حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

ساري111 22-12-2003 07:33 PM

" طبـع السّـواقي "

فِـدى سُـكوتِ السّاقِيَـهْ
كُـلُّ الشعوبِ الغافِيـهْ
لِلّـهِ ما أعجَبَهـا
مِـن كَهْـلةٍ يافِـعَـةٍ
وَسـهْـلَةٍ مُستعصِيَـهْ !
فَقيـرةٌ، لكنّهـا
بذاتِهـا مُكتَفيَـهْ
نَحيفَـةٌ، لكنّهـا
طافِحَـةٌ بالعافِيـهْ
ثابتـةٌ، لكنّهـا
في كُـلِّ أرضٍ ماشِيَـهْ !
مَديـدَةُ القامَـةِ، غَيرَ أنَّهـا
تَبـدو، لِفَـرْطِ لُطفِهـا، مُستلقِيَـهْ !
يَعلو الجَميـعُ صَـدْرَهـا
وَيَخدِشـونَ نَحْـرَهـا
وَيَنفِشـونَ شَعْـرَهـا
وَهْـيَ عليهِم حانِيَـهْ
بِرَغـمِ شِـدَّةِ الأذى
تُـوهِمُهـم بأنَّهـا
عَـن كُـلِّ لَهْـوٍ .. لاهِيَـهْ .
إن جَـرَحوا فـؤادَهـا
عَـضَّـتْ عـلى جـراحِهـا
فالتأمَـتْ بثانِيهْ !
إن أهرَقـوا الزَّيـتَ على ثيابِهـا
وأضـرمـوا النّـارَ بِهـا
ذابَـتْ حنايـا النّـارِ مِـن رِقَّتِـهـا
فانطفـأتْ مُستَحِيَـهْ !
مَفطـورَةٌ على الرِّضـا ..
بكُـلِّ أمـرٍ راضِيـهْ
عـن كُـلِّ سُـوءٍ مُغضِيَـهْ
عـن كُـلِّ ذَنبٍ عافِيَـهْ .
لكنَّـهـا إن حَبَسـوا أنفاسَهـا
فـاضَ بِهـا الغَيْـظُ
فَلَـمْ تُبـقِ عَلَيـهِمْ باقِيـهْ !

ساري111 22-12-2003 07:34 PM

" الجود بالموجود "

ما طَلَبْنا أبَداً
أن تَدخُلوا فَخَّ دفاعٍ عن قَضّيهْ .
لا، ولا أن تُخرجوا مِن نِفطِنا
دَبّابةً أو بُندقيّهْ .
حاشَ لِلّهِ،
فَقتلُ النَّفسِ والسِّحرُ حَرامٌ في حَرامْ .
فَخذوا الحِذْر مِنَ الفَخِّ
وَعِيشوا ألفَ عامْ
وَدَعُوا النِّفطَ، كما كانَ،
لَكُمْ مِنّا هَديّهْ .
كُلُّ ما نَطلبهُ.. أن تَستريحوا
وَتُريحونا بأدنى الأريحّيهْ :
إجَمعوا تِلكَ التي باضَتْ وفاضَتْ
دونَ جدوى
وَسْطَ أقفاصِ الكلامْ
وابعثوها باسمكُمْ غَوثاً لأطفالِ الخِيامْ .
وَسَنكفيكُمْ عناءَ السَّلْخِ والطّبخِ
وَنَلقى دونَكُمْ ذَرَّ السُّخامْ .
لِمَ تبقى... وَهْيَ لَمْ تُبقِ على حُرٍّ بَقيَهْ ؟
لِتكُنْ مِن أجْلِ أطفالِ ضحاياها.. ضَحّيهْ .
هِيَ في مِيتَتِها أكثَرُ نفعاً ..
لَحمُها يَنفعُ في صُنْعِ الطّعامْ .
شحْمُها يَنفعُ في إسراجِ ضَوءٍ
لِصباحٍ تائهٍ وَسْطَ الظَلامْ !
ريشُها ينفَعُ في صُنعِ حَشايا
لِصبايا كالمرايا
فوقَ أكوامِ النِّفاياتِ تَنامْ .
يابَني عبّاسَ
جُودوا، واكسِبوا حُسْنَ الخِتامْ .
كُلُّ ما نطلُبهُ:
أن تَبعثوا سَيْفَ أبيكُمْ ..
وَحَماماتِ السّلامْ !

