حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الأخت اليمامة .. لحظة ! (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=70585)

اليمامة 30-04-2008 07:31 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الفارس
خصوصا لما يكون شئ عن مصر فهناك الكثير من الحاقدين الذين لا يريدون لهذا البلد العظيم الخير حتى حقائق التاريخ يحقدون عليها

:)


مع الاعتذار لصاحب الموضوع

هل يمكن أخي الكريم أن توضح لي من هم الحاقدون هنا بجواب مباشر ؟

اليمامة 02-05-2008 06:23 PM

:New6: :New6: :New6: :New6: :New6:

المصابر 03-05-2008 02:34 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة
:New6: :New6: :New6: :New6: :New6:

الأخت الكريمة اليمامة
والله مشاركتك صدمتنى بل صعقتنى على أحباط أصبت به
وزاد الطين بله مشاركة هذا (السعود) الناصر الذى أيد وجهة نظرى فى الموضوع
فهناك بغض النظر عن كلامك عن بسالة الجيش المصرى وتوازن القوى أنذاك
هناك أنتقاص متعمد ومقصود لهذا الجيش وحربه الشعبية الباسلة فعلا لا قولا

ومن يقرأ مشاركتك هنا عن أن من رأى وهو قاصر الفهم ينبئ أنك ستأتى بعجل حنيذ

وللأسف جئتى لنا بـروبرت ليسلى والذى سأضع لك بعض من أسباب منع كنابة فى مملكتكم

وهو سبب أيضا حظر الكثير من المواقع الألكترونية من قاعدة الملك خالد

وهو فرض الوصاية عليكم وكأنكم قصر يجب الحجر عليهم .





إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة
وعندما طرحت المداخلة فأنا طرحتها لتبيين مستوى القوة التي توحدنا فيها تحت الهوية الاسلامية لا الهوية العنصرية العربية

[/center]


تلك السياسة أختى مزيد من دفن الرؤرس تحت الرمال فمعلوم عزة العربية والعرب
عتد الله ورسوله والناس ومعلوم أيضا الأرتباط الوثيق بين الأسلام والعرب والعربية

مقولتك ومبدعيها الساسه الأكابر وللأستهلاك المحلى وقد كان النت لهم صدمة قاتله أصابتهم فى الصميم والكلام على حال كل الدول الأسلامية التى تسن القوانين وأخرها قانون مملكتكم

لقمع الصوت الحر على الأنترنت أو لا تروا ألا ما أرى

عموما ليس موضوعنا وقد أعود لتلك النقطه أذا سمحتى بموضوع منفصل

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة


http://www.robertlacey.com/images/large_kingdom.jpg


وهو كتاب ممنوع من المملكة بسبب التحفظ على بعض الموضوعات


المـمـلـكـة


تأليف: روبرت ليسي
ترجمة: دهام العطاونة

روبرت ليسي، البالغ من العمر 43 عاما، صحافي وكاتب بريطاني مرموق. درس التاريخ في جامعة كامبريدج وعمل بعد تخرجه منها في صحيفة ((صَنْداي تايمز)) التي تعتبر من أرقى الصحف البريطانية. وقام في هذه الأثناء بتأليف عدد من الكتب عن بعض الشخصيات البريطانية التاريخية لاقت رواجا كبيرا. وبعد النجاح الكبير الذي حققه كتابه ((صاحبة الجلالة)) الذي يروي سيرة الملكة اليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، قرر ليسي إعتزال العمل الصحافي والتفرغ لتأليف الكتب. وهكذا شرع في تأليف هذا الكتاب. ويعيش ليسي وزوجته ساندي وأطفاله برونو وشاسا وسكارليت في لندن.

عزيزي القارئ

يسعدني أن أقدم لك الطبعة العربية لكتاب ((المملكة)) الذي يتحدث عن نشأة المملكة العربية السعودية وحاضرها لقد صدر هذا المؤلف لأول مرة باللغة الإنجليزية في بريطانيا عام 1981 ولقي رواجا كبيرا بسبب تعاظم شأن المملكة على الساحة العالمية في مطلع السبعينات. وما كان صدور هذا الكتاب إلا استجابة للاهتمام الواسع الذي باتت المملكة تحظى به في جميع أنحاء العالم. فأعيد طبعه من جديد عدة مرات في بريطانيا والولايات المتحدة وتمت ترجمته إلى العدد من اللغات نذكر منها الفرنسية والإيطالية والإسبانية واليابانية، وأخيرا إلى اللغة العربية.

* * *

ويعود سبب التأخير في صدور الكتاب باللغة العربية إلى موقف السلطات السعودية منه إذ أنها منعت دخوله المملكة بسبب اعتراضها على بعض مواده. إننا نأمل بأن تعيد السلطات السعودية النظر في هذه الحظر ذلك لأن الكتاب ما هو إلا دراسة موضوعية ونزيهة لتأريخ المملكة منذ مطلع هذا القرن. لقد أرسل المؤلف مسودة هذا الكتاب إلى وزارة الإعلام السعودية لمراجعته وإبداء ملاحظاته على نصوصه. وبدلا من أن تقوم هذه بتصحيح أي أخطاء قد يكون المؤلف قد وقع فيها أو لفت إنتباهه إلى حقائق يجهلها، إكتفت بطلب حذف بعض الجمل والفقرات والصفحات دون أن تعلل ذلك. ((احذف السطر الخامس في صفحة. . .))، احذف الفقرة الثانية في صفحة. . .))، ((احذف الفقرات 2 و3 و4 في صفحة. . .))، ((احذف هذه الصفحة بكاملها. . .)).
لقد قضى المؤلف ومعاونوه أربع سنوات في بحث وجمع مواد هذا الكتاب. فقرأ كل ما كتب عن المملكة تقريبا من كتب ودراسات وتحقيقات ومقالات ووثائق رسمية، وقابل مئات من الأشخاص من مختلف الجنسيات ممن كانوا قد عملوا في المملكة، دبلوماسيين ورجال أعمال وسياسيين. ثم ذهب هو وزوجته إلى المملكة حيث عاشا لمدة عامين عكفا أثناءها على دراسة اللغة العربي. وقابل المؤلف هناك المئات من السعوديين وعلى رأسهم جلالة الملك الراحل خالد بن عبد العزيز وأصحاب السمو الملكي الأمراء فهد وعبد الله وسلطان ونايف وسلمان وغيرهم من الأمراء، علاوة على عدد كبير من كبار المسؤولين وصغار الموظفين وبعض أصحاب الفضيلة العلماء. ثم عاد إلى لندن حاملا معه ما جمع من مواد وانطباعات وإعجاب بالإنجازات المذهلة التي حققتها المملكة في فترة وجيزة تحت راية آل سعود.
فكانت النتيجة هذا الكتاب الرائع الذي يعتبر بجداره أحسن كتاب صدر حتى الآن عن المملكة العربية السعودية، ولا أعتقد أنه سيظهر له منافس لسنين عديدة. لقد وجدت متعة كبيرة في قراءته وترجمته وإني لعلى يقين بأنك عزيزي القاريء ستجده ممتعا بنفس الدرجة. والله من وراء القصد.

