النحل
 

الحمد لله

حياكم الله إخواني

موضوعي حول النحل

وكنت دائما أقرأ قول الله تعالى :

(( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) النحل .

أقرأ هذا فأتصور أن النحل مخلوقات كاملة وقوية

وكنت أفهم من هذا الوحي كمالها

ولكن شاء الله ان أصير مربيا للنحل

فتفاجات بضعف هذه المخلوقات وتهلهلها ونقصها

ولكن لا أشك ان هذه المخلوقات جميلة وتعمل بجد وان الوحي يظهر في تصرفاتها

لكنها تبقى مخلوقات غبية في بعض الأحيان

وساتكلم بحول الله عن غباء هذه المخلوقات

فالنحل أيها الإخوة الكرام الذين لا يعرفون عن النحل إلا القليل يعيش في مجموعة ( شعب كثيف ) تصل احيانا إلى مائة ألف نحلة في الخلية الواحدة وقد ينقص إلى 10 آلاف حسب الفصل وتواجد الرحيق وحبوب الطلع

تتكون الخلية من :

1 - ملكة واحدة هي أم الخلية ( الشعب أو الطائفة ) تعيش من 3 سنوات إلى 7 سنوات

2 - عدة عشرات من الذكور ( وربما المئات في فصل الربيع ) تعيش حوالي شهرين

3 - الشغالات ( وتمثل باقي الشعب ) تعيش حوالي 40 يوما في الربيع وأربعة أشهر في الفصول الأخرى

وهذه الشغالات امرها عجيب ، فليست هي إناثا بالمعنى العلمي الكامل وليست هي ذكورا ، ولكنها أقرب إلى الإناث منه إلى الذكور

وهذه الشغالات تقسم الأدوار بينها بطريقة عجيبة ( يتجلى فيها الوحي ) فحين خروجها من الخلية بعد ان تصير نحلة كاملة تكون مهمتها تنظيف خليتها ( يا من لا يطوي فراشه حين قيامه من نومه) :tongue: وتبدأ في تنظيف الخلايا السداسية الأخرى وتجهيزها للملكة لكي تبيض فيها

وبعد يومين او ثلاثة تصير الشغالة مربية ترضع ( الرُّضع ) صغار النحل

وهكذا تترقى النحلة بين التنظيف والتربية والدفاع وجمع الرحيق وجمع حبوب اللقاح وانتاج العكبر والغذاء الملكي وجلب الماء ....

وهنا يتجلى الوحي بقوة ( فالنحلة تعرف ما ستفعله دون أوامر)

في كل يوم يموت مئات او آلاف النحل في كل خلية وفي نفس الوقت تولد مئات او آلاف

لنرجع إلى غباء النحل

الغباء يتجلى في الأمر التالي :

الخلية لا تساوي شيئا بدون ملكة

والملكة مهمتها وضع البيوض

وقد تضع حتى 3000 بيضة في اليوم الواحد في اوقات النشاط ( الربيع)

وقد تعيش الملكة إلى سبع سنوات

لكن قد تموت الملكة بسبب أو آخر

أو قد يلجأ النحل للإنقلاب عليها حين تصير عجوزا لا تبيض كفاية ولا ترعى صغارها

فيلجأ النحل إلى تجهيز ( بيوت ملكية جديدة إيذانا بقرب صنع ملكة جديدة تصير أما للطائفة ) فيبنون ذلك القصر الملكي يشبه الفول السوداني ، ثم يعمد صغار النحل الذي لم يتجاوز الخمسة أيام بإفراز الغداء الملكي ووضعه داخل القصر ، ثم تُجرُّ الملكة جرا إلى القصر وترغم على وضع البيض فيه

وقد يصنع النحل أكثر من قصر ( قد تكون 30 قصرا في الطوائف القوية )

فيعمد النحل إلى رعاية تلك البيضة إلى ان تفقص فيبدأ النحل في إطعامها الغذاء الملكي إضافة إلى ما تم وضعه في القصر من غذاء ملكي

ثم يغلق القصر بعد مرور الأسبوع تقريبا بعد ان صارت البيضة دودة كبيرة ، فتبقى تطعم نفسها داخل القصر

فتخرج بعد 15 أو 16 يوما من وقت وضع البيضة ملكة جميلة رقراقة أكبر من النحل الآخر

حين خروجها وقضمها قصرها تبدأ في البحث عن الملكة العجوز فتقتلها إيذانا بوقوع الإنقلاب

