حوار الخيمة العربية - سَلامٌ إلَى عَالَمِ الأمْوَاتْ

رَوَائِحُ أنفاس عَكِرَة للغَايَة

وفي البعيد آهات فتاة لمْ تَكْتَمِل بعْد

شدَّتْ عليها وكأننا تفاهمت مع روحها بأضْلُعِي

وهناك على الرصيف المهجور لممتُ حِكَاياتِهَا

**

وفي طريق العبور رأيت جثة غير واضحة المعالم

اقتربت ... اقتربت .. اقتربت

منــ هذهـ الجثة أكثر وأكثر

**

صرخت بأعلى صوتي

نعــم أنها الجثة ذاتها

نعم أنها الجثة ذاتـها

*

ولكن ما أكثر الصدف المؤلمة بحياتي

وما أكثر الآلآم والجراحات

حتى أصبحنا عند الاحْتْضَار نكذب !

**

عدتُ من جديد إلى النفق المظلم الضيق

الذي ترقد فيها الفتاة التي لم تَكْتَمِل

وانهالت علي الصدمات

وتقاذفتني الأمواج

وغرقت بوسط البحار الثائرة

قلت لها بكل أخوة ومحبة

أنا أحبكِ يا صديقتي

كانت مجرد محاولة لكي اجد الجواب

الذي لطالما انتظرته ولكن لم اجده !

**

يبدو أنّها غَفَتْ إذا سأغْفو أيْضاً

شاء القدر ان ترحل عنا ويرحل بسمتها

شاء القدر ان تنطفئ هذه الشمعة

بعد إنارتها لشموع كثيرة لاتعد ولا تحصى

**

من سيُطْفِئُ النيران فِي صُنْدوق ذَاكِرَتِي

من اشعله ولما تريدون ان تصلوا

لحُزْنِي

لدَمْعِي

؟

**

في هذه الدُّنْيا أمُورٌ كَثِيرَةٌ نتغاضى ونَسْكُتُ عنها

نُعْمِي قُلُوبَنَا قبل أعيننا لكي لا نراها

نسد آذاننا ونغلق أفواهنا لكي لانتكلم فيها

أليس مِنَ المُفْتَرَضِ أنْ نَتَوقّع كل شئ وأي شئ ؟

***

بالأخيرّ

سَلامٌ إلَى عَالَمِ الأمْوَاتْ

بقلمي