دهام موسى العطاونة






أحاول :New6: بس ما أوعك .. فقد تأتيني حالات جنون:New12: :New14: [/center]



إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة

أحاول :New6: بس ما أوعك .. فقد تأتيني حالات جنون:New12: :New14: [/center]


ربنا يستر منكن يا بنات حوا :New2:

المصابر 03-05-2008 02:35 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة
مساء النور
أولاُ ردي هذا ليس انتقاص من جيش مصر .. ولو تمعنت فيه لقرأت أنني أثني على المواجهة القوية من جيش مصر .. ولكن اتحدث عن الخلل في ميزان القوة عندما تدخل أمريكا بالدعم الذي كان سابقة بسبب بسالة الجيش المصري .. وعندما طرحت المداخلة فأنا طرحتها لتبيين مستوى القوة التي توحدنا فيها تحت الهوية الاسلامية لا الهوية العنصرية العربية




http://www.robertlacey.com/images/large_kingdom.jpg

وهو كتاب ممنوع من المملكة بسبب التحفظ على بعض الموضوعات

المـمـلـكـة


تأليف: روبرت ليسي
ترجمة: دهام العطاونة

روبرت ليسي، البالغ من العمر 43 عاما، صحافي وكاتب بريطاني مرموق. درس التاريخ في جامعة كامبريدج وعمل بعد تخرجه منها في صحيفة ((صَنْداي تايمز)) التي تعتبر من أرقى الصحف البريطانية. وقام في هذه الأثناء بتأليف عدد من الكتب عن بعض الشخصيات البريطانية التاريخية لاقت رواجا كبيرا. وبعد النجاح الكبير الذي حققه كتابه ((صاحبة الجلالة)) الذي يروي سيرة الملكة اليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، قرر ليسي إعتزال العمل الصحافي والتفرغ لتأليف الكتب. وهكذا شرع في تأليف هذا الكتاب. ويعيش ليسي وزوجته ساندي وأطفاله برونو وشاسا وسكارليت في لندن.

عزيزي القارئ

يسعدني أن أقدم لك الطبعة العربية لكتاب ((المملكة)) الذي يتحدث عن نشأة المملكة العربية السعودية وحاضرها لقد صدر هذا المؤلف لأول مرة باللغة الإنجليزية في بريطانيا عام 1981 ولقي رواجا كبيرا بسبب تعاظم شأن المملكة على الساحة العالمية في مطلع السبعينات. وما كان صدور هذا الكتاب إلا استجابة للاهتمام الواسع الذي باتت المملكة تحظى به في جميع أنحاء العالم. فأعيد طبعه من جديد عدة مرات في بريطانيا والولايات المتحدة وتمت ترجمته إلى العدد من اللغات نذكر منها الفرنسية والإيطالية والإسبانية واليابانية، وأخيرا إلى اللغة العربية.

* * *

ويعود سبب التأخير في صدور الكتاب باللغة العربية إلى موقف السلطات السعودية منه إذ أنها منعت دخوله المملكة بسبب اعتراضها على بعض مواده. إننا نأمل بأن تعيد السلطات السعودية النظر في هذه الحظر ذلك لأن الكتاب ما هو إلا دراسة موضوعية ونزيهة لتأريخ المملكة منذ مطلع هذا القرن. لقد أرسل المؤلف مسودة هذا الكتاب إلى وزارة الإعلام السعودية لمراجعته وإبداء ملاحظاته على نصوصه. وبدلا من أن تقوم هذه بتصحيح أي أخطاء قد يكون المؤلف قد وقع فيها أو لفت إنتباهه إلى حقائق يجهلها، إكتفت بطلب حذف بعض الجمل والفقرات والصفحات دون أن تعلل ذلك. ((احذف السطر الخامس في صفحة. . .))، احذف الفقرة الثانية في صفحة. . .))، ((احذف الفقرات 2 و3 و4 في صفحة. . .))، ((احذف هذه الصفحة بكاملها. . .)).
لقد قضى المؤلف ومعاونوه أربع سنوات في بحث وجمع مواد هذا الكتاب. فقرأ كل ما كتب عن المملكة تقريبا من كتب ودراسات وتحقيقات ومقالات ووثائق رسمية، وقابل مئات من الأشخاص من مختلف الجنسيات ممن كانوا قد عملوا في المملكة، دبلوماسيين ورجال أعمال وسياسيين. ثم ذهب هو وزوجته إلى المملكة حيث عاشا لمدة عامين عكفا أثناءها على دراسة اللغة العربي. وقابل المؤلف هناك المئات من السعوديين وعلى رأسهم جلالة الملك الراحل خالد بن عبد العزيز وأصحاب السمو الملكي الأمراء فهد وعبد الله وسلطان ونايف وسلمان وغيرهم من الأمراء، علاوة على عدد كبير من كبار المسؤولين وصغار الموظفين وبعض أصحاب الفضيلة العلماء. ثم عاد إلى لندن حاملا معه ما جمع من مواد وانطباعات وإعجاب بالإنجازات المذهلة التي حققتها المملكة في فترة وجيزة تحت راية آل سعود.
فكانت النتيجة هذا الكتاب الرائع الذي يعتبر بجداره أحسن كتاب صدر حتى الآن عن المملكة العربية السعودية، ولا أعتقد أنه سيظهر له منافس لسنين عديدة. لقد وجدت متعة كبيرة في قراءته وترجمته وإني لعلى يقين بأنك عزيزي القاريء ستجده ممتعا بنفس الدرجة. والله من وراء القصد.

دهام موسى العطاونة



[/center]


ما رأيك أختى فى التالى :

[FRAME="11 70"]

بنو سعود بين رغبة الولايات المتحدة في الحظر النفطي عام 1973م

وخشيتها منه عام 2002م

يحاول مرتزقة بني سعود ابراز وهم على أنه حقيقة، ذلك الوهم هو أن فيصل بن عبد العزيز قد حصر همه في الفترة التي عاشها، سواء عندما كان في الصف الثاني في حكم بني سعود أو عندما اصبح في المركز الأول للسلطة في البلاد، في تحرير الاراضي المحتلة في فلسطين، وقد توج جهوده في استخدام النفط كسلاح. وقد نسج هؤلاء حول هذه القضية القصص الخيالية وتسويقها في وسائل الاعلام التي اشتراها بنو سعود بمليارات الدولارات، ظنا منهم أنها تستطيع أن تخفي المواقف الخيانية التي ارتكبها رموز هذه العائلة في حق القضايا الإسلامية والعربية وأهمها قضية فلسطين.

