حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   في مدح الحبيب المصطفى صلــــــى الله عليـه وســلم (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=61042)

السيد عبد الرازق 24-08-2006 08:28 PM

في مدح الحبيب المصطفى صلــــــى الله عليـه وســلم
 
أحلى القصائد فى مدح الحبيب . صلى على الحبيب.

إليك إليك خير الأنبياء
فخار الرسل يثبت بانتماء

فإنك شمسهم والكلّ طيف
وأين الطيف يبلغ من ذكاء

مقامك من وجود الكون سرٌ
به قضت المشيئة في ابتداء

وسمّاك الإله بنا رحيما
يؤيدك الكتاب من السماء

وكنت متمم الأخلاق فينا
فكان هداك دستور البناء

شعارك في المعاد لواء حمدٍ
فيا بشرى لنا في ذا اللواء

وموعدك الشفاعة تجتليها
وعُظم شفاعةٍ بعد الدعاء




--------------------------------------------------------------------------------
أهلاً بخير نبيٍ شرّف العربا
من فيه ليل الأسى عنّا قد احتجبا

إنسان عين الورى نبراس سؤدده
فخر الحياة الذي نلنا به الأربا

ساد الأنام جميعاً في شريعته
مذ كوّن الدين والأخلاق والأدبا

والعُرب فيه قد اعتزت كرامتهم
والمجد قد هام في أخلاقه عجبا

والأرض قد فاخرت نجم السماء به
وبلبل الروض قد غنى به طربا

جئناك يا سيدي والقلب منكسرٌ
والدمع فاض على الرمضاء منسكبا

فاحنن علينا وجنبنا الردى كرماً
وعُد لنا مجدنا السامي الذي ذهبا

صلى عليك إله العرش ما طلعت
شمس النهار وما بدر الدجى غربا


--------------------------------------------------------------------------------
أرى كلّ مدح للنبيّ مقصرا
وإن سطرت كلّ البرية أسطرا

فما أحدٌ يحصي فضائل أحمدٍ
وإن بالغ المثني عليه وأكثرا

إذا الله أثنى بالذي هو أهله
كفاه بذا فضلاً من الله أكبرا

وفي سورة الأحزاب صلى بنفسه
عليه فما مقدار ماتمدح الورى


--------------------------------------------------------------------------------
إذا كنت في باب النبي فلاتخف
فذلك حصن والأمان له أُسّ

محمد باب الله فالزم رحابه
وإن عارضتك الجنّ ياخلّ والإنس

وإن كنت مشغول الفؤاد بحبه
صفوت وكم بالصفو تنبسط النفس

وإن ما رماك الدهر يوماً بوحشةٍ
فوقتك في كل الشؤون به أنس

تقرّب لأقوام يدينون دينه
فما يستوي الإشراق في الحق والطمس

أولئك أهل الله لُذ بجنابهم
وباعد أناسا قد تخبطهم مسّ

فإن محبّ الحق يأوي لأهله
وينأى به عن ضده الطبع والحس

أجل كل موجود يميل لشكله
بلا ريبةٍ والجنس يألفه الجنس


--------------------------------------------------------------------------------
ألا يا حبيب الله يا خير شافع
ومن هو حقاً للأنام رسول

شفاء سقامي من علاك بنظرةٍ
فهل منك إنعام بها وقبول

على بابك العالي وقفت مؤملاً
وما خاب في باب النبي نزيل

طرقت الباب والآمال عندي
تسامت أن يكون لها مثيل

فلا تردد رحيم القلب واجبر
عبيداً ظنه فيكم جميل

فكم أرجو وآمل منك خيراً
وأسعى إنما زادي قليل

ولا تنظر لزادي إن رحلي
أبى إلاّ بربعكم يقيل

وحقق ما رجوت وشدّ حبلي
بحبلك رحمةً إني دخيل

سألتك والجليل يقول وحياً
فلا تنهر فأنت أبٌ كفيل

عليك صلاة ربك ما ترامى
على أعتابك العليا النزيل


--------------------------------------------------------------------------------
إن جلّ ذنبي عن الغفران لي أملٌ
في الله يجعلني في خير معتصم

ألقي رجائي إذا عز المجير على
مفرّج الكرب في الدارين والغمم

إذا خفضت جناح الذل أسأله
عز الشفاعة لم أسأل سوى أمَم

وإن تقدّم ذو تقوى بصالحةٍ
قدّمتُ بين يديه عبرة الندم

لزمت باب أمير الأنبياء ومن
يُمسك بمفتاح باب الله يغتنم

محمدٌ صفوة الباري ورحمته
وبغية الله من خلقٍ ومن نسم

أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه
والرسل في المسجد الأقصى على قدم

لمّا خطرت به التفوا بسيدهم
كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم

صلى وراءك منهم كلّ ذي خطرٍ
ومن يفز بحبيب الله يأتمم

وقيل كل نبيٍ عند رتبته
ويا محمد هذا العرش فاستلم

يا أحمد الخير لي جاهٌ بتسميتي
وكيف لا يتسامى بالرسول سَمي

ذكرت باليتم في القرآن تكرمةً
وقيمة اللؤلؤ المكنون باليتم

يا رب أحسنت بدء العالمين به
فتمم الفضل وامنح حسن مختتم

والطف لأجل رسول العالمين بنا
ولا تزد قومه خسفاً ولاتسُم


--------------------------------------------------------------------------------
بمحمدٍ دامت لنا الأفراح
وقلوبنا في ذكره ترتاح

فإذا تلونا ذكره وحديثه
دارت لنا بشرابه الأقداح

بجبينه نور كمصباحٍ بدا
للعالمين جبينه المصباح

حاز الجمال ونال يوسف بعضه
ملئت بمدح صفاته الألواح

نار الغرام بقلب عاشق حسنه
إن مات وجداً ما عليه جُناح

همنا به لمّا تلونا وصفه
ولنا بمدح صفاته الأرباح


--------------------------------------------------------------------------------
بنور رسول الله أشرقت الدنى
ففي مدحه كلّ يجيء ويذهب

براه جلال الحق للخلق رحمةً
فكل الورى في برّه يتقلب

بدا مجده من قبل نشأة آدمٍ
وأسماؤه في اللوح من قبلُ تُكتب

بمبعثه كل النبيين بشرت
ولا مرسلٌ إلا له كان يخطب

بتوراة موسى نعته وصفاته
وإنجيل عيسى بالمدائح يُطنب

بعزته سُدنا على كل أمةٍ
وملتنا فيها النبيون ترغب

برياه طابت طيبة ونسيمها
فما المسك ما الكافور رياه أطيب

بجاهك أدركني إذا حوسب الورى
فإني عليكم ذلك اليوم أحسب

بمدحك أرجو الله يغفر زلتي
ولو كنت عبداً طول عمريَ أذنب


--------------------------------------------------------------------------------
بمدح المصطفى تحيا القلوب
وتُغتفر الخطايا والذنوب

نبيٌ كامل الأوصاف تمت
محاسنه فقيل له الحبيب

وصفت شمائلاً منه حِساناً
فما أدري أمدحٌ أم نسيب

يفرّج ذكره الكربات عنا
إذا نزلت بساحتنا الكروب

وأذكره وليل الخطب داجٍ
عليّ فتنجلي عني الكروب

مدائحه تزيد القلب شوقاً
إليه كأنها حليٌ وطيب

شريعته صراطٌ مستقيم
وليس يمَسنا فيها لغوب

وأرجو أن أعيش به سعيداً
وألقاه وليس عليّ حوب

ولي طرفٌ لمرآه مشوقٌ
ولي قلب لذكراه طروب

لجود المصطفى مُدت يدانا
وما مُدت له أيدٍ تخيب


--------------------------------------------------------------------------------
توسلت بالمختار أرجى الوسائل
نبيٌ لمثلي خيرُ كافٍ وكافل

هو الرحمة العظمى هو النعمة التي
غدا شكرها فرضاً على كل عاقل

هز المصطفى المقصود بالذات ظاهراً
من الخلق فانظر هل ترى من مماثل

نجيُ إله العرش بل وحبيبه
وخيرته من خير أزكى القبائل

نبي الهدى سن التواضع عن علا
فحلّ من العليا بأعلى المنازل

وأخلاقه فاه الكتاب بمدحها
ولاسيما الإعراض عن كل جاهل

وفي الحرب والمحراب نور جبينه
يُريك شعاع الشمس من غير حائل

دعوتك يا الله مستشفعاً به
فكن منجدي يا منتهى كلّ آمل


--------------------------------------------------------------------------------
تنعّم بذكر الهاشمي محمد
ففي ذكره العيشُ المهنأ والأنسُ

أيا شادياً يشدو بأفضال أحمدٍ
لقد لذت الأسماع وانتعش الحس

فكرر رعاك الله ذكر محمد
سماعك طِبٌ ليس يعقبه نكس

وطاب نعيم العيش واتصل المنى
وأقبلت الأفراح وارتاحت النفس

أيا سامعي ذكر الحبيب تأهبوا
وقوموا بنا نشكو فقد سامنا الناس

وقوفاً على الأقدام حقاً لسيدٍ
تعظمه الأملاك والجن والإنس

فيا جملة العشاق أين ولوعكم
فنشوتكم في حبه ما بها بأس

ألا فاطربوا أنساً بذكر محمد
فقد لاحت الأنوار وارتفع اللبس

فكلّ له عُرسٌ بذكر حبيبه
ونحن بذكر الهاشمي لنا عرس


--------------------------------------------------------------------------------
حبيب الله للكون ابتداءُ
له الخُلق المعظم والبهاء

وقد عمّ الوجود ندىً وجوداً
وفيه قط ماخاب الرجاءُ

شُغفت بحبه مذ كنت طفلاً
وشِبت وليس للحب انقضاءُ

يُضاعَف حبه في القلب يوماً
فيوماً والمحب له الهناءُ

عذاب الحب للعشاق عذبٌ
وأعظم لذةٍ فيه البكاء /اللقاء

وأكمل حالة الإنسان صدق
وأفضل وصفه حاءٌ وباءُ

فهِمْ وجداً وكُنْ في صفّ قومٍ
بصدق الحب للأحباب جاؤا

وقلْ يا سيد السادات إني
محبّ والمحب له رجاءُ

حبيبي إن داء البعد أضنى
فؤادي حينما عزّ الدواءُ

فعجّلْ يا طبيب الكون بُرئي
متى ما شئت لي حصل الشفاء

وإن وسيلتي لعلاك شيخي
أبو النصر الذي منه الصفاء

عليك صلاة ربي مع سلامٍ
زكيّ كلما طلعت ذكاءُ

تعمّ الآل والأصحاب طراً
وتبقى الدهرَ ليس لها انتهاء


--------------------------------------------------------------------------------
روحي الفداءُ لمن أخلاقه نطقت
في مدحها الكتبُ والمسطور في القلم

هذا المديح وذا الثناء لأحمدٍ
من ربه فا طرب له وترنم

وقلِ السلام عليك يا خير الورى
أغناك ربك عن مديح العالم

وحباك ما ترضى بسورة والضحى
أكْرِمْ بوعدٍ مُبرَمٍ ومعظم

صلى عليك الله ما فلك جرى
وِفق الأوامر في نظام مُحكم


--------------------------------------------------------------------------------
طه رسول الله صفوة خلقه
بدر الهداية سيفه مسلول

روح الخلائق نور كل موحّدٍ
كنز السعادة شرعه منهول

ما في البرية من يماثله وها
كلٌ بفيض جنابه مشمول

صلى عليه مع السلام إلهه
ما زار نجم الحادثات أفول
فما أحدٌ في الكون ماثل أحمدا
وليس له في القدر حقاً مقاربُ

هو الجوهر الفرد العديمُ مثاله
فقلْ ما تشا لن يبلغ الوصف كاتب

وكيف وعن آياته الكل قاصرٌ
وفي بحره كلّ الوجود قواربُ

فما ذرة في الكون إلا وُجودها
لفيضٍ أتى عن نوره يتساكب

صلى عليه وبالسلام أعزه
كرّ الدهور إلهُه الوهاب


--------------------------------------------------------------------------------



قف عند قبر التهامي والثم الجدثا
وانشق عبير الهدى ممن به مكثا

واجثُ احتراماً بداع الوجد مدّكراً
فجر النبوة وامدح خير من بُعثا

محمدٌ سيد الأكوان قاطبة
إذ مجده كابراً عن كابر ورثا

ما أنجب الدهر ذا خلق وذا خلقٍ
في الفضل يشبهه مذ جاءنا حدثا

ما زال بالعرب إرشاداً يهذبهم
حتى جنى ثمراً من بعد ما حرثا

فاقتادهم حمماً يرمي بهم أمماً
في الشرق والغرب حتى طهر الخبثا

ذلت لعزتهم شمّ الأنوف كما
دالت بدولتهم أمجاد من مكثا

سل جيش رستمَ بعد القادسية عنْ
رومٍ غدوا في ربا يرموكهم جثثا

واعجب مع القوم إذ كهانهم خرست
بل خاب ساحرهم من بعد ما نفثا

يا حبذا منبرٌ أعواده نُصِبت
في القريتين بأديان الورى عبثا

تزهو بصاحبه الأكوانُ قاطبة
والدين والمجد والتاريخ إن بُحثا


--------------------------------------------------------------------------------
من مثلكم لرسول الله ينتسب
ليت الملوك لها من جدكم نسب

ما للسلاطين أحساب بجانبكم
هذا هو الشرف المعروف والحسب

أصلٌ هو الجوهر المكنون ما لعبت
به الأكفّ ولا حاقت به الريب

خير النبيين لم يُذكر على شفةٍ
إلا وصلّت عليه العجم والعرب

خير النبيين لم تُحصر فضائله
مهما تصدت لها الأسفار والكتب

خير النبيين لم يُقرَن به أحدٌ
وهكذا الشمس لم تُقرَن بها الشهب

واهتزت الأرض إجلالاً لمولده
شبيهةً بعروس هزّها الطرب

الماء فاض زلالاً من أصابعه
أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهب

والظبي أقبل بالشكوى يخاطبه
والصخر قد صار منه الماء ينسكب

ساداتنا الغرّ من أبناء فاطمةٍ
طوبى لمن كان للزهراء ينتسب

مِنْ نسل فاطمةٍ أنعمْ بفاطمة
من أجل فاطمة قد شُرّف النسب





--------------------------------------------------------------------------------




السيد عبد الرازق 24-08-2006 08:31 PM

محمد زينة الدنيا وبهجتها
فاضت على الناس والدنيا عطاياه

محمد رحمة الرحمن نفحته
محمد كم حلا في اللفظ معناه

المصطفى المجتبى المحمود سيرته
حبيب ربك يهوانا ونهواه

نور الوجود ووافي بالعهود سناً
لولاه ما ازدانت الأكوان لولاه

فجر الأنام ومصباح الظلام ومن
أدناه خالقه منه وناجاه

سل عن يتيم قريش عن مواقفه
كم قاوم الشرك فرداً كم تحداه

طفل يتيم أتى الدنيا فأنقذها
من الضلال فلا مال ولاجاه

طفل يتيم أتى الدنيا فحررها
من الجحود وكان الملهمَ الله

يهدي إلى الرشد والأيام شاهدة
ما خاب في دعوة الإصلاح مسعاه





--------------------------------------------------------------------------------
لغة الكلام كما رأيت على فمي
خجلى ولولا الحب لم أتكلم

يا مظهر التوحيد حسبي أنني
أحد الشداة الهائمين الحُوّم

ما حيلة الشعراء زاد غناؤهم
رهباً لدى هذا الجمال الأعظم

كل المعاني إن وُصِفتَ تضاءلت
وتحيّرت في كُنهك المتلثم

إن الذي سوّاك في تنزيله
وفّاك وصفاً بالثناء الأكرم

سبقت محبته مجيئك للورى
في عالم الغيب الكبير الأقدم

يا نور يوم وُلدت قامت عزّة
للأرض إذ أمست لنورك تنتمي

الكوكب الأرضيّ حين وطئته
أمسى حصاه يتيه فوق الأنجم

وعلى هدى الأقدار قام محمدٌ
لله فيه سرائر لم تُعلَم

متجرداً من كل جاه ظاهرٍ
وبغير جاه الله لم يستعصم

صلى عليه الله في سبُحاته
ما راح يجمع صحبه بتكتم

يمشي على حذر وينشر هديه
رشداً من الذكر العزيز المحكم

ما كان عن رهَبٍ ولا عن خيفة
لكن على قدَر خفي ملهم

حتى أفاض الله وانتشر الهدى
ومضى يهيب بكل قلب مسلم

ودعا فكان الله عند دعائه
يا هذه الدنيا لأحمد فاسلمي

وامشي وراء محمد وكفى به
نوراً يضيء هدىً لكل ميمِم

صلى عليه الله نوراً هادياً
متعبداً في غاره لم يسأم


--------------------------------------------------------------------------------
لله روضٌ به المختار يُسعدنا
بالكوثر العذب فياضٌ وزخّار

وجنة الخلد زُفت عند روضته
قلبي لها لمدى الأيام يختار

وقد جثوت بذل عند عتبته
إن الكريم لكسر القلب جبار

قد مسني مِن أليم البين يا أملي
وطال في الصدّ أزمانٌ وأعمار

فارفُق بقلبي وحاشا أن أضام إذا
كان الشفيع هو المختار والجار

وانظر إليّ بعطف منك يسعفني
فالغيث منك لقلب الصب مدرار

عليك مني سلام ملؤه شجن
ما غردت في سماء العشق أطيار

وللصحابة مني مهجةً صُرفت
للود والشوق هم في الدين أقمار

السيد عبد الرازق 06-09-2006 02:37 PM

قصيدة البردة للإمام البوصيري
 
[ قصيدة البردة للإمام البوصيري

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم
مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم

َمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ
وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم

فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا
وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم

أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم
ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ
ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ

فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت
به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ

وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى
مثل البهار على خديك والعنــــــــم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي
والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ

يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ

عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتتر
عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم

محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ
إن المحب عن العذال في صــــــممِ

إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي
والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ

في التحذير من هوى النفس


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت
من جهلها بنذير الشيب والهــــرم

ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى
ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم

لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره
كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ

من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا
إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــم

والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم

فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه
إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم

وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم

واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع
فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم

واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت
من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ

وخالف النفس والشيطان واعصهمــا
وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم

ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم

أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم

أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه
وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ

ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً
ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم

في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى
أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم

وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى
تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم

وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ
عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم

وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه
إن الضرورة لا تعدو على العصــــم

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن
لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ

محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ
ن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم

هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم

دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه
مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم

فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ
ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم

وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ

وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم
من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم

فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه
ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم

منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه
فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم

دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم
واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم

فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم

لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم

لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه
حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ

أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى
في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم

كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ
صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم

وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه
قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ

فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ
وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ

وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا
فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم

فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا
يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم

أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ
بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم

كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ
والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم

كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه
في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم

كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ
من معدني منطق منه ومبتســــــــم

لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ

في مولده عليه الصلاة والسلام


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره
يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم

يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم
قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم

وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ
كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم

والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ
عليه والنهر ساهي العين من سـدم

وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا
ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي

كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل
حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ

والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ
والحق يظهر من معنى ومن كلــــم

عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم
تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم

من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ
بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ

وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب
منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم

حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ
من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم

كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ
أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى

نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا
نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم

في معجزاته صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة
تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم

كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت
فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم

مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة
تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم

أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه
من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ

وما حوى الغار من خير ومن كــرم
وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم

فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما
وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى
خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم[/ ]
__________________
السيد عبد الرازق

السيد عبد الرازق 06-09-2006 02:41 PM

وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ
من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم

ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به
إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم

ولا التمست غنى الدارين من يــــده
إلا استلمت الندى من خير مســـتلم

لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه
قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم

وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه
فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم

تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ
ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم

كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه
وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم

وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه
حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم

بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا
سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ

في شـــــرف الــــقرآن ومدحــــــــــــــــه


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت
ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم

فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ
وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم

فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى
ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم

آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ
قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم

لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا
عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم

دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ
من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ

محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ
لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم

ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ
أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ

ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا
ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم

لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ
وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ

فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا
ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ

قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه
لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم

إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى
أطفأت حر لظى من وردها الشــم

كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه
من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم

وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً
فالقسط من غيرها في الناس لم يقم

لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا
تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم

