حوار الخيمة العربية - لا تنس نصيبك من الدنيا -8-

قيل لأبي الحارث : ألا يكسوك فلان ؟ فقال : لو جاءه يعقوب و الأنبياء شفعاء و الملائكة ضمناء ليستعير منه إبرة يخيط بها قميص يوسف الذي قد من دبر لما أعارها له , فكيف يكسوني ؟!

سمع مزبد المدني ضجيج الناس في يوم كسوف و ريح عاصف , وهم يتصايحون : القيامة القيامة! فقال : ويحكم؟ هذه قيامة على الريق ! أين الدجال ؟ أين دابة الأرض ؟ أين نزول عيسى عليه السلام ؟ أين طلوع الشمس من مغربها ؟ أشهد أن هذه قيامة باردة!

سأل جحظة البرمكي عن فلان , وكان من البخلاء , فقيل له: إنه محموم فقال : كلوا بحضرته فيبرأ بإذن الله !

كان لأبي الشوارب ولد أحمق احتلم ليلة في وقت بارد , وكره أن يغتسل بماء بارد و طلب شيئا يسخن فيه الماء فلم يجد , فنزع ثوبه و عبر النهر سباحة حتى استعار شيئا يسخن فيه الماء و رجع سباحة , ثم سخن الماء و اغتسل !!

لقي يحيى عليه السلام المسيح عيسى عليه السلام , فتبسم عيسى في وجه يحيى فقال له : مالي أراك لاهيا كأنك آمن؟ فقال عيسى : ومالي أراك قانطا كأنك يائس؟ فقال يحيى : لاتبرح حتى ينزل الوحي, فأوحى الله عز و جل : أحبكما إلي أحسنكما بي ظنا !

أصيب الحجاج بمصيبة و عنده رسول لعبد الملك بن مروان فقال : ليت إني وجدت إنسانا يخفف عني مصيبتي , فقال له الرسول : أنا , فقال: الحجاج تكلم فقال : كل إنسان مفارق صاحبه بموت أو صلب أو نار تقع عليه من فوق البيت , أويقع عليه البيت , أو يسقط في بئر , أو يغشى عليه , أو يكون شيء لا يعرفه , فضحك الحجاج و قال : مصيبتي في أمير المؤمنين أعظم حين وجه مثلك رسولا !