ولغرض فرز الحقائق وتفكيك الموضوع وصولاً إلى المغزى الحقيقي من اتخاذ فيصل لقرار حظر النفط، لا بد لنا من معرفة الامور التالية:

1ـ لم يتم ايقاف النفط مع بداية اعلان حرب أكتوبر، أي يوم 6 أكتوبر وانما جاء بعد وقف اطلاق النار الذي اعلن يوم 20 أكتوبر 1973م. ففي 7 أكتوبر قررت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول في اجتماعها بمدينة الكويت، خفض انتاج النفط بنسبة 5% شهرياً، وفي 21 أكتوبر اعلنت كل من الكويت وقطر والبحرين ودبي وقف تصدير نفطها نهائياً إلى الولايات المتحدة، واعقبها في نفس اليوم اعلان النظام السعودي والجزائر قطع النفط عن الولايات المتحدة. وفي 18 مارس 1974م، اعلنت معظم الدول العربية في المؤتمر المنعقد في فينا أنها قررت رفع الحظر النفطي على صادراتها منه إلى الولايات المتحدة، تحت ضغط النظام السعودي، فيما رفضت كل من ليبيا وسوريا الموافقة على هذا القرار، في الوقت نفسه ناشد النظام السعودي الدول العربية برفع الانتاج فوراً وبمقدار مليون برميل يومياً.

2ـ العلاقة بين شركات النفط والنظام السعودي في عهد فيصل:

في الواقع ان العلاقة بين شركات النفط والنظام السعودي في عصر فيصل لم تخرج عن الاسس التي بناها عبد العزيز بن سعود لبناء هذه العلاقة، عندما باع ثروة البلاد إلى الشركات الأمريكية بثمن بخس. إلاّ أن الجديد في هذا الموضوع هو أن التبذير الذي حصل لعوائد النفط في زمن عبد العزيز وسعود جعلت فيصل يواجه مأزقا لا يمكن تجاوزه بدون خلق ترتيبات لا تؤثر في الواقع على العلاقة التبعية للولايات المتحدة، والعلاقة مع شركات النفط.

ويمكن ان نرصد بعض الامور التي تسهل لنا توضيح هذه العلاقة وكما يلي:

أ ـ من المعروف أن بني سعود لا يمكنهم العيش بدون وجود أموال تحت تصرفهم، فكسب الموالين من القبائل، وشراء ذمم الصحفيين المرتزقة، واشباع شهواتهم يدفعهم بحرص للحصول على هذا المال حتى ولو كان ذلك يؤدي إلى بيع أي شيء معنوي من الممكن ان ينظر اليهم الناس من خلاله كعرب ومسلمين، فعبد العزيز لم يتوان من قبول (20.000) جنيه استرليني من بن غوريون رغم معرفته أن ذلك لا يمكن أن يبقى سراً. كما أن قبوله بمعاهدة دارين عام 1915م مع البريطانيين لقاء راتب شهري قدرة (5000) جنيه استرليني يدفعه له مكتب الهند للمخابرات البريطانية لم يمنعه أي مانع.

لذلك نجد أن هذا الحرص على المال اصبح سمة يتمتع بها بنو سعود صغيرهم وكبيرهم، ولا عجب أيضاً أننا نجد ان فيصل عندما استلم خزينة النظام السعودي من اخيه سعود فارغة قد هاله الأمر كما يصفه لنا قائلاً: انه لو كان يعلم حق العلم كم كانت الامور سيئة في شهر رمضان 1958م لما قبل أبداً المهمة التي ارغم على القيام بها من قبل العائلة، إذ أنه لما ذهب لمعرفة مقدار المال الموجود ليتسنى له دفع ما كان مترتباً عليه لم يكتشف هناك سوى (317) ريالاً أي [1].

وأمام هذا الأمر كان لا بد لفيصل من البحث عن موارد مالية لتغطية هذا العجز ولتثبيت وضع النظام في الداخل. ولما كانت المساعدات التي تدفعها الولايات المتحدة لا يمكن الاعتماد عليها لضألتها، لذلك اتجه تفكيره بالحصول على الاموال من شركات النفط. ورغم الانجازات التي تحققت بفعل حركة عبد الله الطريقي، والتي كان من نتائجها تغيير حجم العوائد التي ترد إلى البلاد. إلاّ أن البذخ الذي كان يمارسه بنو سعود، وعملية امتصاص العوائد الذي مارسته الولايات المتحدة عن طريق بيع الاسلحة للنظام، جعل الامور اكثر الحاحاً في الحصول على موارد اضافية. وقد تحقق هذا النهج بدفع اليماني وزير النفط من قبل فيصل إلى التفاوض مع شركات النفط لرفع اسعار النفط، في الوقت الذي طلب فيصل أن تقوم ارامكو بضخ كميات نفط كبيرة، يقول روبرت ليسي: (كانت سياسة فيصل بن عبد العزيز بصورة اساسية هي السماح لارامكو بأن تضخ وتبيع أي كميات نفط تريد. وكان معنى ذلك مزيداً من الاموال لبرامجه التنموية...)[2].

والواقع ان هذه الطريقة التي اتبعها فيصل مع شركة آرامكو لم تكن جديدة بل هي سياسة اصيلة في واقع بني سعود، فالطريقي يقول: انه رافق في اوائل الخمسينات كبراء مدراء آرامكو إلى اجتماع مع الملك العجوز (عبد العزيز)... وكانت مهمة الطريقي كمترجم أن يشرح لعبد العزيز الخدع التكتيكية المختلفة التي كانت آرامكو تريد أن تحصل على تأييده لها. إلاّ أنه سرعان ما تبين أن (الملك) لم يكن يستوعب إلاّ القليل مما كان يقال له. فقد راح يكرر (انتم اصدقائي، انتم اصدقائي)...

وقال لهم: يمكنكم الاعتماد عليّ، اللي تريدوه، اللي تريدوه[3].

ب ـ من الواضح أن شركات النفط الأمريكية تعتبر عاملاً كبيراً في رسم السياسة الأمريكية، لذلك نجد أن الشركات النفطية هي التي ألحت على الادارة الأمريكية في توسيع العلاقات مع النظام السعودي، يقول بنسون لي جريسون: وابلغ فيش (المفوض الامريكي في القاهرة) وزارة الخارجية الأمريكية أنه يوافق على طلب شركة (كاليفورنيا ستاندراد اويل) باقامة مفوضية في السعودية حتى يمكن حماية مصالح الشركة... وفي يوليو 1939م حصل وزير الخارجية (هول) على موافقة الرئيس روزفلت باعتماد (فيش) لدى الحكومة السعودية[4]. كما أن الشركات النفطية هي التي كانت تقترح على الادارة الأمريكية زيادة حمايتها للنظام السعودي حفاظاً على مصالحها في البلاد. كما أن مشكلة واحة البريمي كانت من العلامات البارزة التي حققت فيها شركة ارامكو انجازاً كبيراً عندما وقفت إلى جانب النظام السعودي وجعلت الادارة الأمريكية تقف إلى جانبه أيضاً.

