حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة كتاب روائـع الخـواطر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=66)
-   -   ولخاتون منا السلام (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=81872)

إيناس 02-12-2009 02:33 PM


الآن.. وهنا.


ترفرف فراشة الفرح فوق غابات أحلامي
أتابع أجنحتها المنقوشة بألوان الأمل
أترقب اختلاجاتها وطقوس سياحتها في الفضاء الازوردي
أمد يدي إليها، أقترب، أكاد ألمس كبرياءها
فما تلبث أن تتيه في الغياب، وتغرق ساعاتي بالسراب

أنا المسكونة بالوجع، اللاهثة نحو حلم آفل
أنا المهووسة بالوصل،المخنوقة بلهيب الاحتراق
وأنا الموقودة في الأشواق، والواقفة على الأبواب الموصودة

أيتها الفراشة الملونة دليني
وقفي على كتف الفرح وارسمني
وجففي الحزن عن ظفائر أيامي وانثريني

أو اجمعي أحزانك حطبا وأحرقيني





خاتون: دمعة أمل أسيرة

إيناس 02-12-2009 02:34 PM

قبل حين من القهر

كانت أكفان الحيرة تلفني وترمي بي إلى أقاصي الحرمان
وكانت أخاديد العمر المترهلة تحفر مثواها في أنين الغياب

لا أخفيك
كانت تسرقني مني لحظات غرور توهمني أن لا شروق بعد غروبي
وأن كل ملاحم الحزن ستكتب لرحيل طيفي وضحكاتي
فتبتسم صباحاتي موهمة مسائي باحتفال صاخب
ثم تهاجمني قوافل الدموع قاطعة طريق الأمل في صحرائي


وجاءت
تقف لتدافع عن كبريائي وتشفع لي عند ملائك المنى
جاءت تظللني من حمرة الغروب الذي كاد أن يحرق ساعاتي
جاءت تغازل عشقي وتمسد رجله اليسرى المكبلة بالغياب
جاءت كسِنة حالمة على أريكة لازوردية ترسم الأحلام الزرقاء والبرتقالية

وكانت الكلمة.


خاتون: واقفة هنا ترنو إلى هناك

إيناس 02-12-2009 02:35 PM

مرابطة بأعتابه



تاهت دروبي عن مدينتي وضاعت خريطتي بين سهول الشوق وجبال الغربة
وانصهرت في سواقي التوحد فيك،
فما عدت أرى الله والوجود إلا من خلال عينيك الغارقتين في ميادين الغياب

سأقف بعتبة ظلك أرجو لحظة العناق
فهل لك أن تحملني من ضيق نفسي إلى رحابة صدرك
وان ترفعني عاليا لأختبئ من جبني ودموعي الخرقاء
وهل لك أن تشدني نحوك أكثر لتردني إلى بلادي
وأن تحملني على جناح الشوق لترميني إلى أقصى نقطة في عالمك


سأقف هنا حتى يشيخَ الزمان وينحني ظهره
أعانق الحنين واللحظات الهاربة
فالمخاض الذي أتوق إليه في هذه اللحظة يساوي مليون ولادة
وهذه ولادة الشوق إلى الحياة بين يدي كاهن أو قادم من هناك



خاتون

إيناس 02-12-2009 03:01 PM

شذرات من وراء الأفق



بينما كنت أصول في عوالمي
بين الحقيقة والوهم، والممكن و المستحيل، والتاريخ والأسطورة
سمعت صوتا مغريا ينادي:
مولاتي .... ما أروعك.
كان صوتا ينط من الأسطورة، يعطر الفضاء بعبق ساحر، يبعث في النفس الرغبة في الانطلاق....
التفت إليه، كان يتكئ على شجرة عريقة لطالما حلمت بالجلوس إليها......
هل كان إلها إغريقيا..... أم حكيما رومانيا..... أم ساحرا بابليا؟

وحين لذت بالصمت علني أصدق نفسي وألمس نشوتي،
أخد يدندن لي أهازيج المشرق والمغرب.....
و بينما كنت أغيب في معاني الكلمات، كان ينتشي هو بدفئ بالنغمات.