ساري111 22-12-2003 07:35 PM

" تطبيق عملي "

كلُّ ما يُحكى عنِ القَمْعِ هُراءْ
( أنتَ يا خِنزيرُ ، قِفْ بالدَّورِ ، إخرَسْ .
يا ابنةَ القَحَّـ .. عُودي للوَراءْ )
أينَ كُنَّا ؟
ها .. بِما يُحكى عنِ القَمعِ ..
نعمْ . مَحْضُ افتِراءْ .
نحنُ لا نَقمعُ .
( قِفْ يا ابنَ الزِّنى خَلْفَ الّذي خَلْفَكَ ..
هَيه .. انْقَبِري يا خُنفُساءْ ) .
أينَ كُنَّا ؟
بخصوصِ القَمعِ ..
لا تُصغِ لدَعوى العُمَلاءْ .
نحنُ بالقانونِ نَمشي
وجميعُ النَّاسِ
في ميزانِ مولانا سواءْ .
احتَرِمْ قُدْسيِّةَ القانونِ وافعلْ ..
لحظةً .
دعني أُرَبِّي هؤلاءْ .
( تُفْ .. خُذوا .. تُفْ ..
لعنةُ اللهِ عليكُمْ .
صَمْتُكُمْ أطرَشَني يا لُقَطاءْ .
أَسْكِتوا لي صَمتكُمْ جِداً .. وإلاَّ
سوفَ أبري فَوقَكُمْ هذا الحِذاءْ )
أينَ كُنَّا ؟
ها .. عنِ القانونِ ..
لا تُصْغِ إلى كُلِّ ادِّعاءْ .
أنتَ بالقانونِ حُرٌّ .
احترمْ قُدْسيَّةَ القانونِ
وافعلْ ما تَشاءْ .
لمنِ الدَّور ؟
تَقَدَّمْ .
أرني الأوراقَ ..
هذا الطَّابعُ الماليُّ ،
هذي بَصْمَةُ المُختارِ ،
هذا مُرفَقُ الحِزْبِ ،
تَواقيعُ شُهودِ العَدْلِ ،
تقريرٌ منَ الشُّرطَةِ ،
فَحصُ البَولِ ،
فاتورةُ صرفِ الغازِ ،
وَصْلُ الكَهْرباءْ .
طَلَبٌ مَاشٍ على القَانونِ
مِنْ غيرِ التِواءْ .
حَسناً ... ( طُبْ )
ها هوَ الخَتْمُ .. تَفضَّلْ
تستطيعُ ، الآنَ ، أنْ تَشْربَ ماءْ !!

ساري111 22-12-2003 07:36 PM

" في انتظار غودو "

( الحرية ) كانتْ مَعي صَبيَّهْ
مربوطةً مثلي على مِروحةٍ سَقفيَّهْ .
جِراحُها تبكي السَّكاكينُ لَها ..
وَنوْحُها تَرثي لهُ الوَحشيَّه !
حَضنتُها بأدمُعي .
قلتُ لها : لا تَجزعي .
مهما استَطالَ قَهرنُا ..
لا بُدَّ أنْ تُدرِكَنا الحُرَّيهْ .
تَطَلَّعتَ إليَّ ،
ثمَّ حَشْرَجَتْ حَشْرَجَةَ المَنِيَّهْ :
واأَسَفا يا سَيِّدي ... إنِّي أَنَا الحُريَّهْ !!