يفرح النحل كثيرا ويبدأ بالرقص

إذا كان في الخلية أكثر من قصر فتعمد الملكة إلى تدمير القصور قبل خروج الملكات او قتل الملكات التي خرجت

والغلبة للقوية منها فهي وحدها تستحق ان تكون اما للطائفة

بعد نهاية هذه المهمة الشاقة تبدأ الملكة في الغذاء وبشراهة حتى تكبر مبايضها وتصير حمراء جذابة ( اللون على حسب الفصيلة)

وبعد يومين تقريبا تخرج الملكة بحثا عن ذكر يستحق أن يلقحها

فتفرز رائحة رقراقة وجذابة يشمها الذكور من مكان بعيد ( مساكين ) فتبدأ الملكة في طلب المهور

من يحلق عاليا ويستطيع ان يلحق بالملكة هو وحده يستحق أن يخلف نسله وهو وحده ستقبله الملكة ليكون أبناؤها في مثل قوته

ولا مكان للذكور الضعفاء :tongue:

بعد التلقيح يموت الذكر المسكين وقد أدى مهمته وتعود الملكة من عرس مليئ بالموت ( فقد تساقط الذكور بكثرة ) :tongue:

تدخل خليتها ويستقبلها الشعب مزغردا مبتهجا

بعد يومين او ثلاثة تبدأ في وضع البيض

وإلى هنا لا غباء

ولكن إن لم تنجع الملكة في الرجوع بان التهمها الطائر الأخضر او كان وقع الذكر عليها قاسيا أو ابتعدت كثيرا حتى أصابها التعب فسقطت مغشيا عليها أو أو ...

يبقى النحل منتظرا ملكته ... ولكنها لم ترجع

وهنا يكمن الخطر

فالملكة ضرورية للنحل

وهي تفرز رائحة تجعل من الشغالات عقيمة

فإن الشغالات إناث غير كاملة ... وإن أنجبت او وضعت بيضا فإنه يكون فاسدا

لم ترجع الملكة وانعدمت الرائحة الملكية التي تجعل الشغالات عقيمة

تبدأ مبايض بعض الشغالات في النمو وتبدأ تطعم بعضها الغذاء الملكي لتقوى على البيض

تبدأ هذه الشغالات ( وهي ملكات كاذبات ) لا يشبهن الملكة لا شكلا ولا مضمونا

تبدأ بوضع البيض

وقد تكون اكثر من واحدة قد يتجاوز العدد 50 في الطوائف القوية

لكن البيض الذي تضعه غير ملقح ، ينتج منه ذكور ضعيفة

والذكور لا تفعل شيئا غير تلقيح الملكة مرة واحدة فقط ( لأن الملكة لا تلقح إلا مرة واحدة)

والخلية لا تحتاج الذكور لأنها لا تنفع في شيء فهي ضخمة وتاكل العسل بشراهة

الخلية تحتاج الشغالات لتكون قوية ومنتجة

يبدأ النحل المسكين ( الغبي ) في تربية تلك الذكور الغبية الضعيفة

ويطعمها ما خبأه من العسل وحبوب اللقاح ( في غير فائدة)

ويبقى النحل يتعب في الفاضي

والنحل يموت في 40 يوما

فبعد 40 يوما يموت النحل كله ويبقى الذكور

فينتهي أمر الخلية

فهذا غباء لا يصدق !!!

ومن الغباء أيضا :

أن النحل حين يرى قلة البيض - في حالة فقد الملكة - وعدم ترتيبه ( لأن الملكة تضعه مرتبا وتلك الشغالات الفاشلة تضعه غير مرتب بل قد تضع 10 بيضات في خلية واحدة ) يعمد النحل إلى صناعة بيت ملكي ( قصر ) على بيضة ذكر، كأن النحل يريد ان يصنع ملكا ذكرا :tongue:

فيبدأ النحل في إطعام تلك البيضة بعد فقصها ( وهي بيضة ستنتج ذكرا ) فيصير ذكرا ضخما كأنه دودة أرض من فرط إطعامه ( وهو فعلا يضحكني) لا أرانيه الله

فيغلقون عليه القصر وينتظرون خروج الملكة الذكر التي لن تخرج لأنه يفسد داخل القصر، فيعمدون إلى إخراجه ورميه ( وهو يستحق هذا )

وأنا أعلم ان هذا العالم عالم غريب جدا

وهو عالم يتجلى فيه الوحي

ولكن أبى الله إلا النقص لمخلوقاته

وكل أسئلتكم ساجيب عنها بما اعلم

والله اعلم