في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

يا خير من يمم العافون ســــــــاحته
سعياً وفوق متون الأينق الرســــم

ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ
ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم

سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ
كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم

وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً
من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم

وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا
والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم

وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم
في مركب كنت فيه صاحب العلــــم

حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ
من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم

خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ
نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم

كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ
عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم

فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ
وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم

وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ
وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ

بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا
من العناية ركناً غير منهــــــــــدم

لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم

في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه
كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ

ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ
حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم

ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه
أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم

تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم

كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم
بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم

يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ
يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم

من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ
يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ

حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم
من بعد غربتها موصولة الرحـــم

مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ

هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم
ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم

وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً
فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم

المصدري البيض حمراً بعد ما وردت
من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ

والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت
أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ

شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم
والورد يمتاز بالسيما عن الســلم

تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم
فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم

كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً
من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً
فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ

ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته
إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ

ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ
به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم

أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه
كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم

كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ
فيه وكم خصم البرهان من خصـم

كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً
في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم

في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه
ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم

إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه
كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم

أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا
حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم

فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم

ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ
يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ

إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض
من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم

فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي
محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم

إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى
فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه
أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ

ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه
وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم

ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم

ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت
يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ

في المناجاة وعرض الحاجات


يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه
سواك عند حلول الحادث العمـــــم

ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي
إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم

فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا
ومن علومك علم اللوح والقلـــــم

يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت
إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم

لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها
تأتي على حسب العصيان في القسم

يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ
لديك واجعل حسابي غير منخــــرم

والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه
صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم

وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ
على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم

ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا
وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ
وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم

والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم
أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ

يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا
يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم

بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ
واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم

وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت
والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم

أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ
فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم



__________________

السيد عبد الرازق 06-09-2006 02:46 PM

ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَـمِ
 
[ ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَـمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـرِ الحُـرُمِ
رَمـى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً
يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِـنَ الأَجَـمِ
لَمّـا رَنـا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي
جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهـمَ فـي كَبِـدي
جُـرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النـاسِ مِـن خُلُـقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُـذرِ فـي الشِيَـمِ
يـا لائِمـي فـي هَـواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ
لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم
ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـي صَـمَـمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـتَ الهَـوى أَبَـداً
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـمِ
أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـو الخَيـالَ فِــدىً
أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـراهُ بِالكَـرَمِ
سَـرى فَصـادَفَ جُرحـاً دامِيـاً فَأَسـا
وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ
مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبـى وَقَـنـاً
اللاعِبـاتُ بِروحـي السافِحـاتُ دَمــي
السافِـراتُ كَأَمثـالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً
يُغِرنَ شَمسَ الضُحـى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ
القـاتِـلاتُ بِأَجـفـانٍ بِـهـا سَـقَــمٌ
وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِــنَ السَـقَـمِ
العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـرِجـالِ وَمــا
أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـدَلِّ فـي الرَسَـمِ
المُضرِمـاتُ خُـدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت
عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـادَ لِلـضَـرَمِ
الحامِـلاتُ لِـواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً
أَشكالُـهُ وَهـوَ فَـردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ
مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـراءَ زُيِّنَـتـا
لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـي الآرامِ كَالعُصُـمِ
يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـن عَجَـبٍ
إِذا أَشَـرنَ أَسَــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ
وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً
يَرتَعـنَ فـي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ
يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـهُ
أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُـمِ
مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّـى عَـنَّ مَسكَنُـهُ
أَنَّ المُنـى وَالمَنايـا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـرٍ
وَأَخـرَجَ الريـمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ
بَيني وَبَينُـكِ مِـن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ
وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـةُ العِـصَـمِ
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِـرىً
مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــن إِرَمِ
يـا نَفـسُ دُنيـاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ
وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُسـنُ مُبتَـسَـمِ
فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـا ضَحِـكَـت
كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـاءِ بِالـثَـرَمِ
مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كـانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ
مِن أَوَّلِ الدَهـرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ
يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِـن إِساءَتِهـا
جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنـهُ فــي الأَدَمِ
لا تَحفَـلـي بِجَنـاهـا أَو جِنايَـتِـهـا
المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثـلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ
كَـم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ
لَـولا الأَمانِـيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ
طَـوراً تَمُـدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ
وَتـارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ
كَـم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ
إِن يَلـقَ صابـا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ
يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهــا
مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ
رَكَضتُها فـي مَريـعِ المَعصِيـاتِ وَمـا
أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـاتِ لِلتُخَـمِ
هامَـت عَلـى أَثَـرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ
صَـلاحُ أَمــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ
فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخـلاقِ تَستَـقِـمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـرِ عافِيَـةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـمِ
تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـذَّةٍ وَهَــوىً
طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُـمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفـرانِ لـي أَمَـلٌ
في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـرِ مُعتَصِـمِ
أَلقـى رَجائـي إِذا عَـزَّ المُجيـرُ عَلـى
مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فـي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ
إِذا خَفَضـتُ جَـنـاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ
عِزَّ الشَفاعَـةِ لَـم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ
وَإِن تَـقَـدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ
قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَـدَمِ
لَزِمـتُ بـابَ أَميـرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن
يُمسِـك بِمِفتـاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ
فَـكُـلُّ فَـضـلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ
مـا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ
عَلَّقـتُ مِـن مَدحِـهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ
فـي يَـومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ
يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيـنَ أَمدَحُـهُ
وَلا يُقـاسُ إِلـى جـودي لَـدى هَـرِمِ
مُحَمَّـدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلـقٍ وَمِـن نَسَـمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ
مَتى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي
سَنـاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً
فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَـوءُ فـي عَلَـمِ
قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَـت أُبُـوَّتُـهُ
مِـن سُـؤدُدٍ بـاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ
نُموا إِلَيهِ فَـزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً
وَرُبَّ أَصـلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي
حَـواهُ فـي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ
نـورانِ قامـا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ
لَـمّـا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ
بِمـا حَفِظنـا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ
سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
مَصـونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ
كَـم جيئَـةٍ وَذَهـابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا
بَطحـاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ
وَوَحشَـةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا
أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ
يُسامِـرُ الوَحـيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ
وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيـرِ يَتَّـسِـمِ
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ
فاضَـت يَـداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ
وَظَلَّلَـتـهُ فَـصـارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ
غَمـامَـةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ
مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـهـا
قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَـمِ
إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـادُ بِـهـا
يُغرى الجَمـادُ وَيُغـرى كُـلُّ ذي نَسَـمِ
وَنـودِيَ اِقـرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا
لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـهُ بِفَـمِ
هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت
أَسمـاعُ مَكَّـةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ
فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهـا
وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـي السَهـلِ وَالعَلَـمِ
تَساءَلـوا عَـن عَظيـمٍ قَـد أَلَـمَّ بِهِـم
رَمـى المَشايِـخَ وَالـوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ
يـا جاهِليـنَ عَلـى الهـادي وَدَعوَتِـهِ
هَـل تَجهَلـونَ مَكـانَ الصـادِقِ العَلَـمِ
لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــي صِـغَـرٍ
وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَــولٍ بِمُتَّـهَـمِ
فـاقَ البُـدورَ وَفـاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم
بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ
جـاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت
وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيـرِ مُنـصَـرِمِ
آياتُـهُ كُلَّمـا طــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ
يَزينُـهُـنَّ جَــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ
يَكـادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ
يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالـرَحِـمِ
يـا أَفصَـحَ الناطِقيـنَ الضـادَ قاطِبَـةً
حَديثُـكَ الشَهـدُ عِنـدَ الذائِـقِ الفَهِـمِ
حَلَّيـتَ مِـن عَطَـلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ
فـي كُـلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ
بِكُـلِّ قَــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ
تُحـيِ القُلـوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ
سَـرَت بَشائِـرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَـرَبٍ
وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِـن عُجُـمِ
ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِ القُـدُمِ
أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـى لا تَمُـرُّ بِهِـم
إِلّا عَلـى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ
وَالأَرضُ مَملـوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ
لِكُـلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلـقِ مُحتَـكِـمِ
مُسَيطِـرُ الفُـرسِ يَبغـي فـي رَعِيَّتِـهِ
وَقَيصَرُ الـرومِ مِـن كِبـرٍ أَصَـمُّ عَـمِ
يُعَذِّبـانِ عِبـادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ
وَيَذبَـحـانِ كَـمـا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ
وَالخَلـقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم
كَاللَيـثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ
أَسـرى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلـى قَـدَمِ
لَمّـا خَطَـرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم
كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ
صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُـلُّ ذي خَـطَـرٍ
وَمَـن يَفُـز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ
جُبتَ السَمـاواتِ أَو مـا فَوقَهُـنَّ بِهِـم
عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّـــةِ الـلُـجُـمِ
مَشيئَـةُ الخالِـقِ الـبـاري وَصَنعَـتُـهُ
وَقُـدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُـهَـمِ
حَتّـى بَلَغـتَ سَمـاءً لا يُـطـارُ لَـهـا
عَلـى جَنـاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَــدَمِ
وَقيـلَ كُــلُّ نَـبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ
وَيـا مُحَمَّـدُ هَـذا الـعَـرشُ فَاِستَـلِـمِ
خَطَطـتَ لِلديـنِ وَالدُنـيـا عُلومَهُـمـا
يا قارِئَ اللَـوحِ بَـل يـا لامِـسَ القَلَـمِ
أَحَطـتَ بَينَهُمـا بِالـسِـرِّ وَاِنكَشَـفَـت

__________________
السيد عبد الرازق

السيد عبد الرازق 06-09-2006 02:50 PM

لَـكَ الخَزائِـنُ مِـن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ
وَضاعَفَ القُربُ مـا قُلِّـدتَ مِـن مِنَـنٍ
بِـلا عِـدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِـعَـمِ
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَـولَ الغـارِ سائِمَـةً
لَـولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَــم تُـسَـمَ
هَل أَبصَروا الأَثَـرَ الوَضّـاءَ أَم سَمِعـوا
هَمـسَ التَسابيـحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ
وَهَـل تَمَثَّـلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَـهُـم
كَالغـابِ وَالحائِمـاتُ وَالزُغـبُ كَالرُخَـمِ
فَـأَدبَـروا وَوُجــوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم
كَباطِـلٍ مِـن جَـلالِ الـحَـقِّ مُنـهَـزِمِ
لَـولا يَـدُ اللَـهِ بِالجارَيـنَ مـا سَلِمـا
وَعَينُـهُ حَـولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ
تَـوارَيـا بِجَـنـاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا
وَمَـن يَضُـمُّ جَنـاحُ الـلَـهِ لا يُـضَـمِ
يا أَحمَـدَ الخَيـرِ لـي جـاهٌ بِتَسمِيَتـي
وَكَيـفَ لا يَتَسامـى بِالرَسـولِ سَـمـي
المادِحـونَ وَأَربـابُ الـهَـوى تَـبَـعٌ
لِصاحِـبِ البُـردَةِ الفَيحـاءِ ذي الـقَـدَمِ
مَديحُـهُ فيـكَ حُـبٌّ خالِـصٌ وَهَــوىً
وَصـادِقُ الحُـبِّ يُملـي صـادِقَ الكَلَـمِ
الـلَـهُ يَشـهَـدُ أَنّــي لا أُعـارِضُـهُ
من ذا يُعارِضُ صَـوبَ العـارِضِ العَـرِمِ
وَإِنَّمـا أَنـا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَــن
يَغـبِـط وَلِـيَّـكَ لا يُـذمَـم وَلا يُـلَـمِ
هَـذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحـمَـنِ مُقتَـبَـسٌ
تَرمـي مَهابَـتُـهُ سَحـبـانَ بِالبَـكَـمِ
البَدرُ دونَكَ فـي حُسـنٍ وَفـي شَـرَفٍ
وَالبَحرُ دونَـكَ فـي خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ
شُـمُّ الجِبـالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَـضَـت
وَالأَنجُـمُ الزُهـرُ مـا واسَمتَهـا تَسِـمِ
وَاللَيـثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـدَ وَثبَـتِـهِ
إِذا مَشَيتَ إِلـى شاكـي السِـلاحِ كَمـي
تَهفـو إِلَـيـكَ وَإِن أَدمَـيـتَ حَبَّتَـهـا
فـي الحَـربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ
مَحَـبَّـةُ الـلَـهِ أَلقـاهـا وَهَيـبَـتُـهُ
عَلـى اِبـنِ آمِنَـةٍ فـي كُـلِّ مُصطَـدَمِ
كَأَنَّ وَجهَـكَ تَحـتَ النَقـعِ بَـدرُ دُجـىً
يُضـيءُ مُلتَثِـمـاً أَو غَـيـرَ مُلتَـثِـمِ
بَـدرٌ تَطَـلَّـعَ فــي بَــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ
كَغُـرَّةِ النَصـرِ تَجلـو داجِـيَ الظُـلَـمِ
ذُكِـرتَ بِاليُتـمِ فـي القُـرآنِ تَكـرِمَـةً
وَقيمَـةُ اللُؤلُـؤِ المَكنـونِ فـي اليُـتُـمِ
اللَـهُ قَسَّـمَ بَيـنَ الـنـاسِ رِزقَـهُـمُ
وَأَنـتَ خُيِّـرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِـسَـمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلـتَ فيـهِ نَعَـم
فَخيـرَةُ اللَـهِ فـي لا مِـنـكَ أَو نَـعَـمِ
أَخـوكَ عيسـى دَعـا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ
وَأَنـتَ أَحيَيـتَ أَجيـالاً مِـنَ الـزِمَـمِ
وَالجَهـلُ مَـوتٌ فَـإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً
فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِـنَ الرَجَـمِ
قالوا غَزَوتَ وَرُسـلُ اللَـهِ مـا بُعِثـوا
لِقَتـلِ نَفـسٍ وَلا جــاؤوا لِسَـفـكِ دَمِ
جَهـلٌ وَتَضليـلُ أَحــلامٍ وَسَفسَـطَـةٌ
فَتَحـتَ بِالسَيـفِ بَعـدَ الفَتـحِ بِالقَـلَـمِ
لَمّا أَتـى لَـكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ
تَكَفَّـلَ السَـيـفُ بِالجُـهّـالِ وَالعَـمَـم
ِوَالشَـرُّ إِن تَلقَـهُ بِالخَيـرِ ضِقـتَ بِـهِ
ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالـشَـرِّ يَنحَـسِـمِ
سَـلِ المَسيحِيَّـةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت
بِالصـابِ مِـن شَهَـواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ
طَريـدَةُ الشِـركِ يُؤذيهـا وَيوسِعُـهـا
فـي كُـلِّ حيـنٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـدَمِ
لَـولا حُمـاةٌ لَهـا هَـبّـوا لِنُصرَتِـهـا
بِالسَيفِ مـا اِنتَفَعَـت بِالرِفـقِ وَالرُحَـمِ
لَـولا مَكـانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِـلِـهِ
وَحُرمَـةٌ وَجَبَـت لِلـروحِ فـي الـقِـدَمِ
لَسُمِّرَ البَـدَنُ الطُهـرُ الشَريـفُ عَلـى
لَوحَينِ لَـم يَخـشَ مُؤذيـهِ وَلَـم يَجِـمِ
جَـلَّ المَسيـحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِـئُـهُ
إِنَّ العِقـابَ بِقَـدرِ الـذَنـبِ وَالـجُـرُمِ
أَخـو النَبِـيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نُــزُلٍ
فَـوقَ السَمـاءِ وَدونَ العَـرشِ مُحتَـرَمِ
عَلَّمتَهُـم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَـلـونَ بِــهِ
حَتّـى القِتـالَ وَمـا فيـهِ مِـنَ الذِمَـمِ
دَعَوتَهُـم لِجِـهـادٍ فـيـهِ سُـؤدُدُهُـم
وَالحَـربُ أُسُّ نِظـامِ الكَـونِ وَالأُمَــمِ
لَـولاهُ لَـم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـي زَمَــنٍ
ما طالَ مِـن عُمُـدٍ أَو قَـرَّ مِـن دُهُـمِ
تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كُــلَّ آوِنَــةٍ
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُـرِ الدُهُـمِ
بِالأَمسِ مالَت عُـروشٌ وَاِعتَلَـت سُـرُرٌ
لَـولا القَذائِـفُ لَـم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ
أَشيـاعُ عيسـى أَعَـدّوا كُـلَّ قاصِمَـةٍ
وَلَـم نُعِـدُّ سِـوى حــالاتِ مُنقَـصِـمِ
مَهما دُعيتَ إِلـى الهَيجـاءِ قُمـتَ لَهـا
تَرمـي بِأُسـدٍ وَيَرمـي اللَـهُ بِالـرُجُـمِ
عَلـى لِوائِـكَ مِنـهُـم كُــلُّ مُنتَـقِـمٍ
لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فــي الـلَـهِ مُعـتَـزِمِ
مُسَـبِّـحٍ لِلِـقـاءِ الـلَـهِ مُـضـطَـرِمٍ
شَوقاً عَلـى سابِـخٍ كَالبَـرقِ مُضطَـرِمِ
لَو صادَفَ الدَهـرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمـى
بِعَزمِـهِ فـي رِحـالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ
بيضٌ مَفاليلُ مِـن فِعـلِ الحُـروبِ بِهِـم
مِـن أَسيُـفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُـذُمُ
كَم في التُـرابِ إِذا فَتَّشـتَ عَـن رَجُـلٍ
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَـن مـاتَ بِالقَسَـمِ
لَولا مَواهِـبُ فـي بَعـضِ الأَنـامِ لَمـا
تَفـاوَتَ النـاسُ فـي الأَقـدارِ وَالقِيَـمِ
شَريعَـةٌ لَـكَ فَجَّـرتَ العُـقـولَ بِـهـا
عَـن زاخِـرٍ بِصُنـوفِ العِلـمِ مُلتَـطِـمِ
يَلـوحُ حَـولَ سَنـا التَوحيـدِ جَوهَرُهـا
كَالحَلـيِ لِلسَيـفِ أَو كَالوَشـيِ لِلعَـلَـمِ
غَـرّاءُ حامَـت عَلَيهـا أَنفُـسٌ وَنُهـىً
وَمَن يَجِـد سَلسَـلاً مِـن حِكمَـةٍ يَحُـمِ
نـورُ السَبيـلِ يُسـاسُ العالِمـونَ بِهـا
تَكَفَّلَـت بِشَـبـابِ الـدَهـرِ وَالـهَـرَمِ
يَجري الزَمـانُ وَأَحكـامُ الزَمـانِ عَلـى
حُكـمٍ لَهـا نافِـذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ
لَمّـا اِعتَلَـت دَولَـةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت
مَشَـت مَمالِكُـهُ فـي نـورِهـا التَـمَـمِ
وَعَلَّـمَـت أُمَّــةً بِالقَـفـرِ نـازِلَــةً
رَعـيَ القَياصِـرِ بَعـدَ الشـاءِ وَالنَعَـمِ
كَـم شَيَّـدَ المُصلِحـونَ العامِلـونَ بِهـا
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكـاً بـاذِخَ العِظَـمِ
لِلعِلـمِ وَالعَـدلِ وَالتَمديـنِ مـا عَزَمـوا
مِنَ الأُمـورِ وَمـا شَـدّوا مِـنَ الحُـزُمِ
سُرعـانَ مـا فَتَحـوا الدُنيـا لِمِلَّتِـهِـم
وَأَنهَلوا النـاسَ مِـن سَلسالِهـا الشَبِـمِ
ساروا عَلَيها هُـداةَ النـاسِ فَهـيَ بِهِـم
إِلـى الفَـلاحِ طَريـقٌ واضِـحُ العَـظَـمِ
لا يَهـدِمُ الدَهـرُ رُكنـاً شـادَ عَدلَـهُـمُ
وَحائِـطُ البَغـيِ إِن تَلمَـسـهُ يَنـهَـدِمِ
نالوا السَعادَةَ فـي الدارَيـنِ وَاِجتَمَعـوا
عَلـى عَميـمٍ مِـنَ الرُضـوانِ مُقتَسَـمِ
دَع عَنـكَ رومـا وَآثينـا وَمـا حَوَتـا
كُـلُّ اليَواقيـتِ فـي بَـغـدادَ وَالـتُـوَمِ
وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَــدِلُّ بِــهِ
هَـوىً عَلـى أَثَـرِ النيـرانِ وَالأَيُــمِ
وَاِترُك رَعمَسيـسَ إِنَّ المُلـكَ مَظهَـرُهُ
في نَهضَةِ العَدلِ لا فـي نَهضَـةِ الهَـرَمِ
دارُ الشَرائِـعِ رومـا كُلَّـمـا ذُكِــرَت
دارُ السَـلامِ لَهـا أَلقَـت يَـدَ السَـلَـمِ
مـا ضارَعَتهـا بَيانـاً عِـنـدَ مُلـتَـأَمٍ
وَلا حَكَتهـا قَضـاءً عِـنـدَ مُختَـصَـمِ
وَلا اِحتَوَت فـي طِـرازٍ مِـن قَياصِرِهـا
عَلـى رَشـيـدٍ وَمَـأمـونٍ وَمُعتَـصِـمِ
مَـنِ الَّـذيـنَ إِذا ســارَت كَتائِبُـهُـم
تَصَـرَّفـوا بِـحُـدودِ الأَرضِ وَالتُـخَـمِ
وَيَجلِـسـونَ إِلــى عِـلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ
فَـلا يُدانَـونَ فـي عَـقـلٍ وَلا فَـهَـمِ
يُطَأطِـئُ العُلَمـاءُ الـهـامَ إِن نَبَـسـوا
مِن هَيبَـةِ العِلـمِ لا مِـن هَيبَـةِ الحُكُـمِ
وَيُمطِـرونَ فَمـا بِـالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ
وَلا بِمَن باتَ فَـوقَ الأَرضِ مِـن عُـدُمِ
خَلائِـفُ اللَـهِ جَلّـوا عَـن مُـوازَنَـةٍ
فَـلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الــوَرى بِـهِـمِ
مَـن فـي البَرِيَّـةِ كَالفـاروقِ مَعـدَلَـةً
وَكَاِبنِ عَبـدِ العَزيـزِ الخاشِـعِ الحَشِـمِ
وَكَالإِمـامِ إِذا مــا فَــضَّ مُزدَحِـمـاً
بِمَدمَـعٍ فـي مَآقـي الـقَـومِ مُـزدَحِـمِ
الزاخِـرُ العَـذبُ فـي عِلـمٍ وَفـي أَدَبٍ
وَالناصِرُ النَدبِ فـي حَـربٍ وَفـي سَلَـمِ
أَو كَاِبـنِ عَفّـانَ وَالقُـرآنُ فـي يَــدِهِ
يَحنو عَلَيـهِ كَمـا تَحنـو عَلـى الفُطُـمِ
وَيَجـمَـعُ الآيَ تَرتيـبـاً وَيَنظُـمُـهـا
عِقـداً بِجيـدِ اللَيالـي غَيـرَ مُنفَـصِـمِ
جُرحانِ فـي كَبِـدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا
جُرحُ الشَهيـدِ وَجُـرحٌ بِالكِتـابِ دَمـي
وَمـا بَــلاءُ أَبــي بَـكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ
بَعـدَ الجَلائِـلِ فـي الأَفعـالِ وَالـخِـدَمِ
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حـاطَ الديـنَ فـي مِحَـنٍ
أَضَلَّـتِ الحُلـمَ مِـن كَـهـلٍ وَمُحتَـلِـمِ
وَحِدنَ بِالراشِـدِ الفـاروقِ عَـن رُشـدٍ
في المَـوتِ وَهـوَ يَقيـنٌ غَيـرُ مُنبَهِـمِ
يُـجـادِلُ الـقَـومَ مُسـتَـلّاً مُـهَـنَّـدَهُ
في أَعظَمِ الرُسلِ قَـدراً كَيـفَ لَـم يَـدُمِ
لا تَعذُلـوهُ إِذا طـافَ الـذُهـولُ بِــهِ
ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَـبُّ عَـن رَغَـمِ
يـا رَبِّ صَـلِّ وَسَلِّـم مـا أَرَدتَ عَلـى
نَزيـلِ عَرشِـكَ خَيـرِ الرُسـلِ كُلِّـهِـمِ
مُحـيِ اللَيـالـي صَــلاةً لا يُقَطِّعُـهـا
إِلّا بِدَمـعٍ مِــنَ الإِشـفـاقِ مُنسَـجِـمِ
مُسَبِّحـاً لَـكَ جُنـحَ اللَـيـلِ مُحتَـمِـلاً
ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُـرّاً مِـنَ الـوَرَمِ
رَضِيَّـةٌ نَفـسُـهُ لا تَشتَـكـي سَـأَمـاً
وَما مَعَ الحُـبِّ إِن أَخلَصـتَ مِـن سَـأَمِ
وَصَـلِّ رَبّـي عَلـى آلٍ لَــهُ نُـخَـبٍ
جَعَلـتَ فيهِـم لِـواءَ البَيـتِ وَالـحَـرَمِ
بيضُ الوُجوهِ وَوَجـهُ الدَهـرِ ذو حَلَـكٍ
شُمُّ الأُنـوفِ وَأَنـفُ الحادِثـاتِ حَمـى
وَأَهـدِ خَيـرَ صَـلاةٍ مِـنـكَ أَربَـعَـةً
في الصَحبِ صُحبَتُهُـم مَرعِيَّـةُ الحُـرَمِ
الراكِبيـنَ إِذا نــادى النَـبِـيُّ بِـهِـم
ما هالَ مِـن جَلَـلٍ وَاِشتَـدَّ مِـن عَمَـم
الصابِريـنَ وَنَـفـسُ الأَرضِ واجِـفَـةٌ
الضاحِكيـنَ إِلـى الأَخـطـارِ وَالقُـحَـمِ
يـا رَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـن مَنِيَّتِـهـا
وَاِستَيقَظَـت أُمَـمٌ مِـن رَقـدَةِ الـعَـدَمِ
سَعـدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنــتَ مالِـكُـهُ
تُديـلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِــن نِـقَـمِ
رَأى قَـضـاؤُكَ فيـنـا رَأيَ حِكمَـتِـهِ
أَكـرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَـقِـمِ
فَاِلطُـف لِأَجـلِ رَسـولِ العالَميـنَ بِنـا
وَلا تَـزِد قَـومَـهُ خَسـفـاً وَلا تُـسِـمِ
يـا رَبِّ أَحسَنـتَ بَـدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ
فَتَمِّـمِ الفَضـلَ وَاِمنَـح حُسـنَ مُختَتَـمِ