وتأسيساً على ذلك فان فيصل كان يدرك حجم القوة التي تتمتع به شركات النفط، وأن المعادلة الصحيحة تقتضي منه أن لا يقف بوجه هذه الشركات فيما لو اراد كسب جولة صراعه مع اخيه سعود وتثبيت سلطته، لا سيما أن شركات النفط بدأت تنظر بعدم الارتياح إلى سعود بن عبد العزيز بسبب تشكيل هيئة المراقبة البترولية برآسة عبد الله الطريقي الذي سبب لها الازعاج، كما أن محاولته بناء اسطول نقل للنفط والاتفاق مع (أوناسيس) اليوناني حسمت الأمر في العلاقة بين هذه الشركات وسعود لصالح فيصل.

ج ـ ان موضوع دخول أعضاء عائلة بني سعود في الصفقات التجارية شرّع في زمن عبد العزيز باستشارة عبد الله السليمان (وزير المالية)، يقول روبرت ليسي: (لم يعدل الملك عن رأيه إلاّ بعد أن قال له عبد الله السليمان إن باستطاعة الامراء الشباب ان يكونوا قدوة حسنة لرجال الاعمال بالاستثمار في مشاريع انمائية. فاصدر جلالته مرسومين في آن واحد: الأول يمنح طلال امتياز الاسمنت. والثاني يسلم الامتياز إلى اتحاد من المستثمرين المحليين كان ابنه طلال مجرد احد المساهمين بينهم)[5]..
[/FRAME]

المصابر 03-05-2008 02:37 AM

[FRAME="11 70"]

وقد اصبح هذا الأمر سنّة في بني سعود الذين توسعوا في هذا الأمر، واصبحت كل الصفقات التي تتضمن توريد بضائع إلى البلاد تأتي عن طريق احدهم بعد الحصول على عمولة. ونتيجة لتزايد عدد بني سعود في السنوات الاخيرة نلاحظ ان أبناء عبد العزيز الكبار اختصوا بالصفقات الكبيرة وخاصة صفقات الاسلحة، أما الصفقات الصغيرة فكانت تترك (للامراء) الصغار، لهذا فليس من المستغرب أن تجد مثلاً سلطان بن عبد العزيز يتقاضى اكثر من نصف مليار دولار كعمولة عن صفقة اسلحة للنظام، إلاّ أن فيصل بن عبد العزيز في الواقع يعتبر أول من فكرّ بصورة مغايرة لمن سبقوه، فقد اتجه، باستشارة نسيبه كمال ادهم شقيق زوجته، إلى الحصول على اسهم في شركات النفط. فقد نال سنة 1959م عدداً من اسهم شركة نيو جرسي فسجلها بأسماء اولاده، ثم اخذ يجري مفاوضات مع شركات (كاليفورينا) و(تكساس) و(موبيل اويل) وهي المالكة لشركة آرامكو، للحصول على اسهم اخرى على اساس ان ما اعطته شركة نيوجرسي هو عن نفسها فقط. كما انتزع 2% من اسهم شركة (جيني) اليابانية مقابل الموافقة على منحها امتياز المنطقة المحايدة، وذلك بواسطة نسيبه ووكيل اعماله كمال أدهم الذي نال هو الآخر مليون دولار[6].

ان دخول فيصل كمساهم في الشركات يعني امرين: الأول هو حماية الشركات من القوانين الداخلية، وهذا ما حدث عندما وقع مرسوماً ملكيا في 8 ابريل 1965م باعفاء شركتي (اوكسيدنتال بتروليوم كوربوربشن) و(انترناشينال أورانفيز كلايزر كوربوريشن) من ضريبة الدخل على حصة كل منهما من ارباح الشركة (السعودية) التي ستنشأ في المنطقة الشرقية، وذلك لانه يملك وأولاده اسهما في تينك الشركتين[7].

والامر الثاني: هو عدم التأثير على سياسة الشركات النفطية فيما يخص الاسعار أو التفكير في ايقاف ضخ النفط مثلاً.

والواقع ان مفاوضات زيادة الاسعار لو لم يكن فيصل يدرك ان المستفيد الأول منها هو الشركات الذي يمتلك فيها اسهماً، لما دفع بوزير نفطه في خوض تلك المفاوضات نيابة عن اوبك، وهذا ما أشار إليه اليماني عندما قال: التفسير الذي اعطيه لتمنّع الشركات عن الموافقة على طلب اوبيك في أكتوبر 1973م هو أنها. ارادت لجهة اخرى ان تتحمل اللوم. فقد كانت مسرورة بالاسعار الاعلى لأن معنى ذلك بالنسبة إليها كان ارباحاً أعلى، ولكنها لم تر أن تكون الطرف الذي يقول: نعم[8]. يقول (أ. ي. باكوفليف): في جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ الامريكي اعترف قادة ارامكو بأن النفقات على انتاج برميل النفط في عام 1973م كانت 12% ـ 17% دولار، في الوقت الذي وصل سعره في السوق العالمي إلى 3/3 دولار، وان الربح الصافي للشركة من كل برميل يساوي 23/1 دولار. وبعد رفع اسعار النفط فان اجمالي ربع ارامكو الصافي ازداد 350% مقارنة مع عام 1969م، وازدادت الفوائد من 600 مليون دولار إلى 6/2 مليار دولار، وقد دفع ذلك السناتور أ. ماسكي لأن يسأل: هل من الممكن الافتراض ان اجبار البلدان العربية لزيادة اسعار النفط كان لمصلحتكم الذاتية أي لمصلحة ارامكو[9]. يقول الدكتور حسين عبد الله: والواقع ان مشكلة موازين المدفوعات، إذا اخذت في اطارها الاوسع من حيث انعكاس آثارها على تقلبات قيمة العملة واسعار الصرف النسبية، تشير إلى أن ارتفاع اسعار النفط قد خدم الدولار بلا شك[10].

3ـ اهداف حرب أكتوبر عام 1973م:

من الواضح ان الولايات المتحدة كانت تريد استثمار نتائج هزيمة 5 حزيران 1967م لتحقيق ما يلي:

أ ـ تكريس حالة الاحباط لدى شعوب المنطقة من خلال هزيمة الانظمة، وان ما يسمى بالصراع العربي ـ الاسرائيلي قد فقد شرعيته العقلانية، لذلك لا بد من القبول بالامر الواقع، والغاء كل الشعارات السابقة التي رفعتها والتي تؤكد على تحرير الارض المحتلة.

