حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

ساري111 22-12-2003 10:07 PM

" المرهم العجيب "

بلادُ العُـرْبِ مُعجـزةٌ إلهيّـهْ
نَعَـمْ واللّـهِ .. مُعجـزةٌ إلهيّـهْ .
فَهـل شيءٌ سـوى الإعجـازِ
يَجعَـلُ مَيْتَـةً حَيَّـهْ ؟!
وهل مِن غَيـرهِ تَبدو بِجَـوْفِ الأرضِ
أقـنيهٌ فضائيّهْ ؟!
وَهَل مِن دُونِـهِ يَنمو جَنينُ الفكـر
والإبـداعِ في أحشـاءِ أُميَّـهْ
أجَلْ واللّهِ .. مُعجِـزَةٌ لَها في الأرضِ
أجهـزَةٌ تُحَمِّصُـها وتخلِطُها بأحْرُفِنـا الهجائية
وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُلامـيّـةْ
وَتَعجنُها بفَذْلَكَـةٍ كلاميّهْ وَتَصنعُ من عجينتِها
مَراهِمَ تجعلُ الأمراضَ صِحيّـةْ !
فإن دَهَنَتْ بِلادٌ ظَهْـرَها منها فَكُلُّ قضيَّـةٍ
فيها بإذنَ اللّهِ مَقضِيَّـهْ !
وخُذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَرهَمِنا :
عـُطاس النَّمْـلِ .. أشعارٌ حَداثيّـة !
عُواءُ الثعلبِ المزكومِ .. أغنيَةٌ شَبابيّهْ !
سِـبابُ العَبْدِ للخَلاّقِ .. تَنويرٌ
مُضاجَعَـةٌ على الأوراقِ .. حُرية!
جَلابيبٌ لِحَـدِّ الذَّقْـنِ
أذقانٌ لِحَـدِّ البَطْنِ إمساكُ العَصا لِلجِـنِّ
دَفْـنُ الناسِ قَبْلَ الدَّفْـنِ
هذي كُلُّها صارتْ بفَضْلِ الدَّهْنِ إيماناً وشَرعيّـهْ
وتلخيصاً لِما جاءتْ بهِ كُلُّ الرسالاتِ السّماويَّهْ !
أجَلْ واللّهِ .. مُعجـزَةٌ فَحتّى الأمسِ
كانتْ عِفَّـةُ الأوراقِ بالإحراقِ مَحميّة !
وكانتْ عِندَنا الأقلامُ مَخصِيَّهْ !
وَحتّى الأمسِ كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِـرّاً
وَنَكتُمُ سِرَّنا هذا .. بِسـريَّهْ !
وكُنّا لو نَوَيْنا قَتْلَ بعضِ الوقتِ
في تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنيَّةِ النيَّة
فَنُقتَلُ باسمِ نِيَّتِنا لأِسبابٍ جِنا ئيةْ
ونُقتَلُ مَرَّةً أخرى
إذا لم نَدفَعِ ا لدِيـة نَعَـمْ .. كُنّـا وَلكِنّـا
غَدَوْنا ،اليومَ ،
نُرضِعُ كُلَّ مَولودٍ ( مُعَلَّقَةً ) وَنَفطِمُهُ ب ( ألفيّهْ ) !
بِفَضْلِ المَرْهَـمِ السّحريِّ
أمسَيْنا ..
وأصبَحْنا فَألفَيْنا عَواصِمَنا
.. وَقَد صارت ثقافية !!

ساري111 22-12-2003 10:08 PM

" نهايـة اللعبـة "

