حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   يا عراقي (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=66934)

محمد العاني 20-11-2007 11:49 AM

يا عراقي
 
يا عراقي


ضمّد جراحكَ لا جدوى من الأملِ
و فتّش اليومَ عن دربٍ إلى زُحلِ

فلا بلادَ سترضى بعدُ صُحبتنا
و لا أنيسَ سوى الدمعاتِ من مُقلي

أخوانك العُربُ باعونا بمحنتنا
و لم تُحرّكُهُم دمعاتُ مُرتحِلِ

تغلّقت كُل أبواب الدُنى و هوَتْ
أحلامُنا فوقَ صخرِ الواقعِ الضحِلِ

قد كُنتَ بالأمس محبوباً و مُحترماً
و اليومَ صرتَ وباءاً هائلَ الجَللِ

لو كُنتَ تملكُ أموالاً لما غُلقَتْ
عنكَ السفاراتُ أو رُحِّلتَ عن دوَلِ

لو كُنتَ تملكُ أموالاً ستشهدُهمْ
يستقبلونكَ بالأحضانِ و القُبَلِ
* * *

لا..لستُ أذكُرُ أنْ أبوابُنا غُلِقَتْ
بِوجهِ ضيفٍ ولا في وجهِ من يسَلِ

تبّاً لأخلاقِنا فالجود منبتُنا
إلى المهالِكِ أودانا و لَم يَزلِ

إترُكْ وعود الأخوةِ..يا سذاجتنا
نُصدّقُ الوعدَ لا يخلو من العَملِ

دماؤنا أنقذتْ من قبلُ إخوتنا
لكنها الآن بيعتْ –آهِ- للسَفَلِ

قدْ سلموني و أنتَ لكافرٍ قذرٍ
يسعى لتقسيمِ موطننا إلى مِلَلِ

يسعى لمصرعِ من قد قالَ مُعتقِداً
آمنتُ بالله و القرآنِ و الرُسلِ
* * *

ضمّدْ جراحكَ..فالدُنيا على عجلِ
و لا حياةَ لمن يهتمُّ بالمُثلِ

لا فرقَ إن نلتُ جُرحاً من أخي –ويحي-
"أنا الغريقُ..فهل أخشى من البَللِ"

إذا رمانيَ أخواني فلا عجبٌ
إذا رأيتَ عدوي قالعاً مُقلي

ضمّدْ جراحكَ واسكُتْ..لا تكُنْ بطلاً
فلستُ أعرفُ غيرَ الموتِ للبطلِ
* * *

هذا العراق..و هذي بعضُ محنتنا
لمَن سوى الله نشكو خيبة الأملِ؟؟




د. محمد العاني
4-10-2007
دمشق

يتيم الشعر 20-11-2007 02:10 PM

لا..لستُ أذكُرُ أنْ أبوابُنا غُلِقَتْ
بِوجهِ ضيفٍ ولا في وجهِ من يسَلِ


وأنا أشهد .. والأيام تشهد
أهل العراق همُ الدنيا وزينتها ، همُ الفخار إذا مالفخر يفتخر

السيد عبد الرازق 20-11-2007 04:33 PM

و لا أنيسَ سوى الدمعاتِ من مُقلي

أخي الفاضل وشاعرنا الألق د محمد العاني .
كيف حالك ؟؟؟
وحمدا لله علي سلامتكم .
تحياتي وتقديري والمودة .
غابت شمس العرفان عنا منذ حين والآن حل وقت عودتها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هيثم العمري 20-11-2007 11:12 PM

أخي محمد العاني قصيدتكم من روائع الشعر العربي ولا أشك بهذا تستحقون عليها أعظم التقدير ولكن عندي ملاحظة وأرجو منكم توضيحها
يا حاتمي قد ذبحتَ حصاننا كرماً
و برازُهُ أغلى من ضيفك الوَحِلِ
أرى أن هذا البيت مكسور الوزن وأرجو أن أكون على خطأ وأتمنى أن يكون صدركم واسعا ودمتم بألف خير

