيه الحكم بـــ (لاإله إلا الله)....ألم نر ورغم ضعف المسلمين وبعدهم عن روح الإسلام الحقيقية ومنهجه القويم ومشاريع التبشير السياسي والفت فى عضد المسلمين أن أعداد من يدخلون للإسلام تزيد ولاتنقص وتدخل الدعوة بفضل الله لكل فج عميق لتصل إلى قلوب شاء الله لها أن تجتمع على موائد فضله وهدى رحمته..؟؟؟ألم نر أن كل مصيبة تدبر للإسلام يكون القصد منها تشويه صورته تدفع الناس لدراسته والبحث عن كنهه ودعوته فيرى كل من أراد الله له صفاء البصر والبصيرة الوجه الحقيقي للإسلام ويفهم كل من رزق عقلاً راشداً ويستطيع قراءة مابين السطور سبب هذا العداء الجامح الذى لم يرقب فى مؤمن إلاًّ ولاذمة ولم تأخذه بدولة الإسلام رأفة فى دين أو دساتير حقوق إنسان..فيشهد لنا لا علينا حتى وإن لم ينضم لحظيرة الإسلام..؟؟؟
إننى أرى المنح فى المحن والعطايا فى الرزايا..وإن المبشرات أكثر وأكبر من المثبطات والمحبطات..إن الله منجزنا وعده ولو كره الكافرون ..وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وقد قال تعالى:
((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ))البقرة 214
ألا إن نصر الله قريب..ألا إن نصر الله قريب..ألا إن نصر الله قريب..
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 12:59 PM

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

ثقافة الإلحاح

منذ نعومة أظفارنا وبمجرد أن يبدأ الوعي فى الجلوس على عرشه العقلي حتى نتعرض لعمليات غسيل مخ يومية مختلفة مهما كان حرص الأسرة على إحاطتنا بتربية سوية بعيدة عن كل السقطات المجتمعية والاستيرادات الغربية لأسوأ ما فى حضارته ..ورغم أن هذه العمليات كانت محدودة بعض الشيء لجيلنا لكننا لا نستطيع إنكار أننا وربما أهلينا ..استسلمنا فى بعض الأحيان لهذه القوى المسيطرة الإعلامية المحدودة والتى كانت تعرفنا بمفردات حياتية جديدة ومعطيات عديدة لم تكن تناسب طبيعتنا فى بداية بثها ونفثها لكنها –وياللعجب-استطاعت بطريقة ما أن تتغلغل فى تحركاتنا وطريقة تفكيرنا وتفاعلاتنا المستمرة لتصبح جزءاً لا يتجزأ منها وكأنها لم تكن يوماً غريبة علينا..

وإذا كان هذا قد حدث بصورة محدودة فى جيلنا ..فاليوم اتسعت تلك العمليات التحويلية التى باتت أدواتها ووسائلها وأسلحتها لانهائية العدد ووالعدة والعتاد ..وإذا كانت طبيعة زمننا ومحدودية التقنية الاتصالية والتواصلية آنذاك مع انتباه أهلينا لتوجهاتنا واتجاهاتنا قد قننت استسلامنا للبرمجة التى يمارسها الآخر على عقولنا بلا توقف..فأجيال اليوم بالذات -وربما نحن معهم -تعاني أشد المعاناة من أجل أن تظل هويتها متميزة وانتماءاتها التى اختارتها بيدها مترسخة..هذا إن كانت الفئة التى تتعرض لتلك البرمجة واعية متيقظة تعرف من هى وماذا تريد وماهدفها..بيد أن هناك فئات أخرى لا تشعر بهذا ولذا فقد استسلمت طواعية لمبرمجيها دون قيد أو شرط وهى منبهرة مأخوذة بفكرهم وتوجهاتهم وبما يقدمونه من فراديس زائفة وأحلام متفلسفة يحسبها الظمآن ماءاً وهى لا تعدو أن تكون سراباً واهماً موهماً..وعليه فقد سلموها إلى جحيم الضياع والاتباع ..لكن الاتباع هنا لا يوصل إلى القمة إلا بشروط خاصة جداً فى حالات غاية فى المحدودية ..أما الأصل فهو السقوط للهاوية.

بيد أن ماشغلنى بحق هو كيفية تلك البرمجة التى نتعرض لها يومياً عبر الوسائل الإعلامية والإعلانية والتعليمية ..وقد توصلت-وربما لست الأولى فى ذلك-بأن سر ما أبحث عنه هو سياسة التكرار والإلحاح..فلقد اهتدت الأجهزة التأثيرية المختلفة إلى أن كل شىء وأى شىء يمكن تقبله أو على الأقل السكوت عن أخطائه بالتكرار والإلحاح ..فالأخلاقيات المتفسخة والتى تروج للعلاقات غير الشرعية أو فك عرى الأسر وإعلاء الخيانة على حساب الفضيلة قد انقلبت بفعل التكرار والإلحاح السينمائي والدرامي إلى دفاع عن الحب والحرية غير المحدودة ..والمعطيات الدينية المتمثلة فى العقيدة و الحرام والحلال قد حولتها الأيدى العابثة إلى قيود تخنق الإنسانية وتجثم على صدر إبداعها الخلاق فتسجنها فى باستيل أو جوانتانامو -حسب لغة العصر الحديث-من الأفق الضيق والفكر المحدود..وأمريكا نفسها استخدمت نفس الأسلوب إبان حربها الباردة مع روسيا وتدخلها العسكرى فى فيتنام وإقناع الكثيرين بحقائق مقلوبة عن طريق الأفلام والمسلسلات التى صورت الأمريكان ملائكة ممتدة الأجنحة تريد إرساء الأمن والسلام والديموقراطية فى مجتمعات متوحشة لا علاقة لها بالحضارة ولا تفهم ألف باء المدنية والحرية..والفن الهابط الساقط أو على الأقل غير المبدع المؤطر فى التحفيز المستفز للتصفيق والرقص الفردي والجماعي والذى جعل الفن أشبه بالملاهي الليلية وبيوت الهوى والرذيلة..أصبح هو القاعدة..وليل نهار تسمع أصواتاً لاتمت للجمال بصلة وكلمات يندى لها الجبين ..لكنها مع الإلحاح تدخل المتلقي إلى حالة من التنويم المغناطيسي أو الإيحائي المستمر والذى يجد الإنسان بعد هنيهة نفسه يتصرف بطريقة انقيادية ويردد مايمليه عليه أو يوحي به إليه المنوّم دون أن يكون له-للمتأثر- إرادة حرة قوية تحرره من الخيوط العنكبية التى تكبل أيامه وأحلامه وتملي عليه حتى ميوله..

المشكلة أننا دخلنا فى مرحلة جديدة..فاليوم بدأ الفن يؤجج للشذوذ ويعود الناس عليه تدريجياً وبعد أن كنا نراه كإيحاءات فى الأفلام الأجنبية أصبح التعاطي معه واقعاً فى الدراما العربية..وتزايد التنفير من الدعاة ومما ينتمي إلى الدين بإبراز سقطاتهم وخلافاتهم الشخصية والتنافسية التى تنتمي إلى الحرص على الدنيا فى بعض الأحيان..والأحدث على الإطلاق هو تكرار إهانة الصحابة بدعوى أنهم بشر عاديين لايصح أن ننزه أفعالهم أو نخرجهم من دائرة النقاش بل على العكس من ذلك..علينا فضحهم ونزع بردة تميزهم وتعرية أفعالهم وتفاعلاتهم بل وسبهم إذا استلزم الأمر ذلك..لأن-كما يقال-عصر الشفافية قد حل ولايجب علينا دفن رؤوسنا فى الرمال كالنعامة..وبالرغم من أنه ثبت أن النعامة لا تفعل ذلك..وبالرغم من أننا لسنا ضد البحث العلمي أو الحوار المنهجي حول أى من حوادث السيرة النبوية والصحابية..إلا أننا لا نتفق بالكلية مع الهبوط فى الحديث عن الصحابة أو الدعاة أو الدين ككل بلا تقنين أو تخصص ودراسة..لأن هذا الأمر الذى بدأ قبلاً وجعل من ليس لديهم خلفيات علمية أو ثقافية ينساقون وراءه ..أفضى إلى أمر أشد وطأة وهو الولوج فى أتون النيل من الذات الإلهية والأنبياء والملائكة..إضافة إلى تكرار بل والإلحاح فى مشاهد وصوتيات النيل من الإسلام والمسلمين خاصة والعرب عامة ..والسخرية من والاستهزاء بكل مايخصهم ابتداءاً من قرآنهم ولغتهم وأرضهم وحتى لباسهم وأسمائهم وعاداتهم وتقاليدهم..هذا الإلحاح الاستهزائي من شأنه أن يرسي ثقافة الدونية والإهانة...والذى يحول العزة إلى ذلة والثقة إلى انكسار وانقياد إلى السيد الجديد الذى تسبب فى إهانته حتى لا يمعن فيها..ويزيد من وطأتها..

أعتقد أننا فى عصر الإلحاح الإعلامي والإعلام الإلحاحى وهو الذى أصبح يوجه السواد إلى مايريد فى الوقت الذى يريد إذا كان يمتلك أدواته بشكل جيد..ودورنا كمثقفين واعين أن نكسر الدائرة المغلقة التى تغلقها ثقافة التكرار على فكر وخيال وإبداع المجتمع ودفعه فى اتجاه آخر من التجديد والتمسك بالهوية والتعود على نبذ الاستسلام للإلحاح مهما اشتد والتكرار مهما احتد ..والارتقاء بالفكر الإعلامي إلى المصداقية والشفافية التى تحترم نفسها أولاً ومن ثم السبب الأساس فى تواجدها وهو الجماهير..
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 01:03 PM

[FRAME="11 70"]مع الاديبة المصرية د. حنان فاروق ..


