روائـــع شوقيّـــة
[FRAME="11 70"]
اُنظُر إِلى الأَقمـارِ كَيـفَ تَـزولُ *** وَإِلى وُجوهِ السَعـدِ كَيـفَ تَحـولُ وَإِلى الجِبالِ الشُـمِّ كَيـفَ يُميلُهـا *** عـادي الـرَدى بِإِشـارَةٍ فَتَميـلُ وَإِلى الرِياحِ تَخِـرُّ دونَ *** قَرارِهـا صَرعى عَلَيهِـنَّ التُـرابُ مَهيـلُ وَإِلى النُسورِ تَقاسَـرَت *** أَعمارُهـا وَالعَهدُ في عُمرِ النُسـورِ يَطـولُ فـي كُـلِّ مَنزِلَـةٍ وَكُـلِّ سَمِيَّـةٍ *** قَمَـرٌ مِـنَ الغُـرِّ السُمـاةِ قَتيـلُ يَهوي القَضاءُ بِها فَما مِن عاصِـمٍ *** هَيهاتَ لَيسَ مِـنَ القَضـاءِ مُقيـلُ فَتحُ السَماءِ وَنورُها سَكَنا الثَـرى *** فَالأَرضُ وَلهـى وَالسَمـاءُ ثَكـولُ سِر في الهَواءِ وَلُذ بِناصِيَةِ السُهـا *** المَـوتُ لا يَخفـى عَلَيـهِ سَبيـلُ وَاِركَب جَناحَ النَسرِ لا يَعصِمكَ *** مِن نَسـرٍ يُرَفـرِفُ فيـهِ عِزرائيـلُ وَلِكُلِّ نَفسٍ ساعَةٌ مَـن لَـم يَمُـت *** فيها عَزيـزاً مـاتَ وَهـوَ ذَليـلُ أَإِلى الحَياةِ سَكَنتَ وَهيَ مَصـارِعٌ *** وَإِلى الأَمانـي يَسكَـنُ المَسلـولُ لا تَحفَلَـنَّ بِبُؤسِـهـا وَنَعيمِـهـا *** نُعمى الحَيـاةِ وَبُؤسُهـا تَضليـلُ ما بَينَ نَضرَتِهـا وَبَيـنَ ذُبولِهـا *** عُمـرُ الـوُرودِ وَإِنَّــهُ لَقَلـيـلُ هَذا بَشيرُ الأَمـسِ أَصبَـحَ ناعِيـاً *** كَالحُلـمِ جـاءَ بِضِـدِّهِ التَـأويـلُ يَجري مِنَ العَبَراتِ حَـولَ حَديثِـهِ *** ما كانَ مِن فَـرَحٍ عَلَيـهِ يَسيـلُ وَلَـرُبَّ أَعـراسٍ خَبَـأنَ مَأتَمـاً *** كَالرُقطِ في ظِـلِّ الرِيـاضِ تَقيـلُ يا أَيُّها الشُهَداءُ لَـن يُنسـى لَكُـم *** فَتحٌ أَغَرُّ عَلـى السَمـاءِ جَميـلُ وَالمَجـدُ فـي الدُنيـا لِأَوَّلِ مُبتَـنٍ *** وَلِمَـن شُيِّـدَ بَـعـدَهُ فَيُطـيـلُ لَولا نُفوسٌ زُلنَ في سُبُـلِ العُـلا *** لَـم يَهـدِ فيهـا السالِكيـنَ دَليـلُ وَالنـاسُ بـاذِلُ روحِـهِ أَو مالِـهِ *** أَو عِلمِـهِ وَالآخَـرونَ فُـضـولُ وَالنَصرُ غُرَّتُهُ الطَلائِعُ في الوَغى *** وَالتابِعونَ مِنَ الخَميـسِ حُجـولُ كَم أَلفُ ميلٍ نَحوَ مِصـرَ قَطَعتُـم *** فيمَ الوُقـوفُ وَدونَ مِصـرٍ ميـلُ طوروسُ تَحتَكِـمُ ضَئيـلٌ طَرفُـهُ لَمّا *** طَلَعتُـم فـي السَحـابِ كَليـلُ تَرخـونَ لِلريـحِ العِنـانَ وَإِنَّهـا *** لَكُـم عَلـى طُغيانِـهـا لَـذَلـولُ اِثنَينِ اِثرَ اِثنَينِ لَـم يَخطُـر لَكُـم *** أَنَّ المَنِـيَّـةَ ثـالِـثٌ وَزَمـيـلُ وَمِنَ العَجائِبِ في