حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   فجيعه ام للشاعر اسماعيل بريك من ديوان حديث النفس (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83344)

الشاعر اسماعيل بريك 27-03-2010 01:27 AM

فجيعه ام للشاعر اسماعيل بريك من ديوان حديث النفس
 
فجيعة أُمٍّ
(فجيعة أُمٍّ بموت وليدها فى ريعان الشباب إثر حادث سيارة طائشة)


فُجِعَتْ بموتِ وَليدها عند الصِّغَرْ
أمٌّ دَهَاهَا الحزنُ فَاتْخَسَفَ القَمَـرْ

سكبت دموعَ البَيْنِ تندبُ حَظَّهَـا
فَقْدُ الوليدِ لمثلها فَقْدُ البصَـرْ !!

ثكلى تجود بدمعها ونحيبهـــا
عِطْرَاً يُرَطِّبُ وَجْهَهَا وَقْتَ الكَدَرْ

مات الذى كانتْ تُؤَمِّلُ عَيْشَــهُ
حِصْنَاً حصيناً حين تغْشَاهَا الغِيَرْ

مات الذى عَاشَتْ تؤهِّل نفسهـا
رَمْزَاً إذا جاء الفَخَارُ ستفتخـرْ

غَرَستْ وَ مَا حَصَدْت ســوى
حزن السنين وَمُرِّها مُرِّ القَـدَرْ

مَا أتْعَسَ المرءَ الحزين إذا رأى
غَرْسَ السنين وقد تَوَلّى وَانْدَثَرْ

الصبرُ يا أمَّـــاهُ أفضلُ عُدَّةٍ
للشاربين الهَـمَّ وَالمـاءَ الكَدٍرْ



* الشاعر اسماعيل بريك - من ديوان حديث النفس

المشرقي الإسلامي 29-03-2010 05:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدتك جميلة أخي العزيزة وإن كانت بحاجة إلى المزيد من التعمق في شرح هذه الأحاسيس وإبرازها ممتزجة بالواقع .فهذه الأحاسيس تتخذ أشكالاً في التعبير عنها منها ما هو صريح ومنها ما هو رمزي ، ومنها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي ، وهذا ما سيزيد النص عمقًا وقوة.
إليك هذه الأبيات لابن حمديس الصقلي رحمه الله في رثاء عمته وانظر إلى عمقها وحاول السير على نهجها وفقك الله :
كريمة تقوى في صلاة تقيمها
وصوم تحط الجسم منه على الجدب ِ
نمت في فروع المكرمات فروعها
وأنجبت الدنيا بآبائها النجب ِ
وكنت إذا ما ضاق صدري بحادث
فزعت بنجواه إلى صدرها الرحب ِ
وتذهب عني هم نفسي كأنما
شفت غلة الظمآن بالبارد العذب ِ
***
تبركت الأيادي بتسوية الثرى
على جبل راسي الأناة على هضبِ
فيا ليتني شاهدت نعشك إذ مشى
حواليه لا أهلي حفاة ولا صحبي
ودفنك بالأيدي الغريبة والتقت
مع الموت في إخفاء شخصك في حدب ِ
فأبسط خدي َ فوق لحدك رحمة ً
وتسقي عيناي الترب بالهدب ِ
أرى جسمك المرموس من روحه عفا
وأصبح معمورًا به جدث الثرب ِ
فلو أن روحي كان كسبي وهبته
لجسمك ِ لكن ليس روحي من كسبي
فلا وصل إلا بين أسمائنا التي
تسافر منا في معنونة الكتب ِ
فدائمة السقيا سماء مدامعي
لخدي وأرض الخد دائمة الشرب ِ

***
لاحظ هنا أخي الحبيب كيف استطاع أن يبرِز حالة الحزن من خلال البيت :فأبسط خدي فوق لحدك رحمة = وتسقي عيناي الترب بالهدب ، وانظر كذلك إلى البيتين الثالث والرابع :
وكنت إذا ما ضاق صدري بحادث
نزعت بنجواه إلى صدرها الرحبِ
وتذهب عني هم نفسي كأنما
شفت غلة الظمآن بالبارد العذب ِ
فهذان البيتان جاءا كمقدمة تبرر له هذا الحزن الشديد في الحزن عليها لِما كان منها من رحمة وشفقة وإنسانية ، كذلك جاءت الأداة ليتني تعبر عن الحسرة بشدة ، وبعد ذلك كان وصف جسدها بالمبارك من خلال قوله:
تبركت الأيادي بتسوية الثرى
على جبل راسي الأناة على هضبِ
كل هذه الأبيات -وأنا اقتطعت جزءًا كبيرًا لأجعلها بهذا الترتيب- تعطيك الصورة المأساوية والتي تلهم الشاعر في كتابة القصيدة ، أرجو أن تكون مفيدة لك ، وألا يضيق صدرك بما أكتبه ، أرجو لك التوفيق دائمًا .. ودمت مبدعًا

الشاعر اسماعيل بريك 30-03-2010 01:03 AM

الاديب الرائع الناقد الموهوب الاستاذ / احمد محمد راشد
خالص شكري وتقديري لشخصكم الكريم
علي ملاحظاتكم الزكيه وما تتمتعون به من موهبه في النقد الادبي
امتدادا لمدرسة العقاد الادبيه( مدرسة الديوان )
وامل المزيد من تلك الملاحظات
التي تسعدني جدا وتساهم
في اثراء الحركه الادبيه والابداعيه .


الشاعر اسماعيل بريك


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.