محمد الحبشي 22-11-2007 02:59 AM

بل فاسأل الدهر والتاريخ شاهدنا ** ألم نكن دولةَ من خيرة الدول ِ

سل المدينة أيام الخلافة إذ ** يعنو لها الكون من حب ومن وجل ِ

وسل دمشقا وبغداد الرشيد وسل ** عن مجد قرطبة فى الأعصر الأول ِ

ضمّد جراحكَ لا جدوى من الأملِ ** و فتّش اليومَ عن دربٍ إلى زُحلِ


خاتون 22-11-2007 11:58 PM

مرحبا بالشاعر المتيم ببلاده

أشرقت الخيام بنور قصيدك


تحياتي
خاتون

ابن حوران 23-11-2007 05:50 PM

لا أدري أخي محمد

هل أقوم بالترحيب بك .. أم أمتدح القصيدة كصنعة شعرية جميلة .. أم أوافق كل كلمة جاءت فيها .. وإن فعلت ذلك سأكون صادقا بمشاعري .. وسأفعل .. ولكنني إن فعلت فكأني أقول لكل شريف في العراق أبصق في وجهي .. فقد خذلناكم .. وما كنتم لتخذلوا أحدا ..

احترامي و تقديري الكبيرين أخي العاني

محمد العاني 24-11-2007 09:54 AM

أخواتي و أخوتي..
مها كان ردي على ما كتبتم سيبدو صغيراً أمام ترحابكم و قلوبكم الكبيرة.
الحمد لله أن وهبني أخوةً و أخواتٍ لم تلدهم أمي.
أعلم أن قصيدتي فيها قدرٌ كبيرٌ من الغضب و العصبية و ربما الكثير أيضاً من خيبة الأمل. و سأروي لكم باختصارٍ ما حدث معي و ساقني إلى كتابة هذه القصيدة.
بعد إنهاء مناقشة الدكتوراه في بغداد و تفضّل الله عليَّ بالنجاح، ما كان لي إلا أن أعود قافلاً إلى الأردن حيث عملي و بيتي. و في شهر حزيران الماضي سافرت مع زوجتي و ابنتي إلى عمّان عن طريق مطار بغداد. و سأروي لكم في وقتٍ آخر ما يحدث عادةً للمسافرين في مطار بغداد إن شاء الله. ما يهمني الآن هو ما حدث في مطار الملكة علياء في الأردن. وما حدث أن بعد نزولنا من الطائرة سلمنا جوازاتنا إلى ضابط الجوازات فأوماً لنا برأسه من غير كلامٍ و من غير ردّ سلام بالجلوس مع مجموعة من المسافرين العراقيين القادمين إلى الأردن في مكان قريب. و بعد إستجوابٍ طال و طال إلى 4 ساعات، رأى ضابط المخابرات أن لا داعي لدخولنا الأردن، رغم عملي و شقتي الموجودة هناك. و أخذونا مع مجموعة من المسافرين و أغلبهم من النساء إلى الإحتجاز حتى الصباح ليرسلوننا إلى العراق مرة أخرى. و الإحتجاز عبارة عن مصلّى المطار، يُحتجُز فيه العراقيون فقط لأن كل خلق الله الباقين مسموحٌ لهم بدخول الأردن و لا يشكلون خطراً على أمن مملكة الأمان. أحتجزونا أنا و زوجتي وابنتي ذات الأشهر الأحد عشر في غرفة لا تحتوي ولا حتى على فراش ولا أي شئ. و قبل منتصف الليل بقليل تفضّلوا علينا بطعام عشاءٍ لم نمسس منه شيئاً بسبب الحال الذي كنا فيه. فأنا لا أذكر معاملةً كهذه ولا حتى من الجنود الأمريكان. فحتى الأمريكان حين يعلمون أني استاذُ جامعيٌّ يعاملونني بإحترام أكثر من هذا. و مما آلمني أكثر أني كنت في الأردن أعمل أستاذاً أيضاً و مستشاراً في شركة إتصالات و لم يبدر مني إلى ما هو في خدمة الأردن و كنت أقود أحد أحدث المشاريع التي كانت ستنقل الأردن إلى عالمٍ جديد من الإتصالات الحديثة. إلا أن هذا كله و دمعات إبنتي الصغيرة لم تثنِ ضابط المخابرات من رفض دخولي وعائلتي رغم أن والدي و والدتي و اخوتي موجودون في الأردن. و في خضم ذلك ذهبت الألف و خمسمائة دولار التي انفقتها على تذاكر الطائرة هباءً.
و في السابعة صباحاً عادت بنا الظائرة إلى المحرقة المسماة بغداد و ليس لي فيها بيت ولا مكان آمن أظل فيه بعد أن أُخذ بيتي من قبل تنظيم القاعدة رغم أني والحمد لله من أهل السنة و الجماعة. وإضطررت إلى البقاء في بغداد حتى نهاية سبتمبر رغم التهديدات التي تعرضت لها لأني لم أملك أن أذهب إلى مكان آخر.
أستطيع أن اتفهم حرص الدول على أمنها و سلامة شعبها من الوباء المسمى العراقيين، و لكني لم أفهم كيف أني شخصياً و ائلتي كنت أشكل تهديداً على أمن المملكة و سلامة شعبها.
و في نهاية سبتمبر و في منتصف شهر رمضان المبارك سافرتُ براً إلى دمشق في رحلةٍ طالت إلى 24 ساعة. و بعد بقائي في دمشق لأسبوع عادت دمشق لتفرض تأشيرةً صعبة المنال على عوائل الهاربين من العراق، فتملكتني نوبة من الغضب العارم و أنا أتذكر كيف كنا نعامل العرب في العراق قبل الإحتلال و كيف كانت الحكومة تفضّل العرب على العراقيين حتى في الجامعات. فكتبت هذه القصيدة و في قلبي من النار ما فيه.
و في بداية نوفمبر سافرت إلى السودان الشقيق، فلم أجد من أهل السودان الطيبين إلى حسن الملقى و طيب الإستقبال. و الحمد لله الذي أكرمني بأن أذهب إلى دولةٍ لا يشكل العراقيون فيها تهديداً للأمن و لا يلتقيهم الناس فيها إلا بالحب و الترحاب.

