حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

ساري111 22-12-2003 08:56 PM

" وطن البغال "

في بقعة منسية
خلف بلاد الغال
قال لي الحمال:
من أين أنت سيدي؟
فوجئت بالسؤال
أوشكت أن أكشف عن عروبتي،
لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال
قررت أن أحتال
قلت بلا تردد:
أنا من الأدغال
حدق بي منذهلا
وصاح بانفعال:
حقا من الأدغال؟!
قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب..
أم من عرب الشمال؟!

ساري111 22-12-2003 08:56 PM

" البـبـغــاء "

- قل لنا يا ببغاء..
إن يكن فيك ذكاء
لم لا تخجل من ترديد ما تسمعه
صبح مساء
* لست إلا طائراً في قفص
لا أرض من تحتي، ولا فوقي سماء.
أنا محكوم بقانون التدلي في الهواء.
ليس لي أي عزاء
غير أن أجعل صوتي
معبراً لي فوق موتي..
أمنح السجان ما شاء
وأجني ما أشاء.
أنا أعطيه هراء
وهو يعطيني غذاء
وأنا أهجوه -في تقليده-
أقسى الهجاء
إذ أنا أفقه ما قال
ولا يفقه من قولي أنا..
حرف هجاء!
هل يحق، الآن،
أن أسألكم يا هؤلاء:
إن يكن فيكم إباء
أو قليل من حياء
أو بقايا كبرياء
ما لكم مثلي
تعيدون هراء المستبدين..
وأنتم طلقاء؟!

ساري111 22-12-2003 08:57 PM

" هـون عـليـك "

لاعَلَيكْ لَمْ يَضعْ شَيءٌ ..
وأصلاً لَمْ يَكُن شيٌ لَدَيكْ .
ما الّذي ضاعَ ؟ بساطٌ أحمَرٌ
أمْ مَخفرٌ أمْ مَيْسِرٌ ؟
هَـوِّنْ عَلَيكْ.
عِندنا مِنها كثيرٌ
وَسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليكْ.
دَوْلـةٌ أمْ رُتْبـَةٌ أمْ هَيْبَـةٌ ؟
هَـوِّنْ عَلَيكْ.
سَوفَ تُعطـى دَولةً
أرحَـبَ مِمّا ضُيِّعَـتْ ..
فابعَثْ إلينا بمَقاسَيْ قَدَميكْ !
وَسَتُدعى مارشالاً وَتُغَطّى بالنّياشينِ
مِنَ الدَّولَةِ حتى أُذنَيكْ .
الّذينَ اسْتُشهدوا أَمْ قُيِّدوا أَمّْ شُـرِّدوا ؟
هَـوِّنْ عَلَيكْ .
كُلُّهُمْ لَيسَ يُساوي شَعرةً مِن شاربَيكْ .
بَلْ لَكَ العرْفانُ مِمَّنْ قُيدِّوا حَيثُ استراحوا .
وَلَك الحَمْدُ فَمَنْ قد شُردوا في الأرضِ ساحُوا
وَلَكَ الُّشكرُ مِنَ القَتْلى
على جَنّات خُلدٍ دَخَلوها بِيَدَيكْ !
أَيُّ شَـيءٍ لَمْ يَضِـعْ
مادامَ للتّقبيلِ في الدُّنيا وُجُـودٌ
وعلى الأَرضِ خُدودٌ
تَتمنّى نَظـرةً مِن ناظِريكْ .
فإذا نَحنُ فَقَدنا القِبْلَةَ الأُولى
فإنَّ (القُبْلَةَ الأَوْلى) لَدَيكْ !
وإذا هُمْ سَلَبونا الأرضَ والعِرْضَ
فَيكفي أنَّهُمْ لَمْ يَقدِروا
أن يَسْلُبونا شَفَتَيكْ .
بارَكَ اللّهُ وأبقى لِلمَعالي شَفَتيكْ !

