حوار الخيمة العربية - دورة الخليج .. حضور تاريخي؛ لا فني!

خالد المشيطي
لم أشاهد بطولة تطغى فيها الهوامش على الحدث الرئيس كدورة كأس الخليج، فهي دورة أمست موروثا ثقافيا يحرص المسؤولون على إعطائه القدر الكافي من الاهتمام لهذا الاعتبار، ولذا يمكن أن تسمى (ديوانية خليجية)، لا دورة خليجية.
@@ تستمد دورة الخليج قوة حضورها من ذكرياتها أكثر من عطائها الفني، وكل دورة تمر هي حدث تسجله الذاكرة ليكون إضافة جديدة تسرد تفاصيله فيما بعد، أما الذي جعلها كذلك فهو التقارب الاجتماعي بين شعوب هذه الدول، وأستشهد على كلامي بما نشاهده من تسابق الإعلام على استضافة قدامى المسؤولين واللاعبين ليعرضوا مذكراتهم عن الدورات الماضية، ومثاله حلقة عرضتها قناة الكأس استضافت الشيخ عيسى بن راشد الذي كان مؤثرا بشكل جعل الحلقة جاذبة أكثر من المباريات.

@@ في كل المسابقات الرياضية يرفع شعار (الأخلاق أولاً) انطلاقا من الهدف الأسمى للتجمع البشري، وهو الوجه الحسن بين أوجه قبيحة، كالصراعات السياسية، والاجتماعية، والعنصرية، والفكرية، والاقتصادية، أما إن كان اجتماع أخوة، فإن الحب يفترض أن يحضر بقوة، ولذا فمن غير اللائق أن تخرج تصرفات تسيء إلى الحدث.

@@ ما يحزن، مشاهدتنا الصراع بدأ مبكرا: صراع داخل الملعب، كما حدث بعد مباراة العراق والبحرين، وصراع خارجه، كما حصل بين قناتي الجزيرة وأبوظبي الخليجيتين، والمشكلة أن بعض الوسائل الإعلامية تتقصّد نشر الغسيل بأدق التفاصيل، مركزة على السلبيات.. ماذا يهمنا حينما تطرح قناة مشكلتها مع شراء حقوق النقل، فتحشد في الاستوديو من يؤيد موقفها؟ إن هذا خلل في المهنية، وخروج عن مطالبنا نحن الذين نريد تحليل المباريات، لا تحليل المشكلات! فضلا عن أن مثل هذا يثير الاحتقان، المشكلات الخاصة ليست من صميم اهتماماتنا، فماذا يعنينا إن ركب الخطأ القناة التي اشترت حق النقل من رأسها حتى أخمص قدميها؟

@@ حينما يبرر رئيس وفد عدم استخراج فيز دخول للاعبيه، ثم يهدد بالمعاملة بالمثل! ويجد قناة فضائية محتقنة تتلقف الحديث اللامسؤول، ففي ذلك سطحية فكر، فليس كل ما يعلم يقال. إنه لا يخلو أي عمل من الأخطاء، وراصد الأخطاء يستطيع ملء مئات السجلات إن شاء، وقد وصف (ماسلو) أمثال أولئك حينما قال: (الناس الذين يحسنون استعمال المطرقة ينظرون إلى كل مشكلة على أنها مسمار)، فهم لا يعرفون سوى الضرب.. أيضا يجب أن تبرز الإيجابيات تحقيقا للهدف الأسمى.. لتساعدوا على إفشاء المحبة لا العداوة، (فخليجنا واحد، وشعبنا واحد) يا أصحاب العيون الضيقة.