لملمت إحساسي، وجمعت أشلائي، واستنجدت بتاريخي...
ولم استطع أن أبوح بكلمة حتى فضحني عجزي....
نظر إلي بابتسامة هادئة وقال:
لا تقولي شيئا أميرتي... صمتك أكثر تعبيرا من لغاتك....
فأنا القابع تحت أهدابك.... و نظرتك الحزينة المرتبكة توقد اللوعة في أوصالي....
مولاتي... أنت الأسطورة التي كنت أومن بتحققها... وها أنا ذا أراك، أسمعك... كأني عرفتك منذ ما قبل الطوفان...

رأيت جبينك الصيفي
مرفوعا على الشفق
و شعرك ماعز يرعى
حشيش الغيم في الأفق


كانت عباراته ترفعني... تنصبني... و تكسرني....
كنت أريد أن أقول له كل ما يجول بخاطري...
كنت أود أن أقرأ عليه كل القصائد التي أحفظ...
لكن شيئا ما في عينيه دوخني فما عدت أعرف كيف أعبر عن الشوق والحلم والحنين.
كان علي أن أبوح للعالم أني أركب جناحي الحب والحرية.....
كان علي أن أقول شيئا
حتى لا ينفجر هدا الجنون الذي يعتريني... فأجدني أهيم في الشوارع.. أقذف الناس بالحجارة..


لكنه يقرب و يبتعد... يغيب و يحضر... إلى أن حل بي و غاب عني....
سأنظم شعرا... سأروي قصصا... سأحلم.... سأبحر... سأغوص..... سأغرق....
سأفتش عنه بين مخطوطاتي و أساطيري... وأعدكم أن أحلم به إلى أن ينام القمر...




خاتون: الحالمة بك، إلى أبدي و أبدك



الأبيات للشاعر: محمود درويش

إيناس 02-12-2009 03:07 PM

هيام فوق السحاب




يعود اليوم ليعاقب الروزنامة ويدير وجهها إلى الحائط... سمعت صوته فالتفت مذعورة،

"ما أحلاكِ وأنت تلتفتين، كأنك ظبية لا تستطيع شرب الماء من هواجس خطر ما.... اشتقت إليك ولو من وراء ستار... كنت أرقب اختلاجات فؤادك فتختلط مشاعرك بين اليأس والأمل، فيظهر على محياك، وتزدادين روعة
"
.
كدت أذوب مثل قطعة ثلج مهجورة، لو علمت أن ذوباني فيه يرضيه لما ترددت في الانصهار في حناياه. كدت أقول له كلمة تراقصت بين شفتي، فإن المشاعر التي في داخلي لها عنوان، وهذا العنوان هو ما لم أقله بصريح العبارة، فقد انجذبت إليه بشكل لا يجعلني أخطئ بتلك المشاعر. أردت أن أقول شعرا فأحسست أنه الشعر كله والقصيد ولولاه ما كنت لأوجد.

"كنت أظن أنني أعرفكِ، وكنت أخمن أن هناك درة ثمينة في أعماق محيطكِ، لكنني لم أكن أتوقع أن أقع على منجم من اللآلئ الثمينة. ابتسامتكِ الحزينة، والتي تتبعها ضحكة كصوت جدول رقراق صادح تعطيني عزما، فهدوءا يتبعه صخب، وتقهقرا يتبعه وثوب

تلعثمت ورددت عبارات لم أستطع أنا أن أفهمها، ربما لأن العبارات أتعبتني قبل أن أتعبها، وربما لأن روعة الإحساس أكبر من أن أعبر عنها....

أحسست بالعجز وأعلنته هذه المرة فبادر قائلا:
" كلماتكِ تطوع للكنوز كي تخرج دون استئذان من أحد، كنوز كريمة تمنح لحسنات بسيطة، نحن نعرف الحسنة بعشرة لكن أن تكون بمليون فهذا هو الكرم بعينه. أميرة.. كيفما تتحركين .. وكيفما تبتسمين. كنت أسمعكِ من هناك فوددت أن أغمزك بعيني، ولكن المسافات حالت دون ذلك، وجئتكِ... فكان للكلمات وقعا آخر. حين تمتزج الكلمات بأنفاس من يحكيها، تصبح كأنها كائنات حية لها أبعاد ثلاثية، ولكن كلماتكِ لها بعد رابع إضافي، يظهر قبل ظهور الكلمات، وحين أتأملك، ترتسم على محياكِ لوحات يعجز رمبرانت وكوخ وبيكاسو عن رسم مثلها، ولكنني أتذوقها بفعل قوة الجاذبية الوجدانية.