أعجَـبُ مِنكَ عِنـدما
أراكَ مِنّي تعجَـبْ !
أيُّ غرابـةٍ إذا
أَلفيتَ ذئبـاً كاسِـراً
داخِـلَ جِلْـدِ الأَرنَبْ ؟
النّابُ مِنكَ جاءَني
وَمِنْكَ جاءَ المِخْلَـبْ .
أتستَشيطُ غاضباً ؟
إلى جَهـنّمٍ إذَنْ
غَضِبْـتَ أم لم تَغضَـبْ !
أخشـاكَ ؟ لا .. وألفُ لا .
لَـمْ يأتِـني الأمْـنُ لِكـيْ
أخافَ مِـن أن يَذهَـبْ .
ذُقْـتُ العَـذابَ كُلَّـهُ
فَلَـمْ يَعُـدْ يؤلمـني
بل صـارَ بي يُعَـذَّبْ !
والتّعَـبُ استوطَـنني
فَصِـرْتُ مِـنْ إدمانِـهِ
أَتعَـبُ إنْ لم أَتْعَـبْ !
أَمّا الحَياةُ ..
فالرَّدى كانَ على طُولِ المَدى
إليَّ مِنهـا أَقـرَبْ !
فأيَّ شـيءٍ أَرهَـبْ ؟!
إذا اندَهَـشْتَ ..
فاندهِـشْ مِـنْ حُمْقِكَ المُرَكَّـبْ .
ها أنت ذا، مِـن خَشْيَتي ،
وَسْـطَ الحَـديدِ غائِصٌ
كالسَّمكِ المُعَـلّبْ !
وهـا أَنـا كالعَندَليبِ
طائِـرٌ مُغـرِّدٌ
أذهَـبُ كُلَّ مَذْهَـبْ !
مِـنْ فـرْطِ ما لَعِـبْتَ بي
دُخـتَ وداخَ المَلْعَـبْ
وداخَ رأسُ اللَّعْـبِ فيمـا بَيْننـا
فَها أَنـا أَلعَـبُ بالخَـوْفِ هُنـا ..
والخَـوفُ فيـكَ يلْعَـبْ !

ساري111 22-12-2003 10:09 PM

" غـزل بوليـسي "

شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ !
ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ :
فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ
وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ .
وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ
وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ !
ما هـذا ؟ هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا
إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟
خُـذْ نَفَسَـاً .. إسـألْ عن لَيلـى ..
رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ
يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ .
حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ
تَضَـعُ المِئـزَرْ !
قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا فيمـا حَمَلـوا
فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ .
خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنتَـرْ)
في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ
وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ !
ذاكَ قَضيّتُـهُ لا تُذكَـرْ :
لَـونٌ أسمَـرْ وَابنَـةُ عَـمٍّ وأَبٌ قاسٍ .
والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ :
سَـيفٌ بَتّـارٌ.. وحِصـانٌ أَبتَـرْ .
أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ:
قَدَمــايَ على الأَرضِ
وقلـبي يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ !
مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ .
لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً ..
غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ .
ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ .
صِـفْ عَيْنيهـا صِـفْ شَفَتيهـا
قُـلْ فيهـا بَيتـاً واتركْهـا ..
ماذا تَخسَـرْ ؟
هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟!
حَسَـناً .. حَسَـناً .. سَـاُغازِلُها :
عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ .
شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ .
نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي
قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ .
قامَتُهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ،
وَضَفيرتُها .. مِشنَقَـةٌ ،
والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ !
لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ
وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ .
فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ
والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ .
كالحاكِـمِ .. تهجُرني ليـلى .
كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلا !
كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو
كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ .
مالي منها غـيرُ خَيـالٍ
يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ
كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ !
ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي،
وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ !
يكفـي يا شاعِرَنا .. تُشكَـرْ !
قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ
أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ !
هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟!
قُلتُ لكـم .... أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ .
هـذا ما عِنـدي .. عَقْـرَبـةٌ
تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ !
مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا
مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ !
لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ .
عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي
وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ .
كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي
وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟!

ساري111 22-12-2003 10:10 PM

" طلب انتماء للعصر الحجري "

