حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أبيات شعر وطنية خالدة ( مميز ) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=71829)

ابن حوران 13-06-2008 10:19 AM

أبيات شعر وطنية خالدة ( مميز )
 
نامي جياع الشعب

نامي جياع الشعب نامي
حرستك آلهة الطعام

نامي فإن لم تشبعي
من يقظة فمن المنام

نامي تَصحِي! نعم نومُ
المرء في الكُرب الجسام

نامي فقد أضفى (العراءُ)
عليك أثواب الغرام

نامي يُساقط رزقُكِ
الموعود فوقك بانتظام

نامي فنومك خيرُ ما
حملَ المؤرخُ من وسام

نامي فإن الوحدة العصماءَ
تطلب أن تنامي

نامي جياع الشعب نامي
النوم من نعم السلام

تتوحد الأحزاب فيه
ويُتقى خطر الصدام

تهدا الجموع به وتستغني
الصفوف عن انقسام

النفس كالفَرَسِ الجموحِ
و(عقلها) مثل اللجام

نامي على جورٍ كما
حُمل الرضيع على الفطام

واستسلمي للحادثات
المشفقات على النيام

إن التيقظ ـ لو علمتِ ـ
طليعة الموت الزؤام
نامي فإنك في الشدائد
تخلصين من الزحام

نامي فقد حُبَ العماءُ
عن المساوئ والتعامي

نامي إليك تحيتي
وعليك ـ نائمة ـ سلامي

نامي جياع الشعب نامي
حرستك (آلهة) الطعام

من قصيدة طويلة (كلها تهكم من السكون الشعبي)
لمحمد مهدي الجواهري

السيد عبد الرازق 14-06-2008 01:34 PM

وماذا يصنع الخلق أمام الجوع والكسر والقسر ؟؟؟

ابن حوران 15-06-2008 11:51 AM

أشكر تفضلكم بالمرور شاعرنا المحترم

ابن حوران 15-06-2008 11:52 AM

(1)

يقول لي: هيا نغير الحديث أنشدينا أغنية
عن النجوم، عن مرابع الزهور والمطر
يا صاحبي...
كيف أغني للنجوم
ودونها ستائر الهموم
كيف أغني للمطر
قد جف في العريش في نابلس في القنيطرة

(2)

نلبس في الصباح، في المساء
أقنعة من العقود والملابس المزركشة
نُخفي بها الجراح
نَشُد في الطريق قامة أثقلها الألم
ونبتسم
والجرح غائر وناغر في قلبنا
يا صاحبي تقول لي:
أغنيةٌ عن النجوم والزهور والمطر
وفي فمي دماء أخوتي؟
يغص قلبي ..
تخنقني الحروف..

(3)

ينعق ناعق الغربان في بلادنا
يتيه في الملابس المزوقة
يشرع سيف (النقد) والبطولة المصطنعة
يظن أنه على الطلول فارس الفرسان سيدٌ للمعمعة
فوق جراح أمتي
يبصق أحرفا مريضة مزيفة
يا شاعر النهود والقدود والجوارب الممزقة
بعض أسى بلادي من لحونك المهترئة
دع الحساب والعتاب للذين أهرقوا حياتهم
كي يخلقوا مستقبلا
ممن أراقوا دمهم
على تراب أرضنا المستبسلة
ممن تراموا في السجون والمنافي والصحارى المحرقة
لا في المخادع المرفهة

(4)

الله يا صوت الرصاص على جبال النار
في القدس في نابلس
يا نبضة الحياة في دم الثوار
تطربني لحونكم
تشد ظهري، تشعل الأنوار
النصر لي، النصر لي
ما دام في الآجام أُسدٌ، في الحمى أحرار

من قصيدة للشاعرة: مَلك عبد العزيز (1921ـ ...) زوجة الدكتور محمد مندور، القصيدة نظمتها في مطلع الخمسينات (مطبعة الاتحاد 1958،ج 2 ص 537) .. كما نشرتها دار الكرنك / القاهرة 1962 صفحة 172/ شعراء معاصرون

ابن حوران 18-06-2008 05:30 AM

نصائح أب لابنه

أجبيلُ *1 إن أباك كاربُ *2 يَوْمِهُ
فإذا دُعيتَ الى العظائمِ فاعْجَلِ

أُوصيكَ إيصًاءَ امرئٍ لكَ ناصحٍ
طَبِن *3 بِرَيب الدهر غير مُغفلِ

الله فاتقِهِ وأوفِ بنذْرِهِ
وإذا حَلَفْتَ مماريا*4 فتحلَلِ

والضيفَ أَكْرِمهُ فإن مَبيتَهُ
حقٌ، ولا تكُ لُعْنَةً*5 للنُزَلِ

واعلم بأنَ الضيفَ مُخْبرُ أهلِهِ
بمَبِيتِ ليلَتهِ وإن لَم يُسألِ

وصِل المُواصل ما صفا لك وُدُهُ
واحذر حبال الخائن المُتَبَدَلِ

واترك محل السوء لا تحلل به
وإذا نبا بك مَنْزِلٌ فتَحَوَلِ

دارُ الهوان لمن رآها دارَهُ
أفراحِلٌ عنها كمن لم يرحلِ

وإذا همَمتَ بأمر شر فاتئدْ
وإذا هممت بأمر خيرٍ فافعلِ

واستغنِ ما أغناك ربُك بالغنى
وإذا تُصبك خصاصةٌ*6 فتجملِِ*7

واستأنِ حِلْمَكَ في أمورك كلها
وإذا عزمت على الهوى فتوكل

للشاعر عبد قيس بن خُفاف : شاعر جاهلي من بني عمرو بن حنظلة من البراجم، (من ترجمة أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (الشعر والشعراء ـ ج2/ القاهرة عيسى البابي الحلبي 1364هـ ص 117).

*1ـ اسم ابنه
*2ـ كارب : اقترب أجله ودنا موته
*3ـ طبن : حاذق فطن
*4ـ مماريا : مجادلا
*5ـ لُعنة : بسكون العين .. يلعنه الناس بكثرة
*6ـ خصاصة: الفقر والحاجة
*7ـ التجمل : التجلد والصبر.. قيل للبعير جمل لأنه شديد الصبر

ابن حوران 21-06-2008 11:37 PM

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الرُكَبُ

الله أكبر ما هذا المنام فقد
شكاكم المهد واشتاقتكمُ التُرَبُ

كم تُظْلَمون ولستم تشتكون وكم
تُستَغْضبون فلا يبدو لكم غضبُ

ألِفتم الهون حتى صار عندكمُ
طبعا وبعض طباع المرء مكتسبُ

وفارقتكم لطول الذل نخوتكم
فليس يؤلمكم خسَفٌ ولا عطب

لله صبركم لو أن صبركمُ
في ملتقى الخيل حين الخيل تضطرب

كم بين صبرٍ غدا للذل مجتلباً
وبين صبر غدا للعز يجتلبُ

خلوا التعصبَ عنكم واستووا عُصُبا
على الوئام لدفع الظلم تعتصبُ

هذا الذي رمى بالضعف قوتكم
وغادر الشمل منكم وهو منشعبُ

وسلط الجور في أقطاركم فغدت
وأرضها دون أقطار الملا خِرَبُ

وحَكَم العلج فيكم مع مهانته
يقتادكم لهواه حيث ينقلب

بالله يا قومنا هبوا لشأنكمُ
فكم تناديكم الأشعار والخُطَبُ

ألستم من سطوا في الأرض واقتحموا
شرقا وغربا وعزُوا أينما ذهبوا

ومن أذلوا الملوك الصِيد فارتعدت
وزلزل الأرض مما تحتها الرَهَبُ

فما لكم ويحكم أصبحتم هَمَلا
ووجه عزكم بالهون منتقب

لا دولة لكم يشتد أزركم
بها ولا ناصر للخطب يُنتدَبُ

وليس من حُرمة، أو رحمة لكم
تحنوا عليكم إذا عضتكم النوَبُ


من قصيدة للشيخ ابراهيم بن ناصيف بن عبد الله اليازجي (1847ـ 1906م).. أصل أسرته من حمص في سوريا، أما مولده ونشأته ففي بيروت.. استقر في مصر وأصدر مجلة البيان لمدة سنة، ثم أصدر مجلة الضياء فعاشت 8 سنين.. أتقن لغات العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وتولى كتابة مجلة (الطبيب)

ابن حوران 29-06-2008 12:48 PM

سلي الرماح

سلي الرماحَ العوالي عن معالينا
واستشهدي البِيضَ هل خاب الرجا فينا؟

وسائلي العُرْب والأتراك ما فعلت
في أرض قبر عُبيد الله، أيدينا

قومٌ إذا استُخصموا كانوا فراعنةً،
يوما، وإن حُكموا كانوا موازينا

إذا ادَعوا جاءت الدنيا مصدقةً،
وإن دَعَوا قالت الأيام: آمينا

إن الزرازير لما قام قائمها،
توهمت أنها صارت شواهينا

ظنت تَأني البزاة الشهب عن جَزَع
وما درت أنه قد كان تهوينا

وللدماء على أثوابنا عَلَقٌ
بنشره، عن عبير المسكِ، يغنينا

فيا لها دعوة، في الأرض، سائرةٌ
قد أصبحت في فم الأيام تلقينا

أنَا لقومٌ أبت أخلاقنا، شرفا،
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا

بيضٌ صنائعنا، سودٌ وقائعنا،
خضر مرابعنا، حمرٌ مواضينا

ما أعوزتنا فرامين*1 نصول بها
إلا جعلنا مواضينا فرامينا

كم من عدو لنا أمسى بسطوته،
يبدي الخضوع لنا، خَتَلاً وتسكينا

كالصل يُظهر لينا عند ملمسه
حتى يصادف في الأعضاء تمكينا

يطوي لنا الغدرَ في نُصْحٍ يشير به،
ويمزج السُمَ في شهدٍ ويسقينا

من قصيدة لصفي الدين الحلي (677ـ750هـ/1278ـ 1349م)

ابن حوران 06-07-2008 11:56 AM

إرادة الحياة

إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر

كذلك قالت لي الكائنات
وحدثني روحها المستتر

ودمدمت الريح بين الفجاج
وفوق الجبال وتحت الشجر:

إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر

ومن لا يحب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر

فعجت بقلبي دماء الشباب
وضجت بصدري رياح أخر

وأطرقت أصغى لقصف الرعود
وعزف الرياح ووقع المطر

وقالت لي الأرض لما سالت:
يا أم هل تكرهين البشر ؟:

أبارك في الناس أهل الطموح
ومن يستلذ ركوب الخطر

وألعن من لا يماشي الزمان
ويقنع بالعيش ، عيش الحجر

هو الكون حي يحب الحياة
ويحتقر الميت مهما كبر

فلا الأفق يحضن ميت الطيور
ولا النحل يلثم ميت الزهر

ولولا أمومة قلبي الرؤوم
لما ضمت الميت تلك الحفر

وقال لي الغاب في رقة
محببة مثل خفق الوتر

يجيء الشتاء شتاء الضباب
شتاء الثلوج شتاء المطر

فينطفئ السحر سحر الغصون
وسحر الزهور وسحر الثمر

وسحر السماء الشجي الوديع
وسحر المروج الشهي العطر

وتهوي الغصون وأوراقها
وأزهار عهد حبيب نضر

ويفنى الجميع كحلم بديع
تألق في مهجة واندثر

وتبقى البذور التي حملت
ذخيرة عمر جميل عبر

وذكرى فصول، ورؤيا حياة،
وأشباح دنيا، تلاشت زمر

معانقة وهي تحت الضباب
وتحت الثلوج وتحت المدر

لِطَيف الحياة الذي لا يُمَلُ
وقلب الربيع الشذي النضر

وحالمة بأغاني الطيور
وعطر الزهور وطعم الثمر

وتصبح أحلامها يقظة
موشحة بغموض السحر

وجاء الربيع بأنغامه،
وأحلامه، وصباه العطر

وقبلها قُبلَةً في الشفاه
تعيد الشباب الذي قد غبر

وقال لها: قد مُنِحت الحياة،
وخُلِدت في نسلك المدَخر

وأُعلن في الكون: أن الطُموحَ
لهيب الحياة، وروح الظفر

إذا طَمَحَتْ للحياة النفوسُ
فلا بد أن يستجيب القدر

من قصيدة لأبي القاسم الشابي : شاعر تونسي 1906ـ 1934م

هيثم العمري 12-07-2008 02:32 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
نامي جياع الشعب

نامي جياع الشعب نامي
حرستك آلهة الطعام

نامي فإن لم تشبعي
من يقظة فمن المنام

نامي تَصحِي! نعم نومُ
المرء في الكُرب الجسام

نامي فقد أضفى (العراءُ)
عليك أثواب الغرام

نامي يُساقط رزقُكِ
الموعود فوقك بانتظام

نامي فنومك خيرُ ما
حملَ المؤرخُ من وسام

نامي فإن الوحدة العصماءَ
تطلب أن تنامي

نامي جياع الشعب نامي
النوم من نعم السلام

تتوحد الأحزاب فيه
ويُتقى خطر الصدام

تهدا الجموع به وتستغني
الصفوف عن انقسام

النفس كالفَرَسِ الجموحِ
و(عقلها) مثل اللجام

نامي على جورٍ كما
حُمل الرضيع على الفطام

واستسلمي للحادثات
المشفقات على النيام

إن التيقظ ـ لو علمتِ ـ
طليعة الموت الزؤام
نامي فإنك في الشدائد
تخلصين من الزحام

نامي فقد حُبَ العماءُ
عن المساوئ والتعامي

نامي إليك تحيتي
وعليك ـ نائمة ـ سلامي

نامي جياع الشعب نامي
حرستك (آلهة) الطعام

من قصيدة طويلة (كلها تهكم من السكون الشعبي)
لمحمد مهدي الجواهري

أردن مملكة عظيم شأنها
ربي الذي خلق السماء بناها

ابن حوران 19-07-2008 01:36 AM

باطل الحمد ومكذوب الثنا

فتنةُ الناس ـ وُقِينا الفِتًنا ـ
باطل الحمد ومكذوبُ الثنا

رُبَ جهمٍ حولاه قمرا
وقبيحٍ صيَرَاهُ حسَنا

أيها المصلح من أخلاقنا
أيها المصلح الداء هنا

كُلُنا يطلبُ ما ليس له
كُلنا يطلب ذا حتى أنا

ربما تُعجبنا مُخضرَةٌ
أرْبُعٌ في الأصلِ كانت دِمَنا

حَكَمَ الناسُ على الناسِ بما
سَمِعُوا عنهم وغضُوا الأعينا

فاستحالت ـ وأنا من بعضهم ـ
أُذُني عينا و عيني أُذُنا

إننا نجني على أنفسنا
حين نجني ثم ندعو: مَن جنى؟

خَسِرت صفقتكم من معشرٍ
شروا العار وباعوا الوطنا

أرخصوه ولو اعتاضوا به
هذه الدنيا لقلت ثمنا

يا عبيد المال خيرٌ منكمُ
جُهَلاءٌ يعبدون الوثنا

إنني ذاك العراقي الذي
ذَكرَ الشام وناجى اليمنا

إنني أعتد نجدا روضتي
وأرى جنة عَدْنِي عَدَنا

أيها الجيل اكتشف لي حاضرا
كلما خَرَب ماضيكَ بنى

ينهض الشعب فيمشي قُدُما
لو مشى الدهر إليه ما انثنى

حالة النفس التي تُسعدُها
وتُريها كلِ صعب هينا

ففقيرٌ من غِناه طمَعٌ
وغنيٌ من يرى الفقرَ غِنَى

من قصيدة لمحمد رضا الشبيبي : شاعر عراقي 1889ـ 1965

ابن حوران 28-07-2008 01:00 PM

نسور الفِداء

إن حب الحِمى وأنتَ مقيمٌ
دون حُبِ الحمى وأنت مهاجر

ليس من يلبس العظائم بُرْدَا
مثل من يرتدي لباس الصغائر

آفةُ العُربِ أنهم لم يسيئوا
لمسيء ولم يكيدوا لغادر

خَطَ منهاجهم كتابٌ ودين
ونهتهم عن الدنايا زواجر

ذاك تاريخهم فيا عائبيه
جَنَةُ الخلد بهجةٌ للنواظر

كيف ترمونه وفي كل سطرٍ
ينتخي فارسٌ ويهتف شاعر

الحضارات أمرعت في ثراهم
يوم كانت أرحامهن عواقر

نحن كالشمس يُهتدى بسناها
وعلى نارها تذوب الحوافر

إن تكن دولة القياصر من روما
فمِنا الذين هزوا القياصر

أو تكن راية الأكاسر قد عَزَت
فنحن الذين دانوا الأكاسرْ

قل لصهيونَ لا تُغَروا بنصرٍ
رُبَ نصرٍ كغيمة الصيف عابر

ربما عُدت الخسائرُ رِبْحا
ولقد يُحسب الرِبح خسائر

لم تَرُدَ الإسلام عن مبتغاه
(أُحُدٌ) أو تحده في المغاور

عثرات الأقدام شر ولكن
كل شر إلا عِثار البصائرْ

عبثا تذخرون مالا وجندا
ثروة الحق خيرُ ما أنت ذاخرْ

عبثاً تحلمون بالسلم ما لم
يستَعِدْ أرضَهُ شريدٌ وهاجرْ

بوركت راحة الشهيد ففيها
ماج بحرٌ من العجائب زاخرْ

أفصحُ القول ما يقول قويٌ
كم هديلٍ يموت بين الزماجرْ

سوف يعلو صوتُ العروبة مهما
حاولت خنقه مخالب جائر

لم يخب في نهاية الشوط حقٌ
وعلى المعتدي تدور الدوائر

من قصيدة لزكي قنصل (أصل أسرته من عرب حوران) 1919ـ 1994، قيل أنه ولد في يبرود/ النبك/سوريا، وسمي بالقنصل نسبة الى أحد أجداده الذي كان قنصلا، وقيل أنه ولد في الأرجنتين وتوفي فيها.