ب ـ افهام شعوب المنطقة ان الاتحاد السوفيتي حليف غير مجدي ولا يستطيع ان يحقق ما حققته الولايات المتحدة لحليفها الكيان الصهيوني، لذلك فالقبول بالدور الامريكي هو الاجدى في حل القضية الفلسطينية.

ج ـ ان الانظمة التي تدعي الثورية هي التي حققت الهزيمة بصورة مباشرة، لذلك فان رفع الشعارات الثورية والعمل على تحقيقها سيؤدي إلى نفس النتيجة، ومن الافضل الالتفاف حول الانظمة التي تصفها الولايات المتحدة على أنها انظمة معتدلة، لقيادة الوضع في المنطقة.

2ـ التخفيف من التضخم الذي يعاني منه الاقتصاد الامريكي وذلك عن طريق تفريغ مخازن الجيش الامريكي من الاسلحة القديمة، وتشغيل مصانع الاسلحة لامتصاص البطالة المتزايدة.

هـ فرض الشروط الأمريكية لحل النزاع في المنطقة وانهاء حالة الحرب وفتح المنطقة امام الكيان الصهيوني.

في الواقع ان ما كانت تنشده الولايات المتحدة لم يتحقق على ارض الواقع بصورة مشجعة. فشعوب المنطقة ادركت ان النظام السياسي في المنطقة باجمعه هو سبب الهزيمة وليس نظاماً بعينه، كما تبين لها أن احد اسباب الهزيمة هو الدعم اللامحدود للولايات المتحدة للكيان الصهيوني، كما انها ادركت وبقوة ان القضية الفلسطينية هي ليست قضية عربية بحته كما كانت تصورها الانظمة في المنطقة. كما أن المبادرات التي اطلقتها الادارة الأمريكية لغرض تسوية النزاع في المنطقة فشلت نتيجة لتخوف الانظمة من غضب الجماهير التي لا زالت تحملها الهزيمة كاملة.

اما في الجانب الآخر فانه رغم ارتفاع مبيعات الاسلحة للانظمة في المنطقة وخاصة النظام السعودي، إلاّ انه اصبح ميزان المدفوعات الامريكي في نهاية الستينات يعاني من عجز بلغ 600 مليون دولار.

وأمام هذا الوضع الذي واجهته الولايات المتحدة كان تفكير السياسيين في الادارة الأمريكية يتجه إلى تحريك الوضع في المنطقة للانطلاق بعمل جديد يكون اساسه طلقة مدفع، وقد تبنى السياسيون الامريكيون امرهم هذا نتيجة للمعطيات التالية:

أ ـ ان موقف الكيان الصهيوني ينبع من احتلاله للاراضي وتمسكه بهذا الاحتلال، كما ان الانظمة المواجهة له تشعر بحراجة امام شعوبها إذا لم يكن هناك عمل يصلح كغطاء للدخول في حلبة التسويات التي تريدها الولايات المتحدة، لذلك اتجه تفكيرهم إلى دفع الامور باتجاه تحقيق هذا الغطاء، يقول روبرت ليسي: حتى تلك النقطة كان كيسنجر يفكر، بقدر من الحذق، في أن نجاحات المصريين في سيناء قد تتيح فرصة لفتح مفاوضات من اجل تسوية جديدة ما في الشرق الأوسط. وكان قد اعاق عمداً جهود نجدة اسرائيل، متذرعاً بالتأخيرات البيروقراطية داخل البنتاغون وكان همه هو حماية عبور السادات إلى سيناء. وقد أراد كيسنجر للاعمال القتالية ان تنتهي بكون الاسرائيليين اقل غروراً وكون العرب اقل شعوراً بالمذلة مما كان عليه الحال في أعقاب حرب الأيام الستة [11].

الواقع أن هذا الترتيب الامريكي قد تم بحثه مع السادات الذي اقره مع النظام السعودي، يقول زيد الرفاعي، رئيس وزراء الاردن الاسبق: اذكر زيارتي إلى القاهرة قبل بدء الحرب بستة عشر شهراً. اتيت عندها إلى السادات، لكي اعيد العلاقات الدبلوماسية التي قطعها الجانب المصري قبل ذلك بسنة. تكلم السادات بصراحة فقال: ان لديه اتصالاً ... سرياً مع كيسنجر. ثم تشاور السادات معي بشأن (تجميد) الصراع مع اسرائيل وقال: يمكن تحقيق ذلك عن طريق القيام بعملية محدودة، بهدف الاستيلاء على راس جسر صغير على الضفة الشرقية للقتال. بعد ذلك سيكون بمقدوري ان اجلس إلى طاولة المفاوضات[12].

ويذكر بريماكوف: لقد كان اللواء صادق (وزير الحربية المصري الاسبق) واثقاً تماماً، من أن تلميحات سياسية، ربما ضمانات قدمت للسادات لحصر تلك العملية التي اطلق عليها اسم (بدر)، خلافاً لعملية (غرانيت). في غضون ذلك لم يفاتح السادات، على ما يبدو، حلفاءه، ولا سيما سوريا التي خاضت معركة أكتوبر 1973م إلى جانب مصر، بأمر خططه للحرب المحدودة جداً، وبأمر المهمات السياسية المعينة التي ينبغي أن تحققها هذه الحرب[13].

وما يذكره بريماكوف عن اللواء صادق يؤكده الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد عندما يقول: كان بيني وبين السادات اتفاق مسبق بأن نعمل معاً بشرف. من البديهي انه لم يطلعنا على أهدافه الحقيقية، أي أنه لم يقل لنا أنه فكر بالحرب كوسيلة لاخراج الوضع من (نقطة الجمود) والبدء بالمفاوضات فقط[14].

ب ـ تدهور موقف الولايات المتحدة في فيتنام امام اصرار الفيتناميين على تحرير ارضهم الأمر الذي اضطرها إلى أن توقع اتفاقية وقف اطلاق النار مع جبهة التحرير في 27 يناير 1973م. هذا الوضع الذي خلقه فشل الولايات المتحدة في فيتنام وهزيمتها جعل سياسييها يفكرون جدياً بأن يعوضوا ذلك بالتواجد بكثافة في المنطقة بعد اعادة ترتيبها. ومن الطبيعي أن هذا الأمر لن يتم بدون وجود حالة تكون غطاء لهذا التواجد.

اذن اصبح من الواضع أن حرب أكتوبر عام 1973م كانت من بنات افكار السياسيين الامريكيين وعلى رأسهم عميد السياسة الأمريكية (كيسنجر) ولما كان النظام السعودي لا يمكن تجاهله في هذا الموضوع فقد اعلم فعلاً بهذا الترتيب ومن ضمنه موضوع الحظر النفطي لاكمال السيناريو الذي رسمه كيسنجر ونفذه السادات والنظام السعودي، وقد ذكر محمد حسنين هيكل اشارة لذلك عندما يقول: بعث الرئيس السادات يوم 11 أكتوبر برسالة إلى (الملك) فيصل مع بضع كلمات تقول: انجز حر ما وعد[15].

