حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أحمد مطر (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=17419)

عمر مطر 16-11-2001 06:50 PM

سواسية
 
سواسية،
نحن كأسنان كلاب البادية،
يصفعنا النباح في الذهاب والإياب،
يصفعنا التراب،
رؤوسنا في كل حرب بادية،
والزهو للأذناب،
وبعضنا يسحق رأس بعضنا كي تسمن الكلاب،
سواسية،
نحن جيوب الدالية،
يديرنا ثور زوى عينيه خلف الأغطية،
يسير في استقامة ملتوية،
ونحن في مسيره نغرق كل لحظة في الساقية،
يدور تحت ظلة العريش،
وظلنا خيوط شمس حامية،
ويأكل الحشيش،
ونحن في دورته نسقط جائعين كي يعيش،
نحن قطيع الماشية،
تسعى بنا أظلافنا إلى الحتوف،
على حذاء الراعية،
وأفحل القادة في قطيعنا خروف؛
نحن المصابيح ببيت الغانية،
رؤوسنا مشدودة في عقد المشانق،
صدورنا تلهو بها الحرائق،
عيوننا تغسل بالدموع كل زاوية،
لكنها تطفأ كل ليلة عند ارتكاب المعصية؛
نحن لمن؟
ونحن من؟
زماننا يلهث خارج الزمن،
لا فرق بين جثة عارية وجثة مكتسية،
سواسية،
موتى بنعش واحد يدعى الوطن،
أسمى سمائه كفن،
بكت علينا الباكية،
ونام فوقنا العفن.

عمر مطر 16-11-2001 06:50 PM

شطرنج
 
منذ ثلاثين سنة،
لم نر أي بيدق في رقعة الشطرنج يفدي وطنه،
ولم تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة،
والكل خاض حربه بخطبة ذرية، ولم يغادر مسكنه،
وكلما حيا على جهاده، أحيا العدا مستوطنة؛
منذ ثلاثين سنة،
والكل يمشي ملكا تحت أيادي الشيطنة،
يبدأ في ميسرة قاصية وينتهي في ميمنة،
الفيل يبني قلعة، والرخ يبني سلطنة،
ويدخل الوزير في ماخوره، فيخرج الحصان فوق المئذنة؛
منذ ثلاثين سنة،
نسخر من عدونا لشركه ونحن نحيي وثنه،
ونشجب الإكثار من سلاحه ونحن نعطي ثمنه؛
فإن تكن سبعا عجائب الدنى، فنحن صرنا الثامنة،
بعد ثلاثين سنة.

عمر مطر 16-11-2001 06:51 PM

شعراء البلاط
 
من بعد طول الضرب والحبس،
والفحص، والتدقيق، والجس،
والبحث في أمتعتي، والبحث في جسمي، وفي نفسي،
لم يعثر الجند على قصيدتي، فغادروا من شدة اليأس،
لكن كلبا ماكرا أخبرهم بأنني أحمل أشعاري في ذاكرتي،
فأطلق الجند شراح جثتي وصادروا رأسي،
تقول لي والدتي: "يا ولدي، إن شئت أن تنجو من النحس،
وأن تكون شاعرا محترم الحس،
سبح لرب العرش، واقرأ آية الكرسي"

عمر مطر 16-11-2001 06:51 PM

السلطان الرجيم
 
شيطان شعري زارني فجن إذ رآني،
أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان،
وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي،
وأنصح الكتمان بالكتمان،
قلت له: "كفاك يا شيطاني،
فإن ما لقيته كفاني،
إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان،
فأطرق الشيطان ثم اندفت في صدره حرارة الإيمان،
وقبل أن يوحي لي قصيدتي،
خط على قريحتي،
"أعوذ بالله من السلطان"

عمر مطر 16-11-2001 06:51 PM

انحناء السنبلة
 
أنا من تراب وماء،
خذوا حذركم أيها السابلة،
خطاكم على جثتي نازلة،
وصمتي سخاء،
لأن التراب صميم البقاء،
وأن الخطى زائلة؛
ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء،
سلوا الأرض عن مبدأ الزلزلة،
سلوا عن جنوني ضمير الشتاء،
أنا الغيمة المثقلة،
إذا أجهشت بالبكاء،
فإن الصواعق في دمعها مرسلة؛
أجل إنني أنحني فاشهدوا ذلتي الباسلة،
فلا تنحني الشمس إلا لتبلغ قلب السماء،
ولا تنحني السنبلة
إذا لم تكن مثقلة؛
ولكنها ساعة الإنحناء،
تواري بذور البقاء،
فتخفي برحم الثرى ثورة مقبلة؛
أجل إنني أنحني تحت سيف العناء،
ولكن صمتي هو الجلجلة،
وذل انحنائي هو الكبرياء،
لأني أبالغ في الإنحناء،
لكي أزرع القنبلة!