ابن حوران 24-08-2008 12:06 PM

عاش الفداء

خلِ البُكَاءَ لِمَنْ أرادَ بُكَاءَ
ما رَدَ دَمْعٌ مَنْ مضَى وتناءى

واحمل شهيدك إن وجدت مكانه
بين الضحايا جثة أشلاءَ

وادفنه في دَمِهِ فقد جعل الردى
كَفَنَ الشهيدِ دماءَه الحمراء

واذكرْ بأن الموت خيرٌ للفتى
إن لم ينل بحياته العلياءَ

سنموتُ يوما كلنا حتى الذي
بالبغي قد جعل الحياةَ دماءَ

كم مُعْتَدٍ متغطرسٍ متجبرٍ
قد صار في التُرَبِ المَهِيلِ هباءَ

فرعونُ في جبروته ولَى كأنْ
لم يحكم الوادي ولا الصحراءَ

وكأن إسرائيلَ ما لقيتْ به
بين الشعوبِ مذلةً وشقاءَ

وكأنها لم تملأ الدنيا بما
لقيت بنمرود ـ أخيه ـ بُكَاءَ

وكأن حائطها القديمَ خُرافةٌ
فينا وليس حجارةً صماءَ

رسمت دموعُ الذلِ فوق أديمها
من عهد بابل لوحةً شنعاءَ

أنسيتِ إسرائيلُ بغياً قد مضى
لاقيتِ منه الذُلَ والبلواءَ

أنسيتِ فرعون العتي وبطشه
والتيهَ لما تهتِ في سيناءَ

أنسيتِ بابل والإسار وذلهُ
والغربة المفروضة النكراءَ

أنسيتِ أم أُنسيتِ بغياً قد مضى
حتى يعود البغيُ فيكِ بِغَاءَ

أم أن عُدوانا رماك ببابل
جعل الشعوب جميعها أعداءَ

كم أمَةٍ آوتكِ في أحشائها
مزقت منها القلب والأحشاءَ

وسعيت كالديدان بين عِظامها
حتى تركتِ عظامها نخراءَ

نيويورك في أبراجها قد أصبحت
مما صنعت بها تعاني الداءَ

أعميتها فغدتْ بفضلِكِ لا ترى
نهجا سويا للشعوب سواء

وسَلَبْتِها حُرَ الإرادة فانتهت
تنقاد خلفكِ نعجةً عجماءَ

تعطيك من خيراتها لشقائها
بئس العطاء قد استحال شقاءَ

تزداد منه لدى الشعوب نقيصةً
ولدى العروبة نقمة وعداء

لولا تواكلنا لما حاقت بنا
أخطار إسرائيل صُبْح مساءَ

ولما توغل شرهم في أرضنا
ليشن فيها الغارةَ الشعواءَ

ماذا نريد من الحياة إذا غدت
ذلا وباتت وصمة سوداءَ

ليس الحياة لمن أراد كرامةً
في العيش إلا ثورة وفِداءَ

من قصيدة للشاعر اليمني محمد عبده غانم (ولد في عدن 1912) من مؤلفاته: على الشاطئ المسحور و موجٌ وصخر.

ابن حوران 13-09-2008 11:17 PM

أمتي هل لكِ بين الأممِ

أمتي هل لكِ بين الأممِ
منبرٌ للسيفِ أو للقلمِ؟

أتلقاكِ وطرفي مطرقٌ
خَجَلاً من أمسِكِ المنصرمِ

ويكاد الدمع يهمي عابثاً
ببقايا كبرياء الألمِ!

أين دنياكِ التي أوحت إلى
وتري كُلَ يتيمِ النغمِ

كم تخطيتُ على أصدائِه
ملعبَ العزِ ومغنى الشممِ

وتهاديت كأني ساحبٌ
مئزري فوق جباه الأنجمِ

أمتي كم غصة داميةٍ
خنقَتْ نجوى عُلاكِ في فمي

أي جرحٍ في إبائي راعفٍ
فاتَهُ الآسي فلم يلتئمِ

ألإسرائيلَ تعلو رايةٌ
في حِمى المهد وظل الحرم؟

كيفَ أغضيتِ على الذلِ ولمْ
تنفضي عنكِ غبارَ التُهَمِ

أو ما كنتِ إذا البغيُ اعتدى
موجةٌ من لهب أو من دم؟

فيمَ أقدمتِ وأحجمتِ ولمْ
يشتفِ الثأرُ ولم تنتقمي؟

اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دمعَ اليتامى وابسمي

ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيسِ المغنمِ

رُبَ (وامعتصماه) انطلقتْ
من أفواه البنات اليُتَمِ

لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصمِ!

أمتي كم صنم مجَدْتِهِ
لم يكن يحمل طُهر الصنمِ

لا يُلام الذئبُ في عدوانه
إن يكُ الراعي عدوُ الغنمِ


من قصيدة لعمر أبو ريشة: شاعر سوري 1908ـ 1990م

ابن حوران 14-10-2008 04:37 PM

إشراقُ الأمَل

عانقي النور أمتي فسنا الفجر تجلى وموكب المجد لاحا
رَفَ يا أمتي الصباح على الكون فحيي من القلوب الصباحا

أملُ العُرْبِ لاح في مبسم الدهر مضيئا مرفرفا وضاحا
أملٌ مشرقٌ يُحيل أسى العُرْبِ سرورا وحزنها أفراحا

أملٌ طالما اشرأبت له العرب وزفت لفجره الأرواحا
يتروى الوجدان من فيضه الحلو ابتهاجا ولذةً وانشراحا

بالبشرى فأمتي يغمرُ النور حماها: هضابه والبطاحا
بالبشرى فأمتي غَذَتِ السيرَ ومدت الى المعالي جناحا

وتلظت عروبةٌ تسحقُ الغربَ وتودي بعابديه اكتساحا
تمتطي صهوة النضال الى المجد وللعِزة تستقل الكفاحا

أطلقت ثأرها الدفينَ على البغي غضوبا محطما مجتاحا
يتولى الأذنابَ سحقا ويردي مستبدا مخربا سفاحا

أنتِ يا أمتي انتفاضةُ ثأرٍ في وجوه الطغاة دوى وصاحا

من قصيدة للشاعر العربي السعودي: الدكتور عبد الله الصالح العثيمين 1935ـ 000 من شعراء (عنيزة)

ابن حوران 03-11-2008 12:52 PM

دعوة الى اليقظة


أما آن أن يغْشى البلاد سُعودُها
ويذهب عن هذي النيام هجودها*1

متى يتأتى في القلوب انتباهها
فينجاب عنها ريبها وجمودها

أما أَسدٌ يحمي البلاد غضنفرٌ
فقد عاث فيها بالمظالم سِيدُها*2

بَرِئت الى الأحرار من شر أمةٍ
أسيرةِ حُكَامٍ ثقالٍ قيودها

سقى الله أرضا أمحلت من أمانِها
وقد كان رواد الأمان ترودها

جرى الجود منها في بلادٍ وسيعةٍ
فضاقت على الأحرارِ ذرعاً حدودها

عجبتُ لقومٍ يخضعون لدولةٍ
يسوسهم بالموبقات عميدها

وأعجب من ذا أنهم يرهبونها
وأموالها منهم ومنهم جنودها

إذا وُلِيَتْ أمرَ العبادِ طُغَاتها
وساد على القومِ السراة مَسُودها

وأصبح حُرُ النفسِ في كل وُجْهةٍ
يُرَدُ مُهانا عن سبيل يُريدها

وصارت لئام الناس تعلو كرامها
وعاب لبيداً*3 في النشيد بَليدها

فما أنت إلا أيها الموتُ نعمةٌ
يعز على أهل الحفاظ*4 جُحودها

بني وطني ما لي أراكم صبرتمُ
على نُوَبٍ أعيا الحصاة عديدها

أما آدكم *5 حمل الهوان فإنه
إذا حُمِلَتْهُ الراسياتُ يؤودها

قعدتم عن السعي المؤدي الى العُلى
على حين يُزْرِي بالرجال قعودها

ألم تروا الأقوام بالسعي خلدت
مآثر يستقصي الزمان خلودها

وساروا كراما داخلين الى العلى
بأثواب عز ليس يبلى جديدها

وما اتقدت نار الحمية منكمُ
لفقد اتحادٍ فاستطال خمودها

إذا جاهلٌ منكم مشى نحو سبةٍ
مشى جمعكم من غير قصدٍ يريدها

كأنكم المعزى تهاوين عندما
نزا فنزت فوق الجبال عتودها*6

وما ثلة*7 أهملتها رُعاتها
بمأسدةٍ جاعت لعشر أسودها

فباتت ولا داع يحامي مراحها
فرائس بين الضاريات تبيدها

أتطمع هذي الناس أن تبلغ المنى
ولم تورِ في يوم الصدام زنودها

فهل لمعت في الجو شعلةُ بارقٍ
وما ارتجستْ بين الغيوم رُعُودها

وأدخنة النيران لولا اشتعالها
لما تم في هذا الفضاء صعودها

وإن مياه الأرض تعذبُ ما جَرَتْ
ويفسدها فوق الصعيدِ رُكُودها

ومن رام في سُوق المعالي تجارةً
فليس سوى بيضِ المساعي نُقودُها

من قصيدة للشاعر العراقي معروف بن عبد الغني البغدادي (الرصافي)، شاعر العراق في عصره 1875ـ 1945م




هوامش
1ـ الهجود: النوم. 2ـ السِيد: الذئب.3ـ لبيدا: الشاعر المعروف 4ـ أهل الحفاظ: المدافعون عن أنفسهم من الضيم. 5ـ آدكم: أثقلكم 6ـ العتود الجدي إذا استكرش، يريد القول تتبعون رؤسائكم دون أن تسألوا أخيرا أريد بكم أم شر 7ـ ثلة : بفتح الثاء جماعة من الغنم.