أهل الضفة أنتم حق
وجميع الناس أباطيل
انتم خاتمة الأحزان
وأنتم فاتحة القران
وأنتم أنجيل الأناجيل
يا من تعتصمون بحبل الله جميعاً
وبأيديكم حجر من سجيل
سيروا والله يوفقكم
هزوا الدنيا
وهنا ثوار التمثيل
يهدون لكم ألمع بدلات السهرات
وأسمى أدوات التجميل
وهنا أبناء أنابيب
وهنا أبناء براميل
زحفوا من غير سراويل
وهم الآن بيكاديلي
والباهاما وبباريس وشط النيل
من اجل عيون ضحاياكم
يعتصمون بحل غسيل
أهل الضفة أنتم روح الله
وانتم موجز كل المخلوقات
وانتم أحياء أحياء
والناس جميعا أموات
لا تنتظروا منا أحداَ
لا تثقوا في أحد منا أبداً
نحن وجوه فقدت ماء الوجه
ونحن وجود ضيع أوراق الإثبات
نحن شعوب الزنزانات الكبرى
وجيوش الاستعراضات
وملوك التفويض القبلي
وملوك الجمهوريات
نحن حواة فوق حبال الحاكم نلعب إكروبات
ندخل في السلة أدمغة
ونطيرها ببغاوات
ونغطي معه العورات
ونقول لها : كوني
ونقول لها : كوني
فتكون دواوين القات
ومواخير التنديات
ومباغي الاستنكارات
ويكون بغاء الكلمات
لا تنتظروا أحدا منا
انتم في الضفة لكنها
من قبل مئات السنوات
غرقى في بحر الظلمات
من أي طريق نأتيكم
لو أحسنا بالتقصير
في أي دروب سنسير؟
في أي بحار سنحير؟
في أي سماء سنطير؟
الأرض كلاب نابحه!
والبحر كلاب سابحه!
والجو جهاز تقارير!!
من أين سنأتي وخفير
ما بين خفير وخفير؟!!
يلقي القبض على الصالحين بلا تحذير
يخلع أقدام الماشين بلا تصريح
يرفع بصمات التفكير
يقتل من كان بحوزته شرف
أو كان بجنبيه ضمير
يا أبناء الضفة يا أحرار
يا أهل الجنة... إنا في النار
نحن شعوب ديكورات
وجيوش فاسدة اللحم
ليست تصلح للتصدير
وبلاد وحدتها لغز
ضاق بها عقل التفسير
وحكومات محكومات
مهنتها تحرير الأرض من التحرير
لا تنتظروا منا أحداً
لن نأتي أبدا
ما عدنا غير نفايات
تكره التطهير
فالصبح لدينا أكفان
والليل لدينا تابوت
والأنجم فيه مسامير
أهل الضفة أعطونا صورتنا الأولى
وأعيدونا من منفى هذي الأوطان
إنتشلونا من مختبرات السرطان
أعطونا عنواناً آخر
غير جنينات الحيوان
أعطونا معنى التفكير
وأرونا شكل التعبير
وانتزعونا من حفلات الزوار
ومن مؤتمرات التزوير
ودعونا نتعلم منكم
فالأعداء بكل مكان
منذ زمان شرموا شرم الشيخ
وبالوا في سيناء
وناموا في الجولان
وقاموا في لبنان
ومدافع جيش التحرير
لحد الآن.... تمسح آثار العدوان
تهدم مبنى
تفتح سجناً
تزرع خوفاً
تحصد جبناً
تأخذ أنوار البترول
وتعطينا النيران
وتوزع خيرات القتل علينا بالمجان
وتحلفنا بالقرآن
أن نغتال الله
ونشنق آيات القران
منذ زمان
لا صوت لنا لا طعم لنا لا لون لنا
حتى جئتم
لتعيدوا ترتيب الدنيا
وتعيدوا وضع الميزان
هذا ما وعد الرحمن
كن فيكون فكنتم
فإذا أنتم
أمطار تشوي البركان؟
وملائكة تخرج من رحم الشيطان
ورؤوس تحني هامات الروس
وأمر يصفع أمر الأمريكان
وإذا أنتم
حجر يكسر نافذة النسيان
ليذكرنا
فذكرنا صورتنا الأولى
وعرفنا شكل الإنسان

ساري111 22-12-2003 10:10 PM

" الـقـاعــدة "

قُلتُ للجـنِّيِ : أَبـدِلْ
كُلَّ أصحـابِ الصّـروح الفاسِـدهْ.
قالَ لي : ما الفائـدهْ ؟
سَـوفَ يأتي مِثلُهُمْ
أو رُبّمـا أكثرُ منهُـم مفسَـدَهْ .
إنّما تختلِفُ الأسماءُ
لكـنَّ المعاني واحـدهْ !
قُلتُ : ما الحَـلُّ إذَنْ ؟
قالَ : بَسيطٌ ..
لو غَـدَتْ آمالُكُـمْ في ذاتِكُـمْ مُنعقِـدهْ
وإذا لم تَطلبوا من مـاردٍ
تخليصَكُـمْ مِـن مَـرَدَهْ .
أيُّها الإنسـيُّ
لا حَـلَّ سـوى أن تُصبحـوا ناسـاً ..
فلـنْ تَعتَـدِلَ القِمّـةُ
حـتّى تستقيم القاعِـدهْ !

ساري111 22-12-2003 10:11 PM

" استغـاثــة "

الناس ثلاثة أموات
في أوطاني
والميت معناه قتيل
قسم يقتله (( أصحاب الفيل ))
والثاني تقتله (( إسرائيل ))
والثالث تقتله (( عربائيل ))
وهي بلاد
تمتد من الكعبة حتى النيل!
والله اشتقنا للموت بلا تنكيل
والله اشتقنا
واشتقنا
ثم اشتقنا
أنقذنا يا عزرائيل !!

