" طبـع السّـواقي "
فِـدى سُـكوتِ السّاقِيَـهْ كُـلُّ الشعوبِ الغافِيـهْ لِلّـهِ ما أعجَبَهـا مِـن كَهْـلةٍ يافِـعَـةٍ وَسـهْـلَةٍ مُستعصِيَـهْ ! فَقيـرةٌ، لكنّهـا بذاتِهـا مُكتَفيَـهْ نَحيفَـةٌ، لكنّهـا طافِحَـةٌ بالعافِيـهْ ثابتـةٌ، لكنّهـا في كُـلِّ أرضٍ ماشِيَـهْ ! مَديـدَةُ القامَـةِ، غَيرَ أنَّهـا تَبـدو، لِفَـرْطِ لُطفِهـا، مُستلقِيَـهْ ! يَعلو الجَميـعُ صَـدْرَهـا وَيَخدِشـونَ نَحْـرَهـا وَيَنفِشـونَ شَعْـرَهـا وَهْـيَ عليهِم حانِيَـهْ بِرَغـمِ شِـدَّةِ الأذى تُـوهِمُهـم بأنَّهـا عَـن كُـلِّ لَهْـوٍ .. لاهِيَـهْ . إن جَـرَحوا فـؤادَهـا عَـضَّـتْ عـلى جـراحِهـا فالتأمَـتْ بثانِيهْ ! إن أهرَقـوا الزَّيـتَ على ثيابِهـا وأضـرمـوا النّـارَ بِهـا ذابَـتْ حنايـا النّـارِ مِـن رِقَّتِـهـا فانطفـأتْ مُستَحِيَـهْ ! مَفطـورَةٌ على الرِّضـا .. بكُـلِّ أمـرٍ راضِيـهْ عـن كُـلِّ سُـوءٍ مُغضِيَـهْ عـن كُـلِّ ذَنبٍ عافِيَـهْ . لكنَّـهـا إن حَبَسـوا أنفاسَهـا فـاضَ بِهـا الغَيْـظُ فَلَـمْ تُبـقِ عَلَيـهِمْ باقِيـهْ ! |
" الجود بالموجود "
ما طَلَبْنا أبَداً أن تَدخُلوا فَخَّ دفاعٍ عن قَضّيهْ . لا، ولا أن تُخرجوا مِن نِفطِنا دَبّابةً أو بُندقيّهْ . حاشَ لِلّهِ، فَقتلُ النَّفسِ والسِّحرُ حَرامٌ في حَرامْ . فَخذوا الحِذْر مِنَ الفَخِّ وَعِيشوا ألفَ عامْ وَدَعُوا النِّفطَ، كما كانَ، لَكُمْ مِنّا هَديّهْ . كُلُّ ما نَطلبهُ.. أن تَستريحوا وَتُريحونا بأدنى الأريحّيهْ : إجَمعوا تِلكَ التي باضَتْ وفاضَتْ دونَ جدوى وَسْطَ أقفاصِ الكلامْ وابعثوها باسمكُمْ غَوثاً لأطفالِ الخِيامْ . وَسَنكفيكُمْ عناءَ السَّلْخِ والطّبخِ وَنَلقى دونَكُمْ ذَرَّ السُّخامْ . لِمَ تبقى... وَهْيَ لَمْ تُبقِ على حُرٍّ بَقيَهْ ؟ لِتكُنْ مِن أجْلِ أطفالِ ضحاياها.. ضَحّيهْ . هِيَ في مِيتَتِها أكثَرُ نفعاً .. لَحمُها يَنفعُ في صُنْعِ الطّعامْ . شحْمُها يَنفعُ في إسراجِ ضَوءٍ لِصباحٍ تائهٍ وَسْطَ الظَلامْ ! ريشُها ينفَعُ في صُنعِ حَشايا لِصبايا كالمرايا فوقَ أكوامِ النِّفاياتِ تَنامْ . يابَني عبّاسَ جُودوا، واكسِبوا حُسْنَ الخِتامْ . كُلُّ ما نطلُبهُ: أن تَبعثوا سَيْفَ أبيكُمْ .. وَحَماماتِ السّلامْ ! |