ابن حوران 30-11-2008 01:49 PM


مدح المعتصم

السيف أصدق إنباءً من الكُتبِ
في حده الحد بين الجِد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهن جلاء الشك والريب

والعِلمُ في شُهُب الأرماح لامعةً
بين الخميسين لا في السبعة الشهب

أين الرواية؟ بل أين النجوم، وما
صاغوه من زخرف فيها ومن كذب

فتح الفتوح، تعالى أن يحيط به
نظم من الشعر أو نثر من الخُطَبِ

يا يوم وقعة عمورية انصرفت
عنك المنى حُفَلا*1 معسولة الحلب

جرى لها الفأل نحساً يومَ أنقرةٍ
إذ غودرت وحشة الساحات والرحب

تدبير معتصمٍ، بالله منتقمٍ
لله مرتغبٍ، في الله مرتهبِ

لم يغزُ قوما، ولم ينهض الى بلدٍ
إلا تقدمه جيشٌ من الرعُبِ

لو لم يقد جحفلا، يوم الوغى، لغدا
من نفسه، وحدها، في جحفل لجبِ

عداك حر الثغور المستضامة عن
برد الثغور وعن سلسالها الخصب

أجبته معلنا بالسيف منصلتا
ولو أجبت بغير السيف لم تُجبِ

حتى تركت عمود الشرك منقعرا
ولم تعرج على الأوتاد والطنب

خليفة الله، جازى الله سعيك عن
جرثومة الدين، والإسلام، والحسبِ

فبين أيامك اللائي نُصرتَ بها
وبين أيام بدرٍ، أقربُ النسبِ

أبقت بني الأصفر المصفر، كاسمهم
صفر الوجوه وجلت أوجه العربِ


من قصيدة للشاعر أبو تمام (حبيب بن أوس بن الحارث الطائي) 190ـ231هـ/806ـ846م. قال تلك القصيدة بعد زحف المعتصم الى أنقرة (عاصمة تركيا اليوم) وهروب أهلها وانتصاره في معركة عمورية التاريخية. وقد كان المنجمون قد نصحوه بعدم الغزو، فقيل الصفائح أي حد السيوف والرماح أصدق مما تقوله (صحائف) كتب المنجمين
.

هامش
حُفلا: النوق المدرات للبن (الحليب)

ابو المظفر 20-03-2009 12:30 PM

مشكور اخي

بارك الله فيك

ابن حوران 30-03-2009 02:59 PM

أشكركم أخي أبو المظفر
على مروركم الكريم

ابن حوران 30-03-2009 03:02 PM

نشيد البقاء



كجذور السنديان


سوف أبقى


كالصحارى، كالزمان


سوف أبقى



ومن القبر العتيق


ومن المهوى السحيق


ومن الموت الذي يرهقني


ومن الذل الذي يسحقني



عربيا.. سوف أبقى..


شاعرا للريح.. إنسانا سأبقى


كجذور السنديان


كالصحارى، كالزمان


سوف أبقى


سوف أبقى



يا عصافير النخيل


في رمالي


يا قناديل الرحيل


في خيالي




إنني هاجرتُ.. هاجرت طويلا


وتمزقتُ.. تهاويت قتيلا


عن جوادي ألف مرة


في طريقي ألف مرة



يا رياح الموتِ، أُرديتُ قتيلا


ومن القبرِ الذي يخنقني


ومن الموت الذي يرهقني


عربيا.. سوف أبقى



ميتٌ ماء محيطي كالعدم


غار فيه الموجُ، عفاه القدم


زرعوا فيه جزيرة*1


ثبتوها بعظامي المستجيرة



ميتٌ ماء محيطي الأزرقُ


لا يعي، لا ينتخي، لا ينطقُ


وَهَبوني غُرتُ فيه


رملةٌ في تيهِ تيهْ



المحيط الميتُ باقٍ


وأنا ملاحه المهزوم باقٍ


وستنهارُ، ستنهارُ الجزيرة


عندما تصحو عظامي المستجيرة



ومن الذلِ الذي يسحقني


ومن الموت الذي يرهقني


عربيا.. سوف أبقى


شاعرا للنور.. إنسانا سأبقى



سحقتني غفوة التاريخ يوما


أكلت جلدي نيوب الغزو يوما


هزمتني الريحُ سوداءَ الخناجر


زرعت روحي مقابر



هزمتني.. هزمتني


كُنت في أعماق سجني


كنت مشلولا، كسيح القدم


كنت مغلولا، ذراعي وفمي



كُنتُ أُشْرَى وأُباع


في مجاعات الضياع


إنني أفتحُ في الشمس، بوهج الشمس، عيني


لا أخافُ القبر، لا أغمضُ عن موتي عيني



رَحْبَةٌ مقبرتي لا تُزدرد


وستبقى كحكايات الأبد


وأنا الميتُ الذي ينتفضُ


آملاً أو يائسا ينتفضُ


مُقْدِما أو هارباً ينتفضُ



ومن السجن الذي يخنقني


ومن الموت الذي يسحقني


ومن الناب الذي يمضغني، يبصقني


عربيا سوف أبقى



أيها الوهم الكبير المفترس


أيها الليل الشرس


أنت يا من تزرع الظلم جزيرة


وبأجيالي الضريرة


بعظامي المستجيرة



تكتب العمر لها صبحا فصُبحا


تتبناها، وتسقي جوعها قتلى وجرحى


أيها الظل الكبير المفترس


أيها الليل الشرس!



لن تموت الريحُ في هذي الصحارى


وسيبقى في الرمال السود نجمٌ للحيارى


ومن القبر الذي يرهقني


ومن اليأس الذي يسحقني


من غيابات السراديب التي توثقني


عربيا سوف أبقى



لستُ وحدي صيحةَ القهرِ على هذا الأديمِ


واسعُ كالفَلَكِ الدوارِ بؤسي وجحيمي


كلُ مصلوبٍ على الرمل رفيقي


كلُ محرومٍ على الأرض شقيقي



وبجلدي ـ لا تلوموني ـ بجلدي أتنفسْ


وخيامي السودُ في عينيَ وحدي تتكدسْ


يا قبور الصامتين


في الظلام!

ابن حوران 30-03-2009 03:04 PM

يا زفير اليائسين


يا خيامي


يقطعون الغرس


يطفئون الشمس



ومن الأرض التي تنطفئ


لا صدى عن أهلنا، لا نبأ


من رماد الغسق


والدمار المطبق


عربيا سوف أبقى


سوف أبقى



من قصيدة للشاعر سليمان العيسى: ولد سنة 1921 في قرية النعيرية ـ حارة بساتين العاصي ـ أنطاكيا/ لواء الأسكندرونة المحتل



هوامش


*1ـ يقصد الكيان الصهيوني ويقصد بالمحيط الميت (الوطن العربي)

ابن حوران 21-04-2009 03:23 PM

كفوا البكاء
كفوا البكاء على الطلول الهَمَد
ليس القضاء على البلاد بمعتدي
حتَام نربع فوق آثار عفت
والدهر يدعونا الى نعم الغد
متربصين وما لنا من حافز
متسكعين وما لنا من مُرشد
ونرى جموع الناهضين من الورى
يتسابقون الى المرام الأمجد
متدافعين مع الزمان تجددا
إن الزمان مَطِية المتجدد
أبني العراق ومصر إنا أمةٌ
قعدت من الأيام أسوأ مقعد
هيا نُجدد للبلاد شبابها
متكاتفين على الزمان الأنكد
إن فرق الإيمان بين جموعنا
فلساننا العربي خير موحدِ
مهلاً كِرام المسلمين فمنكمُ
يُرجى الورود الى حياضِ السؤددِ
لا تجعلوا " التقليد " يفرط عقدنا
فرجاؤنا عَبَثٌ إذا لم يُعقَدِ
قد كنتمُ أهل البلاد وإننا
كُنا كذلك في الزمان الأبعدِ
كُنتم وكُنا والبلاد بلادكم
وبلادنا فعلامَ لم نتوحدِ؟
وإلامَ يقتلنا التعصبُ عن عمىً
ويتيه فينا الجهل تيهَ السيدِ؟
دعني وشأني والذي أنا عابدٌ
وكما يشا إيمان قلبك فاعبدِ
إني أخوك وإن يكن إيماننا
في البعد ما بين الثرى والفرقدِ
ما كان نورك مرشدي في ظلمة
كلا ولا إيمان غيري مخلدي
لكن لي وطناً أُجلُ مقامهُ
وأعيذه من كل داء مُفْسدِ
وأرى جيوشاً زاحفاتٍ نحوه
لججا على لجج الخضم المزبدِ
زحفوا الى نيل العلاء فطأطأت
لهم الجبال وقال قائلها: اسجدي
يا شرقُ إنك جاهلٌ، ما حقروك
وإنما حقرت نفسك فارقدِ
فحسبت نفسك طينة منبوذةً
وحسبتهم من لؤلؤ أو عسجدِ
وكأنما هبطوا إليك من العُلى
حتى خررت بذلةِ المتعبدِ
تيهي بلادَ الغربِ إنا أُمةٌ
غير التخاذل والشقا لم نَعتدِ
هذي النفوس ضعيفةٌ ربيت على
ذل الضمير وربقة المستعبدِ
ربوا البنين على احترام بلادهم
فهم المرجى للحوادث في الغد
قولوا لهم إن البلاد جميلةٌ
شهدت لها الأعداء أم لم تشهدِ
حتام نصغر في عيون نفوسنا؟
وإلامَ نسعى كالسوام الشُرَدِ؟
إن تفعلوا فلقد يتم صلاحنا
أو لا ـ فما دستورنا بالمُسعدِ
المجدُ للفُعالِ في هذا الورى
والأرضُ مِلك الفارسِ المستأسدِ
من قصيدة للشاعر أنيس المقدسي. كاتب وشاعر لبناني (1885ـ 1977) من مؤلفاته: تطور الأساليب النثرية في الأدب العربي، وأمراء الشعر في العصر العباسي، والاتجاهات الأدبية في العالم العربي الحديث.