لا تتكلمي، لا تكتبي، فكتابكِ مقروء و عنوانكِ معروف، ليس هناك حاجة لكتابة قطعة وعليها سهم يشير إلى السماء أنها ( سماء) فالجاهل يعرف ذلك، وليس هناك حاجة للتعبير عن الشوق لمشتاق يركض جاهدا نحو من يشتاق إليه. عندما يكون للوعاء أكثر من باب فلا يختنق بما يسكنه.. وعيناك تشع بما يعجز عنه يدي و يديك معا، إنها تبث ما نحس به، وشفتاكِ عندما تلامس أسنانكِ تصعقني بشرارها كأنها صواعق جبال الأطلس الكبير بعز الشتاء.


صرخت بجنون في وجهه: "هل تريدني ان اعلن جنوني على اعتاب دجلة؟"

فابتسم:" قد يكون جنونكِ تعبيرا عقلانيا ساكنا منذ مدة، فآن له الحراك كي يعبر عن ذاته".

تمتمت بهيام: "ربما كان يقبع تحت جلدي ينتظر مجنونا بابليا يزعزع كيانه"

ابتسم بسخرية أحببتها: "لا أظن أن هاروت وماروت ( ببابل) يعلمان الناس ما يسحرهم دون أن يقوما بتحذيرهم، ولكن الجنون يركب معظم العاشقين، ففي الجنون أحيانا نعمة وحكمة .. لا يدركها إلا من روّض نفسه طويلا على معاندة الجنون...هل تودين مني التوقف عن التعبير عن جنوني، مولاتي ؟.

وباستحياء وتلعثم وتردد أجبت: اعذرني، فعالمكَ دوخني و هل تشعر باني غنية عن جنونِكَ؟ ..لا تؤاخذني سيدي ، فلكل داخل دهشة.

"إنني أرقب اختلاجاتكِ الداخلية .. فأكون في شعور اختلطت فيه رغبتان: رغبة في أن أريحكِ من هذا الحوار، ورغبة في ضمك بقوة... لكني سأختار الأولى، أراني قد أثقلت على كاهلك بعض الشيء، فلولا توقفت لكان خيرا لكِ، فرقتك قد يؤثر عليها نسيم الصباح".
دمتِ لي...



أتراه يرجع أم سيظل يرقبني من هناك..... وأظل احلم هنا؟




خاتون: الهائمة به

إيناس 02-12-2009 03:09 PM

هاتف من مزن الأحلام




تمر ساعات الانتظار كأنها ساعات من فحم،
تحتاج لأولي قوة أن يشعلوها فتحرك ما سكن من دقاتها..

وبين اللهفة والقلق،
جاءني هاتف من السحاب ينادي: أميرتي، اعذريني
فقد تراجعتُ خطوات في الزمان كي آتيك كالسهم وأخترق كيانك.

اهتزت أركاني وطربت وراقصتُ الساعات الساكنة،
وداعبتُ عقاربها وحكيت لها عن روعة الحب ولوعة الانتظار..
كنت أريدها أن تحبه فتتوق لرؤيته وترافق لهفتي على رؤيته.
تراودني مليون فكرة غبية. ومليون فكرة طائشة.
وألف ألف رغبة في الخروج عن الزمان والمكان.

وبين التيه والرعشة،
جاءني هاتف آخر: أميرتي، أنا هنا على شرفة مطلة على أهدابك ...
أنا هنا لأرقد على صدرك البلوري وأتوسد عينيك الفيروزيتين.

لملمتُ أشلائي ونسيتها في مكانها، وحملت أنفاسي ورعشتي، وانطلقت

وعلى بعد همسة، رأيتُه...
لم أكن أصدق نفسي الأمارة بالحلم.
إنه هنا
عانقته أفتش عن دقات قلبه التي طربت لرسمها .
كل تفاصيله توحي أني لم أكن أرسم وهما...

