حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الفـكـــريـة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=68)
-   -   الخلل في الثلاثية الإنسانية العربية (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=81828)

ابن حوران 28-11-2009 06:22 PM

الخلل في الثلاثية الإنسانية العربية
 
الخلل في الثلاثية الإنسانية العربية

الإنسان في كل العالم له ثلاثة مواقع بالنسبة لما يضبط سلوكه كونه: الشخص وكونه الفرد وكونه المواطن، وبالقدر الذي يتناغم فيها الأداء الإنساني لتلك المواقع الثلاثة بالقدر الذي ترتقي في دولته معالم التحضر.

أن يحب فلانٌ النوم مبكراً، أو يحب السهر، فتلك مسألة شخصية تتعلق بخصوصيته، ليس لأحد دورٌ أو علاقة بها، وأن يختار فلانٌ نمطاً لنوعية مأكولاته نباتية كانت أم حيوانية، قليلة الشحوم أو كثيرتها فتلك أيضا مسألة شخصية.

أن يمتنع (فردٌ) في فريق كرة القدم عن التدريب، أو موظفٌ عن حضور دوامه في الوقت المحدد، فهذا لا يخضع لمحاكمة الخصوصيات الشخصية، بل يندرج تحت مسألة الفردية التي تستوجب التزام الأفراد وانضباطهم حسب اللوائح الداخلية لمجموعتهم التي ينتمون بها كأفراد، فلاعب كرة القدم هي فردية اختارها الشخص المنتمي لذلك الفريق طوعاً، مقابل أن يؤدي دوره في ذلك الفريق بشكل جيد، وهو كالموظف الذي يختار العمل في مؤسسة مدنية أو حكومية، تأخره في النوم، وإن كان مسألةً شخصية في حالة عدم معاملته كفرد، فإن تلك الحرية ستكون تحت ضوابط الحضور والجاهزية في الوظيفة أو في كونه فرداً في فريق كرة القدم، كذلك فإن تناوله للشحوم الزائدة لن يكون مسألة شخصية إذا كان دوره كفرد يتطلب منه رشاقةً والتزاما بوزنٍ محدد.

حرية اختيار المأكل والملبس وتصميم البيت والالتزام بنوع من الشعائر الدينية تندرج تحت باب الحريات الخاصة، لكن التجرد من الملابس وعبور الشارع والإشارة (حمراء) يصطدم بضوابط لا تندرج تحت باب الفردية بل تندرج تحت باب المواطنة، كذلك هي مسألة الخضوع والالتزام للقوانين وما يفرضه الدستور الذي تستند عليه القوانين.

عندما يكون تشريع القوانين وتطبيقها يتم بشكل انتقائي ودون استشارة المواطن، وعندما يكون الدستور قد شرعته جماعة افترضت أنها هي مخولة بذلك دون تخويل صريح، فإن مسألة المواطنة تكون موضع شك بالنسبة للأشخاص وهذا سيؤثر على أدوارهم الفردية ضمن جماعات.

هذه الإشكالية تكاد تكون عامة في معظم البلدان العربية، فالاستثناءات بقبول الطلبة والاستثناءات بالحوافز والاستثناءات في استلام المهام والوظائف الإدارية الحكومية تجعل المواطن في حالة من الشعور بأن عدالة كونه مواطن يتساوى مع المواطنين في حقوقهم وواجباتهم أصبحت موضع شك.

عندما تصبح المواطنة موضع شك، فإن النفاق ومحاباة من في الحكم ستظهر، وأن الفساد والرشاوى ستظهر، وإن الإبداع والإنتاج سينخفضان وبالتالي ستظهر الدولة وكأنها دولة متخلفة.


إيناس 26-01-2010 12:53 AM

تحليل رائع جدا أخي إبن حوران لهذه الثلاثية
والأروع كذلك البساطة التي حللت بها هذه الإشكالية المعقدة

أعجبتني هذه الفقرة كثيرا
إقتباس:

عندما يكون تشريع القوانين وتطبيقها يتم بشكل انتقائي ودون استشارة المواطن، وعندما يكون الدستور قد شرعته جماعة افترضت أنها هي مخولة بذلك دون تخويل صريح، فإن مسألة المواطنة تكون موضع شك بالنسبة للأشخاص وهذا سيؤثر على أدوارهم الفردية ضمن جماعات.
فكيف لمواطن أن يكون نافعا ومسؤولا إن هو سُلبت منه أدنى حقوقه وهي حرية تعبيره وإستشارته في الموافقة أو المعارضة على القوانين التي ستحكمه وتسير حياته كفرد وكشخص وكمواطن ...