ابن حوران 08-05-2009 09:56 AM

في أميرٍ مُفْلِس

زال عنه إرث الزعامة إلا
خُيلاء في النفس واستكبارا

راح يدعو للعزم وهو جبانٌ
ثم يبدي من الجبان النفارا

ويقول: اقتلوا الضعيف ولكن
يحذر البيت إذ يرى فيه فارا

يأمرُ الشعب أن يثور ولكن
كلما الشعب ثار ولى فرارا

وهو يبدي آراءه في القضايا
كزعيم فلا يرى أنصارا

قد تردى قميصه وهو بالٍ
ذو شقوق وراح يكوي الإزارا

وتراه يدعو الرفاق مُلِحاً
كل ليلٍ أن يقصدوا الخَمَارا

يتعشى من نُقْلِهم كل ليلٍ
وبإحسانهم يَعُبُ العقارا

يقتفي الغانيات والكيس خالٍ
فإذا ما تبعنه يتوارى

لاعبٌ بالقمار من دون مالٍ
فإذا ما دعوه للدفع حارا

عائشٌ بالسؤال في الناس لكن
يسألُ الناسَ حاكما أمارا

عنده العار أن يجوع ولكن
لا يرى في سؤاله الناس عارا

وإذا ما دعاه للدفع ذو دَيْنٍ
رأى المَطْلَ منه والإنكارا

قائلا سوف أشتكيك وأبغي
شرفي إذ هتكت مني الوقارا

سُبَني إن أردت سراً وطالبْ
وتهدد واحذر طِلابي جَهارا

أنا في الناس عائشٌ باعتباري
ولقد كدتَ تَهتِك الاعتبارا

يتمشى قرب المسارح ليلا
وحشاه للبؤس تقدح نارا

ساخطاً حين يلمح النور فيها
هائجاً حين يسمع الأوتارا

وهنا يمنح الصعاليك عطفاً
لاعناً من قد أوجد الدينارا

يترجى الأقدار من دون إيمانٍ
فإن خاب يلعن الأقدارا

يترجى وهماً ويلعن وهماً
فترى فيه مؤمناً كفارا

ولقد يدخل المسارح حيناً
كأميرٍ فيخرجوه اضطرارا

وإذا ما دعاه للرشد داعٍ
عله يتركُ الطِلا والقمارا

قال: إما الحياة أبلغ فيها
واجباتِ الصبا أو الانتحارا

للشاعر العراقي: أحمد الصافي النجفي (1897ـ 1977)

ابن حوران 20-05-2009 11:54 AM

أسلافنا عرفوا الوِفاق ووحدوا
باسم العروبة والحنيف، لواءَ

وبنوا صروح المَكرمات عتيدةً
وسموا، ونالوا العزة القعساءَ

وغدت حضارتهم مناراً ساطعاً
تُضفي على تلك العصور بهاءَ

يا ليت شعري والأماني جَمَةٌ
هل يستجيب لنا الزمان نداءَ

الوحدةُ الكبرى هي الهدف الذي
نسعى لنبلغه صباحَ مساءَ

سعياً بني الفُصحى فما من أمةٍ
تسعى، ولا تلقى الغداة جزاءَ

سعياً الى ضم الصفوف فإنه
بالجد يبلغُ رائدٌ ما شاءَ

سعيا لنقضي للعروبة حقَها
ونغالب النكبات والأرزاءَ

ونسير باسم الله صفاً واحداً
نبغي الفخار وننشدُ العلياءَ

ونخطُ بالتاريخ أروعَ صفحةٍ
ونعيد أياماً لنا غراءَ

شعبُ العروبةِ إن توحد شمله
وتقاسمَ السراءَ والضراءَ

أضحى وحيد الشرقِ في عليائه
وأعاد عصراً لامعاً وضاءَ

من قصيدة للشاعر البحراني عبد الرحمن المعاودة (1911ـ 1996)

ابن حوران 12-06-2009 09:55 AM

لو أننا نبصقُ في قلوبنا
في أعينِ المُقَنَعِين
والعُورِ والمُمثلين

على مسارح الدماء والجريمة
ونرفضُ المُخرج والحوار والهزيمة
لاحترقت أقفية المُمثلين
واضطجعت رؤوسنا على مخدة السكينة

من قصيدة للشاعر البحراني عبد الحميد القائد، صاحب ديوان (عاشق في زمن العطش) وديوان (وصخب الهمس) وديوان (غربة البنفسج)

ابن حوران 28-06-2009 08:06 AM

أنا لا أبكي الشهيد

مصر لا تبدأ من مصر القريبة
إنها تبدأ من أحجار (طِيبة)

إنها تبدأ منذ انطبعت
قدمُ الماءِ على الأرض الجديبة

ثوبها الأخضر لا يبلى إذا
خلعته... رفت الشمس ثقوبه

إنها ليست عصوراً فهي الكل في
الواحد، في الذات الرحيبة

أرضها لا تعرف الموت فما
الموت إلا عودةٌ أخرى قريبة

تعبر القطرة في النيل فمِن
حولها الرقص وأعياد الخصوبة

فإذا البحر طواها نفرت
واسترد الماءُ في الوادي دُروبه

وأعاد الماء للنيل هُروبَه
واسترد الماء في مصر العذوبة

فسقى النيل بهِ ـ ثانيةً ـ
ظمأ البحر إذا ما مدَ كُوبَه

هكذا شعبكِ يا مصر له
دورة الماء ونجواه الرطيبة

مات فيه الموت يوما فابتنى
هَرَما للموت يستجلي غيوبه

أبداً يبني ويأتي غيره
ناشراً فيه أساه وحروبه

فإذا راح ابتنى ثم ابتنى
فانثنى الغازي إليه بالعقوبة!

وكأن الذُلَ في الشعب ضريبة
وابتسام الصبر قد صار ذنوبه

وكأن الدمَ نِيلٌ آخرٌ
تستقي منه الرمال المستطيبة

كل أبنائكِ يا مصر مَضوا
شهداء الغدِ في نُبْلٍ وطيبة

الذي لم يقضِ في الحرب قضى
وهو يُعطي الفأس والغرسَ وجِيبه

والذي لم يقضِ في الفأس قضى
حاملاً أحجار أسوان الرهيبة

اسمعي في الليل أناتِ الأسى
اسمعي حزن المواويل الكئيبة

إنها أسماء من ماتوا ولم
يبرحوا القلب فقد صاروا نُدوبه

سيعودون فلا تبكي فما
يرتضي المحبوب أن تبكي الحبيبة

أتُرى تبكين من مات .. لكي
تستعيدي راية الفكر السليبة

والذي مات لكي ينفث في
كل قلبٍ ناشئٍ حرف العروبة

ولكي يحتضن الطفل حقيبة
ولكي تقتات بالعلم الشبيبة

ولكي يهوي حجاب الخوف عن
روح ربات الحجال المستريبة

ولكي يُرفع سيف العدل في
وجه أبناء المماليك الغريبة

والذي لولاه ما مرت لنا
ـ في عبور النار للحرب ـ كتيبة

أتُرى تبكين يا مصر؟ أنا
لستُ أبكيه وإن كنتُ ربيبه

شرف الأبناء أن يمضي أبٌ
بعد أن قدم للمجد نصيبه

شرفٌ للأب أن يمضي فلا
تعتري أبناءَه الروح الزغيبة

إنما يبكي ضعاف الناس إن
عجزوا أن يدركوا حجم المصيبة

قصيدة للشاعر المصري أمل دُنْقُل: 1940ـ 1982


ابن حوران 15-07-2009 11:38 AM

من وحي الهزيمة

رمل سيناء قبرُنا المحفورُ
وعلى القبر منكرٌ ونكيرُ

كِبرياءُ الصحراءِ مرغها الذلُ
فغاب الضحى وغار الزئيرُ

أيها المستعير ألف عتادٍ
لأَعَادِيك كلُ ما تستعيرُ

هُزِم الحاكمون ـ والشعبُ في
الأصفاد، فالحكمُ وحده المكسورُ

أين مسرى البُراق، والقدس والمهدُ
وبيت مُقَدسٌ معمورُ؟

لم يُرتل فرآن أحمدَ فيه
ويُزار المبكى ويُتلى الزبور

طُوي المصحف الكريم، وراحت
تتشاكى آياته والسطورُ

تُستبى المدن والقرى هاتفاتٍ
أين .. أين الرشيدُ والمنصورُ!