كانت عيناه تعجز عن حمل رموشهما
وثقل المسافات يحرق رماد الشوق للنظرات الأولى
لكن لحظات العناق أذابت ذرات التعب العالق بأثوابه.
وأناخت الهمسات مطاياها بعتبات الوصال
فذابت الأرواح في لحظات حلول.

هل كان ينتظر كلمات معينة؟!!
وهل كنت أريد أن أسمع شيئا؟!!
لا أدري

تهت في عينيه وذبت في عرق يديه المبللتين بلظاه، وسكتنا
حتى تعب الصمت من سكوننا فصمتنا.



خاتون: لقاء يراود الحلم

إيناس 02-12-2009 03:10 PM

دمعة ترنو للاحتراق



يقترب موعد اللقاء
ويقتات اللهيب من شوقي لينهشني من الداخل
تتداخل الأحداث وعقارب الساعة
فترتبك أزمنة الشوق بالذكريات الموشومة على صدر الذاكرة

فهل تعيد اللقاءات نفسها
أم أن لحظات الوصل لا تتشابه مهما تكررت على ناصية التاريخ

لعلها شهادات ميلاد يورق كلما اشتد الشوق بيننا
ليزهر ابتسامات وعناقات خالدة




خاتون

إيناس 02-12-2009 03:11 PM

على شرفة التمني



تدنو ساعة التوحد، ورعشة اللحظات القادمة تكاد تسطو على آخر معاقل الهدوء في قلاعي
ساعة محمومة تدور حولي أو أدور حولها .. لا أدري

كل ما أستطيع لمسه هو عهد الحلول في ذات قد تلفظني إن لم تطق ارتعاشة كبدي
كل ما أستطيع فعله هو ان اشرع يداي للريح لأستشعر توازن عشقي واملي
واقف امام الريح لتحملني بثقة الأنبياء إلى أحضان الأمان.

تصرعني دموع الفقد وحرارة الشوق ورعشة اللقاء وتحشرني إلى غياهب المجهول
تدوخني رغبة في ارتشاف حبات البرد المتناثرة على شرفة طفولتي
وتعدني بنشوة الطفل إذا خاف من المرآة

فهل تكفي صرخة طفولية في وجه الصدى؟
وهل يكفي المشي حافية القدمين لألتصق بجذوري الممتدة إليه؟



خاتون

إيناس 03-12-2009 12:19 AM


ارتعاشة كبدي



وإذ أتيه بين أمواج الفرح وأزاهير النغم
أجامل نسيم المروج وأسامر تغريد المطر
تدق نواقيس الشوق إلى الغائب في صحف الماضي
أراقصها وألونها بخمار من البنفسج والزعتر
فتذوب منتشية وتنصهر في ترانيم المساء


يخادعني راهب الحنين ثم يدق الأجراس مرة أخرى
ويوصي مآذن الأسى أن ترفع أصواتها
ألتحف الأمل وأهيم بين الضحكات وزخات الفرح
فأتعثر بالنائحات في الخيام والصائحين في الأسواق يسابقون الريح
وينشرون صورته في المدى


ألا أيها المدثر بلحن الهدوء ، المعلق في صدى أنفاسي
تمثل ملاكا وانتعل قلبي قبل حذائك
وارسم على خدي بيتا بألوان بهائك
وصلّ معي أن أغفو الليلة في أحشائك




خاتون
خائفة من الأمل

إيناس 03-12-2009 12:20 AM

مسربلة بالظمأ



تراقصني اليوم وحشة على أوتار الأسى

تنوح السواقي في أوردتي
وتغني الرياح في كياني لحن الحداد

ترشقني النسمات الهوجاء بلعنات الغبار فأضيع في المدى
بين دعاء غير خاشع وانصهار في الغبار

اِرحم صرخات تعوي في خاصرتي
تسحبني من خصلات آلامي وتلقي بي في الهباء
لتمدني حصيرة متمايلة تلهو بها الريح على بنانه

هذه صلواتي وابتهالاتي قربان لك
فابعث الروح في ملاك يغازلني إن اشتد الغياب
واكتب على أناملي ضحكات الطفولة وزخات المرح
أو احملني من ظفائر أيامي الهائمة في الضباب
وألق بي في بوابات الأمل أتسول الأنس واشتعالات الوله


خاتون


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.