ساري111 22-12-2003 08:58 PM

" ومن الوطن ما قتل "

يا وَطَـني ضِقْتَ على ملامحـي
فَصِـرتَ في قلـبي.
وكُنتَ لي عُقـوبةً
وإنّني لم أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !
لَعَنْـتني ..
واسمُكَ كانَ سُبّتي في لُغـةِ السّـبِّ!
ضَـربتَني
وكُنتَ أنتَ ضاربـي ..وموضِعَ الضّـربِ!
طَردْتَـني
فكُنتَ أنتَ خطوَتي وَكُنتَ لي دَرْبـي !
وعنـدما صَلَبتَني
أصبَحـتُ في حُـبّي
مُعْجِــزَةً
حينَ هَـوى قلْـبي .. فِـدى قلبي!
يا قاتلـي
سـامَحَكَ اللـهُ على صَلْـبي.
يا قاتلـي
كفاكَ أنْ تقتُلَـني
مِنْ شِـدَّةِ الحُـبِّ !

ساري111 22-12-2003 08:58 PM

" عصر القصاص "

قلمي وسط دواة الحبر غاص
ثم غاص
ثم غاص
قلمي فى لجة الحبر أختنق
وطفت جثته هامدة فوق الورق
روحه في زبد الأحرف ضاعت في المدى
ودمى في دمه ضاع سدى
ومضى العمر و لم يأت الخلاص
آه يا عصر القصاص
بلطة الجزار لا يذبحها قطر الندى
لا مناص
آن لي أن أترك الحبر
و أن أكتب شعري بالرصاص !!

ساري111 22-12-2003 08:59 PM

" يــا وطــنـي "

أَلأَنّـني
أُقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني
وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِ
وتناهبَـتْ قلـبي الشجـونُ
فذُبتُ من شجَـني
ألأَنـني
أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ
أبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـني
وأردُّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري
وعَـنْ فَـنَني
عطّلتِ أحلامـي
وأحرقتِ اللقـاءَ بموقِـدِ المِنَنِ ؟!
ما ساءني أن أقطَـعَ الفلَوَاتِ
مَحمولاً على كَفَني
مستوحِشـاً في حومَـةِ الإملاقِ والشّجَنِ
ما ساءنـي لثْمُ الرّدى
ويسوؤني
أنْ أشتري شَهْـدَ الحيـاةِ
بعلْقـمِ التّسليمِ للوثنِ
ومِنَ البليّـةِ أنْ أجـودَ بما أُحِـسُّ
فلا يُحَسُّ بما أجـودْ
وتظلُّ تنثالُ الحُـدودُ على مُنايَ
بِلا حـدودْ
وكأنّني إذْ جئتُ أقطَـعُ عن يَـديَّ
على يديكِ يَـدَ القيـودْ
أوسعْـتُ صلصَلةَ القيـودْ !
ولقَـدْ خَطِبتُ يـدَ الفراقِ
بِمَهْـرِ صَـبْري، كي أعـودْ
ثَمِـلاً بنشوةِ صُبحـيَ الآتـي
فأرخيتِ الأعِنّـةَ : لنْ تعـودْ
فَطَفـا على صـدري النّشيجُ
وذابَ في شَفَتي النّشيـدْ !
أطلقتُ أشرِعَـةَ الدّمـوعِ
على بحـارِ السّـرّ والعَلَـنِ :
أنـا لن أعـودَ
فأحرقـي في غُربتي سُفُـني
وارمـي القلـوعَ
وسمِّـري فـوقَ اللّقـاءِ عقاربَ الزّمَـنِ
وخُـذي فـؤادي
إنْ رضيتِ بِقلّـةِ الثّمَـنِ !
لكـنّ لي وَطَناً
تعفّـرَ وجهُـهُ بدمِ الرفاقِ
فضـاعَ في الدُّنيـا
وضيّعني
وفـؤادَ أُمٍّ مُثقلاً بالهـمِّ والحُـزُنِ
كانتْ توَدِّعُـني
وكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـا
فيخذلُني .
ويشدُّني
ويشدُّني
ويشدُّني
لكنَّ موتي في البقـاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَني
أَنَا يا حبيبـةُ
ريشـةٌ في عاصِفِ المِحَـنِ
أهفـو إلى وَطَـني
وتردُّني عيناكِ .. يا وَطني
فأحـارُ بينكُما
أَأرحَـلُ مِـنْ حِمى عَـدَنٍ إلى عَـدَنِ ؟
كمْ أشتهي ، حينَ الرحيلِ
غـداةَ تحملُني
ريحُ البكـورِ إلى هُناكَ
فأرتَـدي بَـدَني
أنْ تُصبِحـي وطَنـاً لقلبي
داخِـلَ الوَطَـنِ ..