4ـ هل استفادت الولايات المتحدة من الحظر النفطي:

يخيل للقارئ في الوهلة الاولى من قراءته لهذا العنوان أننا نمزح وذلك نتيجة لما تعلنه الولايات المتحدة على لسان سياسييها واعلامها بخطورة الحظر النفطي وضرورة التصدي له، حتى اصبح من المسلمات عندنا ان أي حظر نفطي هو سلاح يمكن به أن نجابه به الولايات المتحدة. والواقع أننا لا نقول ان أي حظر نفطي لا يؤثر على الولايات المتحدة، ولكننا نريد أن نقول أن الحظر النفطي الذي تخشاه الولايات المتحدة لا بد وأن تتوفر فيه شروط لكي نسميه سلاحاً في المعركة. واول هذه الشروط أن يكون الحظر صادر من ارادة شعبية وليس ايحاءاً أو قراراً يتخذ خلف الكواليس لتحقيق انجازات تخدم المصالح الأمريكية وكما سنبينه لاحقاً، والشرط الثاني أن يكون هذا السلاح مرفوعاً حتى تحقيق الهدف الذي من أجله رفع.

[/FRAME]

المصابر 03-05-2008 02:38 AM

[FRAME="11 70"]
ان الحظر الذي تريده الولايات المتحدة لا بد وان يؤدي إلى:

أ ـ ان يؤدي في نتائجه إلى تزعم الولايات المتحدة للموقف، كما حدث في حظر عام 1973م حيث تزعمت الولايات المتحدة الدول الصناعية الكبرى في جبهة مضادة للدول المصدرة للنفط، هذه الزعامة قد وفرت للولايات المتحدة طوق نجاة من المستنقع الفيتنامي الذي سقطت فيه.

كانت دول اوربا الغربية واليابان، خاضعة للنفوذ الامريكي خضوعاً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً تاماً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. فالولايات المتحدة هي التي حررت اوربا الغربية من الاحتلال العسكري النازي، وهي التي احتلت اليابان بعد أن هزمتها عسكرياً. ثم انها هي التي ساعدت اوربا على النهوض والانتعاش عن طريق مشروع مارشال، كما أنها ساعدت اليابان عن طريق ربط اقتصاديات البلدين. ومع مرور السنين، استطاعت اوربا الغربية واليابان إلى حد ما أن تتخلص من الوصاية الأمريكية، وذلك عن طريق نجاح السوق الاوربية المشتركة، وعن طريق المعجزة الاقتصادية اليابانية، وعن طريق التغييرات السياسية التي ادت إلى التقارب الامريكي السوفيتي، والتقارب الأمريكي الصيني، ذلك التقارب الذي افقد حلف الاطلنطي والحلف الامريكي الياباني كثيراً من اهميتهما. ولكن تطبيق سلاح البترول ضد دول اوربا واليابان، كان من آثاره احداث انقلاب شامل في الاوضاع الدولية، أتاح للولايات المتحدة الأمريكية فرصة جديدة للعمل على استرداد ما فقدته من سيطرة، وعلى اعادة الدول الاوربية واليابان إلى الحظيرة الأمريكية، ومصدر كل ذلك هو رفع سعر البترول إلى درجة اثرت تأثيراً كبيراً على مسيرة الانتاج في هذه البلاد، وهذا بدوره قلل في القدرة الاوربية واليابانية على التحرر من الوصاية الأمريكية[16].

ب ـ أن يعود بالنفع المادي للولايات المتحدة، كما حدث في حظر عام 1973م، ففي عشية حرب أكتوبر 1973م كانت الدول الاوربية واليابان قد وصلت إلى درجة اصبحت فيها تنافس في منتجاتها الصناعية المنتجات الأمريكية وهذا يعني امرين: الأمر الأول يعني خروج هذه الدول من الهيمنة الأمريكية نهائياً، والامر الثاني يعني تدهور الاقتصاد الامريكي الذي يعتمد بالاساس على التجارة الخارجية.

في الواقع كان الحظر النفطي عام 1973م، الذي سبب في زيادة الاسعار، قد حقق للولايات المتحدة دخلاً كبيراً من خلال الشركات الأمريكية الكبرى التي تقوم بانتاج وتسويق النفط، فاكثر من نصف عائدات النفط هو من حصة هذه الشركات، اما حصة الدول المنتجة للنفط والتي زادت أيضاً فانها اتجهت إلى ثلاثة اتجاهات كلها تصب في النهاية في خدمة الولايات المتحدة، فقسم من هذه العائدات كان يخزّن في بنوك الولايات المتحدة ومن ثم يستخدم في تحسين الاقتصاد الامريكي، والقسم الثاني يتحول إلى الخزينة الأمريكية عن طريق بيع اسلحة قد خرجت من الخدمة إلى انظمة المنطقة، والقسم الثالث يستخدم لتوريد السلع الاستهلاكية من الولايات المتحدة لدول المنطقة مما ينشط سوق العمل والتجارة داخل الولايات المتحدة.

يقول الدكتور فؤاد مرسي: فلقد افترضت الرأسمالية العالمية ان البلاد العربية لا تستطيع ان تستوعب العوائد النفطية، ومن ثم اعدت الاجهزة والآليات والادوات لتدوير أو اعادة تدوير الفوائض العربية في السوق المالية العالمية، وبذلك تستعيد بسهولة نادرة اغلب الاموال التي نتجت عن النفط العربي. وبفضل النظام النقدي الدولي القائم على عملات رئيسية كالدولار والاسترليني والفرنك والين، وبفضل النظام المصرفي العالمي واسواق النقد والمال في اوربا وامريكا، تعاد الاموال العربية إلى العالم الرأسمالي، حيث تمثل طاقة اضافية لتنمية الاقتصاد الرأسمالي العالمي وحمايته من المزيد من الاضطرابات في اوضاع ازمته الاقتصادية المستديمة[17].

ج ـ ان لا يؤثر الحظر على الامدادات النفطية للولايات المتحدة كما حدث في حظر عام 1973م. فرغم الحملة الانتقادية التي شنها الاعلام الأمريكي على موضوع الحظر النفطي إلاّ انه في حقيقة الأمر لم يؤد هذا الحظر إلى نقص في الامدادات، فالولايات المتحدة تعتمد على نسبة ضئيلة من نفط المنطقة كما أن هذه النسبة في الواقع لم تتوقف وهذا ما اعترف به اليماني وزير نفط النظام السعودي رفع الحظر حيث يقول: ان حكومته تعلم أن الشركات النفطية ستتحايل على الحظر النفطي، ومع ذلك لجأت إليه كمجرد تحرك سياسي[18].