الرابط: فضاءات عربية
أجرى الحوار بسام الطعان
الدكتورة حنان فاروق، ماجستير أمراض باطنية كلية الطب جامعة الإسكندرية 1999، وهي شاعرة وكاتبة مصرية مقيمة في المملكة العربية السعودية وحاصلة على عدة جوائز منها:جائزة المجلس الأعلى للثقافة فئة الشعر عام 1999جائزة مسابقة الشاعر علي الصافي عام 2001جائزة مسابقة ممر المضيق من مؤسسة كستخاذة ـ ملقا، إسبانيا عام ‏2008‏‏-‏عضو جمعية الكتاب والأدباء المعاصرين بالإسكندرية، لها العديد من الأعمال المنشورة في الصحف والمجلات العربية.أحببنا أن نقدمها للقارئ وكان لنا معها هذا الحوار الشامل الذي فتحت لنا قلبها وتحدثت عن هموم إبداعية كثيرة.س1ـ كيف جئت من عالم الطب إلى عالم الأدب ـ الرواية والقصة القصيرة ـ وهما عالمان متناقضان.. وهل عالم الإبداع العربي يشكو من داء وما هو هذا الداء وأنت الطبيبة والمبدعة؟- ربما أنا جئت من عالم الأدب إلى عالم الطب فقد بدأ ارتباطي بالأدب مبكراً عن دخولي إلى عالم الطب .. وبالمناسبة هما ليسا عالمين متناقضين بل ربما أراهما متقاربين.. عالم الطب يجعل الكاتب قريباً من مجتمعه..محتكاً ومتأثراً بأحلامه ومشاكله ومواطن ضعفه وقوته الأمر الذي يمنح الكاتب رصيداً كافياً للخوض في رحلة الحرف دون أن ينفصل عما حوله.س2ـ هل هناك من تطورات طرأت على القصة القصيرة المصرية خلال السنوات العشر الماضية من حيث ابتكار طريقة جديدة للكتابة ومن حيث طريقة التناول وأسلوب المعالجة؟لست متخصصة أنا مجرد قارئة هاوية..لهذا يصعب علي تتبع مسار القصة القصيرة في حقب بعينها وإن كنت أرى أنها تتجدد ولا تتوقف ..وإن كان البعض يخاف من التجريب ودخول الشكل غير المفهوم عليها مع كثرة استعمال الرمز..ولأني كثيراً ما أستخدم هذا الاتجاه فأختلف مع من ينتقده وإن كنت أحترم رأيه..ربما لأني أحب أن يكون القارئ شريكاً في الإبداع..وجزءاً منه... س3ـ بعض الكتاب في مصر الشقيقة يكتبون باللهجة العامية المصرية، أو تجنح كتاباتهم إلى استخدام لغة مبسطة إلى حد التقاطع مع العامية.. هل هذا لأنهم لا يتقنون العربية الفصيحة جيدا، أم يريدون الكتابة للشارع بلغة الشارع وهذا اتجاه وليس ضعفا؟ربما هي وجهة نظر أحترمها.. ودعنا لا ننكر أن الشعر العامي المصري قد تبوأ مكانته الرفيعة بين دروب الأدب العربي المختلفة ووصل إلى شرائح كثيرة من المجتمع منها من لم تكن الفصحى تصل إليها جيداً ومنها من فضل لهجة التعامل اليومي على لغة الأوراق والمخاطبات والكتب.. لهذا فقد تعلمت ألا أهاجم اتجاهاً ما طالما يجد مشجعيه ومحبيه.. لكن عن قلمي.. هو يفضل الكتابة بالفصحى فهي غنية واسعة متنوعة قريبة من جميع القراء المنتمين إلى العربية ككل لا إلى جنسية بعينها... لا مانع من التبسيط..لكن الإسراف في الركون إلى اللهجات العامية المختلفة سيرسم حدوداً أدبية جديدة بين الأدباء العرب حتى لو لم نعترف بهذا علناً.ولم يطف الأمر على السطح..س4ـ كيف تفهمين القصة وهل شرطها الوحيد موهبة القاص.. ومن هو القاص الناجح برأيك؟دعني أتكلم كقارئة فأنا لست متخصصة.. القصة حكي ليس شرطاً فيه الكم بل الكيف.. ربما من وجهة نظري المتواضعة أهم ما في القصة هي أن تجعل القارئ يعيشها.. يدخل في حوار مع أحداثها.. يرى نفسه أو غيره في لقطاتها..حين يصل القارئ لتلك الحالة أو على الأقل يقترب منها يكون القاص قد نجح في مهمته..وبالطبع الموهبة من الأهمية بمكان..لكن كما علمني أساتذة أحترمهم وأجلهم ومازلت أتعلم منهم .القراءة والخبرة والاطلاع على تجارب الآخرين واتجاهاتهم يصقل الموهبة ويجددهاس5ـ بعض الكتاب العرب تأثروا سريعا بالجديد الوافد من الغرب، من أمريكا اللاتينية بالتحديد، وحين وجدوا أن مدرسة أدبية فرضت نفسها على الناس في الغرب تلقفوها طازجة وحاولوا النسج على منوالها.. ماركيز مثلا لم تمض سنة واحدة من صدور(مائة يوم من العزلة) حتى بدأ انعكاس أسلوبه بأشكال مختلفة في أدب كتابنا العرب.. بماذا تفسرين ذلك، هل هو تقليد أعمى أم اختراع جديد؟ربما لا أرى التأثر بأسلوب كتابة ما طالما يحاول الاحتفاظ بشخصيته وتميزه مشكلة بل ربما هو نوع من التلاقح الفكري الذي قد يقودنا إلى تجارب جديده ويستولد اتجاهات مختلفة تثرى الأدب وتشعل ميادين فكره وحركته..مائة عام من العزلة تجربة مختلفة..أراها كقارئة تستنهض همة ذهن القارئ وتستولي على تركيزه لتجعل منه شريكاً لا ينفصل عن التجربة ويظل مقيداً إلى مقعد المتفرج.. بل تجذبه إلى عالمها وتربطه إليها من الحرف الأول إلى الحرف الأخير.. إنها طريقة سردية توقع القارئ في شباكها ولا يستطيع الكاتب الخروج منها حتى بعد الانتهاء من القراءة..لهذا ربما أرى التأثر بها مفيداً وبناءاً..س6ـ هل يستطيع الأدب أن يكون أداة تحريضية ضد القمع أيا كان هذا القمع، وهل الرواية والقصة قادرة على معالجة هموم الإنسان العربي، والمنغصات الاجتماعية والسياسية التي يعاني منها في غياب الحق والعدل؟الأدب في كل زمان ومكان كان سلاحاً للمقاومة..مقاومة الظلم والقمع وثقافة الاستسلام والخضوع غير المبرر..وربما أرى القصة والرواية هي الأقدر من بين فنون الأدب على إيقاظ الوعي وتنبيهه والتحفيز على التغيير..فالإنسان بطبيعته مخلوق حكاء.. يتعاطي مع السرد مستقبلاً ومرسلاً في آن..أضف إلى ذلك أن القصة والرواية الآن لم تعد حبيسة الأوراق بل خرجت إلى السينما والتلفاز والوسائل الإعلامية التي تستطيع جذب المواطن القارئ وغير القارئ إليها وتبصيره بما لم يكن يرى..كل حسب استعداد استقباله..س7ـ كنا خير أمة أخرجت للناس، والآن نعيش مع حالة من الانهزام العربي.. الانكسار العربي.. الظلم الغربي للعرب.. الهرولة العربية نحو الصلح مع إسرائيل وهي لا تزال تقتل وتدّمر وتشرد.. الواقع العربي الذي يكاد يكون منهارا.. أمام كل هذا ماذا باستطاعة الكاتب والمثقف العربي أن يفعل، وهل هو قادر على المساهمة ولو بجزء بسيط على تحويل الهزيمة إلى نصر والصلح إلى قطيعة وما إلى ذلك؟الكاتب والمثقف العربي بحاجة دائماً لنفض انهزاميته وانكساراته وانبهاراته وهو يخوض عالم الثقافة الذي انفتح اليوم إلى أبعد مدى ..قد يحمل الواقع الكثير من الإحباطات..لكنه أيضاً يحمل بين يديه الكثير من الأمل..وإذا كان هناك من يسعى إلى الصلح مع إسرائيل أو الاستسلام بغير قيد أو شرط فهناك على الطرف الآخر من الصراع مقاومة لا يستهان بها.. تخوض المعركة ببسالة على كافة الميادين والأصعدة..إذن فالمسألة هي النظرة التي يجب أن تكون هي منطلقنا للتعاطي مع الواقع..ثقافة اليأس والاستسلام لن تسلمنا إلا إلى الموت...س8ـ كيف تجدين حال الثقافة العربية، هل تتقدم نحو الأفضل أم تتراجع أم تراوح مكانها؟ربما أنا متفائلة .. وأرى أن الثقافة العربية بالرغم من ضغوط الغزو الفكري المختلفة والانفتاح اللامحدود على ثقافات الغرب والتأثر بها..بالرغم من كل هذا .. فالثقافة العربية في تقدم رغم أنها لم تستطع حتى الآن استغلال التقنيات الحديثة وثورة الاتصالات بالشكل الأمثل.. هي تتقدم.. لكنها تستطيع أن تكون في مكانة أعلى وبخطوة أسرع..س9ـ من التي تكتب .. حنان الكاتبة أم قلبها وتأملاتها، أم أن عواطفها الثرة هي تملي عليها؟أنت كاتب..ولهذا ستفهم بالقطع ما أقول..ليست كل أحوال الكتابة متشابهة..أحياناً تتسلط عليك الفكرة فيكون لها اليد العليا..وأحياناً تتسيد المشاعر ..لكن في كل الحالات لابد أن يتعانق الفكر والوجدان معاً ليسل النص إلى القارئ..س10ـ أرى أن النقد تحول إلى (ميليشيات ثقافية) هل توافقينني الرأي؟يقولون التعميم ضد المنطق..بمعنى أننا لا نستطيع القول بأن النقد ككل تحول إلى مليشيات أو خلافه.. هناك نقاد كثيرون لاينتمون إلا لصدق الطوية وهدف البناء.. وأنا دائماً أحاول أن أنظر إلى نصف الكوب الممتلئ وعدم التركيز على الفارغ .. فالاستسلام لاختراق السلبيات يعجز الفكر والقلم..س11ـ الحركة النقدية في مصر كيف ترينها، وهل تهتمين بالنقد والى أي مدى يؤثر رأي الناقد على القارئ هل يصادر رؤيته للنص؟بسبب سفري منذ سنوات وعدم احتكاكي بالحركة النقدية في مصر إلا في الحدود التي تسمح بها الشبكة العنكبوتية فلا أستطيع تقييم أو الحكم على الحركة النقدية.. وعني..أميل إلى النقد وأخافه في نفس الوقت..النقد يعلمنا كيف نقرأ النص ..كيف نتعامل معه ونفهم إشاراته ونسبر أغواره.. نكتشف مواطن قوته ونقاط ضعفه.. ونرى ربما مالم يره الكاتب نفسه وهو يكتب..إنه يعلمنا فن التعاطي غير السطحي مع الكلمات.. قارئ النقد أيضاً يجب أن يكون واعياً متيقظاً .. يدخل إليه دون أن يترك عقله وقلبه على بابه ويسلمه قياده..بل يحاول طيلة الوقت أن يعيش حالة مع الحوار مع الكتابة النقدية ويعطي لنفسه مساحة للاتفاق أو الاختلاف معه.. وإلا فقد يجد نفسه أسيراً له متأثراً به من دون أساس..س12ـ برأيك من هو كاتب القصة الذي ترك أثرا كبيرا وهاما، أو بصمة واضحة على خريطة القصة العربية من مطلع التسعينات وحتى الآن؟لا تستطيع أن تشير على واحد بعينه.. خاصة بعد عصر ثورة الاتصالات الذي خلق تواصلاً قوياً بين الأدباء في جميع أرجاء الوطن العربي.. لكنى ربما أميل لكتابات د. محمد المخزنجي ..وأعشق حروف منى الشيمي وقدرتها غير المحدودة على تطويع الحرف وتوجيهه بقلم فكرها ومشاعرها ليصيب هدفه... يشدني أيضاً مداد يوسف المحيميد وإن كان يرهقني . .فكما قلت أنا قارئة عادية أستمتع بكوني كذلك...س13ـ الدكتورة والأدبية حنان.. ما هو السؤال الذي كنت تتمنين أن أسألك إياه وما جوابه؟بدأت شاعرة ومازلت..أين تجدين نفسك؟؟؟أجدني حيث يرسو قلمي وحيث يأخذني الإلهام...سأظل مدينة للشعر.. فهو بيتي الأول الذي لا أستطيع هجره ما حييت..وسأعيش أحب القصة فهي فن لطالما أحببته منذ أن دخلت ميدان الحرف قارئة وهاوية..س14ـ في نهاية هذا الحوار لك حرية الكلام قولي ما تريدين..أحببت الحوار معكم ..فهو ثري وغني ومرهق في نفس الوقت لكني أعترف أن إرهاقه كان ومازال ممتعاً وأنى سعدت به...وقد ترك أجمل الأثر في نفسي..أشكركم..
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 01:22 PM