سلامي إلى زوجتي و ابنتي في بغداد و أمي و أبي و أخوتي في الأردن..أعذروني لأني لا أستطيع أن التقيكم..




محمد

طارق الليل 24-11-2007 01:59 PM

وبالرغم مما يحدث ، وما تشعرون به من ألم وما تعرضتم له من آفة نكران الجميل ممن كنتم عوناً لهم في اقتصادهم وحمايتهم ،ونكبة بلدكم إلا ان أبناء العراق أهل كرامة وشيم وعزة الى درجة اعتزاز وتفاخرالكثيرفي دول عربية بأنهم من نسل أجداد عراقيين لأنهم أصحاب نخوة وشهامة وكرم وغيرة يعتز بها المرء .

الأيام دول ياصديقي فاطمئن فالأمن قد يزول من دول والحرب قد تبدأ في دول ، ولكن الذي يبقى الرجولة والشهامة والمواقف
فقد ترى ان الحياه على اتساعها قد ضاقت فصارت كخرم ابره وقد تجد أن الحزن ينشب مخالبه في قلبك وقد تجد نفسك تدور في دوامة من اليأس ، ولكن لكل شئ نهاية وقد تعقب الأزمات انفراج فتكون تلك المآسي رصيد خبرة ومصدر قوة وقدرة في المواجهة

المسك 24-11-2007 09:34 PM

هلا وغلا حياك الله وبياك وجعل الجنة مثوانا ومثواك أخي الحبيب محمد
حمدا لله على سلامتك،، والله أسأل أن يحفظك ويحفظ جميع أسرتك وأن يجمعك بهم ويجمعهم بك في أقرب وقت وأنت وهم في صحة وأمن وسلامة، وأن يمن على العراق بالإستقرار والأمان ودحر العدو وتوحيد الصف وحفظ الدماء والأموال،،

والله إنك أسعدتنا بحضورك هذا أخي الفاضل،، رغم أن قصيدتك مؤلمه تشوبها اللوعة و المعناة،، ورغم ألمنا معك لما حصل ويحصل إلا أن فرحتنا بك لم تخفيها كلماتك الغاضبة ومعاناتك،،

وما نذكرك بك أخي الحبيب ولا أظنه يخفى عليك فمنك نتعلم الصبر وعمق الفهم والتصرف،، إن ما أذكرك بك أخي هو الصبر والتفاؤل وتذكر حال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عندما تنكرت له قبيلته و طاردته تريد قتله وهو يريد لهم الخير والكرامة والسعادة في الدنيا الآخرة،، ورغم ذلك عندما آتاه ملك الجبال لطبقها عليهم ماذا قال: لا لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئا،،

حياك الله مرة أخرى ومنور ياغالي


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.