حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة التنمية البشرية والتعليم (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=56)
-   -   دورة .. ( لنتعلم .. كيف نتكلم ؟؟ )....!! (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=62079)

الوافـــــي 30-03-2007 02:32 AM

دورة .. ( لنتعلم .. كيف نتكلم ؟؟ )....!!
 
لنتعلم .. كيف نتكلم ؟؟

الصمت الصمت
فإنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت
وكلُّ لفظ يخرج من فمك ستجده في كتابك مسجلاً عليك ، يقول تعالى
{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } [ ق:18]

لهذا كان من الواجب عليك أن تتعلّم قول : لا أعلم
فلا تتكلم فيما لا علم لك به
يقول سبحانه وتعالى :-
{ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} [ الإسراء:26]

من هنا كان يلزمنا أن نتعرف على " فقه " بعض القواعد المهمة في هذا المجال
وقد وردت تلك القواعد في أحد مقالات الأستاذ ( أسامة علي متولي )

وهذا ما سنتاوله - بإذن الله - في مجمل هذه الدورة التي تتكون من ( 12 ) جزءا
وأتمنى أن تكون ذات نفع لكل من قرأها أو اطلع عليها

تحياتي

:)

الوافـــــي 30-03-2007 02:33 AM

أولاً : قل خيراً أو أصمت

ليس عيباً إذا سئلت عن شيء لا تعلمه أن تقول لا أدري
يقول ابن جماعة : " واعلم أن قول المسئول : لا أدري ، لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة بل يرفعه ؛ لأنه دليل على عظم محله وقوة دينه وتقوى ربه وطهارة قلبه ، وكمال رفعته ، وحسن تثبيته " .

غلّب الاستماع على القول ؛ فلك أذنان ولسان واحد ومع ذلك لا تستهن بقدر الكلام ؛ فهو بداية العمل ، ومن أهم وسائل الدعوة .

أحسن الإنصات للآخر ، أعطه الفرصة لإبداء رأيه وإفراغ ما في نفسه كما كان من حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع عتبة بن ربيعة ، قال صلى الله عليه وسلم له : " قل يا أبا الوليد اسمع " ولما انتهى عتبة من حديثه ، قال صلى الله عليه وسلم : " قد فرغت يا أبا الوليد " قال : نعم ! قال: " فاسمع مني ...... "

وإذا تكلمت فلا تتكلم إلا بالخير ادع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة اتل آيات القرآن سبح الرب الرحمن أكثر من الدعاء { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } [ الفرقان:77] " لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل " رواه الترمذي وابن ماجه وقال الألباني : صحيح .

ذكر الله في حديثك مع الناس ابدأ باسم الله ، ادع في ثنايا كلامك لمن يستمع لك : " بارك الله فيك .. جزاك الله خيراً .. حفظك الله ... "

لا تبالغ في كلامك ، لا تتحدث بلا فائدة { والذين هم عن اللغو معرضون } [ المؤمنون:3] :
{ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس }
[ النساء: 114] يقول ابن مسعود : " والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان" رواه الطبراني .

لا تشارك في المنتديات التافهة والحوارات الجوفاء والجدل العقيم ؛ فوقتك الثمين لا يسمح لك بذلك ثم إن الجدال أحياناً لا يأتي بخير ، يقول ابن عباس : " ولا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليم يقليك ، وإن السفيه يؤذيك" رواه ابن أبي الدنيا ، يقلبك : يبغضك ، إلا إذا كانت هناك حاجة وفائدة له ، يقول – سبحانه – { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن }[ العنكبوت: 46]

.. يتبع ..

الوافـــــي 30-03-2007 02:38 AM

احرص على صحة كلامك :

- فلا تقل : مصادفة ، ولكن قل : قدر الله .

- لا تقل : لولا الله وفلان ، وقل لولا الله ثم فلان .

- لا تقل : لا حول الله ، وقل لا حول ولا قوة إلا بالله.

- وكن دقيقاً في كلامك ، ولتكن معلوماتك صحيحة واقعياً وتاريخياً .

- ولا تكن ممن يشارك في حوارات عابثة مع ملحدين أو جاهلين أو فسقه منحرفين
فتكون ممن : يغضب فيتلفظ بكلمات لا ينظر عقباها .
جراحات الطعان لها التئـــــام ... ولا يلتأم ما جرح اللســــــان
قال صلى الله عليه وسلم " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" أخرجه البخاري في الأدب المفرد .

- وقد يتعصب المرء لرأيه فيتحدث عن مناظره متكبراً مغروراً بنفسه : " إنه جاهل .. سخيف .. متسرع .. فاسد النية.. عميل.. خبيث.. مبتدع.. فاسق.. ملعون.. ملحد.. كافر "
وربما يعمم في أحكامه تلك لتكون المصيبة أعظم فيسب أسرة عائلة .. قبيلة.. جماعة.. بلداً.. شعباً.. جنساً ..