السيد عبد الرازق 06-09-2006 02:53 PM

يا سيد السادات جئتك قاصدا لأبي حنيفة النعمان رحمه الله .
 
يا سيد السادات جئتك قاصدا لأبي حنيفة النعمان رحمه الله .

--------------------------------------------------------------------------------

يا سيد السادات جئتك قاصدا لأبي حنيفة النعمان رحمه الله .

قصيدة يا سيد السادات لابي حنيفة النعمان
كتب أبي حنيفه هذه القصيدة ليتقرب بها من رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لينشدها بين يديه في أثناء زيارته ، و لم يطلع عليها أحد.
فلما وصل الى المدينة المنورة، سمع المؤذن ينشدها على المئذنة،! فعجب من ذلك و انتظر المؤذن.
فسأله: لمن هذه القصيدة؟!.
قال :لأبي حنيفة.
قال: أتعرفه؟.
قال: لا.
قال: و عمن أخذتها؟!.
قال: في رؤياي أنشدها بين يدي المصطفى صلى الله عليه و سلم، فحفظتها و ناجيته بها على المئذنة.
فدمعت عينا أبي حنيفة..


يا سيد السادات جئتك قاصدا أرجو رضاك و أحتمي بحماكا
و الله ياخير الخلائق ان لي قلبا مشوقا لا يروم سواكا

و بحق جاهك انني بك مغرم و الله يعلم أنني أهواكا
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ كلا و لا خلق الورى لولاكا

أنت الذي من نورك البدر اكتسى و الشمس مشرقة بنور بهاكا
أنت الذي لما رفعت الى السما بك قد سمت و تزينت لسراكا

انت الذى نا داك ربك مرحبا ولقد دعاك لقربه وحبا كا
أنت الذى فينا سالت شفاعة ناداك ربك لم تكن لسواكا

أ نت الذى لما توسل آدم من زلة بك فاز وهوأ باكا
وبك الخليل دعا فعادت ناره بردا وقد خمدت بنور سناكا

ودعاك أ يوب لضر مسه فأزيل عنه الضر حين دعاكا
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا بصفات حسنك مادحا لعلاكا

وكذاك موسى لم يزل متوسلا بك فى القيامة محتم بحماكا
والأ نبياء وكل خلق فى الورى والرسل والأ ملاك تحت لوا كا

لك معجزات أعجزت كل الورى وفضائل جلت فليس تحا كى
نطق الذراع بسِمه لك معلنا والضب قد لباك حين أتاكا

والذئب جاءك والغزالة قدأتت بك تستجير وتحتمى بحماكا
وكذا الوحوش أ تت إليك وسلمت وشكى البعير إليك حين رآكا

ودعوت أشجارا أتتك مطيعة وسمعت إليك مجيبة لندا كا
والماء فاض براحتيك وسبحت صم الحصى بالفضل فى يمناكا

وعليك ظللت الغمامة فى الورى والجذع حن إلى كريم لقا كا
وكذاك لا أثر لمشيك فى الثرى والصخر قد غاصت به قدما كا

وشفيت ذا العاهات من أمراضه وملات كل الارض من جدواكا
ورددت عين قتادة بعد العمى وابن الحصين شفيته بشفاكا

وكذا حبيب وابن عفر بعدما جرحا شفيتهما بلمس يداكا
و علي من رمد به داويته في خيبر فشفى بطبيب لماكا

وسألت ربك في ابن جابر بعدما أن مات أحياه وقد أرضاكا
و مسست شاة لأم معبد بعدما ما نشفت فدرت من شفاكا رقياكا

و دعوت عام القحط ربك معلنا فانهال قطر السحب حين دعاكا
ودعوت كل الخلق فانقادوا الى دعواك طوعا سامعين نداكا

و خفضت دين الكفر يا علم الهدى ورفعت دينك فاستقام هناكا
أعداك عادو في القليب بجمعهم صرعى وقد حرموا الرضا بجفاكا

في يوم بدر قد أتتك ملائك من عند ربك قاتلت أعداكا
و الفتح جاءك يوم فتحك مكة و النصر في الأحزاب قد وافاكا

هود و يونس من بهاك تجملا و جمال يوسف من ضياء سناكا
قد فقت يا طه جميع الأنبيا طرا فسبحان الذي أسراكا

و الله يا يسين مثلك لم يكن في العالمين و حق من نباكا
عن وصفك الشعراء يا مدثر عجزوا و كلوا عن صفات علاكا

انجيل عيسى قد أتى بك مخبرا و لنا الكتاب أتى بمدح حلاكا
ماذا يقول المادحون وما عسى أن تجمع الكتَاب من معناكا؟!

و الله لو أنَ البحار مدادهم و الشعب أقلام جعلن لذاكا
لم تقدر الثقلان تجمع نزره أبدا و ما اسطاعوا له ادراكا

بك لي فؤاد مغرم يا سيدي و حشاشة محشوة بهواكا
فاذا سكتُ ففيك صمتي كله و اذا نطقت فمادحا علياكا

و اذا سمعت فعنك قولا طيبا و اذا نظرت فما أرى الاَكا
يا مالكي كن شافعي في فاقتي انيِ فقير في الورى لغناكا

يا أكرم الثقلين يا كنز الغنى جد لي بجودك و ارضني برضاكا
أنا طامع بالجود منك و لم يكن لأبي حنيفة في الأنام سواكا

فعساك تشفع فيه عند حسابه فلقد غدا متمسكا بعراكا
فلأنت أكرم شافع و مشفع ومن التجى بحماك نال رضاكا

فاجعل قراى شفاعة لي في غد فعسى أرى في الحشر تحت لواكا
صلى عليك الله يا علم الهدى ما حنَ مشتاق الى مثواكا

و على صحابتك الكرام جميعهم و التَابعين و كلَ من والاكاج
__________________

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:20 PM

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير
 
[ بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

--------------------------------------------------------------------------------

بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ
تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ * مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّهاصَدَقَتْ * مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها * فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ
فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها * كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ * إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ
فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ * إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ
كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا * ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبـاطيلُ
أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها * ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ
أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لايُـبَلِّغُها * إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ
ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاّغُـذافِـرَةٌ * لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ
مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ * عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ * إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ
ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْم مُـقَيَّدُها * فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكوم مُـذَكَّرْةٌ * فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ
وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ * طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ * وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ * مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ
عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ * مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْهاومَـذْبَحَها * مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ * فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها *** عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ *** ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً *** لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ *** وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً *** كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ *** وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ *** قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ
نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها*** لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها *** مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ *** إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ *** لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ *** فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ *** يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* ** والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً *** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه *** أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ *** الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ *** فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ *** وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ *** مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما *** لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ *** أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّضامِزَةً *** ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ *** مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ *** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ *** بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ *** عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ *** مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ *** كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ *** ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ *** قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:21 PM

قدوم كعب على الرسول وقصيدته اللامية

قال ابن إسحاق : فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان في حاضره من عدوه فقالوا : هو مقتول فلما لم يجد من شيء بدا ، قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر فيها خوفه وإرجاف الوشاة به من عدوه ثم خرج حتى قدم المدينة ، فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة ، كما ذكر لي ، فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا رسول الله فقم إليه فاستأمنه .

فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إليه فوضع يده في يده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما ، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم " ، قال أنا يا رسول الله كعب بن زهير .

قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أنه وثب عليه رجل من الأنصار ، فقال يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه عنك ، فإنه قد جاء تائبا ، نازعا ( عما كان عليه ) فقال فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار ، لما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:23 PM

فقال في قصيدته التي قال حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا

إلا أغن غضيض الطرف مكحول

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة

لا يشتكى قصر منها ولا طول

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت

كأنه منهل بالروح معلول

شجت بذي شيم من ماء محنية

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول



تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه

من صوب غادية بيض يعاليل

فيا لها حلة لو أنها صدقت

بوعدها أو لو إن النصح مقبول

لكنها خلة قد سيط من دمها

فجع وولع وإخلاف وتبديل

فما تدوم على حال تكون بها

كما تلون في أثوابها الغول

وما تمسك بالعهد الذي زعمت

إلا كما يمسك الماء الغرابيل

فلا يغرنك ما منت وما وعدت

إن الأماني والأحلام تضليل



كانت مواعيد عرقوب لها مثلا

وما مواعيدها إلا الأباطيل

أرجو وآمل أن تدنو مودتها

وما إخال لدينا منك تنويل

أمست سعاد بأرض لا يبلغها

إلا العتاق النجيبات المراسيل

ولن يبلغها إلا عذافرة

لها على الأين إرقال وتبغيل

من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت

عرضتها طامس الأعلام مجهول

ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق

إذا توقدت الحزان والميل

ضخم مقلدها فعم مقيدها

في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

غلباء وجناء علكوم مذكرة

في دفها سعة قدامها ميل

وجلدها من أطوم ما يؤيسه

طلح بضاحية المتنين مهزول



حرف أخوها أبوها من مهجنة

وعمها خالها قوداء شمليل

يمشي القراد عليها ثم يزلقه

منها لبان وأقراب زهاليل

عيرانة قذفت بالنحض عن عرض

مرفقها عن بنات الزور مفتول

كأنما فات عينيها ومذبحها

من خطمها ومن اللحيين برطيل

تمر مثل عسيب النخل ذا خصل

في غارز لم تخونه الأحاليل

قنواء في حرتيها للبصير بها

عتق مبين وفي الخدين تسهيل

تخدي على يسرات وهي لاحقة

ذوابل مسهن الأرض تحليل

سمر العجايات يتركن الحصى زيما

لم يقهن رءوس الأكم تنعيل



كأن أوب ذراعيها وقد عرقت

وقد تلفع بالقور العساقيل

يوما يظل به الحرباء مصطخدا

كأن ضاحيه بالشمس مملول

وقال للقوم حاديهم وقد جعلت

ورق الجنادب يركضن الحصا قيلوا

شد النهار ذراعا عيطل نصف

قامت فجاوبها نكد مثاكيل

نواحة رخوة الضبعين ليس لها

لما نعى بكرها الناعون معقول

تفري اللبان بكفيها ومدرعها

مشقق عن تراقيها رعابيل

تسعى الغواة جنابيها وقولهم

إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول



وقال كل صديق كنت آمله

لا ألهينك إني عنك مشغول

فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم

فكل ما قدر الرحمن مفعول

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوما على آلة حدباء محمول

نبئت أن رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال

قرآن فيها مواعيظ وتفصيل

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم

أذنب ولو كثرت في الأقاويل

لقد أقوم مقاما لو يقوم به

أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل

لظل يرعد إلا أن يكون له

من الرسول بإذن الله تنويل

حتى وضعت يميني ما أنازعه

في كف ذي نقمات قيله القيل



فلهو أخوف عندي إذ أكلمه

وقيل إنك منسوب ومسئول

من ضيغم بضراء الأرض مخدره

في بطن عثر غيل دونه غيل

يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما

لحم من الناس معفور خراديل

إذا يساور قرنا لا يحل له

أن يترك القرن إلا وهو مفلول

منه تظل سباع الجو نافرة

ولا تمشي بواديه الأراجيل

ولا يزال بواديه أخو ثقة

مضرج البز والدرسان مأكول

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول

في عصبة من قريش قال قائلهم

ببطن مكة لما أسلموا زولوا

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف

عند اللقاء ولا ميل معازيل

شم العرانين أبطال لبوسهم

من نسج داود في الهيجا سرابيل

بيض سوابغ قد شكت لها حلق

كأنها حلق القفعاء مجدول



ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم

قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم

ضرب إذا عرد السود التنابيل

لا يقع الطعن إلا في نحورهم

وما لهم عن حياض الموت تهليل


قال ابن هشام : قال كعب هذه القصيدة بعد قدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبيته " حرف أخوها أبوها " وبيته " يمشي القراد " وبيته " عيرانة قذفت " ، وبيته " تمر مثل عسيب النخل " ، وبيته " تفري اللبان " وبيته " إذا يساور قرنا " وبيته " ولا يزال بوادي " : عن غير ابن إسحاق .



--------------------------------------------------------------------------------

قصيدة بانت سعاد

وذكر قصيدته

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول


وفيها قوله شجت بذي شبم .

يعني : الخمر وشجت كسرت من أعلاها لأن الشجة لا تكون إلا في الرأس والشيم البرد وأفرطه أي ملأه . والبيض اليعاليل السحاب وقيل جبال ينحدر الماء من أعلاها ، واليعاليل أيضا : الغدران واحدها يعلول لأنه يعل الأرض بمائه .

وقوله

يا ويحها خلة قد سيط من دمها


أي خلط بلحمها ودمها هذه الأخلاق التي وصفها بها من الولع وهو الخلف والكذب والمطل يقال ساط الدم والشراب إذا ضرب بعضه ببعض .

وقال الشاعر يصف عبد الله بن عباس :

صموت إذا ما زين الصمت أهله

وفتاق أبكار الكلام المختم

وعى ما حوى القرآن من كل حكمة

وسيطت له الآداب باللحم والدم


والغول التي تتراءى بالليل . والسعلاة ما تراءى بالنهار من الجن ، وقد أبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم الغول حيث قال لا عدوى ولا غول وليس يعارض هذا ما روي من قوله عليه السلام إذا تغولت الغيلان فارفعوا أصواتكم بالأذان وكذلك حديث أبي أيوب مع الغول حين أخذها ، لأن قوله عليه السلام " لا غول إنما أبطل به ما كانت الجاهلية تتقوله من أخبارها وخرافاتها معها " .

وقوله

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا


هو عرقوب بن صخر من العماليق الذين سكنوا يثرب ، وقيل بل هو من الأوس والخزرج ، وقصته في إخلاف الوعد مشهورة حين وعد أخاه بجنا نخلة له وعدا من بعد وعد ثم جذها ليلا ، ولم يعطه شيئا .

والتبغيل ضرب من السير سريع والحزان جمع حزن وهو ما غلظ من الأرض . والميل ما اتسع منها .

وقوله ترمي النجاد وأنشده أبو علي ترمي الغيوب وهو جمع غيب وهو ما غار من الأرض كما قال ابن مقبل

لزم الغلام وراء الغيب بالحجر


وقوله

حرف أبوها أخوها من مهجنة

وعمها خالها قوداء شمليل


القوداء الطويلة العنق . والشمليل السريعة . والحرف الناقة الضامر .