ساري111 22-12-2003 10:12 PM

" تـوبــة "

صاحبي كان يصلي
- دون ترخيص -
ويتلو بعض آيات الكتاب
كان طفلا
ولذا لم يتعرض للعقاب
فلقد عزره القاضي
وتاب!

ساري111 22-12-2003 10:12 PM

" رب ساعدهم علينا "

أدع للحكام بالنصر علينا يا مواطن
وأشكر الله الذي ألهمهم موهبة القمع
وإبداع الكمائن
قل : إلهي أعطهم مليون عينٍ
أعطهم ألف ذراع
أعطهم موهبة أكبر
في ملء الزنازين وتفريغ الخزائن!
رب ساعدهم علينا
فهم إثنان وعشرون شريفاً مخلصاً
ونحن يا إلهي
مائتا مليون خائن!

ساري111 22-12-2003 10:13 PM

" فصل الخطاب "

(السلاطين كلاب)
(السلاطين كلاب )
اشتموا منذ حلول الليل حتى الفجر
لن يهتز كرسي
ولن ينهار باب
( السلاطين كلاب )
هذه الأوساخ
لا يندى لها بالسب وجه أبداً
فاحترموا وجه السباب!
( السلاطين كلاب )
عبثاً إن البغايا ليس يخجلن
إذا سميتموهن (( قحاب )) !
( السلاطين كلاب )
فأنتم تهينون الكلاب!
أطبقوا أفواهكم
يا من تنامون على صحوة ظفرٍ
وتفيقون على يقظة ناب
وأسمعوا فصل الخطاب
السلاطين دمى من ورق
فوق عروش من ورق
تحتها النفط أندلق
بدلاً أن تلعنوهم
أشعلوا عود ثقاب!

ساري111 22-12-2003 10:14 PM

" آحـــــاد "

* واحِـدٌ يَسـتُرُ فَكّيـهِ ..
لماذا؟
- خَجِـلٌ أو خائِفٌ
مِن كَشـْفِ بلـواهُ أمـامَ الآخريـنْ .
هُـوَ إمّـا يشتكي من ألمِ الأسـنانِ ..
أو يَشتِمُ، بالسِـرِّ، أميرَ المؤمنينْ !
* واحِـدٌ يَفرُكُ عَينيـهِ ..
لمـاذا ؟
- تَعِبَتْ عينـاهُ مِن رصـدِ عُيـونِ العابريـنْ .
هُـوَ إمّـا مُخـبِرٌ ..
أو هارِبٌ من مُخبريـنْ !
* واحِـدٌ يعقِـدُ للخلفِ ذراعَيـهِ ..
لمـاذا ؟
- رُبّمـا يحجُبُ شيئاً عن فضولِ النّاظريـنْ .
هُـوَ إمّـا سَـارِقٌ ..
أو قَطَعَـتْ كفّيـهِ كَـفُّ السارقينْ !
واحِـدٌ ينظُـرُ للأعلـى ..
لمـاذا ؟
- شَكْلُـهُ يُنبىءُ عـنْ حُـزنٍ دَفـينْ .
رُبّمـا يبحَثُ
عن طائـرةٍ غربيّـةٍ تقصِفُـهُ
أو غَضَبٍ يقصِفُهـا
مِنْ عِنـدِ ربِّ العالمـينْ !
* واحِـدٌ يرنـو إلى أعلى وأدنـى
فارِداً كَفّيـهِ في يأسٍ ..
لمـاذا ؟
- أنا خيرُ العارفيـنْ .
ذلكَ الواحِـدُ يا هـذا .. أنـا .
قَـدْ بُـحَّ صَوتـي
فتساءلتُ بصمتي
وأَنا أرقَبُ مِنْ حوْلي نياماً سائرينْ
ونيامـاً واقفينْ
ونيامـاً نائمينْ :
لو أنا حُـزْتُ السّماواتِ جميعـاً
وَجميـعِ الأرَضـينْ
واستَطالَ العُمْـرُ بي
حتّى غـدا آلافَ آلافِ السّنينْ
هـلْ ستكفي تلكَ أكفانـاً
وهَـلْ تكفـي قبـوراً ؟
وهَـلِ العُمْـرُ سيكفيني
لِكـيْ أفـرُغَ
مِـنْ دَفـنِ جميـعِ الميّتينْ ؟!


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.