يا لذل الإسلامِ والقدسُ نهبٌ
هُتِكت أرضه فأين الغيورُ

قد تطول الأعمار لا مجد فيها
ويضم الأمجادَ يومٌ قصيرُ

أنا حزنٌ يمر في كل بابٍ
سائلٌ مُثْقَلُ الخُطى منهورُ

طردتني الأكواخُ، والبؤسُ قُرْبى
وتعالت على شقائي القصورُ

نقلتني الصحراءُ حينا... وحينا
نقلتني الى الشعوب البحور

حاملا محنة الخيامِ، فَتَزْوَرُ
وجوهٌ عني وتُغلقُ دورُ!

الخيام الممزقات وأمٌ
في الزوايا وكِسْرَةٌ وحصيرُ

وفتاةٌ أذلها العريُ والجوعُ
ويلهو بالرمل طفل صغير

هيئةٌ*1 للشعوب تمعن في الذنب
ولا توبة ولا تكفيرُ

شارك القومُ كلهم في أذانا
ومن القومِ غُيَبٌ وحضورُ

من قوانينها المداراة للظلم
ومنها التغريب والتهجيرُ

ويُقام الدستورُ، أضحوكة الساخر
منا ويوأد الدستور

كل علمٍ يغزو النجوم ويغزو
بالمنايا الشعوبَ علمٌ حقيرُ

لن يعيشَ الغازي وفي الأنفس
الحقدُ عليه، وفي النفوس السعير

يحرق المدن، والعذارى سبايا
وصغيرٌ لذبحه وكبيرُ

دينه الحرقُ والإبادة والحقدُ
وشتم الأعراضِ والتشهيرُ

صَوَرته التوراة بالفتك والتدميرِ
حتى ليفزع التصويرُ

من طباعِ الحروبِ كرٌ وفرٌ
والمُجَلَي هو الشجاع الصبورُ

وإذا رفتِ الغصونُ اخضرارا
فالذي أبدعَ الغصونَ الجذورُ

من قصيدة تحوي 163 بيتاً للشاعر السوري (بدوي الجبل: محمد سليمان الأحمد)


ابن حوران 14-08-2009 07:26 PM

ثلاث قصائد لفلسطين

ثلاث قصائد للشاعر الفلسطيني عبد الكريم السبعاوي (1942ـ ...)، وقصائده هذه تستوحي تاريخ فلسطين في بعض حكايات التوراة.
وليس للقارئ إلا أن يتأمل هذه الصور التاريخية المشحونة بالعبر.
ـ 1 ـ

ويكرزون بالبشارة
وهم في عشائه الأخير
وقبل أن يسير
مجرجرا صليبه على طريق الشوك والحجارة
تحلقوا عليه
وأقسموا بأنهم قد آمنوا به وأسلموا إليه
وعاهدوه
لكنهم تثاقلت عيونهم وناموا
وخلفوه
ووحده اكتأب
وعاقر الكأس التي يعافها
أحس برد الموت في دمه
وشال طعم الحزن في فمه
وقبل أن يلوح فجرٌ
واحد وشى به
وواحدٌ أنكره
والآخرون فروا

ـ 2 ـ

هابيل على كتفي ما أثقله
هم قتلوه ولكني أنا أحمله
وأجوب بجثته الطرقات
وأولول، أندبُ أصرخ، هابيل مات
هابيل يا حزني يا قدري الأسود
لم أقتلك ولم أهو على رأسك بالحجر الجلمد
لم أفعل ما يفعل الطير بجثمان أخيه
أعوام وأنا أضرب في التيه
وأنت على كتفي كاللعنة
كالأفعى تتمدد جثتك العفنة
كم عام مر وأنت قتيل
نتنت جُثتك وجف دمك
وتساقط لحمك يا هابيل
يا ويلي لو حاولت الرفض
لو ثُرْتُ على قدري ونبشتُ الأرض
كي ألقيك
تتشبث بي جثتك المهترئة
تُنْشِبُ في عُنُقي الأظفار
وتدمدم يا للعار
تلقيني وتفر!!
مَنْ لي غيرك
لا تقوى لا تجسرُ أكتاف الغير
على حملي لو خطوات

ـ 3 ـ

أيوب استوفى الوعد
وقضى المكتوب عليه
أن يقتات الدودُ يديه
أن يشرب عينيه
أن تُلقى جُثته فوق الشاطئ وعداً للغربان
وعصابات الطير
يا أيوب الخير
أبداً لا تتمرد لا تقنط لا تغضب
نَخَلَ الدودُ اللحم وأنشب في العَظم المخلب
وجنين الصبر بأعماقك شاخ، احدودب
وتقيح حتى رمل الشاطئ تحتك يا أيوب
حتى الريح على صهوات الموج تلوب
من عفن جروحك
تتساءل ماذا بعد؟
استوفى أيوب الوعد
وقضى المكتوب!

ابن حوران 13-09-2009 12:55 PM

أخي جاوز الظالمون المدى

أخي، جاوز الظالمون المـدى
فحقَّ الجهادُ، وحقَّالفـِدا

أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبــةَ
مجد الأبوَّةِوالســـؤددا؟

وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيـوفِ
يُجيبونَصوتًا لنا أو صدى

فجرِّدْ حسامَكَ من غمــــدِهِ
فليسلهُ، بعدُ، أن يُغمـدا

أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيّ
أرى اليوم موعدنا لا الغـدا


أخي، أقبل الشرقُ فيأمــةٍ
تردُّ الضلال وتُحيي الهُـدى


أخي، إنّ فيالقدسِ أختًا لنـا
أعدَّ لها الذابحون المُــدى


صبرناعلى غدْرِهم قادرينــــــا
و كنا لَهُمْ قدرًامُرصــدًا


طلعْنا عليهم طلوع المنــونِ
فطاروا هباءً،وصاروا سُدى


أخي، قُمْ إلى قبلة المشرقيْـــــن ِ
لنحمي الكنيسة والمسجـدا



أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغمـــــار
دمًا قانيًا و لظى مرعــدا

أخي، ظمئتْ للقتالالسيوفُ
فأوردْ شَباها الدم المُصعـدا


أخي، إن جرى فيثراها دمي
وشبَّ الضرام بها موقــدا

ففتِّشْ علىمهجــــــــــــــةٍ حُرَّة
أبَتْ أن يَمُرَّ عليهاالعِــدا



وَخُذْ راية الحق من قبضــةٍ
جلاها الوَغَى، ونماها النَّدى

وقبِّل شهيدًا على أرضهــــــــا
دعاباسمها الله و استشهـدا

فلسطينُ يفدي حِمـاكِالشبابُ
وجلّ الفدائي و المُفتــــــدى

فلسطين تحميكِمنا الصـدورُ
فإمًا الحياة و إمـــــا الرَّدى

قصيدة للشاعر المهندس علي محمود طه (1901ـ 1949م) غناها محمد عبد الوهاب ورددتها الحناجر حتى ملت الترديد

ابن حوران 16-10-2009 08:02 AM

عمر المختار لأحمد شوقي



رَكَـزُوا رُفـاتَكَ فـي الرّمـال لِـواءَ
يَســتنهضُ الـوادي صبـاحَ مَسـاءَ


يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ
تُوحِــي إِلـى جـيل الغـدِ البَغْضـاءَ

مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ
بيــن الشــعوب مَــوَدَّةً وإِخـاءَ؟

جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ
تتلمَّسُ الحريَّـــــةَ الحــــمراءَ

يا أَيُّهــا الســيفُ المجــرَّدُ بـالفَلا
يكسـو السـيوفَ عـلى الزمان مَضاءَ

تلــك الصحـارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍ
أَبْــلَى فأَحســنَ فـي العـدوِّ بَـلاءَ

وقبــورُ مَـوْتَى مـن شـبابِ أُمَيَّـةٍ
وكهــولِهم لــم يبْرَحُــوا أَحيـاءَ

لــو لاذَ بــالجوزاءِ منهـم معقِـل
دخــلوا عــلى أَبراجِهـا الجـوزاءَ

فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ
وتوغَّلــوا, فاســتعمروا الخـضراءَ

وبَنَــوْا حضـارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا
(دَارَ الســلامِ), و(جِــلَّقَ) الشَّـمّاءَ

خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى
لــم تَبْــنِ جاهًــا, أَو تَلُـمَّ ثَـراءَ

إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا
ليس البطولـــةُ أَن تَعُــبَّ المــاءَ

إِفريقِيــا مَهْــدُ الأُســودِ ولَحْدُهـا
ضجَّــتْ عليــكَ أَراجـلاً ونسـاءَ

والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم
لا يملِكـون مـعَ الـمُصَـابِ عَـزاءَ

والجاهليــةُ مــن وَراءِ قُبــورِهم
يبكــون زَيْــدَ الخــيل والفَلْحـاءَ

فــي ذِمَّــة اللـهِ الكـريمِ وحفظِـه
جَسَــدٌ (ببرْقة) وُسِّــدَ الصحــراءَ

لـم تُبْـقِ منـه رَحَـى الوقـائِع أَعظُمًا
تَبْــلَى, ولــم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ

كَرُفــاتِ نَسْــرٍ أَو بَقِيَّــةِ ضَيْغَـمٍ
باتـــا وراءَ السَّـــافياتِ هَبــاءَ