- وقد يرتكب كبيرة بغيبة إنسان ، يأكل لحم أخيه ميتاً مع أن ربه نهاه { ولا يغتب بعضكم بعضا }
[ الحجرات:12] ويتتبع عورات المسلمين ليفضحه ربه ، ويمشي بين الناس بالنميمة .. فيوقع بينهم ويفرق بين قلوبهم ليعذب في قبره قبل عذاب يوم الدين ولتقف كل تلك الجموع الغفيرة التي سبها واغتابها ومشي بينها بالنميمة لتأخذ منه حقها من حسناته أو تضع عليه من سيئاتها ، فما مصير هذا التعيس؟؟؟

- وقد لا يكتفي بأف لوالديه ، بل إنه الزجر والنهر لهما ليخسر دنياه وآخرته مع أن الله – سبحانه – أمره { فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما } [ الإسراء:23]
بل نُهينا أن نكون مجرد سبب في سبهما
يقول صلى الله عليه وسلم : " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والدية " قبل : يا رسول الله ! كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : " يسب ابا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه " متفق عليه
وتجد الرجل يكتب شعراً أو نثراً يتغزل بألفاظ فاحشة بذيئة فاضحة مخجلة مقتدياً بامرئ القيس حامل لواء أمثاله من الشعراء في النار ، يدعو إلى الفحشاء يثير الغرائز المحرمة

- وقد تجده يهجو مسلماً ويقذع في هجائه كما كان الحطيئة وضابئ ابن الحارث ، لقد سجن عمر الحطيئة لهجائه الزبرقان بن بدر :
دع المكارم لا ترحل لبغيتهــــا ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاســـي
- وقد يمدح فيبالغ كاذباً أو مشركاً : لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم مادحيه : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله " رواه البخاري .
وأمرنا صلى الله عليه وسلم أن نحثو في وجوه المداحين التراب [ في حديث لبي هريرة في الترمذي ] بل إن المبالغة في المدح تقلبه ذماً وقد فعل ذلك المتنبي عامداً في مدائحه لكافور الذي لم يحقق أحلامه ، يقول :
عدوك مذموم بكل لســـــــان ... ولو كان من أعدائك القمـــــــران
ويقول :
ولله سر في عـلاك وإنمـــــا ... كلام العدا ضرب من الهذيــــــان

.. يتبع ..

صمت الكلام 30-03-2007 12:34 PM

[size="4"]ولله رد ابن العباس رضي الله عنهما حين يقول : ( يا لسان قل خيرآ تغنم او اكت عن شر تسلم ان لم تفعل تندم )

فاللسان من نعم الله العظيمة ولا يستبين الكفر من العصيان إلا بشهادة اللسان .

ومن تركه لسانه مرخي بلا عنان لعب به الشيطان وساقه إلى شفا جرفٍ هار .. من المصائب والبوار والخسران .


موضوع اكثر من رائع ولعل فن الكلام يندرج تحت قائمة فن الخصال الحميدة . او فلنقول جزء لا يتجزأ منها . فالكلام فن وذوق وأدب . فهناك احاديث وكلام تعلوا صاحبها وهناك كلام تخفض من منزلة صاحبها . والإنسان يجب ان يراقب نفسه بذلك وان يتمثل بأداب القرأن الكريم والسنة والهدي النبوي الشريف .

فيجب علينا ان نحسن اختيار الكلام ويجب ان نراعي ظروف واحوال الآخرين .

وبالأخير هناك قول يعجبني جدآ واتمنى ان اكون من مبطقيه ..


( المرء باصغريه قلبه ولسانه )

شكرآ لك وبارك الله فيك

الوافـــــي 01-04-2007 12:47 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة صمت الكلام

موضوع اكثر من رائع ولعل فن الكلام يندرج تحت قائمة فن الخصال الحميدة . او فلنقول جزء لا يتجزأ منها . فالكلام فن وذوق وأدب . فهناك احاديث وكلام تعلوا صاحبها وهناك كلام تخفض من منزلة صاحبها . والإنسان يجب ان يراقب نفسه بذلك وان يتمثل بأداب القرأن الكريم والسنة والهدي النبوي الشريف .

فيجب علينا ان نحسن اختيار الكلام ويجب ان نراعي ظروف واحوال الآخرين .

أختي الفاضلة
ما كتبتيه أعلاه يعدُّ " إطناب في إيجاز " بحق
فشكرا لك على مداخلتك القيمة هذه
وسيأتي في ثنايا هذا الموضوع إن شاء الله تفصيل لما أشرتي إليه

تحياتي

:)

الوافـــــي 02-04-2007 11:39 PM

ثانيـــــــاً
الوضوح وعدم التكلف



لا تتكلم بسرعة تسرد الحديث سرداً
فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سرداً
وإنما يحدث الحديث أو عده العاد لأحصاه .
ولكن أحدنا يتحدث بسرعة سبعين كلمة في الدقيقة
يستأثر بالحديث ، يدمن الكلام ويعشقه ، يخرج من موضوع إلى آخر
وأنت لا تدري ؛ ماذا يقول ومتى سينتهي ؟

تكلم بهدوء وأريحية على سجيتك لا تتكلف ولا تتشدق
فلقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم الثرثارين والمتشدقين والمتفيهقين .
يتكلم بكيفية تقول للناس : " انظروا كم أنا بليغ فيصبح أملك عنان الكلمة واعلم ما لا تعلمون"
قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله – عز وجل – يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها " رواه أبو داود والترمذي .
وليكن كلامك بلسان قومك واضحاً مفهوماً
كما كان رسل الله الكرام { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } [ إبراهيم :4]
تقول عائشة – رضي الله عنها – : " كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فاصلاً يفهمه كل من يسمعه " رواه أبو داود

اجعل كلامك مبسطاً مألوفاً
وابتعد عن الكلام الغريب المعقد الذي عفا عليه الزمان ومات ، تريد به أن تظهر علمك باللغة وتتفاخر بنفسك .