" تطبيق عملي "
كلُّ ما يُحكى عنِ القَمْعِ هُراءْ ( أنتَ يا خِنزيرُ ، قِفْ بالدَّورِ ، إخرَسْ . يا ابنةَ القَحَّـ .. عُودي للوَراءْ ) أينَ كُنَّا ؟ ها .. بِما يُحكى عنِ القَمعِ .. نعمْ . مَحْضُ افتِراءْ . نحنُ لا نَقمعُ . ( قِفْ يا ابنَ الزِّنى خَلْفَ الّذي خَلْفَكَ .. هَيه .. انْقَبِري يا خُنفُساءْ ) . أينَ كُنَّا ؟ بخصوصِ القَمعِ .. لا تُصغِ لدَعوى العُمَلاءْ . نحنُ بالقانونِ نَمشي وجميعُ النَّاسِ في ميزانِ مولانا سواءْ . احتَرِمْ قُدْسيِّةَ القانونِ وافعلْ .. لحظةً . دعني أُرَبِّي هؤلاءْ . ( تُفْ .. خُذوا .. تُفْ .. لعنةُ اللهِ عليكُمْ . صَمْتُكُمْ أطرَشَني يا لُقَطاءْ . أَسْكِتوا لي صَمتكُمْ جِداً .. وإلاَّ سوفَ أبري فَوقَكُمْ هذا الحِذاءْ ) أينَ كُنَّا ؟ ها .. عنِ القانونِ .. لا تُصْغِ إلى كُلِّ ادِّعاءْ . أنتَ بالقانونِ حُرٌّ . احترمْ قُدْسيَّةَ القانونِ وافعلْ ما تَشاءْ . لمنِ الدَّور ؟ تَقَدَّمْ . أرني الأوراقَ .. هذا الطَّابعُ الماليُّ ، هذي بَصْمَةُ المُختارِ ، هذا مُرفَقُ الحِزْبِ ، تَواقيعُ شُهودِ العَدْلِ ، تقريرٌ منَ الشُّرطَةِ ، فَحصُ البَولِ ، فاتورةُ صرفِ الغازِ ، وَصْلُ الكَهْرباءْ . طَلَبٌ مَاشٍ على القَانونِ مِنْ غيرِ التِواءْ . حَسناً ... ( طُبْ ) ها هوَ الخَتْمُ .. تَفضَّلْ تستطيعُ ، الآنَ ، أنْ تَشْربَ ماءْ !! |
" في انتظار غودو "
( الحرية ) كانتْ مَعي صَبيَّهْ مربوطةً مثلي على مِروحةٍ سَقفيَّهْ . جِراحُها تبكي السَّكاكينُ لَها .. وَنوْحُها تَرثي لهُ الوَحشيَّه ! حَضنتُها بأدمُعي . قلتُ لها : لا تَجزعي . مهما استَطالَ قَهرنُا .. لا بُدَّ أنْ تُدرِكَنا الحُرَّيهْ . تَطَلَّعتَ إليَّ ، ثمَّ حَشْرَجَتْ حَشْرَجَةَ المَنِيَّهْ : واأَسَفا يا سَيِّدي ... إنِّي أَنَا الحُريَّهْ !! |
" نحن بالخدمة "