[FRAME="11 70"] على موعد..

--------------------------------------------------------------------------------
د.حنان فاروق
--------------------------------------------------------------------------------
شعر
--------------------------------------------------------------------------------
السبت 06 أكتوبر 2007
--------------------------------------------------------------------------------





على موعد..
د. حنان فاروق




ونبقى دائماً حبي ..
على موعد..
نضيع بداخل الدنيا..
وتحوينا لياليها..
ويعوي فى المدى الإعصار يقصي كل من فيها..
وقد أبكى..
وقد أحتد..
وأعلن أنني ذكرى حزين كل ماضيها..
ولكني..
أعود فأذكر الميقات بين الحلم والواقع..
ألملم كل أجزائي.. وأشلاء الهوى الضائع..
وآخذ كل أوراقي..
وأحمل قلب ميثاقي..
وأرحل فى سفين الغد..
وقد أهوي..
وقد أشتد..
وأبقى دائماً أعتد بالدنيا وبالحبِّ..
وتبقى دائماً تأتي إلى بابي..
إلى دربي..
تطالع كل أيامي..
وتقرأ كل أحلامي..
على نور الهوى الممتد..
ولكنّا..
برغم الحب نفترقُ..
بدمع العين نحترقُ..
وفى عنفٍ يُشد القيد..
فألفظ حزن أوراقي..
أحطم صمت ميثاقي..
وعن كل الدنى أرتد..
لكى نبقى..
برغم البعد ياعمري ..

على موعد..




--------------------------------------------------------------------------------

د.حنان فاروق



روابط ذات صلة
· المزيد من :
شعر
· جميع مشاركات :
د.حنان فاروق

--------------------------------------------------------------------------------

أكثر مقال قراءة عن شعر:
على موعد..

تقييم المقال
المعدل: 4.71
تصويتات: 56




الرجاء تقييم هذا المقال:









خيارات

صفحة للطباعة



المواضيع المرتبطة


--------------------------------------------------------------------------------
شعر
--------------------------------------------------------------------------------



"على موعد.." | دخول/تسجيل عضو | 25 تعليقات | البحث في النقاشات

التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤولين عن محتواها.
الرجاء عدم إدراج روابط بالتعليقات لأسباب تقنية... و شكرا.




التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل


على موعد.. د . حنان فاروق .. هاهي الأيام .. تثبت .. أننا نحتاجك .. ؟!!! (التقييم: 1)
بواسطة زينات القليوبي في السبت 24 مايو 2008
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
الإبنة الحبيبة الغالية .. الحنان.. فاروق
سجلت قصيدة ( علي موعد ) .. أعلي معدل في القراءة لشعر الفصحي
سارعت لأقرأ .. فوجدتها .. بعض منك .. ولا عجب
فقلب .. كقلبك
وروح .. كروحك
ومشاعر .. كمشاعرك
لا يستغرب .. منها
أن تنطلق عبر بوابات الشعر .. حاملة كل هذه الرومانسية التي ضن هذا الزمان علي قلوبنا .. وآرواحنا .. ومشاعرنا .. ببعض من آريجها
وعلي الرغم .. من أن السادة النقاد .. قد قالوا فيها ماقالوا
وكان ردك .. الرقيق
أنك كتبتيها منذ عشرون عاما .. وعنيت بهذا الرد
أنك كتبتيها في زمان غير الزمان ؟ !!! .. ودعوتيهم ليقرأوا جديدك
وكأنك .. تعترفين ( إعترافا ضمنيا ) .. أنها لاتواكب هذا العصر .. عصر نضوب المشاعر وإختفاء الرومانسية .. ؟؟؟
ولكن .. ألا تري معي .. أنت والسادة النقاد
أن إرتفاع معدل القراءة لهذه القصيدة .. قد أعطي دلالات ومؤشرات .. تفيد بأننا بالفعل .. في أمس الحاجه .. لهذه النوعية من القصائد ؟؟؟
وأن هذا اللون ( العزيز ) من الشعر .. أصبح حاملا لعبق بكارة الإحاسيس
التي كنا نستشعرها .. وأصبحنا نفتقدها ؟؟؟
..........
أري أن قصيدتك قد جعلتنا .. ( علي موعد ) .. مع كل مافقدناه .. غدرا .. عنفا .. عمدا .. سهوا .. في هذا العالم الموغل الوحشة .. من مشاعر .. تحمل صفاء روحك .. لتذكرنا .. بصفاء آرواحنا ..
وتردنا .. إلي عالم نشتهيه !!!
............
برغم الحب نفترقُ..
بدمع العين نحترقُ..
وفى عنفٍ يُشد القيد..
فألفظ حزن أوراقي..
أحطم صمت ميثاقي..
وعن كل الدنى أرتد..
لكى نبقى..
برغم البعد ياعمري ..