لا تكن كذلك الإعرابي الذي يبحث عن فرسه ومهره ويسأل الناس: ( هل رأيتم الخيفانة القباء يتبعها الحاسن المرهف ؟ ) ..:)

.. يتبع ..

الوافـــــي 08-04-2007 02:02 AM

ثالثــــاً
الكلام المناسب



اختر الكلام المناسب للمقام وللمخاطب
فأنت تكلم الأمير بغير ما تكلم به صديقك ، فكيف ستكلم رب العالمين ؟
تكلمه – جل شأنه – بكل تذلل وخضوع نظهراً بين يديه الضعف والفقر والحاجة
هذا نبي الله ايوب – عليه السلام - :{ وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين } [ الأنبياء: 83]
وموسى – عليه السلام - : { رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير} [ القصص:24]
وزكريا – عليه السلام - : } قال رب وهن العظم مني واستعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا } [ مريم:4]
ومحمد – عليه الصلاة والسلام - : " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي .."

وشاعرنا يناجي ربه :

أنا العبد الذي أضحى حزينــا... على زلاتـه قلقاً كثيبـــــــــا
أنا العبد الغريق بلج بحـــــــر ... أصيح لربما ألقى مجيبـــــــــا
أنا المضطر ارجو منك عفــوا ... ومن يرجو رضاك فلن يخيبـا


وعندما تكلم الخليفة أو الأمير أو القائد فأنت دقيق في كلامك حريص على انتقاء عباراتك .

أما عامة الناس فأنت تكلمهم على قدرهم لا تعطيهم من العلم إلا ما يناسبه .
قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إنما أن يحدث بكل ما سمع رواه مسلم .
وقال علي – رضي الله عنه - : " حدثوا الناس بما يغرفون ؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟ " رواه البخاري
وقال ابن مسعود – رضي الله عنه – " ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة "رواه مسلم
ومن الحكم : ( لا تعطوا الحكمة لغير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلوهم)

وانتقاء الكلمة المناسبة يظهر عقلك وثقافتك ؛ فأنت تعلم أن الكلمة العربية لا تساوي مترادفاتها ، فـ " جلس " لا تؤدي معنى " قعد " .. تقول للنائم : أجلس ، وتقول للواقف : اقعد . وكذلك " قام " ليست كـ " وقف "

سمع ابن هرمة رجلاً ينشد قصيدة له :
بالله ربك إن دخلت فقل لهــــا ... هذا ابن هرمة قائماً بالبـــــــاب
فقال ابن هرمة : لم اقل " قائماً " وإنما قلت " واقفاً " .. فما الفرق ؟
إن القيام يقتضي الملازمة وكأنما هو حاجب على باب بيتها مقيم عليه ليلاً ونهاراً ينتظر الإذن بالدخول بما يوحي بالمذلة والضعة والصغار
أما الوقوف فغير ذلك

-انظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " رواه ابن ماجة وصححه الألباني
فما رأيك لو وضعت كلمة " تحصيل " مكان كلمة " يطلب " ؟
لاشك أنه يأثم الكثير ، فطلب العلم يستطيعه كل إنسان أما تحصيله واستيعابه بهذه نتيجة للطلب ولا يستطيعها كل إنسان فما أرحم ديننا!

.. يتبع ..

الوافـــــي 08-04-2007 02:03 AM

وهذا حوار رجل مع هشام القرطبي :

- الرجل ( يسأل هشاماً عن عمره ): كم تعد؟
- هشام : من واحد إلى ألف ألف وأكثر .
-
لم أرد هذا ، كم تعد من السن ؟

- اثنين وثلاثين : سنة : ستة عشر سناً من أعلى وستة عشر من اسفل .
- لم أرد هذا ، كم لك من السنين ؟
- والله ليس لي منها شيء والسنون كلها لله .
- يا هذا ، ما سنك ؟
- عظم .
- ابن كم أنت ؟
- ابن اثنين : رجل وامرأة .
- كم أتى عليك ؟
- لو أتى علي شيء لقتلني .
- فكيف أقول ؟
- تقول : كم مضى من عمرك ؟

بل إن حروف الجر لا تؤدي معاني بعضها بنفس الدقة .

فهذا قوله – سبحانه - :
{ إن فرعون علا في الأرض } [ القصص:4] فحرف الجر المناسب للعلو هو " على " ولكن عندما تسمع كلمة " علا " يتطاول عنقك إلى السماء ، تبحث عن هذا العالي، وإذا بك تفاجأ بأنه مهما علا وعلا فهو في الأرض .
وقوله – سبحانه - : { ولأصلبنكم في جذع النخل } [ طه:71] أي : على جذوع النخل ولكن " في " تدل في حقيقتها على أنهم داخل جذوع النخل وكأنهم من شدة إيثاقهم وتعذيبهم أصبحوا داخل جذوع النخل .
ويتأمل رحمة الله – سبحانه – بأمة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله – جل شأنه - : { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون } [ الماعون :4-5]
ولو قال : في ، بدل : عن لهلكنا ، لماذا؟