وقوله من مهجنة أي من إبل مهجنة مستكرمة هجان .

وقوله أبوها أخوها أي أنهما من جنس واحد من الكرم وقيل إنها من فحل حمل على أمه فجاءت بهذه الناقة فهو أبوها وأخوها ، وكانت للناقة التي هي أم هذه بنت أخرى من الفحل الأكبر فعمها خالها على هذا ، وهو عندهم من أكرم النتاج والقول الأول ذكره أبو علي القالي عن أبي سعيد فالله أعلم .

وقوله أقراب زهاليل أي خواصر ملس واحدها : زهلول والبرطيل حجر طويل ويقال للمعول أيضا : برطيل .

وقوله

ذوابل وقعهن الأرض تحليل


تحليل أي قليل . يقال ما أقام عندنا إلا كتحليل الألية وكتحلة المقسم وعليه حمل ابن قتيبة قوله عليه السلام لن تمسه النار إلا تحلة القسم وغلط أبا عبيد حيث فسره على القسم حقيقة . قال القتبي ليس في الآية قسم لأنه قال وإن منكم إلا واردها [ مريم : 71 ] ولم يقسم . قال الخطابي : هذه غفلة من ابن قتيبة فإن في أول الآية فوربك لنحشرنهم والشياطين وقوله وإن منكم إلا واردها داخل تحت القسم المتقدم .

وقوله بالقور العساقيل . القور جمع قارة وهي الحجارة السود . والعساقيل هنا السراب وهذا من المقلوب أراد وقد تلفعت القود بالعساقيل .

وفيها قوله تمشي الغواة بجنبيها ، أي بجنبي ناقته .

عن القول والقيل إعرابا ومعنى

وقوله

إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول


ويروى : وقيلهم وهو أحسن في المعنى ، وأولى بالصواب لأن القيل هو الكلام المقول فهو مبتدأ وقوله إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول خبر تقول إذا سئلت ما قيلك ؟ قيلي : إن الله واحد فقولك : إن الله واحد هو القيل والقول مصدر كالطحن والذبح والقيل اسم للمقول كالطحن والذبح بكسر أوله وإنما حسنت هذه الرواية لأن القول مصدر فيصير إنك يا ابن أبي سلمى في موضع المفعول فيه فيبقى المبتدأ بلا خبر إلا أن تجعل المقول هو القول على المجاز كما يسمى المخلوق خلقا ، وعلى هذا يكون قوله عز وجل وقيله يا رب [ الزخرف 88 ] في موضع البدل من القيل وكذلك قوله إلا قيلا سلاما سلاما [ الواقعة 26 ] منتصب بفعل مضمر فهو في موضع البدل من قيلا وكذلك قوله ومن أصدق من الله قيلا [ النساء 122 ] أي حديثا مقولا ، ومن هذا الباب مسألة من النحو ذكرها سيبويه ، وابن السراج في كتابه وأخذ الفارسي منهما ، أو من ابن السراج فكثيرا ما ينقل من كتابه بلفظه غير أنه أفسد هذه المسألة ولم يفهم ما أراد بها ، وذلك أنهما قالا : إذا قلت أول ما أقول إني أحمد الله بكسر الهمزة فهو على الحكاية فظن الفارسي أنه يريد على الحكاية بالقول فجعل إني أحمد الله في موضع المفعول بأقول فلما بقي له المبتدأ بلا خبر تكلف له تقديرا لا يعقل فقال تقديره أول ما أقول إني أحمد الله موجود أو ثابت فصار معنى كلامه إلى أن أول هذه الكلمة التي هي إني أحمد الله موجود أي أول هذه الكلمة موجود فآخرها إذا معدوم وهذا خلف من القول كما ترى ، وقد وافقه ابن جني عليه رأيته في بعض مسائله قال قلت لأبي علي لم لا يكون إني أحمد الله في موضع الخبر ، كما تقول أول سورة أقرؤها : إنا أعطيناك الكوثر [ الكوثر : 1 ] أو نحو هذا ولا يحتاج إلى حذف خبر قال فسكت ولم يجد جوابا ، وإنما معنى هذه المسألة أول ما أقول أي أول القيل الذي أقوله إني أحمد الله على حكاية الكلام المقول وهذا الذي أراد سيبويه ، وأبو بكر بن السراج فإن فتحت الهمزة من أن صار معنى الكلام أول القول لا أول القيل وكانت ما واقعة على المصدر وصار معناه أول قولي الحمد إذ الحمد قول ولم يبين مع فتح الهمزة كيف حمد الله هل قال الحمد لله بهذا اللفظ أو غيره وعلى كسر الهمزة قد بين كيف حمد حين افتتح كلامه بأنه قال إني أحمد الله بهذا اللفظ أو غيره وعلى كسر الهمزة قد بين كيف حمد حين افتتح كلامه بأنه قال إني أحمد الله بهذا اللفظ لا بلفظ آخر فقف على هذه المسألة وتدبرها إعرابا ومعنى ، فقل من أحكمها وحسبك أن الفارسي لم يفهم عمن قبله وجاء بالتخليط المتقدم والله المستعان .

عود إلى بانت سعاد

والخراديل القطع من اللحم وفي الحديث في صفة الصراط فمنهم الموبق بعمله ومنهم المخردل أي تخردل لحمه الكلاليب التي حول الصراط سمعت شيخنا الحافظ أبا بكر رحمه الله يقول تلك الكلاليب هي الشهوات لأنها تجذب العبد في الدنيا عن الاستقامة على سواء الصراط فتمثل له في الآخرة على نحو ذلك .

وقوله بضراء الأرض . الضراء ما واراك من شجر والخمر ما واراك من شجر وغيره .

وقوله بواديه الأراجيل أي الرجالة قيل إنه جمع الجمع كأنه جمع الرجل وهم الرجالة على أرجل ثم جمع أرجلا على أراجل وزاد الياء ضرورة . والدرس الثوب الخلق . والفقعاء شجرة لها ثمر كأنه حلق .

ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أنشده كعب

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول


نظر إلى أصحابه كالمعجب لهم من حسن القول وجودة الشعر .

وقوله

ليس لهم عن حياض الموت تهليل


التهليل أي ينكص الرجل عن الأمر جبنا .

وقوله في الأنصار :

ضربوا عليا يوم بدر ضربة


بنو علي هم بنو كنانة ، يقال لهم بنو علي لما تقدم ذكره في هذا الكتاب وأراد ضربوا قريشا لأنهم من بني كنانة .

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:25 PM

استرضاء كعب الأنصار بمدحه إياهم

قال ابن إسحاق : وقال عاصم بن عمر بن قتادة : فلما قال كعب " إذا عرد السود التنابيل " ، وإنما يريدنا معشر الأنصار ، لما كان صاحبنا صنع به ما صنع وخص المهاجرين من قريش من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدحته غضبت عليه الأنصار ; فقال بعد أن أسلم يمدح الأنصار ، ويذكر بلاءهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعهم من اليمن

من سره كرم الحياة فلا يزل

في مقنب من صالحي الأنصار

ورقوا المكارم كابرا عن كابر

إن الخيار هم بنو الأخيار

المكرهين السمهري بأذرع

كسوالف الهندي غير قصار

والناظرين بأعين محمرة

كالجمر غير كليلة الأبصار

والبائعين نفوسهم لنبيهم

للموت يوم تعانق وكرار

والقائدين الناس على أديانهم

بالمشرفي وبالقنا الخطار

يتطهرون يرونه نسكا لهم

بدماء من علقوا من الكفار

دربوا كما دربت ببطن خفية

غلب الرقاب من الأسود ضواري

وإذا حللت ليمنعوك إليهم

أصبحت عند معاقل الأعفار

ضربوا عليا يوم بدر ضربة

دانت لوقعتها جميع نزار

لو يعلم الأقوام علمي كله

فيهم لصدقني الذين أماري

قوم إذا خوت النجوم فإنهم

للطارقين النازلين مقاري

في الغر من غسان من جرثومة

أغيت محافرها على المنقار


قال ابن هشام : ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين أنشده " بانت سعاد فقلبي اليوم متبول " : لولا ذكرت الأنصار بخير ، فإنهم لذلك أهل فقال كعب هذه الأبيات وهي في قصيدة له .

قال ابن هشام : وذكر لي عن علي بن زيد بن جدعان أنه قال أنشد كعب بن زهير رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول



--------------------------------------------------------------------------------

وقوله إذا عرد السود التنابيل جمع تنبال وهو القصير وقوله عرد أي هرب . قال الشاعر

يعرد عنه صحبه وصديقه

وينبش عنه كلبه وهو ضاربه


علة السواد في أهل اليمن وشرح بيت لحسان

وجعلهم سودا لما خالط أهل اليمن من السودان عند غلبة الحبشة على بلادهم ولذلك قال حسان في آل جفنة

أولاد جفنة حول قبر أبيهم

بيض الوجوه من الطراز الأول


يعني بقوله من الطراز الأول أن آل جفنة كانوا من اليمن ، ثم استوطنوا الشام بعد سيل العرم ، فلم يخالطهم السودان كما خالطوا من كان من اليمن ، من الطراز الأول الذي كانوا عليه في ألوانهم وأخلاقهم .

وقوله حول قبر أبيهم أي إنهم لعزهم لم يجلوا عن منازلهم قط ، ولا فارقوا قبر أبيهم .

مدح آخر لكعب

ومما أجاد فيه كعب بن زهير قوله يمدح النبي صلى الله عليه وسلم

تخدي به الناقة الأدماء معتجرا

بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم

ففي عطافيه أو أثناء بردته

ما يعلم الله من دين ومن كرم

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:26 PM

أمر كعب بن زهير بعد الانصراف عن الطائف

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من منصرفه عن الطائف كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأن من بقي من شعراء قريش ، ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب ، قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا ، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض وكان كعب بن زهير قد قال

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة

فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا ؟

فبين لنا إن كنت لست بفاعل

على أي شيء غير ذلك دلكا

على خلق لم ألف يوما أباله

عليه وما تلفي عليه أبا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف

ولا قائل إما عثرت لعا لكا

سقاك بها المأمون كأسا روية

فأنهلك المأمون منها وعلكا


قال ابن هشام : ويروى " المأمور " . وقوله " فبين لنا " عن غير ابن إسحاق .

وأنشدني بعض أهل العلم بالشعر وحديثه

من مبلغ عني بجيرا رسالة

فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا

شربت مع المأمون كأسا روية

فأنهلك المأمون منها وعلكا

وخالفت أسباب الهدى واتبعته

على أي شيء ويب غيرك دلكا

على خلق لم تلف أما ولا أبا

عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف

ولا قائل إما عثرت لعا لكا


قال وبعث بها إلى بجير فلما أتت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع سقاك بها المأمون صدق وإنه لكذوب أنا المأمون : ولما سمع " على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه " قال أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه ثم قال بجير لكعب

من مبلغ كعبا فهل لك في التي

تلوم عليها باطلا وهي أحزم

إلى الله ( لا العزى ولا اللات ) وحده

فتنجو إذا كان النجاء وتسلم

لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت

من الناس إلا طاهر القلب مسلم

فدين زهير وهو لا شيء دينه

ودين أبي سلمى علي محرم


قال ابن إسحاق : وإنما يقول كعب " المأمون " ، ويقال " المأمور " في قول ابن هشام : لقول قريش الذي كانت تقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم .


--------------------------------------------------------------------------------

شعر بجير وكعب ابني زهير

فصل

وذكر قصة بجير بن زهير بن أبي سلمى ، واسم أبي سلمى : ربيعة بن رياح أحد بني مزينة .

وفي شعر كعب إلى أخيه بجير

سقاك به المأمون كأسا روية


ويروى : المحمود في غير رواية ابن إسحاق ، أراد بالمحمود محمدا - صلى الله عليه وسلم - وكذلك المأمون والأمين كانت قريش تسمي بهما النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة .

وقوله لأخيه بجير

على خلق لم تلف أما ولا أبا

عليه ولم تدرك عليه أخا لكا


إنما قال ذلك لأن أمهما واحدة وهي كبشة بنت عمار السحيمية فيما ذكر ابن الأعرابي عن ابن الكلبي .

وقوله إما عثرت لعا لكا ، كلمة تقال للعاثر دعاء له بالإقالة قال الأعشى :

فالتعس أدنى لها

من أن يقال لعا لها


وأنشد أبو عبيد :

فلا لعا لبني فعلان إذ عثروا


وقول بجير

ودين زهير وهو لا شيء دينه


رواية مستقيمة وقد رواه القالي فقال وهو لا شيء غيره وفسره على التقديم والتأخير أراد ودين زهير غيره وهو لا شيء .

ورواية ابن إسحاق أبعد من الإشكال وأصح ، والله أعلم .

وكعب هذا من فحول الشعراء هو وأبوه زهير وكذلك ابنه عقبة بن كعب بن زهير يعرف عقبة بالمضرب وابن عقبة العوام شاعر أيضا ، وهو الذي يقول

ألا ليت شعري هل تغير بعدنا

ملاحة عيني أم عمرو وجيدها

وهل بليت أثوابها بعد جدة

ألا حبذ أخلاقها وجديدها


ومما يستحسن ويستجاد من قول كعب

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني

سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

فالنفس واحدة والهم منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر


وقوله

إن كنت لا ترهب ذمي

لما تعرف من صفحي عن الجاهل

فاخش سكوتي إذ أنا منصت

فيك لمسموع خنا القائل

فالسامع الذم شريك له

ومطعم المأكول كالآكل

مقالة السوء إلى أهلها

أسرع من منحدر سائل

ومن دعا الناس إلى ذمه

ذموه بالحق وبالباطل

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:28 PM

بانت سعاد" في مدح الرسول صلوات الله وسلامه عليه /


بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ مُتيَّمٌ إثرها لم يفد مكبولُ

وما سعاد غداةَ البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول

أرجو وآمل أن تدنو مودتها وما إخال لدينا منك تنويل

**

نُبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل

إن الرسول لنور يُستضاء به مهند من سيوف الله مسلول

**

في عصبةٍ من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا

لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم عن حياض الموت تهليل

هذه بعض أبيات القصيدة العصماء التي أتى بها كعب بن زهير بن أبي سلمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلمًا وتائبًا عَمَّا كان منه من هجاء للمسلمين، وقد عرفت تلك القصيدة في تاريخ الأدب العربي بـ"البردة" لأن الرسول –عليه الصلاة والسلام- عندما سمعها استحسنها وخلع على كعبٍ بردته لتكون وسامًا لكعب على قصيدته التي أصبحت مَعلمًا، نحاول في عجالة استعراض أهميتها وأثرها:

1 - قصيدة "بانت سعاد" تكتسب أهميتها من ملابساتها التاريخية بما يفوق قيمتها الفنية التي لا نشكك فيها بالطبع، ولكنها تندرج في إطار القوالب العامة لقصائد الشعر الجاهلي؛ حيث حملت من أغراضه الغزل والنسيب والوصف والحماسة والمدح والاعتذار والحِكَم والأمثال، ومن ملامحه فخامة الألفاظ وقوة الجرس الموسيقي، وتسودها ملامح الحياة الصحراوية فترى فيها الرياح والرمال والجمال والسيوف. وهنا ملاحظة لطيفة وهي أن مؤرخي الشعر العربي يقولون: إن الشعر العباسي كان شعرًا نباتيًّا لما فيه من وصف الورود والخمائل والرياحين والبساتين، بينما الشعر الجاهلي كان حيوانيًّا؛ لما يكثر فيه من ذكر الخيول والجمال والظباء والكلاب..إلخ. ويكفي أن تعلم أن هذه القصيدة التي يبلغ عدد أبياتها ستين بيتًا كان نصيب الإبل منها عشرين بيتًا أي الثُلث، فإذا أضفنا ما ذكر فيها من حيوانات أخرى -كالفيل والأسد والظبي وغيرها- لكانت قصيدة "بانت سعاد" مصداقًا لهذه المقولة.. كما ننوه بأن هذه القصيدة على وزنٍ من أكثر الأوزان شيوعًا عند شعراء الجاهلية وصدر الإسلام وهو بحر البسيط ووزنه (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن) وقد نظم الشهابي هذا الوزن بقوله:"إذا بسطت يدي أدعو على فئةٍ .. لاموا عليك عسى تخلوا أماكنهم .. مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن .. فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم".

2 - قبل أن نتكلم عن تأثير القصيدة، نتكلم عن تأثرها. فإن "بانت سعاد" تمثل نمط القصيدة الجاهلية، كما أنها متأثرة أيضًا بصورة مباشرة بعدد من قصائد الشعراء السابقين والمعاصرين لكعب بن زهير فللأعشى قصيدة يقول مطلعها: بانت سعاد وأمسى حبلها رابا .. وأحدث النأي لي شوقًا وأوصابا. وللنابغة الذبياني قصيدة يقول فيها: بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما.. واحتلت الشرع فالأجزاع من إضما. ولطفيل الغنوي لامية يصف فيها محبوبته "شماء" بصفاتٍ تتطابق مع صفات سعاد كعب حيث يقول:

هل حبل شماء قبل البين موصول .. أم ليس للصرم عن شماء معدول

إذ هي أحوى من الربعي حاجبه .. والعين بالإثمد الحاري مكحول

إن تمسِ قد سمعت قيل الوشاة بنا .. وكل ما نطق الواشون تضليل

فما تجود بموعود فتنجزه .. أم لا فيأسٌ وإعراض وتجميلُ

ولا نريد الاسترسال في هذا الميدان الذي تكثر فيه الشواهد؛ لأن التأثير المتبادل بين شعراء العصر الواحد ظاهرة محسوسة تمليها طبائع الأمور؛ حيث تتشابه البيئة وتشترك التجارب وتفرض الأوزان والقوافي صبغتها على الموضوعات.

3 - "بانت سعاد" تتفرد بين فرائد الشعر العربي بما أحدثته من تأثير على مر العصور. وظهر هذا التأثير في حرص عشرات الشعراء، إما على معارضة القصيدة أو الاستفادة من صورها أو ألفاظها حتى تكونت مكتبة شعرية وافرة وثرية بتأثير قصيدة كعب. ومن أشهر قصائد المدائح النبوية التي عارضت "بانت سعاد" لامية الحميدي التي مطلعها:

بانت سُليمى ففكر الصب مشغول . . وقلبه من لظى الهجران مشغول
ولامية عبد الرحمن بن حسن:

لي في الهوى مذهبٌ ما عنه تحويل .. وما لحبي تغيير وتبديل

ولامية النابلسي:

هل في البروق عن الأحباب تعليل .. لا والذي ماله في الحكم تعليلُ

أما أشهر هذه المعارضات فهي لامية البوصيري التي يقول مطلعها:

إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسئول

فقد أشار في قصيدته إلى أنه يعارض بها قصيدة كعب، وأنه وإن وازن بها قوله فإنها لا تعادله في حسنه ولا تناظره، إلا كما تناظر المثاقيل ما يوزن بها من الدر، وهذا معنى جميل لم يسبقه إليه أحد إذ يقول:

لم أنتحلها ولم أغصب معانيها .. وغير مدحك مغصوب ومنحول

وما على قول كعبٍ أن توازنه .. فربما وازن الدرَّ المثاقيلُ

وهل تعادله حسنًا ومنطقها .. عن منطق العرب العرباء معدول

ثم يقول بعد هذه الأبيات: إنه لما كان غرضهما واحدًا -وهو مدح الرسول (ص)- فلا بأس من أن يغلبه كعب، فهو إنما يقفو أثره للبركة التي نالته بسببها؛ حيث استحق بها عفو الممدوح وصان بها دمه:

وحيث كنا معًا نرمي إلى غرضٍ .. فحبذا ناضلٌ منا ومنضولُ

إن أقف آثاره إني الغداة بها .. على طريق نجاحٍ منك مدلولُ

لما غفرت له ذنبًا وصنت دمًا .. لولا ذمامك أضحى وهو مطلولُ

رجوت غفران ذنبٍ موجبٍ تلفي .. له من النفس إملاءٌ وتسويل

4 – هناك أيضًا من هذه الألوان التأثير العلمي في ميدان الأدب والثقافة الإسلامية، ويتمثل في المؤلفات التي خصصت على مر العصور لشرح قصيدة "بانت سعاد" والتي بلغت عددًا كبيرًا تناثرت وتفرقت في مكتبات العالم بين المخطوط والمطبوع، ولم يبق منه سوى الذكر. على أية حال؛ فالمتوافر الآن من هذه الشروح حوالي خمسين، اختلفت في منطلقها ومنظورها إلى القصيدة؛ فمنها الشروح اللغوية مثل شرحِ السكري وشرح الخطيب التبريزي وشرح الأنباري وغيرها... والشروح النحوية كشرح البغدادي وشرح ابن هشام وغيرهما ... والشروح الأدبية وأهمها شرح السيوطي المسمى "كنه المراد في بيان بانت سعاد" وشرح جمال الدين بن هشام، ثم الشروح التي جنحت إلى النهج الصوفي مثل شرح الشيخ القدسي "الإسعاد في تحقيق بانت سعاد" وكذلك شرح محمد القاري وغيرهما... ولكم أن تتخيلوا حجم ما أضافته هذه الشروح للمكتبة العربية من مسائل وشواهد وآراء.