على موعد..
................
الحبيبة حنان
كوني .. كما أنت
ولا تعتذري .. ولا تبرري
فليس للنبع .. أن يعتذر .. أو يبرر
عذوبته .. وصفاؤه
........
فهاهي الأيام تثبت
أننا
نحتاجك


زينات القليوبي





--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في السبت 24 مايو 2008
الحبيبة القريبة من القلب ..الجميلة زينات القليوبى
دخلت الورشة اليوم بالصدفة...فوجدت كلماتك الأروع الأجمل الأصدق...وهي التى أعطتنى دفعة غير عادية للمواصلة ...
حبيبتى
كثيرون انتقدوا رومانسية كتبتها مرحلة عمرية بعينها..رفضوها..قالوا أنها لم تعد تناسب العصر الذى نعيش بأنفاسه اللاهثه وتسارع خطواته الصاروخية..وصدقينى لم أعترض بل وافقتهم فى كثير من الأحيان رغم أننا نحتاج لمتنفس يهدىء من تمزقنا ركضاً وراء متطلبات حياتنا ومشاكله ومعتركاته..أنا نفسي تغيرت..لم أعد تلك الرقيقة التى تدور فى دوائرها المغلقة..ربما أحن إلى بعض رومانسية تخرج فى قصيدة او اثنتين لكنى أعود لاهثة خشية أن يفوتنى التكالب على كعكة الحياة المأكولة ككل الناس...ربما لهذا رددت على أشرف شافعى وقد كان هذا أول تعارف بينى وبينه وفى الحقيقة كان نقده من الرقي بمكان ..فاحترمته ولم أكن أدافع بل كنت أقول الحقيقة...
أعرف زينة الحبيبة أننا بحاجة للرومانسية..وأعرف أيضاً أن عهدها مضى..لكنى أصر أن أعيش فى الـ (بين بين)
محبتى وشكرى العميق لحرفك الأروع



]


--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في السبت 24 مايو 2008
د. حنان فاروق
من حق النقاد .. أن ينظروا إليك كعقل مفكر .. وكنص محايد لايخضع للتأنيث والتذكير
وأن يحثوك كعقل .. علي مواكبة الأحداث التي تدور من حولك .. وأن تبرعي وتتفني في إحداث رؤية خاصة تميزك كفكر يتطور مع تطور الزمن
وهذا ماأحترمه في كل ناقد .. ولا خلاف عليه ..
ولكن .. ماأعترض عليه .. أن تفعلي كل هذا ( علي حساب كونك إمرأة ) ..
وأن تسحقي أنوثتك وقلبك ومشاعرك .. لتتحولي لعقل ينافس الرجال
أو يسترضي ذائقتهم .. علي حساب طمس معالمك وذائقتك الخاصة جدا
ومع إحترامي لكل ناقد .. يسعي لإعلاء عقل المرأة .. علي حساب طبيعتها التي أعلي الله فيها .. القلب علي العقل .. لتكون مؤهلة أولا .. لكي تصبح ( الأم ) .. ؟؟؟
ومع إختلاف النقاد .. سنكتشف أن لكل ناقد رأي قد يختلف وقد يختلف تمام لإختلاف معك .. أو مع الناقد الآخر .. حيث أن عندما يطالع نصك ..
يضعه علي كفة الميزان أمام عقله هو .. وذائقته هو .. ومايريدك أن تكونيه من وجهة نظره هو .. ؟؟؟
وكأنه .. يفرض عليك أن تتقولبي بقالبه .. وأن تتشكلي عكس تكوينك .. لتصبحي
علي غير ما انت عليه .. في حقيقة ذاتك ؟؟؟
...........

وآراك لم تحاربي .. لتثبتي .. حقك في أن تكوني .. كما تريدين .. لا كما يريدك
الآخرين ؟؟؟
وياليتها شهادة غيرك .. ضدك ؟؟؟
بل شهادتك أنت ضد نفسك !!! .. التي أوجعتني حد البكاء ؟؟؟
وإليك ماجاء في تعليقك ...
....................

كثيرون انتقدوا رومانسية كتبتها مرحلة عمرية بعينها..رفضوها..قالوا أنها لم تعد تناسب العصر الذى نعيش بأنفاسه اللاهثه وتسارع خطواته الصاروخية..
(وصدقينى لم أعترض بل وافقتهم فى كثير من الأحيان ) ..
(رغم أننا نحتاج لمتنفس يهدىء من تمزقنا ركضاً وراء متطلبات حياتنا ومشاكله ومعتركاته )..
( أنا نفسي تغيرت )..
(لم أعد تلك الرقيقة التى تدور فى دوائرها المغلقة )..
( ربما أحن إلى بعض رومانسية تخرج فى قصيدة او اثنتين )..
( لكنى أعود لاهثة خشية أن يفوتنى التكالب على كعكة الحياة المأكولة ككل الناس)..
...ربما لهذا رددت على أشرف شافعى وقد كان هذا أول تعارف بينى وبينه وفى الحقيقة كان نقده من الرقي بمكان ..فاحترمته
( ولم أكن أدافع )..
( بل كنت أقول الحقيقة )..
(أعرف زينة الحبيبة أننا بحاجة للرومانسية) ..
( وأعرف أيضاً أن عهدها مضى ) ..
لكنى أصر أن أعيش فى الـ (بين بين ) ..
..................

هل هذه .. أنت ؟؟؟ !!! هل
إستطاعوا أن يشوهوا إحساسك إلي هذا الحد ؟؟؟
هل تجلسين إلي الكتابة .. وأن تستحضرين مسبقا رأي النقاد فيما ستطرحه من رأي وفكر .. ومشاعر تصبغينها بصبغتهم .. كي تسترضيهم ؟؟؟
هل أصبحت .. تلقين بأنوثتك .. في محرقة النقد .. لتصبحي عقلا مجردا من المشاعر التي خصك الله بها كأنثي .. ؟؟؟
هل .. أصبحت ترفضين جنسك ؟؟؟ ألا تري .. أن أنوثتك كانت هي الأولي .. لأن تعلي من قيمتها .. بأن تطرحي كل قضايا المرأة في شكل متطور لا يختذلها في كونها مجرد
جسد ؟؟؟
كيف وأنت لا تؤمنين بها ..
وتدافعين .. عن حقها في الوجود .. تطالبين يوما ما بأن يكون لها أي حق .. ؟؟؟
هل أصبحت من أجل أن تبلغي مبلغ الرجال ( كفكر ) علي إستعداد أن تجعليهم يأكلون قلبك أمامك .. أولا .. علي مؤائد تشريح النص ؟؟؟
.......................
أنك .. وبمنتهي التنازل .. تقرين وتعترفين .. أنك تعيشين البين بين ؟؟؟
أي أنك .. تتمزقين بين أن ترضي نفسك سرا .. وأن ترضي الآخرين في العلن ؟؟؟
هل أصبحت .. مشاعرك كإمرأة .. عار تخفيه .. وتتنصلي منه ؟؟؟
...................
ألم تسألي نفسك .. لماذا حصلت قصيدة علي موعد .. علي أعلي معدلات القراءة ؟؟؟
دون غيرها من قصائدك .. أو قصائد الآخرين ؟؟؟
........
أجيبك ..
لأن الشعر مشاعر .. ولأن من يقرأ لك .. آما أن تخترقيه بمشاعر غاية في الصدق
وآما أن يرحل عنك غير آسف ..؟؟؟
.............
ولأن هذه القصيدة .. كانت .. ( أنت ) .. ( كما أنت ) ..
(وليس كما يريدك غيرك أن تكونيه )
لذا .. صدقك المتلقي .. وأستقبلك .. أروع إستقبال .. لأنه رأي فيك جمال بلا روتوش
بلا مساحيق .. بلا صنعة .. بلا قولبة .. بلا تصنع .. بلا فزلكة ؟؟؟
...............
حنان .. أجمل مافيك .. هو أنت
كما آراد الله .. لك أن تكوني .. وكما خلقت لكي تكوني .. وكما تهيأت مشاعرك
وإحساسيك .. لكي تكونه .. فأتركي نفسك علي سجيتها .. وعودي إلي ماقبل عشرين عاما .. من المسخ والسحق والطمس .. لأجمل مافيك ..
وإياك .. أن تستسلمي لعمليات التهجين والتشوية .. والعبث بالجينات ؟؟؟
..............
لا أعرف ..
من للأنثي .. من للمرأة .. من للأم والأبنة والزوجة والأخت
يطالب بحقها في الحياة والحب والإنسانية
أنت تخلت صاحبات الفكر عن الدفاع عنهن .. والمطالبة بحقوقهن
لقد ميزك الله كإنثي بالعلم والثقافة والموهبة .. من أجعل أن يتطور عقل المرأة
للمطالبة بحقوق المرأة .. وليس للمساواة بعقل الرجل ... ؟؟؟
فمهما سعيت لأن تكوني مساوية لهم .. فلن تكوني أبدا في أعينهم ..
إلا واحدة من رعاياهم .. الناقصات .. عقل .. ودين ؟؟؟
عودي ..
إلي مكانك الطبيعي .. علما ولواءا وراية .. ترفعها كل النساء
وأنا .. أولهم .. فنحن بحاجة لك بينا
لنثبت .. أن الله ... حين أستقطع من عقلنا جزء .. أضاف إلي قلبنا أجزاء
وحين أستقطع من ديننا جزء .. أضاف إلي مشاعرنا الرقة والرحمة والصبر ..
لنكتمل بصورة .. مغايرة لإكتمال الرجل .. ليصبح كل منا مكملا للأخر ؟؟؟
...............
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 01:25 PM

[FRAME="11 70"]د . حنان فاروق
لا أعرف لماذا أظنك .. بحاجة ماسة
لأن تعودي
إلي .. مملكتك
التي تفتقد .. وجودك
وعرشك الذي تستحقيه
عن جدراة ..

