حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   في رثاء شاعر مصر العظيم، محمد محسن (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=77591)

عادل نمير 22-03-2009 12:43 PM

في رثاء شاعر مصر العظيم، محمد محسن
 
قصيدة لها مفتتحان كل مفتتح منهما قصيدة
مفتتح (1)
حلـَوْتَ بعين الموت
إلا قصائدا وفضلا
سيبقى الموت عن حسنه
أعمى
مفتتح (2)
محمد محسن
القصيدة
تـُبـَصّر ضوء عينك حين تعمى وتخفى بين كفيك الحقيقه
ويدعوك الجمال ولا تراه إذا ما اعتاد ممشاك الحديقه
كذلك يُشعر الأحباب لما يقاسي القلب منفردا طريقه
غدا دمع القريض وطرف كمي شقيقا تستغيث به شقيقه
أما بدمي حييت وبرعمتْني جفونك؟ هكذا بدء الخليقه
وأنت نصبت زندك تحت ضعفي تكاعيبا فشب على الطريقه
وأنت قتلتني، وتقول عذرا وكيف وأنت نيرانٌ صديقه
كوتني تارة اخترقت خيالي وتارة خلفه انفلتت طليقه
أيا نصفي يكِلّ الجذب تبكي بيأس الليل أفراخٌ عشيقه
ويا كلي رحلت فضعتُ كلي ويوسفُ عاد للجب العميقه
ويا نوري إذا أخرجتُ قلبي من الظلمات لم أدرك بريقه
ويا سندي وقد زحزحت من لي بملء سواعدي همما صدوقه
ويا عمري وقد أفرغت أنى أصالح فيك عمري كي أطيقه؟
عجبت، الجذر تحت الأرض يمضي فيحيا هاربا ويميت سوقه؟
أيا شرفا على أنف المعالي ويا رأسا على السهم السبوقه
ويا لحما بأصداف اللآلي ويا عطرا على كف السليقه
أيا أبتي ورب أب وأم بلا نطف بأبعاد سحيقه
أيأبى سبقك الشعراء إلا سبقت فغبت يا فرسا قلوقه؟
فلولا كعبة شُرعت لسالت بزمزم فيك أرواحٌ مشوقه
وطاف بتبرك الأدباء سبعا تقصر بعدها الرأس الحليقه
تــُبـَصّر ضوء عينك حين تعمى وتخفى بين كفيك الحقيقه
ويدعوك الجمال ولا تراه إذا ما اعتاد ممشاك الحديقه
كذلك يُشعر الأحباب لما يقاسي القلب منفردا طريقه

المشرقي الإسلامي 05-03-2010 08:06 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عادل نمير (المشاركة 633768)
قصيدة لها مفتتحان كل مفتتح منهما قصيدة
مفتتح (1)
حلـَوْتَ بعين الموت
إلا قصائدا وفضلا
سيبقى الموت عن حسنه
أعمى
مفتتح (2)
محمد محسن
القصيدة
تـُبـَصّر ضوء عينك حين تعمى وتخفى بين كفيك الحقيقه
ويدعوك الجمال ولا تراه إذا ما اعتاد ممشاك الحديقه
كذلك يُشعر الأحباب لما يقاسي القلب منفردا طريقه
غدا دمع القريض وطرف كمي شقيقا تستغيث به شقيقه
أما بدمي حييت وبرعمتْني جفونك؟ هكذا بدء الخليقه
وأنت نصبت زندك تحت ضعفي تكاعيبا فشب على الطريقه
وأنت قتلتني، وتقول عذرا وكيف وأنت نيرانٌ صديقه
كوتني تارة اخترقت خيالي وتارة خلفه انفلتت طليقه
أيا نصفي يكِلّ الجذب تبكي بيأس الليل أفراخٌ عشيقه
ويا كلي رحلت فضعتُ كلي ويوسفُ عاد للجب العميقه
ويا نوري إذا أخرجتُ قلبي من الظلمات لم أدرك بريقه
ويا سندي وقد زحزحت من لي بملء سواعدي همما صدوقه
ويا عمري وقد أفرغت أنى أصالح فيك عمري كي أطيقه؟
عجبت، الجذر تحت الأرض يمضي فيحيا هاربا ويميت سوقه؟
أيا شرفا على أنف المعالي ويا رأسا على السهم السبوقه
ويا لحما بأصداف اللآلي ويا عطرا على كف السليقه
أيا أبتي ورب أب وأم بلا نطف بأبعاد سحيقه
أيأبى سبقك الشعراء إلا سبقت فغبت يا فرسا قلوقه؟
فلولا كعبة شُرعت لسالت بزمزم فيك أرواحٌ مشوقه
وطاف بتبرك الأدباء سبعا تقصر بعدها الرأس الحليقه
تــُبـَصّر ضوء عينك حين تعمى وتخفى بين كفيك الحقيقه
ويدعوك الجمال ولا تراه إذا ما اعتاد ممشاك الحديقه
كذلك يُشعر الأحباب لما يقاسي القلب منفردا طريقه

أخي العزيز عادل نمير :
هذه القصيدة رائعة للغاية وحري أن يحفل الشعراء بها ، وهي رغم مجيئها في القالب العمودي الذي قد يظنه الناس تقليديًا إلا أنها تمتاز بقدر كبير من التصاوير الصادقة التي جعلت منها قصيدة فريدة استثنائية ، ولعل كثرة النداءات وتنوعها بين يا ، أيا ودلالتهما على البعد المادي والبعد المعنوي كانت من عناصر قوة النص .لكن مما استرعى انتباهي :

تـُبـَصّر ضوء عينك حين تعمى وتخفى بين كفيك الحقيقه
ويدعوك الجمال ولا تراه إذا ما اعتاد ممشاك الحديقه

لقد أعجبني للغاية تعبير تخفى بين كفيك الحقيقة ، بما تعنيها الحقيقة من معان كالإبداع والصدق والتفاني ...إلخ كذلك تصوير القبر بأنه حديقة والتشخيص للممشى ومجيء لفظة الاعتياد وكأنه جرب ألف ميتة قبل ذلك ليأتي ذلك الموت شيئًا معتادًا بالنسبة له . وكان مجيء لفظ الجمال والحديقة مضفيين على الموت معنى بهيجًا تعبيرًا عن رؤية لمعان غير التي يرى الناس بها الحياة.
كذلك الموازاة بين البئر الذي ألقي فيه نبي الله يوسف عليه السلام وبين هذا الواقع المرير أعطى لهذا الميت -في إطار الممشى والحديقة- دلالة روحانية إنسانية تسمو فوق هذا الحزن وتجعل من الموت بداية بهجة جديدة له .
وهنا نكون إزاء المعنى الذي ذكره المتنبي رحمه الله:
ليس للذل قيمة في نفوس
يستوي الموت عندها والبقاء
ولكن هذا المعنى يجعل من الموت صديقًا له وبهجة ، ويجعل للرثاء وجهًا وهو التهنئة.
كانت الدائرية في استخدام البيتين الأول والثاني عنصرًا مميزًا في ختم القصيدة لأنها أعادت وكررت الشجن الأولي ّ والذي هو محور القصيدة كلها .
رحم الله فقيد الشعر العربي ولك كل الشكر على ما أمتعتنا به .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.