ينبغي مراعاة مناسبة حديثك للزمن المتاح لك
فلا تفتح مواضيع ربما لها الوقت
ولا مانع من إعداد النقاط الرئيسة لحديثك ولو كان مع فرد .
ولو ارتجلت الحديث فكن حاضر الذهن دقيقاً في كلامك ، وبخاصة لو كنت رجلاً مسئولا إذ تحسب كل كلمة لك أو عليك .
لاحظ تعبيرات مستمعك فإن لاحظت تجاوبه معك وفهمه لحديثك وإلا فإنه حديثك النهاية المناسبة .
كما تراعي حالة المستمع نفسه ؛ فإن كان مريضاً فهل يجوز أن تحكي له قصة مريض بنفس مرضه قد توفي بسبب هذا المرض ؟!
وإن أردت حديثاً قد يطول مع أحد أصدقائك في الهاتف فسأله سؤالاً صريحاً : هل عندك الاستعداد للحديث الآن ؟ أم أن هناك وقتاً أنسب لك ؟ متى ؟ فأنت لا تراه ولا تعلم ما ظروفه الآن .

.. يتبع ..

الوافـــــي 21-04-2007 02:22 AM

رابعاً
الترتيـــــب


ابدأ كلامك بالأهم ثم المهم
فإذا أردت أن تدعو رجلا لا يصلي ويلبس ثوباً طويلاً ويدخن فبأي شيء ستبدأ؟
وإذا أرادت امرأة أن تدعو كافرة للحجاب فكيف ستدعوها ؟

احرص على ترتيب كلماتك حتى في الجملة الواحدة .
انظر إلى قوله – تعالى - : { قال أتعبدون ما تنحتون } [ الصفات : 95] .
هناك فرق هائل بين ذلك وبين قولك : أأنتم تعبدون ما تنحتون ؟
وفي الآية الكريمة إنكار لعبادة الأصنام سواء أكانت من أولئك القوم أم من غيرهم أما القول الآخر فهو إنكار أن يكونوا هم عبدة الأصنام أما غيرهم فلا مانع .
ما الفرق بين قولك لابنك منكراً : أتكذب ؟
وبين قولك له : أأنت تكذب ؟

وإذا كان المجال فيه بشرى وسعادة
فابدأ البشرى فإذا أردت أن تخبر طالباً بنجاحه ؛ فكيف سترتب كلامك ؟
( يا زيد ، لقد ذهبت إلى مدرستك وكنت أعرف أحد العاملين بها ، وسألته عن نتيجتك وبعد طول بحث وو... إلخ .......... نجحت )
أم تبدأ بتبشيره : ( نجحت يا زيد ...... ) ثم تقص القصة ؟
تأمل قوله – تعالى - : { قد افلح المؤمنون } [ المؤمنون :1] .

يقول الشاعر :
سعدت بغرة وجهك الأيـــام ... وتزينت ببقائك الأعــــــوام
- وتقديم ما حقه التأخير قد يفيد معاني جديدة
كتقديم الجار والمجرور أو الظرف للاختصاص.
مثل: ( الملك لله ) لا تدل على نفس معنى ( لله الملك )
الجملة الثانية تدل على أن الملك لله وحده لا شريك له .
ما الفرق بين قولك : ( هذه الهدية لخالد )
وقولك : ( لخالد هذه الهدية ) ؟

يحسن أحياناً أن تبدأ بما يشوق
لتجعل مستمعك متلهفاً حريضاً على تكملة الكلام والانتباه له .
يقول صلى الله عليه وسلم : " ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد " رواه أبو داود .
تخيل لو كان الترتيب طبيعياً هكذا :
دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد .. ثلاث دعوات مستجابات .
هل تجد فيها ذلك الجمال والرونق وتلك الجاذبية والبهاء؟

-تأمل : " منهومان لا يشبعان :
طالب علم وطالب مال

عينان لا تمسهما النار :
عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله " رواه ابن عدي في الكامل .

-وأنت تعلن نتيجة إحدى المسابقات التي تقودها أيهما أفضا تقول :
( ثلاثة فازوا : زيد ... وخالد ... وعمرو )
أم تقول : ( زيد وخالد وعمرو ؛ ثلاثة فازوا )

.. يتبع ..

الوافـــــي 30-04-2007 12:50 AM

خامساً
الــــــــــــذوق


باسط جلساءك عند الحديث
تواضع لهم لا تكلمهم من علٍ
اسأل عن أحوال من تكلمه فإن معظم الناس لا يهتمون بما لديك من معرفة إلى أن يعرفوا قدر ما لديك من اهتمام بهم

اجعل في ثنايا كلامك بعض ألفاظ الاحترام والتقدير لمحدثك كبيراً كان أم صغيراً
مثل : ( من فضلك .. لو سمحت .. عن إذنك .. يا أخي .. يا عمي .. يا شيخي .. يا بني .... )
وهذا هو الذوق وتلك هي الكياسة .

وأثناء حديثك حافظ على ابتسامتك اللطيفة المناسبة
يقول أبو الدرداء – رضي الله عنه :
" ما رأيت أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثاً إلا تبسم "
رواه أحمد
إن للابتسامة وتعبيرات الوجه أثرها في المستمع
فهي تدل على كرم الأخلاق وحسن السجية وطيب الطوية .
يقول زهير مادحاً :

تراه إذا ما جنتـه متهــــللاً ... كأنك تعطيه الذي أنت سائلــهُ

 راعِ نبرة صوتك أثناء حديثك
ومدى مناسبتها للموضوع وللمخاطب فلها اثر عظيم في معنى الكلام .
فإذا قلت : ما هذا ؟ .. أو نعم .. أو من أنت ؟ .. بصوت عالٍ .. أو بصوت طبيعي .. أو بنبرة ساخرة .. أو بلهجة متكبرة ..
( جرب الآن ، وانظر الفرق ) .