ساري111 22-12-2003 07:37 PM

" نحن بالخدمة "

قَلْ جاءَنا الطُّغيانُ ، بالصُّدفَةِ ، مِنْ غَيمَهْ
وقَلْ معَ الأمطارِ جاءتْ بِذرةُ الطُّغمَهْ .
قُلها ودعني بَعدها أسألكَ بالذِّمهْ :
لو لمْ يُساعِدهُ الثَّرى ، والشَّمسُ ، والنَّسمَهْ
كيفَ نَما الطُّغيانُ ؟
كيفَ التَهَمَتْ قَلبَ الثَّرى
أنيابهُ الضَّخْمَهْ
وكيفَ تحتَ ظِلهِ
ماتَ الهَوا مُختَنِقَا ً
منْ شِدَّةِ الزَّحمَهْ
واحتاجتِ الشمسُ لضوءِ شَمعة ٍ
يُؤنِسُها في حالِكِ الظُّلمَهْ ؟
هلْ غابةُ العَذابِ هذي كُلُّها
طالِعةٌ مِنْ تربَةِ الرَّحمَهْ ؟!
هلْ في الدُّنا قِمامةٌ
يكونُ أدنى سَفْحِها أنقى مِنَ القِمَّهْ !
لا يَستَطيعُ واحِدٌ
حُكمَ الملايينِ إذا لمْ يَقبلوا حُكْمَهْ
ويستطيعُ عِندما
يكونُ في خِدمَتِهِ جيشٌ وجَنْدرمَهْ .
ونحنُ بالخِدمَهْ .
قِبْلَتُنَا مَعْدَتُنا .. وَرَبُّنا اللُّقْمهْ !
أودُّ أنْ أدعو على الطُّغيانِ بالنِّقْمَهْ .
لكنني أخافُ أنْ يَقْبَلَ ربِّي دعْوَتي
فَتهلِكَ الأمَّهْ !

ساري111 22-12-2003 07:38 PM

" هـــذا هــو الـسـبـــب "

سَمَّمتَ باللّومِ دَمي فَلقتَ رأسي بالعَتبْ .
ذلكَ قولٌ مُنكرٌ .. ذلكَ قولٌ مُسْتَحبْ .
ذلكَ ما لا يَنبغي ذلكَ مِمّا قدْ وَجَبْ .
ما القصدُ مِنْ هذي الخُطَبْ
تُريدُ أنْ تُشعِرني بأنني بِلا أدَبْ ؟
نعمْ .. أنا بِلا أَدِبْ ! نعم .. وشِعْري كُلُّهُ
ليسَ سِوى شَتْمٍ وَسَبْ وما العَجَبْ ؟!
النَّارُ لا تَنْطِقُ إلاَّ لَهَباً إنْ خَنَقوها بالحَطَبْ
وإنني مُخْتَنِقٌ حَدَّ التِهامي غَضَبي
مِنْ فَرْطِ ما بي منْ غَضَبْ !
تَسألُني عَنِ السَّبَبْ ؟!
هاكَ سلاطينَ العَرَبْ
دَرزينتانِِ مِنْ أبي جَهلٍ ومِنْ أبى لَهَبْ .
نَماذِجٌ مِنَ القِرَبْ أسفَلُها رأسٌ
وأعلاها ذَنَبْ !
مَزابِلٌ أنيقَةٌ غاطِسَةٌ حتّى الرُّكَبْ
وَسْطَ مَزابِلِ الرُّتَبْ !
أَشِرْ لواحِدٍ .. وَقُلْ : هذا الحِمارُ مُنْتَخَبْ .
وبَعدما تُقنِعُني _ بِغيرِ تِسعاتِ النّسَبْ _
تَعالَ عَلِّمني الأدَبْ !

ساري111 22-12-2003 07:39 PM

" حقوق الجيرة "

جاري أتاني شاكياً من شدّةِ الظُّلمِ :
تَعِبتُ يا عَمِّي
كأنّني أّعملُ أسبوعَينِ في اليومِ!
في الصُّبحِ فرَّاشٌ
وبعد الظُّهرِ بَنَّاءٌ
وبعدَ العصرِ نَجِّارٌ
وعندَ اللّيل ناطورٌ
وفي وقت فراغي مُطرِبٌ
في مَعهدِ الصُّمِّ !
ورَغْمَ هذا فأنا
مُنذ شهورٍ لم أذُقْ رائحةَ اللَّحمِ
جِئتُكَ كي تُعِينني
قُلتُ : على خَشْمي
قالَ : خَلَتْ وظيفةٌ
أَوَدُّ أنْ أشْغَلَها ... لكنَّني أُمَّيْ
أُريدُ أنْ تَكتُبَ لي
وشايةً عنكَ
وأنْ تَختِمَها باسمي !!!