قَلْ جاءَنا الطُّغيانُ ، بالصُّدفَةِ ، مِنْ غَيمَهْ وقَلْ معَ الأمطارِ جاءتْ بِذرةُ الطُّغمَهْ . قُلها ودعني بَعدها أسألكَ بالذِّمهْ : لو لمْ يُساعِدهُ الثَّرى ، والشَّمسُ ، والنَّسمَهْ كيفَ نَما الطُّغيانُ ؟ كيفَ التَهَمَتْ قَلبَ الثَّرى أنيابهُ الضَّخْمَهْ وكيفَ تحتَ ظِلهِ ماتَ الهَوا مُختَنِقَا ً منْ شِدَّةِ الزَّحمَهْ واحتاجتِ الشمسُ لضوءِ شَمعة ٍ يُؤنِسُها في حالِكِ الظُّلمَهْ ؟ هلْ غابةُ العَذابِ هذي كُلُّها طالِعةٌ مِنْ تربَةِ الرَّحمَهْ ؟! هلْ في الدُّنا قِمامةٌ يكونُ أدنى سَفْحِها أنقى مِنَ القِمَّهْ ! لا يَستَطيعُ واحِدٌ حُكمَ الملايينِ إذا لمْ يَقبلوا حُكْمَهْ ويستطيعُ عِندما يكونُ في خِدمَتِهِ جيشٌ وجَنْدرمَهْ . ونحنُ بالخِدمَهْ . قِبْلَتُنَا مَعْدَتُنا .. وَرَبُّنا اللُّقْمهْ ! أودُّ أنْ أدعو على الطُّغيانِ بالنِّقْمَهْ . لكنني أخافُ أنْ يَقْبَلَ ربِّي دعْوَتي فَتهلِكَ الأمَّهْ ! |
" هـــذا هــو الـسـبـــب "
سَمَّمتَ باللّومِ دَمي فَلقتَ رأسي بالعَتبْ . ذلكَ قولٌ مُنكرٌ .. ذلكَ قولٌ مُسْتَحبْ . ذلكَ ما لا يَنبغي ذلكَ مِمّا قدْ وَجَبْ . ما القصدُ مِنْ هذي الخُطَبْ تُريدُ أنْ تُشعِرني بأنني بِلا أدَبْ ؟ نعمْ .. أنا بِلا أَدِبْ ! نعم .. وشِعْري كُلُّهُ ليسَ سِوى شَتْمٍ وَسَبْ وما العَجَبْ ؟! النَّارُ لا تَنْطِقُ إلاَّ لَهَباً إنْ خَنَقوها بالحَطَبْ وإنني مُخْتَنِقٌ حَدَّ التِهامي غَضَبي مِنْ فَرْطِ ما بي منْ غَضَبْ ! تَسألُني عَنِ السَّبَبْ ؟! هاكَ سلاطينَ العَرَبْ دَرزينتانِِ مِنْ أبي جَهلٍ ومِنْ أبى لَهَبْ . نَماذِجٌ مِنَ القِرَبْ أسفَلُها رأسٌ وأعلاها ذَنَبْ ! مَزابِلٌ أنيقَةٌ غاطِسَةٌ حتّى الرُّكَبْ وَسْطَ مَزابِلِ الرُّتَبْ ! أَشِرْ لواحِدٍ .. وَقُلْ : هذا الحِمارُ مُنْتَخَبْ . وبَعدما تُقنِعُني _ بِغيرِ تِسعاتِ النّسَبْ _ تَعالَ عَلِّمني الأدَبْ ! |
" حقوق الجيرة "
جاري أتاني شاكياً من شدّةِ الظُّلمِ : تَعِبتُ يا عَمِّي كأنّني أّعملُ أسبوعَينِ في اليومِ! في الصُّبحِ فرَّاشٌ وبعد الظُّهرِ بَنَّاءٌ وبعدَ العصرِ نَجِّارٌ وعندَ اللّيل ناطورٌ وفي وقت فراغي مُطرِبٌ في مَعهدِ الصُّمِّ ! ورَغْمَ هذا فأنا مُنذ شهورٍ لم أذُقْ رائحةَ اللَّحمِ جِئتُكَ كي تُعِينني قُلتُ : على خَشْمي قالَ : خَلَتْ وظيفةٌ أَوَدُّ أنْ أشْغَلَها ... لكنَّني أُمَّيْ أُريدُ أنْ تَكتُبَ لي وشايةً عنكَ وأنْ تَختِمَها باسمي !!! |
" عباس يستخدم تكتيكاً جديداً "