ولكن قد نحتاج إلى الصوت العالي في بعض الأحوال ومنها :
الإهلال بالحج والعمرة .. الآذان .. التلبية في الحج .. التأمين في الصلاة الجهرية .. الخطبة وموعظة الناس .
عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب أحمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم "
متفق عليه .

.. يتبع ..

الوافـــــي 30-04-2007 12:51 AM

تابع : خامساً

 راعِ كذلك إشاراتك ونظراتك
فالإشارة تدل على الاحترام أو الاحتقار
وطريقة النظر تتكلم وحركة الحواجب تنطق وتقطيبة الجبين تقول
أما لوي العنق وتصعير الخد فهو الكبر عينه
يقول سبحانه وتعالى :
{ ويل لكل همزة لمزة } [ الهمزة :1]
والهمزة : هو الذي يعيب الناس ويطعن عليهم بالإشارة والفعل

إياك والكلمات الفاضحة غير المهذبة
فهذه فحشاء لا يحب المؤمن إشاعتها
وفي الكنايات مخرج يغلف الكلام بغلاف الأدب والحشمة والجمال .

انظر إلى تعبير قرآننا العظيم عن الجماع :
{ أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } [ البقرة:187]
{ فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم } [ البقرة:187]
{ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [ البقرة:223]
{ فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله } [ البقرة : 223]
{ وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن } [ البقرة : 237] .

- ومن كنايات العرب :
لسانه طويل ( لبذئ اللسان) ، نشر غسيله ( لمن فضح نفسه )
نؤوم الضحى ( للمنعمة المترفة ) ، أوانيه نظيفة ( للبخيل )
قلبه في جناحي طائر ( للخائف) ، نقية الثوب – ( للعفيفة ) .
ذهبت إحداهن تشكو فقرها للخليفة فقالت : أشكو إليك قلة الجرذان في بيتي .

 لا تكثر من قول : " أنا " .. " عندي" .. في رأيي " حذر التكبر
كما حدث من إبليس اللعين : { قال أنا خير منه } [ الأعراف:12]
وفرعون الهالك : { فقال أنا ربكم الأعلى }[ النازعات:24]
وقارون الخاسر : { قال إنما أوتيته على علم عندي } [ القصص:78].

إذا نصحت فلا توجه الاتهام لمن تنصحه مباشرة
ولكن هناك طرق عديدة لطيفة منها : ( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ؟ .. هناك مشكلة عند أحدهم أريد أن أستشيرك في حلها .. قرأت هذا الكتاب الجميل وهو لك ، اقرأه وقل لي رأيك فيه .. استمع إلى هذا الشريط سيعجبك .. نريد أن تقوم ببحث في موضوع كذا ، فعليه جوائز قيمة )

لا تحاصر من تستجوبه
فإذا أخطأ أحد وعرفت خطأه وأخذت تعاتبه فإنه سيحاول أن يبرر لك فعلته وهو نادم عازم على عدم العودة لمثله فاترك له فرصة للهرب واستجب لتبريره واعف واصفح يغفر لك ربك .

.. يتبع ..

الوافـــــي 02-05-2007 12:12 AM

سادساً
تنويع الأساليب



تنقل في حديثك بين مختلف الأساليب
فما بين أسلوب خيري ، مثل:

{ إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر } [ العنكبوت:45]
ومن الحديث : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه
ومن الشعر:
كل الحوادث مبداها من النظـــر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر

وأسلوب إنشائي ، مثل :

الاستفهام

ما رأيك في كذا ؟ هل تصدق هذا ؟
قال – سبحانه – { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} [ الكهف : 103]

والأمر

{ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } [ البقرة : 238]
{ فسبح بحمد ربك واستغفره} [ النصر:3]


والنهي

{ ولا تقربوا الزنى } [ الإسراء :32]
{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } [ البقرة :195]


والنداء

{ يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم } [ البقرة:21]
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} [ آل عمران:102]
{ يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } [ التحريم:1]
يقول صلى الله عليه وسلم مخاطباٍ الأنصار :
" يا معشر الأنصار ! ما مقالة بلغتني عنكم وموجدة وجدتموها في أنفسكم ؟ " متفق عليه


والتمني

{ يا ليتنا نرد } [ الأنعام:27]
{ يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون } [ القصص:79]
{ يا ليبتني كنت تراباً } [ النبأ : 40]


.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 02:46 PM

سابعاً
الإيجاز والإطناب


أوجز كلامك لا تطل إلا لضرورة
انظر إلى هذا الإيجاز الرائع في قوله – تعالى – :
{ وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } [ الزخرف:71]
إنها كلمات موجزة معدودة ، تحمل أعظم المعاني ففي الجنة نعيم لا منتهى لحسنه فكل ما تشتهيه نفسك من مطاعم ومشارب وملابس ومساكن ونساء و... ستجده .

وفي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى كسرى : " أسلم تسلم " رواه البخاري .
وقوله صلى الله عليه وسلم " اعقلها وتوكل " رواه البخاري .