بطـلُ البَـداوةِ لـم يكـن يَغْـزو على
"تَنْكٍ", ولــم يَـكُ يـركبُ الأَجـواءَ

لكــنْ أَخـو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِهـا
وأَدَارَ مـــن أَعرافهــا الهيجــاءَ

لَبَّــى قضـاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ
لــم تخْــشَ إِلاَّ للســماءِ قَضـاءَ

وافــاهُ مَرْفــوعَ الجــبينِ كأَنــه
سُــقْراطُ جَــرَّ إِلـى القُضـاةِ رِداءَ

شَــيْخٌ تَمــالَكَ سِــنَّهُ لـم ينفجـرْ
كـالطفل مـن خـوفِ العِقـابِ بُكـاءَ

وأَخــو أُمـورٍ عـاشَ فـي سَـرَّائها
فتغـــيَّرَتْ, فتـــوقَّع الضَّــراءَ


الأُسْـدُ تـزأَرُ فـي الحـديدِ ولـن ترى
فـي السِّـجنِ ضِرْغامًـا بكى اسْتِخْذاءَ

وأَتــى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَـديدِهِ
أَسَـــدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّــةً رَقْطــاءَ

عَضَّــتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ
ومَشَــتْ بهَيْكلــه السّــنون فنـاءَ

تِسْـعُونَ لـو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شـاهقٍ
لترجَّـــلَتْ هَضَباتُـــه إِعيـــاءَ

خَـفِيَتْ عـن القـاضي, وفات نَصِيبُها
مــن رِفْــق جُــنْدٍ قـادةً نُبَـلاءَ

والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ
عَــرَفَ الجُــدودَ, وأَدرَكَ الآبــاءَ

دفعــوا إِلـى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ مـاجدًا
يأْسُــو الجِـراحَ, ويُطلِـق الأُسَـراءَ

ويُشــاطرُ الأَقــرانَ ذُخْـرَ سِـلاحِهِ
ويَصُــفُّ حَــوْلَ خِوانِـه الأَعـداءَ

وتخــيَّروا الحــبلَ المَهيــنَ مَنيّـةً
للَّيْــثِ يلفِــظ حَوْلَــهُ الحَوْبــاءَ

حَـرموا الممـاتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا
مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـلاءَ

إِنـي رأَيـتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْ
بـــالحقِّ هَدْمــا تــارةً وبِنــاءَ

شـرَعَتْ حُـقوقَ النـاسِ فـي أَوطانِهم
إِلاَّ أُبـــاةَ الضَّيْـــمِ والضُّعَفــاءَ

يــا أَيُّهَـا الشـعبُ القـريبُ, أَسـامعٌ
فـأَصوغَ فـي عُمَـرَ الشَّـهِيدِ رِثاءَ؟

أَم أَلْجَـمَتْ فـاكَ الخُـطوبُ وحَـرَّمت
أُذنَيْــكَ حـينَ تُخـاطِبُ الإِصْغـاءَ؟

ذهــب الـزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خـالدٌ
فــانقُد رِجـالَك, واخْـتَرِ الزُّعَمـاءَ

وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكـاليفِ الـوَغَى
واحْــمِلْ عــلى فِتْيـانِكَ الأَعْبـاءَ

ابن حوران 20-11-2009 07:37 AM

أصبح الصبح



ولا السجن ولا السجان باقي

واذا الفجر جناحان يرفان عليك

واذا الحزن الذي كحل تلك المآقي

والذي شد وثاقا لوثاق

والذي بعثرنا في كل وادي

فرحة نابعة من كل قلب يابلادي







أصبح الصبح

وها نحن مع النور التقينا

التقى جيل البطولات

بجيل التضحيات

التقى كل شهيد

قهر الظلم ومات

بشهيد لم يزل يبذر في الأرض

بذور الذكريات

أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا

بالذي اصبح شمسا في يدينا

وغناء عاطرا تعدو به الريح

فتختال الهوينى

من كل قلب يا بلادي

فرحة نابعة من كل قلب يابلادي



للشاعر السوداني محمد الفيتوري: ولد عام 1936

ابن حوران 27-12-2009 02:08 PM

سلام على بغداد

كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها
وأني على أمني لديها أخافُها

كبيرٌ عليها، بعدما شابَ مفرقي
وجفَّتْ عروقُ القلبِ حتى شغافُها

تَتبَّعثُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها
وأمواجَهُ في الليلِ كيف ارتجافُها

وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلعاً، فَمُبسِراً
إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُها

تَتبَّعتُ أولادي وهم يملأونها
صغاراً إلى أن شَيَّبتهُم ضفافُها!

تتبَّعتُ أوجاعي، ومسرى قصائدي
وأيامَ يُغني كلَّ نفسٍ كفافُها

وأيامَ أهلي يملأُ الغيثُ دارهَم
حياءً، ويُرويهم حياءً جفافُها!

فلم أرَ في بغداد، مهما تلبَّدتْ
مَواجعُها، عيناً يهونُ انذرافُها

ولم أرَ فيها فضلَ نفسٍ، وإن ذوَتْ
ينازعُها في الضائقات انحرافُها

وكنّا إذا أخَنَتْ على الناس غُمّةٌُ
نقولُ بعون الله يأتي انكشافُها

ونغفو، وتغفو دورُنا مطمئنّةً
وسائُدها طُهرٌ، وطهرٌ لحافُها

فماذا جرى للأرض حتى تبدَّلتْ
بحيث استوَتْ وديانُها وشِعافُها

وماذا جرى للأرض حتى تلوَّثت
إلى حدّ في الأرحام ضجَّتْ نِطافُها

وماذا جرى للأرض.. كانت عزيزةً
فهانتْ غَواليها، ودانت طِرافُها

* *

سلامٌ على بغداد.. شاخَتْ من الأسى
شناشيلُها.. أبلامُها.. وقِفافُها

وشاخت شواطيها، وشاخت قبابُها
وشاخت لفرط الهمِّ حتى سُلافُها

فلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها
ولا عاد في وسعِ النَّدامى اكتنافُها!

* *

سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ
عليها، وأنَّى لي وروحي غلافُها

فلو نسمةٌ طافتْ عليها بغيرِ ما
تُراحُ به، أدمى فؤادي طوافُها

وها أنا في السَّبعين أُزمِعُ عَوفَها
كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها!

للشاعر/ عبد الرزاق عبد الواحد

ابن حوران 28-01-2010 01:29 PM

من رائعة حافظ إبراهيم


في عمر بن الخطاب رضوان الله عليه

(إسلام عمر )


رأيت في الدين آراء موفقـة
فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها


و كنت أول من قرت بصحبته
عين الحنيفة و اجتازت أمانيها


قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها
بنعمة الله حصنا من أعاديها


خرجت تبغي أذاها في محمدها
و للحنيـفة جبـار يواليـها


فلم تكد تسمع الايات بالغة
حتى انكفأت تناوي من يناويـها


سمعت سورة طه من مرتلها
فزلزلت نية قد كنت تنويـها


و قلت فيها مقالا لا يطاوله
قول المحب الذي قد بات يطريها


و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت
عن كاهل الدين أثقالا يعانيها


و صاح فيها بلال صيحة خشعت
لها القلوب ولبت أمر باريها


فأنت في زمن المختار منجدها
و أنت في زمن الصديق منجيها


كم استراك رسـول الله مغتبطا
بحكمـة لـك عندالرأي يلفيـها



(عمر و بيعة أبي بكر)


و موقف لك بعد المصطفى افترقت
فيه الصحابة لما غاب هاديها


بايعت فيـه أبا بكر فبايعـه
على الخلافة قاصـيها و دانـيها


و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت
بين القبائل و انسابت أفاعيـها


بات النبي مسجا في حظـيرته
و أنت مستعـر الاحشـاء دامـيها


تهيم بين عجيج الناس في دهش
من نبأة قد سرى في الأرض ساريها


تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت
علوت هامته بالسيف أبريها


أنسـاك حبك طـه أنه بشـر
يجري عليه شـؤون الكون مجـريها


و أنـه وارد لابـد موردهـا
مـن المنـية لا يعفـيه ساقيـها


نسيت في حق طه آية نزلت
و قد يذكـّـر بالايـات ناسـيها


ذهلت يوما فكانت فتنة عـمم
وثاب رشدك فانجابت دياجيـها


فللسقيفـة يوم أنت صاحـبه
فيه الخلافة قد شيدت أواسيـها


مدت لها الأوس كفا كي تناوله
فمدت الخزرج الايدي تباريها


و ظـن كل فريـق أن صاحبهم
أولى بها و أتى الشحناء آتيها


حتى انبريت لهم فارتد طامعهم
عنها وآخى أبو بكر أواخيها



ابن حوران 28-01-2010 01:30 PM

(مقتل عمر)