زينات القليوبي





]


--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في السبت 24 مايو 2008
السلام عليكم حبيبتى زينة
(اسمحي لى أن أناديك بها لقد قلت لى كوني على طبيعتك ومعك سأفعل)
حبيبتى
يبدو أنى لم أشرح جيداً..عندما قلت لك أخذنى التكالب على كعكة الحياة المأكولة..كنت أقصد كعكة الحياة عامة لا الأدبية..كعكة الحياة التي نحن مجبرون على العيش في مطحنتها التى تطحننا وتسحق مشاعرنا وربما أحياناً أفكارنا وتحولهما إلى خليط عجيب,,
إنها الحياة يازينة وليس النقاد..إن أردت إثباتاً لكلماتي زورى مدونتى..ستجديننى هناك فى الـ (بين بين) بين الرومانسية الحالمة وقمة وعمق الواقعية معاً ...هذه أنا يازينة..هذه أنا...لا أستطيع التخلى عن أجزائى ..أحترم رأى الجميع ورؤاهم..واتفق مع من اقتنع بكلماته..واختلف مع من اختلف معه لكن..باحترام كامل لرأيه..
لكن الحقيقة التى لا أنكرها أن المشاعر تشيب يازينة...تشيب ..
تحياتي ومحبتى العميقة فأنت جميلة


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة محمد يوسف حامد في الخميس 22 نوفمبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
ياااااااااااه
على العذوبه والحنين كم اتمنى ان اكتب بمثل احساسك
دمتى مبدعه ولاتحرمينى من قصائدك العطره
اشكرك على هذا البوح الرقيق





--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الخميس 22 نوفمبر 2007
السلام عليكم أستاذ محمد يوسف حامد
أسعد الله قلبك فقد أسعدتنى كلماتك وأمدتني بدفعة قوية الرقة..
شكراً لك


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة عادل نايف البعيني في الخميس 22 نوفمبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
الأديبة القاصة
واليوم الشاعرة د. حنان
قصيدة جميلة في مفكرتها ومضمونها..
وجميلة في وزنها الغنائي الرقيق..
لكن ملاحظتي على القافية المنتهية بروي حرف الدال..
فقد أساء للوزن كثيرا عندما جاء حرف الدال ساكنا ومن حقّه أن يأتي مشدّدًا
فكلموة موعدْ ليس فيها مشكلة أمّا بقية الكلمات فكلّها مشدّدة فجاءت ثقيلة في القراءة وفي الوزن
وليس صعبا على مبدعة مثلك أن تتجاوز ذلك لقافية أكثر رقة.

محبتي ومودتي



--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الخميس 22 نوفمبر 2007
السلام عليكم أستاذ عادل
كم أنا سعيدة برؤية تعليقك هنا كما أراه هناك ...
هذه القصيدة مسنة عمرها طويل جداً فقط..أحبها...
ربما قصدت من قافية الدال المشددة تلك أن أهتف بالقوة لكي تخترق جسد الحب طاردة الضعف والاستسلام بعيداً عن ارتجافات المشاعر...
نقدك أثرى حروفي فلا تبخل به علينا..
تحياتي


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة فواغي القاسمي في الأربعاء 21 نوفمبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
عزيزتي حنان فاروق
بعيدا عن عذوبة النص و انسيابيته ورقته برغم كون الروي (محتدا) في الدال الساكنة
أمتعني ذلك الحوار النقدي الأنيق بينك و بين الاستاذ يحيى السماوي
فكم نحتاج لمثل تلك الأحاديث الشيقة التي تزيل صدأ الأيام عن ذاكرتنا
لتصقلها بلطائف المعاني و المعرف المغيبة في ردهات النسيان
فهنيئا لك موهبة قل مالكها ، وروح عذبة مقبلة بود لكل نقد بناء



--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الخميس 22 نوفمبر 2007
السلام عليكم عزيزتى فواغي
جميلة أنت..وجميل حرفك وتفاعلك..
أتعرفين ..أختك من هواة الحوار البناء والحوار مع شاعر بحجم السماوي يجعل محاوره يتعلم منه ..ويصل إلى مناطق لم يكن ليصل إليها بمفرده...
أشد ما أعجبنى فى تعليقك هو متابعتك للتعليقات وحرصك عليها..بالفعل نتعلم من بعضنا البعض لنسمو بأقلامنا وتتشابك أحلامنا وحروفنا دون أن نعاني قضبان الحدود..
تحياتي لجمال قلمك وحرفك


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة سالم شاهين في الأثنين 22 أكتوبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
الدكتورة حنان فاروق
تحية الأبداع
لقد سرني هذا الأصرار والتشبث بموعدك رغم كل شيء واتمنا على غدك أن يأتي بما يرضيك لتحقيق موعدك (برغم البعد)........
نص رائع معبأ بالتفاؤل ويزخر بالمعاني الجذلى التي استطاعت ان تكون فنارا ً لموعد تصرين عليه



--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في السبت 03 نوفمبر 2007
السلام عليكم أستاذ سالم شاهين
أسعدتني كلماتك وتعليقك الرقيق..
دمت مبدعاً كريماً


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة أشرف الشافعى (shaffey_2006@yahoo.com) في الثلاثاء 09 أكتوبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
الشاعرة د. حنان فاروق
اتابع اعمالك من فترة كبيرة من خلال ما تقومين بنشره فى بعض المنتديات وفى موقعك الخاص إن لم تخنى الذاكرة
والمس فى نصوصك لغة شعرية صافية وامتلاك لأدوات كتابة القصيدة الرومانسية
التى تربينا عليها منذبات المدرسة الرومانسية
ولا استطيع ان ادعى ان هذا النص او غيره من نصوصك التى قرأتها ليس إلا شعرا
يحبه كثيرون
ولكن ....
ونحن فى 2007 اما آن لنا ان نطىء مواطن شعرية تتخلى عن طرح العموميات
ورومانسية العلاقات الهلامية التى تنأى عن الدخول لمناطق اكثر جراة واحتكاكا
بما يستحق ان نكتب عنه
النص جيد كما رأيت وقرات لكن هناك فارق كبير بين الاهمية والجودة
واعتقد ان هناك ماينتظرك لتكتبى عنه بلغتك وادواتك
لتخرجى علينا بالنص المنتظر
مع تحياتى وتقديرى
اشرف الشافعى




--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الثلاثاء 09 أكتوبر 2007
السلام عليكم أستاذ أشرف الشافعي
أهلاً بك وسهلاً
أسعدتنى كلماتك ومتابعتك ونفاذ بصيرتك..أتعرف متى كتب هذا النص؟؟؟منذ عشرين عاماً تقريباً ولهذا فأنت على حق في أن الرومانسية الهلامية فات أوانها...ولو قرأت لى الجديد فستجد ربما بعضاً مما تتمناه لحروفي...لي قصيدة اسمها خماسيات الغربة وأخرى تسمى الثواني ترسم التاريخ في كف الزمن..وأخرى بعنوان إلى جدتي...ربما تلك الأعمال تخطت رومانسيتى القديمة..لكني أحب هذه القصيدة بالرغم من فوات أوانها لذا وضعت لكم ما أحب ...فاعذروني...
شكراً لمتابعتك..وياليتك تزور مدونتي (بين بين) لأسعد بمتابعتك..شكراً لك


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة يحيى السماوى في الأثنين 08 أكتوبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)

أستميحك العذر سيدتي الأخت الشاعرة د . حنان فاروق ، بتوطئة ومداخلة ... اما التوطئة ، فمبعثها استعذابي هذا الانسياب الرقيق والهادئ في زورق القصيدة على رغم وجود اعصار لا يراه سواك ـ لأنه إعصار داخل روح متماسكة لا في الأفق الذي تشقين مدى الافتراق فيه .. ثمة مؤاخاة جميلة بين هدوئك الواضح ، وبين حزمك القاطع الذي يكشف عنه السكون في أواخر الأفعال المنتهية بحرف الدال ... فالوقف عند الفعل له دلالته النفسية كما يزعم فقهاء اللغة ، أكثر مما هو في الأسماء والصفات ... سكون الفعل يقترب من ألف الإطلاق في الروي .

الان أشكرك لعذوبة القصيدة ، ولسماحك لي بالتوطئة .... لكن مداخلتي ستكون حول حول استخدامك الصحيح لـ " السفن " ـ لولا أن شرحك لها غير كاف ً ـ ولك الحق في ذلك ـ لاقتصارك على مختار الصحاح ،

على ما أتذكر ، فإن مختار الصحاح لم يتوسع في اشتقاقات الفعل الثلاثي المجرد " سَـفـَنَ " والذي يعني الهبوب عكس الريح ـ إذا كان فوق الارض ـ وعكس التيار اذاكان فوق الماء . والفعل سفن يقترب جذره اللغوي من الفعل " الثلاثي المجرد " سفَّ " ومزيديه بالهمزة ، وبالهمزة والتاء ـ ويقاربه المعنى ـ وهو عبور الطائر على وجه الارض غير ملامس لقشرتها .