طبعا إذا فُقدت هذه الحلقة المهمة من قوانين المواطن فلا إستغراب إذن لوجود خلل عند الفرد كشخص وكجماعة وكمجتمع
شكرا لك أخي إبن حوران لقيمة مواضيعك

ابن حوران 06-02-2010 08:41 AM


الأخت الفاضلة إيناس

للتدليل على ما أشرتم عليه، لو أخذنا عينة من القضايا الشائكة التي نعيشها، وحاولنا مقارنتها مع عينات مما يشبهها في مناطق أخرى بالعالم، سنجد الرافعة أو الروافع التي تبقي مشاكلنا مستعصية دون حل.

دعيني في البداية أفترض أنه ليس هناك خلاف في وجهة النظر الساعية الى إيجاد أشكال من التنسيق الضروري بين بلداننا المتجاورة والمتشابهة في آلامها وأحلامها وثقافتها، ووجهة النظر تلك تطمح في أقصى طموحاتها للوصول الى وحدة سياسية واقتصادية وعسكرية كاملة.

ما هي النقاط التي يتسلح بها معارضو هذا التوجه وعلى أي فقه يستندون وِفق تلك الثلاثية (الشخصية، الفردية، المواطنة)؟

ـ التشكيك بالهوية الجامعة من حيث تسميتها:
لا شك أن بلداننا مليئة بإثنيات قومية (عرقية)، وإن توصيفها أو إطلاق اسم أمة عربية عليها، سيثير اعتراض الأعراق الأخرى، والذين يفضلون إطلاق اسم أمة إسلامية أو أمة تحمل اسم البلد أو المنطقة كأمة مصرية أو أمة عراقية أو سودانية أو غيرها.

لنفرض أن أسمينا تلك الأمة بالأمة الأمازيغية أو الكردية، وهي إن مهدت لمشروع النهوض بتلك الشعوب فلا أعترض شخصيا على ذلك، ولكن سيبقى هناك اعتراض يحمل وجاهته دون شك. وكما اعترض الأكراد على شعار حزب البعث (أمة عربية واحدة..) سنجد من يعترض على أمة كردية أو أمة أمازيغية.

ولو أطلقنا عليها أمة إسلامية، سنجد الصابئة والمسيحيين واليهود والمتدينين بأي دين الذين سيعترضون على تلك التسمية الدينية، علاوة على أننا عندما نقول أمة إسلامية سننتقل بالخطاب الى دائرة أوسع كثيرا لا تتجاور ولا توحدها أهداف وآمال قابلة للتحقيق، فكيف سنعالج موضوع المسلمين في الهند وعددهم يزيد عن نصف عدد العرب، وكيف سنعالج موضوع مسلمي نيجيريا. إضافة الى الدخول في موضوع المذهب الطائفي الذي سينظم شؤون الدولة أو ينسق بين رعاياها، وقد لاحظنا عمق تلك الإشكالية في لبنان والعراق والسودان.

في التاريخ والجغرافيا، هناك ما يتفوق على أس مشكلتنا المتعلقة بالهوية، لم يقف العالم كثيراً عندما أطلقت أسماء عشائر وقبائل على دول، كدولة العباسيين والأمويين والعثمانيين ودولة (بني مرين) الخ. وجغرافياً حملت قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية اسم شخص كل ما عمله أنه زار تلك القارتين فحملت ولا تزال تحمل اسمه (أمريكو فسبوشي) ولا زالت دول وولايات تحمل اسم (كولمبوس) دولة كولومبيا وولاية كولومبيا في الولايات المتحدة.

فلحين الاتفاق على اسم جامع للهوية، لا بأس أن يبقى اسم أمة عربية والذي يعني من يحمل التراث والتاريخ واللسان والثقافة العربية.

هذه نقطة من النقاط التي تم تأجيل الاتفاق عليها

وشكراً لكم ولمداخلتكم الكريمة


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.