5 – من الأثر الشعري للقصيدة نجد، بالإضافة للمعارضة، تشطير أبيات القصيدة وتخميسها، ومن التشطير قول الشاعر:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. مدله حائرٌ والعقل معقول

معذبٌ في هواها هائمٌ دنِفٌ .. متيمٌ إثرها لم يفد مكبولُ

ومن التخميس قول الشاعر:

قلبي على حب من أهواه مجبول .. ونقل شوقي لدى العشاق مقبول

يا لائمي خلني فالعقل مخبول … .. بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيمٌ إثرها لم يفد مكبول
فإذا انتقلنا إلى الطرائف الأدبية والمُلح الشعرية نجد العديد من أرباب الفنون قد وظفوا القصيدة لنظم علومهم؛ فعلى سبيل المثال نظم بعض علماء مصطلح الحديث:

يا من حديث غرامي في محبتهم .. مسلسل وفؤادي منه معلولُ

حبي صحيحٌ ومقطوعٌ به ألمي .. عشقي حديثٌ قديم فيك منقول

ونظم بعض علماء النحو:

إن ميزوني بعطفٍ فهو بغيتهم .. وإن هم خفضوا دمعي فمحمول

هم عرفوني وكان الحال نكرني .. فكيف أصرف وجدي وهو معدولُ

وهناك من استعرض سور القرآن الكريم من خلال لامية معارضةٍ لكعب فكان مما قال:

تجمعوا زمرًا في كل واقعةٍ .. إلى القتال وجيش الكفر مخذولُ

وبالحديد فكم أبدوا مجادلةً .. للكافرين وسيف البغي مفلول

تبارك الله سبحان الإله لقد .. وافاه بالنصر عند الصف جبريلُ

والحقيقة أن التوسع في ذكر الأمثلة يحتاج إلى مجلدات، ولكن لا يفوتني هنا -من باب الدعابة – أن أنقل للمشاهد مثالاً لقصيدة لامية شطر فيها "الخفاجي" "بانت سعاد" وحشد في تشطيره ألفاظًا معجميةً غريبة فكان مما قال :

ولن يبلغها إلا عذافرةٌ صلخدمٌ عسلٌ سجحاء عيهول

قصية شيظمٌ علطوس ساهمةٌ لها على الأين إرقالٌ وتبغيلُ

غلباء وجناء علكوم مذكرةٌ عرفاس عرمس ما في اللحم ترهيل

هرجاب مائرة الضبعين عجلزةٌ في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

6 – هناك شبهة مثارة حول العاطفة الدينية والروح الإسلامية لكعب بن زهير ومصدر إثارتها سببان: الأول المقارنة بينه وبين سائر شعراء الرسول -صلى الله عليه وسلم- كحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما وهذه مقارنة غير منصفة لكعب، فهؤلاء من أصحاب السبق والصحبة أسلموا مبكرًا واقتربوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبوه طويلا وشهدوا مواقع الإسلام الكبرى وعاصروا نزول القرآن وأنشدوا الكثير من الأشعار التي تؤرخ لعصر النبوة، كانت العقيدة روحها، أما كعب فقد تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح، فلم ينل مثل ما نالوه من الشرف والرفعة، ولم يُتح له أن يسهم مثلما أسهموا بشعرهم في الدفاع عن الإسلام وبيان مبادئه.

أما السبب الثاني لهذه الشبهة فهو أن هؤلاء النقاد يحكمون على كعب فقط من خلال لاميته "بانت سعاد" بينما الرجل له أشعار أخرى تؤكد عاطفته الدينية؛ فهو القائل:

فأقسمت بالرحمن لا شيء غيره .. يمين امرئٍ برٍ ولا أتحللُ

لأستشعرن أعلى دريسي مسلمًا .. لوجه الذي يحيي الأنام ويقتل

ويقول:

أعلم أني متى ما يأتني قدري .. فليس يحبسه شحٌ ولا شفقُ

وقوله:

لعمرك - لولا رحمة الله- إنني .. لأمطو بجدٍ ما يريد ليرفعا

كما أن البردة نفسها لا تخلو من تعبيراتٍ ومضامين إسلامية في مواطن عدة على رأسها تكرار وصفه ومناداته للنبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مقام الاعتذار والاسترحام يقتضي -ما لم يكن مؤمنًا صادقًا- أن يقول يا سيد العرب أو يا سيد قريش .. ثم انظر إلى حديثه عن القدر في قوله:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته .. يومًا على آلة حدباء محمول
وقوله:

"فكل ما قدر الرحمن مفعول"
وحديثه عن جهاد الصحابة في عدة مواطن منها:

إن الرسول لسيف يُستضاء به.. مُهند من سيوف الله مسلول
وتعرجه على ذكر الهجرة النبوية المباركة بقوله:

في عصبةٍ من قريشٍ قال قائلهم .. ببطن مكة لما أسلموا زولوا
هذه فقط بعض الأدلة على بطلان الشبهة التي تقدح في حسن إسلام كعب بن زهيرٍ رضي الله عنه_.
__________________

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:34 PM

السلام عليكم
هذا شرح آخر مختصر للقصيدة منقول من احد المنتديات

تحليل قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول(ص) والاعتذار إليه
( بانت سعاد)

* صاحب النص :
صاحب النص هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني .عاش في الجاهلية و أدرك الإسلام ،و لذا فهو شاعر مخضرم . تتلمذ في الشعر على يد والده و حين رآه زهير يقول الشعر مبكرا ، منعه خشية أن يأتي منه بما لا خير فيه فيكون سبّة له و لأسرته التي كان لها في الشعر قدم راسخة و صيت بعيد . غير أن كعبا استمر ، فامتحنه والده امتحانا شديدا ن تأكد بعده من نبوغه و مقدرته الشعرية ، فسمح له بالانطلاق فيه فكان من المبرزين حتى أن الحطينة و هو من في ميزان الشعر ،رجاه أن يذكره في شعره . ملت في حدود سنة 662م.

* المناسبة :
كان كعب في اكتمال شبابه عندما ضخم أمر النبي و أخذ الناس يتحدثون بالإسلام . فأرسل أخاه بجيرا عام 628مإلى الرسول يستطلع الدين الجديد ،و ما أن اتصل بجير بمحمد حتى آمن به و بقي في المدينة ، فغضب كعب أشد الغضب ،و نظم أبياتا من الشعر يوبخ فيها بجيرا على ترك دين الآباء و يعرّض بالرسول فيقول :
ألا أبلغا عني بجيرا رسالـــة فهل لك في ما قلت، ويحك، هل لكا
سقاك بها المأمون كأسا رويــة فأنهلك المأمون منها وعـــلـكا
ففارقت أسباب الهدى واتبعتــه على أي شيء ويب غيرك، دلكــا
على مذهب لم تلف أما و لا أبـا عليه لم تعرف عليه أخا لكــــا
فإن أنت لم تفعل فلست بأسـف ولا قائل إمّا عثرت : لّعا لكـــا

و أرسل كعب بالأبيات إلى أخيه ، فاطلع عليها النبي و أهدر دمه ، فأرسل إليه أخوه بجير بما كان من الأمر ، و حثه على الإسراع في القدوم إلى النبي مسلما معتذرا ،و لكن كعب رفض ذلك و أراد الاحتماء بقبيلته فأبت عليه ذلك .




و كثر المرجفون به من أعدائه ،و سدت في وجهه السبل ،فاستجاب لنصح أخيه و قدم إلى المدينة سنة 630م و أتى الرسول و هو بين أصحابه في المسجد ، فجلس بين يديه و وضع يده في يده و النبي لا يعرفه ، و قال : يا رسول الله ، إن كعب بن زهير أتاك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه ؟ أجابه : نعم . قال: فأنا كعب . فوثب رجل من الأنصار قائلا : دعني يا نبي الله أضرب عنقه ،فكفه النبي (ص)عنه . و أنشد كعب حينئذ قصيدته "بانت سعاد "التي منها هذه الأبيات . و يقال أن النبي خلع عليه بردته حين وصل في الإنشاد إلى قوله : إن الرسول لسيف يستضاء به .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شرح أبيات القصيدة:

المجموعة (أ){1-4}:مقدمة غزلية (حزن الشاعر لفراق محبو بته )
في هذه الأبيات يصف الشاعر حالته النفسية و الحزن الذي أصيب به لفراق محبوبته التي تخيلها و أطلق عليها اسم سعاد ، فيقول : لقد تركتني سعاد و رحلت عني فدمر فراقها قلبي ، فأصبحت متعلقا بها ، مقيدان ثم يصف سعاد لحظة رحيلها مع قومها بأنها بدت كغزال في صوتها غنة و في عينيها حياء و اكتحال ، ويصفها عندما تقبل بأنها خفيفة من أعلاها دقيقة الخصر ،و عندما تدبر تبدو عظيمة العجزة كما أنها كانت معتدلة القامة فليست بالطويلة و لا القصيرة ، كما يصف اسنانها عندما تبتسم و ما فيها من ريق رطب راو كأنها مسقية بالخمر أكثر من مرة فهي مروية و بياضها ناصع .


السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:35 PM

* التحليل الفني :
1- بدأ الشاعر بالغزل على عادة الشعراء القدامى و يلاحظ أنه وصف حسي اقتصر على الوصف الخارجي للمحبوبة دون التعمق في نفسها و إبراز جمالها المعنوي ، ولقد اختار لمحبوبته الخيالية اسم (سعاد ) وذلك لأنه مشتق من ( السعد والإسعاد ) وهو سعيد بقبول الرسول اعتذاره ودخوله الدين الإسلامي ، كما أنه بدأ بالغزل للفت انتباه السامعين إليه و إلى شعره .(متبول /مكبول ) جناس ناقص لإعطاء الجرس الموسيقي وإبراز المعنى .
2- في هذا البيت شبه صورة سعاد لحظة رحيلها بصورة غزال في صوتها غنة وفي عينيها فتور وحياء واكتحال . وقد أكد هذا التشبيه عن طريق القصر والتوكيد بالأداة ( إلا ). هيفاء مقبلة / عجزاء مدبرة : مقابلة ( تقسيم يعطي جرسا موسيقيا / لإبراز المعنى وإيضاحه قصر / طول : طباق . في هذا البيت تشبيه ، فهو يشبه شدة لمعان أسنانها كأنها مسقية بالخمر نهلا أكثر من مرة . كما أن الشاعر يستخدم في هذا المقطع (الصورة الكلية) بما فيها من لون وحركة وصوت تنقل لنا المشهد وكأنه ماثل أمامنا نراه ونسمعه، فمن الألفاظ الدالة على اللون: )مكحول / عوارض / ظلم الراح ) ومن الألفاظ الدالة على الحركة: ( بانت / مكبول / مكحول / رحلوا / مقبلة / مدبرة/ تجلو / ابتسمت ) ومن الألفاظ الدالة على الصوت : ( قلبي / رحلوا / أغن ).

علل : على الرغم من المقدمة الغزلية الطويلة التي تغن فيها الشاعر بسعاد إلا أن الرسول (ص) لم يغضب .
1- لأنه يدرك غلبة التقاليد الفنية و عدم القدرة على الفكاك من سلطانها بسهولة .
2- رحابة صدره (ص) كانت تجعله يأخذ الناس كل على قدر تفكيره و يدرك أن الاستهلال مجرد نموذج فني لا يقصد لذاته فشعراء الإسلام رغم التزامهم بتلك التقاليد الفنية الموروثة كان إيمانهم قويا .
الشاعر عاش في الجاهلية أكثر مما عاش في الإسلام مما جعل أصالة التقاليد تتمكن من نفسه و لابد من مرور فترة زمنية كافية للإفلات من جاذبيتها .

المجموعة (ب) {5-10}: وصف حالة الشاعر وخوفه والجو النفسي المحيط به والاعتذار للرسول .(الاعتذار والاستعطاف )
في هذه الأبيات يذكر الشاعر سعي الوشاة الذين وشوا به إلى النبي ، وبين كيف أنه استجار بأصحابه و بني قومه فما أجاروه مما جعله وحيدا لا يجد غير الله يلجأ إليه و يسلمه أمره ،فكل ما قدر الله كائن لابد من وقوعه ، كما أن كل إنسان لابد و أن يحمل على النعش يوما لذلك فلن يخيفه الموت و سيقدم على الرسول (ص) وكله أمل في عفوه وصفحه وتأمينه من آثار وعيده ، فهو الرسول المعروف بالعفو والصفح و هو الذي أعطاه الله نعمة القرآن التي فيها بيان و توضيح لأمور الدين الإسلامي ، و يطلب منه عدم معاقبته بأكاذيب النمامين الوشاة حتى و إن كانت كثيرة إلا أنها ملفقة مفتراة .

* التحليل الفني :
في هذا المقطع يساير الشاعر كعب بن زهير النابغة الذبياني في مزج المدح والاعتذار . وتسيطر عليه عاطفة يمتزج فيها الخوف و الرجاء و الإعجاب .
5- تعبير حقيقي .
6- خلوا : أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر الغرض منه الالتماس .
لا أبالكم : أسلوب إنشائي طلبي يفيد النفي بغرض الدعاء ، يدعو على من يخوّفه بفقد الأب (يدعوا عليهم بألا يكون لهم أصل ولا أب )
7- ابن أنثى : كناية عن الإنسان . وهو موصوف .
آلة حدباء : كناية عن النعش . وهو موصوف .
و في البيتين (6-7) حكمة فهو متأثر في ذلك بوالده زهير.
8- كما أنه يكرر لفظ (رسول الله ) وذلك للتعظيم . (أسلوب خبري )
9- مهلا : أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر الغرض منه الالتماس .
الذي أعطاك نافلة القرآن : كناية عن الله سبحانه و تعالى ، ولفظة (نافلة ) توحي بأن الله أتم على الرسول بعلوم كثيرة (الرسالة والنبوة ) وجعل الكتاب زيادة على تلك العلوم .
(8-9) فيهما أسلوب ( التفات ) فقد تحول من ضمير الغيبة إلى ضمير الخطاب وذلك تنشيطا للأذهان .
10- لا تأخذني : أسلوب إنشائي طلبي يفيد النهي الغرض منه الالتماس و الرجاء .
أقوال : توحي بكثرة الوشاة، و(الوشاة) ليدفع التهم عن نفسه، كما يستخدم لفظة (أقاويل) ليؤكد أنها مجرد اتهامات و ليدلل على بطلانها .


المجموعة (ج){11-17}:مدح الرسول (ص)و المهاجرين
هنا يبدأ الشاعر في مدح الرسول (ص) والمهاجرين ، فيصف الرسول (ص) بالنور الذي يهتدى به و بأنه سيف من سيوف الحق و العدالة المشروعة في وجوه الأعداء ، تحف به جماعة من قريش دانت بالإسلام و هاجرت من مكة في سبيله ، ثم يصف المهاجرين بأنهم عندما هاجروا كانوا أقوياء ، شجعان، أباة ، و لباسهم في الحروب متقن الصنع ، و كأنه من نسج داود عليه السلام ، كما أنهم يحاربون بجرأة أو يضربون باستبسال إذا هرب الجبناء و فر الرعاديد ،و إذا غلبوا عدوهم لا يفرحون بذلك لأن النصر من عادتهم ، و إذا غلبهم العدو لا يجزعون من لقائه لثقتهم بالتغلب عليه ، و هم لا يقع الطعن في ظهورهم بل في نحورهم لأنهم لا ينهزمون و لا يفرون عن موارد الردى وساحات القتال .

* التحليل الفني :
11- إن الرسول لسيف : تشبيه بليغ ، شبه الرسول بالسيف المصنوع من حديد الهند والمتميز بجودته . وفيها إيحاء بالقوة و السلطان .
يستضاء به :استعارة مكنية سبه الرسول بالمصباح الذي يهتدى به في الظلام .
سيوف الله :كناية عن رجال الله و أنبيائه ،و المدافعين عن رسالة السماء .
و هذا البيت يكشف لنا عن إحدى عادات العرب و أنهم كانوا إذا أرادوا استدعاء من حولهم من القوم شهروا السيف الصقيل فيظهر لمعانه عن بعد فيأتون إليه طائعين مهتدين بنوره.
12- يشير الشاعر إلى الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة … عندما وقف عمر بن الخطاب في وادي مكة متحديا ، و أشهر هجرته ،وقال : (من أراد أن تثكله أمه فليتبعني إلى هذا الوادي ) و قائلهم هنا إشارة إلى عمر بن الخطاب .
زولوا :أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر بغرض الالتماس .
14- شم العرانين :كناية عن صفة العزة و الإباء و الترفع عن الدنايا ، لبوسهم من نسج داود : كناية عن متانة الدروع و دقة الصنع .
15- يستمر الشاعر في مدح أنصار النبي (ص) فيشبههم بالجمال الزهر والتشبيه هنا بليغ فوجه الشبه التقدم و النشاط و السرعة في اندفاعهم في ساحة المعركة يحميهم من الضرب والطعن (خاصية من خصائص الجمال الزهر الاندفاع و التقدم دائما إلى الأمام ) ثم يعرض بالمقابل صورة الأعداء في جبنهم و تراجعهم ،و استخدم التنابيل كناية عن صفة الضعف و قصور الهمة ،و في البيت مقابلة بين فريقين المؤمنين يدفعهم إيمانهم إلى التقدم و طلب الشهادة و الكفار يسيطر عليهم الجبن و الضعف فيتراجعون .
16- كناية عن أخلاق المسلمين فهم لا يشمتون في أعدائهم عند النصر ولا يصيبهم الجزع و الخوف عند الهزيمة ؛لأنهم يعرفون أن الأيام دول و أن الصبر على البلاء قوة ،وفي البيت مقابلة تبين حال المسلمين في الموقفين النصر و الهزيمة .
17- يعطي الشاعر البرهان و الدليل على شجاعتهم عن طريق الكناية في قوله يقطع الطعن في نحورهم ) وأكد ذلك بأسلوب قصر للتوكيد فصفتهم الشجاعة عند المواجهة ، ثم وضح في صورة حسية هذه الفقرة عندما قال: (حياض الموت )فقد شبه الموت بالحياض و جاء التشبيه البليغ في صورة المضاف و المضاف إليه ، و كذلك فيها استعارة تصريحية لأنه شبه ساحة المعارك بحياض الموت و صرح المشبه به .

** كما يتضمن هذا المقطع أيضا صورة كلية فيها :
أ-اللون: (سيف / يستضاء / لبوسهم / سرابيل / الجمال الزهر / السود / نحورهم ).
ب-الصوت : ( قال قائلهم / زولوا / اللقاء / الهيجا ).
ج-الحركة : (مسلول / زالوا / اللقاء / نسج / الهيجا / يمشون مشي الجمال / ضرب / عرد / نالت / يقع الطعن ).

** أثر الإسلام في معاني القصيدة : يتضح أثر الإسلام في معاني القصيدة وفقد مثل ذلك بدروع داود عليه السلام (من نسج داود )الذي كان ماهرا في صنع الدروع ،كما تأثر بالقرآن الكريم في وصفه لأصحاب الرسول (ص) بالقوة و إعداد العدة للأعداء مشيرا إلى قوله تعالى: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )).

* خصائص أسلوب كعب بن زهير :
بساطة التركيب والمعاني ، قدرة الألفاظ على حسن الأداء ، اختيار المعاني والصور الملائمة لموقف الاستعطاف، قلة المحسنات البديعية ، قلة الصور وغلبة النزعة الواقعية عليها والتأثر بالظروف التي صاحبت التجربة الشعرية للشاعر ، التصوير الجزئي والكلي التأثر بالإسلام بالإضافة إلى المحافظة على القديم، والتنويع في الأساليب (النفي/الحصر /التشبيه ).