لاشتقاقات هذين الفعلين نحو عشرين معنى ، من بينها المعنى الذي أشرت اليه ـ إشارة ليست كافية سيدتي الأخت .. فالسفن ليست جمع سفينة ، في أصلها اللغوي ( حتى لو قال مختار الصحاح غير ذلك ) أصل معناه ، القشر ـ وعندما نضعِّف حرف الفاء ، يصبح معناه نحت الشيء اللين ... أما شيخنا العظيم المتنبي ، فإنه أشهر من استخدم معناه حسب ما يراه " ابن جني " في البيت الشهير : ما كل ما يتمنى المرء يدركه

تجري الرياح بما لا يشتهي السفن ( وفي قراءة أخرى : بما لا تشتهي السفن ـ والاول أصح حسب ما يراه الاقدمون "

والسفن في البيت لا تعني جمع السفينة ـ إنما تعني ربابنة السفينة ، والدليل ، إن السفينة " أو جمعها السفن " من الجماد ، فهي لا تمتلك حاسة الشعور والتمني ... وبالتالي فهي غير معنية بجريان الرياح من عدمها ـ لكن الذي يعنيه ذلك ، هو الربان أو راكب السفينة وقبطانها ..

من معاني السفن " المفتوح عين الفعل وفاء الفعل ولامه " : الجلد السميك الذي يُغلف به غمد السيف من جهة الحاد من نصله أو شفرته ( وهو يقترب في معناه من السفيفة التي يقصد بها البطانة العريضة من الجلد او القماش او الخوص والتي يُشَدّ بها رحل الدابة أو حول حافات الحصيرة ..ومن معانيه أيضا : أداة تشبه المقص من الحديد أو الخشب تستعمل لتقليب الجمر وفلق الحطب ( ويقال أن أصل هذا المعنى يوناني ـ وابن جني وسيبويه أعلم )

[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 01:27 PM

[FRAME="11 70"] ... وجميعها صفات أفعال انتهت اسماء ... صفات للفعل الذي يقشر الماء أو وجه الارض " لذلك وصفوا الجمل بانه سفينة الصحراء لأن خفه يقشر التراب في مشيه "جمع السفينة هو : سُـفـُن ، سفائن ، وسفين ... ،

والسفان " بفتح السين وتضعيف الفاء "هو صانع السفينة وليس الربان كما يُتداول في الخطأ الشائع " والمثير للإنتباه ان مؤنث السفان " السَفـّانة " يكون معناها " اللؤلؤة " وليس صانعة السفن !!
وددت الإطناب أكثر لإلقاء الضوء على مشتقات هذين الفعلين ـ لولا أن طفلتي العنيدة " سارة " تصر على اغلاق الحاسوب كي أتناول دوائي
إذن عليك أن تشكريها لأنها نجحت في إنقاذك من ثرثرتي اللغوية هذه (يوجد في اللهجة العراقية مثل شعبي كثير التداول .. هو " مهروش وطاح بكروش " ومعناه : جائع ووجد أمامه الكراعين ورأس الخروف مطبوخة وناضجة ... فكيف لا يشمر عن يديه ويأكل بشراهة ؟ مضى علي زمن بعيدا عن مناكدة لغوية ومشاكسة اخوية حميمة ، لانشغالي بخلع مسامير الألم من خشبة الجسد ولوح الروح .. وها أنا أفتح الحاسوب بمجرد استغفالي ثعابين الوجع الصوفي ... فكيف لا تثير الكراعين شهيتي وبي كل هذا الجوع ؟ " .

شكرا لك مرة ثانية

دمت مبدعة ، وكل تكبيرة أذان وأنتم بخير .




--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الأثنين 08 أكتوبر 2007
السلام عليكم استاذ يحيى السماوي
لم أسمح لك بتوطئة...ولا بمداخلة....


فتوطئتك ومداخلتك شرف لحروفي المتواضعة..وأهلاً وسهلاً بك دائماً...
عندنا فى مصر مثل شعبي يقول(تروح فين ياصعلوك بين الملوك) ..وأنا هنا الأول ..وأنتم بعد الله امن جاء ذكرهم في آخر المثل..وبعد:
جاء فى المصباح المنير في غريب شرح الكبير:
( س ف ن ) : السفينة معروفة والجمع سفين بحذف الهاء وسفائن ويجمع السفين على سفن بضمتين وجمع السفينة على سفين شاذ لأن الجمع الذي بينه وبين واحده الهاء بابه المخلوقات مثل : تمرة وتمر ونخلة ونخل وأما في المصنوعات مثل سفينة وسفين فمسموع في ألفاظ قليلة ومنهم من يقول السفين لغة في الواحدة وهي فعيلة بمعنى فاعلة لأنها تسفن الماء أي تقشره وصاحبها سفان .

وجاء فى المعجم الوسيط الطابعة الرابعة لعام 2005 ميلادي..
السفينة:الفلك (ج) :سفن وسفائن وسفين

وجاء فى قصيدة أخذت نعشك مصر باليمين لأمير الشعراء أحمد شوقي:
ورمت طرفاً إلى البحر ترى***من وراء الدمع أسراب السفين

وقال الشاعر الكبير علي مجمود طه متحدثاً عن طارق بن
زياد:
ووقفت والفتيان حولك وانبرت


لك صيحة مرهوبة الأصداء


هذي الجزيرة إن جهلتم أمرها


أنتم بها رهط من الغرباء


البحر خلفي والعدو إزائي


ضاع الطريق إلى السفين ورائي

وهناك قصيدة للشاعر الموريتاني أحمد عبد القادر اسمها السفين..وذكرت السفين فى الشعر الأندلسي أيضاً ولكني لم أكمل البحث لأن أولادي لن يجدوا إفطاراً إن اساتسلمت للبحث الجميل..
أشكرك أن أتحت لي الفرصة لحوار راق مثل هذا..





]


--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الأثنين 08 أكتوبر 2007
السلام عليكم
ستجد أخي أخطاءاً إملائية ذلك أنى أكتب بسرعة شديدة لأنجز مهامي الأخرى فاعذر أختك المتخمة بمسؤولياتها

شكراً لك


]


--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الأثنين 08 أكتوبر 2007

أنت محقة سيدتي المبدعة ... لكن " الفيروزآبادي " أحق منا الاثنين ... وشوقي على صواب ـ لولا أن المتنبي أكثر صوابا .. وعلي محمود طه مصيب كبد الحقيقة ـ لكن الجواهري أصاب قلبها ... وأما قصيدة الشاعر الموريتاني ، فلا أتجرأ على القول لها أو عنها ، لأنني لم أقرأها ، والعرب تقول : إياك من قول ما لا تعرفه ، لذا أقول ما أزعم ( أؤكد : أزعم " أني أعرفه ... فالسفن في قصيدة المتنبي ليس السفين ، إنما الربابنة ... والسفان ليس صاحب السفينة أو ربانها ـ إنما صانعها الأجير ... مثله مثل النجار والبقال والعطار والبزاز ـ وكما تعلمين فصيغة فعال هي من بين صيغ الحِرَف والمهن .
ويغدو المشتق من السفن على زنة " مِفعَل " اسم آلة ، فالمسفن هو اسم آلة القشط أو القشر ، مثله مثل " المِبرَد " أو " المِنجل " أو المِعول "

وعندكم في مصر طير يُطلق عليه " " السِيفـَـنـَّة " يقال انه يأتي الشجرة فيقضم أوراقها كلها ( يقضم وليس يأكل )... لم أشاهده في مصر ـ لكن ورد ذكره في أسماء اللغة والأعلام ... ومن بين أشهر الاعلام التي اشتقت من هذا الفعل : سفينة : وهو مولى رسول صلى الله عليه وسلم ـ ويقال إنه مولى زوجه أم سلمة ـ والله أعلم ... و" سفانة " التي هي ابنة حاتم الطائي .. و" السيفاني " وهو المحدث " نجيب بن ميمون الواسطي " و" السفيف " اسم من أسماء إبليس ( لعنه الله ولعن معه سارقي فلسطين ومن في طريقهم لسرقة العراق ) ...
لعالم اللغة العربية الدكتور مصطفى جواد ( وكنيته سيبويه العصر في حينه ) ان في اللغة العربية الكثير من الاخطاء الشائعة ، غدت لها بمرور الوقت صفة الصواب في الاستخدام ـ وقد بذل جهدا كبيرا في تشذيب الاخطاء الشائعة وقد اعتمدت مجامع اللغة العربية طروحاته وبحوثه ... رحمه الله وطيب ثراه ... و بلغ من النبوغ والعلم باللغة درجة أنه حدد من خلال مفردات المتنبي ومجايليه مكان مصرعه وقبره التقريبي في النعمانية .

السفينة سيدتي في الاصل هيئة فعل ، ثم أصبحت إسما ... وكما تعرفين ، ان لكل فعل هيئة وزمنا ... اذا توافرا في الفعل فهو تام ... واذا فقد احدهما فهو ناقص ... الا ترين أن الفعل " كان " مثلا ، يدل على زمن ـ ولكن لا هيئة له ، فاعتبر ناقصا ... بينما الفعل التام له هيئة وزمن ـ فأنا حين أقول الان : أنت" تجلسين في المكتب " فإن بمقدوري تخيل هيئة الجلوس والزمن معا ـ على العكس من استحالة تخيلي هيئة الفعل " كان " أو " أصبح " رغم معرفتي زمنهما

السفينة إذن ، اسم لهيئة الفعل ، وغدا اسما بذاته دالا على شيء بذاته .ولم يعد نعتا وهيئة ...