عمر مطر 16-11-2001 06:52 PM

طاغوتية
 
في بلاد المشركين،
يبصق المرء بوجه الحاكمين،
فيجازى بالغرامة؛
ولدينا نحن أصحاب اليمن،
يبصق المرء دماً تحت أيادي المخبرين،
ويرى يوم القيامة،
عندما ينثر ماء الورد،
والهيل بلا إذن على وجه أمير المؤمنين

عمر مطر 16-11-2001 06:52 PM

الثور والحضيرة
 
الثور فر من حضيرة البقر، الثور فر،
فثارت العجول في الحضيرة،
تبكي فرار قائد المسيرة،
وشكلت على الأثر،
محكمة ومؤتمر،
فقائل قال: قضاء وقدر،
وقائل: لقد كفر،
وقائل: إلى سقر،
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة،
لعله يعود للحضيرة؛
وفي ختام المؤتمر،
تقاسموا مربطه، وقسموا شعيره،
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة،
لم يرجع الثور،ولكن ذهبت وراءه الحضيرة.

عمر مطر 16-11-2001 06:52 PM

ثورة الطين
 
وضعوني في إناء،
ثم قالوا لي تأقلم،
وأنا لست بماء،
أنا من طين السماء،
أنا من روح السماء،
وإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم،
خيروني بين موت وبقاء،
بين أن أرقص فوق الحبل، أو أرقص تحت الحبل،
فاخترت البقاء: قلت أعدم،
قلت أعدم،
فاخنقوا بالحبل صوت الببغاء،
وأمدوني بصمت أبدي يتكلم.

عمر مطر 16-11-2001 06:53 PM

التهمة
 
كنت أسير مفردا أحمل أفكاري معي،
ومنطقي ومسمعي،
فازدحمت من حولي الوجوه،
قال لهم زعيمهم خذوه،
سألتهم ما تهمتي؟
فقيل لي: "تجمع مشبوه".

عمر مطر 16-11-2001 06:53 PM

الأضحية
 
حين ولدت، ألفيت على مهدي قيدا،
ختموه بوشم الحرية،
وعبارات تفسيرية،
"يا عبد العزى كن عبدا"
وكبرت ولم يكبر قيدي،
وهرمت ولم أترك مهدي،
لكن لما تدعو المسؤولية،
يطلب داعي الموت الردا،
فأكون لوحدي الأضحية،
ردوا الإنسان لأعماقي، وخذوا من أعماقي القردا،
أعطوني ذاتي كي أفني ذاتي،
ردوا لي بعض الشخصية،
كيف تفور النار بصدري وأنا أشكو البردا،
كيف سيومض برق الثأر بروحي مادمتم تخشون الرعدا،
كيف أغني وأنا مشنوق أتدلى من تحت حبالي الصوتية،
كي أفهم معنى الحرية،
وأموت فداء الحرية،
أعطوني بعض الحرية.
عملاء
الملايين على الجوع تنام،
وعلى الخوف تنام،
وعلى الصمت تنام،
والملايين التي تصرف من جيب النيام،
تتهاوى فوقهم سيل بنادق،
ومشانق،
وقرارات اتهام،
كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق،
وبتوفير الطعام؛
عرضنا يهتك فوق الطرقات،
وحماة العرض أولاد حرام،
نهضوا بعد السبات،
يبسطون البسط الحمراء من فيض دمانا،
تحت أقدام السلام،
أرضنا تصغر عاما بعد عام،
وحماة الأرض أبناء السماء،
عملاء،
لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء،
كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام،
حول جدوى القرفصاء،
وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام،
آه لو يجدي الكلام،
آه لو يجدي الكلام،
آه لو يجدي الكلام،
هذه الأمة ماتت والسلام.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.