أما الإطناب والزيادة في الكلام فهو لفائدة يقتضيها المقام .
كالتلذذ بالكلام مع من تحب كما في جواب موسى – عليه السلام – على رب العزة – جلب شأنه – :
{ وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى } [ طه: 17-18]
ولم يكن الجواب على قدر السؤال : ( عصا ) .
فهو – عليه السلام – لا يريد أن ينهي حديثه من ربه سبحانه .

أو للتهديد كما في قوله – سبحانه –
{ كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون } [ الكفار : 3-4]

أو لبيان أهمية شيء خاص كما في قوله – عز وجل –
{ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } [ البقرة :238]
مع أن الصلاة الوسطى من الصلوات .

وفي قوله – سبحانه –
{ من كان عدوا لله ولائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين } [ البقرة:98]

أو للتأكيد كما في قوله – سبحانه –
{ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } [ الزخرف:9]
وفي قوله – عز وجل – { وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } [ يس:78-79]

وكأن تشرح درساً أو تفصل موضوعاً أو توضح مبهماً
كما كان البي صلى الله عليه وسلم :
" إذا تكلم الكلمة أعادها ثلاثاً حتى يفهم أصحابه عنه " رواه البخاري عن أنس .
المهم لا تتكلم كلاماً زائداً بلا فائدة .

.. يتبع ..

الوافـــــي 16-05-2007 11:59 PM

ثامناً
الصــــور البيــــانية


وما أجمل أن تزين كلامك بصور بيانية جميلة ، تبهج النفس وتنعش القلب .

تأمل هذه التشبيهات الرائعة :

يقول – سبحانه – { وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون } [ الواقعة : 22-23]

ويقول -عز وجل- { مثل الذين حملوا التوارة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً } [ الجمعة : 5]

وقال – سبحانه – { واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح } [ لكهف:45]

ويقول – عليه الصلاة والسلام - : " إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " رواه أبو داود .

ويقول البوصيري

والنفس كالطفل إن تهمله شب علـــى ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطــــم


ويقول البحتري مادحاً

دنوت تواضعاً وعلوت قــــدراً ... فشاناك انخفـــــــاض وارتفاع
كذلك الشمس تبعـد أن تسامـــى ...ويدنو الضوء منها والشعـــــاع



ويقول بشار بن برد يصف معركة :

كان مثار النقع فوق رؤوسنــــا ...وأسيافنا ليل تهاوى كواكبــــــه

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-05-2007 12:00 AM


وانظر تلك الاستعارات الجميلة :

يقول – سبحانه - : { والصبح إذا تنفس } [ الكوثر:18]

وقال – تعالى – { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين} [ البقرة :16] .

وقال صلى الله عليه وسلم : " بني الإسلام على خمس .... " متفق عليه


وفي الشعر : قال أبو ذؤيب الهذلي :

وإذا المنية أنسبت أظفارهــــا ... الفيت كل تميمة لا تنفـــع


وقال التهامي يرثي ابنه :

يا كوكباً ما كان أقصر عمـــره ... وكذلك عمر كواكب الأسحـــار


وهذا المجاز المرسل :

يقول – سبحانه – { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت } [ البقرة : 19] فهم يضعون أطراف أصابعهم فقط في آذانهم لكن من شدة الخوف كأنهم يحاولون وضع كامل أصابعهم فيها .

ويقول – عز وجل – { فليدع ناديه * سندع الزبانية} [ العلق : 17-18] فهو لن يدعو النادي وإنما سيدعو أصدقاءه من النادي ولكن فليدع جميع الأصدقاء وإن استطاع أن يأتي بالمبنى نفسه فليأت به ، وسوف يرى .

.. يتبع ..

كونزيت 17-05-2007 02:14 AM

كلمة رائع قليلة

وأكثر ما أعجبني إستقاء كل المثاليات والأسس من ديننا .

بارك الله الخطى .

الوافـــــي 28-05-2007 02:53 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة كونزيت
كلمة رائع قليلة

وأكثر ما أعجبني إستقاء كل المثاليات والأسس من ديننا .

بارك الله الخطى .

الأخت الفاضلة / كونزيت

جزاك الله خيرا على مرورك العاطر من هذا الموضوع
ولعلي أوافقك فيما ذهبتي إليه
فإن في القرآن والسنة ما يغني عن غيرهما
وقد تضمن الموضوع كذلك إستشهادات بجميل الشعر وأعذبه
فشكرا لك مرة أخرى

تحياتي

:)

الوافـــــي 28-05-2007 02:53 AM

تاسعاً
البديــــــــــــــــــــــع



 لا بأس في كلماتك بشيء من البديع الجميل غير المتكلف تشرئب له أعناق المستمعين ، ويترك للكلام وقعه الأخاذ المبهر للنفوس فالبديع في الكلام كالملح في الطعام يعطيه طعماً لذيذاً .

- تأمل هذه الفواصل البديعة في كتاب ربنا جل شأنه .
يقول – سبحانه - : { قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد }[الإخلاص:1-4]
ويقول – عز وجل – { يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر } [ المدثر : 1-4]

- وهذا السجع الجميل
في قوله صلى الله عليه وسلم: " .... اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ... اللهم أعط ممسكاً تلفاً " متفق عليه .