* أثر البيئة في القصيدة :
يلجأ كعب في رسم صورة إلى البيئة المحيطة ، فهي بدوية صحراوية ، ويتضح ذلك في (حياض الموت، وتشبيه الرسول بالسيف المهند، ووصف آلات الحرب وملابسها والمهارة فيها ، وتشبيه سعاد بالغزال ذي الصوت الأغن ،و تشبيه ريقها بالخمر ).

* سمات شخصية الشاعر :
جريء شجاع ، معترف بذنبه ، حكيم ، ذو نزعة دينية.

*ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟
الخوف ثم الرجاء يليه الإعجاب بالنبي و المهاجرين .
والسلام عليكم

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:39 PM

بكائية ومرثية الزهراء وأبوسفيان وحسان بن ثابت عند وفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه
 
بكائية حسان بن ثابت رضي عند وفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه .

--------------------------------------------------------------------------------

افتتان المسلمين بعد موت الرسول
قال ابن إسحاق : ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين فكانت عائشة فيما بلغني ، تقول لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب ، واشرأبت اليهودية والنصرانية ، ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى جمعهم الله على أبي بكر .

قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم أن أكثر أهل مكة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم هموا بالرجوع عن الإسلام وأرادوا ذلك حتى خافهم عتاب بن أسيد ، فتوارى ، فقام سهيل بن عمرو ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه فتراجع الناس وكفوا عما هموا به وظهر عتاب بن أسيد .

فهذا المقام الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لعمر بن الخطاب إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه


--------------------------------------------------------------------------------

موته عليه السلام كان خطبا كالحا

فصل

وكان موته عليه السلام خطبا كالحا ، ورزءا لأهل الإسلام فادحا ، كادت تهد له الجبال وترجف الأرض وتكسف النيرات لانقطاع خبر السماء وفقد من لا عوض منه مع ما آذن به موته - عليه السلام - من الفتن السحم والحوادث الوهم والكرب المدلهمة والهزاهز المضلعة فلولا ما أنزل الله تبارك وتعالى من السكينة على المؤمنين وأسرج في قلوبهم من نور اليقين وشرح له صدورهم من فهم كتابه المبين لانقصمت الظهور وضاقت عن الكرب الصدور ولعاقهم الجزع عن تدبير الأمور فقد كان الشيطان أطلع إليهم رأسه ومد إلى إغوائهم مطامعه فأوقد نار الشنآن ونصب راية الخلاف ولكن أبى الله تبارك وتعالى إلا أن يتم نوره ويعلي كلمته وينجز موعوده فأطفأ نار الردة وحسم قادة الخلاف والفتنة على يد الصديق رضي الله عنه ولذلك قال أبو هريرة : لولا أبو بكر لهلكت أمة محمد عليه السلام بعد نبيها ولقد كان من قدم المدينة يومئذ من الناس إذا أشرفوا عليها سمعوا لأهلها ضجيجا ، وللبكاء في جميع أرجائها عجيجا ، حتى صحلت الحلوق ونزفت الدموع وحق لهم ذلك ولمن بعدهم كما روي عن أبي ذؤيب الهذلي واسمه خويلد بن خالد وقيل ابن محرث قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حزنا وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ، ولا يطلع نورها ، فظللت أقاسي طولها ، حتى إذا كان قرب السحر أغفيت ، فهتف بي هاتف وهو يقول

خطب أجل أناخ بالإسلام

بين النخيل ومعقد الآطام

قبض النبي محمد فعيوننا

تذري الدموع عليه بالتسجام


قال أبو ذؤيب : فوثبت من نومي فزعا ، فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب ، وعلمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قبض وهو ميت من علته فركبت ناقتي وسرت ، فلما أصبحت طلبت شيئا أزجر به فعن لي شيهم يعني : القنفذ قد قبض على صل يعني : الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها ، فزجرت ذلك وقلت : شيهم شيء مهم ، والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أكل الشيهم إياها غلبة القائم بعده على الأمر . فحثثت ناقتي ، حتى إذا كنت بالغابة زجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق مثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي ، وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا أهلوا بالإحرام فقلت : مه ؟ فقالوا : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت المسجد فوجدته خاليا ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجا ، وقيل هو مسجى فدخلا به أهله فقلت : أين الناس ؟ فقيل في سقيفة بني ساعدة ، صاروا إلى الأنصار ، فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالما وجماعة من قريش ، ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة ، وفيهم شعراؤهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش ، وتكلمت الأنصار ، فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر رضي الله عنه فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخطاب والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه ثم تكلم عمر رضي الله عنه بعده دون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه .

قال أبو ذؤيب : فشهدت الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وشهدت دفنه ثم أنشد أبو ذؤيب يبكي النبي صلى الله عليه وسلم

لما رأيت الناس في عسلانهم

من بين ملحود له ومضرح

متبادرين لشرجع بأكفهم

نص الرقاب لفقد أبيض أروح

فهناك صرت إلى الهموم ومن يبت

جار الهموم يبيت غير مروح

كسفت لمصرعه النجوم وبدرها

وتزعزعت آطام بطن الأبطح

وتزعزعت أجبال يثرب كلها

ونخيلها لحلول خطب مفدح

ولقد زجرت الطير قبل وفاته

بمصابه وزجرت سعد الأذبح


وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم

أرقت فبات ليلي لا يزول

دليل أخي المصيبة فيه طول

وأسعدني البكاء وذاك فيما

أصيب المسلمون به قليل

لقد عظمت مصيبتنا وجلت

عشية قيل قد قبض الرسول

وأضحت أرضنا مما عراها

تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحي والتنزيل فينا

يروح به ويغدو جبرئيل

وذاك أحق ما سألت عليه

نفوس الناس أو كربت تسيل

نبي كان يجلو الشك عنا

بما يوحى إليه وما يقول

ويهدينا فلا نخشى ضلالا

علينا والرسول لنا دليل

أفاطم إن جزعت فذاك عذر

وإن لم تجزعي ، ذاك السبيل

فقبر أبيك سيد كل قبر

وفيه سيد الناس الرسول


ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن ورجع المهاجرون والأنصار إلى رحالهم ورجعت فاطمة إلى بيتها اجتمع إليها نساؤها ، فقالت

اغبر آفاق السماء وكورت

شمس النهار وأظلم العصران

فالأرض من بعد النبي كئيبة

أسفا عليه كثيرة الرجفان

فليبكه شرق البلاد وغربها

ولتبكه مضر وكل يمان

وليبكه الطود المعظم جوه

والبيت ذو الأستار والأركان

يا خاتم الرسل المبارك ضوءه

صلى عليك منزل القرآن

[ نفسي فداؤك ما لرأسك ماثلا

ما وسدوك وسادة الوسنان ]


الاختلاف في كفنه

فصل

وأما الاختلاف في كفنه عليه السلام كم ثوبا كان وفي الذين أدخلوه قبره ونزلوا فيه فكثير وأصح ما روي في كفنه أنه كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية وكانت تلك الأثواب من كرسف وكذلك قميصه عليه السلام كان من قطن ، ووقع في السيرة من غير رواية البكائي أنها كانت إزارا ورداء ولفافة وهو موجود في كتب الحديث وفي الشروحات وكانت اللبن التي نضدت عليه في قبره تسع لبنات .

وذكر ابن إسحاق فيمن ألحده شقران مولاه واسمه صالح وشهد بدرا ، وهو عبد قبل أن يعتق فلم يسهم له انقرض عقبه فلا عقب له .

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:40 PM

شعر حسان بن ثابت في مرثيته الرسول
وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حدثنا ابن هشام ، عن أبي زيد الأنصاري

بطيبة رسم للرسول ومعهد

منير وقد تعفو الرسوم وتهمد

ولا تمتحي الآيات من دار حرمة

بها منبر الهادي الذي كان يصعد

وواضح آثار وباقي معالم

وربع له فيه مصلى ومسجد

بها حجرات كان ينزل وسطها

من الله نور يستضاء ويوقد

معارف لم تطمس على العهد آيها

أتاها البلى فالآي منها تجدد

عرفت بها رسم الرسول وعهده

وقبرا بها واراه في الترب ملحد

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت

عيون ومثلاها من الجفن تسعد

يذكرن آلاء الرسول وما أرى

لها محصيا نفسي فنفسي تبلد

مفجعة قد شفها فقد أحمد

فظلت لآلاء الرسول تعدد

وما بلغت من كل أمر عشيره

ولكن لنفسي بعد ما قد توجد

أطالت وقوفا تذرف العين جهدها

على طلل الذي فيه أحمد

فبوركت يا قبر الرسول وبوركت

بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد

وبورك لحد منك ضمن طيبا

عليه بناء من صفيح منضد

تهيل عليه الترب أيد وأعين

عليه وقد غارت بذلك أسعد

لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة

عشية علوه الثرى لا يوسد

وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم

وقد وهنت منهم ظهور وأعضد

يبكون من تبكي السماوات يومه

ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

وهل عدلت يوما رزية هالك

رزية يوم مات فيه محمد

تقطع فيه منزل الوحي عنهم

وقد كان ذا نور يغور وينجد

يدل على الرحمن من يقتدي به

وينقذ من هول الخزايا ويرشد

إمام لهم يهديهم الحق جاهدا

معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا

عفو عن الزلات يقبل عذرهم

وإن يحسنوا فالله بالخير أجود

وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله

فمن عنده تيسير ما يتشدد

فبينا هم في نعمة الله بينهم

دليل به نهج الطريقة يقصد

عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى

حريص على أن يستقيموا ويهتدوا

عطوف عليهم لا يثنى جناحه

إلى كنف يحنو عليهم ويمهد

فبينا هم في ذلك النور إذ غدا

إلى نورهم سهم من الموت مقصد

فأصبح محمودا إلى الله راجعا

يبكيه حق المرسلات ويحمد

وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها

لغيبة ما كانت من الوحي تعهد

قفارا سوى معمورة اللحد ضافها

فقيد يبكيه بلاط وغرقد

ومسجده فالموحشات لفقده

خلاء له فيه مقام ومقعد

وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت

ديار وعرصات وربع ومولد

فبكى رسول الله يا عين عبرة

ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد

وما لك لا تبكين ذا النعمة التي

على الناس منها سابغ يتغمد

فجودي عليه بالدموع وأعولي

لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد

وما فقد الماضون مثل محمد

ولا مثله حتى القيامة يفقد

أعف وأوفى ذمة

بعد ذمة وأقرب منه نائلا لا ينكد

وأبذل منه للطريف وتالد

إذا ضن معطاء بما كان يتلد

وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى

وأكرم جدا أبطحيا يسود

وأمنع ذروات وأثبت في العلا

دعائم عز شاهقات تشيد

وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا

وعودا غذاه المزن فالعود أغيد

رباه وليدا فاستتم تمامه

على أكرم الخيرات رب ممجد

تناهت وصاة المسلمين بكفه

فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند

أقول ولا يلقى لقولي عائب

من الناس إلا عازب العقل مبعد

وليس هواي نازعا عن ثنائه

لعلي به في جنة الخلد أخلد

مع المصطفى أرجو بذاك جواره

وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد



--------------------------------------------------------------------------------

وذكر ابن إسحاق مراثي حسان في النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيها ما يشكل فنشرحه وقد رثاه كثير من الشعراء وغيرهم وأكثرهم أفحمهم المصاب عن القول وأعجزتهم الصفة عن التأبين ولن يبلغ بالإطناب في مدح ولا رثاء في كنه محاسنه عليه السلام ولا قدر مصيبة فقده على أهل الإسلام فصلى الله عليه وعلى آله صلاة تتصل مدى الليالي والأيام وأحله أعلى مراتب الرحمة والرضوان والإكرام وجزاه عنا أفضل ما جزى به نبيا عن أمته ولا خالف بنا عن ملته ، إنه ولي الطول والفضل والإنعام وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين .

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:41 PM

وقال حسان بن ثابت أيضا ، يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما بال عينك لا تنام كأنما

كحلت مآقيها بكحل الأرمد

جزعا على المهدي أصبح ثاويا

يا خير من وطئ الحصى لا تبعد

وجهي يقيك الترب لهفي ليتني

غيبت قبلك في بقيع الغرقد

بأبي وأمي من شهدت وفاته

في يوم الاثنين النبي المهتدي

فظللت بعد وفاته متبلدا

متلددا يا ليتني لم أولد

أأقيم بعدك بالمدينة بينهم

يا ليتني صبحت سم الأسود

أو حل أمر الله فينا عاجلا

في روحة من يومنا أو من غد

فتقوم ساعتنا فنلقى طيبا

محضا ضرائبه كريم المحتد

يا بكر آمنة المبارك بكرها

ولدته محصنة بسعد الأسعد

نورا أضاء على البرية كلها

من يهد للنور المبارك يهتدي

يا رب فاجمعنا معا ونبينا

في جنة تثنني عيون الحسد

في جنة الفردوس فاكتبها لنا

يا ذا الجلال وذا العلا والسودد

والله أسمع ما بقيت بهالك

إلا بكيت على النبي محمد

يا ويح أنصار النبي ورهطه

بعد المغيب في سواء الملحد

ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا

سودا وجوههم كلون الإثمد

ولقد ولدناه وفينا قبره

وفضول نعمته بنا لم نجحد

والله أكرمنا به وهدى به

أنصاره في كل ساعة مشهد

صلى الآله ومن يحف بعرشه

والطيبون على المبارك أحمد


قال ابن إسحاق : وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم

نب المساكين أن الخير فارقهم

مع النبي تولى عنهم سحرا

من ذا الذي عنده رحلي وراحلتي

ورزق أهلي إذا لم يؤنسوا المطرا

أم من نعاتب لا نخشى جنادعه

إذا اللسان عتا في القول أو عثرا

كان الضياء وكان النور نتبعه

بعد الإله وكان السمع والبصرا

فليتنا يوم واروه بملحده

وغيبوه وألقوا فوقه المدرا

لم يترك الله منا بعده أحدا

ولم يعش بعده أنثى ولا ذكرا

ذلت رقاب بني النجار كلهم

وكان أمرا من أمر الله قد قدرا

واقتسم الفيء دون الناس كلهم

وبددوه جهارا بينهم هدرا

السيد عبد الرازق 06-09-2006 03:42 PM

وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا :

آليت ما في جميع الناس مجتهدا

مني ألية بر غير إفناد

تالله ما حملت أنثى ولا وضعت

مثل الرسول نبي الأمة الهادي

ولا برا الله خلقا من بريته

أوفى بذمة جار أو بميعاد

من الذي كان فينا يستضاء به

مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد

أمسى نساؤك عطلن البيوت فما

يضربن فوق قفا ستر بأوتاد

مثل الرواهب يلبسن المباذل قد

أيقن بالبؤس بعد النعمة البادي

يا أفضل الناس إني كنت في نهر

أصبحت منه كمثل المفرد الصادي


قال ابن هشام : عجز البيت الأول من غير ابن إسحاق .


--------------------------------------------------------------------------------

" الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات " . تم بحمد الله تعالى وتوفيقه وحوله وقوته تحقيق " الروض الأنف " شرح سيرة سيد ولد آدم وخاتم المرسلين - محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا . اللهم اغفر لي تقصيري وخطئي وجهلي وكل ذلك عندي ، اللهم احشرني والمسلمين تحت لواء صاحب هذه السيرة العطرة الزكية - محمد صلى الله عليه وسلم - اللهم اجعله شفيعي في الآخرة يا أرحم الراحمين . آمين . سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " .

علي 07-09-2006 04:03 AM

اخي الفاضل اشكر لك انتقاءك القصائد العصماء الرائعه وتجميعها في الخيام
بارك الله فيك

السيد عبد الرازق 11-09-2006 11:16 PM

شكرا أخي علي علي المرور .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا المبارك سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
قلبي سعي بي إلي المدينة .
لأزور بدر الهدى نبينا .
لكم كل التحية الود والتقدير .

السيد عبد الرازق 11-09-2006 11:27 PM

هل هذه القصيدة في مدح النبي صلوات الله وسلامه عليه لنزار قباني رحمه الله ؟
 
وغفر الله لنزار ورحمه رحمة واسعة هو وجميع موتي المسلمين الذين شهدوا لله بالوحدانية ولسيدنا رسوله بالرسالة وماتوا علي ذلك .
وقد قلت شعر حينما مات وانتقل إلي رحمة الله تعالي .
برغم اختلاف الوجوه
ورغم اختلاف القلوب
فإنك ترحل قبل الرحيل .
وإنك تشرب كأس المنون
وإنك نسكن سكني الخلود
ورغم اختلاف المرايا
ورغم اختلاف الزوايا
فإنك ترحل عبدا وحيدا
وإنك تذهب صبا جريدا .
=====================
رحم الله نزار له ماله وعليه ماعليه وليس له عندنا إلا أن نترحم عليه كما نترحم علي غيره .
أختنا بردة القصيدة جميلة ورائعة ولاتحسبيها بكل المقاييس لنزار .
وأستأذنك أن أكتبها بخط أكبر حتي أستطيع قرائتها معك .
عز الـورود.. وطـال فيـك أوام
وأرقـت وحـدي والأنـام نيـام
ورد الجميع ومن سنـاك تـزودوا
وطردت عن نبع السنـى وأقامـوا
ومنعت حتى أن أحـوم ولـم أكـد
وتقطعت نفسـي عليـك وحامـوا
قصدوك وامتدحواودونـي اغلقـت
أبواب مدحـك فالحـروف عقـام
أدنـوا فأذكرمـا جنيـت فأنثنـي
خجـلا تضيـق بحملـي الأقـدام
أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
جـل المقـام فـلا يطـال مقـام
وزري يكبلني ويخرسنـي الأسـى
فيموت في طـرف اللسـان كـلام
يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي
شوق تقـض مضاجعـي الآثـام
أرجوالوصول فليل عمري غابـة
أشـواكــهــا الأوزار والآلام
يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا
نفحات نـورك وانجلـى الإظـلام
أأعود ظمئآنـا وغيـري يرتـوي
أيرد عـن حـوض النبـي هيـام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيـرى والذنـوب جسـام
أو كلمـا حاولـت إلـمـام بــه
أزف البـلاء فيصعـب الإلـمـام
ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة
عصمـاء قبلـي سطـرت أقـلام
مدحوك ما بلغـوا برغـم ولائهـم
أسـوار مجـدك فالدنـو لـمـام
ودنـوت مذهـولا أسيـرا لاأرى
حيـران يلجـم شعـري الإحجـام
وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر
قـد عاقـه عمـن يحـب زحـام
حتى وقفـت أمـام قبـرك باكيـا
فتدفـق الإحـسـاس والإلـهـام
وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى
وطـوى الفـؤاد سكينـة وسـلام
يا ملءروحي وهج حبك في دمـي
قبس يضـيء سريرتـي وزمـام
أنت الحبيب وأنت مـن أروى لنـا
حتـى أضـاء قلوبنـا الإســلام
حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى
من يحمه الرحمـن كيـف يضـام
وملأت هذا الكون نـورا فأختفـت
صور الظلام وقوضـت أصنـام
الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي
فالمسلمون عن الطريـق تعامـوا
والـذل خيـم فالنفـوس كئيـبـة
وعلـى الكبـار تطـاول الأقـزام
الحزن أصبـح خبزنـا فمساؤنـا
شجـن وطعـم صباحنـا أسقـام
واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسـنـا
فكـأن وجـه النيريـن ظــلام
أنى اتجهت ففي العيـون غشـاوة
وعلى القلوب مـن الظـلام ركـام
الكـرب أرقنـا وسـهـد ليلـنـا
من مهده الأشـواك كيـف ينـام
يا طيبة الخيـرات ذل المسلمـون
ولا مجيـر وضيـعـت أحــلام
يغضون ان سلب الغريب ديارهـم
وعلى القريب شذى التراب حـرام
باتـوا أسـارى حيـرة وتمزقـا
فكأنهـم بيـن الــورى أغـنـام
ناموا فنـام الـذل فـوق جفونهـم
لاغرو ضـاع الحـزم والإقـدام
يا هادي الثقلين هـل مـن دعـوة
تدعـى بهـا يستيـقـظ الـنـوام

السيد عبد الرازق 12-09-2006 10:54 PM

هذه القصيدة للشاعر يحيي توفيق حسن .
فهذه ليست أنفاس نزار قباني .
رحم الله نزارا .

maher 14-09-2006 11:37 PM

السلام عليكم

سلامات اخي سيد

تسال و تجيب نفسك؟؟؟؟؟؟؟؟




احببت ممازحتك اخي و اعلامك باني من قارئيك لا عدمناك

تحياتي

السيد عبد الرازق 15-09-2006 01:29 AM

شكرا أخي ماهر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نورتنا ياحبيبي .
عندما سألت لم أكن متأكدا أنها لنزار أم هي لغيره .
ولكني قرأت في أحد المنتديات أنها للشاعر يحيي توفيق حسن .
وله موقع باسمه دخلت عليه وقرأت شعره يتمتع بالقوة والمشاعر العالية وحس البناء والصنعة.
وبمشيئة الله سأحاول نقل بعض أشعاره في موضوع قادم بمشيئة الله تعالي .
لكم مني أخي ماهر كل الود والتحية والتقدير .
الكل قد وردوا المقام تزودوا = وبنور حبك سافروا وتعلقوا
صلوات الله وسلامه عليه .

redhadjemai 03-10-2006 08:34 PM

وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـي صَـمَـمِ

السيد عبد الرازق 10-11-2006 12:19 AM

الله أسأل أن يفتح مغاليق القلب
ويشرح الصدر
ويصفي الروح من أكدار الغفلة والبعد .
تحياتي والود .