ويقول روبرت ليسي: ان الحظر عام 1973م لم يحقق هدفاً واحداً من اهدافه المعلنة. فوقف اطلاق النار الذي فرضته الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي معاً بعد يومين من ذلك على اسرائيل، وسوريا ومصر كان سيفرض على أي حال... كما أن حجب الـ (500/ 638) برميل نفط التي كانت المملكة العربية السعودية تبيعها يومياً لامريكا خلال العشرة اشهر ونصف الشهر الاولى من سنة 1973م لم يقترب ابداً في حد ذاته من تعريض قوة الولايات المتحدة للحظر أو تغيير سياستها، وذلك لأن تلك الكمية لم تمثل إلاّ اقل من 4 في المائة من استهلاك أمريكا اليومي البالغ 7 مليون برميل[19].

د ـ ان يؤدي الحظر إلى ايجاد ذريعة في تنفيذ احد مرتكزات سياستها والتي قد لا يؤيديها الرأي العام الامريكي والغربي بصورة عامة. ولهذا نجد أن حظر النفط عام 1973م قد ساعد الولايات المتحدة على تسويق احدى ثوابت سياستها وهو التواجد المباشر عن طريق تعبئة الرأي العام الامريكي والغربي لهذا الغرض. ففي يناير 1974م اعلن وزير الدفاع الامريكي (جيمس شليز نجر) أن صبر الجمهور الامريكي له حدود وأنه قد يمارس ضغطاً قوياً على واشنطن للانتقام من الدول العربية إذا لم توقف الحظر النفطي[20]. وفي يناير 1975م اكد كيسنجر لمجلة (بيزنس ويك) عن الامكانية الحقيقية للتدخل العسكري ضد الدول المنتجة للنفط[21].

5ـ نظرية فيصل باستخدام النفط في السياسة:

لقد عرف عن فيصل انه يحاول دائماً تسويق نظريته المعروفة في عدم زج النفط في السياسة من قبل دول منظمة اوبك وخاصة دول الخليج بحكم ضعف انظمة هذه الدول اتجاه النظام السعودي. ونظرية فيصل هذه لم تأت من بنات افكاره أو من ابداعاته السياسية وانما هي سياسة الولايات المتحدة في موضوع النفط.

والواقع ان موضوع الحظر وكما اشرنا سابقاً يشكل خطراً على الولايات المتحدة في حالة توفر الشروط التي اشرنا إليها سابقاً، اما في حالة عدم توفر تلك الشروط فالحظر مسموح به بل مطلوب، لذلك نجد أن تأكيدات النظام السعودي على عدم زج النفط في السياسة تتبع الموقف الامريكي من هذه القضية، فقبل حرب أكتوبر بسنة وبالتحديد في نوفمبر 1973م أعلن اليماني وزير نفط النظام السعودي قائلاً: نحن لا نؤمن باستخدام النفط كسلاح سياسي بأهداف عدائية. نحن نؤمن بأن افضل طريق للعرب. هو استخدام مصادرهم النفطية للتعاون الاصيل مع الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة. فبهذا السبيل ستقام علاقات اقتصادية وثيقة ستنعكس في نهاية المطاف على علاقاتنا السياسية[22].

اذن ما الذي دعا النظام السعودي ان ينظم إلى الحظر النفطي بعد سنة من تصريحات وزير النفط هذه، الواقع أن السبب اصبح واضحاً لأن الحظر في هذا الوقت كان يخدم المصالح الأمريكية.

الخلاصة:

على ضوء العرض الذي قدمناه فقد اصبح السبب واضحاً في اتخاذ النظام السعودي قرار حظر النفط عام 1973م وعدم اتخاذه لهذا القرار عام 2002م رغم اعلان الولايات المتحدة وقوفها لجانب الكيان الصهيوني في جرائمه التي يرتكبها في الاراضي المحتلة. ويمكن اعادة ترتيب مظان موقف النظام السعودي من الحظر النفطي بصورة مختصرة وكما يلي:

1ـ من خلال تركيبة بني سعود السياسية والسايكلوجية، واسباب وجود نظامهم لا يمكنهم اتخاذ قرار مخالف للسياسة الأمريكية بأي حال من الاحوال.

2ـ كانت الولايات المتحدة هي التي هيئت الظروف لقيام حرب أكتوبر 1973م، بالاتفاق مع السادات الذي كان يجري اتصالاته مع النظام السعودي باعتباره مركز الثقل في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، وقد كان الحظر النفطي احد الجوانب التي بحث بها في الامور المتعلقة بالحرب.

3ـ كانت الولايات المتحدة راغبة بالحظر، لايقاف المنافسة الاوربية واليابان لمنتجاتها عن طريق زيادة تكلفة انتاج البضائع في هذه الدول. في الوقت الذي لا تواجه الولايات المتحدة اية مشكلة نفطية نظراً لكبر احتياطها النفطي وسيطرة شركاتها على النفط انتاجاً وتسويقاً. كما ان الولايات المتحدة ارادت من خلال الرعب الذي يحدثه حظر النفط جعل الدول الاوربية واليابان تتجه إليها، وهي التي اصبح مركزها مهزوزاً نتيجة لهزيمتها في فيتنام.

4ـ لم يكن الحظر الذي حدث عام 1973م مؤثراً على سير العمليات العسكرية فالحظر حدث في 20 أكتوبر 1973م والحرب بدأت يوم 6 أكتوبر وانتهت يوم 21 أكتوبر 1973م.

5ـ لم تتوفر الشروط الملائمة لكي يصبح الحظر مفيداً لمصالح الولايات المتحدة الآن، أي في عام 2002م بل على العكس فان الحظر يضر بالمصالح الأمريكية في هذا الوقت، لذلك نجد أن النظام السعودي والانظمة الاخرى لا تفكر في اتخاذ حظر نفطي ضد الولايات المتحدة، رغم الجرائم البشعة التي يرتكبها الآن الكيان الصهيوني بمساندة الولايات المتحدة، ورغم الضغط الشعبي المطالب باستخدام النفط كسلاح، بل يصرح مسؤولو الانظمة بأن بقاء تدفق النفط هو في خدمة القضية الفلسطينية.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ المملكة ـ روبرت ليسي ـ ص 239.

[2] ـ نفس المصدر السابق ـ ص 299.

[3] ـ نفس المصدر ـ ص 215.

[4] ـ العلاقات السعودية ـ الأمريكية ـ بنسون لي جريسون ـ ص 14.

[5] ـ المملكة ـ روبرت ليسي ـ ص 223.

[6] ـ صفحات من تاريخ الجزيرة العربية الحديث ـ د. محمد عوض الخطيب ـ ص 280.

[7] ـ نفس المصدر السابق.

[8] ـ المملكة ـ روبرت ليسي ـ ص 313.

[9] ـ السعودية والغرب ـ أ. ي. بالكوفليف ـ ص 148.

