حوار الخيمة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أروع ما جئت به أخانا العزيز! ذكرتني في البيت الأخير بما قاله ابن حمديس الصقلي رحمه الله :
فلو ان روحي كان كسبي وهبته
لجسمك لكن ليس روحي من كسبي
هذه الأبيات التي كتبتها يميزها هذه المقابلة المتقنة في توصيف الحالة خاصة في البيت الأول فإذا بقلبي فيه يديه ، فكأن هذا التطابق بين المحِب ومحبوبه أو بين المريض والزائر جعل قلب الزائر هو ذاته قلب المريض من شدة تضامنه معه وحزنه عليه وتأثره بحاله وهنا كان جميلاً أنك لم تستخدم أداة تشبيه ليكون ذلك أبلغ في التعبير عن حالة الامتزاج النفسي بقلب المريض .
وبعدها يأتي البيت الثاني فتركت قلبي خاشعًا ... متأملاً في مقلتيه
خاشعًا متأملاً تعود على المتحدث وليس على القلب ،وهذه الانتقالة من القلب إلى المقلتين كانت عبقرية للغاية إذ تجعل أمر القلب (وموته المجازي) شيئًا مفروغًا منه كأنه موت حقيقي ، لتظل نظرة العينين هي آخر ما يتبقى للمريض ويكون مشهد الموت محزنًا من خلال العينين اللتين تعكسان دائمًا المشاعر الإنسانية مهما حاول المرء إخفاءها.
قطعة قوية عبقرية للغاية وأرجو أن نرى مزيدًا مما تكتبه في خيمتنا ،التي أنارت بوجودك.لك أحرّ التحية وأصدق الإعجاب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.