هل لي التقدم اليك بشكر جديد ؟ ذا ما يجب عليّ فعله ، لأنك حركت مياه ذاكرتي الموشكة على الجفاف .

ثمة ملاحظة : الصعلوك أحبُّ الى قلبي من الملك ... لأن الصعلوك يذكرني بالعظيم " عروة بن الورد " الشاعر الجليل والفارس الأجل ... بينما الملك يذكرني ب ـ " ريتشارد قلب الأسد " وبالتاج البريطاني الذي منح الصهاينة فلسطيننا ـ بل ويذكرني بالملوك العرب الذين استوردوا اسلحة فاسدة دخلوا بها حربا خاسرة إرضاء لملوك ما وراء البحار .

شكرا دون حدود


]


--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الأثنين 08 أكتوبر 2007
السلام عليكم أستاذ يحيى
بحق تعلمت منك الكثير وأول ماتعلمته هو رقي النقد..
أستاذى
عندما فتحت المعاجم التي ذكرت والذى منها المعجم الوسيط وجدت أن سفينة تجمع على سفين وسفن وسفائن..وهذا ما أكد اطمئناني للفظ ..وأحترم كثيراً علمك الغزير.آملة ألا تحرمنا منه ومن نقدك البناء..
تحياتي


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة داليا فاروق في الأحد 07 أكتوبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
الله عليك
نص خفيف ومشبع بالوقت نفسه
تناغم وتوازن
وموضوع غاية في الروعة والتفاؤل
اسعدتني د حنان بهذا النص بعد زحام الكآبة الذي نحياه
وفي خضم يأس المحبين


تحياتي



--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الأحد 07 أكتوبر 2007
السلام عليكم حبيبتى داليا
لا أعرف لماذا أشعر بالألفة مع حرفك وأبحث عن تعليقك..لكن..لاتتعودي على تفاؤلي فهذا استثناء..فأختك من هواة الطريق العكسي فى الكتابة فقط...
تحياتي لتواجدك الجميل..


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة محمد البلبال في الأحد 07 أكتوبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
استعذبني هذا النص
واستعذبته
فهنيئا
لك به
وهنيئا له بك
مزيد من التالق

محمد البلبال
المغرب



--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الأحد 07 أكتوبر 2007
السلام عليكم أستاذ محمد البليال
سعدت بتواجدك وتعليقك الجميل أيما سعادة فقد أعطى نصي بريقاً وجاذبية..
شكراً لك


]




تعليق: على موعد.. (التقييم: 1)
بواسطة اسماعيل الياسري في السبت 06 أكتوبر 2007
(معلومات المستخدم | أرسل رسالة)
سيدتي قصيدتك جميله كلماتها بسيطه وتعبيرها رائع ولكن لاادري ماهو سفين الغد فليس هناك معنى للسفين هل هو السفن ام السفينه اتمنى لك التوفيق في كتاباتك النوعه والجميله والرائعه وتبقين انت اروع




--------------------------------------------------------------------------------
[لا يوجد موضوع] (التقييم: 1)
بواسطة ضيف في الأحد 07 أكتوبر 2007
السلام عليكم أستاذ اسماعيل الياسري
أسعدتني كلماتك خاصة حين وصفت نصي بالبساطة..فأنا أعشق البساطة والسهولة.. لأنها تصل إلى المتلقي بأيسر الطرق وأسهلها..
جاء في مختار الصحاح الآتي..:


[سفن[ س ف ن
السَّفِينةُ الفُلْك و السَّفَّانُ صاحبها و السَّفِينُ جمع سفينة قال بن دريد سفينة فعيلة بمعنى فاعلة كأنها تَسْفِنُ الماء أي تقشره

وهكذا تصبح سفين التى قرأتها فى قصيدتى هى جمع سفينة..
شكراً لك استاذنا..


]


[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 01:30 PM

[FRAME="11 70"]

ست الحسن د.. حنان فاروق


الدكتورة .. حنان فاروق

المدونة .. الأديبة . الشاعرة .. المتواضعة

-----------------------------------------


على الشاطئ الأخر كانت المحاولة الأخيرة لخروج ست الحسن من القمقم الموجود بين جدارين خلف المدفأة وأمام المرايا المصقولة بـ وجهان و ورد احمر فسقطت و دمعة الم وبدأت تبحث عن أجنحة بكل تنويعات ممنوعة واستطاعت تمشيط كيانات و تشريح أهات فأدركتها محكمة بَيْنَ بَيْنْ


تابعت كثيرين ووجدت بينهم مبدعين كًثر ووجدت بينهم تواضعا تسمى بحنان فاروق ..

لن أتحدث كثيرا عن الأديبة حنان فاروق حتى لا ابخسها حقها وحتى لا انقص شيئا منها بكلمات منى ..

اخترت لها بعض القصص القصيرة وبحق ستجدون أنها قصص قصيرة ..

قمت بتجميع تلك القصص فى كتيب صغير الحجم سهل الامتداد ..

افتح الكتاب ووالله لن تندم وستحصل على إبداع وحالة لن تنساها أبدا ..

ان كنت ممن لا يقرءون فهذه نصيحتي تمتع بهذه المجموعة ..

ان كنت ممن يحبون القراءة فهذه تحفتك احتفظ به ..

وان كنت من المبدعين فهذه ضالتك وجدت بين مداد د. حنان فاروق




وهذا الكتاب يتضمن مجموعة القصص القصيرة التالية

ورد احمر* وجهان * محكمة * ست الحسن * دمعة الم * تنويعات ممنوعة

تمشيط * تشريح * تبحث عن أجنحة * بين جدارين * المرايا * المدفأة

المحاولة الأخيرة * القمقم * الشاطئ الأخر


صورة من الكتاب




<!--[if gte vml 1]> <![endif]--><!--[if !vml]--> اضغط الصورة للتحميل



<!--[endif]-->



http://www.upload10.com/up/download....e013e9655fad12
هذا الكتيب اهداء من مدونة هدهديات بمناسبة ابداعات الدكتورة المتنوعة والمتعددة



وايضا لفوزها بجائزة ( ممر المضيق ) عن القصة العربية التى اعلنتها مؤسسة كستخاذة الخيرية للمساعدة الاجتماعية وكانت القصة التى فازت بعنوان ** المعبر **


مدونة بَيْنَ بَيْنْ للشاعرة . حنان فاروق

وأدرجت هنا مجموعة من الوصلات ذات الصلة بالدكتورة لمن يحب أن يتابع هذه المبدعة ولن يندم من تابع ..

http://fisabeelellah.maktoobblog.com

http://www.alwatanvoice.com/arabic/p...show&id=122917

http://www.thkafa.com/modules.php?na...ticle&sid=1605

http://www.alwarsha.com/modules.php?...der=1&sid=4156

http://www.inanasite.com/nk/modules....rticle&sid=226

http://www.ashreah.net/vb/forumdisplay.php?f=32

http://www.bahaa.20m.com/HNAN.HTM

http://www.khayma.com/hananfarouk/

http://www.khayma.com/hananfarouk/poems.htm

http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?p=1546




كتبها عادل سامى في 04:26 مساءً :: أضف تعليق أرسل الإدراجدوّن الإدراج3 تعليقات
في19,شباط,2008 - 10:35 صباحاً, حسن محمد توفيق كتبها ...


العزيز
عادل سامى
شكرا لك مناوشاتك
انت طنشتنا خالص ورميت طوبتنا
اما بخصوص الرئيس والنائب هذه كلمات مجامله من الاخ الفاضلكاتب الموضوع
نحن قيادة جماعية وليس هناك رئيس الى ان يتم الاشهار وتجرى انتخابات
والجميع يعلم ذلك ربما هم ينظرون الى بعتبارى صاحب الفكرة او المبادرة ولكن انا اقل عضو فى الاتحاد ورايى مثل راى اى عضو
ياترى هترجع لنا امتى فى انتظارك يعنى هتحايل عليك اكثر من كدة اعمل ايه
يكفى ما حدث ولنبدء صفحة جديدة وها هو انا امد يدى اليك ارجو ان لا تردها



في19,شباط,2008 - 10:37 صباحاً, حسن محمد توفيق كتبها ...


العزيز
عادل سامى
بخصوص مراقبة التعليقات هذه ظروف مؤقته وسوف تعود
الامور الى وضعها الطبيعى ان شاء الله
حدثت امور غير طيبة وكنا على وشك الدخول فى مهاترات تبعدنا عن هدفنا الاساسى
اما هنا فانا حر ومسامح فى حقى يكتبوا ما يشاؤن

فين يا عم عادل شعار الاتحاد ؟ هو انت مش من المؤسسين ؟

ولا عاوز تخلع وتسيبنا


في27,أيار,2008 - 05:43 صباحاً, النايف النايف كتبها ...

قال تعالى:
(( ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) ))

الإستغفار ياله من نعمةٍ عظيمه أغلبنا يجهلها ويجهل فوائدها
أنا منهم لم أكن أهتم بها أو بالأحرى كنت أجهل مافي هذه النعمه من فوائد ونفع
قرأت عنها الكثير الكثير ولم اندهش كما اندهشت ن تجربتي

كونوا معي لنهاية الموضوع لتعرفوا تجربتي..!!

::: كلمات في الاستغفار :::

:فضائله:

أنه طاعة لله عز وجل.