القاضى الكبير 29-11-2006 08:24 PM

أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه
من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ
--------------------------------------
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه
سواك عند حلول الحادث العمـــــم
--------------------------------------
فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي
محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم
-------------------------------
القصيدة رائعة - لكن توجد بعض المآخذ عليها - فى الابيات المذكورة
اقسمت بالقمر المنشق - ولا يجوز القسم بغير الله
مالى من الوذ به سواك - ولا ملاذ الا الى الله سبحانه
فان لى ذمة منك بتسميتى محمدا - وقد قال الرسول الكريم لفاطمة - يافاطمة اعملى
فانى لن اغنى عنك من الله شيئا
-----------------------------------------
شكرا جزيلا - اخى السيد
مع ارق امنياتى
----------------------
اخوك / القاضى الكبير

--------------------------------------

خاتون 06-12-2006 12:40 AM

من أحب القصائد الى قلبي

بارك الله في نقلك



تحياتي
خاتون

سلفيوم 06-12-2006 01:00 AM

لابارك الله في نقلك ..هل تعلم مانقلت يامن تقول لاإله إلا الله ..نقلت أعظم قصيدة شركية ..

محمد العاني 06-12-2006 10:50 AM

الأخ الطاووس..
لقد لاحظت طريقة عرض الأخ القاضي للمآخذ الموجودة في القصيدة، فيا حبذا لو شرحت لنا المزيد بدلاً من هجومك على ناقل القصيدة. فلا بأس من مناقشتها. و أنا هنا لا اقول اني شديد الإعجاب بالقصيدة إنما كما اسلف الأخ القاضي للقصيدة مآخذ تؤخذ عليها فليتنا نناقشها بدل قذف كاتبها بالإشراك.


أخوك
محمد

سلفيوم 06-12-2006 03:54 PM

بارك الله فيك ..ومع كل تقديري واحترامي لك ياأخي المشرف الأديب الفاضل محمد العاني ..وأعلم أن الشخص تزكيه أعماله وأقواله ولاأزكيك على الله ..
وهذها القصيدة ياأخي المحترم ومافيها من شرك بالله بكل أنواع العبادة القلبية والعملية التي لاتصرف إلا لله تبارك وتعالى ومن صرف منها لغيرالله سواء صرفها لنبي مرسل أو ملاك مقرب أو ولي صالح أو أي مخلوق أخر فهو قد نقض الإسلام وأخلف العهد الذي أخذه عليه الله رب العالمين ورسوله الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ..وهذها القصيدة تعتبر من أسرع الوسائل للتخليد في نار جهنم ..فالشرك هو الذنب الوحيد الذي لايغفره الله رب العالمين ..وقد قال تعالى " إن الله
لايغفر أن يُشرك به
ويغفر مادون ذلك
لمن يشاء "

سلفيوم 06-12-2006 11:59 PM

Hأقوال العلماء في هذها القصيدة الشركية

السيد عبد الرازق 07-12-2006 12:42 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الطاوس
لابارك الله في نقلك ..هل تعلم مانقلت يامن تقول لاإله إلا الله ..نقلت أعظم قصيدة شركية ..

=================================
الطاوس
مررت علي قصيدة الإمام البوصيرى وتهجمت علينا بشرك وظلمة قلبك وأنت عندك //******* القذف بالشرك ليس امراً هينا أخي الكريم *****المشرف //
وكيف سأل سيدنا عمر بن الخطاب بالعباس عم النبي صلي الله عليه وسلم في حديث الإستسقاء
وإذا كان هناك ثمة خلاف بين معتقدك ومعتقد أهل السلف من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ ابن باز وابن عيثيمن .
فهؤلاء علماء أفاضل بذلوا جهدا كبيرا للحفاظ علي علوم الشريعة الإسلامية .
جزاهم الله خيرا عنا وعن الإسلام والمسلمين .
ونحن بطريقة عرضك هذه وحوارك لو قلت في الإسلام ماقلت فلن نأخذ عنك .
فالقصيدة كقيمة أدبية كبيرة في الشعر والمديح والعروض والقافية والبحر البسيط وهي لو تدرى من روائع الشعر العرب .
وفي مجملها هناك أبيات متعددة وكثيرة طيبة وتثير في القلب شجن ومحبة لسيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .
وأهل السنة والجماعة في امة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ليي المذهب الوهابي فقط فهناك أناس كثيرون علي خير ومعتقدهم صحيح مائة في المائة .
وعدم فهمك وعدم تمتعك بسعة الصدر وطول النفس في الحوار يجعلك دائما تسبق بالقذف ورمي الناس بالشرك .
سامحك الله وهدانا وإياك إلي طريقه المستقيم .
واقرأ كتاب مدارج السالكين ومنازل السائرين لشيخك الشيخ ابن القيم رحمه الله وأحسن الله إليه وهو يشرح متن الشيخ اسماعيل الهروى شرحا بينا لمنازل التوحيد توحيد الإلوهية وتوحيد الربوبية .
وشكرا لأخي محمد العاني ولكل اخواننا علي المرور.
وشكرا للأخ القاضي الكبير الذى تمتع بالخلق والأدب عند الحوار .
واذا أردنا الحوار بموضوعية فلنبدأ بالقصيدة بيتا بيتا ولعلنا نتفق .
فإذا كنا علي هذه الحالة فمتي نلتقي ومتي نجتمع ؟؟؟؟
ومتي يعلو شأن هذه الأمة .
سامح الله الجميع وغفر لنا ولجميع اخواننا الذين شهدوا لله بالوحدانية ولسيدنا رسوله بالرسالة اللهم آمين .

سلفيوم 07-12-2006 05:41 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق

=================================
وكيف سأل سيدنا عمر بن الخطاب بالعباس عم النبي صلي الله عليه وسلم في حديث الإستسقاء
وإذا كان هناك ثمة خلاف بين معتقدك ومعتقد أهل السلف من أتباع
الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ ابن باز وابن عيثيمن
.
فهؤلاء علماء أفاضل بذلوا جهدا كبيرا للحفاظ علي علوم الشريعة الإسلامية .
جزاهم الله خيرا عنا وعن الإسلام والمسلمين
.
.

1- كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله في قصيدة البردة الشركية
- :
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب : " في تفسير سورة الفاتحة " :
وأما الملك فيأتي الكلام عليه ، وذلك أن قوله: ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) وفي القراءة الأخرى ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19}‏ )[ سورة الانفطار الآيات: 17/19].

فمن عرف تفسير هذه الآية ، وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم ، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره، عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها ، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها، فأين هذا المعني والإيمان بما صرح به القرآن ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) [ أخرجه البخاري في صحيحة: كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب رقم: 2753 ، والنسائي في سننه: كتاب الوصايا إذا أوصى لعشيرته الأقربين (6/ 248-250) رقم : 3644، 3646، 3647، من حديث أبي هريرة.

من قول صاحب البردة:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** اذا الكريم تحلي بأسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم

فليـتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن .
هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقوله: : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) لا والله ، لا والله لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق ، وأن محمداً صادق على الحق ، وأن أبا جهل صادق على الحق . لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان.

فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة ، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام وعرف أن العدل واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا، ليس عن التكفير والقتال ، بل هم الذين بدءونا بالتكفير وعند قوله: ( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) [سورة الجن الآية : 18].وعند قوله: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) [سورة الإسراء: الآية : 57]. وقوله: ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ) [سورة الرعد الآية: 14].

فهذا بعض المعاني في قوله : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) بإجماع المفسرين كلهم ،وقد فسرها الله سبحانه في سورة ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ ) [ الانفطار : 1] كما قدمت لك.

( تفسير سورة الفاتحة من مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب ص 13 المجلد الخامس )
.................................................. .................................................. ..............................
كلام العلامة محمد بن على الشوكاني – رحمه الله
- :

فانظر رحمك الله تعالى ما وقع من كثير من هذه الأمة من الغلو المنهى عنه المخالف لما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما يقوله صاحب البردة رحمه الله تعالى :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العممفانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذا باب واسع ، قد تلاعب الشيطان بجماعة من أهل الإسلام حتى ترقوا إلى خطاب غير الأنبياء بمثل هذا الخطاب ، ودخلوا من الشرك في أبواب بكثير من الأسباب .
ومن ذلك قول من يقول مخاطباً لابن عجيل :
هات لي منك يابن موسى إغاثة ***** عاجلاً في سيرها حثاثة

فهذا محض الاستغاثه التي لاتصلح لغير الله لميت من الأموات قد صار تحت أطباق الثرى من مئات السنين .
وقد وقع في البردة والهمزية شيء كثير من هذا الجنس ، ووقع أيضاً لمن تصدى لمدح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولمدح الصالحين والأئمة الهادين ما لا يأتي عليه الحصر ، ولا يتعلق بالاستكثار منه فائدةٌ فليس المراد إلا التنبيه والتحذير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .

الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ( 59 / 60)

--------------------------------------------------------------------------------

3- كلام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - :

قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في كتابه "القول المفيد على كتاب التوحيد " (1/218) :
وقد ضل من زعم أن لله شركاء كمن عبد الأصنام أوعيسى بن مريم عليه السلام ، وكذلك بعض الشعراء الذين جعلوا المخلوق بمنزلة الخالق ؛ كقول بعضهم يخاطب ممدوحاً له :
فكن كمن شئت يامن لاشبيه له ***** وكيف شئت فما خلق يدانيك

وكقول البوصيري في قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به ***** سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمــم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فإن مِن جودك الدنيا وضَرتهـــا ***** ومن علومك علم اللوح والقلم

قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: وهذا من أعظم الشرك لأنه جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقتضاهُ أن الله جل ذكره ليس له فيهما شيء.
وقال :– أي البوصيري – " ومن علومك علم اللوح والقلم "، يعني : وليس ذلك كل علومك ؛ فما بقي لله علمٌ ولا تدبيرٌ ـ والعياذ بالله ـ . أ. هـ
القول المفيد على كتاب التوحيد (1/218).

السيد عبد الرازق 08-12-2006 01:14 AM

الردود: 1,967 نبذة عن حياة الامام البوصيري

--------------------------------------------------------------------------------

هو : ( محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري ) شرف الدين

أبو عبد الله .

يقول في ( الأعلام ) : شاعرٌ ، حسن الديباجة ، مليح المعاني ، نسبته

إلى ( بوصير ) بمصر ، وأصله من المغرب ، من قلعة حمّاد ، له ديوان

شعر مطبوع ، وأشهر شعره البردة . انتهى

للبوصيري قصائد كثيرة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن

أشهرها – كما ذكرنا – هي البردة ، فبالإضافة إلى جمال معانيها ،

وصدق عباراتها ، فإنها ارتبطت بقصةٍ مع ناظمها – البوصيري –

رحمه الله تعالى .

أما القصة فقد ذكرها الذين ترجموا للناظم ، كما ذكرها شُرّاح البردة

وهم كُثر ، أذكر منهم : الشيخ ( عمر بن أحمد الخريوتي ) حيث شرح

البردة في كتاب أسماه ( شرح الخريوتي على البردة ) وهو مطبوع

وقد وضع في نهايته تقريظاً لعالِمَين جليلين هما :

( الشيخ إبراهيم الباجوري – والشيخ إبراهيم السقا )

كما أن الطبعة ذاتها قد وُضع على هامشها شرح آخر للبردة ، وهو

للشيخ : ( محيي الدين محمد بن مصطفى المعروف بشيخ زادة )

وكلا الشارحين روى القصة التالية ، نرويها ببعض التصرف :

أصيب الناظم – رحمه الله – بمرض الفالج ، أو ما يُسمى الآن

بالشلل النصفي ، وأُقعد ، فنظم هذه القصيدة ناوياً بها الإستشفاء

وبعد نظمه لها ، رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ

عليه قصيدته تلك ، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة

على جسمه ، فقام من نومه معافىً بإذن الله تعالى .

فلاعجب إذاً أن يكون لهذه القصيدة العصماء هذا الإنتشار وهذا

القبول عند العامة والخاصة .
وله – رحمه الله – قصائد أخرى في المديح :

أولاً : المطولات :

1 – الهمزية : وهي أطول قصائده في المديح النبوي ، وعدد

أبياتها : خمسمائة وسبعة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ كيف ترقى رقيّك الأنبياء*****يا سماءً ما طاولتها سماءُ }

2 –البائية الأولى : وعدد أبياتها سبعة وتسعون بيتاً ، ومطلعها :

{ أزمعوا البين وشدّوا الرّكابا***فاطلبِ الصبر وخلّ العِتابا }

3 – البائية الثانية : وعدد أبياتها : مائة وثمانية أبيات ، ومطلعها :

{ بمدح المصطفى تحيا القلوب**وتُغتفر الخطايا والذنوبُ }

4 – البائية الثالثة : وعدد أبياتها : مائة وستة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ وافاك بالذنب العظيم المذنبُ**خجلاً يُعنّفُ نفسهُ ويؤنبُ }

5 – الحائية : وعدد أبياتها : تسعة وخمسون بيتاً ، ومطلعها :

{ أمدائحُ لي فيكَ أم تسبيحُ***لولاك ما غفر الذنوب مديحُ }

6 – الدالية : وعدد أبياتها : تسعة وتسعون بيتاً ، ومطلعها :

{ إلهي على كل الأمور لك الحمد**فليس لِما أوليت من نعمةٍ حدّ }

7 –الرائية : وعدد أبياتها : أربعون بيتاً ، ومطلعها :

{ يا ربّ صل على المختار من مضر*والأنبيا وجميع الرسل ما ذُكروا}

8 – اللامية الأولى : وعدد أبياتها : مائتان وسبعة وثمانون بيتاً

ومطلعها :

{ جاء المسيح من الإله رسولا**فأبى أقلّ العالمين عقولا }

9 – اللامية الثانية : وعدد أبياتها : مائتان وأربعة أبيات ، ومطلعها :

{ إلى متى أنت باللذات مشغولُ**وأنت عن كل ما قدّمت مسؤولُ }

10 – الميمية المشهورة : وعدد أبياتها : مائة وأربعة وسبعون

بيتاً ، ومطلعها :

{ أمن تذكّرِ جيرانٍ بذي سلمِ**مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدم }

11 – النونية : وعدد أبياتها : واحد وستون بيتاً ، ومطلعها :

{ سارت العيس يردّدْن الحنينا*ويُجاذِبْن من الشوق البُرينا }

ثانياً : المقطوعات :

1 – اللامية : وعدد أبياتها : عشرة أبيات ، ومطلعها :

{ مدح النبي أمان الخائف الوجل*فامدحه مرتجلاً أوغيرَ مرتجل }

2 – الميمية : وعدد أبياتها : ستة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ محمد أشرف الأعراب والعجم*محمدٌ خيرُ من يمشي على قدم }

3 – التائية : وعدد أبياتها : ثمانية أبيات ، ومطلعها :

{ الصبح بدا من طلعته ***** والليل دجا من وفرته }

وسنقتطف من بستان البوصيري بعض الزهور الفوّاحة ، والتي

زرعها في بردته ، وسقاها من معين حبه للمصطفى عليه الصلاة

والسلام :

يقول عندما يشكو الغرام :

أيحسب الصبّ أنّ الحبّ منكتم** ما بين منسجمٍ منه ومضطرم

لولا الهوى لم تُرِقْ دمعاً على طللٍ*ولا أرِقتَ لذكر البان والعلم

فكيف تنكر حباً بعدما شهدت***به عليك عدول الدمع والسقم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقني*والحب يعترض اللذات بالألم

يا لائمي في الهوى العذري معذرةً*مني إليك ولو أنصفت لم تلُم

محّضتني النصحِ لكن لست أسمعه*إن المحب عن العذال في صمم

ويقول عند مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم :

محمدٌ سيد الكونين والثقليـــــن والفريقين من عُربٍ ومن عجم

نبينا الآمر الناهي فلا أحدٌ***أبرّ في قول لا منه ولا نعم

هو الحبيب الذي تُرجى شفاعته*لكل هول من الأهوال مقتحَم

فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ**ولم يدانوه في علم ولا كرم

وكلهم من رسول الله ملتمس**غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

فهو الذي تمّ معناهُ وصورتُه**ثم اصطفاهُ حبيباً بارىءُ النسم

منزّهٌ عن شريك في محاسنه**فجوهر الحسن فيه غيرُ منقسم

وانسُبْ إلى ذاته ما شئت مِنْ شرف*وانسُبْ إلى قدره ما شئت من عِظَم

فإنّ فضل رسولِ الله ليس له**حدّ فيُعرِبَ عنه ناطق بفم

فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ*****وأنه خير خلق الله كلهم

لاطيبَ يَعْدِلُ ترباً ضمّ أعظمَه*طوبى لمنتشقٍ منه وملتثم

السيد عبد الرازق 08-12-2006 01:16 AM

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح, بحث
"شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري" (أول شوال 608هـ/7 مارس 1213م - 695 هـ/1295م) إمام شاعر، اشتهر بمدائحه النبوية، وأهمها نهج البردة.

اشتهر الإمام "شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري" بمدائحه النبوية، التي ذاعت شهرتها في الآفاق، وتميزت بروحها العذبة وعاطفتها الصادقة، وروعة معانيها، وجمال تصويرها، ودقة ألفاظها، وحسن سبكها، وبراعة نظمها؛ فكانت بحق مدرسة لشعراء المدائح النبوية من بعده، ومثالا يحتذيه الشعراء لينسجوا على منواله، ويسيروا على نهجه؛ فظهرت قصائد عديدة في فن المدائح النبوية، أمتعت عقل ووجدان ملايين المسلمين على مرّ العصور، ولكنها كانت دائمًا تشهد بريادة الإمام البوصيري وأستاذيته لهذا الفن بلا منازع.

فهرست [إخفاء]
1 أصول البوصيري ونشأته
2 شاعرية البوصيري
3 البوصيري ومساوئ الموظفين
4 البوصيري رائد فن المدائح
5 بردة البوصيري.. درة المدائح
6 آثار البوصيري الشعرية والنثرية
7 أهم مصادر الدراسة:



[تحرير] أصول البوصيري ونشأته
ولد البوصيري بقرية "دلاص" إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر، في (أول شوال 608هـ/7 مارس 1213م) لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة "صنهاجة" إحدى قبائل البربر، التي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب الأقصى، ونشأ بقرية "بوصير" القريبة من مسقط رأسه، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب.

وقد تلقى البوصيري العلم منذ نعومة أظفاره؛ فحفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره، كما تتلمذ عليه عدد كبير من العلماء المعروفين، منهم: أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي الأندلسي، وفتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد العمري الأندلسي الإشبيلي المصري، المعروف بابن سيد الناس... وغيرهما.


[تحرير] شاعرية البوصيري
ونظم البوصيري الشعر منذ حداثة سنه وله قصائد كثيرة، ويمتاز شعره بالرصانة والجزالة، وجمال التعبير، والحس المرهف، وقوة العاطفة، واشتهر بمدائحه النبوية التي أجاد استعمال البديع فيها، كما برع في استخدام البيان، ولكن غلبت عليه المحسنات البديعية في غير تكلف؛ وهو ما أكسب شعره ومدائحه قوة ورصانة وشاعرية متميزة لم تتوفر لكثير ممن خاضوا غمار المدائح النبوية والشعر الصوفي.