ساري111 22-12-2003 09:00 PM

" إضـراب "

الوردُ في البستانْ
ممالكٌ مُترَفـةٌ، طريّـةُ الجُـدْرانْ
تيجانُها تسبحُ في بَرْدِ النـدى
والنّـورِ والعطـورْ
في سـاعةِ البكـورْ
وتستوي كسلـى على عُروشِها .
وتحـتَ ظُلمَـةِ الثّرى
والبؤسِ والهـوانْ
تسافرُ الجُـذوُر في أحزانِهـا
كي تضحـكَ التيجانْ !
الوردُ في البُستانْ
ممالِكٌ مُترفَـةٌ تسبحُ في الغرورْ
بذكرِها تُسبِّحُ الطّيـورْ
ويسبحُ الفراشُ في رحيقِها
وتسبحُ الجـذورْ
في ظُلمـةِ النسيانْ
الوردُ في البُستانْ
أصبَحَ .. ثُمَّ كانْ
في غفلَـةٍ تهدّلـتْ رؤوسُـهُ
وخـرّتْ السّيقانْ
إلى الثّـرى
ثُـمّ هَـوَتْ من فوقِها التّيجـانْ !
مرّتْ فراشتانْ
وردّدت إحداهُمـا :
قَـدْ أعلنَتْ إضـرابَها الجـذورْ !
ما أجبنَ الإنسانْ
ما أجبَنَ الإنسـانْ
ما أجبنَ الإنسـانْ

ساري111 22-12-2003 09:00 PM

" مأساة أعواد الثقاب "

أوطانـي عُلبـةُ كبريتٍ
والعُلبَـةُ مُحكَمَـةُ الغلْـقْ
وأنـا في داخِلها
عُـودٌ محكـومٌ بالخَنْـقْ .
فإذا ما فتَحتْها الأيـدي
فلِكـي تُحـرِقَ جِلـدي
فالعُلبَـةُ لا تُفتـحُ دَومـاً
إلاّ للغربِ أو الشّرقْ
إمـَّا للحَـرقِ، أو الحَـرقْ
يا فاتِـحَ عُلبتِنا الآتـي
حاوِلْ أنْ تأتـي بالفَـرقْ
الفتـحُ الرّاهِـنُ لا يُجـدي
الفتـحُ الرّاهِـنُ مرسـومٌ ضِـدّي
ما دامَ لِحَـرقٍ أو حَـرقْ .
إسحَـقْ عُلبَتنا، وانثُرنـا
لا تأبَـهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّـا
عنـدَ السّحـقْ .
يكفي أنْ يحيا أغلَبُنا حُـرّاً
في أرضٍ بالِغـةِ الرِفـقْ .
الأسـوارُ عليها عُشْـبٌ
والأبوابُ هَـواءٌ طَلـقْ!

ساري111 22-12-2003 09:01 PM

" نهايـة المشروع "

أحضِـرْ سلّـهْ
ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعاتٍ "
ضَـعُ صُحُفاً مُنحلّـهْ .
ضـعْ مذياعاً
ضَـعْ بوقَـاً، ضَـعْ طبلَـهْ .
ضـعْ شمعاً أحمَـرَ،
ضـعْ حبـلاً،
ضَـع سكّيناً ،
ضَـعْ قُفْلاً .. وتذكّرْ قَفْلَـهْ .
ضَـعْ كلباً يَعقِـرْ بالجُملَـهْ
يسبِقُ ظِلّـهْ
يلمَـحُ حتّى اللاأشياءَ
ويسمعُ ضِحـْكَ النّملَـهْ !
واخلِطْ هـذا كُلّـهْ
وتأكّـدْ منْ غَلـقِ السّلـهْ .
ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعـُـدْ
فلقَـدْ صـارتْ عِنـدَكَ
.. دولَـهْ !

ساري111 22-12-2003 09:01 PM

" هـويّـــة "

في مطـارٍ أجنبيْ
حَـدّقَ الشّرطيُّ بيْ
- قبلَ أنْ يطلُبَ أوراقـي -
ولمّـا لم يجِـدْ عِنـدي لساناً أو شَفَـهْ
زمَّ عينَيــهِ وأبـدى أسَفَـهْ
قائلاً : أهلاً وسهـلاً
يا صـديقي العَرَبـي !


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.