مولى المغيرة لا جادتك غادية
من رحمة الله ماجادت غواديها


مزقت منه أديما حشوه همم
في ذمة الله عاليها وماضيها


طعنت خاصرة الفاروق منتقما
من الحنيفة في أعلىمجاليها


فأصبحت دولة الإسلام حائرة
تشكو الوجيعة لما ماتآسيها


مضى و خلـّفها كالطود راسخة
و زان بالعدل و التقوىمغانيها


تنبو المعاول عنها و هي قائمة
و الهادمون كثير فينواحيها


حتى إذا ما تولاها مهدمها
صاح الزوال بها فاندكعاليها


واها على دولة بالأمس قد ملأت
جوانب الشرق رغدا فيأياديها


كم ظللتها و حاطتها بأجنحة
عن أعين الدهر قد كانتتواريها


من العناية قد ريشت قوادمها
و من صميم التقى ريشتخوافيها


و الله ما غالها قدما و كاد لها
و اجتـث دوحتها إلامواليـها


لو أنها في صميم العرب ما بقيت
لما نعاها على الأيامناعيها


ياليتهم سمعوا ما قاله عمـر
و الروح قد بلغت منهتراقيـها


لا تكثروا من مواليكم فإن لهم
مطامع بَسَمَاتُ الضعفتخفيها



حافظ إبراهيم: شاعر النيل 1872ـ 1932

عابر سبيل 28-01-2010 01:51 PM

روائع اخي الكريم ابن حوران بارك الله فيك

اشارك ببعض قصائد الشهيد محمد محمود الزبيري ( قاضي وعالم ورئيس يمني سابق )

سجل مكانك في التاريخ يا قلم

فها هنا تبعث الأجيال والأمم


هنا القلوب الأبيات التي اتحدت

هنا الأحباء هنا القربى هنا الرحم

هنا العروبة في ابطالها وثبت

هنا الاءباء هنا العلياء هنا الشيم

هنا الكواكب كانت في مقابرها

واليوم تشرق للدنيا وتبتسم

هنا البراكين هبت من مضا جعها

تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهم

لسنا من ايقوظوها من مراقدها

الظلم ايقظها والسخط والأ لم

شعب تفلت من اغلال قاهره

حرا فا جفل عنه الظلم والظلم

نبا عن السجن ثم ارتد يهدمه

كيلا يكبل فيه بعده قدم

ان القيود التي كانت على قدمي

صارت سها مها من السجان تنتظم

ان الأنين الذي كنا نردده

سرا صيحه تصغى لها الأمم

والحق يبدا في اهات مكتئب

وينتهي بزئير ملؤه النقم

والشعب لو كان حي ما استخف

به فردا ولا عاث فيه الظالم النهم

ان الغزات وان كانو جبابرة

لهم قلوب من الأطفال تنهزم

كتبها الشهيد محمد محمود الزبيري

عابر سبيل 28-01-2010 01:52 PM


(من ديوان ثورة الشعر)



خرجنا من السجن شم الأنوف *********** كما تخرج الأسد من غابها

نمر على شفرات السيوف *********** ونأتي المنية من بابها

ونأبى الحياة, إذا دنست *********** بعسف الطغاة وارهابها

ونحتقر الحادثات الكبار *********** إذا اعترضتنا بأتعابها

ونعلم أن القضا واقع *********** وأن الأمور بأسبابها

ستعلم أمتنا , أننا *********** ركبنا الخطوب حناناً بها

فإن نحن فزنا فيا طالما *********** تذل الصعاب لطلابها

وإن نلق حتفاً فيا حبذا *********** المنايا... تجيء لخطابها...!

أنفنا الإقامة في أمة *********** تداس بأقدام أربابها

وسرنا لنفلت من خزيها *********** كراماً, ونخلص من عابها

وكم حية تنطوي حولنا *********** فننسل من بين أنيابها



يوسف جاد الحق 02-02-2010 07:17 PM

ملاحظة
 
إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران (المشاركة 578132)
نصائح أب لابنه


واستغنِ ما أغناك ربُك بالغنى
وإذا تُصبك خصاصةٌ*6 فتجملِِ*7

واستأنِ حِلْمَكَ في أمورك كلها
وإذا عزمت على الهوى فتوكل

للشاعر عبد قيس بن خُفاف : شاعر جاهلي من بني عمرو بن حنظلة من البراجم، (من ترجمة أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (الشعر والشعراء ـ ج2/ القاهرة عيسى البابي الحلبي 1364هـ ص 117).

*1ـ اسم ابنه
*2ـ كارب : اقترب أجله ودنا موته
*3ـ طبن : حاذق فطن
*4ـ مماريا : مجادلا
*5ـ لُعنة : بسكون العين .. يلعنه الناس بكثرة
*6ـ خصاصة: الفقر والحاجة

*7ـ التجمل : التجلد والصبر.. قيل للبعير جمل لأنه شديد الصبر

جميل منك هذا الشعر أن تأتي به هنا
و لكن ليس من النصح أن ينصح الوالد ولده إن هو عزم على الهوى أن يتوكل !!!
بل الصحيح هو قوله : و إذا عزمت على الهدى فتوكّل .
أليس كذلك ؟
و جزاك الله خيراً .

ابن حوران 05-03-2010 11:08 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة يوسف جاد الحق (المشاركة 681697)
بل الصحيح هو قوله : و إذا عزمت على الهدى فتوكّل .
أليس كذلك ؟


طبعا، الصح ما تفضلتم به
ولكن الشاعر كان قبل الإسلام

احترامي و تقديري

ابن حوران 05-03-2010 11:11 AM

أحسن ما قيل في الطعاميات

قول ابن العلاف:

لا بارك الله في الطـعـام إذا
كان هلاك النفوس في المجد
كم دخلت أكلة حـشـا شـره
فأخرجت روحه من الجسـد

وقول أبي الفتح البستي:

كل قليلاً تعش طويلاً وتسلـم
من عوادي الأسقام والأدواء

إنما يغتذي الكريم لـيبـقـى
وبقاء السفيه لـلإغـتـذاء

وقال المأمون

قدم طعامك وابـذلـه لـمـن دخـلا
واحلف على من أبى واشكر لمن أكلا
ولا تكن سابري العرض محتـشـمـاً
من القليل فلست الدهر محـتـفـلا

وقال آخر في ترك التحميد وسط الأكل

وحمد الله يصلح كل وقت
ولكن ليس في وقت الطعام

لأنك تزجر الأضياف عنه
وتأمرهم بإسراع القيام

وتؤذيهم وما شبعوا بشبعٍ
وذلك ليس من خلق الكرام

ومن أحسن ما قيل في إكرام مطية الضيف

مطية الضيف عندي مثل صاحبها
لا أكرم الضيف حتى أكرم الفرسا

ومن أملح ما قيل في الطفيليين

لو طُبخت قدرٌ بمطمورةٍ
بالشام أو أقصى حدود الثغور

وأنت بالصين لوافيتها
يا عالم الغيب بما في القدور

ابن حوران 12-04-2010 07:13 AM

سأقاوم



ربما افقد- ما شئت- معاشي

ربما اعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما اعمل حجارا وعتالا وكناس شوارع
ربما اخمد عريانا وجائع
يا عدو الشمس، لكن لن أساوم
والى آخر نبض في عروقي ……..سأقاوم




ربما تسلبني آخر شبر من ترابي

ربما تطعن للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي

من أثاث و أوان وخـــواب
ربما تحرق أشعاري وكتـــــبي
ربما تطعم لحــــمي للكلاب
ربما تبقي على قريتنا كـابوس رعب
يا عدو الشمس، لكن………لن أساوم
والى آخر نبض في عروقي سأقاوم




يا عدو الشمس في الميناء زينات وتلويح بشائر
وزغــاريد
وبهـــجة
وهتــافــات وضجة
والأناشيد الحماسية وهج في الحنــــاجر
وعـلى الأفق شراع
يتحدى الريـح واللج ويجتاز المـخاطر
إنها عودة( يوليسيز) من بحر الضــياع
عودة الشمس وعينـيه- يمينا- لن أساوم
والى آخر نبض في عـروقي ســأقاوم


قصيدة لسميح القاسم: فلسطين ـ صفد/الرامة مواليد 1939

ابن حوران 14-05-2010 03:21 PM

نشيد الكون

خيلٌ تتأهب
أوراقٌ..سيفٌ..قلمٌ
ونوافير..قبابٌ..
سمرٌ في الشعر
وفي الأحساب

وأنساب كِرامِ الخيلِ
كتابٌ في الفِكر
كتابٌ في الأرقام
كتابٌ..
وحساب النجمِ

خراجٌ من أرضِ الصينِ
ومن نهرِ السين
ودبت من أمم الأرض
فمن أقصى الشرق
وأقصى الغرب..

زرافات.. وحدانا
تنهلُ من بحرِ حِجَانا
من فيض بني العباس
نطوف بأحلام الناس..
تكرُ الدنيا.. تضطرب الأرض

تجيء بقطعان ذئاب
تأكلنا
تحرقنا
تمحو
تغرق كل دفاترنا..

فنظل على وعد الميلاد
نشدّ الأحداق
على غدنا
ونرد الأعناق الى الأمس
عسى ينفحنا شيئاً منه!

فإن شب المنصورُ..
فإن عادت تستيقظ أرضي
جاء الحلمُ
أتى فارسنا الوعدُ
على فرس المنصور

أتى.. في وجه المنصور
بسيف المنصور..
فهال الشر
وأرّقه
أن ترجع بغداد

فتغسل بالنور وجوه المكدودين
وتوقظ كلّ المقل التعبى..
لكن الوحش المغرور
تأكله الحقد

فإذ رام مقاتلَنا ارتد السهمُ
فأدماه..
فكلُّ نشيد الكون:
عراقٌ.. عراقٌ.. عراق..

شعر: كمال الحديثي


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.