[10] ـ د. حسين عبد الله ـ مجلة المستقبل العربي ـ العدد 14 ابريل 1980م ـ ص 67.

[11] ـ

[12] ـ روبرت ليسي ـ المملكة ـ ص 318.

[13] ـ حكاية صفقة كامب ديفيد ـ افيغيني بريماكوف ـ ص 66.

[14] ـ نفس المصدر السابق ـ ص 68.

[15] ـ نفس المصدر السابق.

[16] ـ محمد حسنين هيكل ـ حرب الخليج ـ ص 79.

[17] ـ د. بطرس غالي ـ مجلة السياسة الدولية ـ العدد 41 يوليو 1975 ـ ص 8.

[18] ـ المستقبل العربي ـ العدد 14 ابريل 1980م ـ ص 50.

[19] ـ العلاقات السعودية ـ الأمريكية ـ بنسون لي جريسون ـ ص 118.

[20] ـ روبرت ليسي ـ المملكة ـ ص 321.

[21] ـ العلاقات السعودية ـ الأمريكية ـ بنسون لي جريسون ـ ص 118.

[22] ـ الخليج العربي في خطط الغرب ـ ف. ف ماشين ـ ص 51[/FRAME]

اليمامة 04-05-2008 12:48 AM

أولاً : أوردت موسوعة وتقول لي مارأيي !!

وأنا أقول لك أنت من سأل ونسخ فقرة وتساءل .. ثم شربكت الموضوع بدلاً من أن تنتقي فقرة خاصة بسؤال وتقدم وجهة نظر

فهل هي صعبة عليك ؟

كل ما كتبته هي مراجع أعرفها للرافضة .. ولا تهمني .. وما يهمني أن انتاقشني كما ذكرت لي .. لا أن تلصق لي دون أن تُجهد نفسك بكلمة :New6:

المصابر 04-05-2008 01:56 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة
أولاً : أوردت موسوعة وتقول لي مارأيي !!

وأنا أقول لك أنت من سأل ونسخ فقرة وتساءل .. ثم شربكت الموضوع بدلاً من أن تنتقي فقرة خاصة بسؤال وتقدم وجهة نظر

فهل هي صعبة عليك ؟

كل ما كتبته هي مراجع أعرفها للرافضة .. ولا تهمني .. وما يهمني أن انتاقشني كما ذكرت لي .. لا أن تلصق لي دون أن تُجهد نفسك بكلمة :New6:


أختى الكريمة توضيحا لمقصدى ومانقلت ما أعتبرتيه أنتى موسوعه
وقد سبقتينى بها للمستر روبرت وما سقته أنا معظمه للمستر المذكور
ولكنه يوضح موضوع حظر النفط فى 73 ملابساته وظروفه

الأخت الكريمة أيعقل ان تكون قناعتك عن تاريخ بلدك من كتاب مشبوه

لمستر أنجليزى ؟

و

أيعقل أن تكون تلك القناعة من وجهة نظر واحدة ؟

أعتقدك رشيدة وتعلمين أن القناعة ناتج معالجه ذهنية منطقية لعدد من وجهات النظر

ومختلف الأراء وأعتقد أيضا انك لا تعلمين أو تعلمون وتتغاضون

أن الأكاديميات العسكرية فى مصر يأتى أليها العشرات من الدارسين

بعد حرب أكتوبر المباركة ومنهم أوربيون غربيون

وأعتقد أختى الكريمة أن تلك الحرب أو بالأدق المعارك

قلبت موازين التكتيك فى العالم كله

بتصدى الفرد المقاتل للأله الرهيبه سواء الدبابة أو الطائرة

بواسطة سلاح محمول على الكتف

وهو ما يستثمره المجاهدون فى حربهم على الكفر وأهلة

الأخت الكريمة

أجهض النصر المعنوى للجيش المصرى سياسيا

لأشياء فى نفس يعقوب

وعليك بتقرير لجنة أجرانات التى شكلها الكنيست لتقص ملابسات تلك الحرب

هنا

http://yom-kippur-1973.info/agranat/Agranat.htm
وهنا
http://www.icaws.org/site/modules.ph...print&sid=1696

تقارير محترمة من داخل بيتهم وتعلمين انهم يديرون أمورهم بمنتهى الجدية والصرامة

بحكم تركيبتهم السكانية والسياسية ووضعهم فى المنطقة

خلاف لطريقتنا نحن السمك لبن تمر هندى

وقد أشار أحدهم هنا لأسم أخر الرجال المحترمين

الفريق سعد الدين الشاذلى

وأرجوك أن تقرأى مذكراته من هزيمة يونيو الى معارك أكتوبر

وأرجوك أيضا أن تعملى عقلك فى المحصلة

أحتراما لدم الشهداء الذى أهدره المجحوم السادات فى كامب ديفيد

ونال جزاءه فى نفس اليوم أيضا بعد ثمانى سنوات

لتنقل رمته الطائرة من وسط جيشه وامنه بكل قضه وقضيضه

وتنقل الى المستشفى جثة هامده

وأن أردتى الأستزاده أقرأى عن محاكمة الشهيد أحمد شوقى الأسلامبولى

لتكونى صورة واضحة عن جوانب المؤمرات التى حيكت على جيش شعب مصر

حتى وصل الى ما وصل أليه الأن

ولاحول ولا قوة ألا بالله العلى العظيم

فمجتمعنا مفتوح لكم وللعالم مذ زمن خلاف للكثير من دولنا

وليس عندنا ما نخجل منه أو ننكره

ونحن أول من ينقد نفسه بموروثات ثقافية شرعية فطرية

زايد من زايد وأنكر من أنكر

والكلام عن النخبة المثقفة والحس الشعبى

وأكثر ما يحزننى أن البعض يقيم المصريون بما يشاهد من أفلام التليفزيون

أو من العماله الوافده اليكم ذات الطابع الخاص والظروف الخاصة التى تمر بها أمتنا العربية والأسلامية وخاصة القطر المصرى منها

الأخت الكريمة أرجوا منك مره أخيرة قراءة أساس الموضوع مرة أخرى بعين أخرى

وانتظرك

والأخ الوافى ليدلى لنا برأيه هنا أيضا أذا أراد

تقديرى وأحترامى لشخصك مع عتبى عليكى ..

المصابر 06-05-2008 11:27 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة


هل يمكن أخي الكريم أن توضح لي من هم الحاقدون هنا بجواب مباشر ؟



(!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)

أجاوبك انا يا اليمامة

فلا أدرى لما لم يرد الأخ فارس فقد كنت أتمنى من قلبى أن أرى هذا الرد

فللأخ فارس - رغم ما حدث بيننا - له وجهات نظر تستدعى السماع

أحسه جيل أخر يطلب التمكين

عموما

مقدمة لابد منها

يعقبها سكنه لعل وعسى يسبقنى للرد ولهذا الشرف

الأخ محمد ..


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.