أنه سبب لمغفرة الذنوب
:
" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراًا"
نزول الأمطار
"يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً"
4 - الإمداد بالأموال والبنين
"وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ"
دخول الجنات
"وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ"
زيادة القوة بكل معانيها
"وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ"
المتاع الحسن
" يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً "
دفع البلاء
" وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"
وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله
"وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ"

العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فاذا استغفروا الله غفر الله لهم.
الاستغفار سبب لنزول الرحمة
"لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
وهو كفارة للمجلس.
وهو تأسٍ بالنبي ؛ لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة.

::أقوال في الاستغفار::

1 - يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه
( يا بني، عوِّد لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً ).
2 - قالت عائشة رضي الله عنها
( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ).
3 - قال قتادة:
( إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار ).
4 - قال أبو المنهال: (
ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار ).
5 - قال الحسن:
( أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ).
6 - قال أعرابي:
( من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار القطار )، والقطار: السحاب العظيم القطر.

::صيغ الاستغفار::
1 - سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
2 - أستغفر الله.
3 - رب اغفر لي.
4 - ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
5 - ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ).
6 - ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ).
7 - ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ).

::قصص في فوائد الإســتغفار::
؛واقعيه؛

القصة الأولى
حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، كان الإمام أحمد بن حنبل
يريد أن يقضي ليلته في المسجد ، ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد
حاول مع الإمام ولكن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل
مكان موضع قدميه ، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ، وكان
الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ، فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة
عرض عليه المبيت ، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ، فأكرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير
عجينه لعمل الخبز ، المهم الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر ،
ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ، فلما أصبح سأل
الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل ، فأجابه الخباز : أنه طوال
ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ،
فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لإستغفارك ثمره ، والإمام أحمد سأل الخباز
هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار ، يعلم فضل الإستغفار ، يعلم فوائد الإستغفار
فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة
فقال الإمام أحمد : وما هي
فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل
فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل ، والله إني جُررت إليك جراً

القصه الثانية
وهذه سمعتها اليوم ومن صاحبة القصة نفسها !!
سمعت هذه القصة في إذاعة القرآن الكريم ( الكويت ) ،، وربما يكون الكثيرين قد سمعوها ،
وسأحكيها لكم باختصار لتكون الأمل لمن لم يسمعها
تقول السيدة وهي أيضاً أم يوسف :
أنه تأخرت عنها الذرية لقرابة عشر أو خمس عشرة سنة ، وخلال هذه المدة ذهبت إلى العديد من الأطباء سواء كانوا داخل الكويت أو خارجها في أوربا وغيرها ، حتى مضى عليها هذه المدة ولم تُرزق بأولاد ! ،، وفي أحد الأيام ذهبت إلى أحد الدروس الدينية فسمعت الداعية تقول عن الإستغفار وفضله .. إلخ ،، تقول أم يوسف أنها منذ سمعت هذه المعلومة داومت على الإستغفار ولم يمض ستة أشهر إلا وهي حامل بإذن الله تعالى ،، وأنجبت يوسف وهو الآن في السادسة من العمر
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 01:35 PM

[FRAME="11 70"]المدفأة..!!

د.حنان فاروق





ارتجفت من البرد..خالت أن أطرافها قد تبرأت منها وأصبحت أجساداً أخرى لا تمت لها بصلة..حاولت تحريك أصابعها فأبت أن تطاوعها..صوت المطر المنهمر بالخارج عدائي قاس يشعل غيظ الرعد فيهدر زئيره مهدداً الجميع بالويل والثبور إن لاحت لأحدهم فكرة الخروج من البيت..تحول صوت قطرات المطر إلى نقرات متوالية لقذائف صلبة لا تهدأ ولا تترك فرصة للخلود إلى النوم..زاد قلقها واضطرابها..منذ متى وهي هنا؟؟؟ أعوام طويلة مرت عليها منذ أول يوم جاءت إلى هذا البلد البعيد ساعية وراء غد أفضل.. كم منت نفسها بأنها ستصادق هذا البرد الأرعن وألبستها عشرات الوعود بشتاء أكثر دفئاً يمكنه احتواء تجمد قلبها الملقى بين ضلوعها بلا فائدة غير انتفاضات روتينية تبقيها على قيد الحياة..سمعت صوت الباب الخارجي للبيت يغلق..من المؤكد أنه زوجها فمن غيره يفتح الباب ويغلقه..لم تستطع أن تتحرك من مكانها كما كانت تفعل فى بداية زواجهما لتحمل عنه تلك الأكياس البلاستيكية المنتفخة بمستلزمات المنزل وتضع محتوياتها كل فى مكانه..ألقى عليها تحية المساء فأومأت إليه برأسها..
-أمازلت فى جلستك تلك منذ خرجت..؟؟
هزت رأسها بالإيجاب...
-قلت لك عشرات المرات أوقدى المدفأة إذا كنت تخافين الحساسية التي تصيبك من جهاز التكييف؟؟
ألقى الأكياس على منضدة المطبخ ثم دلف إلى الداخل..بعد لحظات خرج وهو يحتضن المدفأة..وضعها تحت مقعدها ..لم تعترض رغم أنها تكرهها..شمعتاها الحمراوان تنظران إليها بوقاحة وتصران على حرق ماتبقى من أعصابها..آه..ما أشبه تلك النظرة بتلك التى كانت تطل من مدفأة أمها.. ازداد ارتجافها ..تحول إلى تشنجات ..لم تعد تستطيع السيطرة على جسدها.. لم تفق إلا على انتفاضته هاجماً على هذا الوحش المخيف يحمله ثم يلقيه من النافذة..أتى زوجها مذعوراً من الداخل على صوت الارتطام..تسمر فى مكانه ..نظر إليها مستفسراً..أحست بارتباك .. تدثرت بالصمت..سمعته يتمتم: عاودتها النوبة..
في المساء خرج..وأتى بمدفأة جديدة..






[/FRAME]

السيد عبد الرازق 30-05-2008 01:39 PM

[FRAME="11 70"]الثوانى ترسم التاريخ فى كف الزمن

شعر : د. حنان فاروق ـ الإسكندرية

الثوانى ترسم التاريخ فى كف الزمن

ثم تلقيه على الأوراق نقشاً من وهن

ألف عقل يحتويها..من ترى فيهم فطن...

أن تكرار المآسى قد تغذى بالوطن؟

******************

كلما أسلمت نبضا لانتشاءات الأمل

عاد طوفانا من الأحزان ممدود الأجل

والمنى بالوهم من صنع الخيال المرتجل

لم تزل تستعطف الخطوات فى أرض الوجل

*****************

ليت شعرى ..كيف للإنسان أن يحيا بقلب

فى طريق غرسها نار وآلام وحرب

وأحاسيس يتامى الأم لم تُنْسَب لأب

كيف للإنسان –بعد الموت جوعا- أن يحب؟؟

*********************

أبحر الملاح فى الطوفان يحدوه الرجا

تاركاً فى الظن حلما مستحيلا ما سجى

يضرب الأمواج مجداف من الماضى نجا

بينما الثانى حطام عند أقدام الدجى..

**********************

ارتمت عيناه فى الأمواج تهفو للحياه

والدعا ركض من القلب المُعَنَّى للشفاه

زاده صبر ولكن ليس يدرى ما مداه..

هل ترى ينفعه أن يرتدى طوق النجاه؟

**********************************

خماسيات الغربة

ومسافر لبلاد حلم لم يزل يجتاحه تيه الطريق

متطاير مابين أضغاث التوهم فى ضياع لا يفيق

متسائل فى كل ثانية تمر بنبضه :هل من صديق؟؟

فيطل من كبد الإجابة سيل أسئلة تؤجج فى الحريق

وتصيح :سر يا أيها الإنسان وحدك واحتمل ما لا تطيق..

عبثاً يُلملم أحرفاً من بين غابات الدفاتر والسطور

وبمغزل الأعماق يغزلها لتنجب من ظلامٍ خيط نور

فإذا بها تنسلُّ من بين الأنامل نحو أحضان الفتور

وتعود تغرس نفسها فى صمت دنياه المكلل بالسعير

فتشبُّ نبتاً ذابلًا رثَّ الثياب معربداً وبلا جذور

من بين ألواح الزجاج يطل إعياء الملامح والعيون

مازال يجترُّ الترقب والصراع على التعقل والجنون

مازال ينفث فى الخيال قصور وهمٍ كاذبٍ عمداً يخون

وحطام ظلٍّ هاربٍ خلف السنين الخائفات من الشجون

فنظل نسعى فى الظلام بلا دليل غير همهمة الظنون

وقف الغريب مخضَّباً بدمائه متحدياً صمت الدروب

شفتاه تفترَّان عن ألم ابتسامةِ مثقلٍ ألفَ الغروب

ويداه تمتدان نحو طريقه كى لا تفرَّ إلى المغيب

ويعيد رسم خطاه فوق صخورها بدبيب دقات القلوب

أتُراه يفلح فى اقتلاع نيوب أشباح المآسى والخطوب؟؟؟

كل العيون تقافزت نحو الذى هدمت معاوله الضياع

كل العيون تحفزت وترقبت ..ماذا سينجبهُ الصراع؟؟

وتشابكت أرواح كل الناس والأمل المغَلَّف بالتياع

لكنه رسم ابتسامته الأبية فوق أشرعة الوداع

وأدار ظهراً للحياة وفى يديه تراب أرض لا تباع...

***********************







[/FRAME]


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.