ساري111 22-12-2003 07:40 PM

" عباس يستخدم تكتيكاً جديداً "

بعدَ انتهاءِ الجولةِ المُظفرهْ
" عبّاسُ " شَدَّ المِخْصَرَهْ
وَدَسَّ فيها خِنْجَرَهْ
وأعلنَ استعدادَهُ للجولةِ المُنتظرهْ
اللصُّ دقَّ بابَهُ ...
" عبّاسُ " لم يفتحْ له
اللص أبدى ضجَرَهْ ...
" عبّاسُ " لم يُصغِ له
اللصُّ هدَّ بابَهُ
و عابَهُ
واقتحمَ البيتَ بغيرِ رُخصةٍ
وانتهرَهُ :
ـ يا ثورُ .. أينَ البقرهْ ؟
" عبّاسُ " دَسَّ كفَّهَ في المِخْصَرَهْ
واستلَّ منها خِنجرهْ
وصاحَ في شَجاعةً :
ـ في الغرفةِ المجاورَهْ
اللصُّ خَطَّ حَوْلَهُ دائِرةً
وأنذرهْ :
إيّاكَ أنْ تجتازَ هذي الدائرهْ
عَلا خُوارُ البقرهْ
خَفَّ خُوارُ البقرهْ
خارَ خوارُ البقرهْ
واللصُّ قامَ بعدما
قضى لديها وَطَرهْ
ثُمَّ مضى
وصوتُ " عبّاسٍ " يُدَوِّي خَلْفَهُ :
فلتسقطِ المؤامرهْ
فلتسقطِ المؤامرهْ
فلتسقطِ المؤامره !
ـ عبّاسُ .. والخنجرُ ما حاجتُهُ ؟!
ـ للمُعضلاتِ القاهِرَهْ
ـ وغارةُ اللصِّ ؟!
ـ قطعتُ دابرَهْ
جعلتُ منهُ مَسْخرَهْ !
انظــــرْ .......
لقدْ غافَلْتُهُ
واجتزتُ خطَّ الدائِرهْ !!

ساري111 22-12-2003 07:41 PM

" قـضـاء "

الخراطيمُ وأيدي ونعالُ المخبرينْ
أثبتتْ أنَّ السجينْ
كانَ ـ من عشرةِ أعوامٍ ـ
شريكاً للذينْ
حاولوا نَسْفَ مَواخيرِ أميرِ المؤمنينْ !
نَظرَ القاضي طَويلاً في مَلفَّاتِ القضيهْ
بهدوءٍ ورويهْ
ثُمَّ لمّا أدْبَرَ الشَّكُّ ووافاهُ اليقينْ
أصدرَ الحُكمَ بأنْ يُعْدَمَ شنقاً
عِبْرَةً للمجرمينْ
أُعدِمَ اليومَ صَبيٌ
عُمْرهُ ... سَبْعُ سِنينْ !!

ساري111 22-12-2003 07:42 PM

" عائد من المنتجع "

حين أتى الحمارُ منْ مباحثِ السلطانْ
كان يسير مائلاً كخطِ ماجلانْ
فالرأسُ في إنجلترا ، والبطنُ في تانزانيا
والذيلُ في اليابان !
ـ خيراً أبا أتانْ ؟
* أتقثدُونَني ؟
ـ نعم ، مالكَ كالسكرانْ ؟
* لاثيء بالمرَّة ، يبدو أنني نعثانْ .
(هل كانَ للنعاسِ أن يُهَدِّم الأسنانِ
أو يَعْقِد اللسانْ ؟)
ـ قل ، هل عذبوك ؟
* مطلقاً ، كل الذي يقال عن قثوتهم بُهتانْ
ـ بشَّركَ الرحمن
لكننا في قلقٍ قد دخل الحصانُ من أشهرٍ
ولم يزلْ هناك حتى الآن
ماذا سيجري أو جرى لهُ هناك يا ترى ؟
* لم يجرِ ثيءٌ أبداً
كونوا على اطمئنان
فأولاً : يثتقبلُ الداخلُ بالأحضانْ
وثانياً : يثألُ عن تُهمتهِ بِمُنتهى الحنانْ
وثالثاً : أنا هو الحِثانْ .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.