- وهذا الجناس المبهج
في مثل قوله – سبحانه - : { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} [ الروم:55]

- وهذا الطباق الآخاذ
في قوله – سبحانه – { وما يستوي الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات } [ فاطر:19-22]

- والتورية المشوقة
في قول أبي بكر عندما سأله رجل أثناء هجرته : من هذا؟ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر : هادٍ يهديني .
فلكلمة " عاد" معنيان : معنى قريب غير مقصود يفهمه المستمع وهو " دليل " ومعنى بعيد مقصود
وهو من الهداية والإرشاد وذلك لخوفه – رضي الله عنه – على حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم

.. يتبع ..

الوافـــــي 08-06-2007 01:06 AM

عاشراً
الصــــــــدق



أمزج كلماتك بعاطفتك الجياشة وإحساسك الصادق فأنت منتبه لما تقول منفعل به ، متفاعل معه.
تتحدث عن الأخوة وأمام ناظريك الجنة والنار كأنك تراهما رأي العين وعندما تصف معركة فإنك تستحضرها وكأنك تخوض غمارها .

وليخرج الكلام من القلب فأنت تمارس وتطبق وتعمل لتتحدث عن قيام الليل تجعل لنفسك منه حظاً ولتتكلم في صيام النفل فإن لك منه نصيباً ولتلقي موعظة في الموت فأنت من زوار المقابر .
ساعتئذ سترى اثر كلماتك وما خرج من القلب يصل إلى القلب

-أحذر : { يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } [ الصف :2-3]

-ومن الكذب حديثك في موضوع تظهر فيه أنك عالم به ملم بأطرافه وأنت لا تعلم عنه شيئاً .

- وأنت عندما تحاور أو تناظر أو تخاصم .. فإن هدفك الأسمى هو الحق فإن ظهر لك الحق قبلته وخضعت له
يقول الشافعي رحمه الله : " ما ناظرت أحداً قط إلا أحببت أن يوفق ويسند ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ وما ناظرت أحداً إلا ولم أبال : بين الله الحق على لساني أو لسانه .

والمؤمن لا يكذب أبدا ، يقول صلى الله عليه وسلم:" يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب " رواه أحمد .
الكذب على دين الله من أقبح المنكرات
قال صلى الله عليه وسلم : " إن كذبا عليّ ليس ككذب على أحد فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " رواه البخاري .
بل ولا يكذب في المزاح
قال صلى الله عليه وسلم : " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك منه القوم فيكذب ويل له ويل له " رواه الترمذي
ويقول صلى الله عليه وسلم : ´إن العبد ليقول الكلمة ، لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس ، يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض وإن المرء ليزل عن لسانه اشد مما يزل عن قدميه " في البيهقي .

 لا تكثر من الإيمان في حديثك بغير داع فأنت صادق لا تحتاج إلى اليمين إلا إذا أردت تأكيداً أو تحذيراً .

.. يتبع ..

الوافـــــي 13-06-2007 01:25 AM

حادي عشر

التضمــــــــين


 ضمّن كلامك آيات كريمة وأحاديث شريفة واشعاراً وحكماً وأمثالاً تزين الكلام وتجعله وتدعمه وتكسبه تأثيراً وإقناعاً .
لا تكلم المتحدث فيما لا يعلمه : { ولا تقف ما ليس لك به علم }[ الإسراء :36] .
تقول للخائف على رزقه: { وفي السماء رزقكم وما توعدون } [ الذاريات : 22]
تقول للمجاهر بفاحشته : " لو كان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً ، ولو كان الفحش رجلاً لكان رجلاً سواءاً " رواه الطبراني .

تحدث طالباً يريد النجاح ولا يذاكر :

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكهــا ... إن السفينة لا تجري على اليبــس

تنظر أحوال أمتنا المسلمة :

من يهن يسهـل الهوان عليــــه ... ما لجـــرح بميت إيــــلام

ترى ازدحاماً على باب كريم أو عالم :

تزدحــم الناس على بابــــــه ... والمورد العذب كثير الزحـــام

تكلم من يرد أن يبلغ أعلى مكانة :

تهون علينا في المعالي نفوسنــا ... ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر

وإذا رأيت شخصاً يبتسم لآخر وأنت على يقين أنه يضمر له الشر :

إذا رأيت نيوب الليث بـــــارزة ... فلا تظئـن إن الليث يبتســــم

ولو رأيت أحد الناجحين المجتهدين أخفق مرة :

لكل جواد كبوة ، ولكل سيف نبوة .
ولو جمع أحدهم بين خصلتين رديئتين :
أحشفاً وسوء كيلة ؟
وغذا قصر شخص في أمر طلب منه ولم يتقنه :
ما هكذا تورد يا سعد الإبل .

ولو سمعت من يعيب شعراً جميلاً أو عالماً جليلاً :

ومن يك ذا فـم مـر مريـــــض ... يجد مراً به الماء الـــــزلالا

أو :

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمـد ... وينكر الفم طعم الماء من سقــم

.. يتبع ..

الوافـــــي 21-06-2007 02:12 AM

ثاني عشر وأخيراً


هذه وصايا أخرى سريعة :

1- كن واثقاً من نفسك عندما تتكلم لا تتلعثم مهما كان محدثك واحرص على عدم تكرار لفظ معين يدل على عدم تمكنك
مثل : آآآآ .... أم أم أم .