وقد جارى البوصيري في كثير من شعره شعراء عصره في استعمال الألفاظ المولدة، كما كانت له تجارب عديدة في الأهاجي المقذعة، ولكنه مال –بعد ذلك– إلى النُسْك وحياة الزهد، واتجه إلى شعر المدائح النبوية. وتعد قصيدته "البردة" من أعظم المدائح النبوية، وقد أجمع النقاد والشعراء على أنها أفضل المدائح النبوية بعد قصيدة "كعب بن زهير" الشهيرة "بانت سعاد". وله أيضا القصيدة "الهمزية" في مدح النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهي لا تقل فصاحة وجودة عن بردته الشهيرة، ومطلعها:

كيف ترقـى رُقيَّك الأنبيـاءُ يا سماء ما طاولتها سمـاءُ؟
لم يساووك في عُلاك وقد حـال سنى منك دونهم وسناءُ


وله قصيدة أخرى على وزن "بانت سعاد"، ومطلعها:

إلى متى أنت باللذات مشغولُ وأنت عن كل ما قدمتَ مسئولُ؟!





[تحرير] البوصيري ومساوئ الموظفين
اشتهر البوصيري بأنه كان يجيد الخط، وقد أخذ أصول هذا الفن وتعلم قواعده على يد "إبراهيم بن أبي عبد الله المصري"، وقد تلقى عنه هذا العلم عدد كبير من الدارسين، بلغوا أكثر من ألف طالب أسبوعيًا.

وقد تقلب البوصيري في العديد من المناصب في القاهرة والأقاليم؛ فعمل في شبابه في صناعة الكتابة، كما تولى إدارة مديرية الشرقية مدة، وقد اصطدم بالمستخدمين المحيطين به، وضاق صدره بهم وبأخلاقهم بعد أن تكشفت له مساوئهم، وظهرت له عيوبهم؛ فنظم فيهم عددًا من القصائد يهجوهم فيها، ويذكر عيوبهم ويفضح مساوئهم، ومنها قصيدته النونية التي مطلعها:

نقدتُ طوائفَ المستخدمينا فلم أرَ فيهم رجلا أمينًا


وفيها يصب جام غضبه ونقمته على الجميع، ويهجو كل الناس على اختلاف مشاربهم وعقائدهم؛ فلم ينجُ من هجائه أحد، ويصور على نحو ساخر النزاع والتعارض الذي يمزق أبناء مصر ويشتت وحدتهم.

وقد أثار ذلك عليه نقمة المستخدمين وعدواتهم، فسعوا ضده بالدسائس والفتن والوشايات، حتى سئم الوظائف والموظفين، واستقال من الوظائف الحكومية، واتصل بـ"تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الجبار الشريف الإدريسي الشاذلي"، وتلميذه الشيخ "أبي العباس المرسي أحمد بن عمر الأنصاري".


[تحرير] البوصيري رائد فن المدائح
عُني البوصيري بقراءة السيرة النبوية، ومعرفة دقائق أخبار النبي (صلى الله عليه وسلم) وجوامع سيرته العطرة، وأفرغ طاقته وأوقف شعره وفنه على مدح النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان من ثمار مدائحه النبوية (بائياته الثلاث)، التي بدأ إحداها بلمحات تفيض عذوبة ورقة استهلها:

وافاكَ بالذنب العظيم المذنبُ خجلا يُعنفُ نفسَه ويُؤنِّبُ


ويستهل الثانية بقوله:

بمدح المصطفى تحيا القلوبُ وتُغتفرُ الخطايا والذنوبُ


أما الثالثة، وهي أجودها جميعًا، فيبدؤها بقوله:

أزمعوا البين وشدوا الركابا فاطلب الصبر وخلِّ العتابا


وله –أيضا- عدد آخر من المدائح النبوية الجيدة، من أروعها قصيدته "الحائية"، التي يقول فيها مناجيا الله عز وجل:

يا من خزائن ملكه مملوءة

كرمًا وبابُ عطائه مفتوح

ندعوك عن فقر إليك وحاجة

ومجال فضلك للعباد فسيح

فاصفحْ عن العبد المسيء تكرُّمًا

إن الكريم عن المسيء صفوح

وقصيدته "الدالية" التي يبدؤها بقوله:

إلهي على كل الأمور لك الحمد

فليس لما أوليتَ من نعمٍ حدُّ

لك الأمر من قبل الزمان وبعده

وما لك قبل كالزمان ولا بعدُ

وحكمُك ماضٍ في الخلائق نافذ

إذا شئتَ أمرًا ليس من كونه بُدُّ


[تحرير] بردة البوصيري.. درة المدائح
وتُعد قصيدته الشهيرة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والمعروفة باسم "البردة" من عيون الشعر العربي، ومن أروع قصائد المدائح النبوية، ودرة ديوان شعر المديح في الإسلام، الذي جادت به قرائح الشعراء على مرّ العصور، ومطلعها من أبرع مطالع القصائد العربية، يقول فيها:

أَمِنْ تذكّر جيرانٍ بذي سلم

مزجتَ دمعًا جرى من مقلـة بـدمْ؟

أم هبت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ

وأومضَ البرقُ في الظلماء من إِضَمْ؟

فما لعينيك إن قلت اكففا همتا؟

وما لقلبك إن قلت استفـق يهــمْ؟

وهي قصيدة طويلة تقع في 160 بيتًا، يقول في نهايتها:

يا نفسُ لا تقنطي من زلةٍ عظُمتْ

إن الكبائرَ في الغفرانِ كاللمَم

وقد ظلت تلك القصيدة مصدر إلهام للشعراء على مر العصور، يحذون حذوها وينسجون على منوالها، وينهجون نهجها، ومن أبرز معارضات الشعراء عليها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي "نهج البردة"، التي تقع في 190 بيتا، ومطلعها:

ريم على القاع بين البانِ والعلمِ

أحلَ سفكَ دمي في الأشهر الحرمِ

[تحرير] آثار البوصيري الشعرية والنثرية
ترك البوصيري عددًا كبيرًا من القصائد والأشعار ضمّها ديوانه الشعري الذي حققه "محمد سيد كيلاني"، وطُبع بالقاهرة سنة (1374 هـ= 1955م)، وقصيدته الشهيرة البردة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "المضرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "الخمرية"، وقصيدة "ذخر المعاد"، ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان: "المخرج والمردود على النصارى واليهود"، وقد نشرها الشيخ "أحمد فهمي محمد" بالقاهرة سنة (1372 هـ= 1953م)، وله أيضا "تهذيب الألفاظ العامية"، وقد طبع كذلك بالقاهرة.

وتُوفِّي الإمام البوصيري بالإسكندرية سنة (695 هـ/1295م) عن عمر بلغ 87 عامًا.

قصيدة البردة كاملة


[تحرير] أهم مصادر الدراسة:
حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة: جلال الدين السيوطي- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار إحياء الكتب العربية- القاهرة- (1387هـ= 1967م).

شذرات الذهب في أخبار من ذهب: أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي- دار إحياء التراث العربي- القاهرة- بدون تاريخ.

فوات الوفيات: محمد بن شاكر الكتبي- تحقيق إحسان عباس- دار الثقافة- بيروت- (1393هـ= 1973م).

السيد عبد الرازق 08-12-2006 01:19 AM




الإمام البوصيري.. رائد المدائح النبوية

(في ذكرى مولده: 1 من شوال 608هـ)

بقلم: سمير حلبي


البردة

اشتهر الإمام "شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري" بمدائحه النبوية، التي ذاعت شهرتها في الآفاق، وتميزت بروحها العذبة وعاطفتها الصادقة، وروعة معانيها، وجمال تصويرها، ودقة ألفاظها، وحسن سبكها، وبراعة نظمها؛ فكانت بحق مدرسة لشعراء المدائح النبوية من بعده، ومثالا يحتذيه الشعراء لينسجوا على منواله، ويسيروا على نهجه؛ فظهرت قصائد عديدة في فن المدائح النبوية، أمتعت عقل ووجدان ملايين المسلمين على مرّ العصور، ولكنها كانت دائمًا تشهد بريادة الإمام البوصيري وأستاذيته لهذا الفن بلا منازع.

أصول البوصيري ونشأته

ولد البوصيري بقرية "دلاص" إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر، في (أول شوال 608هـ = 7 من مارس 1213م) لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة "صنهاجة" إحدى قبائل البربر، التي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب الأقصى، ونشأ بقرية "بوصير" القريبة من مسقط رأسه، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب.

وقد تلقى البوصيري العلم منذ نعومة أظفاره؛ فحفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره، كما تتلمذ عليه عدد كبير من العلماء المعروفين، منهم: أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي الأندلسي، وفتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد العمري الأندلسي الإشبيلي المصري، المعروف بابن سيد الناس... وغيرهما.

شاعرية البوصيري

ونظم البوصيري الشعر منذ حداثة سنه وله قصائد كثيرة، ويمتاز شعره بالرصانة والجزالة، وجمال التعبير، والحس المرهف، وقوة العاطفة، واشتهر بمدائحه النبوية التي أجاد استعمال البديع فيها، كما برع في استخدام البيان، ولكن غلبت عليه المحسنات البديعية في غير تكلف؛ وهو ما أكسب شعره ومدائحه قوة ورصانة وشاعرية متميزة لم تتوفر لكثير ممن خاضوا غمار المدائح النبوية والشعر الصوفي.

وقد جارى البوصيري في كثير من شعره شعراء عصره في استعمال الألفاظ المولدة، كما كانت له تجارب عديدة في الأهاجي المقذعة، ولكنه مال –بعد ذلك– إلى النُسْك وحياة الزهد، واتجه إلى شعر المدائح النبوية. وتعد قصيدته "البردة" من أعظم المدائح النبوية، وقد أجمع النقاد والشعراء على أنها أفضل المدائح النبوية بعد قصيدة "كعب بن زهير" الشهيرة "بانت سعاد". وله أيضا القصيدة "الهمزية" في مدح النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهي لا تقل فصاحة وجودة عن بردته الشهيرة، ومطلعها:

كيف ترقـى رُقيَّك الأنبيـاءُ
يا سماء ما طاولتها سمـاءُ؟

لم يساووك في عُلاك وقد حـال
سنى منك دونهم وسناءُ


وله قصيدة أخرى على وزن "بانت سعاد"، ومطلعها:

إلى متى أنت باللذات مشغولُ
وأنت عن كل ما قدمتَ مسئولُ؟!


البوصيري ومساوئ الموظفين

اشتهر البوصيري بأنه كان يجيد الخط، وقد أخذ أصول هذا الفن وتعلم قواعده على يد "إبراهيم بن أبي عبد الله المصري"، وقد تلقى عنه هذا العلم عدد كبير من الدارسين، بلغوا أكثر من ألف طالب أسبوعيًا.

وقد تقلب البوصيري في العديد من المناصب في القاهرة والأقاليم؛ فعمل في شبابه في صناعة الكتابة، كما تولى إدارة مديرية الشرقية مدة، وقد اصطدم بالمستخدمين المحيطين به، وضاق صدره بهم وبأخلاقهم بعد أن تكشفت له مساوئهم، وظهرت له عيوبهم؛ فنظم فيهم عددًا من القصائد يهجوهم فيها، ويذكر عيوبهم ويفضح مساوئهم، ومنها قصيدته النونية التي مطلعها:

نقدتُ طوائفَ المستخدمينا
فلم أرَ فيهم رجلا أمينًا


وفيها يصب جام غضبه ونقمته على الجميع، ويهجو كل الناس على اختلاف مشاربهم وعقائدهم؛ فلم ينجُ من هجائه أحد، ويصور على نحو ساخر النزاع والتعارض الذي يمزق أبناء مصر ويشتت وحدتهم.

وقد أثار ذلك عليه نقمة المستخدمين وعدواتهم، فسعوا ضده بالدسائس والفتن والوشايات، حتى سئم الوظائف والموظفين، واستقال من الوظائف الحكومية، واتصل بـ"تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الجبار الشريف الإدريسي الشاذلي"، وتلميذه الشيخ "أبي العباس المرسي أحمد بن عمر الأنصاري".

البوصيري رائد فن المدائح

عُني البوصيري بقراءة السيرة النبوية، ومعرفة دقائق أخبار النبي (صلى الله عليه وسلم) وجوامع سيرته العطرة، وأفرغ طاقته وأوقف شعره وفنه على مدح النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان من ثمار مدائحه النبوية (بائياته الثلاث)، التي بدأ إحداها بلمحات تفيض عذوبة ورقة استهلها:

وافاكَ بالذنب العظيم المذنبُ
خجلا يُعنفُ نفسَه ويُؤنِّبُ


ويستهل الثانية بقوله:

بمدح المصطفى تحيا القلوبُ
وتُغتفرُ الخطايا والذنوبُ


أما الثالثة، وهي أجودها جميعًا، فيبدؤها بقوله:

أزمعوا البين وشدوا الركابا
فاطلب الصبر وخلِّ العتابا


وله –أيضا- عدد آخر من المدائح النبوية الجيدة، من أروعها قصيدته "الحائية"، التي يقول فيها مناجيا الله عز وجل:

يا من خزائن ملكه مملوءة
كرمًا وبابُ عطائه مفتوح

ندعوك عن فقر إليك وحاجة
ومجال فضلك للعباد فسيح

فاصفحْ عن العبد المسيء تكرُّمًا
إن الكريم عن المسيء صفوح


وقصيدته "الدالية" التي يبدؤها بقوله:

إلهي على كل الأمور لك الحمد
فليس لما أوليتَ من نعمٍ حدُّ

لك الأمر من قبل الزمان وبعده
وما لك قبل كالزمان ولا بعدُ

وحكمُك ماضٍ في الخلائق نافذ
إذا شئتَ أمرًا ليس من كونه بُدُّ


بردة البوصيري.. درة المدائح

وتُعد قصيدته الشهيرة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والمعروفة باسم "البردة" من عيون الشعر العربي، ومن أروع قصائد المدائح النبوية، ودرة ديوان شعر المديح في الإسلام، الذي جادت به قرائح الشعراء على مرّ العصور، ومطلعها من أبرع مطالع القصائد العربية، يقول فيها:

أَمِنْ تذكّر جيرانٍ بذي سلم
مزجتَ دمعًا جرى من مقلـة بـدمْ؟

أم هبت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ
وأومضَ البرقُ في الظلماء من إِضَمْ؟

فما لعينيك إن قلت اكففا همتا؟
وما لقلبك إن قلت استفـق يهــمْ؟


وهي قصيدة طويلة تقع في 160 بيتًا، يقول في نهايتها:

يا نفسُ لا تقنطي من زلةٍ عظُمتْ
إن الكبائرَ في الغفرانِ كاللمَم


وقد ظلت تلك القصيدة مصدر إلهام للشعراء على مر العصور، يحذون حذوها وينسجون على منوالها، وينهجون نهجها، ومن أبرز معارضات الشعراء عليها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي "نهج البردة"، التي تقع في 190 بيتا، ومطلعها:

ريم على القاع بين البانِ والعلمِ
أحلَ سفكَ دمي في الأشهر الحرمِ


آثار البوصيري الشعرية والنثرية

ترك البوصيري عددًا كبيرًا من القصائد والأشعار ضمّها ديوانه الشعري الذي حققه "محمد سيد كيلاني"، وطُبع بالقاهرة سنة (1374 هـ= 1955م)، وقصيدته الشهيرة البردة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "المضرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "الخمرية"، وقصيدة "ذخر المعاد"، ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان: "المخرج والمردود على النصارى واليهود"، وقد نشرها الشيخ "أحمد فهمي محمد" بالقاهرة سنة (1372 هـ= 1953م)، وله أيضا "تهذيب الألفاظ العامية"، وقد طبع كذلك بالقاهرة.

وتُوفِّي الإمام البوصيري بالإسكندرية سنة (695 هـ= 1295م) عن عمر بلغ 87 عامًا.

قصيدة البردة كاملة

أهم مصادر الدراسة:

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة: جلال الدين السيوطي- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار إحياء الكتب العربية- القاهرة- (1387هـ= 1967م).

شذرات الذهب في أخبار من ذهب: أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي- دار إحياء التراث العربي- القاهرة- بدون تاريخ.

فوات الوفيات: محمد بن شاكر الكتبي- تحقيق إحسان عباس- دار الثقافة- بيروت- (1393هـ= 1973م).

السيد عبد الرازق 08-12-2006 01:24 AM

مفاجأة للوهابية من العيار الثقيل جداً !!


--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا ماقاله ابن القيم في كشوفات شيخه ابن تيمية واطلاعه على اللوح المحفوظ

قال ابن القيم:
(ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة ..أخبر أصحابه بدخول التتار الشام (سنة 699)وأن جيوش المسلمين تكسر ,وأن دمشق لايكون بها قتل عام ولاسبي عام ,وأن كلَب الجيش وحدته في الأموال :وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة .
ثم أخبر الناس والأمراء (سنة702)لما تحرك التتار وقصدوا الشام :أن الدائرة والهزيمة عليهم ,وأن الظفر والنصر للمسلمين .وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا .فيقال له :قل إن شاء الله .فيقول (إن شاء الله تحقيقا لاتعليقا )وسمعته يقول ذلك ,قال :فلما أكثروا علي .قلت :لاتكثروا .كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ :أنهم مهزومون في هذه الكرة .وأن النصر لجيوش الإسلام . قال :وأطعمت بعض الأمراء حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو.) ((مدارج السالكين ج2ص192))


فما أنتم قائلون ياوهابية بعد هذا ؟؟
اذا كنتم قد كفرتم الامام البوصيري لمدحه الحبيب الأعظم وقوله ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) فهاهو ابن القيم يقول عن شيخه أنه يطلع على الغيب وله كشوفات واطلاع على اللوح المحفوظ !!
يعني أن من علومه (علم اللوح والقلم )
فأيهما أحق بالكفر من يصف النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أم من يصف شيخاً بذلك ؟؟
فها نحن نلزمكم بتكفير شيخكم ابن القيم وتكفير شيخه ابن تيمية لأنه هو الذي أخبره بذلك
فهل تكفرونهم أم أنكم ستؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ..

السيد عبد الرازق 08-12-2006 01:28 AM

محمد أشرف الأعراب والعجم ‍ ‍
محمد خيـــــــر من يمشي على قــــدم
محمــد باسط المعروف جامعه ‍ ‍
محمـــــد صاحب الإحســان والكــــرم
محمــد تاج رسل الله قاطبــــة ‍ ‍
محمـــــــد صــــــادق الأقوال والكلـــم
محمــــــد ثابت الميثاق حافظــه ‍
محمـــــــد طيــب الأخــلاق والشيــــم
محمـــد رُوِيَت بالنور طينتُــــهُ ‍ ‍
محمــــد لم يــــزل نــــــوراً من القِدم
محمــــد حاكم بالعدل ذو شرفٍ
محمـــــد معــــدن الأنعام والحكــــــم
محمد خير خلق الله من مضـــــر ‍ ‍
محمــــد خيـــر رســـــل الله كلهـــــم
محمــــــد دينه حـــق نديـــن بـــه ‍ ‍
محمــــــــد مجمــــلاً حقاً على علــــم
محمـــد ذكـــره روح لأنفسنــــــــا
محمد شكره فــــرض على الأمــــم
محمد زينة الدنيا وبهجتهـــــــــــا ‍ ‍
محمــــــــد كاشــــــف الغمات والظلم
محمــــد سيـــــــد طابت مناقبـــــهُ ‍ ‍
محمــــد صاغه الرحمــــــن بالنعـــــم
محمــــد صفـــوة الباري وخيرتـــــه ‍ ‍
محمــــد طاهـــــــر من سائر التهـــم
محمـــد ضاحــــك للضيف مكرمــــه ‍ ‍
محمـــــــــد جـــــــاره والله لم يضـــم
محمــــد طابـــــت الدنيــــا ببعثتــــه ‍ ‍
محمـــــد جـــاء بالآيـــات والحكـــــــم
محمــــد يـــوم بعث النــــاس شافعنــــا ‍ ‍
محمـــــــد نوره الهــــادي من الظلــــم
محمــــــــد قائـــــــــــم لله ذو همـــــــــم ‍ ‍
محمـــــــد خاتـــــــم للرســــــل كلهــــم


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.