زَمانِكَ أَن يَفـي *** لَكَ في الحَياةِ وَفي المَماتِ خَليـلُ لَـو كـانَ يُفـدى هالِـكٌ لَفَداكُـمُ *** في الجَـوِّ نَسـرٌ بِالحَيـاةِ بَخيـلُ أَيُّ الغُـزاةِ أُلـي الشَهـادَةِ قَبلَكُـم *** عَرضُ السَماءِ ضَريحُهُم وَالطـولُ يَغـدو عَلَيكُـم بِالتَحِيَّـةِ أَهلُـهـا *** وَيُرَفـرِفُ التَسبيـحُ وَالتَهلـيـلُ إِدريـسُ فَـوقَ يَمينِـهِ رَيحانَـةٌ *** وَيَسـوعُ فَـوقَ يَمينـهِ إِكلـيـلُ فـي عالَـمٍ سُكّـانُـهُ أَنفاسُـهُـم *** طيـبٌ وَهَمـسُ حَديثِهِـم إِنجيـلُ إِنّي أَخافُ عَلى السَماءِ مِـنَ *** الأَذى في يَومِ يُفسِدُ في السَمـاءِ الجيـلُ كانَـت مُطَهَّـرَةَ الأَديـمِ نَقِـيَّـةً لا *** آدَمٌ فـيـهـا وَلا قـابـيــلُ يَتَوَجَّـهُ العانـي إِلـى رَحَماتِهـا *** وَيَرى بِها بَـرقَ الرَجـاءِ عَليـلُ وَيُشيرُ بِالـرَأسِ المُكَلَّـلِ نَحوَهـا *** شَيـخٌ وَبِاللَحـظِ البَـريءِ بَتـولُ وَاليَومَ لِلشَهَـواتِ فيهـا وَالهَـوى *** سَيـلٌ وَلِلـدَمِ وَالدُمـوعِ مَسـيـلُ أَضحَت وَمِن سُفُنِ الجَواءِ *** طَوائِفٌ فيها وَمِن خَيـلِ الهَـواءِ رَعيـلُ وَأُزيلَ هَيكَلُهـا المَصـونُ وَسِـرُّهُ *** وَالدَهرُ لِلسِـرِّ المَصـونِ مُذيـلُ هَلِعَت دِمَشقُ وَأَقبَلَت فـي أَهلِهـا *** مَلهوفَـةً لَـم تَـدرِ كَيـفَ تَقـولُ مَشَتِ الشُجونُ بِها وَعَـمَّ غِياطَهـا *** بَيـنَ الجَـداوِلِ وَالعُيـونِ ذُبـولُ فـي كُـلِّ سَهـلٍ أَنَّـةٌ وَمَناحَـةٌ *** وَبِكُـلِّ حَـزنٍ رَنَّـةٌ وَعَـويـلُ وَكَأَنَّمـا نُعِيَـت أُمَـيَّـةُ كُلُّـهـا *** لِلمَسجِـدِ الأَمَـوِيِّ فَهـوَ طُلـولُ خَضَعَت لَكُم فيهِ الصُفوفُ *** وَأُزلِفَت لَكُـمُ الصَـلاةُ وَقُـرِّبَ التَرتيـلُ مِن كُـلِّ نَعـشٍ كَالثُرَيّـا مَجـدُهُ *** في الأَرضِ عالٍ وَالسَماءِ أَصيـلُ فيـهِ شَهيـدٌ بِالكِـتـابِ مُكَـفَّـنٌ *** بِمَدامِعِ الـروحِ الأَميـنِ غَسيـلُ أَعـوادُهُ بَيـنَ الرِجـالِ وَأَصلُـهُ *** بَينَ السُهى وَالمُشتَـري مَحمـولُ يَمشي الجُنـودُ بِـهِ وَلَـولا أَنَّهُـم *** أَولى بِـذاكَ مَشـى بِـهِ جِبريـلُ حَتّى نَزَلتُـم بُقعَـةً فيهـا الهَـوى *** مِن قَبـلُ ثـاوٍ وَالسَمـاحُ نَزيـلُ عَظُمَت وَجَلَّ ضَريحُ يوسُفَ *** فَوقَها حَتّى كَـأَنَّ المَيـتَ فيـهِ رَسـولُ شِعري إِذا جُبـتَ البِحـارَ ثَلاثَـةً *** وَحَواكَ ظِلٌّ فـي فُـروقَ ظَليـلُ وَتَداوَلَتـكَ عِصـابَـةٌ عَرَبِـيَّـةٌ *** بَيـنَ المَـآذِنِ وَالقِـلاعِ نُــزولُ وَبَلَغتَ مِن بـابِ الخِلافَـةِ سُـدَّةً *** لِسُتورِهـا التَمسيـحُ وَالتَقبـيـلُ قُـل لِـلإِمـامِ مُحَـمَّـدٍ وَلِآلِــهِ *** صَبرُ العِظامِ عَلى العَظيـمِ جَميـلُ تِلكَ الخُطوبُ وَقَد حَمَلتُم *** شَطرَهـا نـاءَ الفُـراتُ بِشَطرِهـا وَالنيـلُ إِن تَفقِـدوا الآسـادَ أَو أَشبالَـهـا *** فَالغـابُ مِـن أَمثالِهـا مَـأهـولُ صَبراً فَأَجرُ المُسلِميـنَ وَأَجرُكُـم *** عِنـدَ الإِلَــهِ وَإِنَّــهُ لَجَـزيـلُ يا مَن خِلافَتُهُ الرَضِيَّـةُ عِصمَـةٌ *** لِلحَـقِّ أَنـتَ بِـأَن يُحَـقَّ كَفيـلُ وَاللَـهُ يَعلَـمُ أَنَّ فـي خُلَفـائِـهِ *** عَدلاً يُقيـمُ المُلـكَ حيـنَ يَميـلُ وَالعَـدلُ يَرفَـعُ لِلمَمالِـكِ حائِطـاً *** لا الجَيشُ يَرفَعُـهُ وَلا الأُسطـولُ هَـذا مَقـامٌ أَنـتَ فيـهِ مُحَـمَّـدٌ *** وَالرِفـقُ عِنـدَ مُحَمَّـدٍ مَـأمـولُ بِاللَـهِ بِالإِسـلامِ بِالجُـرحِ الَّـذي *** ما اِنفَكَّ في جَنبِ الهِـلالِ يَسيـلُ إِلّا حَلَلـتَ عَـنِ السَجيـنِ وَثاقَـهُ *** إِنَّ الوِثاقَ عَلـى الأُسـودِ ثَقيـلُ أَيَقـولُ واشٍ أَو يُـرَدِّدُ شـامِـتٌ *** صِنديـدُ بُرقَـةَ موثَـقٌ مَكـبـولُ هُوَ مِن سُيوفِـكَ أَغمَـدوهُ لِريبَـةٍ *** ما كـانَ يُغمَـدُ سَيفُـكَ المَسلـولُ فَاِذكُـر أَميـرَ المُؤمِنيـنَ بَـلاءَهُ *** وَاِستَبقِـهِ إِنَّ السُـيـوفَ قَلـيـلُ [/FRAME] |
قصيدة وكأنها مدرسة للغة القوية والمفردات الجزلة
شكراً لك أخي محمد |
إقتباس:
وانتظرى المزيد |
بالفعل هى روائع .. جميل محمد أنك بدأتها فشوقى هو أمير شعراء هذا العصر .. حكيم وشاعر .. لى عودة للمشاركة .. |
شكرا ياأبوحميد علي هذه الشوقيات الحكمية الوعظية.
دمت بخير وود. كل عام وأنتم بخير عيد الأضحي علي الأبواب . تحياتي ومودتي . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
إقتباس:
نورت الموضوع ، مودتى وتقديرى |
بَغلٌ أَتـى الجَـوادَ ذات مَـرَّه *** وَقَلـبُـهُ مُمتَـلِـئٌ مَـسَــرَّه فَقالَ فَضلي قَد بَـدا يـا خِلّـي *** وَآنَ أَن تَعـرِفَ لـي مَحَـلّـي إِذ كُنتَ أَمسِ ماشِيـاً بِجانِبـي *** تَعجَبُ مِن رَقصِيَ تَحتَ صاحِبي أَختـالُ حَتّـى قالَـتِ العِبـادُ *** لِمَن مِـنَ المُلـوكِ ذا الجَـوادُ فَضَحِكَ الحِصـانُ مِـن مَقالِـهِ *** وَقـالَ بِالمَعهـودِ مِـن دلالِـهِ لَم أَرَ رَقصَ البَغلِ تَحتَ الغازي *** لَكِـن سَمِعـتُ نَقـرَةَ المِهمـازِ |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.