2- تدرب على الكلام الصحيح فإنما العلم بالتعلم ، قال أحد الحكماء : " اللسان عضواً ؛ فإن مرنته مرن ، وإن تركته حرن " وقال آخر : " أخزى الله المساكتة ، ما أفسدها على اللسان وأجلبها للعي " .

3- تمرن وتمرس لترفع جودتك فإننا في حاجة لتطوير أنفسنا مدى الحياة .

4- شارك في البرامج والحوارات والجرائد والمجلات فتنمو مهارتك وينتشر علمك .

5- نظف قلبك فما في القلب يفضحه اللسان فاحذر الغش والحسد والحقد والكبر .

6- لا تتكلم وأنت غضبان فما يخرج عند الغضب لا تحمد عقباه .

7- أعط كل موضوع حقه ، فلا تكثر الكلام في موضوع لا يستحق على حساب الأهم .

8- لا تخرج من موضوع إلى آخر بدون نظام فكثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً .

.. يتبع ..

الوافـــــي 21-06-2007 02:14 AM

تــــــابع ....


9- أجعل في كلامك بعض الطرف والمزح الجميلة الصادقة يقول الشاعر :

والنفس تسأم إن تطاول جدهـــا ... فاكشف سآمة جدها بمــزاح

10- لا تفقد خلقك مع من لا خلق لهم فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روت عائشة – رضي الله عنها- تقول : استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " بئس أخو العشيرة هو " فلما دخل انبسط إليه وألان له القول ؛ فلما خرج قلت : يا رسول الله ! حين سمعت الرجل قلت : كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال " يا عائشة ؛ متى عهدتني فاحشاً ؟ إن من شر الناس عند الله – تعالى – منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه " رواه البخاري .

11- تعلم قواعد لغتك وأكثر من القراءة في كتاب ربك سبحانه وحديث نبيك صلى الله عليه وسلم واقرأ في كتب الأدباء شعرهم ونثرهم .. يستقم لسانك .

12- خالط الفصحاء والبلغاء وعايشهم واسمع منهم واحصر ندواتهم ومحاضراتهم ومحاوراتهم.

13- رب ابنك ومن تقوم على تربيته ربهم على مهارة الكلام بتفهيمهم أهمية الكلام للإنسان ثم بتدريبهم على القراءة أمام الآخرين والخطابة والمشاركة في إذاعة المدرسة ومتابعة حسن الإعداد. واحذر إذا أردت أن تعلمه الجرأة أن تفرح له إذا سمعته صغيراً يسب ويلعن متعلماً من بيته أو أن تربية الشوارع قد ملأت كيانه ولكن بادر بالعلاج بحزم وحكمة .

14- حدد الهدف دائماً من حديثك : أهو للتحفيز أم للتسلية أم للدعوة أم لأخرى ؟ وبتحديد الهدف يتحدد مسار الحديث وكيفيته .

15- حاسب نفسك بعد كل حديث أو حوار وانظر السلبيات لتتلافاها ، تعلم من نفسك ومن الآخرين قلد الناجحين والمبدعين طبق ما تعلمته بعد تعديله بما يناسب .

.. يتبع ..

الوافـــــي 21-06-2007 02:14 AM

أخي الكريم

أمسك عليك لسانك
أشغله بالخير مرنه على الذوق تسلم ويسلم دينك


إنتهت ..

غــيــث 18-03-2008 09:43 AM

موضوع رائع ... سلمت أناملك ولا شلّت يمينك

جزاك الله خير على سعيك الدائم الحثيث لتقديم كل جميل نافع و مفيد

مِنَ النَّاسِ مَن لَفْظُهُ لؤْلُؤٌ *** يُبَادِرُهُ اللّقْطُ إِذْ يُلْفَظُ

وَبَعْضُهُم قَوْلُهُ كَالْحَصَا *** يُقَالُ فَيُلْغى وَلَا يُحْفَظُ

روى البخاري ومسلم من حديث أبى موسى الأشعرىِّ رضى الله عنه أن النبى - صلى الله عليه وسلم- إنه قال:

"إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة".

غــيــث 25-11-2008 02:18 AM

مع تمام عناصر موضوعك الثري قد أجد مساحة لإضافة هذا العنصر

الذي أعتقد أن له علاقة بالصورة العامة للموضوع

(( الإصغاء ))

تعلم الإصغاء لا يعني فقط التخلي عن تلك العادة المكروهة التي تدفعك

إلى مقاطعة محدثك. هو يعني أيضاً الاستمتاع في استيعاب فكر المحدث

بكامله بدل كبح جماح النفس بانتظار دورك في الحديث.

ابدأ بمباطأة ايقاع ردودك، ستشعر بأنك تحت ضغط أقل. لأننا ننفق طاقة

هائلة في محاولة توقع ما سيقوله الشخص الجالس أمامكم بهدف الرد عليه.

في المقابل، حين تنتظر حتى الآخر ينهي كلامه وأنت تصغي إليه باهتمام،

ستلاحظ أن درجة التوتر تنخفض، وستشعر بأنك أكثر ارتياحاً، وأن محدثك

أيضاً سيكون أقل تحفزاً بما أنه لم يعد في منافسة حادة معك.

وهكذا ستصبح أكثر صبراً وستتحسن علاقاتك مع الآخرين،

فالكل يحب التحدث إلى شخص يعرف كيف يصغي حقاً.

من محفوظاتي


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.