بعدَ انتهاءِ الجولةِ المُظفرهْ " عبّاسُ " شَدَّ المِخْصَرَهْ وَدَسَّ فيها خِنْجَرَهْ وأعلنَ استعدادَهُ للجولةِ المُنتظرهْ اللصُّ دقَّ بابَهُ ... " عبّاسُ " لم يفتحْ له اللص أبدى ضجَرَهْ ... " عبّاسُ " لم يُصغِ له اللصُّ هدَّ بابَهُ و عابَهُ واقتحمَ البيتَ بغيرِ رُخصةٍ وانتهرَهُ : ـ يا ثورُ .. أينَ البقرهْ ؟ " عبّاسُ " دَسَّ كفَّهَ في المِخْصَرَهْ واستلَّ منها خِنجرهْ وصاحَ في شَجاعةً : ـ في الغرفةِ المجاورَهْ اللصُّ خَطَّ حَوْلَهُ دائِرةً وأنذرهْ : إيّاكَ أنْ تجتازَ هذي الدائرهْ عَلا خُوارُ البقرهْ خَفَّ خُوارُ البقرهْ خارَ خوارُ البقرهْ واللصُّ قامَ بعدما قضى لديها وَطَرهْ ثُمَّ مضى وصوتُ " عبّاسٍ " يُدَوِّي خَلْفَهُ : فلتسقطِ المؤامرهْ فلتسقطِ المؤامرهْ فلتسقطِ المؤامره ! ـ عبّاسُ .. والخنجرُ ما حاجتُهُ ؟! ـ للمُعضلاتِ القاهِرَهْ ـ وغارةُ اللصِّ ؟! ـ قطعتُ دابرَهْ جعلتُ منهُ مَسْخرَهْ ! انظــــرْ ....... لقدْ غافَلْتُهُ واجتزتُ خطَّ الدائِرهْ !! |
" قـضـاء "
الخراطيمُ وأيدي ونعالُ المخبرينْ أثبتتْ أنَّ السجينْ كانَ ـ من عشرةِ أعوامٍ ـ شريكاً للذينْ حاولوا نَسْفَ مَواخيرِ أميرِ المؤمنينْ ! نَظرَ القاضي طَويلاً في مَلفَّاتِ القضيهْ بهدوءٍ ورويهْ ثُمَّ لمّا أدْبَرَ الشَّكُّ ووافاهُ اليقينْ أصدرَ الحُكمَ بأنْ يُعْدَمَ شنقاً عِبْرَةً للمجرمينْ أُعدِمَ اليومَ صَبيٌ عُمْرهُ ... سَبْعُ سِنينْ !! |
" عائد من المنتجع "
حين أتى الحمارُ منْ مباحثِ السلطانْ كان يسير مائلاً كخطِ ماجلانْ فالرأسُ في إنجلترا ، والبطنُ في تانزانيا والذيلُ في اليابان ! ـ خيراً أبا أتانْ ؟ * أتقثدُونَني ؟ ـ نعم ، مالكَ كالسكرانْ ؟ * لاثيء بالمرَّة ، يبدو أنني نعثانْ . (هل كانَ للنعاسِ أن يُهَدِّم الأسنانِ أو يَعْقِد اللسانْ ؟) ـ قل ، هل عذبوك ؟ * مطلقاً ، كل الذي يقال عن قثوتهم بُهتانْ ـ بشَّركَ الرحمن لكننا في قلقٍ قد دخل الحصانُ من أشهرٍ ولم يزلْ هناك حتى الآن ماذا سيجري أو جرى لهُ هناك يا ترى ؟ * لم يجرِ ثيءٌ أبداً كونوا على اطمئنان فأولاً : يثتقبلُ الداخلُ بالأحضانْ وثانياً : يثألُ عن تُهمتهِ بِمُنتهى الحنانْ وثالثاً : أنا هو الحِثانْ . |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.